مقدمة
اعتمدت المؤسسات التعليمية في البلدان النامية لفترة جد طويلة على الأساليب التقليدية للتعليم فقط من خلال اتباع الإعداد التقليدي للمحاضرات وجهًا لوجه في الفصل الدراسي. وعلى الرغم من أن العديد من المؤسسات الأكاديمية قد بدأت أيضًا في التعليم المدمج، إلا أن الكثير منها بقي عالقًا في الإجراءات القديمة.
الجزائر باعتبارها واحدة من هذه البلدان، لم يكن التعليم عن بعد مستغلًا بشكل كافٍ فيها وهو ما ولّد جملة من التحديات والعوائق التي واجهت ممارسة هذا النمط من التعليم في ظل التوجه الإجباري نحوه، حيث سعت الجامعات الجزائرية إلى تبني هذا النوع من التعليم خاصة بعد تفشي فيروس كوفيد 19 أين أجبرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجامعات باعتماد نظام التعليم عن بعد من خلال إدراج منصات إلكترونية على المواقع الرسمية للجامعات.
وفي مقدمة هذه المؤسسات جامعة البليدة 02 - لونيسي علي- التي كانت من الأوائل التي انتهجت هذا النمط من التعليم وفقا للمنشور الوزاري رقم 535 المؤرخ في 26 أكتوبر 2016 والمتعلق بالتسجيل في دراسات الماستر عبر الخط بعنوان السنة الجامعية 2016/2017 وذلك في فرع العلوم الإجتماعية. وفي الآونة الأخيرة مع انتشار فيروس كورونا عملت الجامعة الممثلة بجهود أعضاء هيئة التدريس على استخدام والتعامل مع هذا النوع من التعليم لتجاوز إشكالات الحضور العيني والمكاني أثناء ممارسة النشاط التعليمي. وهو ما أثار الحماس للخوض في خبايا هذا الموضوع من خلال تقييم تجربة جامعة البليدة 2 -لونيسي علي- في مجال التعليم عن بعد ومحاولة استكشاف تصور أعضاء هيئة التدريس المنتسبة لها فيما يتعلق بالمزايا والإيجابيات التي يوفرها هذا التعليم من جهة والتعرف على العوائق والتحديات التي يفرضها من جهة أخرى؛ كما ستبحث الدراسة في العوامل التي تؤثر على قبول التعليم عن بعد كأداة للتدريس في الجامعة محل الدراسة والتي يمكن أن تساعد المساعي المستقبلية التي تهدف إلى تنفيذ التعليم عن بعد ليس فقط أثناء الجائحة ولكن في المواقف الأخرى غير الوبائية طوال الحياة التعليمية. ومنه ينبثق التساؤل الرئيسي التالي :
ما هو واقع تجربة التعليم عن بعد بجامعة البليدة 2 -لونيسي علي-؟ وما مدى تقبل أعضاء الهيئة التدريسية لهذا النمط من التعليم كأداة للتدريس خلال جائحة Covid-19 ؟
تم تقسيم السؤال الرئيسي إلى جملة من الأسئلة الفرعية على النحو التالي :
-
فيما تتمثل جملة المزايا والإيجابيات التي يوفرها تبني التعليم عن بعد في جامعة البليدة 2 لونيسي علي؟
-
ما هي العوائق والتحديات التي يفرضها التحول نحو نمط التعليم عن بعد في جامعة البليدة 2 لونيسي علي؟
-
ما مدى قدرة جامعة البليدة 2- لونيسي علي- على تطبيق التعليم عن بعد والمضي فيه بكل كفاءة وفعالية؟
1. الجانب المنهجي للدراسة
1.1. أهداف الدراسة
تكمن أهمية الدراسة في كونها تتناول موضوعاً حيوياً ومهماً ألا وهو التعليم عن بعد في وقت بدأ فيه اتجاه أغلب الجامعات بالتركيز بشكل كبير على استخدام تكنولوجيا الإعلام والإتصال في العملية التعليمية، كما تهدف هذه الأخيرة إلى معرفة واقع هذا النمط من التعليم من منظور الأساتذة الجامعين الممثلين لعينة الدراسة من خلال:
-
معرفة أهم إيجابيات وسلبيات التعليم عن بعد.
-
التعرف على واقع استخدام المنصات التعليمية الإلكترونية لدى عينة الدراسة.
-
معرفة أهم الإشباعات المحققة من تبني التعليم عن بعد بجامعة البليدة 2 – لونيسي علي-.
-
حصر جملة العوائق والتحديات التي يفرضها التحول نحو نمط التعليم عن بعد وما مدى قدرة الجامعة محل الدراسة في مسايرة هذا التعليم.
-
تقديم بعض الإقتراحات والحلول التي قد تساعد في تحسين نظام التعليم عن بعد في جامعة البليدة 2 – لونيسي علي-.
2.1. منهج الدراسة
للوقوف على الظاهرة محل الدراسة، تمّ الإعتماد على المنهج الوصفي التحليلي وعلى أداة جمع البيانات المتمثلة في الإستبيان التي تم توزيعها في شهر أفريل 2022 على أعضاء الهيئة التدريسية الدائمين المنتسبين لجامعة البليدة 2 -لونيسي علي- البالغ عددهم 189 أستاذ الذين تم اختيارهم من المجتمع الأصلي للدراسة الممثل بـ :952 أستاذ بالإعتماد على العينة العشوائية الطبقية.
مع الإشارة إلى أنه تمّ تقسيم العينة على أساس الكليات الأربعة للجامعة (كلية الآداب واللغات، كلية الحقوق، كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية، كلية العلوم الإقتصادية والتجارية وعلوم التسيير) واعتمدنا على نسبة 20 ٪ من أساتذة كل كلية على حدى مثلما يبينه الجدول التالي :
الجدول 1 : الأساتذة الممثلين لعينة الدراسة.
الكلية |
عدد الأساتذة الدائمين |
عينة الأساتذة |
كلية الآداب واللغات |
183 |
36 |
كلية الحقوق |
253 |
50 |
كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية |
265 |
53 |
كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير |
251 |
50 |
المجموع |
952 |
189 |
المصدر: من إعداد الباحثة.
2. التعليم عن بعد في ظل جائحة Covid 19
يُعرف نظام التعلم القائم على التدريس الرسمي ولكن بمساعدة الموارد الإلكترونية باسم التعليم عن بعد، حيث يشكل استخدام أجهزة الكمبيوتر والإنترنت المكون الرئيسي لهذا النوع من التعليم (Dhawan, 2020: p. 22). كما يعرف على أنه: « نقل المهارات والمعرفة عبر الشبكة، ويتم تقديم التعليم لعدد كبير من المتلقين في نفس الوقت أو في أوقات مختلفة » (The Economic Times, 2022)
كما يوصف التعليم عن بعد بأنه تجارب تعليمية باستخدام أجهزة إلكترونية متنوعة (مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وما إلى ذلك) مع توفر الإنترنت في ظروف بيئية متزامنة أو غير متزامنة. يمكن أن يكون التعليم عن بعد منصة تجعل عملية التعليم أكثر تركيزًا على الطالب وإبداعًا ومرونة (Singh & Thurman, 2019: p. 289). وفي هذا الصدد تعتبر الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية أن التعليم عن بعد أداة مفيدة لتلبية الإحتياجات التعليمية، وخاصة في الدول النامية. فماذا عن خصائص هذا التعليم (المزايا والصعوبات)؟
1.2. المزايا المرتبطة بالتعليم عن بعد
للتعليم عن بعد جملة من المزايا التي نلخصها في النقاط التالية:
-
تشير إحدى الدراسات (Colace, 2006: p. 6) التي أجريت على 12 عضوًا من أعضاء هيئة التدريس و12 طالبًا من كلية الطب في 25 أفريل 2020 بأنّ التعليم عن بعد مصدرًا مرنًا وفعالًا للتعليم والتعلم، حيث اتفق معظم المبحوثين على حقيقة أنّ هذا النوع من التعليم يساعد في التعلم مع سهولة الإدارة وسهولة وصول الطلاب بسهولة إلى المواد التعليمية إلى جانب استخدام موارد ووقت أقل.
-
يعتمد التعليم عن بعد على المواد (القراءات ومقاطع الفيديو والتمارين وما إلى ذلك) أكثر منه على التفاعلات الشخصية المباشرة (المناقشات والعروض التقديمية وما إلى ذلك). كما يوفر الفرصة لدمج المزيد من الوسائط كالفيديو والصور والصوت وما إلى ذلك.
-
يتطلب الأمر من الطلاب أن يكونوا أكثر استقلالية في القراءة (بمعنى «قراءة» جميع الوسائط) أي يصبح الطالب متعلما موجها ذاتيًا، وهي كفاءة مهمة لتشجيع التعلم مدى الحياة.
-
نجاح التعليم عن بعد يعني عدم الشعور بالوحدة وعدم نسيان أنّ عملية التعليم بطبعها اجتماعية، حيث نتعلم من الآخرين ومع الآخرين، حتى وإن كان ذلك عن بُعد. فمثلا الطريقة التي يمكن أن يتواجد بها المعلم عن بعد لا تتمثل في التحدث إلى الكاميرا أثناء جلسات مؤتمر الفيديو فقط ولكن يستلزم حضوره تقديم الملاحظات الدقيقة وفي الوقت المناسب سواء في الأسئلة أو في التقييمات؛ ناهيك عن تعزيز العلاقات الإجتماعية ما بين الأستاذ والطلبة وتعزيز عملية التعاون بين الأقران.
-
تعدد الأدوات المتاحة لاستخدامها في عملية التعليم عن بعد يعتبر تحد في كثير من الأحيان، حيث تبدأ المؤسسات والمعلم في التفكير في الأداة أولاً بدلاً من القضايا التربوية. حيث نجد بأن الأدوات تتغير بسرعة كبيرة، لذلك يستلزم التعليم عن بعد تحديد الإحتياجات التربوية وفرص الإبتكار وقضايا الجودة المطلوبة، والمتطلبات الإجتماعية ومزايا استخدام تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، فلا يهم الأداة التي سنستخدمها في تحقيق كل هذه الجوانب. لأن التحدي لا يكمن في استخدامها في حد ذاتها ولكن يجب تبرير الغرض التربوي من استخدامها من خلال تحديد فوائدها.
2.2 الصعوبات المرتبطة بالتعليم عن بعد
-
هناك عدد من التقنيات المتاحة للتعليم عن بعد ولكنها في بعض الأحيان تخلق الكثير من الصعوبات. تتراوح هذه الصعوبات والمشكلات المرتبطة بالتقنية الحديثة من أخطاء التنزيل ومشكلات التثبيت ومشكلات تسجيل الدخول ومشكلات الصوت والفيديو وما إلى ذلك (Dhawan, 2020 : 24)
-
الإهتمام الشخصي هو أيضًا مشكلة كبيرة تواجه التعليم عن بعد، حيث يريد الطلاب تفاعلًا ثنائي الإتجاه يصعب تنفيذه أحيانًا في هذا النمط من التعليم (Song, 2004 : 59) وهو نفس ما توصلت إليه دراسة أجريت سنة 2019 (Parkes, 2019 :10) أين تبين أن الطلاب غير مستعدين بشكل كافٍ لتحقيق التوازن بين عملهم وعائلاتهم وحياتهم الإجتماعية مع حياتهم الدراسية في بيئة التعلم عبر الإنترنت. كما تبين أن الطلاب غير مهيئين بشكل جيد للعديد من كفاءات التعليم عن بعد (Mukhtar J, 2020 : 36)
3.2 الحلول الممكنة
ترتبط الكثير من المشكلات بالتعليم عن بعد ولكن لا يمكننا تجاهل مزايا هذا النمط في أوقات مثل هذه الأزمات. إذ يمكن إيجاد حلول لإصلاح هذه الصعوبات فمثلا:
-
حل الصعوبات التقنية من خلال التسجيل المسبق لمحاضرات الفيديو واختبار المحتوى.
-
العمل على أن تكون الدروس المقدمة للطلبة في إطار التعليم عن بعد ديناميكية ومثيرة للإهتمام وتفاعلية.
-
بذل الجهود لإضفاء الطابع الإنساني على عملية التعليم إلى أقصى حد ممكن.
-
توفير الإهتمام الشخصي للطالب حتى يتمكن من التكيّف بسهولة مع بيئة التعلم الجديدة.
-
يمكن استخدام وسائل التواصل الإجتماعي والمنتديات الجماعية المختلفة للتواصل مع الطلاب.
-
الإتصال عن طريق الهاتف هو المفتاح عندما يصعب محاولة الوصول إلى الطالب عبر تطبيقات المراسلة المختلفة ومكالمات الفيديو وما إلى ذلك.
-
تحسين جودة الدروس بشكل مستمر ويجب على المعلمين محاولة تقديم أفضل ما لديهم.
3. التعليم عن بعد من منظور أعضاء الهيئة التدريسية بجامعة البليدة 2 -لونيسي علي-
فيما يلي تحليل لنتائج الدراسة انطلاقا من الإجابات المتحصل عليها من طرف أعضاء الهيئة التدريسية الممثلة لعينة الدراسة.
1.3 المحور الأول: استخدام الوسائل التكنولوجية والإنترنيت في العملية التعليمية
-
عند تحضير الدرس، ما هي مصادر المعلومات التي تعتمد عليها
الجدول 2: مصادر المعلومات المعتمد عليها في تحضير الدرس
الخيارات |
التكرار |
النسبة |
مصادر المعلومات الورقية (الكتب، الدوريات العلمية الورقية...) |
67 |
41.35 % |
المواد السمعية والبصرية (الأقراص، ...) |
07 |
4.32 % |
الإنترنيت بمختلف خدماتها (قواعد البيانات، الدوريات الإلكترونية...) |
88 |
54.32 % |
المصدر: من إعداد الباحثة.
تختلف نسبة اعتماد الأساتذة على مصادر المعلومات لتحضير الدرس من مصدر لآخر، إلاّ أنّ كل أفراد العينة أجمعوا على اعتمادهم على الإنترنيت بما تقدمه من خدمات مختلفة بنسبة 54.32 ٪ ويليها استعمال مصادر المعلومات الورقية مثل الكتب والدوريات العلمية الورقية بنسبة 41.35 % في حين كان الإعتماد على الوسائل السمعية البصرية ضعيف جدا بمعدل 4.32 ٪ فقط.
يمكن تبرير الإعتماد على الإنترنيت كمصدر أول للمعلومات لسرعة الوصول وسهولة الإستخدام من أي مكان وفي أي وقت بالإضافة إلى توفيرها لمختلف الفضاءات الرقمية الغنية بمصادر المعلومات مثل الدوريات العلمية الإلكترونية، المستودعات الرقمية ...ناهيك عن توفير الجامعة لمجموعة ثرية من قواعد البيانات العالمية التي يمكن الولوج إليها مباشرة عن طريق موقع Sndl الذي يوفره مركز البحث في الإعلام العلمي والتقني. وفيما يتعلق باستعمال مصادر المعلومات الورقية يمكن إرجاعه لثقة الأساتذة في المنشورات الورقية إضافة إلى سهولة الحصول عليها كون مختلف الكليات متوفرة على مكتبات كلية والأساتذة هم المسؤولون على اختيار مجموعات المكتبة، مما يتيح لهم الفرصة للحصول على العناوين والمواضيع التي يحتاجونها.
عند تقديمك للدرس، هل تعتمد على وسائل وأجهزة تكنولوجية؟ الجدول 3 : اعتماد عينة الدراسة على الوسائل التكنولوجية في تقديم الدروس
الخيارات |
التكرار |
النسبة |
نعم |
148 |
91.35 % |
لا |
14 |
8.64 % |
المصدر: من إعداد الباحثة.
بلغت نسبة اعتماد الأساتذة على الوسائل والأجهزة التكنولوجية عند تقديم الدرس بـ :91.35 % وهو ما نرجعه لمعرفتهم بأهميتها والدعم الذي تقدمه عند عرض الدرس من دعم والمتمثل في إيضاح الأشكال وتدعيم الفكرة بالصور والرسومات ما يساعد على ترسيخ الأفكار. إضافة إلى الإمكانيات التي تضعها الجامعة أمام الأساتذة من وسائل وأجهزة يمكن اعتمادها في تقديم الدرس من أجهزة العرض. أما النسبة المتبقية والمتمثلة في نسبة 8.64 % من العينة ترى بأن هذه الوسائل لا فائدة من استخدامها ولا تقدم أي دعم لأي عنصر من عناصر العملية التعليمية غير أنها تساعد على تشتت تفكير الطالب من خلال التركيز على الصور والأشكال وإهمال المحتوى العلمي.
-
ما هي وتيرة استخدامك للإنترنيت؟
الجدول 4: وتيرة استخدام عينة الدراسة لشبكة الإنترنيت.
الخيارات |
التكرار |
النسبة |
يوميا |
151 |
93.20 % |
أسبوعيا |
11 |
6.79 % |
شهريا |
/ |
/ |
المصدر: من إعداد الباحثة.
تستعمل عينة الدراسة الإنترنيت بصفة يومية بنسبة جد مرتفعة وصلت إلى 93.20 %وهو ما يدل على أهمية الإنترنيت ومجموع الخدمات التي تقدمها والتي لا يمكن الاستغناء عنها كخدمات البحث في قواعد البيانات، مواقع التواصل الإجتماعية والأكاديمية، المكتبات الرقمية وخدمات التواصل وغيرها.
-
هل تتعامل مع الطلبة من خلال الإنترنيت؟
الجدول 5: تعامل عينة الدراسة مع الطلبة من خلال الإنترنيت
الخيارات |
التكرار |
النسبة |
نعم |
98 |
%60.49 |
لا |
64 |
39.50 % |
المصدر: من إعداد الباحثة.
أشارت نسبة 60.49 % من عينة الدراسة بأنها على تواصل مع الطلبة من خلال استخدام شبكة الإنترنيت وذلك لكونها توفر جملة خيارات تدعم وتساهم في سير العملية التعليمية. وعن نوعية الخدمات المستعملة في هذا التواصل تشير العينة محل الدراسة إلى :
الجدول 6 : خدمات الإنترنيت المستعملة في التواصل ما بين الأستاذ والطلبة.
الخيارات |
التكرار |
النسبة |
البريد الإلكتروني |
96 |
59.25 % |
مواقع التواصل الإجتماعي |
40 |
24.69 % |
مجموعات النقاش |
15 |
9.25 % |
المنتديات العلمية |
11 |
%6.79 |
المصدر: من إعداد الباحثة.
مثلت خدمة البريد الالكتروني أكثر الخدمات الإلكترونية المعتمدة للتعامل بين الأستاذ والطلبة (59.25 %) نظرا لفاعليتها من حيث سهولة إرسال الملفات وتحميلها إضافة إلى سرية المعلومات المتبادلة عبر هذه الخدمة ناهيك عن اختيارها من طرف جامعة البليدة 2 -لونيسي -كوسيلة لاستلام الأعمال الخاصة بالطلبة خلال فترة اعتماد التعليم الإلكتروني أثناء أزمة كورونا. يليها استعمال مواقع التواصل الإجتماعي (24.69 %) وذلك لما تقدمه من سرعة وسهولة في الإتصال. أما عن مجموعات النقاش (9.25 %) والمنتديات العلمية (4.5 %) فاستعمالها من طرف المبحوثين محدود وغير منتشر.
2.3 المحور الثاني: سلوك أساتذة جامعة البليدة 2 -لونيسي علي- اتجاه التعليم عن بعد
-
هل تلقيت تكوينا حول التعليم عن بعد؟
جدول 7: تلقي عينة الدراسة تكوين في مجال التعليم عن بعد
الخيارات |
التكرار |
النسبة |
نعم |
12 |
7.40 % |
لا |
150 |
92.59 % |
المصدر: من إعداد الباحثة.
حسب ما يبينه الجدول أغلب أفراد العينة (92.59 %) لم يتلقوا تكوينا حول التعليم عن بعد وهذا راجع لعدم تخصيص جامعة البليدة 2 -لونيسي علي- لدورات وبرامج تكوينية حول هذا الموضوع. وعن نسبة الأساتذة الذين تلقوا تكوينا في المجال (7.40 %) فقد تعددت إجاباتهم حول الجهات المسؤولة عن إعداد البرامج التكوينية وتطبيقها مثلما هو موضح في الجدول أسفله.
-
من هي الجهة المسؤولة عن التكوين؟
جدول 8: الجهات المسؤولة عن عملية التكوين في مجال التعليم عن بعد
الخيارات |
التكرار |
النسبة |
جامعة البليدة 2 -لونيسي علي- |
/ |
/ |
جامعات أخرى |
07 |
58.33 % |
مراكز متخصصة في التكوين |
/ |
/ |
تكوين ذاتي |
05 |
41.66 % |
المجموع |
12 |
7.40 % |
المصدر: من إعداد الباحثة.
استفادت عينة الدراسة من البرامج التكوينية في موضوع التعليم عن بعد بنسبة جد ضئيلة قدرت بـ : 7.40 % ما يعادل 12 أستاذ فقط. مع الإشارة إلى أن الجهات المنظمة لهذه الأيام التكوينية نظمتها جامعات أخرى غير جامعة البليدة 2 -لونيسي علي- بنسبة 58.33 % بالإضافة إلى التكوين الذاتي حيث قدرت نسبته 41.66 % وهو أنّ الأستاذ هو المسؤول عن تكوين نفسه بنفسه أي توفر إرادة شخصية وفردية للتكوين من أجل تعلم هذه الممارسة الجديدة ومواكبة التطورات الحاصلة في تقنيات التعليم وبرمجياته.
-
هل تجيد استخدام البرمجيات المختلفة لإنشاء درس الكتروني؟
الجدول 9: معرفة عينة الدراسة استخدام البرمجيات المختلفة لإنشاء درس إلكتروني
الخيارات |
التكرار |
النسبة |
نعم |
31 |
19.13 % |
لا |
131 |
80.86 % |
المصدر: من إعداد الباحثة.
أغلبية عينة الدراسة لا تجيد استخدام أي برمجية لإنشاء درس الكتروني ( % 80.86) وذلك لعدم تكوينهم على استخدام مثل هذه البرمجيات أو عدم حاجتهم الضرورية لهذا النمط الجديد من التعليم قبل جائحة كورونا وبالتالي عدم اهتمامهم بالتعرف على هذه البرمجيات أو استخدامها، في حين أن نسبة19.13 % تجيد استخدام بعض البرمجيات المتخصصة بذلك.
-
ما هو الدعم الذي يقدمه التعليم عن بعد للعملية التعليمية
الجدول 10: الدعم الذي يقدمه التعليم عن بعد للعملية التعليمية
الخيارات |
التكرار |
النسبة |
يغير دور الأستاذ من ملقن إلى موجه ومرشد |
38 |
23.45 % |
يعطي فرصة أكبر للطالب للاستقلالية في تكوين المعلومات |
41 |
25.30 % |
يعطي للطالب الخيارات في اعتماد مصادر معلوماتية متنوعة |
34 |
20.98 % |
اتاحة الفرصة أمام الطلبة الذين تعذر عليهم الحضور للدراسة. |
22 |
13.58 % |
القدرة على التفاعل ما بين الأساتذة والطلبة إلكترونيا. |
27 |
16.66 % |
المصدر: من إعداد الباحثة.
ترى عينة الدراسة الممثلة بـ : 25.30 % بأنّ الدعم الذي يكمن أن يقدمه التعليم عن بعد بالدرجة الأولى يتمثل في إعطاء الطالب الإستقلالية في تكوين المعلومات وبالتالي لا يتقيّد بما يقدمه الأستاذ فحسب وإنما يستغل توجيهات الأستاذ في تكوين معلوماته. بينما تجد نسبة 23.45 % بأن هذا النوع من التعليم يساهم في تعديل دور الأستاذ من ملقن للمعلومات في العملية التعليمية التقليدية إلى موجه ومرشد في هذا النمط الجديد من التعليم. أما إعطاء الطالب جملة من مصادر المعلومات الإلكترونية التي تتيحها العديد من المواقع بما فيها قواعد البيانات، المكتبات الإلكترونية، المستودعات الرقمية... فقد كانت الخيار الثالث المعتمد بما يمثل 20.98 %. إضافة إلى جملة من الميزات الأخرى التي رآها أفراد العينة على أنها دعم للعملية التعليمية من خلال نمط التعليم عن بعد باعتباره قادرا على تحقيق التفاعل بين الأستاذ والطالب إلكترونيا (16.66 %) واتاحته الفرصة أمام الطلبة الذين تعذر عليهم الحضور لصفوف الدراسة (13.58 %).
-
ما هي الحواجز التي تراها تحد من تطبيق التعليم عن بعد بالجامعة محل الدراسة؟
الجدول 11: الحواجز التي تحد من تطبيق التعليم عن بعد بالجامعة محل الدراسة
الخيارات |
التكرار |
النسبة |
نقص الإمكانيات المادية المتاحة لتطبيق هذا النوع من التعليم. |
44 |
27.16 % |
نقص التكوين في مجال التعليم الإلكتروني بالنسبة للأستاذ. |
56 |
34.56 % |
نقص تكوين الطالب على استخدام منصة التعليم الإلكتروني. |
62 |
%38.27 |
المصدر: من إعداد الباحثة.
نقص التكوين في مجال التعليم عن بعد سواء بالنسبة للطلبة من خلال انعدام الدورات التكوينية التي تعرف الطالب باستخدام منصة التعليم الإلكتروني ( %38.27) وضعف تكوين الأساتذة خاصة من طرف الجامعة محل الدراسة (92.59 %) مثلما تم الإشارة إليه في عنصر سابق ساهم في خلق مشاكل في التعامل مع هذا التعليم الذي فرضته جائحة Covid-19. يليها كل من نقص الإمكانيات التكنولوجية المتاحة بنسبة 27.16 %. وهي تماما نفس النتائج التي توصلت دراسة (Nguyen, 2020 :66) بيّنت العقبات الرئيسية التي تعترض التعليم عن بعد تستند إلى العديد من العوامل منها التكوين والجوانب المتعلقة بالبنية التحتية والتكنولوجيا.
-
ماهي نسبة تقبلك لنمط التعليم عن بعد؟
الجدول 12: تقبل نمط التعليم عن بعد من طرف عينة الدراسة.
الخيارات |
التكرار |
النسبة |
نعم |
92 |
56.79 % |
لا |
70 |
43.20 % |
المصدر: من إعداد الباحثة.
قبول التعليم عن بعد كأداة للتدريس من طرف المبحوثين كان بنسبة معتبرة (56.79 %)، ولقد أظهر تحليل الإجابات بأن العمر أقل من 40 سنة، وخبرة التدريس أقل من 10 سنوات، والجنس من أهم المؤشرات التي أثرت على قبول هذا التعليم من طرف عينة الدراسة. حيث يمكن توضيح ذلك من خلال حقيقة أنّ المدرسين الأصغر سنًا والأقل خبرة يستخدمون بالفعل التكنولوجيا بشكل عام أكثر من كبار السن مما سيزيد من قدراتهم واستعدادهم وقبولهم لاستخدام تقنيات التعليم عن بعد. علاوة على ذلك، تتوافق هذه النتيجة مع إحدى الدراسات (Fischer & David, 2014 : 624) التي توصلت إلى أنّ الموظفين الأكبر سنًا الذين لديهم خبرة طويلة في التدريس التقليدي عادة ما يكون تفاعلهم مع التكنولوجيا محدودًا ويفتقرون إلى تطوير مهاراتهم الضرورية.
-
ما مدى قدرة جامعة البليدة 2- لونيسي علي- على تطبيق التعليم عن بعد والمضي فيه بكل كفاءة وفعالية؟
الجدول 13: قدرة جامعة البليدة 2- لونيسي علي- على تطبيق التعليم عن بعد والمضي فيه بكل كفاءة وفعالية.
الخيارات |
التكرار |
النسبة |
نعم |
54 |
%33.33 |
لا |
108 |
%66.66 |
المصدر: من إعداد الباحثة.
تباينت إجابات المبحوثين حول تطبيق التعليم عن بعد بفعالية في جامعة البليدة 2 -لونيسي علي-، حيث قدّرت عدد الإجابات الدالة على عدم قدرة الجامعة بنسبة 66.66 %وهو ما نرجعه إلى النقائص الموجودة على أرض الواقع كنقص الإمكانيات والتجهيزات الضرورية لهذه العملية، نقص التأطير والتكوين للأطراف الفاعلة في هذا النمط من التعليم. كما أنّ المضي في هذا المشروع كان وليدة الظروف الإستثنائية التي مرّت بها البلاد إذ لابد من دراسة مسبقة للمشروع تبين متطلباته التي لا بد من توفرها على أرض الواقع قبل الشروع في تطبيقه. أما نسبة33.33 %من الإجابات الممثلة بنعم فجاءت مرتبطة بشرط أن يأخذ هذا التعليم بأمر جدي بدءا من الإرادة الصارمة للوزارة الوصية وصولا إلى الإستعداد النفسي للأستاذ والطالب لتحويل نمط تعلمه. وهو ما ترجعه عينة الدراسة إلى الإيجابيات المترتبة عن تطبيقه كونه يساعد في استيعاب الثورة المعرفية والتكنولوجية ويقضي على العديد من سلبيات التعليم التقليدي.
خاتمة
تجدر الإشارة إلى أنّ التعليم عن بعد حاليًا في مرحلة ناشئة في الجزائر، حيث بدأ هذا الأخير في « حالات الطوارئ »، ومع المزيد من الإستثمار يمكننا التغلب على أي قيود تحول دون تحقيقه. ومن جملة النتائج التي توصلت إليها الدراسة انطلاقا من تحليل إجابات العينة ما يلي :
-
إن دمج الوسائل التعليمية الحديثة والإعتماد على الإنترنيت في العملية التعليمية التقليدية من طرف الأستاذ يبين مدى اكتسابه لثقافة تعليمية متطورة، كما تعتبر مرحلة أساسية للإنتقال نحو التعليم عن بعد. وهو ما وجدنا له حضورا من خلال إجابات عينة الدراسة والتي أكدت على استعمال التكنولوجيات الحديثة في تقديم الدرس بنسبة 91.35 %.
-
استعمال الإنترنيت من طرف المبحوثين بما تقدمه من خدمات مختلفة بصفة يومية بنسبة 54.32 % وبخاصة لتحضير الدروس، كما أنّ كل أفراد العينة أجمعوا على اعتمادهم على الإنترنيت للتواصل مع الطلبة في الفترة الماضية من جائحة كورونا من خلال استخدام الإنترنيت بنسبة60.49 % بالإعتماد على جملة الخدمات الإلكترونية التي توفرها هذه الأخيرة وفي مقدمتها البريد الإلكتروني بنسبة 25.25 % وذلك للإجابة على التساؤلات والإستفسارات الخاصة بالطلبة واستلام الأعمال الموجهة والواجبات الخاصة بهم ناهيك عن متابعة عملية التأطير بالنسبة لطلبة الماستر 2 .
-
كشفت دراسة حواجز التعليم عن بعد كما ورد في استطلاعنا أن نقص عملية التكوين بالنسبة لأعضاء الهيئة التدريسية بجامعة البليدة 2 – لونيسي علي- الممثل بنسبة 7.40 % أثّر سلبا على دعم العملية التعليمية عن بعد لأنّ تبني هذه الفكرة يستلزم الإلمام بمختلف برمجياته وعناصره وهو ما لم نجده عند العينة محل الدراسة وهو ما يستدعي الحاجة إلى التدريب الرسمي وورش العمل حول استخدام الأساليب والمنصات التكنولوجية المختلفة لتعزيز أنشطة التعليم عن بعد.
-
أما فيما يتعلق بعوامل قبول التعليم عن بعد من طرف المبحوثين، أظهر تحليل الإجابات بأن العمر أقل من 40 سنة، وخبرة التدريس أقل من 10 سنوات، والجنس من أهم المؤشرات التي تؤثر في هذه العملية. يمكن توضيح ذلك من خلال حقيقة أن المدرسين الأصغر سنًا والأقل خبرة يستخدمون التكنولوجيا بشكل عام أكثر من كبار السن مما سيزيد من قدراتهم واستعدادهم وقبولهم لاستخدام تقنيات التعليم عن بعد. وفيما يتعلق بمعيار الجنس، فقد تبيّن بأن العنصر النسوي أكثر تقبلا لهذا التعليم وهو ما نبرره بنقص المسؤولية نحو التنقل إلى الجامعة وبالتالي قضاء وقت أكثر مع الأسرة وهو ما ينتج عنه التوازن بين العمل والحياة الإجتماعية وهو ما توصلت إليه دراسة Adamus التي ذكرت تفضيل المرأة لقبول التعليم عن بعد أكثر من الرجل (Adamus, 2009 : 7)
-
وفقا لعينة الدراسة (66.66 %)، جامعة البليدة 2- لونيسي علي- غير قادرة على تطبيق التعليم عن بعد بفعّالية بالرغم من الفائدة المنتظرة منه في تحسين وتطوير التدريس وعملية التعلم بسبب النقائص الموجودة على أرض الواقع.
ولتطوير التعليم عن بعد بجامعة البليدة 2 -لونيسي علي- لا بد من الوقوف على النقائص الموجودة على أرض الواقع وفي مقدمتها تدريب أعضاء هيئة التدريس على استخدام التقنيات الحديثة بشكل مستمر خاصة الأساتذة المتقدمين في السن وحديثي التوظيف وتجهيز البنية التحتية التكنولوجية اللازمة من أدوات وتقنيات ووسائل إلكترونية لتقديم الخدمات دون عوائق أثناء الأزمة وبعدها.