مقدمة
يعد التعليم هو المحرك الأساسي في تطور أي أمة من الأمم، فبدون التعليم يصبح المجتمع ضعيف وهش فهوة أي مجتمع تكمن في أفراده المتعلمين والعلماء، وتزيد قوة قدرات المجتمع كلما قلة نسبة الجهل فيها، فالمجتمع المسلح بسلاح العلم والتعليم يكون قويا في حل جميع مشكلاته مهما كانت درجة صعوباتها وتجاوزها بشكل سلسل وبطرق علمية، ويعمل التعليم ايضاً على محو نسبة الامية في المجتمعات ويعطي للفرد والمجتمع معلومات كافية والتي تجعله مبتكراً وقادر على التخيل والأبداع في كثير من مجالات العلم والتكنلوجيا وغيرها من المجالات مما تساعد الدول والمجتمعات في النهوض والتقدم، حيث أن المتعلم يمر بمراحل خلال مشواره الدراسي من الابتدائي ثم المتوسط ثم الثانوي وأخيرا الجامعي.
إذ تعتبر المرحلة الابتدائية الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها في إعداد الناشئين، وهي المرحلة التي يتم بها تزويد التلاميذ بالاتجاهات السليمة والخبرات، حيث يتم تنميت المهارات الاساسية لديهم في التعلم وهي المهارات النمائية والأكاديمية كالحساب والكتابة والقراءة، وهنا يأتي دور المدرس والمدرسة في كيفية القيام على صقل مهارات ومواهب التلاميذ، وإظهارها وتنميتها من أجل رفع مستوى قدراتهم.
ومن بين هذه المهارات مهارة القراءة التي هيا من مجالات النشاط اللغوي المتميز في حياة الإنسان، إذ تعد وسيلة اتصال هامة، فهي نافذة يطل من خلالها الفرد على المعارف والثقافات المتنوعة وعامل هام في تطور الشخصية، كما أنها وسيلة من وسائل الرقي والنمو الاجتماعي والعلمي، فعن طريقها يشبع الفرد حاجاته وينمي فكره، ويثري خبراته بما تزوده من أفكار، وأراء، وخبرات، وعن طريقها ينطلق الفرد في التعليم المستمر الذي أضحى ضرورة لمواكبة التطور العلمي وتكنولوجي والتكيف الشخصي للمتغيرات السريعة والمستحدثة العصرية ولتنمية شخصيته، وتوسيع مدى رؤيته للأشياء (حمزة، 2008).
فالقراءة من أهم المهارات التي تعلم في المدرسة، فهي تهدف إلى توثيق الصلة بين الطالب والمواد القرائية وفي مقدمتها الكتاب، وتجعله يقبل عليها بسرعة ليستقي من خلالها الافكار والمعلومات التي تنمي قدراته وتجعله يستفيد بما يقرأ ويستمتع به ويكتسب من خلالها القدرات والمهارات، فالقراءة تعد من ابرز الدعائم التي يقوم عليها بناء عملية التعلم والتعليم وإذا نحن تدبرنا في جميع مراحلها تبين لنا ان القراءة إحدى الدعائم الرئيسية التي تقوم عليها ،وإنها من بين الشروط الأساسية للنجاح فيها، ولا غرو في ذلك فمعظم المواد التي تدرس في المدرسة انما تقدم الى التلاميذ في صيغة مكتوبة ومن ثم فإن القدرة على القراءة السريعة الفعالة من أهم الأدوات التي تعين على التحصيل الدراسي.
ومن بين معيقات القراءة في مرحلة الابتدائية هو صعوبات التعلم إذ شير مفهوم صعوبات التعلم إلى التفاوت بين قدرات وإمكانات الفرد المختلفة وبين تحصيله الأكاديمي، الأمر الذي أوجد حيرة ونوعا من الغموض لدى المختصين والمهتمين بهذه الفئة من التلاميذ حتى أنهم أطلقوا عليها تسمية الإعاقة الخفية أو المحيرة، ذلك لأن جوانب القوة والتميز تختفي لديهم خلف مواطن الضعف والقصور.
حيث تمثل عسر القراءة مشكلة خطيرة على المستوى العالمي ليس فقط فيما يتعلق بالفرد فحسب ولكن تمتد آثاره إلى المجتمع الذي يعيش فيه هؤلاء الأطفال فقد زاد عدد الأطفال الذين يعانون من العسر القراءة لدرجة استدعت انتباه الباحثين والخبراء، من أجل حل هذه المشكلة وقد أكد ذلك ليندجرين وزملاؤه بقولهم :« إن العسر القراءة اضطراب له تأثيرات خطيرة على النحو الأكاديمية و الاجتماعية والانفعالية لعدد كبير من الأطفال » وتوضح فوجل خطورة مشكلة عسر القراءة بقولها :
« إن الشخص الذي لا يستطيع القراءة يكون معوقا بصورة خطيرة، فالقدرة على القراءة تكون ضرورية –بصورة كبيرة- للأمان الفيزيقي للفرد، وللنجاح في التعلم في المدرسة ولتحقيق الاستقلال الاقتصادي وحتى على مدى حياة الفرد فإن القراءة تزيد من نمو الخبرة وكذلك النمو الانفعالي والعقلي » (حمزة، 2008).
تتعلق هذه الصعوبات بنمو القدرات والعمليات العقلية المسؤولة عن التوافق الدراسي للفرد، ومن ثم فإن أي اضطراب أو خلل يصيب واحدة أو أكثر من العمليات قبل الأكاديمية قد يكون أولى نتائجه الصعوبة في مجال او أكثر من المجالات المعرفية وتتعلق الصعوبات النمائية بالوظائف الدماغية، ولذا قد يكون السبب في حدوثها اضطرابات وظيفية تخص الجهاز العصبي المركزي، وقد صنفت الصعوبات النمائية التي تصيب الفرد خلال نموه هيا : (الانتباه – الإدراك – الذاكرة) (جبريل، 2012).
ومن بين العمليات والوظائف المعرفية التي حظيت هي الأخرى بالاهتمام والدراسة كونها تلعب دورا كبيرا في مختلف الأنشطة التي يقوم بها الفرد نجد الإدراك البصري باعتباره من أهم السيرورات العقلية التي تؤثر على المسار المعرفي للفرد خاصة ما يتعلق بعملية التعلم، فحدوث أي اضطراب في عملية الإدراك البصري يؤدي إلى ظهور صعوبات في التعلم وفي التحصيل الدراسي، خاصة في تعلم المهارات المدرسية الأساسية كالقراءة والكتابة.
ذلك أن الإدراك البصري عملية معرفية مركبة ومرحلة أساسية من مراحل تجهيز المعلومات القادمة من العالم الخارجي من خلال المنافذ البصرية لأجل تفسيرها وإعطاءها المعاني، وفي حالة حدوث خلل أو اضطراب في أحد مهاراته يظهر لدى الطفل ما يعرف بصعوبات التعلم.
أجريت هذه الدراسة بابتدائية الرضوان بلدية العطف ولاية غرداية وتمت هذه الدراسة بعد انتهاء من عملية التشخيص، من (13فيفري2022) الى (10مارس2022).
1. الجانب المنهجي
1.1. الإطار العام للدراسة
1.1.1. إشكالية الدراسة
وانطلاقا من كل سبق تأتي هذه الدراسة التي تهدف إلى تصميم برنامج تدريبي يساعد على تنمية الإدراك البصري والتخفيف من اضطراباته وبالتالي تعديل صعوبات تعلم القراءة بتحسين مستواهما. فجاءت هذه الدراسة لتحقق من فعالية برنامج التدريبي لتنمية الادراك البصري لذوي عسر القراءة لدى تلاميذ السنة الثالثة ابتدائي ومن أجل هذا سنحاول الاجابة على هذا التساؤل :
-
هل توجد فروق ذات دلالة احصائية في درجات مقياس الادراك البصري قبل وبعد تطبيق برنامج تنمية الادراك البصري لدى تلاميذ عسر القراءة السنة الثالثة ابتدائي؟
-
هل توجد فروق ذات دلالة احصائية في درجات مقياس القراءة قبل وبعد تطبيق برنامج تنمية الادراك البصري لدى تلاميذ عسر القراءة السنة الثالثة ابتدائي؟
2.1.1. أهمية الدراسة
-
تبرز أهمية الدراسة من خلال التطرق لصعوبات تعلم القراءة كونها من أبرز صعوبات التعلم في المرحلة الابتدائية، وهيا الأكثر شيوعا لدى أغلب التلاميذ وهذا ما يرصد من خلال ملاحظات وشكاوى المعلمين المتكررة من مظاهر سلبية على قراءة هؤلاء التلاميذ، مما يعوق تعلمهم المدرسي
-
لفت الأنظار إلى ضرورة الكشف عن التلاميذ ذوي صعوبات القراءة في الفصول العادية وإعداد برامج علاجية لهم
-
معرفة مدى أهمية التعرف على علاقة اضطرابات الإدراك البصري بصعوبات تعلم القراءة
3.1.1. منهج وعينة الدراسة وحدودها
في هذا البحث استخدمنا المنهج شبه التجريبي وهو تصميم السلاسل الزمنية، وفيه تخضع مجموعة واحدة تجريبية للمتغير المستقل بعد أن يتم اختبارها اختبارا قبليا، ثم تخضع العينة لاختبار بعدي لمقارنة نتائجها بنتائج الاختبارات القبلية من أجل معرفة أثر المتغير المستقل (المبعوث، 2012). والوقوف على مدى فاعلية برنامج تنمية الادراك البصري لتلاميذ عسر القراءة السنة.
تم اختيار عينة الدراسة الأساسية بطريقة قصدية وقد تم تشخيصهم من طرف الاخصائي النفسي بابتدائية الرضوان وبعد تطبيق أدوات التشخيص وكان عددهم (14) تراوحت أعمارهم بين (9-10سنوات) وقد اختير التلاميذ بطريقة قصدية حيث يعانون من عسر القراءة وتتوفر فيهم الشروط التالية:
-
أن تكون نسبة ذكائهم متوسطة فما فوق أو ممتازة وذلك حسب اختبار مصفوفات رافن للذكاء
-
غير معيدين للسنة الدراسية وتتراوح أعمارهم ما بين (9-10) سنوات
-
ألا يكون لديهم اضطرابات حسية أو عقلية أو جسمية
-
أن يكون لديهم عسر القراءة وذلك من خلال تطبيق اختبار القراءة واختبار الإدراك البصري
وتم العمل مع مجموعة واحدة حيث تم تطبيق القياس القبلي والبعدي عليها
2.1. المفاهيم الاجرائية
-
البرنامج التدريبي: هو مجموعة من الحصص أو الجلسات التي تحتوي على سلسلة من الأنشطة التي وضعت على أساس علمي منظم ومرتب، لتنمية مهارات الإدراك البصري وأثره على تحسين مستوى التلاميذ ذوي عسر القراءة من إعداد الباحثة.
-
الادراك البصري: هو قدرة الطفل على تمييز بين الحروف والأشكال المتشابهة وإيجاد الفروق بينهما وإعادة انتاج هذه الحروف والأشكال وفق القدرات المعرفية والمهارتية التي سوف تنمى لديه من خلال البرنامج المقترح.
-
عسر القراءة: هي الصعوبة الكبيرة التي تواجه تلميذ السنة الثالثة ابتدائي في التعرف على الكلمة أو فك رموزها أو فهم معانيها وتظهر من خلال الإضافة والحذف والإبدال والتكرار والقراءة المتقطعة وعدم التفريق بين الحروف المتشابهة شكلا ولفظا.
3.1. أدوات الدراسة
تحتوي الدراسة على ثلاثة اختبارات وتم اختيارها ضمن موضوع الدراسة بشكل مباشر وهي :
-
اختبار تشخيصي لعسر القراءة
-
اختبار تشخيصي للإدراك البصري
-
اختبار مصفوفات المتتابعة الملونة لرافن
4.1. البرنامج التدريبي المصمم من طرف الباحثة
-
مفهوم البرنامج : هو مجموعة من الحصص أو الجلسات التي تحتوي على سلسلة من الأنشطة التي وضعت على أساس علمي منظم ومرتب، لتنمية مهارات الإدراك البصري وأثره على تحسين مستوى القراءة لتلاميذ عسر القراءة
-
الهدف العام من البرنامج
-
تنمية الإدراك البصري كأحد المداخل علاج عسر القراءة
-
أن يدرك التلاميذ بصريا بين الحروف والكلمات المتشابهة بصريا
-
التخفيف من حدة صعوبات تعلم القراءة وتحسين مستوى هذه المهارة.
-
الأهداف الاجرائية
-
أن يميز التلميذ بصريا بين الاشكال المتشابهة
-
أن يميز التلميذ بصريا بين الحروف المتشابهة
-
أن يميز التلميذ بصريا بين الكلمات المتشابهة
-
أن يتمكن التلميذ بتمييز بين الشكل والارضية
-
أن يتمكن التلميذ من مهارة الاغلاق البصري بين الاشكال والكلمات
-
أهمية البرنامج :تكمن أهمية البرنامج الحالي في تنمية الإدراك البصري لدى التلاميذ ذوي عسر القراءة من خلال الجلسات التطبيقية باستعمال بعض الاستراتيجيات والفنيات مما يساعدهم على التكيف مع المدرسة والمجتمع والحد من مشكلات التعلم.
-
الاستراتيجية
-
ويعد أسلوب تحليل المهمة Analysis Task من أهم الأساليب التدريسية الحديثة، والذي يعتمد على تمكين المتعلم من إتقان عناصر المهمة الجزئية حيث يركز على تسلسل، وتبسيط المهمة التعليمية، وخاصة عندما تكون المهام التعليمية مركبة (علي، 2018).
-
ويذكر حسن جام (2010) أن المقصود بتحليل المهمة التعليمية هي عملية تجزئة المعرفة المراد تعلمها بصيغ متسلسلة، ومتتابعة بهدف اكتساب المتعلم تلك المعرفة المنشودة، بمعنى آخر عملية تحليل الهدف العام إلى المكونات الرئيسية والفرعية النهائية، والقابلة للتحقق فالمهمة ليست هدف إنما هي الموضوعات أو المفاهيم الرئيسية في الموضوع (علي، 2018).
-
الفنيات المستعملة
-
النمذجة : وهي تتضمن تغيير سلوك العميل نتيجة ملاحظته لسلوك شخص آخر هو النموذج وتستخدم النمدجة على نطاق واسع (رمضاني، 2019 - 2020).
-
التعزيز : تقديم كلمات الشكر والثناء والمدح على الإجابات الصحيحة وتشجيع الإجابات الفاشلة وتقديم عبارات المحفزة والهدف من ذلك حث التلاميذ على التفكير الصحيح وزيادة دافعية التعلم أو ما يسمى بدافعية الانجاز (حطراف نور الدين، 2017).
-
صدق المحكمين :قد تم عرض البرنامج على (15) محكم، منهم دكاترة وأساتذة في الجامعة ومستشارين في إطار التعليم وكذلك أساتذة في التعليم الابتدائي، وقد اسفرت النتائج التحكيم الى تعديل بعض الاهداف الاجرائية، وحذف الاجراءات العملية التي لا تخدم الاهداف، وكذلك اضافة وقت الجلسة في كل من الجلسة التمهيدية والاخيرة من (15د) الى (30د).
2. نتائج الدراسة
قبل التحقق من صحة الفرضيات، نتأكد من شروط الاختبارات البارمترية للبيانات
1.2. تأكد من التوزيع الطبيعي للعينة
كما هو واضح في الشكل رقم 1 فإن توزيع العينة معتدل.
-
اختيار العينة تم بطريقة قصدية، وحجمها صغير أقل من (30)
لهذا سنلجئ إلى الاختبارات »لابرمتري" وهو اختبار ويلكوكسن Test Wilcoxon لدراسة الفروق بين القياس القبلي والبعدي.
2.2 عرض وتحليل الفرضيات
1.2.2 عرض وتحليل الفرضية الاولى
تنص الفرضية الأولى على أنه : توجد فروق ذات دلالة احصائية في درجات مقياس الادراك البصري قبل وبعد تطبيق برنامج تنمية الادراك البصري لدى تلاميذ عسر القراءة السنة الثالثة ابتدائي.
أسفرت النتائج على ما يلي :
الجدول 6. يبين نتائج اختبار ويلكوكسن لمعرفة الفروق بين الاختبار القبلي والبعدي للإدراك البصري
مستوى الدلالة |
قيمة Z |
الانحراف المعياري |
المتوسط الحسابي |
قيمة N |
الاختبار |
3.304 |
.010 |
23.500 |
2.954 |
15 |
القبلي |
35.642 |
2.530 |
||||
البعدي |
يتبين من النتائج الموضحة في الجدول رقم (06) وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي، حيث بلغت قيمة (3.30Z =) وكما نلاحظ أن أقل قيمة (Sig =0.001) وهي أقل قيمة عند مستوى دلالة (0.05≥ α).
وهذا يعني أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي في المجموعة التجريبية، مما يؤكد لنا فعالية البرنامج التدريبي في تنمية الادراك البصري لتلاميذ السنة الثالثة ابتدائي ذوي عسر القراءة في تنمية الادراك البصري.
تأكد دراسة بوخراز آسية (2016) لوجــد فــروق ذات دلالــة إحصــائية في نتــائج الإدراك البصــري، حيث بلغت قيمة اختبار ت (40.06) مما يوكد وجود فروق دالة احصائيا عند مستوى دلالة (0.01) بــين القياســين القبلــي والبعــدي لــدى المجموعة التجريبية من التلاميذ ذوي عسر القراءة ما يبين أن المجموعة التجريبية قد استفادت من البرنامج التدريبي.
واتفقت دراسة محمود علي عزيز الدين علي (2018) ولخصت النتائج لوجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05) بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في اختبار الادراك البصري في اتجاه قياس البعدي. وبالتالي فقد حقق تحسن ملحوظ في مهارات الادراك البصري في القياس البعدي لدى مجموعة البحث التجريبية التي تعرضت للبرنامج ويعود هذا التحسن إلى فعالية البرنامج الذي راعت العديد من الجوانب في نجاحه، إذ نلاحظ أن فرقا واضحا بين التطبيقين القبلي والبعدي في مهارات الإدراك البصري، ملامح اضطراب الإدراك البصري قد تراجعت بوضوح، حيث تحسن مستوى هؤلاء التلاميذ في نشاطهم الإدراكي البصري فأصبحت لديهم قدرة أكثر على التمييز والتعرف على الرموز المكتوبة اتجاهاتها مما يساعد على إمكانية قراءتها أو كتابتها.
2.2.2 عرض وتحليل الفرضية الثانية
تنص الفرضية الثانية على أنه : توجد فروق ذات دلالة احصائية في درجات مقياس القراءة قبل وبعد تطبيق برنامج تنمية الادراك البصري لدى تلاميذ عسر القراءة السنة الثالثة ابتدائي.
الجدول 7. يبين نتائج اختبار ويلكوكسن Wilcoxon Test لاختبار القراءة
قيمة Z |
مستوى الدلالة |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
قيمة N |
الاختبار |
3.301 |
57.857 |
2.107 |
15 |
القبلي |
|
41.642 |
4.413 |
البعدي |
يتبين من النتائج الموضحة في الجدول رقم (07) وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي، حيث بلغت قيمة (3.301Z =) وكما نلاحظ أن أقل قيمة (Sig =0.01) وهي أقل قيمة عند مستوى دلالة (0.05≥ α).
وهذا يعني أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي في المجموعة التجريبية، مما يؤكد لنا فعالية البرنامج التدريبي في تنمية الادراك البصري لتلاميذ السنة الثالثة ابتدائي ذوي عسر القراءة في تحسين مستوى القراءة.
تأكد دراسة بوخراز آسية (2016) لوجــد فــروق ذات دلالــة إحصــائية في نتــائج اختبار القراءة، حيث بلغت قيمة ت (25.06) مما يؤكد فروق دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (0.01 ) بــين القياســين القبلــي والبعــدي لــدى المجموعة التجريبية من التلاميذ ذوي عسر القراءة ما يبين أن المجموعة التجريبية قد استفادت من البرنامج التدريبي.
واتفقت دراسة محمود علي عزيز الدين علي (2018) ولخصت النتائج لوجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05) بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في اختبار عسر القراءة لصالح المجموعة التجريبية.
وبالتالي فقد حقق تحسن ملحوظ لمهارة القراءة في القياس البعدي لدى مجموعة البحث التجريبية التي تعرضت للبرنامج ويعود هذا التحسن إلى فعالية البرنامج في تنمية قراءة هؤلاء التلاميذ إذ نلاحظ فرقا واضحا بين التطبيقين القبلي والبعدي في مهارة القراءة وكذا مهارات الإدراك البصري، كما أن ملامح صعوبات التعلم القراءة قد تراجعت بوضوح، حيث تحسن مستوى هؤلاء التلاميذ في نشاطهم الإدراكي البصري فأصبحت لديهم قدرة أكثر على التمييز والتعرف على الرموز المكتوبة وتحديد اتجاهاتها مما يساعد على إمكانية قراءتها، وهذا ما أدى على تنمية مهارة القراءة لديهم وتراجع صعوباتها.
الاستنتاج العام
من خلال ما تعرضنا اليه من الدراسات التي بنيت لتنمية الادراك البصري لذوي عسر القراءة وتحسين مستوى القراءة وفي ضوء ما أسفرت علبه دراستنا والتي تطرقنا فبها إلى واحدة من هذه القدرات المعرفية وهي : الإدراك البصري الذي يعد مهارة أولية مهمة جدا لاكتساب المعارف حيث وضعنا فرضيتين توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي في المجموعة التجريبية، مما يؤكد لنا فعالية البرنامج التدريبي في تنمية الادراك البصري لتلاميذ السنة الثالثة ابتدائي ذوي عسر القراءة في تنمية الادراك البصري.
وتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي في المجموعة التجريبية، مما يؤكد لنا فعالية البرنامج التدريبي في تنمية الادراك البصري لتلاميذ السنة الثالثة ابتدائي ذوي عسر القراءة في تحسين مستوى القراءة.