مقدمة
تمثل الدوريات العلمية المتاحة ضمن الوصول الحر الطريق العلمي الفاعل وأحد أهم المقاييس المستخدمة لتقدير وتقييم المستوى العلمي للباحثين، كما وتعد أيضا أهم آليات تشارك وإثراء المعرفة العلمية وإيصالها لمن يحتاجها إذ لا قيمة للعلم ما لم يتم نشره وإتاحته لخدمة البشرية، من منطلق أنّ العلم عالمي النزعة وأن المعرفة لا وطن لها، ناهيك عن كونها واحدة من أهم مصادر المعلومات إن لم تكن أهمّها على الإطلاق، حيث تعد المصدر الأسرع والأكثر اشتمالا على أحدث ما ينشر في مختلف المجالات العلمية باعتبارها تندرج ضمن الطريق الذهبي للوصول الحر .
وتعدّ الدوريات المتاحة ضمن منصة الدوريات العلمية الجزائرية ASJP إحداها رغم حداثة إنشائها، حيث جاءت هذه المنصة من أجل إيجاد فضاء إلكتروني واحد يجمع كل الدوريات العلمية الصادرة عن مختلف المؤسسات الأكاديمية والبحثية الجزائرية بما فيها من جامعات وكليات ومعاهد ومخابر البحث في مختلف التخصصات العلمية وإتاحتها مجانا للتداول بين الباحثين تحقيقا لمبدأ مجانية تداول المعلومات.
وفي ظل التنافسية نحو الأفضل في كل المجالات، وأيضا في ظل التطورات التكنولوجية والانتشار الواسع للدوريات العلمية المتاحة على الخط، فإنّ هذه الأخيرة عرفت هي الأخرى التقييم العالمي فظهرت أدوات تعمل على تقييمها وقياس أثرها بطرق وأساليب مختلفة من بينها دليل دوريات الوصول الحر DOAJ الذي يعتبر أهم دليل عالمي لدوريات الوصول الحر في العالم ذات نظام معتمد للجودة، ناهيك عن كونه مقياسا لأهميتها ضمن مجال تخصصها البحثي، فهو يعكس مدى إلتزام هذه الدوريات بتطبيق أفضل ممارسات النشر العلمي، لذا فإنّ أي دورية علمية ترغب في الانضمام إلى دليل DOAJ العالمي لابد وأن تتوافر فيها الشروط والمعايير المحددة، والاستجابة لهذه المعايير والشروط سيفتح الباب واسعا لهذه الدوريات أمام الاعتراف العلمي العالمي.
تأسيسا لما تقدّم، تأتي هذه الورقة العلمية للإجابة عن التساؤلات التالية:
-
ما مدى استعداد دوريات منصة ASJP للعلوم الإنسانية والتي تسمح بنشر أبحاث في تخصص علم المكتبات والمعلومات والمصنفة ضمن صنف ج لمواصفات ومعايير دليل DOAJ العالمي؟
-
فيما تتمثل جوانب القصور في هذه الدوريات محل الدراسة التي تحول دون ارتقائها إلى تصنيف دليل DOAJ؟
-
وكيف يمكن معالجة جوانب هذا القصور للتحسين من مستوى هذه الدوريات والارتقاء بها للانضمام إلى دليل DOAJ العالمي؟
1. أهداف، أهمية ومنهج الدراسة
1.1. أهداف الدراسة
تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق الأهداف التالية:
-
معرفة مدى توافق دوريات العلوم الإنسانية المتاحة ضمن منصة ASJP والتي تتيح نشر أبحاث تخصص علم المكتبات والمعلومات والمصنفة ضمن صنف ج مع معايير دليل دوريات الوصول الحر العالمي DOAJ.
-
تسليط الضوء على جوانب القصور في الدوريات محل الدراسة حتى ترتقي إلى معايير التصنيف الدولية لدليل DOAJ.
-
محاولة تقرير ما تحتاجه هذه الدوريات من تصويبات حتى تصبح متوافقة مع المعيار محل التطبيق.
2.1. أهمية الدراسة
تتجلى أهمية هذه الدراسة أولا في أهمية منصة الدوريات العلمية الجزائرية ASJP من حيث تسهيل إتاحة وتداول أحدث البحوث العلمية ونتائجها دون أية قيود أو رسوم بين الباحثين الجزائريين الذين يجمعهم نفس التخصص والاهتمامات البحثية والعلمية ضمن فضاء إلكتروني موحد تعزيزا لمبدأ مجانية إتاحة وتداول وتبادل المعلومات العلمية فيما يعرف بالطريق الذهبي للوصول الحر وأيضا تقليلا لجهد ووقت الباحثين في البحث عن كل واحدة منها على حدا، غير أنّ هذا التوجه نحو النشر في دوريات المنصة محل الدراسة يقودنا أيضا إلى أهمية البحث في مدى توافق دورياتها مع معايير التصنيف الدولية حتى لا تذهب جهود الباحثين سدا، فالكل يتحمل عناء وجهدا فكريا وماديا والكثير من الوقت في سبيل نشر أعماله البحثية ضمن دوريات علمية مصنفة وفق المعايير الدولية مما يفيد الباحث في مساره المهني والعلمي، إلى جانب أهمية تثمين جهود هذه المنصة والتي تمثل نافذة عالمية على الإنتاج العلمي الجزائري وبالتالي من المهم أن تكون الأعمال المنشورة فيها والمتاحة تستجيب للمعايير الدولية لدليل DOAJ وترتقي للمنافسة العلمية العالمية، ناهيك وأنّنا في عصر لا يعترف إلا بالجيد ولا مكان فيه إلاّ للأعمال العلمية المعيارية التي ترتقي للعالمية بجدارة. كل هذا من شأنه التأثير الإيجابي على مستوى وجودة الأعمال العلمية للباحثين الجزائريين ودفعهم إلى التنافس على إنتاج علمي يرتقي لمعايير التصنيف الدولية مما سينعكس لا محالة على ترتيب الجامعات الجزائرية دوليا.
3.1. منهج الدراسة
لطبيعة الدراسة وأهدافها استخدمنا المنهج الوصفي بالاعتماد على أسلوب الوصف والتحليل، حيث قمنا بتصفح منصة الدوريات العلمية الجزائرية ASJP واختيار بعض دوريات العلوم الإنسانية التي تسمح أيضا بنشر الأبحاث في مجال تخصص علم المكتبات والمعلومات والمصنّفة أيضا في صنف ج، ومن ثم قمنا بتطبيق معايير ومواصفات دليل دوريات الوصول الحر العالمي DOAJ على الدوريات محل الدراسة، وذلك بهدف معرفة مدى مطابقة هذه الدوريات مع مواصفات هذا المعيار ومؤشراته، ومدى استعدادها للانضمام لهذا الدليل العالمي في حالة تقدّمها بطلب الانضمام إليها من خلال وصف وتحليل البيانات التي تم جمعها من الموقع الالكتروني للدوريات العلمية محل الدراسة.
وقد تمّ انتقاء معايير دليل دوريات الوصول الحر DOAJ باعتباره أكبر دليل عالمي لحصر دوريات الوصول الحر.
2. دوريات الوصول الحر
1.2. تعريف الوصول الحر
الوصول الحر هو ترجمة لكلمة Open Access بالانجليزية و Accès Libreبالفرنسية، وهذا المصطلح هو الأكثر شيوعا واستخداما في الأوساط العلمية العربية، لوجود العديد من المصطلحات الدالة على هذا المفهوم وهي: النفاذ المشرع، النفاذ الحر، الوصول المفتوح والوصول المجاني.
والوصول الحر كمصطلح عرف العديد من التعاريف والمفاهيم للتعريف به كنموذج جديد للاتصال العلمي، فعلى الرغم من وجود الكثير من المبادرات التي عرفت الوصول الحر وحددت ملامحه وأدواته وفوائده مثل مبادرة بودبست (2002)، ومبادرة المكتبة الأمريكية العامة للعلوم (2003)، وإعلان بيدستا (2003) وبيان الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات افلا (2003) وغيرها.
إلا أن التعريف الذي قدمته مبادرة بودبست (Budapest) في 14 فيفري 2002م يظل الأوفى والأكثر انتشارا، حيث عرفت الوصول الحر على انه:" جعل المحتوى المعلوماتي حرا ومتاح عالميا عبر الانترنت، حيث أن الناشر يحفظ أرشيفات على الخط المباشر ويتاح الوصول إليها مجانا"(Dominique L., Pascal A. 2006: 11)، كما عرفته بأنه:"إتاحة الإنتاج الفكري مجانا على شبكة الانترنت، وحق المستفيد في الاطلاع، والتحميل الهابط، والنسخ، والطبع، والتوزيع، والبحث، أو الربط بالنصوص الكاملة، أو تكشيفها، ونقلها كبيانات يتم معالجتها عن طريق برمجيات معينة، أو الإفادة منها لأي غرض من الأغراض ذات السمة القانونية وذلك من دون قيود مالية، قانونية أو تقنية، عدا تلك المرتبطة باستخدام الانترنت ذاتها. إن الموانع الوحيدة حول الاستنساخ والتوزيع، هي تلك المرتبطة بحق التأليف في هذا المجال، والتي تتمثل في تامين ضمانات للمؤلف للتحكم في بحثه بأكملها وتامين حقه في الاعتراف به وذلك بذكره عند الاستشهاد ببحوثه" (Budapest open access initiative 2002).
وفي نفس السياق يعرفه بيتر سابر (Peter Suber) احد ابرز رواد هذه الحركة على انه (Suber peter: 6):" إتاحة الإنتاج الفكري على الخط المباشر من دون مقابل والخالي من معظم القيود ذات الصلة بحقوق التأليف والترخيص، كما يعمل الوصول الحر على إلغاء حواجز التسعير (مثل رسوم الاشتراك في مصادر المعلومات) وحواجز الإجازة Permission (مثل القيود ذات الصلة بحقوق التأليف والترخيص) وذلك للإنتاج الفكري ذي الملكية الحرة ( الأعمال العلمية المنتجة من قبل الباحثين لكي تكون بالمجان) وذلك بجعلها متاحة للإفادة منها عند أدنى حد من القيود"، كما حدد ملامح الوصول الحر للمعلومات على أنها تعتمد على الشكل الرقمي Digital، الاتصال المباشر Online، الإتاحة دون مقابل Free of Charge، كما أنها متاحة دون قيود رقابية ودون قيود صارمة على حقوق النشر والتأليف والترخيص بالاستخدام.
أما وحيد قدورة فعرف الوصول الحر بأنه:" تكريس لمبدأ مجانية الوصول إلى المنشورات العلمية للتصدي للارتفاع المستمر لأسعار الدوريات العلمية، هذا على المستوى الاقتصادي، أما على المستوى الاتصالي فالمبدأ هو التداول السريع للمعلومات العلمية بين الباحثين والحصول على مرئيات أفضل للأدبيات العلمية، ومن هذين المبدأين برز مفهوم الوصول الحر الذي يهدف إلى إنشاء مكتبة علمية قابلة للاستفسار عن بعد، وللتبادل على الدوام" (قدورة وحيد 2006أ: 168).
من خلال التعاريف السابقة يتضح أن الوصول الحر هو: الإتاحة الحرة والمجانية للإنتاج الفكري (معلومات، أفكار وحقائق محتواة في كتاب أو أي عمل منشور) على شبكة الانترنت، يمكن لأي شخص الوصول إليه بسرعة وسهولة، والاطلاع عليه دون أية قيود قانونية، مالية أو تقنية.
2.2. طرق واليات الوصول الحر
هناك طريقتان لتحقيق الوصول الحر للمنشورات العلمية:
-
الطريق الأخضر (Green OA/ BOAI-1): ويحيل على الأرشفة الذاتية للمقالات سواء سبق نشرها (Postprints) أو مسودات الأبحاث (Preprints) في مستودعات رقمية مؤسساتية (Digital Repositories institutional) أو متخصصة موضوعيا (Subject or Discipline)، وإتاحتها لعموم المستفيدين دون أية عوائق وقيود (Bailey Jr., Charles W.).
-
الطريق الذهبي (Gold OA/ BOAI-2): ويحيل إلى النشر في دوريات الوصول الحر عن طريق القيام بنشر دوريات علمية محكمة لا تهدف إلى الربح المادي، وتسمح للمستفيدين منها (دون أية رسوم) بالتمكن من الوصول عبر الإنترنت إلى النسخ الإلكترونية من المقالات التي تقوم بنشرها. وينبغي الإشارة إلى أن هذا النمط من الدوريات يتمتع بالخصائص نفسها التي تتمتع بها الدوريات المقيدة ذات الرسوم، وعلى رأسها التحكيم العلمي للمقالات (Guédon Jean-Claude).
3.2. تعريف دوريات الوصول الحر
تعرف دوريات الوصول الحر(Open Access Journals) بأنها:" دوريات محكمة يمكن لأي شخص أن يصل إلى مقالاتها على الخط المباشر (Online) دون دفع أية رسوم، كما تسمح للمؤلفين الاحتفاظ بحقوق التأليف، واستخدام المشاع الإبداعي (Creative Commons)، أو منح تراخيص مماثلة "(IBID Bailey Jr., Charles W.).
كما تعرف بأنها:" دورية حديثة أو قديمة النشأة، تستجيب لمتطلبات الجودة نفسها الخاصة بالمقالات العلمية باعتمادها على لجنة التصحيح، غير أن سبل تمويلها تسمح بنشرها الواسع دون قيود الإتاحة والاستعمال" (عودة سعاد 2013: 496).
إذن، فدوريات الوصول الحر تعد من أهم مصادر النفاذ الحر، فهي وسيلة أساسية لتحقيق الاتصال العلمي الجديد.
والدوريات حسب هذا النموذج تتيح المقالات العلمية مجانا بعد تحكيمها من قبل الزملاء، وهي موجودة على الخط المباشر وباستمرار. وان بعض هذه الدوريات هو في الأصل مطبوع ثم أصبح متاحا على الويب. أما البعض الآخر فهو جديد، انشأ في صيغة رقمية فحسب. ونجد في الصنف الأول من هذه المنشورات، دوريات في صيغتين ورقية (تخضع للاشتراك) والكترونية متاحة مجانا على الانترنت (Ghosh Kumar Das).
4.2. سمات دوريات الوصول الحر
إن مرئيات هذه الدوريات وفق هذا النموذج تعد هامة، فقد سجلت عمليات تحميل لهذه المقالات بمعدل 200 مرة/ الشهر، وان المرئيات تؤدي إلى ارتفاع عدد الاستشهادات المرجعية (Citations) وتحصل بالتالي استفادة عالية من نتائج البحث (قدورة وحيد 2006 ب: 45). كذلك نشرت دراسة سنة 2012م التي عمدت إلى مقارنة التأثير وتحليل الاستشهاد للدوريات ذات الوصول الحر في مجال الطب والصحة المنشاة خلال العشر سنوات الماضية مع الدوريات ذات الاشتراكات المدفوعة المنشاة في نفس الفترة، فكانت النتائج أن مقالات الدوريات ذات الوصول الحر المنشورة من قبل الناشرين في الدول الأكبر في مجال النشر وهي الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، هولندا وألمانيا تم الاستشهاد بها بنفس العدد مقارنة مع الدوريات ذات الاشتراكات المدفوعة (Bjork Bo-Christer, Solomon David 2012).
وقد عرف نموذج دوريات الوصول الحر إقبالا متزايدا منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي، حيث لوحظ تزايد مستمر في العناوين الجديدة سواء تلك الدوريات التجارية التي تحولت إلى مبدأ الوصول الحر، أو الدوريات التي ولدت أصلا وفقا لهذا النهج.
وهناك إجماع بين الباحثين على أن دوريات الوصول الحر تشكل الأساس لنظام الاتصال العلمي الجديد الذي ينافس نظام النشر التقليدي، يرمي إلى التخلص من جميع القيود المالية والقانونية التي لا زالت السند القوي لهذا النظام.
3. دليل دوريات الوصول الحر DOAJ
1.3. التعريف بدليل DOAJ
DOAJ هو اختصار لـ Directory of Open Access Journals الذي يعني دليل دوريات الوصول الحر، أنشئ سنة 2003 في جامعة لوند بالسويد وكان في ذلك الوقت يضم قائمة بـ 300 دورية إلكترونية متاحة ضمن الوصول الحر(البوابة العربية للمكتبات والمعلومات 2013)، والآن يضم أكثر من 14185 دورية علمية متاحة في الوصول الحر وفي مختلف التخصصات الموضوعية بـ4562418 مقال والتابعة لـ130 دولة (حسب إحصائيات 16/1/2020) (DOAJ 2020).
وفي عام 2012، تم نقل إدارة الدليل إلى إحدى الشركات المتخصصة في مجال الوصول الحر، والتي بدأت في العمل على تطوير الدليل، وكانت أولى الخطوات التي قامت بها هي وضع معايير جديدة لقبول تكشيف الدوريات في الدليل، هذه المعايير هدفت إلى تطبيق أفضل ممارسات النشر في بيئة الوصول الحر، ورفع جودة دوريات الوصول الحر خاصة في ظل حملات التشكيك في مستواها العلمي، وقد تم تطبيق هذه المعايير على الدوريات الجديدة التي تطلب الانضمام للدليل، وكذلك الدوريات المكشفة بالفعل في الدليل تم إعادة تقييمها وفقا للمعايير الجديدة وهو الأمر الذي أدّى إلى استبعاد 4000 دورية من الدليل حتى الآن (خليفة محمود 2017: 20)
يهدف دليل DOAJ إلى نشر الوعي بأهمية الوصول الحر وزيادة استخدام دوريات الوصول الحر في مختلف المجالات الموضوعية، ويسعى الدليل إلى أن يصبح شاملا ويغطي كافة دوريات الوصول الحر في العالم التي تعتمد نظاما للجودة (البوابة العربية للمكتبات والمعلومات 2013). الدليل متاح في الرابط التالي: https://doaj.org
2.3. أهمية دليل DOAJ
هناك عدة مزايا وفوائد تحققها الدوريات إذا ما تم انضمامها إلى دليل DOAJ وهي (البوابة العربية للمكتبات والمعلومات 2013):
-
الانضمام إلى DOAJ هي الخطوة الأولى للانطلاق نحو قواعد البيانات العالمية، حيث اتخذت Scopus قرارا بأنها لن تقبل أي دورية إلكترونية من دوريات الوصول الحر إلا إذا كانت مضافة في DOAJ، وبالتالي أصبح للدليل أهمية كبيرة للدوريات حيث أنه يعد المحطة الأولى للانطلاق نحو قواعد البيانات العالمية.
-
تحقيق الانتشار على المستوى الدولي، حيث يسمح الدليل بتكشيف الدوريات على مستوى المقالات، وهو الأمر الذي يعود على النفع بالدوريات حيث يتم التعريف بمحتوياتها على نطاق دولي واسع.
-
يحظى DOAJ بدعم كبرى شركات قواعد البيانات في العالم، مثل: EBSCO, Elsevier, Sage, Willey, ProQuest، وغيرهم من كبار الشركات، وهو الأمر الذي يضفي أهمية كبرى للدليل.
-
ضمان الالتزام بتطبيق أفضل ممارسات النشر العلمي وذلك عند تحقيق متطلبات وشروط الانضمام إلى DOAJ.
-
زيادة أعداد الزوار لموقع الدورية وارتفاع ترتيب موقع الدورية في نتائج البحث في المحركات المختلفة.
-
زيادة طلبات النشر التي تتلقاها الدورية، نظرا لفهرسة الظهور الدولي التي تحققها الدورية بوجودها ضمن DOAJ.
-
إمكانية الحصول على فرص تمويلية من الجهات التي تدعم الوصول الحر على مستوى العالم.
3.3. معايير ومواصفات دليل DOAJ لتقييم دوريات الوصول الحر
تتمثل في (البوابة العربية للمكتبات والمعلومات 2013):
-
الترقيم الدولي الموحد للدوريات: الترقيم الدولي الموحد للدوريات ISSN هو أول خطوات الاعتراف الدولي بأي دورية في أي دولة بالعالم، ويجب أن يكون للدورية الترقيم الخاص بها، دون ذلك فلن يقبل طلب الانضمام إلى الدليل أو أي قاعدة بيانات أخرى.
يتم الحصول على الترقيم الدولي الموحد للدوريات من خلال منظمة ISSN ومقرها باريس. وهى لا تتعامل مباشرة مع الدوريات في كل دولة، ولكنها تمنح لجهات محلية حق منح وتخصص الترقيمات للدوريات الجديدة الصادر وداخل الدولة، ويمكن الدخول إلى موقع المنظمة وطلب رقم جديد من خلال الرابط التالي:
http://www.issn.org/services/requesting-an-issn
وسوف يتم إحالة الدورية إلى الجهة المفوضة داخل دولتها.
بعد الحصول على الترقيم وذلك في خلال أسبوعين عمل من تاريخ تقديم الطلب، يجب على الدورية أن تتأكد من تسجيل الترقيم الممنوح لها في المنظمة الدولية، في بعض الحالات تتأخر عملية إخطار المنظمة الدولية وبالتالي لا يظهر اسم الدورية في موقع المنظمة. -
تنظيم المحتوى: يجب أن تنشر الدورية في موقع خاص بها، وليس مجرد صفحة ضمن صفحات الموقع. ويجب أن تعرض أعداد الدورية بشكل منظم، بحيث يكون لكل عدد صفحة خاصة به، وفي كل عدد مجموعة من الصفحات الفرعية وكل منها يمثل احد مقالات العدد. ويفضل أن تنشر كل مقالة في رابط مستقل، وأن تتاح في أحد من الشكليين HTML أو PDF، ولا مانع من إتاحتها في أي أشكال أخرى. لا يجب أن ينشر العدد كاملا في ملف PDF واحد لكل مقالات العدد.
-
تكاليف ومصروفات النشر: في ظل ارتفاع تكاليف النشر المطبوع لجأ بعض الناشرين إلى تحصيل تكلفة نشر الدورية من الباحثين أصحاب المقالات، إلا أن بعض الناشرين أساؤوا استخدام ذلك، وتم استغلال النشر العلمي لتحقيق مكاسب مالية مبالغ فيها. لذا بدأت قواعد البيانات العالمية في محاربة تلك الظاهرة، لذا وضع تقنين لعملية جمع أموال من الباحثين، وهو أمر مقبول بالنسبة لـ DOAJ ولكن وفقا لشروط محددة.
يجب أن يتضمن الموقع الخاص بالدورية معلومات مفصلة عن تكاليف النشر بها. وان تنشر المعلومات بشكل واضح، ومعلومات تكاليف النشر تتعلق بنوعين من التكاليف: تكاليف تقديم المقالات، وتكاليف نشر المقالات. إذا كانت الدورية لا تحصل على أية أجور من الباحثين، فيجب أيضا نشر ذلك بوضوح. في كل الأحوال لا يجب أبدا أن يكون النشر متوقف على دفع المقابل المادي، وفي هذه الحالة يرفض طلب الدورية بالانضمام إلى الدليل. -
الحفظ والأرشفة: ينصح بشدة أن تعتمد الدورية على أحد خدمات الحفظ والأرشفة طويلة المدى، وذلك من أجمل ضمان إتاحة دائمة وطويلة الأجل للمحتوى. يتاح في هذا الرابط قائمة بمقدمي تلك الخدمات:
https://en.wikipedia.org/wiki/List_of_digital_preservation_initiatives
في حالة اعتماد الدورية على نظام إدارة الدوريات OJS، فالدورية بشكل تلقائي أصبحت جزء من شبكة LOCKSS للحفظ والأرشفة.
وجود أرشيف للدورية ليس شرطا للانضمام إلى DOAJ، لكنه من الممارسات التي ينصح بها. -
موقع الدورية والصفحة الرئيسية: يجب أن يكون تصميم موقع الدورية مناسبا مع طبيعته العلمية، وبشكل أساسي يجب أن تحتوي الصفحة الرئيسية على روابط واضحة لأهم المعلومات المتعلقة بالدورية وهى: العدد الحالي، أرشيف الدورية، هيئة التحرير، تعريف بالدورية، البحث أو التصفح، الاتصال بالدورية.
يسمح بوضع إعلانات تجارية في الصفحة الرئيسية على ألا تكون إعلانات ضارة مثل الإعلانات الجنسية أو تجارة المخدرات ... الخ. -
هيئة التحرير: يجب أن تنشر بيانات أعضاء هيئة تحرير الدورية بما فيها رئيس التحرير وأعضاء الهيئة وكذلك المحكمين، على أن تتضمن البيانات على الأقل الاسم، والدرجة العلمية، وجهة العمل. في حالة دوريات العلوم الإنسانية والاجتماعية يقبل DOAJ ألا يكون للدورية هيئة تحرير متكاملة، عدا ذلك يجب أن يكون للدورية هيئة تحرير كاملة مكونة من رئيس تحرير ومحرر وسكرتير تحرير وأعضاء هيئة تحرير ومحكمين.
يجب أن تتضمن المعلومات المنشورة عن هيئة التحرير بيانات الاتصال بمدير التحرير على الأقل. -
ضمان الجودة (التحكيم العلمي): يضع دليل DOAJ شروطا مشددة على عملية التحكيم العلمي، وذلك بهدف ضمان جودة محتوى دوريات الوصول الحر، لذا يجب أن تحدد الدورية أسلوب التحكيم الذي تقوم به، وينشر ذلك على موقع المجلة، وهو يكون واحدا من الأساليب التالية:
-
تحكيم مجهول: يقصد به إخفاء اسم المؤلف عند إرسال البحث للتحكيم.
-
تحكيم مجهول مزدوج: يقصد به إخفاء اسم المؤلف عند إرسال البحث للتحكيم، ويحكم البحث من قبل اثنين من أعضاء هيئة التحكيم.
-
تحكيم علمي: وهو التحكيم العادي ولا يتم فيه إخفاء اسم الباحث.
-
تحكيم هيئة التحرير: وهو التحكيم الذي يقوم به احد أعضاء هيئة التحرير دون إرساله لمحكم، وهذا الأسلوب يكون مقبولا فقط في دوريات العلوم الاجتماعية والإنسانية فقط.
المعلومات الخاصة بالتحكيم العلمي من البيانات الأساسية الواجب توافرها في موقع الدورية، وفي حالة عدم توفرها أو عدم وضوحها لن تقبل الدورية في DOAJ.
-
إرشادات الباحثين: وهى الإرشادات الخاصة بتقديم البحث، وتتضمن العديد من الجوانب، منها: طريقة إرسال البحوث، خطوات وإجراءات النشر، شكل إخراج البحوث، صياغة الاستشهادات المرجعية، الأشكال والجداول المرفقة بالبحث. ويجب أن تتضمن أيضا تعريف الباحثين بسياسة الدورية تجاه: حقوق الملكية الفكرية، خطوات التحكيم العلمي، سياسة كشف السرقات العلمية.
-
بيان الوصول الحر: يعد هذا البيان أمرا ضروريا لقبول الدورية في الدليل، وهذا البيان يجب أن ينشر على موقع الدورية وأن يتضمن بوضوح أن الدورية بالكامل متاحة ضمن الوصول الحر، وأن جميع المقالات متاحة بدون قيود ويحق للجميع قراءة، تحميل، نسخ، طباعة، مشاركة، وبحث محتوى الدورية.
-
ترخيص المشاع الإبداعي Creative Common: من أهم المعلومات التي يجب أن تتضمن في موقع الدورية، ويجب على كل دورية أن تحدد طبيعة إتاحتها للمحتوى والترخيص الذي تمنحه لمحتوياتها وفقا لمنظمة المشاع الإبداعي (https://creativecommons.org/licenses/)
والتراخيص التي تعطى للمحتوى فهي كما يلي:
-
CC BY: بموجب هذا الترخيص يسمح للقراء بحرية إعادة التوزيع، التعديل، التغيير، والاشتقاق من المحتوى، سواء أكان ذلك لأغراض تجارية أو غير تجارية، طالما ينسبون العمل الأصلي لصاحبه. وهو يعد أفضل التراخيص في الوصول الحر.
-
CC BY-SA: بموجب هذا الترخيص يسمح للقراء بحرية إعادة التوزيع، التعديل، التغيير، والاشتقاق من المحتوى، سواء أكان ذلك لأغراض تجارية أو غير تجارية، طالما ينسبون العمل الأصلي لصاحبه ويرخصون أعمالهم المشتقة تحت نفس الشروط. مقبول في الوصول الحر.
-
CC BY-ND: بموجب هذا الترخيص يسمح للقراء بإعادة التوزيع، الاستخدام التجاري وغير التجاري، بشرط عدم التعديل، ونَسب العمل إلى صاحبه.لا يوصى به في الوصول الحر، ودليل DOAJ يرفضه.
-
CC BY-NC: بموجب هذا الترخيص يسمح للقراء بإعادة التوزيع، الاستخدام التجاري وغير التجاري، بشرط عدم التعديل، ونَسب العمل إلي صاحبه. مقبول في الوصول الحر، لكنه ليس أفضل ممارسة.
-
CC BY-NC-SA: بموجب هذا الترخيص يسمح للقراء بالتعديل، التحسين، وبناء نسخ مشتقة من المُصنَّف ولكن في غير الأغراض التجارية، بشرط نَسب العمل الأصلي إلي صاحبه وترخيص الأعمال الجديدة بنفس الرخصة. مقبول في الوصول الحر.
-
ـ CC BY-NC-ND: بموجب هذا الترخيص يسمح للقراء بتحميل المحتوى ومشاركته مع الآخرين بشرط نَسب العمل الأصلي إلي صاحبه، ودون القيام بأي تعديل أو استخدامها لأغراض تجارية. لا يوصى به في الوصول الحر، ودليل DOAJ يرفضه.
-
حقوق الملكية الفكرية: يجب أن تضع الدورية سياسة واضحة لحقوق الملكية الفكرية، وان تنشر على الموقع، ويجب أن تحدد السياسة أمرين.
-
الأول: وهو هل تنتقل حقوق الملية الفكرية من المؤلف إلى الدورية عند النشر؟
-
والثاني: هو هل يحتفظ المؤلف بكافة الحقوق عند النشر؟
جميع السياسات مقبولة من قبل DOAJ، لكن يجب تحديدها ونشرها بوضوح على الموقع. إلا أن أفضل الممارسات في الوصول الحر تقتضي بالا تنتقل الحقوق للدورية وان يحتفظ المؤلف بكافة الحقوق.
4. الإطار التطبيقي للدراسة
1.4. الدوريات محل الدراسة
تم اختيار عينة من دوريات العلوم الإنسانية التي تسمح بنشر الأعمال البحثية في مجال تخصص علم المكتبات والمعلومات المتاحة على منصة ASJP كنموذج لتطبيق معايير ومواصفات دليل دوريات الوصول الحر عليها، والدوريات العلمية محل الدراسة هي:
-
مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية لجامعة المسيلة
-
مجلة العلوم الإنسانية لجامعة أم البواقي
-
مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية لجامعة باتنة 1
-
مجلة العلوم الإنسانية جامعة بسكرة
-
دراسات وأبحاث جامعة الجلفة
-
مجلة الباحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة ورقلة
-
الأكاديمية للدراسات الاجتماعية والإنسانية جامعة الشلف.
2.4. حدود الدراسة ومجالاتها
-
الحدود الموضوعية: تقييم دوريات العلوم الإنسانية التي تسمح بنشر الأبحاث العلمية في مجال تخصص علم المكتبات والمعلومات والمتاحة على موقع منصة الدوريات العلمية الجزائرية ASJP بتطبيق معايير دليل دوريات الوصول الحر العالمي DOAJ.
-
الحدود النوعية: تركز الدراسة على الدوريات فقط دون باقي أنواع مصادر المعلومات الأخرى.
-
الحدود الشكلية: تركز الدراسة على الدوريات الإلكترونية فحسب المتواجدة على منصة الدوريات العلمية الجزائرية ASJP.
-
الحدود اللغوية: تركز الدراسة على الدوريات المنشورة باللغة العربية فقط.
-
الحدود الجغرافية: دوريات العلوم الإنسانية الصادرة عن مختلف المؤسسات الأكاديمية والبحثية الجزائرية المصنفة في صنف ج والمتاحة لنشر أبحاث تخصص علم المكتبات والمعلومات.
-
الحدود الزمنية: بداية شهر جانفي إلى غاية منتصف شهر ماي 2020.
3.4. أدوات جمع البيانات
اعتمدت الدراسة في جمع المعلومات على أداتين أساسيتين هما:
-
الأداة الأولى: أداة البحث الوثائقي: وذلك لجمع الجانب النظري المتعلق بمحتوى معايير التصنيف الدولية المعتمدة في دراستنا هذه وهي معايير دليل دوريات الوصول الحر DOAJ .
-
الأداة الثانية: التصفح على الخط المباشر: وذلك من خلال تصفح الدوريات محل الدراسة المتاحة على منصة ASJP واستخراج البيانات والمعلومات المطلوبة لكل معيار من معايير التصنيف لدليل DOAJ المعتمد في الدراسة.
5. تحليل نتائج الدراسة
من خلال نتائج الجدول أعلاه، يتبيّن لنا أنّ الدوريات السبع محل الدراسة والمندرجة ضمن منصة المجلات العلمية الجزائرية ASJPتستجيب بنسبة 100% لمعايير ومواصفات دليل دوريات الوصول الحر العالمي DOAJ وهو ما يدل على المساعي والجهود الجادة للقائمين على هذه الدوريات العلمية لترقية مستواها إلى مصاف الدوريات العالمية ذات القيمة العلمية والجودة المعترف بهما دوليا، وهي بذلك مؤهلة للانضمام لهذا الدليل العالمي مما سينعكس لا محالة إيجابا على تصنيف البحوث العلمية الجزائرية بالدرجة الأولى كما سيؤدي أيضا إلى ارتقاء وتقدم ترتيب المؤسسات الأكاديمية الجزائرية وجعلها من مصاف الجامعات المعترف بها عالميا.
ومنه نستخلص أنّ الدوريات العلمية المتخصصة في العلوم الإنسانية والاجتماعية المتاحة ضمن منصة المجلات العلمية الجزائرية ASJP المصنفة ضمن صنف ج والتي تتيح نشر أبحاث في تخصص علم المكتبات والمعلومات:
-
تستجيب لمجمل معايير التصنيف التي وضعها دليل دوريات الوصول الحر DOAJ مما يجعلها على استعداد للانضمام لهذا الدليل العالمي.
-
هناك توجهات إيجابية للمجلات العلمية محل الدراسة لتعزيز تواجدها علميا وبذلك تحسين جودتها بما يتوافق مع معايير التكشيف والتقييم العالمية وهذا ما سيدعم النشر العلمي بالجزائر.
خاتمة
النشر العلمي هو وقود التطور والتقدم، لذا وجب رعايته والحرص على كل ما يساهم في تثمينه ورفع جودته وكذا الارتقاء بمستواه أكثر فأكثر، من خلال السعي المتواصل إلى ترقية التحكيم العلمي للأبحاث العلمية ضمن معايير التصنيف الدولية الصادرة عن هيئات علمية دولية معترف بها، كمعايير دليل دوريات الوصول الحر DOAJ الذي يعود إنشاؤه إلى 2003 والذي يعد من أهم التصانيف الدولية للدوريات العلمية، والدوريات التي استطاعت الاستجابة لمعاييره ومطابقتها تتأهّل لنيل شرف الانضمام إليه وهو ما يعد إنجازا كبيرا بالنسبة لها، ذلك أنّها حققت المرئية والإتاحة وكذا التداول العالميين، وهو ما دعا بنا في هذه الدراسة البحث عن مدى استجابة عينة من دوريات العلوم الإنسانية والاجتماعية المتاحة على منصة المجلات العلمية الجزائرية ASJP والمصنفة ضمن صنف ج والتي تنشر أبحاث في تخصص علم المكتبات والمعلومات، لمعايير دليل DOAJ العالمي، حيث وبعد الدراسة التطبيقية خلصنا إلى أنّ الدوريات محل الدراسة تستجيب بنسبة 100% لمعايير ومواصفات هذا الدليل العالمي مما يؤهلها للانضمام إليه مما يعكس ارتقاؤها إلى مصاف الدوريات العلمية العالمية وكذا زيادة الاستشهاد المرجعي وبالتالي زيادة معامل تأثيرها.
لذا نقترح على القائمين على هذه الدوريات المبادرة بالتقديم للانضمام لدوريات الوصول الحر لدليل DOAJ في أقرب الآجال لأنّ ذلك من شأنه تثمين مكانة هذه الدوريات من جهة وترقية مستوى البحث العلمي الجزائري وانفتاحه على العالمية من جهة أخرى.