تجليات البعد الاجتماعي والديني في عمارة المدينة العربية الاسلامية: حي القصبة العتيق بالجزائر أنموذجا

La dimension sociale et religieuse dans l'architecture de la ville arabo-islamique : cas de l'ancienne Kasbah en Algérie

The social and religious dimension in the architecture of the Arab-Islamic city: the case of the ancient Kasbah in Algeria

ملاس حسيبة Mellas Hassiba et منكول فاطمة Menkoul Fatima

p. 329-346

Citer cet article

Référence papier

ملاس حسيبة Mellas Hassiba et منكول فاطمة Menkoul Fatima, « تجليات البعد الاجتماعي والديني في عمارة المدينة العربية الاسلامية: حي القصبة العتيق بالجزائر أنموذجا  », Aleph, Vol 10 (2) | 2023, 329-346.

Référence électronique

ملاس حسيبة Mellas Hassiba et منكول فاطمة Menkoul Fatima, « تجليات البعد الاجتماعي والديني في عمارة المدينة العربية الاسلامية: حي القصبة العتيق بالجزائر أنموذجا  », Aleph [En ligne], Vol 10 (2) | 2023, mis en ligne le 31 mars 2023, consulté le 21 décembre 2024. URL : https://aleph.edinum.org/8263

يعتبر فن العمارة تجسيدا ماديا لثقافة المجتمع، يؤثر فيه ويتأثر به، فغالبا ما يرتبط هذا النوع من الفنون بالجوانب الاجتماعية والثقافية وكذا الدينية للشعوب، ويعكس أجزاء من تاريخها وحضارتها. والعمارة العربية الإسلامية باعتبارها إحدى أهم الموروثات الثقافية والحضارية والدينية للمسلمين في العالم، تتمتع بدورها بخصائص هندسية وبنائية محددة، وبعناصر فنية وجمالية فريدة من نوعها؛ تعبر عن بعد اجتماعي وديني وعن هوية معمارية مميزة تتفرد بها الحضارة العربية الإسلامية.
ويعتبر حي القصبة العتيق بالجزائر العاصمة والمصنف ضمن الترااث العالمي لليونيسكو منذ عام 1992 إحدى أهم المعالم التاريخية للحضارة العربية الإسلامية في منطقة المتوسط، حيث تشكل مبانيه نموذجا فريدا للعمران والاستيطان البشري يجمع في بعده الاجتماعي والديني بين نمط الحياة الموروث من العادات الإسلامية وأشكال أخرى من تقاليد المجتمع الجزائري، ما انعكس على طابعه المعماري الذي يمزج بين خصائص العمارة الإسلامية، والامتداد الحضري للمدينة الجزائرية العربية- الأمازيغية، ليشكل بذلك أحد أهم رموز الثقافة الجزائرية عبر التاريخ. وانطلاقا من ذلك تعالج هذه الورقة البحثية موضوع تجليات البعد الاجتماعي والديني في عمارة المدينة العربية الإسلامية، حيث تم اختيار حي القصبة العتيق كنموذجا فريدا يعكس عبقرية التخطيط العمراني الذي يجمع بين الثقافة العربية -الأمازيغية للمجتمع الجزائري وبين هويته الإسلامية، وذلك من خلال مناقشة وتحليل النقاط التالية:

البعد الاجتماعي والديني ودوره في تشكيل مورفولوجية المدينة العربية الإسلامية.

تاريخ العمارة العربية الإسلامية بالجزائر.

القصبة العتيقة في الجزائر وخصائصها الاجتماعية والدينية والعمرانية.

الاعتبارات السوسيو- ثقافية والدينية في التصميم الداخلي لبيوت ودويرات القصبة.

L’architecture est considérée comme une incarnation physique de la culture d’une société, l’influençant et étant affectée par elle. Ce type d’art est souvent lié aux aspects sociaux, culturels et religieux des peuples et reflète des pans de leur histoire et de leur civilisation. L’architecture arabo-islamique, en tant que l’un des héritages culturels, civilisationnels et religieux les plus importants des musulmans dans le monde, a, à son tour, des caractéristiques d’ingénierie et de construction spécifiques, et des éléments artistiques et esthétiques uniques qui expriment une dimension sociale et religieuse et une identité distincte. Identité architecturale propre à la civilisation arabo-islamique.
L’ancien quartier de la Kasbah d’Alger, classé au patrimoine mondial de l’UNESCO depuis 1992, est considéré comme l’un des monuments historiques les plus importants de la civilisation arabo-islamique dans la région méditerranéenne, car ses bâtiments constituent un modèle unique d’urbanisation. et d’établissement humain qui combine dans sa dimension sociale et religieuse le mode de vie hérité des coutumes islamiques et d’autres formes de traditions communautaires L’algérien, reflété dans son caractère architectural, qui mêle les caractéristiques de l’architecture islamique et l’extension urbaine de la ville arabo-amazighe algérienne , constituant ainsi l’un des symboles les plus importants de la culture algérienne à travers l’histoire. Ce mémoire de recherche traite de la question des manifestations de la dimension sociale et religieuse dans l’architecture de la ville arabo-islamique, l’ancien quartier de la Kasbah ayant été choisi comme un modèle unique qui reflète le génie de l’urbanisme qui allie la culture arabo-amazighe de la société algérienne avec son identité islamique, à travers la discussion et l’analyse des points suivants :

La dimension sociale et religieuse et son rôle dans le façonnement de la morphologie de la cité arabo-islamique.

Histoire de l’architecture arabo-islamique en Algérie.

L’ancienne Kasbah en Algérie et ses caractéristiques sociales, religieuses et architecturales.

Considérations socio-culturelles et religieuses dans l’aménagement intérieur des maisons et des circuits de la Kasbah.

Architecture is considered a physical embodiment of a society’s culture, influencing it and being affected by it. This type of art is often linked to the social, cultural, as well as religious aspects of peoples, and reflects parts of their history and civilization. Arab-Islamic architecture, as one of the most important cultural, civilizational and religious legacies of Muslims in the world, has, in turn, specific engineering and construction characteristics, and unique artistic and aesthetic elements that express a social and religious dimension and a distinct architectural identity that is unique to the Arab-Islamic civilization.
The ancient neighborhood of the Kasbah in Algiers, which has been classified within the UNESCO World Heritage since 1992, is considered one of the most important historical landmarks of the Arab-Islamic civilization in the Mediterranean region, as its buildings constitute a unique model of urbanization and human settlement that combines in its social and religious dimension the lifestyle inherited from Islamic customs and other forms of community traditions The Algerian, reflected in its architectural character, which blends the characteristics of Islamic architecture and the urban extension of the Arab-Amazigh Algerian city, thus constituting one of the most important symbols of Algerian culture throughout history. This research paper deals with the issue of manifestations of the social and religious dimension in the architecture of the Arab Islamic city, as the ancient Kasbah neighborhood was chosen as a unique
model that reflects the genius of urban planning that combines the Arab-Amazigh culture of the Algerian society with its Islamic identity, through discussion and analysis of the following points:

The social and religious dimension and its role in shaping the morphology of the Arab-Islamic city.

History of Arab-Islamic Architecture in Algeria.

-The ancient Kasbah in Algeria and its social, religious and architectural characteristics.

Socio-cultural and religious considerations in the interior design of the houses and circuits of the Kasbah.

مقدمة 

شهدت المدينة العربية الإسلامية على مر التاريخ تحولات مورفولوجية واجتماعية عميقة، أملتها ظروف داخلية وخارجية كان لها الأثر البالغ على نموها وتوسعها العمراني، وكذا تطور وتنوع أنماطها المعمارية، حيث انعكس ذلك الثراء والتنوع الكبير في ثقافات الشعوب العربية – الإسلامية الممتدة من المحيط الى الخليج على مشهد وبنية مدنها، وأكسبها صفة التجانس على مستوى آليات التطور والنمو؛ وكذا على مستوى ممارسات سكانها وتمثلاتهم الاجتماعية والدينية في تعاملهم مع المحيط الحضري، وصفة التباين في التفاصيل المعمارية المتوارثة منذ الحضارات القديمة؛ والتي اندمجت وانصهرت مع العمارة الإسلامية لتشكل خصوصية عمرانية تميز كل منطقة وكل مدينة عن غيرها من المناطق والمدن في العالم العربي والإسلامي.

فقد تركت حضارة المسلمين إرثا معماريا استثنائيا لا يمكن تجاهل تأثيراته على البشرية جمعاء، أين شكل فيه المضمون الإسلامي قاسما مشتركا وموحدا لعمارتها في البلاد المختلفة، والجدير بالذكر هنا هو أن عمران المسلمين وإن ارتبط في عصوره الأولى بالهوية والعقيدة العربية الإسلامية، إلا أن اختلافاته وتبايناته الدقيقة والتفصيلية ما كانت إلا نتاجا للتحولات الاجتماعية والثقافية المختلفة التي شهدتها الأقطار العربية والإسلامية، وكذا لانصهار حضارات وثقافات الشعوب المختلفة مع الحضارة والثقافة العربية الإسلامية خلال مرحلة امتداد وتوسع دولة المسلمين عبر القارات الثلاث؛ وحتى في مناطق أخرى من العالم.

فالإسلام وإلى جانب كونه دين وعقيدة بالنسبة للمسلمين؛ فهو وفي نفس الوقت يشكل نمط تفكير وأسلوب حياة له انعكاساته المباشرة وغير المباشرة على جميع المجالات بما فيها المجال العمراني؛ هذا الأخير الذي يعتبر بدوره امتدادا طبيعيا للبيئة الاجتماعية والثقافية التي وجد فيها، ومن هنا كان الإسلام ولا يزال أحد الثوابت التي تميز عمارة المسلمين على مر العصور، بالرغم من اختلاف العوامل الاجتماعية والثقافية، والظروف الاقتصادية والبيئية والمناخية؛ وحتى أساليب البناء ومواده وأدواته.

وبتسليط الضوء على العمارة العربية الإسلامية في المغرب العربي عامة وفي الجزائر بصفة خاصة؛ نجد أنها امتداد منطقي لحركة الفتح الإسلامي لبلاد المغرب، وانعكاس طبيعي لاستقرار المسلمين الفاتحين في المنطقة، والذين اندمجوا وانصهروا مع السكان الأصليين وأثروا في ثقافتهم الأمازيغية وتأثروا بها، حيث شرعوا مباشرة في تأسيس مدن جديدة تعكس هويتهم العربية الإسلامية، وتتوافق مع الخصوصية الطبيعية والمناخية والاجتماعية للمنطقة، إضافة الى محاولة تجديد المدن القديمة التي كانت قائمة بإدخال لمساتهم المعمارية الخاصة والمميزة، فشكلت بعد ذلك حواضر كبرى امتد صداها الى بلاد المشرق، وأضحت مراكز حضرية واقتصادية وثقافية ذات أهمية بالغة، كونها شكلت صورة مجسدة لاندماج الثقافتين العربية والأمازيغية تحت ظل العقيدة الإسلامية.

ويعد حي القصبة العتيق بالجزائر العاصمة أحد أهم وأجمل معالم التراث العربي الإسلامي في منطقة المتوسط، ومثال حي للاندماج الثقافي العربي- الأمازيغي، حيث تم تصنيفه عام 1992 ضمن التراث الإنساني العالمي لليونيسكو، إذ تشكل مبانيه متحفا تاريخيا أصيلا ونموذجا فريدا للعمران والاستيطان البشري، يجمع في بعده الاجتماعي والديني بين نمط الحياة الموروث من العادات الإسلامية وأشكال أخرى من تقاليد المجتمع الجزائري، ما انعكس على نمطه العمراني ذي الطابع المغاربي الإسلامي، حيث نجح هذا الفن المعماري في أن يمزج بين خصائص العمارة الإسلامية من ناحية والامتداد الحضري للمدينة الجزائرية العربية- الأمازيغية من ناحية أخرى، ليشكل بذلك أحد أهم رموز الثقافة الجزائرية عبر التاريخ.

وتناقش هذه الدراسة تجليات البعد الاجتماعي والديني في عمارة المدينة العربية الإسلامية في الجزائر، حيث وقع الاختيار على حي القصبة العتيق كنموذجا فريدا من نوعه لعبقرية التخطيط العمراني العربي-الأمازيغي؛ الذي يتوافق مع الثقافة العربية-الأمازيغية للمجتمع الجزائري ويعكس هويته الإسلامية، وذلك من خلال عرض وتحليل النقاط التالية :

  • البعد الاجتماعي والديني ودوره في تشكيل مورفولوجية المدينة العربية الإسلامية.

  • تاريخ العمارة العربية الإسلامية بالجزائر.

  • القصبة العتيقة في الجزائر وخصائصها الاجتماعية والدينية والعمرانية.

  • الاعتبارات السوسيو- ثقافية والدينية في التصميم الداخلي لبيوت ودويرات القصبة.

1. البعد الاجتماعي والديني ودوره في تشكيل مورفولوجية المدينة العربية الإسلامية 

يرى جورج ميد G.Mead في كتابه (1934) Self And Society أن الفرد هو من يخلق البيئة التي يتحرك فيها وذلك حسب ما تمليه احتياجاته النفسية والاجتماعية والبيولوجية وكذا الدينية، وذهب إلى أبعد من ذلك في تفسير علاقة الإنسان ببيئته التي يعتبر جزءا منها، حيث أكد بأن دراسة الأفعال الإنسانية لا تكتفي بمجرد بحث المثيرات الخارجية التي أدت إلى الفعل، بل يجب أن تأخذ في الاعتبار المعاني التي يقصدها الأفراد من أفعــــالهم، ومن هنا يتبلور مفهوم البعد الاجتماعي والديني في تشكيل مورفولوجية المدن، والذي ينظر إليه على أنه جزء لا يتجزأ من عملية مركبة لاتخاذ القرار العمراني، تبدأ بصياغة الأهداف العامة للعمارة، وتمتد عبر عدد من المراحل، حيث تترجم هذه الأهداف إلى خطط تفصيلية لبرامج أو مشروعات عمرانية تعد للتنفيذ، تنطلق من فكر وثقافة ومعتقدات المجتمع وتنتهي إليه. (حافظ، 2007، الصفحات 238-239)

فما مفهوم البعد الاجتماعي والديني؟ وما هو دوره في تشكيل مورفولوجية المدينة العربية الإسلامية؟

1.1. مفهوم البعد الاجتماعي والديني 

اختلفت أراء الباحثين والعلماء في إعطاء مفهوم للبعد باختلاف مدارسهم واتجاهاتهم الفكرية، حيث ينظر إليه علماء اللغة بأنه يعبر عن «اتساع المدى...، ويقال أنه لذو بعد: أي ذو رأي عميق وحزم» (مجمع اللغة العربية، 2004، صفحة 63)، كما أنه لا يعني المسافة بل يعني الحجم والعمق، بمعنى: ما حجم أو ما قوة اعتراف المجتمع بقيم يجب مراعاتها، وكيف تتم مراعاة ثقافة المخاطبين ومعتقداتهم وعدم تعديها، فكل شعب وكل مذهب له أبعاده.

أما في العلوم الإنسانية والاجتماعية؛ فقد ارتبط مفهوم البعد بمفاهيم عدة كالهدف، الغاية، القصد، الغرض، وغيرها...، ويمكن التعرض الى أهم التعريفات التي تناولت هذا المصطلح فيما يلي:

  • المفهوم الفلسفي للبعد : ارتبط مفهوم البعد عند الفلاسفة القدامى بمفهوم القصد والقصدية « Intentionnalité »، وهو مفهوم فلسفي قديم ظهر في العصر الوسيط، وأعيد اكتشافه من طرف الفلسفة الظاهرانية (فرانز برنتانو وإدمون هوسيرل)، كما تم إدخاله في صلب النقاش المعاصر في فلسفة الروح، وفي العلوم المعرفية. وتشير القصدية إلى العمل بموجب مشروع أو بفكرة في الرأس. (دورتيه، 2009، صفحة 873)

  • البعد عند علماء التربية: يتقارب مفهوم البعد عند علماء التربية مع مفاهيم : الهدف، الغرض والغاية. وقد ورد تعريفه في المعجم التربوي: Dictionary of educational terms An encyclopedic بأنه: « الغاية المنشودة التي تتجه النية إلى بلوغها، العامل الذي يوجه العمل، وتقرر في ضوئه خطتَه وسَيْرَهُ » وتشير لفظة غاية؛ إلى الغرض البعيد، بينما تشير لفظة هدف إلى الغرض القريب، كقولنا مثلا : إن الهدف تعلم القراءة، أما الغاية فتثقيف الشخص (NAJJER, 2003, p. 768)، فالبعد إذا هو الباعث الفاعل على الفعل أو ما لأجله فعل الفاعل ما فعل، وهو الذي يوجه نشاط الإنسان ويدفعه إلى العمل. (Najjer 2003، صفحة 64)

  • في حين اتصل مفهوم البعد في القاموس التربوي Dictionnaire des termes de pédagogie et d’enseignement؛ بالغرضية partialité، partiality، وهي التوجه الذي يسعى إلى تأمين وتحقيق كل الوسائل المؤدية إلى الهدف أو الغرض. (Gerges 2005 p. 386-387)

  • البعد عند علماء الاجتماع: يتجه علماء الاجتماع في تفسيرهم للبعد إلى النظرة الغائية الاجتماعية. وعلى ضوء هذا الاتجاه تم تعريفه على أنه: «السبب النهائي الدافع للشيء»، فغاية السلوك عادة هي علة وجوده أو السبب، ويسمى تفسير ظاهرة معينة غائبا عندما يستند إلى الغايات الملاحقة حسب الحالات من قبل فرد أو جماعة أو نظام. (بودون و بورّيكو، 2007، صفحة 406)

وانطلاقا مما تقدم يبرز مفهوم البعد الاجتماعي على أنه مجموع التأثيرات والعلاقات الإنسانية المتبادلة الناتجة عن كون الإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع العيش إلا في جماعة، فهو يقضي معظم وقته مرتبطا بهم وعلى علاقة معهم، وطابع الإنسانية فيه يعود إلى مشاركته في المجتمع، ومساهمته في تيار الحركة الاجتماعية بكل مقوماتها الثقافية من عادات وتقاليد ودين والتي يكتسبها من هذا المجتمع. (الحسيني، 1981، صفحة 91)

أما البعد الديني فهو جزء لا يتجزأ من البعد الاجتماعي العام، حيث ينظر علماء الاجتماع والأديان المقارنة بصفة عامة الى الدين على أنه مجموعة القيم والمثل والخبرات التي تتطور ضمن المنظومة الثقافية للجماعة البشرية، فالدين مثلا في المجتمعات البدائية لا يمكن فصله عن العادات الاجتماعية والثقافية المستقرة في المجتمع والتي تشكل البعد الاجتماعي له، إلا أنه وفي نفس الوقت فإننا لا يمكن اختزال الدين في هذه المظاهر التي تعتبر نتاجا للتدين كفعل وليس كعقيدة وفكر (مكين، 2010، صفحة 13)، ومن هنا يتبلور مفهوم البعد الديني باعتباره تعبيرا عن مدى تغلغل القيم والنظم الدينية في الأوضاع الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، والسياسية، وحتى العمرانية في مجتمع ما، ومدى تكيفها وانصهارها مع الظروف العامة لهذا المجتمع بكل جوانبها الفكرية والمادية، وبيان أوجه التأثير التي يضطلع بها المعتقد في مختلف مجالات الحياة المترابطة والمتشابكة.

2.1. دور البعد الاجتماعي والديني في تشكيل مورفولوجية المدينة العربية الإسلامية 

أثارت الخبرات الحديثة المتعلقة بتخطيط المدن كثيرا من الاهتمام بضرورة اعتبار الأبعاد الاجتماعية وتوفير احتياجات ومتطلبات الإنسان الحضري عند تصميم عمران المدينة؛ خاصة فيما يتعلق بالحاجات الأساسية كالصحة، والتعليم، والمسكن، والخدمات...، وذلك موازاة مع الحاجات الأخرى الأكثر صعوبة على المحافظة، مثل : الدين، المعتقد، الثقافة، الانتماء الاجتماعي، المعايير والقيم، وغيرها...، وهذا يعني عدم التركيز فقط على عمارة المدينة في بعدها الفيزيقي المادي دون الاهتمام بالأبعاد الاجتماعية والثقافية والدينية، فالهدف الأساسي من التخطيط العمراني هو توفير البيئة المناسبة لحياة الإنسان الحضري، سواء كانت عمرانية أم اجتماعية أم دينية أم مناخية. (السيد، 2007، الصفحات 96-103)

وتثار هنا إشكالية حول عدد من القضايا المترابطة ترابطا وثيقا، والتي تعطي موضوعات متنوعة تستلزم أن تؤخذ بعين الاعتبار، كالبيئة الاجتماعية، والميراث الثقافي، ونظام القيم، والدين والمعتقد كنظرة تكاملية شاملة عند معالجة الإشباع الدائم للحاجات الأساسية لفئات المجتمع الحضري على اختلافها (حافظ، 2007، الصفحات 254-257)، فهناك إذا حقيقة أساسية تفرض نفسها تتمحور في مفهوم المورفولوجية الحضرية أو مورفولوجية المدينة، والتي تعبر عن النسيج العمراني للمدينة بكل مكوناته من الموضع، إلى شبكة الطرق، الفراغات، المباني، وغيرها...، باعتبارها تجسيدا ماديا لثقافة المجتمع ولمورفولوجيته الاجتماعية، من حجم وكثافة وتوزيع ومجموعة العناصر التي تشكل الحياة الاجتماعية بما تحملها من خصوصيات ثقافية واقتصادية وسياسية وحتى دينية. (الخزان و ضايض، د ت، صفحة 1018)

فبالنظر إلى التباين الديموغرافي في مدن العالم، وتنوع الظروف الاجتماعية التي تعيش وتتكاثر فيها الشعوب واختلاف الأديان والعقائد والثقافات والظروف العامة للمجتمعات، نجد أنه من الضروري وجود إستراتيجية محكمة لتشكيل مورفولوجية المدن، وللتحكم في كل هذه المتغيرات حسب خصوصية كل مجتمع، فالفرد ينشأ في ثقافة معينة ذات خبـــــرات، واتجاهات، وعادات وعقائد تنعكس بشكل أو بآخر على مورفولوجية المكان الذي يعيش فيه. (الكيال، 1997، الصفحات 106-107)

وبالرجوع إلى المدينة العربية الإسلامية القديمة، نجد أنها قد نجحت الى حد بعيد في تحقيق متطلبات المجتمع العربي من خصوصية، وحماية، وتوفير حالة من الترابط الاجتماعي أو التماسك الاجتماعي التي كانت مجسدة في النظم العشائرية، وهو ما نعكس على مورفولوجيتها الحضرية، وأكسبها خصوصية تميزها عن غيرها من مدن العالم. (الجوهري، 2009، صفحة 95)

وقد كانت المدينة المنورة أول مدينة بنيت بعد ظهور الإسلام بشبه الجزيرة العربية، فبعد الهجرة النبوية إليها، شرع الرسول عليه الصلاة والسلام في تأسيس المدينة، واعتمد تخطيطه لها على تحديد نواتها ببناء مسجده ليكون مركزا لدولة المسلمين، ثم أمر بتحديد أطرافها وربط المركز بالأطراف، ومن ثمة أصبحت هذه المدينة مرجعا للمسلمين في تخطيط المدن التي تم إنشاؤها فيما بعد، والتي اشتركت في أربع عناصر أساسية هي : المسجد، وبجواره مسكن الرسول الكريم بالنسبة للمدينة المنورة ودار الإمارة بالنسبة للمدن التي بنيت فيما بعد، ثم السوق، ومن ثمة مساكن المسلمين (قرقوتي، 2006، صفحة 13)، حيث استطاع المسلمون الانتقال بهندسة المدن من الفوضى الى التنظيم، وذلك على أسس محكمة، فبدلا من أن يكون قصر الحاكم هو مركز المدن مثلا كما هو الحال في الممالك والحضارات القديمة، أصبح المسجد الجامع هو نواة المدينة، إذ تتفرع عنه الطرق الرئيسية والأسواق القائمة على التخصص المهني، وتنتشر حوله الأحياء والمساكن، وهنا أزالت المدينة العربية - الإسلامية الفوارق الطبقية وأحلت محلها مبدأ المساواة بين البشر. (شمة، 2013، صفحة 67)

وبمجرد انتشار الإسلام بمنطقة شبه الجزيرة العربية وامتداده خارجها؛ شرع المسلمون في تأسيس مدنهم وتخطيطها موازاة مع موجة الفتوحات الإسلامية التي انتشرت في الشرق والغرب، وامتدت الى غاية أوروبا، ويرجع الازدهار الذي شهدته مدن المسلمين إلى عوامل عديدة دينية واجتماعية وسياسية وحربية وإستراتيجية، فقد خطط المسلمون مدنهم وفقا لمعتقدات الدين الإسلامي، وللمتطلبات الاجتماعية التي أصبحوا عليها، فكانت قائمة على البساطة أولا، والواقعية ثانيا، وعلى شروط ووظائف المدينة الفعلية ثالثا، وانعكس تطبيق هذه الأسس والقواعد الثلاث على مورفولوجية المدينة العربية الإسلامية. (محمد، 2020، صفحة 83)

فالكثير من هذه المدن لم يتم بناؤها ارتجالا، بل خضعت هندستها لتخطيط محكم يعكس أبعادا اجتماعية وثقافية ودينية، ويخدم توجهات اقتصادية وسياسية وإستراتيجية وعسكرية، وقد توسعت الحضارة العربية الإسلامية لتطأ مواطن كثيرة، وأنشئت مدنها في مناطق شهدت حضارات عظيمة كانت لها خصائصها العمرانية التي تميزها، فما كان على المسلمين إلا أن يستفيدوا من هذه الخبرات في مجال العمارة وأن يقوموا بتطويرها وفق ما يتماشى مع عقيدتهم ومبادئهم المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف. ولعل أبرز ما ميز العمارة العربية الإسلامية وأعطاها روحيتها هو الدين الإسلامي، ومدى تأثير هذا الأخير في شخصية الإنسان المسلم وفي سلوكه وممارساته اليومية ومنتجاته العمرانية ونظرته لمحيطه الذي يعتبر هو جزء منه، والذي انعكس بدوره على مورفولوجية المدن بمبانيها وطرقها ومرافقها المختلفة، فالشيء الذي تنفرد به المدينة الإسلامية إذا هو أنها لم تكن يوما منظومة من المباني والمنشآت والمرافق فحسب، ولم تنشأ لأسباب موضوعية بحتة تراعي الوضع الاقتصادي أو الجوانب المادية فقط، بل كانت منسجمة مع حاجات المسلمين منذ تأسيس نواتها الأولى؛ حين اختير المسجد كمكان للعبادة ليكون مركزا لها. (شمة، 2013، الصفحات 67-68)

وبذلك فقد تميزت الهياكل الاجتماعية للمدن العربية الإسلامية بعلاقات إنسانية عميقة، أين نظمت الشريعة العلاقة بين الإنسان والإنسان وبين الإنسان وخالقه، محافظة بذلك على تماسك وترابط الأسرة والمجتمع، ونظمت المباني في شكل هرمي لكي تعبر عن هذا البعد الاجتماعي والديني، فكان المسجد يبنى وسط المدينة، بينما يبنى بالقرب منه دار الإمارة، وحولهما المدارس وسلسلة الأسواق، ومن ثمة تتفرع الشوارع الرئيسية ثم الحارات ثم الدروب، أين تتواجد الأحياء السكنية التي كانت بمثابة انعكاس للروابط العائلية والدينية، وبذلك فقد نشأت وخططت المدينة العربية الإسلامية تلبية لمطالب الإنسان المسلم، وإشباعا لحاجاته النفسية والروحية والمادية، مراعية بذلك متطلباته المختلفة من تعليم وعمل وعلاج وأمن وتكافل وترابط اجتماعي، ومحافظة على مشاعره وكرامته الإنسانية. (شمة، 2013، صفحة 68)

2. تاريخ العمارة العربية الإسلامية بالجزائر 

برى مانويل كاستاز M.Castells في مؤلفه الشهير المسألة الحضرية La question urbaine أن : « للتعمير تاريخ، بل إنه تاريخ في حد ذاته... » (CASTELLS, 1972, p. 25)، حيث يصدق هذا الرأي على الظاهرة الحضرية في الجزائر، والتي لا يمكن فصل تاريخها بأي حال من الأحوال عن حضارة البحر الأبيض المتوسط، ولا عن تاريخ المغرب العربي الكبير، فكل الأحداث التي مرت بها المنطقة كان لها الأثر البالغ على النمط العمراني للمدن، والذي تميز بالتداخل أحيانا والانصهار أحيانا أخرى بحكم تعاقب المحتلين والغزاة وأسلوبهم في ذلك، فما أن ينتصر محتل حتى يقوم بمحو آثار سابقيه لكي يتمكن من بسط نفوذه وسيطرته. (تومي، 2005-2006، صفحة 43)

وبدخول العرب الفاتحين الى الجزائر في عهد الدولة الأموية جلبوا معهم رسالة الإسلام بما حملته من تنظيم وتسيير للحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وهنا تم إعطاء مفهوم جديد للمدينة وللحياة الحضرية، نشأت معه مدن عربية إسلامية ذات خصائص موحدة عبر كامل بلاد المغرب (REMAOUN & autres, 2000, pp. 188-192)، وأصبحت منذ ذلك الوقت عناصر ومفردات العمارة الإسلامية النبض الحي لمعظم المباني والمنشآت، ابتداء من المساجد ودور العبادة، إلى الأسواق والمساكن بأنماطها التقليدية التي امتزجت بما هو قديم منحدر من الحضارات التي توالت على المنطقة، وما هو حديث مستمر مع قدوم الحضارة الإسلامية ذات الطابع الأكثر واقعية وحداثة. حيث يرى الكثير من الخبراء أن العمارة الإسلامية ألمت بمنظومة واسعة من العناصر الإنشائية والأساليب المعمارية التي تأثرت بفتوحاتها للبلدان المختلفة شرقا وغربا، فانفتحت على العمارة الرومانية والبيزنطية والفارسية واستفادت منها في إثراء عناصرها الهندسية، إلا أن السمة الغالبة على العمارة الإسلامية في الجزائر هي انتسابها الى طراز العمارة الأمازيغية، حيث شكلت المدن الجزائرية القديمة نموذجا للمصاهرة الحضارية للفن المعماري الأمازيغي المتأثر بالطراز الفرعوني والروماني والبيزنطي، مع الفنون الإسلامية المشرقية التي جاءت مع دخول المسلمين الفاتحين. (نخبة من العلماء والكتاب، 2020، صفحة 04)

فقد كانت للمدن العربية الإسلامية في بلاد المغرب بصفة عامة وفي الجزائر على وجه الخصوص خصوصيتها العمرانيىة التي تميزها عن نظيراتها في العالم الإسلامي؛ وحتى في مناطق أخرى من العالم، حيث شيدت معظم هذه المدن على مواقع أثرية قديمة، وغيرت فيها وأحدثت مؤسسات جديدة أضفت على العمران القديم طابعا خاصا، في حين خرجت مدن أخرى عن هذه القاعدة، فلم تقم باحتلال الموقع الأصلي للمدن القديمة، بل جاورتها وتموضعت بالقرب منها لتوفر الشروط الأساسية لإقامتها. وهو ما جعلها مختلفة عن غيرها من المدن الإسلامية في البلاد الأخرى من جهة، وعن المدن الرومانية والبيزنطية من جهة ثانية، فجاءت مميزة في شكلها العام، وفي طبيعة وحداتها، وفي تركيبها العمراني، وذلك لأسباب عديدة منها ما هو مرتبط بالموقع الطوبوغرافي لها، ومنها ما هو متعلق بالجانب التاريخي وما توالت عليها من أحداث تاريخية غيرت من مورفولوجيتها، ومنها ما هو متعلق بالإنشاء العمراني في حد ذاته، أو ما هو متصل بالفكر وبأصل التخطيط العام. (بويحياوي، 2015، صفحة 74)

ومع تواصل الأحداث التاريخية، وتعاقب النظم السياسية والصراعات المختلفة وصولا إلى سقوط الأندلس عام 1492، تنوعت الأنماط الحياتية داخل المدينة الجزائرية ودورها في الحياة الاجتماعية، وامتدت هذه الفترة حتى دخول الأتراك العثمانيين، لتبدأ مرحلة ثانية للخلافة الإسلامية والنظام السياسي والاقتصادي والحضري، لعبت فيها المدينة دورا رئيسيا ومتميزا. (RAHMANI, 1982, pp. 44-45)

فقد اكتسبت الجزائر رصيدا معماريا غنيا وهاما خلال فترة التواجد التركي العثماني، إذ شيد العمران الجزائري وفق طراز فني عريق متأثرا بالعمارة العثمانية، وقد تجسد ذلك من خلال المساجد والقصور والحصون التي كانت منتشرة في العديد من المناطق؛ خاصة المدن الكبرى كالجزائر العاصمة، قسنطينة، وهران، وغيرها...، حيث تأثر الجزائريون كثيرا بالتواجد العثماني سيما في الجانب العمراني، واعتنوا الى حد كبير بعمارة المساجد كمؤسسات اجتماعية ودينية لها دور هام في توجيه سياسة الدولة، واستمر ذلك منذ القرن الخامس عشر حتى القرن التاسع عشر، إلا أن ذلك لم يقتصر على المنشآت الدينية فحسب بل شمل كذلك المنشآت السكنية وحتى العسكرية. حيث استندت العمارة العثمانية الى المعارف التقنية الضرورية التي تتميز بحس تنظيم المكان، وتوازن الكتل، والبساطة، بالإضافة الى اعتبارها للأبعاد الاجتماعية والدينية، ومراعاتها لخصائص المجتمع الإسلامي وللوازع الديني الذي يدعو إلى ضرورة احترام خصوصية المكان، والحياء وعدم التطفل، والالتزام بحدود اللياقة الأدبية والأخلاقية. (عقاب، 2009، صفحة 09)

وبتسليط الضوء على المرحلة التي تلت التواجد التركي، بعد سقوط الدولة العثمانية واحتلال الجزائر عام 1830، نجد أن إستراتيجية المحتل في مجال العمارة كانت موجهة أساسا لطمس معالم العمارة العربية الإسلامية وسلخ الهوية الجزائرية، من خلال تطويق الأحياء الشعبية لمنع نموها وتوسعها، حيث فرضت فرنسا عناصرها العمرانية الأوروبية على النسيج الحضري حتى خلال عمليات الترميم، التي كانت تتم بإدخال لمسات معمارية غربية سلبت المجال الحضري تلك الخصوصية العربية الإسلامية التي كان يتميز بها. وفي خضم هذه التحولات الجذرية في البنية الاجتماعية والحضرية، تلاشت ملامح بعض المدن الجزائرية ذات الطراز الإسلامي، وتقلصت أهمية البعض الآخر، وفقدت أخرى أعدادا كبيرة من السكان الجزائريين خاصة المسلمين منهم موازاة مع توالي الهجرات الأوروبية (RAHMANI, 1982, pp. 79-80)، حيث تركت الحقبة الكولونيالية الأثر البالغ على المجال الحضري للمدن الكبرى مخلفة إرثا معماريا ثقيلا ومتشعب الأبعاد، كان له تأثيراته على الحياة الحضرية بعد الاستقلال. (BOURDIEU, 1963, pp. 03-08)

3. القصبة العتيقة في الجزائر وخصائصها الاجتماعية والدينية والعمرانية 

عادة ما تستدعي دراسة المدن ومعرفة خصائصها ومميزاتها الاجتماعية والدينية والعمرانية ضرورة تسليط الضوء على البناء الاجتماعي لفهم النسق الاجتماعية المختلفة؛ وبالنظر إلى أغلب الأسر المتجاورة في بعض المدن الجزائرية - دون الحديث عن القرى- نجد أنها مترابطة قرابيا، أو أن أصولها تعود لنفس العائلة وهذا ما يدل على الطابع العشائري وعلى طبيعة التركيبة السكانية والاجتماعية للمدينة الجزائرية، فهذه المجتمعات مبنية على أساس قبلي أو على بناء اجتماعي قبلي، والذي من أهم مميزاته حسب راد كليف براون العلاقات الاجتماعية بما في ذلك العلاقة الثنائية، والاختلاف القائم بين الأفراد، والتمايز بين الطبقات وفقا لأدوارهم الاجتماعية، إضافة الى وجود تفاوت بين الأوضاع الاجتماعية المختلفة للرجال والنساء، ومن هنا تظهر الخصائص المختلفة للمجتمعات التقليدية.

وبالرجوع إلى قصبة الجزائر أو قصبة بني مزغنة والتي تعتبر حاليا حصنا ثقافيا وطنيا غنيا بالقيم والرموز التاريخية، فإن أصل تسميتها يعود إلى نمطها العمراني المشيد في الأماكن العالية والمحيط بأسوار عظيمة لصد الهجوم العدواني عليها، وقد كان ذلك استجابة لظروف الحقبة الزمنية التي بنيت فيها والتي امتازت بكثرة الغزوات، حيث تأسست في فترة تطور فيها النظام الحربي والاستراتيجي العسكري؛ ونظرا لأهمية موقعها وإشرافها على تحصينات المدينة والضواحي فقد حظيت بعناية واهتمام الحكام طيلة الفترة العثمانية وإلى القرن التاسع عشر. (خلاصي، 2007، صفحة 151)

ومصطلح القصبة يعني المدينة أو أعظم مدن القطر أو وسط المدينة أو المركز الحضري، وقد عرف هذا اللفظ واشتهر كثيرا في المغرب العربي، فهي بمثابة القلعة التي بها مقر الحكم، حيث أحيطت بأسوار وبروج وقلاع وحصون تجعل الأمير في مأمن من غضب الرعية أو تمرد الجيش. (حاج سعيد، 2014-2015، صفحة 24)

وبذلك فإن القصبة تمثل أقدم نواة حضرية في الجزائر، ونموذجا لتشغيل وإدارة مجموعة حضرية، حيث يرى Lesbet Djafar في كتابه La Casbah d’Alger أن حي القصبة ليس مهمًا لأنه حي قديم فحسب ولكن لكونه قد شكل في الماضي القريب نموذجًا لتشغيل وإدارة مجتمع حضري، فهي واحدة من الشواهد النادرة على ممارسة محلية فعالة،كما أبرز أن عظمة القصبة تتجلى في أبعادها الأربعة والمتمثلة في : (LAKJAA, 1998, p. 134)

  • بُعد الهوية؛ حيث يسكنها السكان المحليون بشكل رئيسي، إضافة إلى تصميم منازلها المستوحاة محليًا بشكل يتوافق مع أسلوب حياة سكان الجزائر العاصمة، ففيها توطدت وتبلورت الهوية الجزائرية قبل وأثناء الاحتلال الفرنسي.

  • البعد السياسي؛ والذي كان من أهم بواتق القومية الجزائرية.

  • البعد الثقافي والوطني؛ فالقصبة تعبر عن بُعد ثلاثي فني وثقافي وسياسي يعطيها أهمية وطنية مهمة.

  • البعد التاريخي؛ لدورها البارز في حوض البحر الأبيض المتوسط​، بفضل الموقع الرائع الذي تحتله وأصالة تخطيط مدينته، وخصائص معماريتها الفريدة التي تضفي عليها بعدًا دوليًا.

فهذا الموروث العمراني يمثل أحد أهم رموز الهوية المعمارية الإسلامية التقليدية للجزائر منذ العهد العثماني، لاحتوائه على شواهد مادية تركتها الأجيال السابقة، لها مميزات وخصوصية تحمل قيما ودلالات رمزية لتطور السكان على مر التاريخ، حاملا معه ما توصل إليه في محاولاته المتكررة للتغلب على البيئة المحيطة به وتطويعها وتطويرها، عاكسا بذلك التراث العمراني والمعماري في تفاعله الإيجابي مع البيئة المحيطة، حيث تمثل المدن التاريخية عادة الرمز المادي لحضارة الأمم من جهة، وشاهدا حيا على عراقة العمران وارتباطه الوثيق بالبيئة المحلية العامة من جهة أخرى، حتى غدا هذا المكون عنصرا مهما من عناصر الهوية الثقافية. (خلف الله، 2019، صفحة 05)

وبالنظر لمجتمع حي القصبة فقد تفرد عن غيره بالروابط الاجتماعية المتينة، وهو ما عكسته المباني المتراصة والتي تتميز بالتقارب الفيزيقي الشديد وضيق مجالها الجغرافي، حيث يسهل لأفرادها التنقل من دار إلى دار، بل ويستطيع السكان اجتياز القصبة كلها عبر سطوح المنازل، ما يؤكد على التماسك الاجتماعي السائد بين قاطنيها وارتباطهم الوثيق ببعضهم، وهو ما يعزز لديهم الشعور بالانتماء، والذي خلق بدوره رابطا قويا بالمنطقة والوطن والهوية (إسماعيل، 1990، صفحة 20)، إضافة إلى روابط القرابة والجيرة والتي تلعبان دورا هاما في بناء مجتمع القصبة، حيث تبرز في علاقات سكانها المبنية على الثقة وحسن الجوار المكاني والشخصي ذو الصبغة الاجتماعية، وتمتاز بوجود أنماط من الأنشطة الاجتماعية يتبادلها أعضاء الجوار ويصاحب هذه الأنشطة علاقات اجتماعية تتفق مع طبيعة ونوع الروابط التي تسود الجيرة. (شويشي، 2005-2006، صفحة 38)

وقد احتلت الجوامع والمساجد قلب النسيج العمراني للقصبة، وإن كانت جغرافيا لا تقع دائما في الوسط إلا أن ّ الفضاءات المقدسة نفسها تخضع لتراتبية هرمية تبدأ بمركز واحد يمثل رأس الهرم والذي تتدرّج تحته مجموعة من النّوى الفضائية المقدسة الّتي تتكاثر لتبلغ أوج كثافتها عند القاعدة حيث المزارات المقدّسة الصّغيرة ذات الإشعاع المحدود، لكنّها تشكل بدورها بمثابة المركز بالنسبة للنسيج العمراني الّذي تقع فيه. (صولة، 2005، صفحة 14)

فحي القصبة العتيق وعلى غرار القصبات الأخرى الموجودة في الجزائر مثل قصبة بجاية وقصبة قسنطينة وقصبة ورقلة في الجنوب الجزائريّ؛ يمثل انعكاسا للثقافة الإسلامية لبلدان المغرب العربي والذي تؤكده الآثار العمرانية للقلعة والمساجد القديمة والقصور العثمانية، إضافة إلى طابعها السكني الخاص والفريد من نوعه ونسيجها العمراني التقليدي الذي يمتاز بروح الوحدة بين الأفراد والعيش مع الجماعة، والمتأمل للنسيج العمراني للقصبة يمكن أن يلاحظ وبسهولة دورها ومكانتها في القيم الاجتماعية الإسلامية، المبنية على أساس الحرمة في هيكلة الفضاء الداخلي والخارجي؛ ويلمس ذلك من خلال تخطيطها العمراني المعقد والذي يشبه في شكله المتاهة حيث تقود الزقاق الضيقة إلى طرق مسدودة أو إلى ممرات مقنطرة، وارتفاعات الأبواب المنخفضة إلى حد ما بالنسبة للإنسان، وكذلك الفتحات المرتفعة والضيقة إلى الأعلى والمبنية على شكل أقواس لحجب الرؤية نحو الداخل، وكسر الإشعاع البصري عن طريق الأبواب المتدنية وعلى محاور غير مستقيمة، فقيمة الحشمة لدى السكان وكذا المعطيات المناخية من عوامل إضفاء تلك الخصائص عند التكوين.

أما عن تقنيات البناء فقد شيدت مباني القصبة من طوب رصت معه معدات ومواد مختلطة ومتنوعة كالحجارة والخشب، وغيرها...، أين تتم السيطرة على الجدران بطبقتين : واحدة من الطوب القاسي والأخرى بإطار خشبي مرن، أما عن الهيكل الرأسي فهو متكون من أعمدة مع أقواس من الطوب، والتي كانت متنوعة بين الأقواس المكسورة والأقواس المدببة، وهو ما مكنها من مقاومة الزلازل والهزات الأرضية إلى حد اليوم.

وقد قسمت القصبة إلى قصبة عليا تشمل القلعة ودار السلطان وقصر الداي، وقصبة سفلى والتي أزيل قسم كبير منها لإنشاء ساحة الشهداء، حيث شكلت سابقا مكان للتبادل التجاري والسلطة في المدينة القديمة، وفيها مراكز القرار التقليدية مثل دار حسن باشا الذي أصبح القصر الشتوي لحاكم الجزائر أثناء الاستعمار وأيضا قصر الريّس، ولها أبواب كبرى تحكمها قوانين معيشية خاصّة وصارمة من أهمّها مواعيد الفتح والغلق. (بن الشيخ، 2018)

4. الاعتبارات السوسيو-ثقافية والدينية في التصميم الداخلي لبيوت ودويرات القصبة 

تتميز المساكن والدويرات المتواجدة بالقصبة بهندسة معمارية فريدة من نوعها من حيث التصميم الداخلي، فقد صممت المنازل لكي تستجيب لعادات قاطنيها المتوافقة مع النمط العربي الإسلامي، حيث تشكل فيها عتبة المنزل (المدخل) الحد الفاصل بين الفضاء الداخلي والخارجي، ونظام العتبة هذا المبني على التمييز بين المرجعية العائلية والمرجعية المجتمعية، إضافة إلى الوظيفة المزدوجة التي يؤديها الباب عبر الانفتاح والانغلاق، وطريقة البناء التقليدية للدويرات؛ طبعت بتأثيرات مختلفة أهمها التأثيرات الأمازيغية المحلية حيث نجد نماذج كثيرة منها بالمدن الداخلية مثل المباني الشعبية بوادي ميزاب والبناء الشعبي بواد سوف، والتأثيرات الأندلسية والتي تتمثل في الهندسة الداخلية للمباني، أو في بعض التفاصيل والزخارف كالأسقف والأقواس والخزائن الجدارية والأبواب، وفي تبليط الأرضيات والتكسية واستعمال القباب...، إضافة إلى التأثيرات التركية التي تبرز خاصة في تغطية المساجد مثل مسجد الداي، وفي المآذن المثمنة (الثمانية)، واستعمال الأكشاك، وفي تكسية الجدران بقطع الزليج، وخاصة في استخدام الزخارف الرمزية التي طبعت العمائر بتركيا ومختلف المقاطعات التي كانت تابعة لها. (خلاصي، 2007، الصفحات 159-160)

وتتشكل تركيبة المباني الخاصة من السقيفة التي هي في الغالب قاعة الاستقبالات، والصحن أو وسط الدار وهو مركز النشاط والحركة، وتحيط به دائما أروقة جانبية تسمح بالاتصال بمختلف القاعات الجانبية التي لها شكل رباعي يميل في الغالب إلى شكل شبه منحرف، إضافة إلى المطبخ والحمام والمنزه والسطح. وقد اتبعت فيها طريقة التناظر على غرار مباني القصور والديار بالمدينة. (خلاصي، 2007، صفحة 161)

ورغم أن البيت في حي القصبة هو في الحقيقة من أصل تركي؛ إلا أنه لم يكن يشبه ذلك كثيرا، بل كان مزيجا من النوع القبائلي والروماني وكذلك التركي، فالبيت القصباجي مثلا يتميز بواجهة عارية تماما، أين تكون الجدران متشابهة مقابلة لبعضها البعض، أما الضوء فيتسلل إلى الغرف من الفناء ومن وسط الدار، وصعودا إلى طابق القصبة يلاحظ وجود نوافذ ضيقة صغيرة صممت بطريقة محكمة حيث يمكن أن يرى من خلالها النهج بأكمله وقسم من السماء حتى البحر، أما منظر الميناء والفضاء فهما يمتدان أمام تلك السطوح المتدرجة والتي ترى وكأنها درج هائل يهبط نحو البحر، فكان بإمكان جميع الأسر التي تسكن الدار أن ترتقي إلى تلك السطوح. (يسعد، 2007، صفحة 18)

وقد روعي في طريقة بناء المساكن الجانب النفسي والصحي لقاطنيها بصفة خاصة، وبالرغم من كون طريقة البناء ثابتة وموحدة تقريبا في تلك الحقبة؛ إلا أن اعتماد البناء كان قائما على أساس التجارب والخبرات وإدراك للمعاني المراد إسقاطها، إضافة إلى الجانب النفسي والصحي، فقد تم إنشاء العمائر بطريقة مضادة للعوامل الطبيعية المؤثرة من زلازل وتسرب لمياه الأمطار وذلك باستخدام الأقواس الداعمة بالجدران.

وما نلمسه في بنايات أحياء القصبة أنها كيفت حسب احتياجات السكان معتمدة في ذلك على المبادئ والقواعد الإسلامية، وعلى رأسها مبدأ الخصوصية الذي حكم إلى حد بعيد في التخطيط المادي للمدينة الإسلامية وفي تكويناتها المعمارية المختلفة كارتفاع المباني، وتنظيم المظلات على الشوارع بطريقة خاصة، وكذا فتح الأبواب عليها (عثمان، 1988، صفحة 330)، فكانت بذلك تجسيدا ماديا ملموسا لتمسك السكان بالتستر على حرماتهم من جهة، وحرص الحكام على تمكينهم من ذلك من جهة ثانية.

خاتمة 

لقد أثبت التراث العمراني والمعماري الإسلامي عبر الزمن قيمته وأصالته لدى الشعوب مقاوما في ذلك قوى التغيير، فلا يزال هذا المرجع البصري ذو القيمة النوعية من أهم ركائز الأصالة والهوية في المجتمع الجزائري مؤكدا حضوره بكل مكوناته من منجزات ثقافية وحضارية، وحي القصبة العريق الذي يتفرد بطابعه العمراني المميز وبأحيائه السكنية القديمة والمعالم ذات الطرز المعمارية الأصيلة؛ يعكس بكل جزء من أجزائه مختلف المكونات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الجزائري العربي - الأمازيغي الذي قام بدوره بتطويرها عبر مراحل التاريخ معبرا بذلك عن عاداته وتقاليده وقيمه المتوارثة عن الآباء والأجداد.

ونظرا لمكانة هذا الإرث العالمي الموثق وجب حمايته والمحافظة عليه والإبقاء على محدداته كإرث إنساني مشترك، وهو ما يستدعي ضرورة السعي والعمل على توحيد جهود الجهات الرسمية وغير الرسمية، وإشراك المواطنين مع صناع القرار في وضع خارطة طريق يتم العمل بموجبها من أجل ترميم المنشآت والمباني المتضررة من هذا الحصن الثقافي الوطني الغني بالقيم والرموز التاريخية، وكذا المحافظة على القصور والمساجد والمساكن ومختلف المنشآت التي لا تزال قائمة الى حد الآن، وهذا لا يمكن أن يكون إلا من خلال زيادة وعي المجتمع والأفراد بأهمية هذه المعالم الأثرية الشاهدة على تاريخ الجزائر العريق، وتعزيز المشاركة المجتمعية من أجل حمايتها والمحافظة عليها من مختلف العوامل الطبيعية والممارسات الإنسانية التي ألحقت ولا تزال تلحق الضرر بها، على اعتبار أن التراث المادي جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية بكل ما يحمله من قيم اجتماعية وثقافية متأصلة تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل.

Bourdieu, P. (1963). Sociologie de L’Algérie. Paris : Presse universitaires de France.

Castells, M. (1972). La question urbaine. France : François Maspero.

Gerges, G. M. (2005). Dictionnaire Des Termes De Pédagogie et D’enseignement. Liban : Dar Annahda Alarabia.

Lakjaa, A. (1998). Lesbet, Djaafar- La Casbah d’Alger : gestion urbaine et social. Insaniyat – Revue Algérienne d’anthropologie et de sciences sociales (05), pp. 134-138.

Najjer, F. (2003). An Encyclopedic Dictionary Of Educational Terms, English – Arabic, the largest Bilingual Encyclopedic work in the field of education and educational psychology (éd. TOME1). Liban : Librairie du Liban publishers.

Rahmani, C. (1982). La croissance urbaine en Algérie. Alger : OPU.

Remaoun, H., & autres, e. (2000). L’Algérie histoire société et culture. Alger : Casbah édition.

إسماعيل، فاروق مصطفى.. (1990) التغيير والتنمية في المجتمع الصحراوي. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.

الجوهري، هناء محمد. (2009). علم الاجتماع الحضري. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع.

الحسيني، السيد. (1981). المدينة في علم الاجتماع الحضري. القاهرة: دار المعرفة.

الخزان، بوشتي. وضايض، حسن. (د ت). الديناميكية المجالية لمدينة فاس وتعدد أشكال الإقصاء والتهميش – تحديات التمدين في مجتمعات متحولة. قطر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

السيد، طارق.. (2007) علم اجتماع التنمية. الإسكندرية: مؤسسة شباب الجامعة.

الكيال، تهاني حسن عبد الحميد.. (1997) الثقافة والثقافات الفرعية. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.

بن الشيخ، عصام. (23/04/2018). القصبة العتيقة في الجزائر..ملهمة شهر التراث. موقع الجنوب كوم. تمت زيارة الموقع بتاريخ: 17/03/2022. على الرابط : https://djanoub.com

بودون، ريمون. وبورّيكو، فرانسوا. (2007). المعجم النقدي لعلم الاجتماع. ط 02.(ترجمة : الدكتور : حداد، سليم). بيروت: مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع.

بويحياوي، عز الدين. (01/07/2015). «نشأة المدينة الإسلامية من خلال مدن المغرب الأوسط». مجلة آفاق لعلم الاجتماع، المجلد 01، العدد 05. الصفحات: 62-82.

تومي، رياض. (2005-2006) أدوات التهيئة والتعمير وإشكالية التنمية الحضرية. رسالة ماجيستير في علم الاجتماع الحضري. جامعة قسنطينة، الجزائر.

حاج سعيد، محمد.. (2014-2015) مساجد القصبة في العهد العثماني تاريخها، دورها، وعمارتها. مذكرة ماجستير في العلوم الإسلامية تخصص: الحضارة الإسلامية. جامعة الجزائر 1

حافظ، السيد حافظ. (2007). السياسة الاجتماعية ومتغيرات المجتمع المعاصر. الإسكندر: دار المعرفة الجاعية للطبع والنشر والتوزيع.

خلاصي، علي. (2007). قصبة مدينة الجزائر، الجزء الثاني. الجزائر: دار الحضارة للطبع والنشر والتوزيع.

خلف الله، بوجمعة. (2019). حماية التراث العمراني والمعماري. الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية.

دورتيه، جان فرانسوا. (2009). معجم العلوم الإنسانية. (ترجمة: ج. كتورة.) بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات النشر والتوزيع.

شمة، زينب سلمان. (31 ديسمبر 2013). «أثر العامل الديني في تخطيط المدينة العربية والعمارة الإسلامية – مدينة النجف الأشرف أنموذجا ». مجلة المخطط والتنمية. المجلد 18، العدد 28. الصفحات: 65-80.

شويشي، زهية. (2005-2006). مجتمع القصور- دراسة في الخصائص الاجتماعية والعمرانية والثقافية لقصور مدينة تقرت-. رسالة ماجستير في علم الاجتماع الحضري. جامعة قسنطينة.

صولة، عماد.. (2005) « سيرورة الرمز من العتبة إلى وسط الدار، قراءة أنثروبولوجية في السكن التقليدي التونسي ». إنسانيات المجلة الجزائرية في الانثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية. العدد 28. الصفحات: 05-22.

عثمان، محمد عبد الستار. (1988). المدينة الإسلامية. سلسلة عالم المعرفة. المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

عقاب، محمد الطيب. (2009). قصور مدينة الجزائر في أواخر العصر العثماني. الجزائر: دار الحكمة للنشر والتوزيع، الجزائر.

قرقوتي، حنان. (2006). تخطيط المدن – العمارة والزخرفة-. لبنان: مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع.

مجمع اللغة العربية. (2004). المعجم الوسيط، ط4، مكتبة الشروق الدولية. القاهرة: مكتبة الشروق الدولية.

محمد، عمرو إسماعيل. (2020). تخطيط المدن في العمارة الإسلامية - فكر وفنون -. مصر: وكالة الصحافة العربية.

مكين، بشير الشريف أحمد. (2010). البعد الديني في العلاقات الدولية. رسالة ماجستير في العلاقات الدولية. السودان: جامعة الخرطوم.

نخبة من العلماء والكتاب (2020).. المساجد مشاهد من العمارة الإسلامية. مصر: وكالة الصحافة العربية (ناشرون)

يسعد، فوزي. (2007). قصبة الجزائر...الذاكرة الحاضرة والخواطر. الجزائر: دار المعرفة.

ملاس حسيبة Mellas Hassiba

جامعة الشاذلي بن جديد – الطارف

منكول فاطمة Menkoul Fatima

جامعة محمد بن أحمد 2 – وهران

© Tous droits réservés à l'auteur de l'article