مقدمة
تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل العمرية في حياة الانسان ويعد الاهتمام الاهتمام بها من أهم المحددات التي يقاس بها تقدم المجتمعات وتطورها، فهذا الاهتمام في الواقع اهتمام لمستقبل الأمة، فإعداد الأطفال في كافة هو إعداد لمواجهة التحديات الحضارية التي تفرضها مقتضيات التغيير والتطور الذي نعيشه اليوم، فمرحلة الطفولة هي مرحلة الاعداد والتكوين تُرسم فيها ملامح شخصية الطفل مستقبلا، وتتشكل فيها الاتجاهات والاستعدادات كما تنمو فيها القدرات وتتطور المهارات والقيم الروحية وتتمثل والتقاليد والأنماط السلوكية.
اللعب دورا حيويا لا يمكن انكاره في تربية الاطفال وإنمائهم كما أنه مجال غني بالأنشطة التي تشبع حاجة الطفل الملحة للحركة والتأمل والإبداع، والتي يكسب من خلالها اللياقة البدنية والحركية والنفسية والمهارية. والألعاب التقليدية هي أحد مظاهر الألعاب الصغيرة الترويحية الحركية، وهي بالنسبة للطفل أحد العناصر المكونة لشخصيته والتي تُنمّي لديه التفاعل الاجتماعي، الذي يظهر في الترابط والتعاون بين رفاق اللعب، كما تساهم في إكسابه القيم والمفاهيم التي تدخل في عملية التنشئة الاجتماعية (الخوالدة ،2003،ص15)، وهي تلك الألعاب البسيطة النابعة من البيئة والتي يمارسها الأفراد في مراحل مختلفة من العمر تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل من الآباء إلى الأجداد وتتضمن جميع أنواع الألعاب المتصلة بالجري والقفز والتسلق والمطاردة والتأرجح والتوازن والتصويب والمهارات الحركية الأخرى.(الخوالدة ،2003،ص17).
ومن خلال زيارتنا الميدانية لحصص التربية البدنية في المدارس الابتدائية يلاحظ أنّ الطريقة المتبعة في تدريس حصة التربية البدنية والرياضية في المرحلة الابتدائية لا تعنى بالطرق من حيث تحقيقها للأهداف التعليمية (حسية حركية، معرفية، عاطفية وجدانية) بسبب عدم توفر أساتذة التربية البدنية في هده المرحلة بالإضافة إلى النقص الكبير في الأجهزة والمعدات إلى جانب نقص خبرة معلمي التعليم الابتدائي في التخطيط، وإيجاد بدائل يمكن أن تساهم في تحقيق الأهداف التعليمية لهذه المرحلة العمرية الحرجة، وتزامنا مع فقدان الطفل لحاجته للعب في حياته وغزو الآلات الإلكترونية وحياة الكسل والخمول. ومن أجل إحياء تراثنا الشعبي اللامادي الخاص بالجنوب الجزائري وخاصة الألعاب التقليدية ذات الطابع الحسي الحركي الخاصة بمدينة ورقلة والتي تتناسب مع المرحلة العمرية وإمكانياتهم البدنية التي تمّ اختيارها على أُسس علمية من أجل تنمية بعض المهارات الحسية والحركية على اعتبار أنّ هذه الألعاب تهدف إلى تنمية التوافق العصبي العضلي. من خلال ما تقدم فإنّ إشكالية دراستنا تتمحور في التساؤل الاتي: ما هو أثر برنامج ترويحي قائم على الألعاب التقليدية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية لتلاميذ الطور الابتدائي؟
وذلك من خلال الإجابة على الأسئلة الآتية:
-
هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي للمجموعة الضابطة في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية؟.
-
هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية ؟.
-
هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الاختبار البعدي بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية؟.
1. الجانب المنهجي
1.1. الإطار العام للدراسة
1.1.1. فرضيات الدراسة
-
الفرضية الأساسية للدراسة: للبرنامج الترويحي المبني على الألعاب التقليدية أثر في تطوير المهارات الحسية الحركية لدى تلاميذ التعليم الابتدائي.
-
الفرضيات الفرعية للدراسة:
-
لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي للمجموعة الضابطة في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية.
-
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية لصالح الاختبار البعدي.
-
توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الاختبار البعدي بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية لصالح المجموعة التجريبية.
2.1.1. أهداف الدراسة
-
الهدف الرئيس: معرفة أثر البرنامج الترويحي المقترح القائم على الألعاب التقليدية في تطوير بعض (المهارات الحسية الحركية) لتلاميذ الطور الابتدائي ؟
-
الأهداف الفرعية:
-
معرفة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية لصالح الاختبار البعدي.
-
2. معرفة وجود فروق ذات دلالة إحصائية في الاختبار البعدي بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية لصالح المجموعة التجريبية (البرنامج الترويحي).
-
وضع برنامج ترويحي من الألعاب التقليدية قائم على أسس علمية للارتقاء بمستوى القدرات الحسية الحركية لدى تلاميذ الطور الابتدائي، مبني على الألعاب التقليدية.
-
محاولة جمع وتوثيق مختلف الألعاب والنشاطات الحركية الخاصة بالجنوب الشرقي الجزائري وحمايتها من الاندثار.
3.1.1. أهمية الدراسة
موضوع الدراسة يحمل في أعماقه الكثير من المؤشرات و الدلالات التي تبرز أهميته، حيث تسلط الضوء على ممارسة التربية البدنية والرياضية داخل المدارس الابتدائية على وجه الخصوص، كونها تبحث في أثر برنامج ترويحي مبني على الألعاب التقليدية وأثره في تنمية وتطوير بعض المهارات الحسية الحركية على عينة من تلاميذ المرحلة الابتدائية، ومنه فإن أهمية الدراسة تظهر في الجوانب الآتية:
-
تصميم برنامج من الألعاب التقليدية يهدف إلى تنمية وتطوير بعض المهارات الحسية الحركية لدى الطفل في الطور الابتدائي.
-
لفت الانتباه لاستعمال طريقة الألعاب التقليدية داخل المؤسسات الابتدائية لأنها تتماشى وخصوصيات المرحلة العمرية وتحقق أهداف التربية البدنية والرياضية.
4.1.1. الدراسات السابقة والمشابهة
-
دراسة حماء (1996( : هدفت الدراسة التعرف على تأثير استخدام الألعاب الشعبية الحركية المقترحة على تنمية القدرة على التعلم لأطفال المرحلة الابتدائية، وتناولت الدراسة عينة مكونة من 32 تلميذا من الصف الرابع ابتدائي، استخدم الباحث المنهج التجريبي بنظام المجموعة الواحدة، من أهم النتائج أن هده الالعاب المقترحة والتي اشتملت على مجموعة من الحركات المختلفة والمتنوعة، ساعدت على تنمية القدرة على التعلم الحركي ولها تأثير إيجابي على تنمية تلك القدرة.
-
دراسة إبراهيم (2004(: هدفت الدراسة على تأثير استخدام الألعاب الشعبية المقترحة في تطوير مستوى القابلية الذهنية للأطفال، أقيمت الدراسة على عينة متكونة من 40 طفلا 20 إناثا و20 ذكورا، استخدم الباحث المنهج التجريبي، وتوصلت الدراسة إلى أن الألعاب الشعبية المقترحة والتي شملت على مجموعة من الحركات المتنوعة المختلفة مكنت من تطوير مستوى القابلية الذهنية.
-
دراسة دارا عزيز (2011( :هدفت الدراسة إلى إلى معرفة أثر الألعاب الشعبية في تطوير بعض القدرات البدنية والحركية لتلاميذ الصف الرابع والخامس الابتدائي بعمر (10-11)، وأقيمت الدراسة على عينة من تلاميذ الصف الرابع والخامس من مدرسة الجامعة الابتدائية للبنين في الساحل الأيسر من مدينة الموصل والبالغ عددهم (109) تلاميذ، وعدد أفراد العينة 40 تلميذا، استخدم الباحث المنهج التجريبي، كما استخدم مجموعة من الاختبارات الخاصة لقياس بعض القدرات البدنية والحركية، ومن أهم النتائج المتوصل إليها أن الألعاب الشعبية لها تأثير كبير ومباشر على تطوير القدرات البدنية لتلاميذ الصف الرابع والخامس بعمر 11 سنة.
-
دراسة كمبش (2012( :هدفت الدراسة إلى توظيف الألعاب الشعبية في درس التربية البدنية والرياضية لأجل تطوير الإدراك الحسي– الحركي على اعتبار أنها ألعاب تساهم في تنمية التوافق العضلي العصبي، وهي الأصل في الملاحظة والإدراك وطبقت الدراسة على عينة ضمت 60 تلميذا من التلاميذ بعمر (06-08) سنوات في الصف الأول الابتدائي في مدرسة ديالي بالعراق، استخدمت الباحثة المنهج التجريبي ذا التصميم التجريبي لمجموعتين ضابطة وتجريبية، كما استخدمت مجموعة من الأجهزة والأدوات في تطبيق الاختبارات، ومن أهم النتائج المتوصل إليها أن للألعاب الشعبية لها دور هام وكبير في تنمية الإدراك الحس ــــــ حركي بالمقارنة مع الألعاب الرياضية العادية.
-
دراسة قويدر بن براهيم (2018( :هدفت الدراسة على تأثر برنامج من الألعاب الصغيرة على المهارات الحركية وبعض القدرات الإدراكية الحسية الحركية لطفل ما قبل المدرسة (4-6) سنوات على عينة تكونت من 48 طفلا لغرض التعرف على مدى تأثير البرنامج باعتماد المنهج التجريبي وبتوظيف مجموعة اختبارات لقياس المهارات الحركيةوتوصلت النتائج إلى فاعلية استخدام هاته الألعاب ساهمت في تطوير المهارات الحركية الأساسية ورفع كفاءات الإدراك الحس- حركي لطفل ما قبل المدرسة، وأن هناك فروقا إحصائية بين المجموعتين الضابطة والتجريبية ولصالح المجموعة التجريبية.
-
دراسة مقشوش وآخرون(2020( : هدفت الدراسة إلى التعرف على الدور الذي تلعبه الألعاب الشبه رياضية في تطوير القدرات الإدراكية الحس حركية لأطفال التربية التحضيرية، شملت الدراسة عينة من (70) طفلا لأطفال المرحلة التحضيرية مختارين بالطريقة العشوائية، وذلك باعتماد المنهج التجريبي وتوظيف مجموعة من الاختبارات لقياس القدرات الإدراكية الحس حركية، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات المجموعتين التجريبية والضابطة بعد تطبيق البرنامج ولصالح المجموعة التجريبية في جميع بنود الاختبار.
-
دراسة عوينيى (2020(: هدفت الدراسة إلى التعرف على فاعلية برنامج الألعاب الحركية في تنمية بعض القدرات الإدراكية (الحس-حركية) وصفة التوازن لأطفال الابتدائي (6-7 سنوات)، اعتمد الباحث على المنهج التجريبي، شملت عينة الدراسة 22 تلميذا تم تقسيمهم بالطريقة العشوائية إلى مجموعتين تجريبية وضابطة بواقع 11 تلميذا لكل مجموعة، استخدم الباحث مقياس (دايتون) المسحي للإدراك للأطفال، وخلصت الدراسة أن البرنامج المقترح من الألعاب الحركية والتقليدية أثر ايجابي على صفة التوازن وبعض القدرات الإدراكية (الحس-حركية)
5.1.1. مفاهيم أساسية لمصطلحات الدراسة
-
الترويح:
-
مصطلح الترويح مشتق من أصل لاتيني عرف بالإنجليزية Recréation وتعني التجديد والخلق والابتكار، وقد تم استخدامه في بادئ الأمر لتعريف النشاط الإنساني الذي يتم اختياره عن دافع شخصي والذي يؤدي إلى تنشيط الفكر ليكون قادرا على ممارسة عمله. (هدى وماهر ،2000، ص 115).
-
الترويح هو نشاط اختياري ممتع للفرد ومقبول من المجتمع يمارس في أوقات الفراغ، ويسهم في بناء الفرد وتنميته. (خطاب،1977، ص 30).
-
نعرفه في هذه الدراسة: بأنه النشاط الرياضي في وقت الفراغ والذي يختاره الفرد بدافع شخصي والذي يكون من نواتجه إكساب العديد من القيم الخلقية والمعرفية والبدنية وإكساب السرور والفرح وهو يحمل في طياته المعنى الحقيقي للعب والمرح بما تحمله الكلمة من معاني.
-
البرنامج الترويحي: هو مجموعة من الأنشطة الترويحية المنظمة تحت إشراف رائد الترويح من أجل تحقيق هدف التربية الترويحية ألا وهو تغيير سلوك الأعضاء أثناء وقت الفراغ إلى سلوك أمثل، وذلك عن طريق تنمية معلومات ومهارات. (تهاني، 2001، ص 233)
:أنه برنامج رياضي لا صفي مكون من مجموعة من الأنشطة الرياضية الترويحية المنظمة والمبنية من الألعاب التقليدية الخاصة بمنطقة ورقلة التي تنفد تحت إشراف مختص تربوي مؤهل في فترة زمنية وإمك انيات محددة لغرض تنمية وتطوير بعض المهارات الحسية الحركية لدى الطفل. -
الألعاب التقليدية (الشعبية) : هي نشاط جسمي وعقلي تؤدى بحركات معينة لها جذورها في ماضي الشعب ولكل لعبة، رموزها وحركاتها وتحقق للطفل المتعة أثناء ممارسته لها، خاصة عندما يحقق فوزا أو ربحا رمزيا. (الزغبي، 2018، ص7)،
هي مجموعة الألعاب الشعبية التقليدية الخاصة بالأطفال بمنطقة ورقلة والمختارة وفق أسس عملية يرجى من خلالها تطوير بعض المهارات الحسية الحركية لدى الطفل. -
المجال الحسي الحركي : هي المعلومات القادمة من الأعصاب الحسية الموجودة داخل المغازل العضلية كإحساس المشي على رمال عميقة والإحساس الحركي عند حمل شيء ثقيل والإحساس الناتج عن ملامسة الخصم أو أداة (مزروع، 2016، ص 112)،
نعرفه في هذه الدراسة : هو قدرة الطفل على تلقي المعلومات الحركية من الوسط المحيط به بمختلف الأجهزة الحسية ومن ثم إدراكها ومعالجتها على مستوى الأجهزة العصبية المركزية بعد نقلها بواسطة سيالة عصبية حسية لتأتي ترجمتها في شكل مهارات حركية عن طريق العضلات والتحرك وفق إيقاع محدد والقدرة على معرفة الأشكال وتقدير المسافة والحجم بالإضافة والاستجابة وفق إيقاع محدد والقدرة على تقدير المسافة والحجم ومعرفة الاشكال بالإضافة إلى اكتسابه عناصر للياقة البدنية من اتزان، وتوافق، وسرعة رد الفعل. ورشاقة. -
المهارات الحسية الحركية :هي القدرة على توظيف ميكانيكية الجسم لأداء الواجب الحركي بدرجة تمكن الفرد من إنجاز هدف أو عمل معين ومدى السيطرة على هذا الأداء وتميزه بالتوافق والتحكم والوعي(صيام وأبو الفتوح ،2018،ص20).
نعرفه في هذه الدراسة : هي سلسلة من الحركات العضلية المنسجمة والمتناسقة التي تنجح في أداء مهمة معينة، وتلعب فيها الحواس دورها مهما في عملية تعلم المهارات الحركية حيث تنتقل الإحساسات إلى الدماغ لتتحول إلى إدراك، أي تنظيم المعلومات التي يتم استقبالها من مختلف الحواس والسيطرة على هذا الأداء وتميزه بالتحكم والتوافق والوعي، والذي يستهدف المهارات الحركية التالية (سرعة رد الفعل، الرشاقة، المشي باتزان، التوافق).
2.1. منهجية البحث وإجراءاته الميدانية
1.2.1. منهج الدراسة
اعتمدنا في هده الدراس على التصميم التجريبي للاختبارين القبلي والبعدي للمجموعتين (التجريبية والضابطة) والذي يعتمد أساسا على قياسا قبليا (قبل إجراء التجربة)، ثم قياسا بعديا (بعد إجراء التجربة)، مع عدم تعرض المجموعة الضابطة للمتغير التجريبي (البرنامج الترويحي المقترح من الالعاب التقليدية)، والفروق الموجودة بين القياسين (القبلي والبعدي) تثبت أو تنفي صحة فروض الدراسة.
2.2.1. مجتمع الدراسة
يتكون مجتمع الدراسة من أطفال المرحلة الابتدائية لمدينة ورقلة المسجلين في السنة الدراسية (2020 - 2021) والبالغ عددهم (25077) طفلا من غير التحضيري مقسمين على (3781) فوجا وفق إحصائيات الخريطة المدرسية التابعة لمديرية التربية لولاية ورقلة.
3.2.1. عينة الدراسة
تتكون العينة الاساسية للدراسة من (70) تلميذا يشكلون فوجين للسنة الثالثة ابتدائي من ابتدائية عقبة بن نافع القصر، فوج يمثل المجموعة التجريبية وقوامها (35) تلميذا والآخر يمثل المجموعة الضابطة وقوامها (35) تلميذا، وتم اختيار هذين الفوجين بعد تطبيق اختبارات المهارات الحسية الحركية على (250) تلميذا يشكلون (06) أقسام للتعليم الابتدائي من (03) ابتدائيات من المقاطعة الإدارية الأولى لورقلة، وقد تم اختيار هذه المقاطعة عشوائيا من طرف مصلحة التكوين والتفتيش لمديرية التربية لولاية ورقلة
4.2.1. مجالات الدراسة
أجريت الدراسة الميدانية، على مستوى المدارس الابتدائية التابعة للمقاطعة التربوية السادسة لمديرية التربية لولاية ورقلة، والمقدر عددها (06) ابتدائيات للسنة الدراسية 2020-2021 وفق إحصائيات الخريطة المدرسية التابعة لمديرية التربية لولاية ورقلة، وتم تطبيق البرنامج التعليمي المقترح والمعتمد على الالعاب التقليدية بابتدائية عقبة بن نافع القصر ورقلة.
5.2.1. أدوات الدراسة
-
أدوات ضبط العينة: تم تصميم البيانات من التلاميذ بغرض ضبط خصائص العينة تشمل (المستوى التعليمي للوالدين، العمر الزمني، مستوى الذكاء، الترتيب الميلادي)، كما تم قياس مستوى المهارات الحسية الحركية قبل تطبيق البرنامج.
-
أدوات الجانب التطبيقي:
-
- استبيان يضم مجموعة من قدرات وعناصر اللياقة البدنية التي تتماشى مع متطلبات المرحلة العمرية (8-11) سنة عرضت على مجموعة من الأساتذة والمحكمين لأخذ آراءهم حول القدرات البدنية التي يمكن توظيفها في هده الدراسة.
-
استبيان يضم مجموعة من الاختبارات المقننة عرض على الأساتذة المحكمين وأهل الاختصاص للأخذ بآرائهم حول أنسب الاختبارات التي تقيس بثبات وصدق وموضوعية المتغير التابع المراد قياسه.
-
استبيان يشمل عدد من الألعاب التقليدية الخاصة بمنطقة ورقلة عرض على الأساتذة المحكمين للأخذ بآرائهم حول أنسب الألعاب التي يمكن تطبيقها على المرحلة العمرية (8-11) سنة والتي يرجى من خلالها تطوير بعض المهارات الحس حركية.
-
كما اعتمدنا على مجموعة من الاختبارات المقننة بعد ترشيحها من بعض المحكمين تقيس الجانب الحس حركي والمتمثل في اختبارات (نط الحبل – الجري حول الدائرة – المشي على العارضة - اختبار الجري لمسافة 20 م وعرض 2 م –(ثم عرضها ومناقشتها مع خبراء متخصصين.
3.1. الخصائص السيكو مترية لأدوات الدراسة
-
. صدق المحتوى: شملت هذه المرحلة الاستطلاع حول آراء عدد من الأساتذة والدكاترة، وذلك للاسترشاد بآرائهم وعددهم 13 محكما.
-
الصدق التمييزي: بعد ترتيب درجات المقياس تنازليا من الأكبر إلى الأصغر تمت المقارنة بين 33 %من المستوى العلوي مع 33 %من المستوى السفلي، ثم طبق بعد ذلك اختبار «ت» لدلالة الفروق بين متوسطي لعينتين وأسفرت النتائج على القدرة التمييزية للاختبار.
-
الثبات بطريقة الاختبار وإعادة الاختبار لاختبار المهارات الحس حركية : قمنا بإجراءات أولية، وهذا من أجل حسـاب معامل الثبات لكل اختبار بطريقة (اختبار- إعادة اختبار)، حيث طبقت الاختبارات الأولى على عينـة مـن التلاميذ عددها 20 تلميذا، وبعـد أسبوعين قمنا بإعادة الاختبار على نفس الأفراد في نفس الظروف، من خلال هذه الخطوة، تناولنا تلك الاختبارات بالتجريب للتأكد من ثقلها العملي، بعد تجميع النتائج وحساب الارتباط بين التطبيقين وبلغ معامل الثبات (0.74)، ومنه تبين أن الاختبار يتمتع بمعنوية عالية من الاستقرار والثبات.
4.1. الأساليب الإحصائية
اعتمدت الدراسة أساليب إحصائية عديدة ومتنوعة في معالجة البيانات، توزعت على ثلاثة مسارات وهي: أساليب إحصائية في حساب الخصائص السيكو مترية لأدوات الدراسة، وأساليب إحصائية استخدمت في التحقق من التجانس بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة، وأساليب إحصائية استخدمت في التحقق من فروض الدراسة، وقد تم استخدام برنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية SPSS، وتم تطبيق المقاييس والأساليب التالية :
-
معامل ارتباط (بارسون) لحساب الثبات.
-
اختبار «ت» لدلالة الفروق.
-
اختبار «ت» لعينتين مرتبطتين.
-
مربع ايتا (n²) لحساب حجم الأثر.
-
تحليل التباين المشترك (ANCOVA).
5.1. التجربة الاستطلاعية
من أجل الوقوف على السلبيات التي تواجه الباحث في تجربته قمنا بتجربة استطلاعية بتطبيق اختبارات المهارات الحسية الحركية على (250) تلميذا يشكلون (06) أقسام للتعليم الابتدائي من (03) ابتدائيات من المقاطعة الإدارية الأولى لورقلة، وأربع وحدات تعليمية للبرنامج المقترح على 10 تلاميذ من السنة الثانية ابتدائي من غير عينة البحث، وقد تم اختيار هذه المقاطعة تلقائيا من طرف مصلحة التكوين والتفتيش لمديرية التربية لولاية ورقلة.
2. عرض وتفسير نتائج الدراسة
1.2.الفرضية الأولى
1.1.2. عرض نتيجة الفرضية الأولى
تنص الفرضية الأولى على أنه «لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي للمجموعة الضابطة في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية».
وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام اختبار «ت» لدلالة الفروق بين مجموعتين مرتبطتين، وكانت النتائج كالتالي:
جدول يوضح نتائج اختبار (ت) لدلالة الفروق بين متوسطي المجموعة الضابطة في القياسين القبلي والبعدي على المهارات الحسية الحركية
المؤشر الإحصائي وحدة القياس |
|
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
درجة الحرية |
قيمة «ت» المحسوبة |
مستوى الدلالة |
|
نط الحبل |
عدد |
القبلي |
1.08 |
1.06 |
34 |
0.158 |
0.875 |
البعدي |
1.05 |
1.05 |
|||||
الجري حول الدائرة |
الثانية وأجزاؤها |
القبلي |
5.25 |
0.63 |
34 |
0.565 - |
0.576 |
البعدي |
5.34 |
0.63 |
|||||
المشي على العارضة |
الثانية وأجزاؤها |
القبلي |
2.81 |
0.53 |
34 |
0.672 |
0.506 |
البعدي |
2.71 |
0.66 |
|||||
سرعة رد الفعل |
الثانية وأجزاؤها |
القبلي |
2.35 |
0.52 |
34 |
1.468 |
0.151 |
البعدي |
2.14 |
0.45 |
تبين أن المتوسط الحسابي في القياس القبلي لمهارة الجري حول الدائرة المقدر بـ (05.25) أقل من المتوسط الحسابي للقياس البعدي المقدر بـ (05.34) وقيمة "ت" المحسوبة تقدر بـ (0.565-) عند درجة الحرية (34) بمستوى دلالة قدره (0.576) وهو أكبر مستوى (0.05).
كما تبين خلال المعالجة الاحصائية أن المتوسط الحسابي في القياس القبلي لمهارة نط الحبل المقدر بـ (01.08) أكبر من المتوسط الحسابي للقياس البعدي المقدر بـ (01.05) وقيمة "ت" المحسوبة تقدر بـ (0.158) عند درجة الحرية (34) بمستوى دلالة قدره (0.875) وهو أكبر مستوى (0.05). كما تبين أن المتوسط الحسابي في القياس القبلي لمهارة المشي على العارضة المقدر بـ (02.81) أكبر من المتوسط الحسابي للقياس البعدي المقدر بـ (02.71) وقيمة "ت" المحسوبة تقدر بـ (0.672) عند درجة الحرية (34) بمستوى دلالة قدره (0.506) وهو أكبر مستوى (0.05). كما تبين أن المتوسط الحسابي في القياس القبلي لمهارة سرعة رد الفعل المقدر بـ (02.35) أكبر من المتوسط الحسابي للقياس البعدي المقدر بـ (02.14) وقيمة "ت" المحسوبة تقدر بـ (0.468) عند درجة الحرية (34) بمستوى دلالة قدره (0.151) وهو أكبر مستوى (0.05). وبما أن جميع قيم (ت) المحسوبة لجميع بنود الاختبار أكبر من مستوى الدلالة (0.05) وهذا ما يدل أن الفرق بين المتوسطين في القياسين القبلي والبعدي ليس له دلالة إحصائية.
2.1.2. تفسير نتيجة الفرضية الأولى
يتضح من خلال النتائج أن مستوى المهارات الحسية الحركية عند أطفال المجموعة الضابطة لم يتحسن ودلك من خلال عدم وجود فروق بين متوسطي درجات المجموعة الضابطة في القياسين القبلي والبعدي في مجموع اختبارات المهارات الحسية الحركية، ويرجع ذلك إلى أن المجموعة الضابطة لم تستفد من التعليم والتدريب من بعض الالعاب التي قد تساهم في تنمية وتطوير المهارات الحسية الحركية، ولم تتعرض للخبرات وممارسة الالعاب المختلفة التي يتضمنها البرنامج الترويحي المبني على الألعاب التقليدية المقترحة، وقد اتفقت نتائج هذا الفرض مع دراسة المصطفى (2003) ودراسة بومسجد (2004)، ودراسة البرزنجي والسعدي (2005) ودراسة حمودة والحايك (2009) ودراسة كمبش (2012)، واتفق أيضا مع دراسة كروش وبولحبال (2017) حيث أن هذه الدراسات اتفقت في مجملها أن الفرق بين متوسطي الفروق في الاختبار القبلي والبعدي للعينة الضابطة في جميع بنود الاختبار غير دال إحصائيا.
2.2. الفرضية الثانية
1.2.2. عرض نتيجة الفرضية الثانية
تنص الفرضية الثانية على أنه «توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية لصالح الاختبار البعدي ».
وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام اختبار «ت» لدلالة الفروق بين مجموعتين مرتبطتين، وكانت النتائج كالتالي:
جدول يوضح نتائج اختبار (ت) لدلالة الفروق بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على اختبار المهارات الحسية الحركية
المؤشر الإحصائي وحدة القياس |
|
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
درجة الحرية |
قيمة «ت» المحسوبة |
مستوى الدلالة |
|
نط الحبل |
عدد |
القبلي |
1.02 |
1.04 |
34 |
15.445- |
0.000 |
البعدي |
3.91 |
0.65 |
|||||
الجري حول الدائرة |
الثانية وأجزاؤها |
القبلي |
5.63 |
0.81 |
34 |
6.982 |
0.000 |
البعدي |
4.50 |
0.43 |
|||||
المشي على العارضة |
الثانية وأجزاؤها |
القبلي |
4.19 |
1.47 |
34 |
7.123 |
0.000 |
البعدي |
2.30 |
0.41 |
|||||
سرعة رد الفعل |
الثانية وأجزاؤها |
القبلي |
2.50 |
0.31 |
34 |
6.530 |
0.000 |
البعدي |
2.07 |
0.15 |
تبين من خلال المعالجة الإحصائية أن المتوسط الحسابي في القياس القبلي لمهارة نط الحبل المقدر بـ (01.02) أكبر من المتوسط الحسابي للقياس البعدي المقدر بـ (03.91)، وقيمة « ت » المحسوبة تقدر بـ (15.445-) عند درجة الحرية (34) بمستوى دلالة قدره (0.000) وهو أكبر مستوى (0.05)، كما تبين أن المتوسط الحسابي في القياس القبلي لمهارة الجري حول الدائرة المقدر بـ (05.63) أكبر من المتوسط الحسابي للقياس البعدي المقدر بـ (04.50)، وهذا يعتبر تحسنا في زمن الجري كما يلاحظ أن قيمة « ت » المحسوبة تقدر بـ (6.982) عند درجة الحرية (34) بمستوى دلالة قدره (0.000) وهو أكبر مستوى (0.05) كما تبين أن المتوسط الحسابي في القياس القبلي لمهارة المشي على العارضة المقدر بـ (04.19) أكبر من المتوسط الحسابي للقياس البعدي المقدر بـ (02.30) وهذا يعتبر تحسنا في زمن المشي وأن قيمة « ت » المحسوبة تقدر بـ (7.123) عند درجة الحرية (34) بمستوى دلالة قدره (0.000) وهو أكبر مستوى (0.05) كما تبين أن المتوسط الحسابي في القياس القبلي لمهارة سرعة رد الفعل المقدر بـ (02.50) أكبر من المتوسط الحسابي للقياس البعدي المقدر بـ (02.07)، وهذا يعتبر تحسنا في زمن رد الفعل وأن قيمة « ت » المحسوبة تقدر بـ (6.530) عند درجة الحرية (34) بمستوى دلالة قدره (0.000) وهو أكبر مستوى (0.05)، وبما أن جميع قيم (ت) المحسوبة لجميع المهارات أكبر من مستوى الدلالة (0.05). نستنتج أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبار القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية لصالح الاختبار البعدي.
وللتأكد من نجاعة وفاعلية الطريقة المتبعة مع المجموعة التجريبية تم حساب حجم الأثر Effect Size باستخدام مربع ايتا (η2)، وكانت النتائج كما هو مبين في ما يلي :
جدول يوضح نتائج اختبار (η2) ومقدار حجم الأثر للطريقة المتبعة في تنمية المهارات الحسية الحركية للمجموعة التجريبية
المتغير المستقل |
المتغير التابع |
قيمة (η2) |
مقدار حجم الأثر |
الطريقة المتبعة |
نط الحبل |
0.68 |
كبير |
الجري حول الدائرة |
0.52 |
كبير |
|
المشي على العارضة |
0.48 |
كبير |
|
سرعة رد الفعل |
0.58 |
كبير |
ويرجع ذلك إلى أثر المتغير المستقل (البرنامج الترويحي المقترح)، وعليه يتم رفض الفرضية الصفرية ونستنتج أنه يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطي درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس المهارات الحسية الحركية، وعلى ذلك يمكن الحكم فعلا أن البرنامج الترويحي المقترح كان فعالاً في تنمية المهارات الحسية الحركية لدى أطفال المجموعة التجريبية. إذ أن النسبة تُعد ضعيفة إذا كانت قيمة (إيتا2 =0,01) ومتوسطة إذا كانت القيمة (إيتا2 =0,06) وكبيرة إذا كانت القيمة (إيتا2 =0,14)، والجدول (17) يوضح ذلك: (الفارقي، 2012، ص35)
جدول يفسر قيمة (η2)
الأداة المستخدمة |
حجم التأثير |
||
|
ضعيف |
متوسط |
كبير |
0,01 |
0,06 |
0,14 |
2.2.2. تفسير نتيجة الفرضية الثانية
دلت النتائج وجود فرق جوهري دال إحصائيا بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي للمهارات الحسية الحركية لصالح القياس البعدي للمجموعة التجريبية في مجموع اختبارات المهارات الحسية الحركية، وهذا الفرق يرجع إلى البرنامج المقترح وهذا ما تفسره قيمة η2)) التي تدل على حجم أثر أثر البرنامج الترويحي المقترح باستخدام أسلوب الألعاب التقليدية في درس التربية البدنية للمرحلة الابتدائية كنشاط تعليمي باستعمال الأدوات البسيطة، وتعد هذه النتيجة منطقية في ضوء ما أسفرت عليه الدراسات السابقة، والتي أظهرت فعالية البرامج التعليمية والتدريبية في تنمية المهارات الحسية الحركية لدى الطفل، وبالتالي اتفقت نتيجة هذه الفرضية مع نتائج الدراسات التي تناولت هذا الموضوع نذكر منها : دراسة حماء (1996) ودراسة العزة (1997) وكروجر Kruger وونج Wang(2003)، ودراسة عزيز (2011) وكمبش (2012)، ودراسة قويدر بن براهيم (2018) وغويني ومقشوش مفيدة وآخرون (2020) والتي أكدت جميعها وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الاختبارين القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية ولجميع بنود الاختبار المطبق في القياس على الأطفال لصالح الاختبار البعدي.
هذه النتائج تدل دلالة أكيدة وواضحة على أن الألعاب التقليدية التي احتواها البرنامج الترويحي والتي طبقت على عينة الدراسة التجريبية قد أثر تأثيرا كبيرا ومباشرا في تطوير المهارات الحسية والحركية موضوع الدراسة، كما تدل على مدى تفاعلهم مع هذه الألعاب التي قدمت لهم خلال الوحدات التعليمية واستيعابهم لها.
3.2. الفرضة الثالثة
1.3.2. عرض نتيجة الفرضة الثالثة
تنص الفرضية الثالثة على أنه " توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الاختبار البعدي بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في تطوير بعض المهارات الحسية الحركية لصالح المجموعة التجريبية.
وللتحقق من هذه الفرضية، تمّ استخدام تحليل التباين المشترك (ANCOVA) كطريقة للضبط الإحصائي على اعتبار القياس القبلي كمتغير مصاحب حتى يمكن إزالة أي تأثير وإرجاعه للمتغير المستقل، والنتائج مبينة في الجدول التالي:
جدول يوضح نتائج اختبار تحليل التباين المشترك ANCOVA لأثر البرنامج المقترح
مصدر التباين |
مجموع المربعات |
درجات الحرية |
متوسط المربعات |
قيمة «ف» |
مستوى الدلالة |
القياس القبلي (المتغير المصاحب) |
1.071 |
1 |
1.071 |
1.538 |
0.219 |
نوع المجموعة |
102.559 |
1 |
102.559 |
147.302 |
0.000 |
الخطأ |
46.649 |
67 |
0.696 |
||
المجموع |
150.279 |
69 |
يتضح من خلال المعالجة الإحصائية أن قيمة (ف) النسبية تساوي (147.302)، وهذه القيمة ذات دلالـة إحصائية عند مستوى (0.000)، وهذا يدل على وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات المجموعتين الضابطة والتجريبية على القياس البعدي بعد تثبيت أثر القياس القبلي، وفي ضوء المتوسطات المعدلة للمجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة نجد أن الفروق جاءت لصالح المجموعة التجريبية، وهذا ما يتبين من خلال المتوسط المعدل للمجموعة الضابطة (12.06) وهو أقل من المتوسط المعدل للمجموعة التجريبية (14.85)، وعليه يتم رفض الفرضية الصفرية ونستنتج أنه يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسط درجات أطفال المجموعة التجريبية ومتوسط درجات أطفال المجموعة الضابطة في القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية.
جدول يوضح المتوسطات الحسابية القبلية والبعدية والمعدلة حسب المجموعة
المجموعة |
المتوسط الحسابي للقياس القبلي |
المتوسط الحسابي للقياس البعدي |
المتوسط المعدل |
التجريبية |
12.39 |
14.41 |
14.85 |
الضابطة |
11.96 |
12.00 |
12.06 |
من خلال الجدول نلاحظ أن المتوسط المعدل للمجموعة الضابطة (12.06) وهو أقل من المتوسط المعدل للمجموعة التجريبية (14.85)، وعليه يتم رفض الفرضية الصفرية ونستنتج أنه يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسط درجات أطفال المجموعة التجريبية ومتوسط درجات أطفال المجموعة الضابطة في القياس البعدي.
2.3.2. تفسير نتيجة الفرضية الثالثة
يمكن تفسير هذه النتيجة بأن البرنامج الترويحي المقترح باستخدام الألعاب التقليدية له أثر إيجابي في تحسين مستوى المهارات الحسية الحركية لدى أطفال المجموعة التجريبية، بالمقارنة مع أطفال المجموعة الضابطة، وقد ترجع هذه النتيجة إلى ما يتصف به البرنامج المقترح القائم على الالعاب التقليدية وما تضمنه من خبرات حركية وأنشطة لتنمية جوانب النمو الحس حركي وبالتالي اكتساب الخبرات الضرورية لتنمية المهارات الحسية والحركية وهذا ما يتفق مع نتائج دراسة رحيم (2000) و صيام (2001)، ودراسة صلاحات وخضر وآخرون (2004) وتنسجم هذه النتيجة بوجه عام وتتفق مع ما توصلت إليه نتائج دراسة حمودة والحايك (2009) ودراسة الدليمي (2010) و كمبش (2012) وغويني ومقشوش مفيدة وآخرون (2020) حيث اتفقت كل هذه الدراسات إلى نتيجة واحدة وهي وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة لصالح المجموعة التجريبية. مما يؤكد فعالية البرنامج الترويحي المقترح والمبني على الالعاب التقليدية في تنمية وتطوير المهارات الحسية الحركية لدى أطفال المرحلة الابتدائية.
3. الاستنتاج العام
انطلقت هده الدراسة على فكرة أن تحسين السلوك الحسي للطفل وتكوين خبرات حركية أولية يساهم في سرعة استيعابه وتنمية عملية الإحساس لديه، وبذلك اعتمدت الألعاب التقليدية كنوع من أنواع البرامج الحركية لتحسين مستوى هذه المهارات الحسية الحركية، وبذلك تبنينا نفس الأهداف التي تبنتها نظرية تكوين عقل الطفل للعالم السويسري بياجيه (1896-1980) إذ يرى أن
«النشاط الحركي للطفل هو أساس نموه العقلي وأن التوافق الحسي الحركي هو أول خطوة من خطوات التفكير وأن اللعب هو المدخل الذي عن طريقه يتفاعل الطفل مع الحقيقة في الخارج فيتمثلها عن طريق الإدراك الحسي والفهم، وبما أن الطفل في نظر بياجيه ينمو بصورة متدرجة من المرحلة الحسية إلى المرحلة الحركية وجب أن نساعده على ممارسة أنواع مختلفة من النشاطات الحركية الحرة والتدريبات الحية واللعب »(الخوالدة،2003، ص 30)
يأتي هذا متفقا مع ما أشار إليه علاوي (1982) إلى أن المتطلبات الحركية المتعددة للألعاب الصغيرة وتنوعها واستخدامها للأدوات، وارتباط ذلك بعنصر المرح والسرور يسهم بقدر كبير على تنمية أعضاء الحواس المتعددة والمختلفة وتنمية القدرة الوظيفية لمختلف أجهزة الجسم ويعمل على إكساب الفرد الخبرات الحركية المتعددة ويؤدي الى ترقية القدرات الإدراكية الحركية، كما اتفق كل من كورين (1980) وهايود (1986) وجاليهو (1986) من أن
«قدرات الأطفال الحسية الحركية تزداد كفاءة من خلال ممارسة الأنشطة الحركية المتنوعة التي تتميز باستقلالية الحركة كالألعاب التي تستخدم فيها أهمية المكان والاتجاهات والأشكال الهندسية والأرقام الحسابية بالإضافة إلى عنصر المنافسة، مما يؤدي إلى تنمية الحركات الطبيعية والمهارات والقدرات البدنية والحركية» (البرزنجي والسعدي،2005، ص225)
فكلما زادت القدرة الحسية للطفل زادت قدرته على أداء المهارات الوظيفية واتقان الحركات الرياضية، لدى يجب التركيز عليها في تعليم الأطفال حتى يتمكنوا من تنمية قدراتهم الحسية الحركية التي تلعب دورا هاما في تسريع العملية التعليمية، لأنه يرتقي بعملياته النفسية والعقلية، لذلك نجد أن الدول الحديثة تتجه نحو تحفيز وتنمية القدرات الحسية بعد أن أكدت الدراسات أن استغلال هذه القدرات تؤدي إلى التحصيل بشكل أفضل.
خاتمة
تعد الألعاب التقليدية الترويحية أحد أنواع الألعاب الحركية الأكثر تأثيرا على الجوانب البدنية النفسية والفيزيولوجية والاجتماعية للطفل، كما تساعد على الرفع من كفاءتهم وأجهزتهم الحيوية وتقوي عضلاتهم وتقلل من توتراتهم النفسية والعصبية، وما توصلنا إليه من نتائج يدل دلالة أكيدة وواضحة أن الألعاب التقليدية التي احتواها البرنامج الترويحي قد أثر تأثيرا مباشرا وكبيرا في تطوير المهارات الحسية الحركية موضوع الدراسة، كما يدل على مدى تفاعل الأطفال مع هذه الألعاب التي قدمت لهم خلال الوحدات التعليمية واستيعابهم لها
لذى فإن دعوتنا لتطوير الالعاب التقليدية يتجه نحو تطوير وسيط تربوي غني ومؤثر، يشكل عنصرا مهم وفعالا في إنماء شخصية الأطفال وتكوين أبعادها الخلقية والفكرية والاجتماعية والجسمية والحس حركية، وما نقصده بتطوير اللعب التقليدي هنا هو المحافظة عليه وتحسين مكوناته، وتطوير أدواته وأساليب ممارسته، وإعادة تصميمه وتنظيمه والاعتراف بقيمته التربوية، والإشراف عليه، وإدخاله ضمن المناهج التعليمية الرسمية في المؤسسات التربوية يؤازر المنهاج الرسمي في أداء مهماته وأغراضه التربوية، ويؤازر المؤسسة الثقافية في المحافظة على التراث الثقافي اللامادي كدلالة تربوية تشير إلى حضارة المجتمع الجزائري خاصة وحضارة المجتمع العربي عامة.
التوصيات والاقتراحات
في ضوء ما تم استخلاصه من نتائج الدراسة نقترح ما يلي:
اعتماد الألعاب الحركية التقليدية ضمن منهاج دروس التربية الرياضية لتلاميذ المرحلة الابتدائية بعد أن اثبت تأثيرها فضلا عن أنها لا تحتاج إلى الاجهزة والأدوات التي تتطلبها دروس التربية البدنية.
-
ضرورة إقامة المهرجانات والمسابقات الرياضية في الألعاب التقليدية.
-
إعادة النظر في المناهج والخطط التدريسية للمرحلة الابتدائية لتنسجم مع التطور الحاصل في كافة المجالات ولتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية لهذه المرحلة.
-
إعطاء أهمية كبيرة لمختلف الأنشطة الرياضية الترويحية، وذلك لتلبية حاجيات الطفل الحسية والحركية والوظيفية وتحقيق نمو عضلي وحركي متزن.
-
تأطير حصة التربية البدنية الرياضية في المدارس الابتدائية من طرف المختصين ضرورة لا تحتمل التأخير، وذلك لأهميتها عبر باقي المراحل العمرية الموالية للفرد.
-
الاعتماد على النشاط الرياضي واللعب التقليدي خاصة كوسيلة مهمة في تحقيق غايات تربوية واجتماعية وبدنية ونفسية.
-
تكامل هذه الدراسات إن أمكن مع دراسات أخرى في إقطار أخرى على الالعاب التقليدية لغرض الكشف عن دلالات تربوية جديدة تؤكد أهمية القيمة التربوية للعب التقليدي.