أهمية المهارات اللغوية ودورها في التواصل اللغوي

Les compétences linguistiques et leur rôle dans la communication linguistique

Language Skills and Their Role In Linguistic Communication

تجاني حبشي

p. 181-201

Citer cet article

Référence papier

تجاني حبشي, « أهمية المهارات اللغوية ودورها في التواصل اللغوي », Aleph, Vol 10 (4-2) | 2023, 181-201.

Référence électronique

تجاني حبشي, « أهمية المهارات اللغوية ودورها في التواصل اللغوي », Aleph [En ligne], Vol 10 (4-2) | 2023, mis en ligne le 18 juin 2023, consulté le 03 mai 2024. URL : https://aleph.edinum.org/9309

حاولت هذه الورقة البحثية على امتدادها أن تسلط الضوء على إحدى أهم مهارات اللغة ألا هي مهارة الاستماع وتبرز ماهيتها وأنواعها وأثرها على المهارات اللغوية، وكذا تبيان دورها في التواصل اللغوي. وذلك باعتبارها أهم فنون اللغة، ووسيلة مهمة لا غنى عنها في عميلة تعلم وتعليم اللغة، خاصة وأن تعلم اللغة عن طريق ممارسة مهاراتها المختلفة يعد من الطرق المثلى للوصول إلى نتائج إيجابية، فمعرفة اللغة شيء والتمرس بمهاراتها شيء آخر. لكنه وعلى الرغم من أهميتها إلا أنها لم تلق الاهتمام الكافي في مناهج تعليم اللغة العربية في مدارسنا مما انعكس سلبا على مستوى المتعلمين في اللغة.

Tout au long de ce document de recherche, j’ai essayé de faire la lumière sur l’une des compétences linguistiques les plus importantes, qui est la capacité d’écoute, en soulignant sa nature, ses types et son impact sur les compétences linguistiques, ainsi qu’en clarifiant son rôle dans la communication linguistique. En effet, il s’agit de l’art du langage le plus important et d’un moyen important et indispensable dans le processus d’apprentissage et d’enseignement de la langue, d’autant plus qu’apprendre la langue en pratiquant ses diverses compétences est l’un des meilleurs moyens d’obtenir des résultats positifs. La langue est une chose et pratiquer ses compétences en est une autre. Cependant, malgré son importance, il n’a pas reçu une attention suffisante dans les programmes d’enseignement de l’arabe dans nos écoles, ce qui a affecté négativement le niveau des apprenants dans la langue.

Throughout this research paper, I tried to shed light on one of the most important language skills, which is the skill of listening, highlighting its nature, types and impact on language skills, as well as clarifying its role in linguistic communication. This is because it is the most important language arts, and an important and indispensable means in the process of learning and teaching the language, especially since learning the language by practicing its various skills is one of the best ways to reach positive results. Knowing the language is one thing and practicing its skills is another. However, despite its importance, it did not receive sufficient attention in the curricula of teaching Arabic in our schools, which negatively affected the level of learners in the language.

مقدمة

انطلاقا من فكرة أن تعلم اللغة عن طريق ممارسة مهاراتها المختلفة يعد من الطرق المثلى للوصول إلى نتائج إيجابية، ذلك أن معرفة اللغة شيء والتمرس بمهاراتها شيء آخر، فكم من متعلم يعرف قواعد النحو والصرف ولا يجيد القراءة الجهرية، ذلك لأنه لم يتدرب عمليا على تطبيق هذه القواعد عن طريق ممارسة القراءة الجهري. (طاهر حسنين،2017، ص45) ومن كون الاستماع مهارة لغوية تتطلب قيام المستمع بإعطاء المحدث أعلى درجات الاهتمام والتركيز لفهم الرسالة المتضمنة في حديثه، ومن ثمة تحليلها وتفسيرها وتقويمها، وبهذا فإنه يعتبر وسيلة إلى الفهم وإلى الاتصال اللغوي بين المتكلم والسامع، فإذا كانت القراءة الصامتة قراءة بالعين والقراءة الجهرية قراءة بالعين واللسان فإن الاستماع قراءة بالأذن تصحبها العمليات العقلية. (الجعافرة،2011 ص219) وسعيا إلى معرفة أهمية مهارة الاستماع وعلاقتها بالمهارات اللغوية، ودوره المهارات عموما في التواصل اللغوي ارتأيت أن يكون موضوع البحث موسوما بــ: أهمية المهارات اللغوية ودورها في التواصل اللغوي.

وقد تمحورت إشكاليته فيما يلي : إذا كان الاستماع ينطلق من إدراك الرموز اللغوية المنطوقة وفهم مدلولها، ومعرفة وظيفتها الاتصالية ومدى تفاعل الخبرات المحمولة في هذه الرموز مع خبرات المستمع، ومن ثمة نقدها في ضوء المعايير الموضوعية المناسبة لذلك، فهل يتم ذلك باكتساب هذه المهارة بطريقة عفوية أم أن هناك عوامل محددة تقوم بتعزيزها وتنميتها لدى المتعلم؟ وهل ثمة علاقة بينها وبين المهارات اللغوية الأخرى، وما انعكاسها على التواصل اللغوي.؟

وقد انبثقت عنها جملة من الفرضيات حصرتها فيما يلي :

  1. يعد الاستماع عملية معقدة، تبدأ بفهم مدلول الرموز اللغوية المنطوقة وإدراك وظيفتها الاتصالية وتنتهي بالتفاعل معها ونقدها وتقويمها.

  2. إن مهارات اللغة تتكامل فيما بينها بعلاقات وأن العمليات العقلية المتضمنة في هذه المهارات تعد قاسما مشتركا بينها.

  3. المهارات اللغوية كل متكامل لا يمكن الفصل بينها، وتعليم الواحدة منها يستدعي بالضرورة تعليم البقية.

  4. لمهارة الاستماع أهمية بالغة في اكتساب اللغة، فهي تسهم في تنميـة الرصيـد المعرفي واللغـوي للمتعلـم، وترسـي المعـارف والخبرات وفق أرضية علمية خصبــة.

  5. لمهارات اللغة أهمية كبيرة، إذ بدونها لا يمكن تحصيل اللغة مطلقا، ولا يمكن حدوث التواصل اللغوي.

أما عن هدف الدراسة فقد حصرته في تسليط الضوء على المهارات اللغوية الأربع، وتبين طبيعة العلاقة فيما بينها، وإبراز دورها في التواصل اللغوي. كل ذلك بأسلوب مناسب، ووفـق قـراءة وصفية تحليلية نسأل الله تعالى فيها التوفيق والسداد.

وقد اعتمدت على المنهج الوصفي حيث تم توظفيه أثناء عـرض مــفهـوم الاسـتـمـاع وأنواعه ومـهـاراته ودوافعه. كما استعنت بالمنهج التحليلي أثناء تبين طبيعة علاقة الاستماع بمهارات اللغة الأخرى، واستظهار دورها في أهمية بالغة في التواصل اللغوي.. وهذا التنوع جاء رغبة في استجلاء الصورة والإحاطة بأطراف الموضوع.

1. مفهوم المهارة ومكوناتها

1.1. مفهوم المهارة

المهارة هي القدرة على تنفيـذ أمر مـا بدرجـة إتقان مقبولة. (عبد الله مصطفى،2017، ص43) وتحدد درجة الإتقان المقبولة تبعا للمستوى التعليمي للمتعلِم. وبتعبير آخر هي الكفاءة في أداء مهمة ما، ويميز بين نوعين من المهام : الأول حركــي والثاني لغوي ويصف بأن المهارات الحركية هــي إلى حد ما لفظية، وأن المهارات اللفظية تعتبر في جزء منها حركية. (رشدي طعيمة، 2004 ص33) وجاء في معجم مصطلحات التربية أن المهارة تناسق تحصيلي، أو عملية عقلية تبلغ درجة عالية من الكفاءة والمهارة بواسطة الممارسة. (جرجس ميشال،2004، ص169) وهي بذلك تكون عمليـة تراكميـة تبدأ بمهـارات بسيطة تبنى عليها مهارات أخرى تحتـاج إلى أمرين : أولهما معرفة الأسس النظرية التي يقاس عليها النجاح في الأداء. وثانيهما التدريب العملي حتى تكتسب المهارة. (عبد الله مصطفى،2017 ص43) وعليه فالمهارات أمر فردي أي لا يتم التدريب على المهارات جماعيا، أي أن إتقان المهارة يكون على حسب درجة الفروق الفردية بين المتعلمين، أي كل فرد وقدرته على السرعة والإتقان.

وتقسم المهارات إلى عدة تقسيمات وباعتبارات متعددة وهي على النحو الآتي :

  1. باعتبار الوظائف الاجتماعية : وهي نوعان :

  • مهارات عادية : وهي المهارات التي يتماثل في أدائها مختلف أفراد المجتمع، أو تلك التي يجد الفرد نفسه مجبرا على القيام بها، كالاستماع إلى شخص ما أو التحدث إليه، أو قراءة جريدة...الخ

  • مهارات خاصة : وهي تلك المهارات التي تنفرد بها مجموعة عن الآخرين، وهي مهارات تخصصية وتكون مختلفة باختلاف الوظائف الاجتماعية، ومثال ذلك ما يقوم الطبيب أو المهندس أو المحامي سواء من خلال التحدث أو الكتابة وغيرها من الممارسات.

  1. باعتبار الشكل : وهي أربعة وتتمثل في مهارات قرائية كتابية ومهارات الاستماع والحديث. (عبد الفتاح البجة،2001، ص20)

. أشار رشدي طعيمة إلى أن للباحثين تصورات مختلفة للعوامل التي تتكون منها المهارة وسنذكر منها من باب التمثيل ما يخدم هذه الورقة وهي كالآتي :

تعتبر المهارة في رأي سيشور (Seashore) درجة من الكفاءة في أداء فعل ما. وأشار إلى أن المهارات الحركية تشتمل على ثلاثة عناصر هي : السرعة والقوة والثبات أو الدقة. (رشدي طعيمة 2004، ص31) أما بنيت (Bennett) فيذكر العناصر الآتية بوصفها مكونات للقدرة الحركية العامة خفة الحركة والرشاقة، والتناسق والقوة والمرونة والتوازن، والمتانة وقوة التحمل. (رشدي طعيمة 2004، ص32) ويصف ميجر وبيش (Mager، Beach) مكونات الأداء المهاري كما يلي :

  1. التمييز : ويعني معرفة متى ينبغي عمل الشيء، ومعرفة متى يكون العمل قد اكتمل

  2. حل المشكلات : ويعني كيفية تقرير ما ينبغي عمله

  3. التذكر : وهو معرفة ما ينبغي عمله، ولماذا.؟

  4. المعالجة اليدوية : وتعني كيفية أداء العمل

  5. المعالجة اللفظية : وتعني وصف الأداء. (رشدي طعيمة، 2004، ص33)

ويمكن تحليل محتوى المهارة اللغوية إلى مكونات ثلاثة أحدها يخضع للجانب العقلي المعرفي والثاني يتبع الجانب العاطفي الانفعالي والثالث يتبع الجانب النفسي-الحركي. (رشدي طعيمة 2004 ص37)

2.1. مفهوم مهارة الاسـتـماع

الاستماع من ناحية الاصطلاح هو فهم الكلام المسموع، أي فهم ما يلقى باللغة العربية من لدن المتكلم وبإيقاع طبيعي في حدود المفردات المعروفة لدى السامع. (عبد الرحمان التومي،2005 ص100) ويتم عبر العديد من المواقف الاجتماعية كالمناقشة أو الأسئلة والأجوبة أو الشروح والبرامج الحوارية وغيرها. وهو عملية إنسانية مقصودة تستهدف اكتساب المعرفة حيث تستقبل فيها الأذن بعض حالات التواصل المقصودة، وتحلل فيها الأصوات، وتشتق معانيها من خلال الموقف الذي يجري فيه الحديث. (عبد السميع متولي،2002، ص15) وبعد ذلك يتم بناء المعرفة من خلال التركيز على الكلام المسموع وعدم تشتيت الذهن، وحينها يكون الاستماع قد وصل إلى أعلى درجاته ونعني بذلك الإنصات. والسماع هو تلقي الأصوات دون قصد من مصدر معين دون إعارتها أي اهتمام.

والاستماع هو تلقي الأصوات بشكل مقصود، وهو مهارة يعطي فيها المستمع اهتماما خاصا ومقصودا لما تتلقاه أذنه من أصوات ليتمكن من استيعاب ما يقال. (عبد الرحمان التومي،2005 ص100) وتستعمل فيه بعض العمليات العقلية كالفهم والتحليل والاستنباط وغير ذلك. والإنصات هو أعلى مراتب الاستماع وفيه أكبر قدر من التركيز والانتباه والإصغاء من أجل هدف محدد. ولا ينقطع بأي عامل من العوامل لوجود العزيمة القوية في المنصت. (أحمد حسنين،2007، ص45) أما أحمد مدكور فيعتبر الاستماع عملية معقدة في طبيعتها فهو يشمل؛ أولا : على إدراك الرموز اللغوية المنطوقة عن طريق التمييز السمعي. ثانيا : فهم مدلول هذه الرموز اللغوية. ثالثا : إدراك الوظيفة الاتصالية أو الرسالة المتضمنة للرموز أو الكلام المنطوق رابعا : تفاعل الخبرات المحمولة في هذه الرسالة مع خبرات المستمع وقيمته ومعاييره خامسا : نقد هذه الخبرات وتقويمها والحكم عليها في ضوء المعايير الموضوعية المناسبة لذلك فالاستماع هو إدراك وفهم وتحليل وتفسير وتطبيق ونقد وتقويم. (أحمد صومان،2014، ص168)

توجد خمسة أنواع للاستماع وهي :

  1. الاستماع القصري : ويكون بإسماع الفرد أو المجموعة أحاديث متنوعة دون رغبة منهم

  2. الاستماع الهامشي : ويكون باستماع الفرد لأحاديث أناس قريبين منه، دون قصد منه الاستماع لأحاديثهم

  3. الاستماع الانتباهي : ويكون باستماع الفرد أو المجموعة لخبر مثير ومفاجئ يتعلق باهتماماتهم كخبر عاجل هام

  4. الاستماع التقديري : ويكون بحضور الجمهور إلى قاعة الندوات والمؤتمرات بقصد الاستماع لندوة أو خطبة أو مسرحية أو شعر.

  5. الاستماع النقدي : ويكون باستماع مجموعة من المثقفين لرواية أو قصيدة أو عمل أدبي، أو استماع المدرس لموضوعات تعبير الطلبة بقصد تقويمها ونقدها وكشف الجوانب الايجابية والسلبية (علي مدكور، 2006، ص84)

أما المهارات فهي أربع وهي :

  1. مهارة الاستقبال والتلقي : وتتكون من العناصر الآتية :

  • الاستعداد للاستماع بفهم

  • حصر الذهن وتركيزه

  • استخدام إشارات السياق الصوتية للفهم

  1. مهارة الفهم والاستيعاب : وتتكون من العناصر الآتية :

  • إدراك الفكرة العامة التي يدور حولها النص المسموع

  • ضبط الأحداث وتصنيفها

  • إدراك الأفكار الأساسية للمسموع

  • إدراك الأفكار الجزئية المكونة لكل فكرة رئيسية

  • القدرة على تلخيص المسموع

  • إدراك العلاقات بين أفكار النص

  1. مهارة التذكر : وعناصرها كالتالي :

  • تعرف الجديد في المسموع

  • ربط الجديد المكتسب بالمعلومات والخبرات السابقة

  • انتقاء الأفكار والمعلومات وتصنيفها حسب الأهمية للاحتفاظ بها في الذاكرة.

  1. مهارة التقييم) التذوق وإبداء الرأي :(وتتصل بها العناصر الآتية :

  • حسن الاستماع والتفاعل مع المتحدث

  • تمييز مواطن القوة والضعف في المسموع

  • الحكم على المسموع في ضوء الأفكار والخبرات السابقة وقبوله أو رفضه.

  • إدراك مدى أهمية الأفكار التي تضمنها المسموع ومدى صلاحيتها للتطبيق

  • التنبؤ بما سينتهي إليه الحديث. (شاهر أبو شريخ،2013، ص44)

2. تدريس الاستماع

1.2. أساسيات تدريس الاستماع

إذا عرف المعلم أن الغرض الأساسي من الاستماع، وتدريسه هو استيعاب المستمع لما يقال معرفيا أو وجدانيا أو سلوكيا، أدرك أن عليه دورا كبيرا في إنجاح دروسه، وتنمية هذه المهارة عند متعلميه. (رشدي طعيمة،2001، ص91) تدريس الاستماع يتضمن عدة أساسيات يجب الالتفات إليها حتى نتمكن من تحقيق أهداف تدريسه في يسر وهي :

  • الانتباه وهو مطلب رئيسي لسماع رسالة وتفسيرها،

  • التدريس السليم يزيد من وعي الطالب بأساليب توجيه الانتباه إلى جانب أساليب تجنب التشتيت

  • الاستماع الجيد يتطلب الاستفادة الكاملة بالتفاصيل حتى يمكن فهم الفكرة الأساسية فهما كاملا

  • تكوين مهارة الاستماع الناقد يتطلب التدريب على اكتشاف المتناقصات المنطقية، وأساليب الدعاية المفروضة وأهداف المتحدث

  • الاستماع الكف يكون في بعض الأحيان أكثر من القراءة

  • أخطر عاتق للاستماع الفعال هو أن عقل المستمع يعمل أسرع بكثير مما يستطيع المتحدث أن يتكلم

  • كفاءة الاستماع ترتبط ببعض العوامل مثل التأثير والحزم والتدريب والذكاء ودرجة الانتباه. (حسن شحاتة، 1992، ص78)

1.1.2. توجيهات رئيسية في تدريس الاستماع

يعد الاســتماع من المهارات اللغوية الهامــة التي يجب أن يوليها المعلمون اهتماما بالغــا ومتابعــة دائمة، وتوفير أحســن الظــروف والوسائل مــن أجل اســتماع فعـال يسهم في تنميـة الرصيـد المعرفي واللغـوي للمتعلـم، وإرسـاء المعـارف والخبرات وفق أرضية علمية خصبــة لأن المتعلم إذا أحسـن هـذه المهارة ونجح في التفاعل معها، واســتثمار آلياتهــا ســيؤثر هـذا حتما في المهارات اللغوية الأخرى

مــن حديــث وقـراءة وكتابة، لذا يجب أن يهتم المعلمون والمربون بتنمية مهارة الاستماع لدى طلبتهم وذلك لعدة أسباب منها :

  • أن المتعلمين في المراحل الدنيا من التعليم لا يمتلكون المهارات الكافية في القراءة، لذا فوسيلة التعلم الوحيدة لديهم هي الاستماع.

  • الإنصات عند الأطفال أقوى منه عند الطلبة الكبار لضعف ارتباطات الأطفال بالمثيرات الخارجية

  • الاستماع عملية ضرورية لتزويد الطفل بالألفاظ والكلمات والتراكيب، لأنها أساس لعملية القراءة لأن الطفل يعتمد في هذه العملية على خبرته السمعية الشفهية.

  • تعلم أصوات اللغة والتمييز بينها يعتمد أساسا على قدرة الفرد على الإنصات الدقيق للألفاظ وتفسير الأصوات. (شاهر أبو شريخ 2013، ص43)

والأبد أن يتم تدريس الاستماع بطريقة علمية منظمة تسير وفق خطوات مرسومة وهادفة، ويمكن أن ترتب الخطوات كما يلي :

  • تهيئة التلاميذ لدرس الاستماع، وذلك بأن يبرز المعلم لهم أهمية الاستماع، ويوضح لهم طبيعة المادة العلمية التي سوف يلقيها عليهم وأن يحدد لهم الهدف الذي يقصده، ذلك أن لكل درس من دروس الاستماع أهدافا واضحة تمكنه وتمكن الدارسين من إدراك العلاقة بين مضمون المقدم والغاية التي من أجلها يقدم.

  • أن يوفر للتلاميذ من الأمور ما يراه لازما لفهم المادة العلمية المسموعة، أن يذلل المعلم أمام التلاميذ مشكلات النص بالطريقة التي تمكنهم من تناوله.

  • مناقشة التلاميذ في المادة التي قرئت عليهم، ويتم ذلك عن طريق طرح أسئلة محددة ترتبط بالهدف المنشود.

  • يجب أن تكون مواقف الاستماع حيوية وشائقة، ولها مضمون يمكن أن يترك أثره في ذاكرة المستمع من حيث عمل التفكير ثم الاستيعاب والتذكر والاستدعاء.

  • ينبغي استخدام أنماط لغوية مألوفة، فإذا كانت هناك أنماط غير مألوفة فينبغي دراستها من قبل حتى يألفها الدارس ولا ينصرف عن الاستماع إليها إلى الانغماس في فك رموزها والتوقف عند كلماتها وتراكيبها. (محمود الناقة، 1980، ص137)

  • تقويم أداء التلاميذ عن طريق إلقاء أسئلة أكثر عمقاً وأقرب إلى الهدف المنشود مما يمكن من قياس مستوى تقدم التلاميذ بخصوصه.

وفي هذه الحالة يحتاج المعلم إلى ما يلي :

  • أن يكون المعلم قدوة لطلابه في حسن الاستماع

  • أن يختار من النصوص والمواقف اللغوية ما يجعل خبرة الاستماع عند الطلاب ممتعة ويطلبون تكرارها

  • أن يهيئ للطلاب إمكانات الاستماع الجيد كأن يعزل مصادر التشتت أو يستخدم بعض الوسائل التقنية الحديثة

  • أن يحدد المعلم عند التخطيط لدرس الاستماع نوع المهارات الرئيسة والثانوية التي يريد إكسابها للطلاب

  • أن يكون موضوع الاستماع متمشيا مع ميول الطلاب ورغباتهم.

ومع هذا فلابد أن يجعل المعلم درس الاستماع ممتعا يقبل عليه الطلاب بشغف ورغبة، ويكون مصحوبا بأنشطة مناسبة لمستوى الطالب، وتبدو مهارة المعلم في إيجاد الفرص الحية التي تجعل الطالب يستمع برغبة دون ملل، ولعل من أهمها تجنب.

2.1.2. معوقات الاستماع

وهي كثيرة ومتنوعة وتصنف إلى عدة أصناف منها :

  • المشكلات المتعلقة بالمستمع : وتكون في إطارين اثنين، إما مشكلات خلفية حسية مثل ضعف في الجهاز السمعي أو مشكلات نفسية مثل العزوف عن الاستماع وعدم تعلمه لضعف القدرة الذهنية وتدني مستوى الذكاء. (محمد الشنطي،2001، ص162)

  • المشكلات ذات العلاقة بالمادة المسموعة : تكون المادة غير ملائمة لقدرات الطلبة ومستوياتهم، كأن تكون غير كافية لخبراتهم وغير مشبعة لحاجاتهم. كما يعود أيضا إلى إشغال المستمع بهموم وأفكار ملحة تعوق قدرته على الاستماع.

  • المشكلات المتعلقة بالمعلم : ربما يكون المعلم غير قادر على ملاحظة الفروق، أو أن يكون عاطفيا ويتساهل في السيطرة على الدرس وقت الاستماع، أو ربما لا يجيد تعليم فن الاستماع. (والي فاضل،1998، ص152)

  • المشكلات المتعلقة بالطريقة : فقد لا تراعي طريقة التدريس التي يستخدمها المعلم الدوافع إلى الاستماع أو الفهم أو تضطرب في الخطوات، وقد تكون تفتقر إلى الوسائل التي تبعث روح المتابعة من قبل الطلاب للمادة المعروضة.

ولهذا لابد من معرفة الأسباب وعلاجها، واختيار الوقت المناسب للاستماع، كما أن عملية الاستماع تحتاج إلى مثابرة ودأب وصمود لتذليل وعلاج هذه المعوقات حتى يحقق درس الاستماع الأهداف المرسومة له، ومن أهمها تنمية القدرة اللغوية لدى متعلمي اللغة مما يمكنهم من تحقيق الكفاءة التواصلية في مختلف المواقف

3.1.2. أهداف تدريس الاستماع

تتمثل في

  • تنمي ة قدرة التلاميذ على متابعة الحديث وفهمه واستيعابه

  • تحصيل المعلومات والمعارف والقدرة على استخلاص النتائج

  • تنمية قدرة التلاميذ على التمييز بين الأفكار الرئيسة والثانوي. (عبد السلام جعافرة،2011 ص223)

  • أن يتعلم كيف يستمع بعناية مع الاحتفاظ بأكبر قدر من المعلومات التي سمعها

  • إدراك معاني المفردات في ضوء سياق الكلام المسموع

  • إصدار الحكم على الكلام المسموع واتخاذ القرار المناسب

  • تكوين اتجاهات إيجابية اتجاه الاستماع. (نبيل عبد الهادي، 2003، ص163)

إذن فالاستماع مهارة أساسية من المهارات اللغوية تحتاج إلى قدر من اليقظة والانتباه والتركيز، وعلى هذا الأساس فهي شرط ضروري للنمو اللغوي لدى المتعلم.

ومن خلال ما سبق يتضح لنا أن الاستماع الجيد أساس التعلم الجيد، ويمكن أن يتم في الصفوف الأولى من مرحلة التعليم الأساسي من خلال عدد من الأنشطة الموجهة :(كالقصص، والأناشيد والألعاب اللغوية، والأنشطة السمعية واللغوية الملائمة لنموهم العقلي والمعرفي التي تكشف عن قدراتهم واتجاهاتهم وميولهم)، كما تبين لنا مدى أهمية هذه المهارة ودورها الكبير في رفع مستوى التحصيل الدراسي لدى المتعلمين، وفي حسن تواصلهم مع معلميهم وأقرانهم والآخرين ، نأمل من زملائنا المعلمين- وبخاصة معلمي اللغة العربية- أن يستثمروا هذه المهارة، ويوظفوها في بناء علاقات إيجابية جيدة لأبنائنا المتعلمين، تعود بالنفع والفائدة على مجتمعهم الذي يعيشون فيه.

4.1.2. أهمية مهارة الاسـتـماع

للاستماع أهمية كبيرة في حياة الفرد في كونه وسيلة هامة في تعليمه وتثـقيفه، حيث أنه بالاستماع يكون قادرا على اكتساب الكثير من المفردات والتراكيب متلقيا الأفكار والمفاهيم ويستطيع أن يكتسب المهارات الأخرى للغة. فالقدرة على تمييز الأصوات شرط أساسي لتعلمها فالاستماع الجيد شرط أساسي لحماية الإنسان من الوقوع في أخطاء كثيرة. (فراس السلنيني،2007 ص21) كما تتجلى أهميته في كون الاســتماع الفعلي هو ذلك الذي توضع له وضعيات حقيقة في مواقف مختلفة، تختلف بحسب الهدف الخاص لهذا الاستماع، من أجل الفهم العام واستخلاص الأفكار والنتائج المختلفة، إضافــة إلى تنميــة القــدرة على اسـتيعاب وتحليـل وفهم ونقد وتفسير المسموع وذلك بغيـة تحقيـق الانغماس اللغوي في المحيط الاجتماعي. كما تظهر أهميته في تحقيق الأهداف المرجوة، كفهم النص المسموع والتمييز بين الأصوات، وتنمية الجوانب المعرفية والوجدانية والمهارية للمستمعين « وهو المظهر الباطن للكفاءة اللغوية، بمعنى أن أثناء الاستماع يقوم الفرد بعمليتين التمثل والتلاؤم « . (حسن عبد الباري،2005، ص104) وهاتان العمليتان تستحضران عامل الانتباه الذي هو طاقة عقلية توجه الشعور نحو التركيز في الشيء المسموع؛ بل إن الانتباه يسبق هاتين العمليتين ويمهد لهما، لأنه استعداد معرفي عام وتهيؤ شامل لمجابهة موقف، إذ إنه يلازم كل عملية معرفية. حيث إن الاستماع يلازم الانتباه أثناء ربط الأصوات بمرجعيات معرفية وثقافية لدى المستمع، وما يرافق هذه الأصوات من إماءات وحركات إضافة إلى كيفية أدائها وربطها بالتنغيم الذي يرافقها.

2.2. أثر مهارة الاستماع على المهارات اللغوية

إن فنون اللغة تتكامل فيما بينها بعلاقات، كما أن العمليات العقلية المتضمنة في هذه الفنون تعد قاسما مشتركا بينها، فضلا عن أن اللغة هي ميدان ممارستها، لذا يجب النظر إلى تعليم اللغة بصورة تكاملية مترابطة، وأي نمو يحدث في أي مهارة من مهاراتها يتبعه نمو في المهارات الأخرى، وأي إهمال لمهارة من مهاراتها يمكن أن يؤدى إلى نقص في المهارات الأخرى. فإذا كان التحدث فن تعبيري والقراءة فن استقبالي فإن مهارات النطق والأداء الصوتي تعد مطلبا أساسيا لممارسة كل منهما، فكل منهما يؤثر في الآخر ويتأثر به، ويؤدي الضعف في التحدّث إلى ضعف في القدرة على القراءة ومن ثم على الكتابة. (مدكور،2003،ص126) هذا فضلا عن أن كل منهما يؤثر في الآخر ويتأثر به، فيؤدى الضعف في التحدث إلي ضعف القدرة على القراءة وبالتالي على الكتابة كما أن القدرة على تمييز الأصوات اللغوية عامل أساسي لنمو التحدث والقراءة، والقراءة تساعد الطلاب على اكتساب المعارف وتثير لديهم الرغبة في الكتابة الموحية، فمن خلالها تزداد معرفة الطلاب بالكلمات والجمل والعبارات المستخدمة في الكلام والكتابة وعلى هذا فهي تساعد الطلاب في تكوين إحساسهم اللغوي وتذوقهم لمعاني الجمال وصوره فيما يستمعون وفيما يقرؤن ويكتبون.

1.2.2. أثر الاستماع على مهارة التحدث

التحدث أو الكلام نشاط أساسي من أنشطة الاتصال بين البشر، وهو الطرف الثاني من عملية الاتصال الشفوي، وإذا كان الاستماع وسيلة لتحقيق الفهم فإن التحدث وسيلة للإفهام، والفهم والإفهام طرفا عملية الاتصال، ويتسع الحديث عن الكلام ليشمل نطق الأصوات والمفردات والحوار والتعبير الشفوي. وبتعبير آخر؛ فإن التحدث هو نقل المعتقدات والأحاسيس، والمعاني والأفكار والأحداث من المتحدث إلى الآخرين بطلاقة مع صحة التعبير وسلامة الأداء، وينطوي هذا التعريف على عنصرين أساسين هما : التوصيل والصحة اللغوية والنطقية وهما قوام عملية الكلام. (عبد الرحمان التومي،2005، ص101) إذن؛ فالتحدث هو القدرة على التعبير الشفوي بطريقة وظيفية أو إبداعية مع سلامة النطق وحسن الإلقاء. (محمد فضل الله، 2003، ص44) ويميز الدارسون بين ثلاث مصطلحات في مجال تعليم الكلام هي : الكلام ويقصد به القدرة على الاستخدام الصحيح للغة، بينما يقصد بالتحدث القدرة على الاستعمال المناسب للغة في سياقها. والتحدث هنا بخلاف الكلام يشمل اللغة اللفظية واللغة المصاحبة. وعندما يؤدي أحد أطراف عملية الاتصال دور المتكلم فإن الجانب الإنتاجي في الموقف يطلق عليه الدارسون لفظ القول. (علي الحلاق، 2010، ص153)

أما بالنسبة لطبيعة العلاقة بين الاستماع والتحدث فإنه يمكن القول؛ أن الاستماع الجيد يعتبر العامل الأساسي في تنمية القدرة على التحدث، فنمو مهارة الاستماع يساعد على نمو الطَّــلاقة في الحديث. فالمستمع الجيِّد أقدر على فهم الجمل الطويلة والمعقدة ممَّن يتحدث بها. (محمد عبد الخالق 1989، ص107) فمهارة الاستماع والحديث متلازمتان يكمل بعضهما البعض، فالنمو في مهارات الاستماع يتبعه نمو في مهارات وفنون اللغة، فمن الصعب أن ينطق الطفل نطقا صحيحا إلا إذا استمع إلى من ينطق نطقا صحيحا. (صالح الشماع، 1953، ص10) وبالتدريب يحصل الطفل على كفاءة فيها، كذلك توجد فرص تعليم الاستماع في كل مواقف الحديث في الحياة الاجتماعية والدراسية.

2.2.2. أثر الاستماع على مهارة القراءة

القراءة هي ليست مهارة آلية بسيطة كما أنها ليست أداة مدرسية ضعيفة، إنها أساسا عملية ذهنية تأملية، وينبغي أن تبنى كتنظيم مركب يتكون من أنماط ذات عمليات عليا، إنها نشاط ينبغي أن يحتوي على كل أنماط التفكير والتقويم، والحكم والتحليل والتعليل وحل المشكلات. (رشيد طعيمة 2004، ص187) إذن؛ فهي أعلى المهارات التي يتميز بها الكائن البشري عن سائر المخلوقات وهي تنمية طبيعية لوجود التفكير الذي هو وظيفة المخ البشري ذي الإمكانات المدهشة غير المحدودة. وهي من المهارات التي لا يستطيع المتعلم أياً كان مستواه أن يتقدم في التعلم ما لم يتقن هذه المهارة اتقاناً جيداً، كما أنها لا تخص إتقان مطابقة الرموز بالأصوات فحسب بل فهم وإدراك مرامى الرسالة المتضمنة في النص. (صالح نصيرات،2006، ص15)

وتتضح العلاقة بين الاستماع والقراءة في أن ممارسة كل منهما يتطلب فهم الرسالة المستقبلة منطوقة كانت أم مكتوبة، وإن ما يحدث للاستماع والقراءة إنما يرتبط بوظائف الحاسة التي يعتمد عليها كل فن منهما، فإذا وصل الرمز المستقبل إلى المخ عن طريق الأذن استماعا، أو عن طريق العين قراءة، فإن معالجة الرمز بعد ذلك تعد واحدة من حيث العمليات العقلية والهدف المحدد. حيث يعتمد فهم الرسالة على المعالجة اللغوية الفكرية لمضمونها حتى تلائم المخزون المعرفي للمستقبل، وتتمثل هذه المعالجة في إلحاق المعاني لكلمات الرسالة ورموزها، وإعادة بناء معناها في ضوء خبرة المتلقي وقدرته اللغوية، فكل من القارئ والمستمع يقصد إلى ما هو أبعد من ظاهر الاتصال مفسرا جمل التراكيب ومحددا معنى الرسالة.

وتتمثل العلاقة بين الاستماع والقراءة في أن كليهما يشمل استقبالا للفكر من الآخرين، ولكي يكون المتعلم قادرا على إدراك الكلمات والجمل والعبارات المطبوعة، فإنه لابد أن يكون قد استمع إليها منطوقة بطريقة صحيحة، فالفهم في القراءة يعتمد على فهم القارئ لغة الكلام، إن المهارات المكتسبة في الاستماع هي أساس للنجاح في تعلم القراءة، لذا يعد إهمال الاستماع سببا من أسباب ضعف المتعلمين في القراءة، وتعد الكلمات الأكثر سهولة في القراءة هي الكلمات التي سمعها المتعلم وتكلم بها من قبل. (مدكور 2003، ص125)، ذلك أن قدرة المتعلم على استخدام حاسة السمع للاستماع الجيد والسليم للغة المتكلم، وإدراكه لمخارج الأصوات وصفاتها، والمقاطع ونبراتها والكلمات وتمييزه بينها تزود الطفل بالمعاني وتراكيب الجمل، ويتبع ذلك استعداده لتعلم القراءة السليمة والنجاح فيها. (حسن شحاتة، 1984، ص52) فالاستماع الجيد إذن يساعد على الانتباه والفهم من خلال متابعة المتحدث في كل مراحل كلامه وبدقة عالية، وهذا يعد قراءة بواسطة الأذن، فالكلمات التي يسمعها الطفل وتتداول بكثرة في بيئته اللغوية هي التي يستطيع قراءتها بسهولة. فالقدرة على الاستماع أساسية في تعليم القراءة، وأن الاستماع والقراءة متشابهان أساسا، فكلاهما يشمل استقبالا للأفكار من قبل الآخرين. ولكي يكون التلميذ قادرا على إدراك الكلمات والجمل والعبارات المطبوعة فإنه لابد أن يكون قد استمع إليها منطوقة بطريقة صحيحة من قبل، فالفهم في القراءة يعتمد على فهم القارئ لغة الكلام، فالاستماع يساعد على توسيع الثروة اللفظية للتلميذ؛ فمن خلال الاستماع يتعلم التلميذ كثيرا من الكلمات والجمل والتعبيرات التي سوف يراها مكتوبة. وتتضح العلاقة بين الاستماع والتحدّث في أنهما ينموان ويعملان معا بالتبادل ويكمل أحدهما الآخر، وأن النمو في أحدهما يعني النمو في الآخر، وبالتدريب يحصل المتعلم على كفاية فيهما كما أن فرص تعلم الاستماع، توجد في كل مواقف الحديث، فهناك علاقة بينهما يمكن تصورها على أنها علاقة تفاعلية. (يوسف فتحي، 2010، ص217)

ومن خلال ما سبق؛ يتضح لنا أن الاستماع نوع من أنواع القراءة لأنه عملية قرائية تتم عن طريق السمع، وحتى يكون المتعلم قادراً على قراءة الكلمات والجمل والعبارات المكتوبة لابد له من أن يستمع إلى نطقها نطقاً سليماً من قبل. ولهذا أظهرت نتائج معظم الدراسات المتعلقة بتعلم القراءة أن القدرة على الاستماع بفاعلية ترتبط ارتباطاً مباشر بالنجاح في القراءة، والنمو في مجال القراءة يعتمد على قدرة الطفل على الاستماع الدقيق وربط الأصوات بالكلمات. (الجعافرة، 1993 ص227) وهذا معناه أن الفهم القرائي يعتمد على الفهم الكلامي.

3.2.2. أثر الاستماع على مهارة الكتابة

تعد الكتابة وسيلة هامة من وسائل الاتصال بين الأفراد، يعبرون بها عن مشاعرهم وأفكارهم ورغباتهم، وقد أصبح تعليمها وتعلمها يمثلان عنصرا أساسيا في تعليم اللغة، وهي ليست عملية آلية بحتة يكتفي فيها برص مجموعة من الكلمات لتكون جملا والجمل لتكون فقرات والفقرات لتكون موضوعا، إن الكتابة عملية إبداعية ينبغي على المعلم تعريف الدارس بأبعادها. وتوجد علاقة بين مهارة الاستماع ومهارة الكتابة، فالكتابة محاولة للتعبير عن اللغة في واقعها الصوتي، ولذا تعد الكتابة الصحيحة وتدريب الطلاب عليها عملية أساسية في تعليم اللغة، كما أن إتقان الكتابة يعتمد أساسا على الاستماع الجيد الذي يمكن الفرد من التمييز بين الحروف والأصوات.

وتبدو العلاقة واضحة بين الاستماع والكتابة، فإتقان الكتابة يعتمد أساسا على الاستماع الجيد الذي يمكن المتعلم من التمييز بين الحروف والأصوات، ولا شك بان المستمع الجيد يستطيع أن يزيد من ثروته اللغوية والفكرية والثقافية، فيزداد تعبيره غنى وثروة. يقول الباحث أبو لبن وجيه المرسي موضحا طبيعة العلاقة بين مهارتي القراءة والكتابة. أما العلاقة بين القراءة والكتابة فعلاقة وثيقة لأن الكتابة تعزز التعرف إلى الكلمة والإحساس بالجملة، وتزيد من ألفة المتعلمين بالكلمات، وكثير من الخبرات في القراءة تتطلب مهارات كتابية ومعرفتها بواسطة القارئ تزيد من فاعلية قراءته ومن جانب آخر؛ فإن المتعلمين غالبا لا يكتبون كلمات وجملا لم يتعرفوا إليها من خلال القراءة فمن خلال الكتابة قد يتعرف المتعلم إلى الهدف أو الفكرة التي يريد التوصل بها إلى القراءة فالكتابة تشجع المتعلمين على الفهم والتحليل والنقد لما يقرؤون، وبالنهاية لا يعدو أن يكون الاتصال اللغوي بين متكلم ومستمع، أو بين كاتب وقارئ، ويبقى للغة مهارات أربع هي : الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة". (أبو لبن وجيه،2011، ص24). وأن الاستماع الجيد يساعد على كتابة ما يسمع وتدوينه للاستفادة منه عند الضرورة أو الحاجة إليه، ويراد بالاستماع الجيد ذلك الاستماع المقرون بتحقيق الاستيعاب الذي يعتبر بمثابة النتيجة الأسمى المرجوة وهو ينقسم إلى :

  1. الاستيعاب المعرفي : والهدف منه الإلمام المعرفي بالمادة المسموعة لتحقيق أحد المستويات المعرفية (التذكر، الفهم، التطبيق، التحليل التركيب، التقويم (.

  2. الاستيعاب الوجداني : يهدف إلى التأثير النفسي والعاطفي على المستمع من خلال المادة المسموعة.

  3. الاستيعاب السلوكي : يهدف إلى التغيير السلوكي على المستمع من خلال المادة المسموعة. (محمد الشنطي،1994، ص47)

ومن خلال ما ذكر؛ يمكن تحديد طبيعة العلاقة بين مختلف المهارات اللغوية، وذلك من خلال تبني رأي الباحث رشدي طعيمة حيث يرى أن الاستماع والكلام يجمعهما الصوت، إذ يمثلا كلاهما المهارات الصوتية التي يحتاج إليها الفرد عند الاتصال المباشر مع الآخرين، بينما تجمع الصفحة المطبوعة بين القراءة والكتابة ويستعان بهما لتخطي حدود الزمان وأبعاد المكان عند الاتصال بالآخرين. وبين الاستماع والقراءة صلات من أهمها أنها مصدر للخبرات، إذ هما مهارتا استقبال لا خيار للفرد أمامهما في بناء المادة اللغوية أو حتى في الاتصال بها أحيانا، والفرد في كلتا المهارتين يفك الرموز. بينما هو في المهارتين الأخريين : الكلام والكتابة يركب الرموز. كما أنه فيهما يبعث رسالة، ومن هنا تسميان مهارتي إنتاج أو إبداع. والمرء في المهارتين الأخريين مؤثر على غيره (مستمع أو قارئ). والرصيد اللغوي للفرد فيهما أقل من رصيده في المهارتين الأوليين الاستماع والقراءة، إن منطقة الفهم عند الفرد أوسع من منطقة الاستخدام. (طعيمة،2004 ص163) ويذكر في موضع آخر؛ أن الكتابة كالقراءة نشاط اتصالي ينتمي للمهارات المكتوبة وهي مع الكلام نشاط اتصالي ينتمي إلى المهارات الإنتاجية. وإذا كانت القراءة عملية يقوم الفرد فيها بفك الرموز، وتحويل الرسالة من نص مطبوع إلى خطاب شفوي، فإن الكتابة عملية يقوم الفرد فيها بتحويل الرموز من خطاب الشفوي على خطاب مطبوع إنها تركيب للرموز بهدف توصيل رسالة إلى القارئ يبعد عن الكاتب مكانا وزمانا. (طعيمة، 2004، ص189)

3. المهارات اللغوية ودورها في التواصل اللغوي وعناصره

1.3. المهارات اللغوية ودورها في التواصل اللغوي

يعد التواصل المبني أساسا على اللغة أحد أهم المفاهيم المرتبطة بالإنسان، وهو عملية ضرورية لكل عمليات التوافق والفهم التي يتوجب على العاملين في المجال التربوي القيام بها، بهدف الوصول إلى الأهداف المنشودة للمؤسسة التربوية. (أبو ملوح،2009، ص51) وإن الاهتمام بظاهرة التواصل لم يكن عبثا لا ترجى نتائجه، بل فرضته حتمية التفاعل المعرفي مع الآخر في عالم تقاربت فيه أطرافه المترامية ومن ثم على المعلمين طرق أبوابه، بوصفه أساسا من أسس اللغة التي هي جل اهتمامنا ننفذ بها إلى دروب الثقافات الأخرى في ظل التقدم الذي أضحى سمة بارزة من سمات العصر الذي ننشأ فيه ونتعايش مع مجتمعاته، (حسن حمدي،2011، ص32)

وهذه العلاقة الوثيقة بين اللغة والتواصل مهدت لوجود مفهوم جديد على الساحة التربوية هو مفهوم التواصل اللغوي، الذي يقصد به نقل المعاني بين المرسل والمستقبل باستعمال اللغة، فعندما يتصل الإنسان بغيره اتصالا لغويا بغية التعبير عن الذات فهو إما أن يكون متحدثا، وإما أن يكون مستمعا، وإما أن يكون كاتبا، وإما أن يكون قارئا وفي كل الحالات يمر الإنسان بعمليات عقلية مضمونها ومادتها اللغة. وعملية التواصل اللغوي تتم عادة عن طريق التفاعل المتبادل بين طرفين(مرسل) و(مستقبل) وبينهما رسالة لغوية(مكتوبة) أو (منطوقة) تسير في قناة تواصل لتؤدي إلى إشباع حاجات التواصل اللغوي كالتعبير، أو الإفهام، أو الإقناع، أو التأثير، باستخدام قدر من الكفاءة اللغوية لدى كل من المتحدث أو المستمع، أو الكاتب، أو القارئ عن طريق استخدام مهارة لغوية أو أكثر وفي إطار مجال من مجالات التواصل اللغوي(المكتوب) أو (المنطوق).

ولأن العملية التعليمية تقوم على أساس التواصل اللغوي، بات من الضروري على التربويين ضرورة اختيار المدخل التدريسي المناسب لتعليم المهارات اللغوية، بما فيها مهارات التواصل اللغوي، ولذلك يعد كثير من المتخصصين مدخل التواصل اللغوي مدخلا تعليميا وظيفيا يقوم على تعليم اللغة من خلال مواقف حيوية واقعية، يستطيع فيها الطلاب ممارسة اللغة من خلال فنون أربعة هي : الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة سعيا للتفاعل والتواصل من خلال سياق لغوي سليم فإنه يتوجب كل معلم أن يحبب المتعلمين في اكتساب اللغة، وذلك بتوظيفها تربويا ولغويا في مجالات الحياة، لأن حيوية اللغة لا تظهر إلا باستعمالها، وتوظيفها في كل مجالات الحياة اليومية للمعلمين بصفة عامة، وفي حياة المتعلمين بصورة خاصة، وذلك للوصول إلى ممارسات لغوية مثلى ترقى بلغة التواصل.

ولعل من أبرز أهداف التواصل اللغوي إكساب المتعلمين الكفاءة التواصلية، حيث لا يقتصر تدريس الفنون والمهارات اللغوية على تحصيلها فقط، ولكن يجب اكتسابها كأحد أوجه الكفاءة التواصلية، وهذه الكفاءة تشتمل على أربعة أبعاد رئيسة هي الكفاءة النحوية، وذلك فيما يتعلق بصحة الأداء النحوي والصرفي، والكفاءة الاجتماعية والتي تتضمن إدراك السياق اللغوي الاجتماعي الذي يحدث فيه التواصل بما في ذلك من الأدوار الاجتماعية والمعلومات التي يشارك بها، وكفاءة الخطاب وهي تشير إلى ترابط المعاني بين المشاركين في التواصل، والكفاءة الإستراتيجية ويقصد بها إستراتيجية التكيف التي يستخدمها المتصلون لبدء التواصل وإنهائه والحفاظ عليه وإصلاحه وإعادة توجيهه.

ومن هذا المنطلق، كان لزاما أن يؤخذ في الاعتبار عند وضع برامج تعليم المهارات اللغوية وعند تدريسها والتدريب عليها حاجات المتعلمين وقدراتهم التي تؤهلهم لإرسال اللغة واستقبالها ويلزم مراعاة تفاعل المتعلمين وإيجابياتهم أثناء العملية التعليمية، فالمتعلم ليس متلقيا سلبيا بل هو متفاعل نشط وإيجابي يجب إشراكه في الموقف التعليمي إرسالا واستقبالا، كما يلزم مراعاة إمداده بالحوافز والدوافع التي تستثيره لاكتساب المهارات اللغوية المختلفة والعمل على تدعيمها وتعزيزها لديه بشتى الطرائق والأساليب.

2.3. عناصر التواصل اللغوي

من الأساسيات المهمة لفهم الاتصال معرفة أنه عملية مستمرة، فالناس لا يفكرون فيما كانوا يتصلون بشأنه بعد انتهائه فحسب، بل إنهم يفكرون فيه في أثناء التواصل وقبل التواصل، وهو يتأثر بعوامل متعددة منها، الكلمات والملابس والبيئة (المكان والجو النفسي) الذي يتم فيه، وهذه العوامل بالنسبة للمرسل والمستقبل معا، كما أن عملية الاتصال تتطور وتتغير بشكل لا يمكن التنبؤ معه بما سيحدث في الخطوة التالية، فالاتصال عملية ديناميكية نشطة ومتحركة، حتى وان كانت مجرد قراءة في صحيفة أو استماع للمذياع أو مشاهدة بالتلفاز،(تركستاني أحمد،2007 ص40) وتتألف عملية التواصل من مكونات نذكر منها :

  • المرسل : هو الفرد الذي يؤثر في الآخرين بشكل معين، وهذا التأثير ينصب على معلومات أو اتجاهات أو سلوك الآخرين

  • الرسالة : هي المعلومات أو الأفكار أو الاتجاهات التي يهدف المرسل إلى نقلها إلى المستقبل والتأثير فيه.

  • المستقبل : يمثل الجهة أو الشخص الذي يقع عليه فعل الإرسال، وفي اغلب الحالات يكون الشخص مستقبلا ومرسلا في الوقت نفسه.

  • بيئة الاتصال : تشمل كل الظروف المحيطة بعملية التواصل، ظروف الزمان والمكان، والعوامل الثقافية والاجتماعية والنفسية، فالتواصل بين المتعلم والمعلم داخل الصف ليس هو نفسه خارجه، وهذه العلاقات تختلف من مستوى دراسي إلى آخر، ومن مجتمع لآخر.

  • عناصر التشويش : يدخل في هذا الإطار كل ما يعيق عملية التواصل وكل ما يحول دون أن تتم هذه العملية في أحسن الظروف كالضجيج أو الارتباك لمعاني الإشارات الواردة في الرسالة. (أبو الملوح، 2009، ص38)

  • قناة الاتصال : هي الوسيلة المعتمدة لنقل الرسالة وقد تكون بواسطة التلفاز أو المذياع أو الهاتف أو الشخص.

  • -التغذية الراجعة : يقصد بها رد الفعل الذي يقوم به المستقبل، ففي الحالة التي لا يسجل فيها أي رد فعل تحدث من عملية إعلام فقط وليس عن عملية تواصل.

  • الصياغة : تتمثل في الكلمات المستعملة في الرسالة، أي : (نوعية الأسلوب، شكل الرسالة) وتتميز عملية التواصل بكونها ذات طابع أخلاقي وأن العقل التواصلي لا يمكن التراجع عنه غير أنه يمكن التحقق من آثار ذلك كالاعتذار عن إصدار كلمة جارحة في حق الآخر. (أوكان،1991، ص42)

يتحدد نوع الاتصال بناء على عدد الأشخاص الذين يشتركون فيه، والعلاقة ما بين هؤلاء الأشخاص، والوسيلة المستعملة وسرعة التجاوب، وتبعا لذلك هناك خمسة أنواع من الاتصال هي :

  • الاتصال الذاتي : يرجح بعض العلماء عدٌّ هذا النوع من الاتصال تفكيراً ذاتياً يسبق الاتصال فكلّنا حينما نتحدث مع أنفسنا أو نخزن معلومات جديدة أو نحل مشكلة، أو نقيم حالة معينة فإن الاتصال يتركز داخل الإنسان وحده، لذا يُعدُّ هو المرسل والمستقبل في الوقت نفسه والرسالة هنا تتمثل في الفكر والمشاعر والأحاسيس ويكون الجهاز العصبي هو وسيلة الاتصال.

  • الاتصال الشخصي : يحصل عندما يتصل اثنان أحدهم بالآخر أو أكثر من اثنين مع بعضهم بعضا وغالبا ما يكون هذا النوع من الاتصال في جو غير رسمي لتبادل المعلومات وحل المشكلات، ويشمل نوعين من الاتصال هما : الاتصال الثنائي والاتصال في مجموعات صغيرة. والاتصال الثاني يشمل غالبا المحادثة بين شخصين، وقد تكون غير رسمية كما هو الحال بين الأصدقاء أو الزوجين، وقد تكون محادثة رسمية كما هو الحال بين الرئيس والمرؤوس أو في المقابلات الشخصية.

  • الاتصال العام : في الاتصال الجمعي تنتقل الرسالة من شخص واحد (متحدث) إلى عدد من الأفراد أو المستمعين، وهو ما نسميه بالمحاضرة أو الحديث العام أو الخطبة، ويحدث هذا غالباً من خلال المحاضرات أو التجمعات الجماهيرية، ويتميز الاتصال الجمعي بالصيغة الرسمية

  • والالتزام بقواعد اللغة ووضوح الصوت.

  • الاتصال الجماهيري : يحدث هذا النوع من الاتصال من خلال الوسائل الالكترونية مثل المذياع والتلفاز والأفلام والأشرطة المسموعة والصحف والمجلات ويكون هذا النوع من الاتصال بين الناس واسعاً ومنتشراً متجاوزاً الحدود الجغرافية والسياسية.

  • الاتصال الثقافي : ويحدث حينما يتصل شخص أو أكثر من ثقافة معينة بشخص أو أكثر من ثقافة أخرى، وحينئذ لابد أن يعي المتصل اختلاف العادات والقيم والأعراف وطرائق التصرف المناسب، وإذا غاب هذا الوعي فقد يؤدي إلى نتائج سلبية. (تركستاني، 2007، ص 35)

خاتمة

إجابة عن الإشكالية التي طرحتها في المقدمة، وتحقيقا للهدف الرئيس وهو تسليط الضوء على المهارات اللغوية الأربع، وتبين طبيعة العلاقة فيما بينها، وإبراز أهميتها وأثرها في التواصل اللغوي انتهت الدراسة إلى جملة من النتائج يمكن إيجازها فيما يأتي :

  1. التواصل اللغوي يكسب المتعلمين كفاءة تواصلية، حيث لا يقتصر تدريس الفنون والمهارات اللغوية على تحصيلها فقط، ولكن يجب اكتسابها كأحد أوجه الكفاءة التواصلية.

  2. تصنف المهارات اللغوية حسب ترتيب وجودها الزمني في النمو اللغوي عند الإنسان الاستماع يليه التعبير الشفوي أو الكلام ثم القراءة بأنواعها ثم التعبير التحريري أو الكتابة.

  3. أن الاستماع عملية تبدأ بالتقاط الأصوات المراد التركيز عليها بالأُذن، ثم تحليل هذه الرموز الصوتية وتحويلها إلى أفكار ومعلومات يحللها العقل، ثم تبدأ عملية التفاعل مع هذه الأفكار والحكم عليها إما بالرفض أو القبول.

  4. أن السماع وسيلة أولى من وسائل كسب اللغة وإثراء حصيلتها، وأن مزاولة الحديث بالفصحى في المقامات المختلفة يقيم ملكة اللغة ويرسخها.

  5. أن السماع طريقا يسهم في علاج كثير من مشكلاتنا في اللغة، وأيًّا ما تكن قيمة علوم اللغة التي نتعلمها فلن تؤتي ثمارها المرجوة ما لم يكن السماع مصدر التطبيق فيها، فاللغة هي المنطوق المسموع، لذا فأن أي تفكير في علاج المشكلة اللسانية وترسيخ ملكة اللغة يجب أن يتخذ طريقه إلى إصلاح منطوق الألسنة مصدر اللغة المسموعة؛ فاللغة نطق وسماع وعليه فإن صلاح نطق المسموع يؤدي إلى محاكاة سليمةٍ له.

  6. المعيار الأمثل لكفاءة المتعلِّم من الاستماع والفهم هو قدرته على حل الرموز اللغوية، بحيث يصل إلى نفس المعنى الذي يقصده المتحدث دون زيادة أو نقص أو تحريف، وهذا معناه؛ أن الهدف الرئيسي من الاستماع هو أن يكون المتعلم قادرا على فهم المتحدث باللغة في مختلف المواقف التواصلية.

أما عن التوصيات فقد تم حصرها في فيما يلي :

  1. بناء برامج تدريب عالية المستوى للمعلمين في مجال تعليم اللغة، وتعليم المهارات اللغوية تفيد من نظريات تعلم اللغة والاتجاهات الحديثة، وفيها يتعرف المعلم على المهارات ومكوناتها، وأسس اكتسابها، وطرق تعليمها، وأساليب تقويمها مما يمكنه من تعليمها للمتعلمين بطريقة ملائمة

  2. أهميةَ إكساب المهارات اللغوية الأولية للمتعلمين، ووضع برامج ذات جودة عالية توفر لهم خبرات مناسبة لغويا وثقافيا ونمائيا، وعلى هذا فلابد من تضمين مناهج اللغة العربية فن الاستماع عن طريق المقررات والأنشطة المصاحبة لها.

  3. وضع معايير لمحتوى الكتب التي توجه لمراحل التعليم الأولى تضبط أهمية الاستماع وأهداف تدريسه.

  4. لابد من التعرف على الصعوبات والعقبات التي تواجه الاستماع وتذليلها لصالح الطلاب، مع استخدام الأساليب المناسبة لتقويم عملية الاستماع، وكذلك الإفادة من الوسائل التعليمية الحديثة وتوظيفها لخدمة الطلاب في هذا المجال.

أبو لبن وجيه المرسي، (2011)، مهارات الاستماع اللازمة، مفهومها، أهميتها، أهداف تدريسها، أساليب تنميتها، مصر جامعة الأزهر

أبو ملوح، محمد يوسف، (2009)، الاتصال التربوي، فلسطين، مركز القطان

أحمد إبراهيم صومان، (2014)، اللغة العربية وطرائق تدريسها لطلبة المرحلة الأساسية الأولى، الأردن، دار كنوز المعرفة العلمية

أحمد طاهر حسنين، أنس عطية الفقي، (2007)، اللغة العربية، مصر، المكتبة العالمية

أوكان عمر، (1991)، مدخل لدراسة النص بالسَلطة، ليبيا، إفريقيا الشرق

جرجس ميشال جرجس، (2008)، معجم مصطلحات التربية والتعليم، مادة مهارة، لبنان، دار النهضة العربية

حسن حمدي إبراهيم، (2011)، رؤية حول مفهوم التواصل اللغوي، مصر، جامعة الأزهر

حسن شحاتة، (1984) ، أساسيات في تعليم الإملاء، مصر، مؤسسة الخليج العربي

حسن شحاتة، (1992) تعليم اللغة العربية بين النظرية والتطبيق، لبنان، الدار المصرية واللبنانية

حسن عبد الباري عصر، (2005)، فنون اللغة العربية تعليمها وتعلمها، مصر، مركز الإسكندرية للكتاب

رشدي أحمد طعيمة، (2004)، المهارات اللغويّة، مستوياتها، تدريسها، صعوباتها، مصر، دار الفكر العربي

صالح الشماع، (1953)، اللغة عند الطفل، مصر، دار المعارف

عبد الرحمان التومي، (2005)، الجامع في ديداكتيك اللغة العربية، مفاهيم، منهجيات ومقاربات بيداغوجية، المغرب مطبعة المعارف

عبد السلام يوسف الجعافرة، (2011)، مناهج اللغة العربية وطرائق تدريسها بين النظرية والتطبيق، الأردن، مكتبة المجتمع العربي

عبد الفتاح حسن البجة، (2001)، أساليب تدريس مهارات اللغة العربية وآدابها، الإمارات، دار الفكر العربي

عبد الله علي مصطفى، (2007)، مهارات اللغة العربية، ط2، الأردن، دار المسيرة

1علي سامي الحلاق،(2010)، المرجع في تدريس مهارات اللغة العربية وعلومها، لبنان، دار المؤسسة الحديثة للكتاب

علي أحمد مذكور، (2006)، تدريس فنون اللغة العربية، مصر، دار الفكر العربي

شاهر أبو شريخ، (2013)، طرائق التدريس واستراتيجياته، الأردن، دار المعتز

فراس السلتين، (2007)، من فنون اللغة، المفهوم، الأهمية، المعوقات البرامج التعليمية، الأردن، عالم الكتب الحديث

محمد رجب فضل الله، (2003)، الاتجاهات التًربوية الحديثة في تدريس اللغة العربية، ط2، مصر، عالم الكتب

محمد صالح الشنطي، (1994)، المهارات اللغوية، مدخل إلى خصائص اللغة العربية وفنونها، ط4، لبنان دار الأندلس

محمد عبد الخالق، (1989)، اختبارات اللغة لغير الناطقين بها، السعودية، جامعة الملك سعود

محمود كامل الناقة، (1980)، تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى أسسه، مداخله، طرق تدريسه، السعودية جامعة أم القرى

نبيل عبد الهادي، (2003)، مهارات في اللغة والتفكير، الأردن، دار المسيرة

نعمان عبد السميع متولي، (2012)، المرشد المعاصر إلى أحدث طرائق التدريس وفق معايير المناهج الدولية، مصر، دار العلم والإيمان

والي فاضل فتحي محمد، (1998)، تدريس اللغة العربية في المرحلة الابتدائية، مصر، دار الأندلس

يونس فتحي، (1973)، طرق تعليم اللغة العربية، مصر، وزارة التربية والتعليم

تجاني حبشي

جامعة زيان عاشور الجلفة (الجزائر)

© Tous droits réservés à l'auteur de l'article