فاعلية استراتيجية الصف المقلوب في تدريس النص الأدبي للسّنة الثالثة ثانوي شعبة آداب وفلسفة عبر المنصّات التّعليمية

La classe inversée et son efficacité dans l’enseignement du du texte littéraire dans le secondaire

The flipped classroom and its effectiveness in teaching literary texts in secondary schools

جميلة العيساوي

p. 53-66

جميلة العيساوي, « فاعلية استراتيجية الصف المقلوب في تدريس النص الأدبي للسّنة الثالثة ثانوي شعبة آداب وفلسفة عبر المنصّات التّعليمية », Aleph, 8 (1) | 2021, 53-66.

جميلة العيساوي, « فاعلية استراتيجية الصف المقلوب في تدريس النص الأدبي للسّنة الثالثة ثانوي شعبة آداب وفلسفة عبر المنصّات التّعليمية », Aleph [], 8 (1) | 2021, 25 January 2021, 11 October 2024. URL : https://aleph.edinum.org/3898

هدفت الدّراسة إلى تفعيل النّشاط التّعليمي عن طريق أحد النّماذج التّربوية، وهو التّعلّم المقلوب الذي يرمي إلى استخدام التّقنيات الحديثة وتطويعها لصالح المتعلّم، وتم من خلال هذه الدّراسة اختيار منصّة « إيزي كلاس » التّعليمية التي تعدّ من أهمّ شبكات التّواصل الحديثة التي يتمّ من خلالها تبادل المحتوى التّعليمي وتطبيقاته الرّقمية، والتي تهدف إلى ربط المتعلّمين بمصادر التّعليم التي يحتاجونها لتعزيز إمكانياتهم وبناء مهاراتهم، والارتقاء بجودة التّعليم، لذلك كان عنوان الدّراسة الحالية :« فاعلية استراتيجية التعلم المقلوب في تدريس النص الأدبي للسنة الثالثة ثانوي شعبة آداب وفلسفة عبر منصّة المنصات التعليمية ».

L’activité éducative à travers l’un des modèles éducatifs, qui est l’apprentissage inversé qui vise à utiliser les technologies modernes et à les adapter au bénéfice de l’apprenant. À travers cette étude, la plateforme (Easy – Class) qui est considérée comme l’un des réseaux de communication les plus importants, dont les apprenants peuvent échanger le contenu éducatif et ses applications numériques, pour arriver à être en relation avec les ressources pédagogiques dont ils ont besoin pour avoir amélioré leurs compétences, ainsi que la qualité de cette éducation.

The study aimed to activate the educational activity through one of the educational models, which is flipped classroom that aims to use and adapt modern Technologies for the benefit of the learner. and through this study, the educational platform « easy class » was chosen , which is regarded as one of the most Important modern communication networks through which educational content and its digital applications are exchanged, and that aims to connect learners to educational resources they need to enhance their capabilities ,build their skills and improve the quality of education.

Image 1000020100000280000001314AF108BDC6B24BD7.png

مقدمة

إنّ الغاية الأساسية للتّدريس هي جعل المتعلّم يفهم المادّة التّعليمية، والمشتغلون في حقل التّعليميات في العصر الحديث يسعون إلى تحقيق تلك الغاية بأيسر السّبل، وعلى أحسن وجه. ومع ثورة التّكنولوجيا والمعلومات في زمننا الحاضر التي صنعها الحاسوب بات لزاما استغلال هذه الوسيلة التّكنولوجية كوسيلة تعليمية لمواكبة التّطوّرات الحضارية المتسارعة. كما صار لزاما على المعلّم أن يتحول عن المهمّة التّقليدية التي كانت منوطة به، وهي مهمّة في نقل المعلومات لأنّ هذه الأخيرة صارت متوفّرة ومتنوعة في متناول المتعلّم ليضطلع بمهمّات جديدة تتمثّل في تطوير مهارات المتعلّم على التّفكير، والتّحليل، والنّقد.

وبناء على هذه المعطيات فقد ازدادت الحاجة على ضرورة توظيف استراتيجيات جديدة في العملية التّعليمية/التّعلّمية، ومن أهمّ الاستراتيجيات التي تحقّق الأهداف والغايات والتّوجهات التي ذكرناها سابقا استراتيجية الصّف المقلوب أو بما يسمّى استراتيجية التّعلّم المقلوب أو المعكوس، والتي يمكن تطبيقها بفعل منصّات إلكترونية عديدة من بينها منصّة « إيزي كلاس » التّعليمية، ومن هنا كانت الإشكاليات التّالية :

  • ما مفهوم استراتيجية الصّف المقلوب؟. وما مدى فاعليّتها في تدريس النّصوص الأدبية عبر منصّة إيزي كلاس؟ وكيف يمكن تطبيقها في ظلّ النّقص الواضح في الوسائل التّقنية الحديثة؟.

1. مفهوم استراتيجية الصف المقلوب 

1.1. مفهوم الاستراتيجية 

تعرف الاستراتيجية على أنها : فن قيادة الجيوش فهي متعلقة بالجانب العسكري وانتقلت بعد ذلك إلى كافة المجالات السياسية والاقتصادية، والاجتماعية، والتربوية، وانتهاء بمجال الألعاب الرياضية.

وهي تعني أيضا مجموعة من إجراءات التدريس المختارة سلفا من قبل المعلم أو مصمم الدرس والتي يخطط لاستخدامها أثناء تنفيذ التدريس بما يحقق الأهداف التدريسية المرجوة بأقصى فاعلية ممكنة وفي ضوء الإمكانات المتاحة. (سارية بنت أحمد، 1440ه، ص 03، 04)

2.1. مفهوم التعلّم المقلوب 

تعرّف (لينا سليمان ) التّعلّم المقلوب بأنه :

« نمط من أنماط التّعلّم المدمج الذي يتمّ فيه تفعيل استخدام التكنولوجيا في التعلم بطريقة تمكّن المتعلمين من تلقي المعرفة المفاهيمية بأساليب تعليمية ومن مصادر تعليمية مختلفة، كإعادة مقطع فيديو عدة مرات او تسريع المقطع لتجاوز جزيئات لديهم الخبرة فيها، مع إمكانية تدوين الملاحظات».(لينا سليمان،2017، ص21)

في حين يعرّفه ( فؤاد الدوسري) بأنّه :

 « نموذج تربوي يرمي إلى استخدام التّقنيات الحديثة وشبكة الإنترنت بطريقة تسمح للمعلّم بإعداد الدّروس عن طريق مقاطع الفيديو، أو ملفّات صوتية، أو غيرها من الوسائط، ليطّلع عليها الطّلّاب في منازلهم، أو في أيّ مكان آخر، باستعمال حواسيبهم أو هواتفهم الذّكية، أو أجهزتهم اللّوحية قبل حضور الدّرس، في حين يُخصّص وقت المحاضرة للمناقشات والمشاريع والتّدريبات ». (فؤاد الدوسري،2017، ص144)

ويضيف (أحمد التويجي) بأنّ التعلّم المقلوب هو مدخل تربوي يسمح بالدّخول من التّعليم الجماعي إلى تعلّم فردي، ممّا يؤدّي إلى زيادة ديناميكية تفاعلية ببيئة التّعلّم، حيث يوجّه المعلّم الطّلاب أثناء تطبيق مفاهيم المادّة ويشجّعهم على المشاركة الابتكارية. (أحمد التويجي، ص51 )

من خلال ما سبق يتّضح بأنّ التّعلّم المقلوب تقنية جديدة للتّعلّم تعكس الأدوار التّقليدية في الصّف، بحيث يقوم المعلّم بتزويد المتعلّم بالمادّة التّعليمية قبل الصّف، ممّا يتيح للمعلّم استثمار وقت الصف بتطبيقات تفاعلية وإبداعية، ويسمح هذا النّمط بإشراك كلّ متعلّم في العملية التّعليمية/التّعلّمية.

3.1. مفهوم استراتيجية التّعلّم المقلوب 

تُعرَّف استراتيجية التعلّم المقلوب بأنها : 

«استراتيجية تعلم وتعليم مقصودة توظف تكنولوجيا التعليم في وتوصيل المحتوى الدراسي للطالب قبل الحصة الدراسية وخارجها لتوظيف وقت الحصة، لحل الواجب المنزلي والممارسة الفعلية للمعرفة عبر الأنشطة المختلفة، مع إمكانية تفعيل الوسائط الاجتماعية في التعلم وهو أحد أنواع التعلم المزيج». (سارية بنت أحمد، 1440ه، ص 06)

ويعرّفها (ميسر ناصر) بأنّها : 

« استراتيجية توفّر للطّلّاب مصادر تعلّم متنوّعة خارج وقت الحصّة المحدّدة كأشرطة الفيديو المسجّلة والتّعيينات المختلفة، ومن ثمّ تنفعل الخلفية العلمية والخبرات السّابقة وتكون العمليات العقلية على أتمّ الاستعداد للمناقشة، والنّقد، والتّحليل في داخل الغرفة الصّفية الفعلية، وذلك يوفّر للطّلّاب فرصة أكبر لتطبيق ما تعلّموه من خبرات داخل الصف الدّراسي ممّا يزيد من إنتاجية التّعليم». (ميسر ناصر،2017، ص 22)

من خلال ما سبق يتّضح بأنّ هناك اتّفاق على أنّ استراتيجية التّعلّم المقلوب هي نوع من التّعلم المدمج، الذي يقوم على إدماج التّعلّم التّقليدي والتّعلّم الحديث، فالطريقة التّقليدية تقوم على فهم الدرس في الصف، مع حل بعض الواجبات في المنزل. بينما عن طريق التعلّم المقلوب تُقلب هذه العمليات عكس التقليدي، بحيث يحضر الطّالب هذه العروض أو الدّروس في المنزل والتي سبق نشرها من قبل المعلم عبر منصة «إيزي كلاس» التّعليمية، بعد ذلك يقوم المتعلّم بحل الواجبات والأنشطة في الصف إما بشكل فردي أو جماعي.

ومن مزايا هذه الاستراتيجية أنّ المتعلّم يستطيع مشاهدة الفيديو الذي تمّ عرضه من طرف المعلّم في أيّ وقت شاء، كما يستطيع إعادته أكثر من مرة وبالتّالي يتسنّى له فهم الدّرس واستيعابه بشكل جيد.

2. أهداف استراتيجية التّعلّم المقلوب 

يسعى التّعلّم المقلوب إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، نذكر بعضها فيما يلي :(عزيزة القحطاني وآخرون، 1436، ص29)

  • يهدف الصف المقلوب إلى إثارة دافعية المتعلمين وتحفيزهم على العمل.

  • زيادة القدرة على التحصيل والفهم، ودلك عن طريق إعادة الدرس من خلال مشاهدة الفيديو هذا ما يسهم في القدرة على الاستيعاب.

  • تقوية العلاقة بين المعلم والمتعلم وزيادة التعلم التفاعلي بين المتعلمين، من خلال توفير بيئة شاملة لاستيعاب أنماط التعلم.

  • توفير الجهد والوقت أكثر.

تركّز هذه الأهداف على مواكبة التّطورات الحديثة، وتفعيل العملية التّعليمية/ التّعلّمية وتقريبها من محيط المتعلّم الذي أصبح يهتمّ بكلّ ما هو تكنولوجي، لذلك يسهم التّعلّم المقلوب في تنمية مهارات التّواصل عبر شبكة الإنترنت.

يرتكز التّعلّم المقلوب على مبدأ التّغيّر في مفهوم التّعلّم، بمعنى الانتقال من فكرة أنّ المعلّم هو محور العملية التّعليمية/ التّعلّمية، ويبقى دوره التّوجيه والإرشاد والتّقييم، بالإضافة إلى وجود معلّمين متمكّنين في مجال التّكنولوجيا وتوفر بيئة تعلّم مرنة يمكن للمعلّم من خلالها إعادة ترتيب أماكن التّعلّم للتكيّف مع المحتوى الدّراسي، وأخيرا يقول التّعلّم على التفكير الدّقيق في التّخطيط المحكم للدّرس، وتقسيم محتوياته، وهذا يتوقّف على طبيعة الدّرس ونظرة المعلّم إلى المحتوى الدّراسي. (سارية بنت أحمد، 1440ه، ص 30)

3. مراحل التّدريس بالتّعلم المقلوب 

تتم استراتيجية التّعلّم المقلوب حسب مراحل عديدة، ندكر منها : (عزيزة القحطاني وآخرون، 1436، ص 29-30)

  • تحديد الموضوع : يعتبر أول خطوة يقوم بها المعلم عند تصميم الدرس، ويحدد المعلم أهداف الدرس التي ينبغي الوصول إليها.

  • تحليل محتوى الدرس إلى مجموعة من القيم والمعارف والمهارات (معرفية، وجدانية ).

  • تصميم الفيديو التعليمي عن طريق تضمين الدرس بالصوت والصورة.

  • توجيه التلاميذ لمشاهدة الفيديو أو الأقراص في منازلهم.

  • تطبيق ما تعلمه التلاميذ من الفيديو خلال الحصة.

  • تقويم عمل التلاميذ داخل الصف.

إن تصميم فيديو تعليمي يتطلب عدة خطوات يقوم بها المعلم من أجل تحقيق أهدافه، وهذه الخطوات يذكرها (أحمد التويجي) كما يلي : (أحمد التويجي، ص52)

  1. تخطيط الدرس : تتم هده المرحلة بعد أن يحدد المعلم الهدف من درسه، فيضع خطة يسير عليها من بداية الدرس إلى نهايته، ويجب أن يركز المعلم في تخطيطه للفيديو بشكل دقيق.

  2. تسجيل شريط الفيديو : تتطلّب هذه المرحلة تواجد بعض الأجهزة مثل : الحاسوب، والميكروفون، والكاميرا، بعد ذلك يقوم بتسجيل الفيديو عن طريق شرح محتوى الدّرس، وتتطلّب هذه المرحلة مدّة زمنية قصيرة تتراوح بين 05 إلى 10 دقائق.

  3. تحرير الفيديو : تحتاج هذه المرحلة إلى تصحيح بعض الأخطاء الموجودة في التّسجيل من حيث الصوت والصّورة، بالإضافة على إمكانية إضافة بعض العناصر التي تثري الدّرس وتشوق التّلاميذ وتأخذ وقتا طويلا.

  4. نشر الفيديو : بعد تأكّد المعلّم من تحرير الفيديو بطريقة سلمية، يقوم بنشره واختيار المدونات التي ينشر فيها الفيديو، ومن بين هذه الخيارات نذكر تلك التي وضعها الشّرمان، وهي :

  • وضع الفيديو المنتج على المدوّنات الشّخصية.

  • استخدام مواضع إلكترونية مثل اليوتيوب.

  • المواقع الإلكترونية المختلفة مثل موقع إيزي كلاس، إدمودو، وغيرها من المنصّات.

  • توزيع الفيديو عن طريق أقراص مضغوطة.

تعتبر المراحل السّالفة الذّكر مهمّة لتنفيذ الصّف المقلوب، وهذه الطّريقة تتيح للمتعلّم حرية اختيار الزّمان والمكان، وبالتّالي يجعل المتعلّم أكثر متعة وإنتاجية، وإن بدت كلّ المراحل مهمّة في تنفيذ التّعلّم المقلوب إلّا أنّ مرحلة إعداد الفيديو التّعليمي يعدّ من أهمّ المراحل التي يجب أن يركّز عليها المعلّم في بناء درسه، لأنّ المنطلق سيكون من هذا الفيديو الذي سيقدّم خلال دقائق فقط، لكي لا يشعر المتعلّم بالملل ولا يصاب بالتّشتّت، وبالتّالي يصبح المتعلّم باحثا عن المعرفة، وذلك من خلال وضعه لمجموعة من الأسئلة ومحاولة الإجابة عنها.

4. دور كلّ من المعلّم والمتعلّم في استراتيجية التّعلّم المقلوب 

تتمثّل استراتيجية التعلم المقلوب في تفعيل نشاط كلّ من المعلّم والمتعلّم على حدّ سواء، وفيما يلي توضيح دورهما في هذه الاستراتيجية : (سارية بنت أحمد، 1440ه، ص15)

الجدول 1 : يوضح دور المعلم والمتعلم في التعلم المقلوب 

دور المعلّم

دور المتعلّم

-تصميم الفيديو ونشره عبر أيّ موقع الكتروني، ليتمّ مشاهدته من قبل المتعلّمين في أيّ وقت.
-تحفيز المتعلّمين وتشجيعهم على مشاهدة الفيديو التّعليمي.
-توفير بيئة تعليميّة/ تعلّمية نشطة تناسب الأنشطة التي يتمّ تنفيذها.
-تقديم ملاحظات حول عمل المتعلّمين داخل الصف، وطرح أسئلة حول الدّرس.
-إرشاد المعلّمين وتوجيههم إلى الطرق المختلفة لاكتساب المعرفة.

-البحث عن المعرفة واكتشافها قبل الحضور إلى الصّف.
- القيام بطرح أسئلة حول الدّرس والإجابة عنها.
- التعلّم بمشاركة الأقران بطريقة تعاونية داخل الحصّة.
- القيام بحل المشكلات التي تواجهه مع زملائه.

يتّضح من خلال الجدول بأنّ استراتيجية التّعلّم المقلوب تتوقّف على وجود عنصرين مهمّين وهما : المعلّم والمتعلّم، لأنّ الصّف المقلوب هو وسيلة لزيادة التّفاعل والاتّصال بينهما، وهو أيضا بيئة تعليمية/تعلّمية تحفّز مشاركة المتعلّمين في تحمّل مسؤولية تعلّمهم، وهذا التّفاعل يتمّ من خلال تبادل المعلومات والأفكار بينهما من خلال الفيديو الذي عُرض من قبل، وطريقة تفاعل المتعلّمين معه من خلال طرح الأسئلة والإجابة عنها، وقد يكون هذا التّفاعل من خلال إضافة معلومات جديدة يأتي بها المتعلّم وقد تكون غير مفهومة من قبل أقرانه، فيضطرّ المعلّم للإجابة عنها، وفي الأخير قد يقوم هذا الأخير بإنجاز تقويم حول كيفية إنجاز الدّرس في المنزل كي يتحقّق من كفاءة هذا المتعلّم.

5. التعلّم المقلوب والمنصّات الالكترونية التّعليمية 

مع بروز التّكنولوجيا وتوسّع انتشار شبكة الإنترنت، ظهرت الحاجة إلى الحصول على المعلومة وتعلّم كلّ ما هو جديد عبر هذه الشّبكة باعتبارها مصدر كلّ المحتويات العلمية، بالإضافة إلى توفير خدمات عديدة في المجال التّعليمي/ التّعلّمي، وذلك عبر منصّات إلكترونية تعليمية متعدّدة التي توفّر الجهد الكبير في الحصول على ما يريده.

وقد حقّقت هذه المنصّات في السّنوات الأخيرة تواجدا في مراكز التّعليم باعتبارها مجموعة متكاملة من الأدوات على شبكة الإنترنت تقدّم المحتوى التّعليمي الذي يتضمّن مجموعة من المقرّرات الدّراسية.

ومن هنا باتت المنصات الإلكترونية التّعليمية تصنع عاما خاصّا بها يتوافد عليها كلّ النّاس ومن كلّ الأقطار تهتمّ بتقديم مواد دراسية أكاديمية من مختلف المجالات والتّخصّصات، وهذه المواد تقدّم بروح عصرية جديدة توضّح الهدف من المحتوى التّعليمي بطريقة شيّقة.

تعتبر المنصّات الإلكترونية التّعليمية إحدى تطبيقات الجيل الثاني (web 02) التي تلعب دورا فعّالا في الصّف المقلوب، بحيث يقبل عليها معظم مستخدمي الإنترنت لما لها من مميّزات تفاعلية مع الأعضاء من تحديد للواجبات ووضع خطّة الدّرس وإثراء النّقاش بين المتعلّمين.(Baihong & Yud)

تعرّف المنصّة الإلكترونية بأنّها عبارة عن شبكة تعليمية مجانية تستخدم من أحل تبادل الأفكار ومشاركة المحتويات التّعليمية، تستخدم من خلالها أساليب غير تقليدية كالعمل التّعاوني الذي يسهم في حلّ المشكلات التّعليمية بين المتعلّمين عن طريق فتح مجالات الحوار والنّقاش لأجل توسيع مداركهم العقلية. (السعيد مبروك،2019 )

والمنصات الإلكترونية عبارة عن مجموعة متكاملة من الخدمات التّفاعلية عبر الإنترنت، لا تتقيّد بزمان أو مكان، حيث تزوّد المعلّمين والمتعلّمين والأولياء في الميدان التّعليمي بالمعلومات والأدوات اللاّزمة لدعم العمليّة التّعليمية/ التّعلّمية، وعن طريقها يستطيع المعلّم تصميم وبناء مقرّرات دراسية. ومن ثمّ يستطيع المتعلّمون الدّخول إلى المقرّر الذي تمّ تصميمه للمشاركة في أنشطة التعلّم المختلفة، بحيث يكون المتعلّم في مركز عملية التعلّم وتكون مشاركته إيجابية وفعّالة. (بن غيث عمر، 2016، ص 130)

تعدّت المنصّات الإلكترونية التّعليمية، فنجد منها العربية، وغير العربية فالمنصّات العربية هي : موديل-روافد-رواق- تدارس. وأمّا المنصّات غير العربية فهي : Easyclass- Ning- Wall.fm- Edunao- classmatesm- schoology- Street- classflow- Net vibes.

6. تصوّر مقترح لنص أدبي وفق تقنية الصّف المقلوب عبر منصّة « إيزي كلاس» : (نص أدبي «حالة حصار» لمحمود درويش للسنة الثّالثة شعبة آداب وفلسفة)

يكتسي النّص الأدبي أهمّية بالغة في بناء شخصية المتعلّمين، فهو ميدان ممتاز يمكّن المعلّم في هذا المستوى من جعلهم منهجيين في عملهم، وموضوعيين في تفكيرهم، وواعين بدورهم في مجتمعهم الذي ينتمون إليه. كما يعدّ من أهمّ المسائل التي تشغل عقول المعلّمين والمتعلّمين، وتعتمد دراسة النّص الأدبي بالنّسبة للسّنة الثّالثة آداب وفلسفة على المناهج التّالية : (سها حمدي، 2017، ص 789- 790)

تعتبر النّصوص الأدبية للسّنة الثّالثة من التّعليم الثّانوي مهمّة بالنّسبة للمتعلّمين، فهي تكتسي أهمّية في المسار الدّراسي لهم، حيث على إثر هذه السّنة الدّراسية قد ينتقل إلى مواصلة الدّراسة في الجامعة أو يتبوّأ الحياة المهنية والعملية.

اختارت الباحثة ضمن المنصّات المذكورة سابقا تطبيق منصّة  «إيزي كلاس» التي تعدّ من أهمّ المنصّات الإلكترونية التي تتميّز بنظام متميّز لإدارة التّعليم، بحيث تساعد على إنشاء صفوف رقمية يمكن للمعلّمين بواسطتها تخزين مجموعة من الدّروس على هذا الموقع، بالإضافة إلى إدارة مناقشات الصّف وإجراء مجموعة من الواجبات والاختبارات وتقييم النّتائج، وإعطاء الملاحظات. (أحمد علي مدكور، 1997)

ومن الفوائد التي تتميّز بها منصّة « إيزي كلاس» ما يلي :

  • تستهدف منصّة «إيزي كلاس» فئة المعلّمين والمتعلّمين دون غيرهم.

  • تعتبر بيئة آمنة وأكثر خصوصية، لأنّ أعضاء الصّف هم وحدهم القادرون على الاطّلاع على المحتوى التّعليمي.

  • المعلّم هو الذي يقوم بإنشاء الصّف دون غيره.

  • يحتاج المتعلّمون للدّخول إلى الصّف إلى رمز يتمّ الحصول عليه عن طريق المعلّم.

  • المتعلّمون الذي ينتمون إلى الصّف وحدهم يستطيعون الاطّلاع على المحتوى الذي ينشر باعتبار المجموعة مغلقة.

  • تتميّز منصّة «إيزي كلاس» بنظام يسهل تطبيقه والتّعلّم عن طريقه.

  • يمكن من خلال المنصّة القيام بكلّ الأعمال على الإنترنت فيما يتعلّق بالواجبات والاختبارات في أي وقت وفي أي مكان.

  • تعتبر المناقشات عبر منصّة «إيزي كلاس» معزّزة للتّعلّم التّعاوني والتّفكير النّاقد، وبالتّالي يحصل المتعلّم من خلالها على قدرة استيعاب عالية بين المتعلّمين حول الدّرس.

  • بإمكان المتعلّمين تسليم الامتحانات والاطّلاع على نتائجهم فورا.

قامت الباحثة بتطبيق « نص أدبي»  بعنوان  «حالة حصار» عبر منصّة  «إيزي كلاس» للسّنة الثالثة ثانوي شعبة آداب وفلسفة، حيث اتّبعت مجموعة من الخطوات، والمتمثّلة فيما يلي :

  • صياغة الأهداف التّعليمية : قامت الباحثة من خلال نص حالة حصار بتحديد مجموعة من الأهداف، تتمثّل فيما يلي :

  • التّعرّف على أهمّية القضية الفلسطينية في الشّعر العربي الحديث.

  • التّعرّف على أهمّ الشّعراء الذين تناولوا القضية الفلسطينية.

  • تحديد بحر القصيدة، وهو بحر المتقارب في الشّعر الحر، والوصول بالمتعلّم إلى التّفريق بين المسند والمسند إليه، وهذا ما يحقّق المقاربة النّصية. فالنّص الأدبي يرتبط بالرّوافد الأخرى مثل العروض وقواعد اللّغة وغيرها من الأنشطة.

  • تحديد المحتوى التّعليمي للنّص : قامت الباحثة بتحديد مراحل دراسة النّص الأدبي عبر منصّة «إيزي كلاس» ، وذلك من خلال نشر كلّ مرحلة على حدة مع إثرائها بالمناقشة والتّحليل، وهذه المراحل هي :

  • التّعرّف على صاحب النّص : تمّ التّعرّف على صاحب النّص، وهو الشّاعر الفلسطيني محمود درويش عن طريق نشر صورة الشّاعر وطرح أسئلة حول صاحب الصّورة، وفتح المجال لنّقاش حول حياته وأهمّ آثاره الأدبية.

  • قراءة النّص : قامت الباحثة بنشر القصيدة للمتعلّمين عبر منصّة « إيزي كلاس » عن طريق فيديو، حتّى يكون التأثير فيهم أكثر.

  • إثراء الرّصيد اللّغوي : حيث تمّ التّوقّف عند بعض معاني الألفاظ والرّموز التي وظّفها الشّاعر في قصيدته من خلال طرح الأسئلة وإجابات المتعلّمين المختلفة، بعد ذلك قامت الباحثة بتقديم الإجابة النموذجية للمتعلّمين.

  • اكتشاف معطيات النّص : قامت الباحثة في نص « حالة حصار » بإنشاء سؤال من متعدّد وذلك تقديم مجموعة من الاقتراحات حول معطيات النّص، بعدها قام المتعلّمون بالضّغط على الإجابة الصّحيحة عبر الموقع، وفي الأخير تمّ تثمين الإجابة من طرف الباحثة.

  • مناقشة معطيات النّص : تحتاج هذه المرحلة إلى إثراء ونقد من طرف المتعلّمين، لذلك قامت الباحثة بتوجيه مجموعة من الأسئلة الخاصة بإبداء آرائهم المختلفة بهدف اكتشاف قدرة المتعلّمين على النّقد والتّحليل.

  • تحديد بناء النّص : قامت الباحثة في هذه المرحلة بتقديم مجموعة من الصفات التي وجدت في النّص بهدف تسهيل تحديد النّمط الغالب في النّص، وتمّ الضّغط على الاختيارات الصّحيحة وبالتّالي كان اختيار النّمط الوصفي السّائد فيه.

  • تفحّص مظاهر الاتّساق والانسجام : تم من خلال هذه المرحلة تحديد الوسائل التي ساهمت في اتّساق النّص وانسجامه عبر مجموعة من الروابط التي تمّ تحديدها من طريف المتعلّمين، وكان تأكيد الإجابة عن طريق الباحثة.

  • مجمل القول : في المرحلة الأخيرة من مراحل تحليل النّص الأدبي عبر منصّة « إيزي كلاس»  قامت الباحثة باستجواب المتعلّمين عن خصائص الشّعر الحر في قصيدة (محمود درويش) وذلك في وقت قصير يتراوح ما بين (01 دقيقة إلى 03 دقائق) فكانت إجاباتهم مختلفة، فمنحت الباحثة للمتعلّمين ملاحظات إيجابية مثّمنة ومحفّزة لتشجيعهم.

  • تحديد الوسائل التّعليمية/ التّعلّمية : قامت الباحثة من خلال نص حالة حصار باعتماد مجموعة من الوسائل التّقنية، والمتمثّلة في بعض الأشكال الحركية والألوان والأصوات، وذلك عن طريق فيديو اختارته الباحثة، وهو عبارة عن قصيدة صوتية للشّاعر الفلسطيني محمود درويش، وكان هذا الفيديو مرفقا بمجموعة من صور الدّمار الذي عاشه المواطن الفلسطيني، بالإضافة إلى بعض الألوان التي تعكس نفسية الشّاعر وهي الألوان الدّالة على التّشاؤم.

بعد ذلك تركت الباحثة المجال للمتعلّمين عن طريق التّعليق على الفيديو من خلال حيز موجود في المنصة للتّعليق على المنشور.

  • تحديد وسائل التّعزيز والتّقويم : قامت الباحثة من خلال إجابات المتعلّمين بتحديد مجموعة من الوسائل بهدف تشجيعهم على التّفكير النّاقد. وهذه الوسائل هي عبارة عن تحفيزات موجودة في المنصة يتم إرسالها للمتعلمين عند إجاباتهم، فتسهم في تحديد مواطن القوة وتحفيزها الكشف عن مواطن الضّعف وعلاجها.

بعد قيام الباحثة بتقديم نص « حالة حصار » لمحمود درويش عبر منصّة » «إيزي كلاس » لاحظت تفاعل المتعلّمين مع النّشاط تشوّقهم، ويظهر من خلال هذا التّصوّر المقترح عبر المنصّة مجموعة من المزايا والمتمثّلة فيما يلي :

  • انغماس المتعلّمين أكثر في الدّرس وإدارتهم لبيئة التّعلّم.

  • مراعاة الفروق الفردية بين المتعلّمين، حيث يستطيع كلّ متعلّم التّعلم وفق سرعته الخاصة وقدرته على التّعلّم.

  • بث روح المنافسة والمرح في صفوف المتعلّمين.

  • يتشوّق للمزيد من الأنشطة التّفاعلية، ويصبح أكثر تركيزا واستيعابا من خلال التّفاعل والمشاركة مع المعلّم.

خاتمة 

من خلال ما تقدّم تمّ التوصّل إلى أنّ تعليميات اللغة شهدت اهتمامات كبيرة، وعرفت تحولات وتطورات عديدة ؛ لا سيما في العصر الحديث بانتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة، بل إن الوسائل التعليمية وعلى رأسها التكنولوجية أصبحت تمثل قطبا رئيسا من أقطاب الديداكتيك؛ حيث تجاوز المتخصصون مصطلح المثلث الديداكتيكي الذي يشمل المعلم؛ المتعلم؛ المتعلم وانتقلوا إلى مصطلح آخر هو مصطلح المربع الديداكتيكي بإضافة قطب لا يقل أهمية وهو قطب الوسائل التعليمية؛ وأهم هذه الوسائل هو الوسائل التكنولوجية الحديثة، ولذلك فإنه حقيق بالمدرسة الجزائرية اليوم أن تواكب التحول الحاصل في حقل تعليميات اللغة، وأن تساير تحدّيات العصر بتحديث العملية التعليمية التعلمية لزيادة مردودية التعليم والتعلم بإشراك التكنولوجيا الحديثة والتوجه نحو الاستراتيجيات التعليمية الحديثة. وقد اقترحنا في مقالنا مثالا من أمثلة الاستراتيجيات التعليمية الحديثة وهو ما تمثل في الصف المقلوب الذي يرتكز على وجود معلّمين متمكّنين في مجال التّكنولوجيا. حيث تتم العملية التعليمية التعلمية وفق هذه الاستراتيجية على تصميم فيديو تعليمي للدرس من قبل المعلم ويقوم المتعلمون بمشاهدته في منازلهم ليتم تطبيق ما تعلموه من الفيديو خلال الحصة؛ وتقويم عمل التلاميذ داخل الصف. كما اقترحنا أنموذجا قيما من نماذج التعليم عن بعد وهو منصة « إيزي كلاس» وهي مثال ناجح للتعليم التفاعلي التكنولوجي الحديث؛ وتكمن المزية فيها في كونها موقعا تعليميا يوفّر للمعلمين والمتعلمين وحتى الأولياء خاصية التواصل مع بعضهم البعض عبر شبكة الانترنت على نحو يشبه الفيس بوك ؛ إلا أنها منصة تتميز عنه في كونها بيئة مغلقة فهي أكثر أمنا.

إلا أنه لابد من التنويه إلى أن التطبيق الإجرائي للتعليم المقلوب ومنصة  «إيزي كلاس » وغيرهما من أنواع واستراتيجيات التعليم التكنولوجي يتطلب جهودا وخططا إجرائية تشمل عدة جوانب؛ أهمها :

  1. توفير الهياكل المادية المناسبة لهذا النوع من التعليم؛ وتجهيز المدارس بما يحتاجه تطبيق الدروس؛ من أجهزة الحاسوب والألواح الالكترونية وأجهزة العرض وشبكة الانترنت، والتوجه إلى استبدال المحفظة التقليدية بالمحفظة الالكترونية.

  2. توفير الجو المناسب لتطبيق هذا النوع من التعليم، ونشير في هذا المقام إلى أكبر مشكلة تعترض المدرسة الجزائرية بصفة عامة، والتعليم التكنولوجي الذي نتحدث عنه بصفة خاصة وهي مشكلة الاكتظاظ في الصفوف الدراسية؛ حيث يتجاوز عدد المتعلمين في الصف الواحد الأربعين.

  3. تكوين المتعلمين وتأهيلهم لتجسيد هذا النوع من التعليم الذي بات ضرورة ملحة في مختلف الأطوار التعليمية.

أحمد علي، مدكور. تدريس فنون اللغة العربية. دار الفكر العربي القاهرة، مصر، الطبعة الأولى،1997.

السعيد مبروك إسماعيل، التّعلّم المعكوس عبر الويب، مؤسّسة الباحث للاستشارات البحثية والنّشر الدولي، القاهرة، 2019.

سارية بنت أحمد الطّلحي، التّعلّم المقلوب، تجربة وتطبيق، مكتبة الملك فهد الوطنية، الرّياض، 1439-1440.

- عزيزة بنت مرعي القحطاني وآخرون، الصّف المقلوب، المملكة العربية السّعودية، 1435،1436.

لينا سليمان محمود بشارات، أثر استراتيجية التّعلّم المقلوب في التحصيل ومفهوم الذات الرياضي لدى طلبة الصف العاشر الأساسي في محافظة أريحا، « أطروحة ماجستير» ، كلية الدّراسات العليا في جامعة النّجاح الوطنية في نابلس، فلسطين،2017.

ميسر ناصر عبد شرير، فاعلية توظيف بيئة تعليمية قائمة على الصّف المقلوب في تنمية النّحو والاتّجاه لدى طالبات الصّف التّاسع الأساسي بغزّة، كلّية التّربية، الجامعة الإسلامية-غزة- أكتوبر 2017.

أحمد عبد السّلام التويجي، فاعلية استراتيجية التّعلّم المقلوب في التّحصيل الأكاديمي لمقرّر مهارات التّفكير النّاقد لدى طلبة جامعة العلوم والتّكنولوجيا فرع عدن، كلية التّربية، صبر، جامعة عدن، اليمن، دت.

بن غيث عمر أحمد، تقويم استخدام منصّة إدمودو Edmodo في التّعليم من وجهة نظر طالبات كلية التّربية الأساسية، مجلة كلّية التّربية، جامعة الأزهر، ع170، ج04، أكتوبر 2016.

- سها حمدي محمد زين، فاعلية الصّف المقلوب بمنصة إيزي كلاس (Easyclass) في تدريس الدّراسات الاجتماعية على تنمية بعض مهارات البحث الجغرافي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية، مجلة كلية التّربية، جامعة الأزهر، ع 174، ج02، يوليو 2017.

فؤاد فهيد الدوسري، أحمد زيد آل مسعد، فاعلية تطبيق استراتيجية الصف المقلوب على التّحصيل الدّراسي لتعلّم البرمجة في مقرر الحاسب وتقنية المعلومات لدى طلّاب الصف الأول الثانوي، المجلّة الدّولية للبحوث التّربوية، جامعة الإمارات، المجلّد 41، العدد03، يونيو 2017.

المراجع بالأجنبة 

- Baihong, & Yu,d. (2014). Case study of teaching large classroom on easyclass platform. 2nd international conference on teaching and copmputational science

جميلة العيساوي

المدرسة العليا للأساتذة بوزريعة

© Tous droits réservés à l'auteur de l'article