تعزيز مهارات الحس الحركي لدى طلاب المرحلة الابتدائية من خلال برنامج ترفيهي يعتمد على الألعاب التقليدية

Amélioration des compétences sensorimotrices chez les élèves du primaire grâce à un programme récréatif basé sur des jeux traditionnels

Enhancing Sensory Motor Skills in Primary School Students through a Recreational Program Featuring Traditional Games

راشد حمية Hamia Rachedi, جمال تقيق Djamel Teguig قدور براهيمي Keddour Brahimi

p. 213-231

راشد حمية Hamia Rachedi, جمال تقيق Djamel Teguig قدور براهيمي Keddour Brahimi, « تعزيز مهارات الحس الحركي لدى طلاب المرحلة الابتدائية من خلال برنامج ترفيهي يعتمد على الألعاب التقليدية », Aleph, Vol 10 (4-1) | 2023, 213-231.

راشد حمية Hamia Rachedi, جمال تقيق Djamel Teguig قدور براهيمي Keddour Brahimi, « تعزيز مهارات الحس الحركي لدى طلاب المرحلة الابتدائية من خلال برنامج ترفيهي يعتمد على الألعاب التقليدية », Aleph [], Vol 10 (4-1) | 2023, 13 October 2022, 07 December 2023. URL : https://aleph.edinum.org/9748

تهدف الدراسة إلى التحقق من أثر برنامج مقترح من الألعاب التقليدية لتطوير بعض المهارات الحسية الحركية لتلاميذ المرحلة الابتدائية، وتتكون عينة الدراسة من (70) تلميذا سنهم بين (08-11 سنة). واعتمدت الدراسة على المنهج التجريبي، واستخدمت الدراسة مجموعة من الأدوات مثل اختبار جون رافن لقياس درجة الذكاء، ومجموعة من الاختبارات الحركية لقياس المهارات الحسية الحركية، بالإضافة إلى البرنامج الترويحي، وانتهت الدراسة إلى التحقق من أثر البرنامج المقترح حيث تحسنت المهارات الحسية الحركية لتلاميذ المجموعة التجريبية.

L'étude visait à vérifier l'effet d'un programme de jeux traditionnels proposé pour développer certaines compétences sensorimotrices chez les élèves du primaire. L'échantillon de l'étude était composé de (70) élèves âgés de (08 à 11 ans). Les résultats de l'étude étaient les suivants : Il existe des différences statistiquement significatives entre les mesures pré et post-programme du groupe expérimental en ce qui concerne le développement de certaines compétences sensorimotrices, en faveur du test post-programme.

The study aimed to verify the effect of a program of traditional games proposed to develop some sensory-motor skills for primary school students. The study sample consisted of (70) students aged between (08-11 years). and the results of the study were as follows: There are statistically significant differences in the pre and post measurements of the experimental group in developing some sensory motor skills in favor of the post test.

مقدمة

يعد الاهتمام بالطفولة من أهم المعايير التي يقاس بها تقدم المجتمعات وتطورها، فهذا الاهتمام في الواقع اهتمام لمستقبل الأمة، فإعداد الأطفال ورعايتهم في الجوانب كافة هو إعداد لمواجهة التحديات الحضارية التي تفرضها مقتضيات التطور والتغيير السريع الذي نعيشه اليوم، فمرحلة الطفولة هي مرحلة التكوين والإعداد التي تُرسم فيها ملامح شخصية الطفل مستقبلا، وتتشكل فيها العادات والاتجاهات، وتنمو فيها مختلف الميولات والاستعدادات كما تنمو فيها القدرات، وتتطور فيها المهارات وتُكتشف وتتمثل فيها القيم الروحية والتقاليد والأنماط السلوكية.

ويعد اللعب أحد المجالات التي تساعد في بناء شخصية الطفل، وذلك لما يمنحه من فرص للتعبير عن ذاته وقدراته وإبداعاته، كما أنه مجال غني بالأنشطة التي تشبع حاجة الطفل الملحة للحركة والتأمل والإبداع، والتي يكسب من خلالها اللياقة البدنية والحركية والنفسية والمهارية. والألعاب التقليدية هي أحد مظاهر الألعاب الصغيرة الترويحية الحركية، وهي بالنسبة للطفل أحد العناصر المكونة لشخصيته والتي تُنمّي لديه التفاعل الاجتماعي، الذي يظهر في الترابط والتعاون بين رفاق اللعب، كما تساهم في إكسابه القيم والمفاهيم التي تدخل في عملية التنشئة الاجتماعية، وهي تلك الألعاب البسيطة النابعة من البيئة والتي يمارسها الأفراد في مراحل مختلفة من العمر تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل من الآباء إلى الأجداد وتتضمن جميع أنواع الألعاب المتصلة بالجري والقفز والتسلق والمطاردة والتأرجح والتوازن والتصويب والمهارات الحركية الأخرى.

ومن خلال الملاحظة الميدانية لدرس التربية البدنية في المدارس يلاحظ أنّ الطريقة المتبعة في إخراجه وبشكل خاص في المرحلة الابتدائية لا تعنى بالطرق من حيث تحقيقها للأهداف التعليمية (حسية حركية، معرفية، عاطفية وجدانية) بسبب النقص الكبير في الأجهزة والمعدات إلى جانب نقص خبرة معلمي التعليم الابتدائي في التخطيط، وإيجاد بدائل يمكن أن تساهم في تحقيق الأهداف التعليمية لهذه المرحلة العمرية الحرجة، وتزامنا مع فقدان الطفل لحاجته للعب في حياته وغزو الآلات الإلكترونية وحياة الكسل والخمول. ومن أجل إحياء تراثنا الشعبي اللامادي الخاص بالجنوب الجزائري، استخدم الباحث في هذه الدراسة مجموعة من الألعاب التقليدية ذات الطابع الحسي الحركي الخاصة بمدينة ورقلة والتي تتناسب مع المرحلة العمرية وإمكانياتهم البدنية التي تمّ اختيارها على أُسس علمية يهدف من خلالها تطوير الجهاز العصبي والحركي، من أجل تنمية بعض المهارات الحسية والحركية على اعتبار أنّ هذه الألعاب ليست مجرد لهو ومضيعة للوقت، إنّما هي ألعاب تساهم في تنمية التوافق العضلي العصبي. من خلال ما تقدم فإنّ إشكالية بحثنا تتمحور في التساؤل الآتي : ما هو أثر برنامج ترويحي قائم على الألعاب التقليدية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية لتلاميذ الطور الابتدائي ؟.

وذلك من خلال الإجابة على الأسئلة الآتية:

  • هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي للمجموعة الضابطة في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية؟ .

  • هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية ؟.

  • هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الاختبار البعدي بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية؟ .

1. الجانب المنهجي

1.1. الإطار العام للدراسة

1.1.1. فرضيات الدراسة

  1. الفرضية الأساسية للدراسة: للبرنامج الترويحي المبني على الألعاب التقليدية أثر في تطوير المهارات الحسية الحركية لدى تلاميذ التعليم الابتدائي .

  2. الفرضيات الفرعية للدراسة:

  • لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي للمجموعة الضابطة في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية.

  • توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية لصالح الاختبار البعدي.

  • توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الاختبار البعدي بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية لصالح المجموعة التجريبية.

2.1.1. أهداف الدراسة

  1. الهدف الرئيس: معرفة أثر البرنامج الترويحي المقترح القائم على الألعاب التقليدية في تطوير بعض (المهارات الحسية الحركية) لتلاميذ الطور الابتدائي ؟

  2. الأهداف الفرعية:

  • معرفة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية لصالح الاختبار البعدي.

  • 2. معرفة وجود فروق ذات دلالة إحصائية في الاختبار البعدي بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية لصالح المجموعة التجريبية (البرنامج الترويحي) .

  • وضع برنامج ترويحي من الألعاب التقليدية قائم على أسس علمية للارتقاء بمستوى القدرات الحسية الحركية لدى تلاميذ الطور الابتدائي، مبني على الألعاب التقليدية.

  • محاولة جمع وتوثيق مختلف الألعاب والنشاطات الحركية الخاصة بالجنوب الشرقي الجزائري وحمايتها من الاندثار.

3.1.1. أهمية الدراسة

موضوع الدراسة يحمل في أعماقه الكثير من الدلائل والمؤشرات التي تبرز أهميته، حيث تسلط الضوء على واقع ممارسة التربية البدنية والرياضية داخل المنظومة التربوية وفي المدرسة على وجه الخصوص، كونها تبحث في أثر برنامج ترويحي مبني على الألعاب التقليدية وأثره في تنمية وتطوير بعض المهارات الحسية الحركية لدى عينة من تلاميذ الطور الابتدائي، لذا فإن أهمية الدراسة تظهر في الجوانب الآتية:

  • تصميم برنامج مقترح من الألعاب التقليدية قائم على أسس علمية يهدف إلى تنمية وتطوير بعض المهارات الحسية الحركية لدى الطفل في الطور الابتدائي.

  • لفت الانتباه لاستعمال طريقة الألعاب التقليدية داخل المؤسسات الابتدائية لأنها تتماشى وخصوصيات المرحلة العمرية وتحقق أهداف التربية البدنية والرياضية.

4.1.1. الدراسات السابقة والمشابهة

  1. دراسة حماء (1996( : هدفت الدراسة إلى جمع مجموعة من الألعاب الشعبية الليبية بغرض التعرف على تأثير استخدام الألعاب الشعبية الحركية المقترحة على تنمية القدرة على التعلم لأطفال المرحلة الابتدائية، وأجريت الدراسة على عينة مكونة من 32 تلميذا من الصف الرابع ابتدائي، استخدم الباحث المنهج التجريبي بنظام المجموعة الواحدة، من أهم النتائج أن الألعاب الشعبية الليبية المقترحة والتي اشتملت على مجموعة من الحركات المتنوعة والمختلفة باستعمال المكان والاتجاهات والأدوات، ساعدت على تنمية القدرة على التعلم الحركي، ولها تأثير إيجابي على تنمية تلك القدرة .

  2. دراسة إبراهيم (2004(: هدفت الدراسة إلى جمع مجموعة من الألعاب الشعبية بغرض التعرف على تأثير استخدام الألعاب الشعبية المقترحة في تطوير مستوى القابلية الذهنية للأطفال، وأجريت الدراسة على عينة متكونة من 40 طفلا 20 إناثا و20 ذكورا، استخدم الباحث المنهج التجريبي، وتوصلت الدراسة إلى أن الألعاب الشعبية المقترحة والتي اشتملت على مجموعة من الحركات المختلفة والمتنوعة باستعمال الاتجاهات والمكان والأدوات مكنت من تطوير مستوى القابلية الذهنية .

  3. دراسة دارا عزيز (2011( :هدفت الدراسة إلى الكشف عن أثر الألعاب الشعبية في تطوير بعض القدرات البدنية والحركية لتلاميذ الصف الرابع والخامس الابتدائي بعمر (10-11)، وأجريت الدراسة على عينة من تلاميذ الصف الرابع والخامس من مدرسة الجامعة الابتدائية للبنين في الساحل الأيسر من مدينة الموصل والبالغ عددهم (109) تلاميذ، وعدد أفراد العينة 40 تلميذا، استخدم الباحث المنهج التجريبي، كما استخدم مجموعة من الاختبارات الخاصة لقياس بعض القدرات البدنية والحركية، ومن أهم النتائج المتوصل إليها أن الألعاب الشعبية أثرت بشكل مباشر وكبير في تطوير القدرات البدنية لتلاميذ الصف الرابع والخامس بعمر 11 سنة.

  4. دراسة كمبش (2012( :هدفت الدراسة إلى توظيف الألعاب الشعبية كوسيلة لإخراج درس التربية البدنية والرياضية لأجل تطوير الإدراك الحسي– الحركي على اعتبار أنها ألعاب تساهم في تنمية التوافق العضلي العصبي، وهي الأصل في الملاحظة والإدراك، وأجريت الدراسة على عينة ضمت 60 تلميذا من التلاميذ بعمر (06-08) سنوات في الصف الأول الابتدائي في مدرسة ديالي بالعراق، استخدمت الباحثة المنهج التجريبي ذا التصميم التجريبي لمجموعتين ضابطة وتجريبية، كما استخدمت مجموعة من الأجهزة والأدوات في تطبيق الاختبارات، ومن أهم النتائج المتوصل إليها أن للألعاب الشعبية دورا كبيرا في تنمية الإدراك الحس ــــــ حركي بالمقارنة مع الألعاب الرياضية الاعتيادية .

  5. دراسة قويدر بن براهيم (2018( :هدفت الدراسة إلى التعرف على برنامج الألعاب الصغيرة على المهارات الحركية وبعض القدرات الإدراكية الحسية الحركية لطفل ما قبل المدرسة (4-6) سنوات استخدم الباحث عينة منتقاة بدقة تكونت من 48 طفلا لغرض التعرف على مدى تأثير البرنامج باعتماد المنهج التجريبي وبتوظيف مجموعة اختبارات لقياس المهارات الحركية، أسفرت النتائج فاعلية استخدام هاته الألعاب المقترحة في تطوير المهارات الحركية الأساسية ورفع كفاءة الإدراك الحس- حركي لطفل ما قبل المدرسة، وأن هناك فروقا ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين الضابطة والتجريبية ولصالح المجموعة التجريبية .

  6. دراسة مقشوش وآخرون(2020( : هدفت الدراسة إلى التعرف على الدور الذي تلعبه الألعاب شبه الرياضية في تطوير القدرات الإدراكية الحس حركية لأطفال التربية التحضيرية. تكونت عينة الدراسة من (70) طفلا لأطفال المرحلة التحضيرية مختارين بالطريقة العشوائية، وذلك باعتماد المنهج التجريبي وتوظيف مجموعة من الاختبارات لقياس القدرات الإدراكية الحس حركية، أسفرت النتائج وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات المجموعتين التجريبية والضابطة بعد تطبيق البرنامج ولصالح المجموعة التجريبية في جميع بنود الاختبار.

  7. دراسة عوينيى (2020(: هدفت الدراسة إلى التعرف على فاعلية برنامج الألعاب الحركية في تنمية بعض القدرات الإدراكية (الحس-حركية) وصفة التوازن لأطفال الابتدائي (6-7 سنوات)، وذلك باعتماد المنهج التجريبي، وقد شملت عينة الدراسة 22 تلميذا تم تقسيمهم بالطريقة العشوائية تجريبية وضابطة بواقع 11 تلميذا لكل مجموعة، استخدم الباحث مقياس (دايتون) المسحي للإدراك للأطفال، وخلصت الدراسة إلى أن البرنامج المقترح للألعاب الحركية والتقليدية أثر إيجابي على صفة التوازن وبعض القدرات الإدراكية (الحس-حركية)

5.1.1. مفاهيم أساسية لمصطلحات الدراسة

  1. الترويح:

  • مصطلح الترويح مشتق من أصل لاتيني عرف بالإنجليزية Recréation وتعني التجديد والخلق والابتكار، وقد تم استخدامه في بادئ الأمر لتعريف النشاط الإنساني الذي يتم اختياره عن دافع شخصي والذي يؤدي إلى تنشيط الفكر ليكون قادرا على ممارسة عمله. (هدى وماهر ،2000، ص 115) .

  • الترويح هو نشاط اختياري ممتع للفرد ومقبول من المجتمع يمارس في أوقات الفراغ، ويسهم في بناء الفرد وتنميته. (خطاب،1977، ص 30).

  • نعرفه في هذه الدراسة: النشاط الرياضي الذي يمارس في وقت الفراغ والذي يختاره الفرد بدافع شخصي لممارسته، والذي يكون من نتائجه إكساب العديد من القيم البدنية والخلقية والاجتماعية والمعرفية وإكساب الفرح، وهو يحمل في طياته المعنى الحقيقي للعب والمرح بما تحمله الكلمة من معاني .

  1. البرنامج الترويحي: هو مجموعة من الأنشطة الترويحية المنظمة تحت إشراف رائد الترويح من أجل تحقيق هدف التربية الترويحية ألا وهو تغيير سلوك الأعضاء أثناء وقت الفراغ إلى سلوك أمثل، وذلك عن طريق تنمية معلومات ومهارات. (تهاني، 2001، ص 233)
    نعرفه في هذه الدراسة: أنه برنامج لا صفي مكون من مجموعة متنوعة من الأنشطة الترويحية المنظمة مبنية من الألعاب التقليدية الخاصة بمنطقة ورقلة التي تنفد تحت إشراف مختص تربوي مؤهل في فترة زمنية وإمكانيات محددة لتحقيق أهداف معينة إجرائيا، وهي تطوير بعض المهارات الحسية الحركية لدى الطفل.

  2. الألعاب التقليدية (الشعبية) : هي نشاط جسمي وعقلي تؤدى بحركات معينة لها جذورها في ماضي الشعب ولكل لعبة، رموزها وحركاتها وتحقق للطفل المتعة أثناء ممارسته لها، خاصة عندما يحقق فوزا أو ربحا رمزيا . (الزغبي، 2018، ص7)،
    نعرفه في هذه الدراسة: هو مجموعة الألعاب التقليدية الخاصة بمنطقة ورقلة والمختارة وفق عملية تتناسب مع تطوير بعض المهارات الحسية الحركية لدى الطفل.

  3. المجال الحسي الحركي : هي المعلومات القادمة من الأعصاب الحسية الموجودة داخل المغازل العضلية كإحساس المشي على رمال عميقة والإحساس الحركي عند حمل شيء ثقيل والإحساس الناتج عن ملامسة الخصم أو أداة (مزروع، 2016، ص 112)،
    نعرفه في هذه الدراسة : هو قدرة الطفل على التقاط المعلومات الحركية من الوسط المحيط به بمختلف الأجهزة الحسية ومن ثم إدراكها ومعالجتها على مستوى الأجهزة العصبية المركزية بعد نقلها بواسطة سيالة عصبية حسية لتأتي ترجمتها في شكل مهارات حركية عن طريق العضلات والتحرك وفق إيقاع محدد والقدرة على معرفة الأشكال وتقدير المسافة والحجم بالإضافة إلى اكتسابه للياقة البدنية من رشاقة، واتزان، وتوافق، وسرعة رد الفعل.

  4. المهارات الحسية الحركية :هي القدرة على توظيف ميكانيكية الجسم لأداء الواجب الحركي بدرجة تمكن الفرد من إنجاز هدف أو عمل معين ومدى السيطرة على هذا الأداء وتميزه بالتوافق والتحكم والوعي(صيام وأبو الفتوح ،2018،ص20).
    نعرفه في هذه الدراسة : هو سلسلة من الحركات العضلية المتناسقة التي تنجح في أداء مهمة معينة، وتلعب الحواس دورها في عملية تعلم المهارات الحركية حيث تنتقل الإحساسات إلى الدماغ لتتحول إلى إدراك، أي تنظيم المعلومات التي يتم استقبالها من مختلف الحواس وتأويلها ومدى السيطرة على هذا الأداء، وتميزه بالتوافق والتحكم والوعي، والذي يستهدف المهارات الحركية التالية ( المشي باتزان، سرعة رد الفعل، التوافق، الرشاقة) .

2.1. منهجية البحث وإجراءاته الميدانية

1.2.1. منهج الدراسة

اعتمدنا على التصميم التجريبي للاختبارين القبلي والبعدي للمجموعتين (التجريبية والضابطة) والذي يعتمد أساسا على قياس المجموعتين (تجريبية وضابطة) قياسا قبليا (قبل إجراء التجربة)، ثم قياسا بعديا (بعد إجراء التجربة)، مع عدم تعرض المجموعة الضابطة للمتغير التجريبي (البرنامج الترويحي المقترح)، والفروق الموجودة بين القياسين (القبلي والبعدي) والتي تثبت أو تنفي صحة فروض الدراسة .

2.2.1. مجتمع الدراسة

يتكون مجتمع الدراسة من أطفال المرحلة الابتدائية لمدينة ورقلة المسجلين في السنة الدراسية (2020 - 2021) والبالغ عددهم (25077) طفلا من غير التحضيري مقسمين على (3781) فوجا وفق إحصائيات الخريطة المدرسية التابعة لمديرية التربية لولاية ورقلة .

3.2.1. عينة الدراسة

تكونت عينة الدراسة من (70) تلميذا يشكلون فوجين للسنة الثالثة ابتدائي من ابتدائية عقبة بن نافع القصر، فوج يمثل المجموعة التجريبية وقوامها (35) تلميذا والآخر يمثل المجموعة الضابطة وقوامها (35) تلميذا، وتم اختيار هذين الفوجين بعد تطبيق اختبارات المهارات الحسية الحركية على (250) تلميذا يشكلون (06) أقسام للتعليم الابتدائي من (03) ابتدائيات من المقاطعة الإدارية الأولى لورقلة، وقد تم اختيار هذه المقاطعة عشوائيا من طرف مصلحة التكوين والتفتيش لمديرية التربية لولاية ورقلة

4.2.1. مجالات الدراسة

لقد أجريت الدراسة الميدانية، على مستوى المدارس الابتدائية التابعة للمقاطعة التربوية السادسة لمديرية التربية لولاية ورقلة، والمقدر عددها (06) ابتدائيات للسنة الدراسية 2020-2021 وفق إحصائيات الخريطة المدرسية التابعة لمديرية التربية لولاية ورقلة، وتم تطبيق البرنامج التعليمي المقترح بابتدائية عقبة بن نافع القصر ورقلة .

5.2.1. أدوات الدراسة

  1. أدوات ضبط العينة: تم تصميم استمارة لجمع المعلومات من التلاميذ تشمل(المستوى التعليمي للوالدين، العمر الزمني، مستوى الذكاء، الترتيب الميلادي)، كما تم قياس مستوى المهارات الحسية الحركية قبل تطبيق البرنامج.

  2. أدوات الجانب التطبيقي:

  • - استبيان يضم مجموعة من القدرات الحس حركية التي تتماشى مع متطلبات المرحلة العمرية (8-11) سنة عرضت على مجموعة من الأساتذة والمحكمين لأخذ آراءهم.

  • استبيان يضم مجموعة من الاختبارات المقننة عرضت على الأساتذة المحكمين للأخذ بآرائهم حول أنسب الاختبارات التي تقيس بصدق وثبات وموضوعية المتغير التابع المراد قياسه.

  • استبيان يضم مجموعة من الألعاب التقليدية الخاصة بمنطقة ورقلة عرض على الأساتذة المحكمين للأخذ بآرائهم حول أنسب الألعاب التي يمكن تطبيقها على المرحلة العمرية (8-11) سنة لتطوير بعض المهارات الحس حركية.

  • كما اعتمدنا على اختبارات مقننة بعد ترشيحها من بعض المحكمين تقيس الجانب الحس حركي والمتمثل في اختبارات (نط الحبل – الجري حول الدائرة – المشي على العارضة - اختبار الجري لمسافة 20 م وعرض 2 م –(ثم عرضها ومناقشتها مع خبراء متخصصين.

3.1. الخصائص السيكو مترية لأدوات الدراسة

  1. . صدق المحتوى: تمثلت هذه الخطوة باستطلاع آراء عدد من الأساتذة والدكاترة، وذلك للاسترشاد بآرائهم وعددهم 13 محكما.

  2. الصدق التمييزي: بعد ترتيب درجات المقياس تنازليا من الأكبر إلى الأصغر تمت المقارنة بين 33 %من المستوى العلوي مع 33 %من المستوى السفلي، ثم طبق بعد ذلك اختبار «ت» لدلالة الفروق بين متوسطي لعينتين وأسفرت النتائج على القدرة التمييزية للاختبار.

  3. الثبات بطريقة الاختبار وإعادة الاختبار لاختبار المهارات الحس حركية : قمنا بإجراءات أولية، وهذا من أجل حسـاب معامل الثبات لكل اختبار بطريقة (اختبار- إعادة اختبار)، حيث طبقت الاختبارات الأولى على عينـة مـن التلاميذ قوامها 20 تلميذا، وبعـد أسبوعين قمنا بإعادة الاختبار على نفس الأفراد في نفس الظروف، من خلال هذه الخطوة، تناولنا تلك الاختبارات بالتجريب للتأكد من ثقلها العملي، بعد تجميع النتائج وحساب الارتباط بين التطبيقين وبلغ معامل الثبات (0.74)، ومنه تبين أن الاختبار يتمتع بمعنوية عالية من الاستقرار والثبات.

4.1. الأساليب الإحصائية

استخدمت الدراسة أساليب إحصائية متنوعة في معالجة البيانات، توزعت على ثلاثة مسارات وهي : أساليب إحصائية في حساب الخصائص السيكو مترية لأدوات الدراسة، وأساليب إحصائية استخدمت في التحقق من التجانس بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة، وأساليب إحصائية استخدمت في التحقق من فروض الدراسة، وقد تم استخدام برنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية SPSS، وتم تطبيق المقاييس والأساليب التالية :

  • معامل ارتباط (بارسون) لحساب الثبات.

  • اختبار «ت» لدلالة الفروق.

  • اختبار «ت» لعينتين مرتبطتين.

  • مربع ايتا (n²) لحساب حجم الأثر.

  • تحليل التباين المشترك (ANCOVA).

5.1. التجربة الاستطلاعية

من أجل الوقوف على السلبيات التي قد تواجه تجربة البحث قمنا بإجراء تجربة استطلاعية بتطبيق اختبارات المهارات الحسية الحركية على (250) تلميذا يشكلون (06) أقسام للتعليم الابتدائي من (03) ابتدائيات من المقاطعة الإدارية الأولى لورقلة، وأربع وحدات تعليمية للبرنامج المقترح على 10 تلاميذ من السنة الثانية ابتدائي من غير عينة البحث، وقد تم اختيار هذه المقاطعة تلقائيا من طرف مصلحة التكوين والتفتيش لمديرية التربية لولاية ورقلة .

2. عرض وتفسير نتائج الدراسة

1.2.الفرضية الأولى

1.1.2. عرض نتيجة الفرضية الأولى

تنص الفرضية الأولى على أنه «لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي للمجموعة الضابطة في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية».

وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام اختبار «ت» لدلالة الفروق بين مجموعتين مرتبطتين، وكانت النتائج كالتالي:

جدول يوضح نتائج اختبار (ت) لدلالة الفروق بين متوسطي المجموعة الضابطة في القياسين القبلي والبعدي على المهارات الحسية الحركية

المؤشر الإحصائي

وحدة القياس

المتوسط

الحسابي

الانحراف

المعياري

درجة

الحرية

قيمة «ت»

المحسوبة

مستوى الدلالة

نط الحبل

عدد

القبلي

1.08

1.06

34

0.158

0.875

البعدي

1.05

1.05

الجري حول الدائرة

الثانية وأجزاؤها

القبلي

5.25

0.63

34

0.565 -

0.576

البعدي

5.34

0.63

المشي على العارضة

الثانية وأجزاؤها

القبلي

2.81

0.53

34

0.672

0.506

البعدي

2.71

0.66

سرعة

رد الفعل

الثانية وأجزاؤها

القبلي

2.35

0.52

34

1.468

0.151

البعدي

2.14

0.45

تبين من خلال المعالجة الإحصائية أن المتوسط الحسابي في القياس القبلي لمهارة نط الحبل المقدر بـ (01.08) أكبر من المتوسط الحسابي للقياس البعدي المقدر بـ (01.05) وقيمة «ت» المحسوبة تقدر بـ (0.158) عند درجة الحرية (34) بمستوى دلالة قدره (0.875) وهو أكبر مستوى (0.05). كما تبين أن المتوسط الحسابي في القياس القبلي لمهارة الجري حول الدائرة المقدر بـ (05.25) أقل من المتوسط الحسابي للقياس البعدي المقدر بـ (05.34) وقيمة «ت» المحسوبة تقدر بـ (0.565-) عند درجة الحرية (34) بمستوى دلالة قدره (0.576) وهو أكبر مستوى (0.05). كما تبين أن المتوسط الحسابي في القياس القبلي لمهارة المشي على العارضة المقدر بـ (02.81) أكبر من المتوسط الحسابي للقياس البعدي المقدر بـ (02.71) وقيمة «ت» المحسوبة تقدر بـ (0.672) عند درجة الحرية (34) بمستوى دلالة قدره (0.506) وهو أكبر مستوى (0.05). كما تبين أن المتوسط الحسابي في القياس القبلي لمهارة سرعة رد الفعل المقدر بـ (02.35) أكبر من المتوسط الحسابي للقياس البعدي المقدر بـ (02.14) وقيمة «ت» المحسوبة تقدر بـ (0.468) عند درجة الحرية (34) بمستوى دلالة قدره (0.151) وهو أكبر مستوى (0.05). وبما أن جميع قيم (ت) المحسوبة لجميع بنود الاختبار أكبر من مستوى الدلالة (0.05) فهذا يدل على أن الفرق بين المتوسطين في القياسين القبلي والبعدي ليس له دلالة إحصائية.

2.1.2. تفسير نتيجة الفرضية الأولى

يتضح من النتائج أن مستوى المهارات الحسية الحركية لدى أطفال المجموعة الضابطة لم يتحسن بدليل عدم وجود فروق بين متوسطي درجات المجموعة الضابطة في القياسين القبلي والبعدي في مجموع اختبارات المهارات الحسية الحركية، ويرجع ذلك إلى أن المجموعة الضابطة لم تنل قدرا من التعليم والتدريب من بعض الأنشطة التي قد تساهم في تنمية وتطوير بعض المهارات الحسية الحركية، ولم تتعرض للخبرات وممارسة المهام المختلفة التي يتضمنها البرنامج الترويحي المبني على الألعاب التقليدية، وقد اتفقت نتائج هذا الفرض مع دراسة المصطفى (2003) ودراسة بومسجد (2004)، ودراسة البرزنجي والسعدي (2005) ودراسة حمودة والحايك (2009) ودراسة كمبش (2012)، واتفق أيضا مع دراسة كروش وبولحبال (2017) التي خلصت في مجملها إلى أن الفرق بين متوسطي الفروق في الاختبار القبلي والبعدي للعينة الضابطة في جميع بنود الاختبار غير دال إحصائيا.

2.2. الفرضية الثانية

1.2.2. عرض نتيجة الفرضية الثانية

تنص الفرضية الثانية على أنه «توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية لصالح الاختبار البعدي  ».

وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام اختبار «ت» لدلالة الفروق بين مجموعتين مرتبطتين، وكانت النتائج كالتالي:

جدول يوضح نتائج اختبار (ت) لدلالة الفروق بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على اختبار المهارات الحسية الحركية

المؤشر الإحصائي

وحدة القياس

المتوسط

الحسابي

الانحراف

المعياري

درجة

الحرية

قيمة «ت»

المحسوبة

مستوى

الدلالة

نط الحبل

عدد

القبلي

1.02

1.04

34

15.445-

0.000

البعدي

3.91

0.65

الجري حول الدائرة

الثانية وأجزاؤها

القبلي

5.63

0.81

34

6.982

0.000

البعدي

4.50

0.43

المشي على العارضة

الثانية وأجزاؤها

القبلي

4.19

1.47

34

7.123

0.000

البعدي

2.30

0.41

سرعة

رد الفعل

الثانية وأجزاؤها

القبلي

2.50

0.31

34

6.530

0.000

البعدي

2.07

0.15

تبين من خلال المعالجة الإحصائية أن المتوسط الحسابي في القياس القبلي لمهارة نط الحبل المقدر بـ (01.02) أكبر من المتوسط الحسابي للقياس البعدي المقدر بـ (03.91)، وقيمة « ت » المحسوبة تقدر بـ (15.445-) عند درجة الحرية (34) بمستوى دلالة قدره (0.000) وهو أكبر مستوى (0.05)، كما تبين أن المتوسط الحسابي في القياس القبلي لمهارة الجري حول الدائرة المقدر بـ (05.63) أكبر من المتوسط الحسابي للقياس البعدي المقدر بـ (04.50)، وهذا يعتبر تحسنا في زمن الجري كما يلاحظ أن قيمة « ت » المحسوبة تقدر بـ (6.982) عند درجة الحرية (34) بمستوى دلالة قدره (0.000) وهو أكبر مستوى (0.05) كما تبين أن المتوسط الحسابي في القياس القبلي لمهارة المشي على العارضة المقدر بـ (04.19) أكبر من المتوسط الحسابي للقياس البعدي المقدر بـ (02.30) وهذا يعتبر تحسنا في زمن المشي وأن قيمة « ت » المحسوبة تقدر بـ (7.123) عند درجة الحرية (34) بمستوى دلالة قدره (0.000) وهو أكبر مستوى (0.05) كما تبين أن المتوسط الحسابي في القياس القبلي لمهارة سرعة رد الفعل المقدر بـ (02.50) أكبر من المتوسط الحسابي للقياس البعدي المقدر بـ (02.07)، وهذا يعتبر تحسنا في زمن رد الفعل وأن قيمة « ت » المحسوبة تقدر بـ (6.530) عند درجة الحرية (34) بمستوى دلالة قدره (0.000) وهو أكبر مستوى (0.05)، وبما أن جميع قيم (ت) المحسوبة لجميع المهارات أكبر من مستوى الدلالة (0.05). نستنتج أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية لصالح الاختبار البعدي.

وللتأكد من فاعلية الطريقة المتبعة مع المجموعة التجريبية تم حساب حجم الأثر Effect Size باستخدام مربع ايتا (η2)، وكانت النتائج كما هو مبين في ما يلي :

جدول يوضح نتائج اختبار (η2) ومقدار حجم الأثر للطريقة المتبعة في تنمية المهارات الحسية الحركية للمجموعة التجريبية

المتغير المستقل

المتغير التابع

قيمة 2)

مقدار حجم الأثر

الطريقة المتبعة

نط الحبل

0.68

كبير

الجري حول الدائرة

0.52

كبير

المشي على العارضة

0.48

كبير

سرعة رد الفعل

0.58

كبير

ويرجع ذلك إلى أثر المتغير المستقل (البرنامج المقترح)، وعليه يتم رفض الفرضية الصفرية ونستنتج أنه يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطي درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس المهارات الحسية الحركية، وعلى ذلك يمكن الحكم بأن البرنامج المقترح كان فعالاً في تنمية المهارات الحسية الحركية لدى أطفال المجموعة التجريبية. إذ أن النسبة تُعد ضعيفة إذا كانت قيمة (إيتا2 =0,01) ومتوسطة إذا كانت القيمة (إيتا2 =0,06) وكبيرة إذا كانت القيمة (إيتا2 =0,14)، والجدول (17) يوضح ذلك: (الفارقي، 2012، ص35)

جدول يفسر قيمة (η2)

الأداة المستخدمة

حجم التأثير


η2

ضعيف

متوسط

كبير

0,01

0,06

0,14

2.2.2. تفسير نتيجة الفرضية الثانية 

دلت النتائج وجود فرق جوهري دال إحصائيا بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي للمهارات الحسية الحركية لصالح القياس البعدي للمجموعة التجريبية في مجموع اختبارات المهارات الحسية الحركية، وهذا الفرق يعزى إلى البرنامج المقترح وهذا ما تفسره قيمة η2)) التي تدل على حجم أثر البرنامج المقترح باستخدام أسلوب الألعاب التقليدية في خطط دروس التربية البدنية للمرحلة الابتدائية كنشاط تعليمي منتج باستعمال الأجهزة والأدوات البسيطة، وتعد هذه النتيجة منطقية في ضوء ما أسفرت عليه الدراسات السابقة، والتي أظهرت فعالية البرامج التعليمية والتدريبية في تنمية المهارات الحسية الحركية لدى الطفل، وبالتالي اتفقت نتيجة هذه الفرضية مع نتائج الدراسات التي تناولت هذا الموضوع نذكر منها : دراسة حماء (1996) ودراسة العزة (1997) وكروجر Kruger وونج Wang(2003)، ودراسة عزيز (2011) وكمبش (2012)، ودراسة قويدر بن براهيم (2018) وغويني ومقشوش مفيدة وآخرون (2020) والتي أكدت جميعها وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبارين القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية ولجميع بنود الاختبار المطبق في القياس على الأطفال لصالح الاختبار البعدي.

هذه النتائج تدل دلالة واضحة وأكيدة على أن الألعاب التقليدية التي احتواها البرنامج الترويحي وجرى تطبيقه على عينة الدراسة التجريبية قد أثر تأثيرا مباشرا وكبيرا في تطوير المهارات الحسية والحركية موضوع البحث لديهم، كما تدل على مدى تفاعلهم مع هذه الألعاب التي قدمت لهم خلال الوحدات التعليمية واستيعابهم لها.

3.2. الفرضة الثالثة

1.3.2. عرض نتيجة الفرضة الثالثة

تنص الفرضية الثالثة على أنه " توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الاختبار البعدي بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية لصالح المجموعة التجريبية.

وللتحقق من هذه الفرضية، تمّ استخدام تحليل التباين المشترك (ANCOVA) كطريقة للضبط الإحصائي على اعتبار القياس القبلي كمتغير مصاحب حتى يمكن إزالة أي تأثير وإرجاعه للمتغير المستقل، والنتائج مبينة في الجدول التالي:

جدول يوضح نتائج اختبار تحليل التباين المشترك ANCOVA لأثر البرنامج المقترح

مصدر التباين

مجموع المربعات

درجات الحرية

متوسط المربعات

قيمة «ف»

مستوى الدلالة

القياس القبلي

(المتغير المصاحب)

1.071

1

1.071

1.538

0.219

نوع المجموعة

102.559

1

102.559

147.302

0.000

الخطأ

46.649

67

0.696

المجموع

150.279

69

يتضح من خلال المعالجة الإحصائية أن قيمة (ف) النسبية تساوي (147.302)، وهذه القيمة ذات دلالـة إحصائية عند مستوى (0.000)، وهذا يدل على وجود فرق دال إحصائياً بين متوسطي درجات المجموعتين الضابطة والتجريبية على القياس البعدي بعد تثبيت أثر القياس القبلي، وفي ضوء المتوسطات المعدلة للمجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة نجد أن الفروق جاءت لصالح المجموعة التجريبية، وهذا ما يتبين من خلال المتوسط المعدل للمجموعة الضابطة (12.06) وهو أقل من المتوسط المعدل للمجموعة التجريبية (14.85)، وعليه يتم رفض الفرضية الصفرية ونستنتج أنه يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسط درجات أطفال المجموعة التجريبية ومتوسط درجات أطفال المجموعة الضابطة في القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية.

جدول يوضح المتوسطات الحسابية القبلية والبعدية والمعدلة حسب المجموعة

المجموعة

المتوسط الحسابي للقياس القبلي

المتوسط الحسابي للقياس البعدي

المتوسط المعدل

التجريبية

12.39

14.41

14.85

الضابطة

11.96

12.00

12.06

من خلال الجدول نلاحظ أن المتوسط المعدل للمجموعة الضابطة (12.06) وهو أقل من المتوسط المعدل للمجموعة التجريبية (14.85)، وعليه يتم رفض الفرضية الصفرية ونستنتج أنه يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسط درجات أطفال المجموعة التجريبية ومتوسط درجات أطفال المجموعة الضابطة في القياس البعدي.

2.3.2. تفسير نتيجة الفرضية الثالثة

يمكن تفسير هذه النتيجة بأن إجراءات البرنامج الترويحي القائم على استخدام الألعاب التقليدية له أثر إيجابي فقد ساهم في تحسين مستوى المهارات الحسية الحركية لدى أطفال المجموعة التجريبية، بالمقارنة مع أطفال المجموعة الضابطة، وقد تعزى هذه النتيجة إلى ما يتصف به البرنامج المقترح القائم على الأسس العلمية وما تضمنه من أنشطة وخبرات حركية خاصة بتنمية جوانب النمو الحس حركي، وبالتالي اكتساب الخبرات الضرورية لنمو المهارات الحسية الحركية وهذا ما يتفق مع نتائج دراسة رحيم (2000) وصيام (2001)، ودراسة صالحات وخضر وآخرون (2004) وتنسجم هذه النتيجة بوجه عام وتتفق مع ما توصلت إليه نتائج دراسة حمودة والحايك (2009) ودراسة الدليمي (2010) وكمبش (2012) وغويني ومقشوش مفيدة وآخرون (2020) حيث توصلت كل تلك الدراسات إلى نتيجة واضحة وهي وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة لصالح المجموعة التجريبية. مما يؤكد كفاية وفعالية البرنامج الترويحي في تنمية وتطوير مستوى المهارات الحسية الحركية لدى أطفال المرحلة الابتدائية.

3. الاستنتاج العام

قامت هده الدراسة على فكرة مؤداها أن تحسين السلوك الحسي للطفل وتكوين خبرات حركية أولية تساهم في سرعة استيعابه وتنمية عملية الإحساس لديه، ولذلك استهدفت الألعاب التقليدية الترويحية كنوع من أنواع البرامج الحركية لتحسين مستوى هذه المهارات الحركية، وهي بذلك تبنت نفس الأهداف التي تبنتها نظرية تكوين عقل الطفل للعالم السويسري بياجيه (1896-1980) إذ يرى أن

«النشاط الحركي للطفل هو أساس نموه العقلي وأن التوافق الحسي الحركي هو أول خطوة من خطوات التفكير وأن اللعب هو المدخل الذي عن طريقه يتفاعل الطفل مع الحقيقة في الخارج فيتمثلها عن طريق الإدراك الحسي والفهم، وبما أن الطفل في نظر بياجيه ينمو بصورة متدرجة من المرحلة الحسية إلى المرحلة الحركية وجب أن نساعده على ممارسة أنواع مختلفة من النشاطات الحركية الحرة والتدريبات الحية واللعب »(الخوالدة،2003، ص 30)

يأتي هذا متفقا مع ما أشار إليه علاوي (1982) إلى أن المتطلبات الحركية المتعددة للألعاب الصغيرة وتنوعها واستخدامها للأدوات، وارتباط ذلك بعنصر المرح والسرور يسهم بقدر كبير على تنمية أعضاء الحواس المتعددة والمختلفة وتنمية القدرة الوظيفية لمختلف أجهزة الجسم ويعمل على إكساب الفرد الخبرات الحركية المتعددة ويؤدي الى ترقية القدرات الإدراكية الحركية، كما اتفق كل من كورين (1980) وهايود (1986) وجاليهو (1986) من أن

«قدرات الأطفال الحسية الحركية تزداد كفاءة من خلال ممارسة الأنشطة الحركية المتنوعة التي تتميز باستقلالية الحركة كالألعاب التي تستخدم فيها أهمية المكان والاتجاهات والأشكال الهندسية والأرقام الحسابية بالإضافة إلى عنصر المنافسة، مما يؤدي إلى تنمية الحركات الطبيعية والمهارات والقدرات البدنية والحركية» (البرزنجي والسعدي،2005، ص225)

فكلما زادت القدرة الحسية زادت قدرته على أداء المهارات الوظيفية، فالحواس هي أبواب المعرفة الأولى لذا يجب التركيز عليها في تعليم الأطفال حتى يتمكن الطفل من تنمية قدراته الحسية الحركية التي تلعب دورا هاما في تسريع العملية التعليمية، لأنه يطور عملياته العقلية والنفسية، وأن الدول الحديثة تتجه نحو تحفيز القدرات الحسية بعد أن أكدت الدراسات استغلال هذه القدرات التي تؤدي إلى التحصيل بشكل أفضل.

خاتمة

تعد الألعاب التقليدية الترويحية أحد أنواع الألعاب الحركية تأثيرا على الجوانب البدنية والفيزيولوجية والنفسية والاجتماعية للطفل، كما تساعد على رفع كفاءة أجهزتهم الحيوية وتقوي عضلاتهم وتقلل من توتراتهم العصبية والنفسية، وما توصلنا إليه من نتائج، يدل دلالة واضحة وأكيدة أن الألعاب التقليدية التي احتواها البرنامج المعد من طرفنا وجرى تطبيقه على عينة الدراسة التجريبية قد أثر تأثيرا مباشرا وكبيرا في تطوير المهارات الحسية الحركية موضوع البحث، كما تدل على مدى تفاعلهم مع هذه الألعاب التي قدمت لهم خلال الوحدات التدريبية واستيعابهم لها

لذى فإن دعوتنا لتطوير اللعب التقليدي تتوجه لتطوير وسيط تربوي غني مؤثر، يشكل عنصرا فعالا في إنماء الأطفال وتكوين شخصياتهم بأبعادها الفكرية والاجتماعية والخلقية والجسمية والحس حركية، وما نقصده بتطوير اللعب التقليدي هنا هو إحياؤه والمحافظة عليه وتحسين مكوناته، مع تطوير أدواته وأساليب ممارسته، وإعادة تصميمه وتنظيمه والاعتراف بقيمته التربوية، والإشراف عليه، وإدخاله كجزء من المناهج التعليمية الرسمية في المؤسسات التربوية يؤازر المنهاج الرسمي في أداء مهماته وأغراضه التربوية، ويؤازر المؤسسة الثقافية في المحافظة على التراث الثقافي كدلالة تربوية تشير إلى حضارة المجتمع الجزائري خاصة وحضارة المجتمع العربي عامة.

التوصيات والاقتراحات

في ضوء ما تم استخلاصه من نتائج الدراسة نقترح ما يلي:

  • اعتماد الألعاب التقليدية ضمن منهج دروس التربية الرياضية لتطوير القدرات البدنية والحركية لتلاميذ المرحلة الابتدائية بعد أن ثبت تأثيرها في تطوير هذه القدرات، فضلا عن أنها لا تحتاج إلى الأجهزة والأدوات التي تتطلبها دروس التربية البدنية.

  • ضرورة إدراج الألعاب التقليدية ضمن منهاج التربية والتعليم في المراحل التعليمية المختلفة وإقامة المهرجانات والمسابقات الرياضية في الألعاب التقليدية.

  • إعادة النظر في مفردات الخطط التدريسية للمرحلة الابتدائية لتنسجم مع التطور الحاصل في كافة المجالات ولتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية لهذه المرحلة.

  • إعطاء أهمية كبيرة لمختلف الأنشطة الرياضية الترويحية، وذلك لتلبية حاجيات الطفل الحسية والحركية والوظيفية وتحقيق نمو عضلي وحركي متزن.

  • إدراج حصة النشاط البدني الرياضي في المدارس الابتدائية كضرورة لا تحتمل التأخير، وذلك لأهمية النشاط البدني عبر باقي المراحل العمرية الموالية للفرد.

  • الاعتماد على النشاط الرياضي واللعب كوسيلة مهمة في تحقيق غايات تربوية واجتماعية وبدنية

  • تكامل هذه الدراسات إن أمكن مع دراسات أخرى في أقطار أخرى على الموضوع نفسه لغرض الكشف عن دلالات تربوية جديدة تؤكد أهمية القيمة التربوية للعب التقليدي.

المراجع

حسن محمود محمد هدى وحسن محمود محمد ماهر (2000).الترويح وأهميته في التوافق الاجتماعي للمعاقين الإعاقة الذهنية.ط1. الإسكندرية. دار الوركاء للطباعة

عطيات محمد خطاب (1977). أوقات الفراغ. ط2. القاهرة. دار المعارف.

عبد السلام تهاني (2001). الترويح والتربية الترويحية. ط1. القاهرة. دار الفكر العربي.

الزغبي أحمد شريف (2018). الألعاب الشعبية الأردنية. ط 1. الأردن. دار يافا العلمية.

السعيد مزروع (2016). تطبيقات في نظرية ومنهجية التربية البدنية والرياضية. ط1. الجزائر. منشورات دار الخلدونية.

خالد سعيد النبي صيام، محمد كمال أبو الفتوح عمر (2018). فاعلية استخدام الألعاب الصغيرة الترويحية في تنمية المهارات الحركية لدى الاطفال التوحيديين وأثره على مهاراتهم الوظيفية المرتبطة بأنشطة الحياة اليومية. المجلة التربوية العدد الحادي والخمسون.

الفارقي طلال هزاع حسن (2012). واقع الدلالة الإحصائية والدلالة العلمية للبحوث المنشورة بمجلة جامعة أم القرى للعلوم التربوية والاجتماعية والإنسانية. رسالة ماجستير. كلية التربية. جامعة أم القرى. السعودية.

الخوالدة محمد محمود (2003). اللعب الشعبي عند الطفل ودلالته التربوية في إنماء شخصياتهم. ط1. عمان. دار المسيرة.

وليد كمال البرزنجي، نبيل محمود السعدي (2005). أثر استخدام الألعاب الصغيرة في تطوير قدرات الإدراك الحسي الحركي لتلاميذ المرحلة الابتدائية بعمر (6-8 سنوات). مجلة الفتح العدد الثاني والعشرون.

راشد حمية Hamia Rachedi

جامعة قاصدي مرباح ورقلة

جمال تقيق Djamel Teguig

جامعة قاصدي مرباح ورقلة

قدور براهيمي Keddour Brahimi

جامعة قاصدي مرباح ورقلة

© Tous droits réservés à l'auteur de l'article