الترجمة والنسوية

Traduction et féminisme

Translation and Feminism

بوزمبراك مريم Meriem Bouzembrak

p. 33-40

Citer cet article

Référence papier

بوزمبراك مريم Meriem Bouzembrak, « الترجمة والنسوية », Aleph, 7 (1) | -1, 33-40.

Référence électronique

بوزمبراك مريم Meriem Bouzembrak, « الترجمة والنسوية », Aleph [En ligne], 7 (1) | 2020, mis en ligne le 20 avril 2020, consulté le 29 mars 2024. URL : https://aleph.edinum.org/2257

نحاول في هذا المقال التعرض إلى أحد الإتجاهات الفكرية الحديثة التي تشعّبت جذورها لتتصل وتتداخل بدراسات الترجمة فيظهر بالتالي مفهوم الترجمة النسوية كحقل معرفي حديث تتشابك وتشترك فيه دراسات الترجمة مع الأبحاث النسوية، وسنتطرق فيمايلي إلى مناقشة مدى صحة التنظيرات والأفكار التي طوّرٍتها الباحثات النسويات استنادا إلى العلاقة التي تجمع حقل النسوية بنظريات الترجمة إضافة إلى طرح بعض التحديات التي قد تواجه المترجم عند نقله لنصوص مماثلة إلى اللغة العربية .

Le présent article vise à mettre en lumière certaines stratégies de traduction innovantes proposées par l'école de traduction féministe qui est apparue pour la première fois au Canada dans les années 1980, comme le complément, la préface et le pied de page, le détournement....etc. Nous essaierons de discuter de certaines de ces stratégies qui sont considérées comme le résultat de l'interaction entre la traduction et le féminisme, ce qu'est la traduction féministe et en quoi est-elle différente des autres pratiques de traduction ; ce que la traduction féministe a apporté au domaine de la traduction et quels types de défis se posent à la traductrice qui traduit de tels ouvrages en arabe.

The present article aims at shedding light on some innovative translation strategies proposed by the Feminist Translation school which first appeared in Canada in the 1980’s, as supplementing, prefacing and footnoting, hijacking….etc. we will try to discuss some of these strategies which are considered as the outcome of interaction between Translation and Feminism, what is feminist translation and how is it different from other translation practices, what did the feminist translation add to the translation field, and what kind of challenges that face the translator who translate such works into Arabic.

مقدّمة

تعدّ ترجمة النصوص النسوية مساحة وحقل معرفي حديث التقت فيه الدراسات والأبحاث النسوية بدراسات ونظريات الترجمة حيث قامت بعض الباحثات النسويات بتطوير بعض النقاط المشتركة بين المجالين والتنظير لها وخلق وإضافة مفاهيم وأبحاث جديدة تخدم وتثري كل من ميدان الترجمة والنظرية النسوية، وأبرز ما حققته هذه الدراسات هو الإتيان بمفهوم » الترجمة النسوية« الذي يعدّ ثمرة الإكتشاف ونتيجة العلاقة التي تربط ويشترك فيها المجالان لهذا سنحاول فيمايلي التطرق إلى بعض هذه التنظيرات التي أتت بها الباحثات النسويات إنطلاقا من دراسات ونظريات الترجمة ومحاولة مناقشتها وتحديد مدى صحة تطبيقها على النصوص المترجمة التي يجدر أن تخضع بدورها لبعض الشروط وتحترم جملة المعايير التي تقوم عليها عملية الترجمة، إضافة إلى مناقشة بعض الإشكاليات التي تفرضها ترجمة هذه النصوص وبالتحديد إلى اللغة العربية كمسألة ترجمة المصطلحات التي غالبا ما تطرح عند نقل وتبني بعض الإتجاهات والنظريات الغربية.

1. مفهوم الترجمة النسوية

إنّ الترجمة وكما سبق أن ذكرنا آنفا مرتبطة بجميع العلوم والمعارف من حولها وباعتبار النصوص النسوية كغيرها من النصوص من المجالات الأخرى تخضع للترجمة فقد وجدت بعض الباحثات النسويات ابتداء من الثمانينات من القرن العشرين علاقة بين الدراسات النسوية وأبحاث الترجمة ليظهر هذا الإتجاه الفكري أي (الترجمة النسوية) لأول مرة على يد لوري تشامبرلين في مقالتها عن الجندر والمجاز في الترجمة عام 1988 (جاد إصلاح2012 : 38) لتفتح المجال للمزيد من الدراسات والأبحاث في السنوات الموالية لمفكرات أمثال : شيري سايمون، لويز فون فلوتو، باربارا جورارد وغيرهن وأبرز القضايا التي يهتم بها هذا الإتجاه الفكري وأهم الأفكار التي جاء بها:

إنّ الترجمة تحمل في طياتها وتظهر من خلال عملياتها اتسامها بسمات جندرية وهذا يظهر في العديد من الترجمات التي ان قورنت بالنصوص الأًصلية وكما تشبهها لورين تشامبرلين بالعلاقة التي تجمع الرجل والمرأة حيث اعتمدت على بعض الأساليب الترجمية كالأمانة والخيانة و استغلال الترجمة أحيانا لتكون سبيلا للغزو الثقافي والفكري في التنظير لرأيها ودعم موقفها هذا، فبعض التعديلات والتجاوزات التي تبيحها بعض النظريات الترجمية تعدّ غير منصفة بحق النص الأًصلي وهي تشبه بكثير الهيمنة والسيطرة التي يمارسها الرجل على المرأة، فالترجمة هنا تشكل مركز القوة وهي التي تسيطر على نوع العلاقة التي ستربط النص الأصلي بالنص المترجم، والأمر ذاته عندما تكون الترجمة لا تخدم الثقافة واللغة المنقول إليها وتكون وسيلة من وسائل الغزو الثقافي والتشويش الفكري على الأمة المستقبلة حيث تغدو الترجمة فعل قوة وسيطرة يمارس على الطرف المقابل ما يشبه بكثير صفة العلاقة التي تجمع بين المرأة والرجل، وبصفة عامة فإنّ جميع التعديلات والتغييرات التي تحدثها الترجمة على النص الأصلي تجعل النص المترجم يختلف عنه اختلاف الرجل عن المرأة.

2. شروط الترجمة النسوية

تذهب بعض الباحثات أن ترجمة النصوص النسوية تتجاوز القدرات والمهارات اللغوية إلى القدرة على فهم وإستخلاص وتحليل العبارات والأفكار والمفاهيم النسوية الكامنة في النص الأصلي التي يتطلب نقلها إلى لغة أخرى معرفة مسبقة بالفكر النسوي وإتجاهاته وخصائصه وأهدافه المختلفة وموقفه من الترجمة التي لا ينظر إليها بأنّها عملية لغوية فحسب بل هي قد تكون ذو اتجاهات وأهداف سياسية إجتماعية وثقافية وعلى المترجم أن يدرك ويحسن استغلال هذه الميزة الكامنة في الفعل الترجمي لصالحه وصالح النص والفكر النسوي.

كما تمّ الجمع بين بعض المفاهيم الأساسية للفكر النسوي كالإختلاف والصوت النسوي والمقاومة وبعض الإستراتيجيات الترجمية كالأمانة والخيانة و التغريب وغياب صوت المترجم والخروج بمفاهيم مشتركة تجمع بين الإختصاصين وأحيانا رفض تطبيق بعض الأساليب الترجمية على النص النسوي كغياب المترجم invisibility الذي أتت به نظرية التغريب للورانس فينوتي Lawrence Venuti حيث يتطلب من مترجم النص النسوي إتخاذ موقف داعم للفكر النسوي في ترجمته ولو كان النص الذي يقوم بترجمته يخالف ويعارض الفكر والنشاط النسوي فعليه أن لا يكتفي بمقاومته بل أن يبرز صوته وموقفه أيضا في الهوامش أو بتخصيص مقدمة يوضّح من خلالها النقاط والأفكار التي لا يتفق فيها مع المؤلف، وغيرها من الإستراتيجيات التي توصي بها الترجمة النسوية كمسألة تأنيث اللغة لا سيما عند النقل من اللغة الإنجليزية ومسألة إظهار وإعلاء الصوت النسوي في الترجمة، وأنّ مفهوم الوفاء والخيانة يختلفان في النص النسوي فإذا كانت الترجمة ناقصة أو خائنة فهي أنثى"كما يمكن للوفاء أيضا أن يحدّد علاقة المؤلف-المترجم (الذكر مع لغته الأم الأنثى) تلك اللغة التي يترجم إليها شيئا ما، وفي هذه الحالة فإنّ اللغة (الأنثى) ينبغي أن تُحمي من القدح والسّب والمفارقة أنّ هذا الضرب من الوفاء هو الذي يمكن أن يبرر إغتصاب لغة أخرى ونص آخر وسلبهما"(دوغلاس روبنسون 2009 :110)، ومن الأفكار التي اشتركت فيها الترجمة والنسوية هي فكرة التذويت Subjectification وهي تنتمي إلى حقل النظرية ما بعد الكولونيالية حيث كان يعمل على تذويت الأفراد أي لا يغدون أفرادا أو مواطنين صالحين إلاّ إذا كانوا خاضعين ومطيعين للسلطات الكولونيالية يفكرون ويتحركون مثلما يريدون، فعملت النسوية بدورها على تذويت النساء أي بتذكيرهن بأنّهن ذوات بعد أن كان ينظر إليهن على أنّهن أجساد فقط دون فكر أو مشاعر وغرس الوعي النسوي فيهن وتذكيرهن بحقيقتهن وأهميتهن وحقوقهن وبأنهن مثلهن مثل الرجال بعقول ومهارات وطاقات وأن تنظرن إلى أنفسهن بإيجابية وتتغلبن على تلك التصورات والمفاهيم والمعتقدات الخاطئة التي عمل المجتمع على إقناعها بها (أنظر دوغلاس روبنسون 2009 :47) كما تؤكد لوري تشمبرلين في مقالتها الجنوسة واستعارية الترجمة على العلاقة بين الترجمة والجنوسة حيث غالبا ما تشبه الترجمة من خلال عملياتها بالمرأة فالتعديلات التي يحدثها المترجم على النص الأصلي شبيه بالزينة التي تتزين بها المرأة وهذا من خلال قول توماس درانت على ترجمته لهوراس: » لقد قمت أولا بما أمر شعب الله أن يقوم به مع أسيراته اللواتي كنّ حسنوات وجميلات لقد حلقت شعره وقلمت أظافره أي أنني أزحت بعيدا جميعا التوافه والزوائد في مادته وهذا يبدي العنف الجنسي الملمع إليه في وصف الترجمة « (دوغلاس روبنسون 2009 : 109) وغيرها من الأساليب التي تؤكد أنّ الترجمة النسوية هي ترجمة لا تقوم بين نصين فقط ونظامين لغويين مختلفين بل هي ترتكز على نقل نظام ومنهج فكري بكل خصوصياته وأهدافه وتوجهاته ما يتطلب معرفة دقيقة بتاريخ ونشاط وتطور الحركة النسوية وإلماما بالمصطلحات والمفاهيم النسوية التي قد يستعصي نقلها أحيانا إلى اللغات المختلفة لحملها لمعاني ودلالات خاصة في إطار التظرية النسوية.

3. ترجمة النصوص النسوية

ناهيك عن هذه الإفادات والإضافات التي أثرى بها كل حقل معرفي الحقل والمجال الآخر لإنتمائهما واشتراكهما في بعض الأسس المعرفية والمجالات البحثية التي ترتكزعليها بعض دراسات الترجمة والأبحاث النسوية، فقد يتبادر إلى ذهن المفكر والقارئ والباحث العربي التساؤل التالي: ماذا قدمت الترجمة وأضافت إلى حقل الأبحاث النسوية العربية؟ هل تمّ توظيف الترجمة لصالح ترجمة الفكر والوعي النسوي العربي؟هل من تغيير؟هل استطاع الفكر النسوي العربي التماشي واللحاق ومواكبة التطورات التي تعرفها هذه الحركة والنظريات النسوية في الغرب؟

يجمع معظم الباحثين النسويين والمفكرين المهتمين بالحركة النسوية في الوطن العربي على تضاءل ومحدودية الأنشطة والأبحاث النسوية في الوطن العربي والنتائج والتغييرات المحتشمة التي استطاعت أن تحدثها هذه الحركة منذ ظهورها سواء في المجال النظري أو العملي ليس لندرة الأفكار والمشاريع النسوية ولا ركودا أو تردّدا وقلة إهتمام من قبل الباحثين بل بسبب بعض العراقيل والممارسات السياسية والمفاهيم الإجتماعية الثقافية التي صاحبت هذه الحركة منذ نشوءها في الوطن العربي والتي أخّرت بشكل أو بآخر وحالت دون التطور الكلّي لهذا الفكر في الوطن العربي، هذا التيار الذي لا يزال يواجه بعض التحديّات لترسيخ وتأصيل فكر نسوي عربي كالسعي مثلا لإنشاء مراكز لدراسة النوع ودمجها في بعض الجامعات العربية، هذا الإنشغال الذي طرح في ندوة"نظّمتها تجمع الباحثات في يونيو 2004 عنوانها إدماج منظور الجندر في سياسات ومناهج الجامعات اللبنانية لإدماج دراسة النوع في مجموعة تخصصات أكاديمية كالحقوق وعلم الإجتماع وعلم النفس"( إصلاح جاد 2012ص : 180) قد لقي إستحسانا من قبل بعض الدول العربية التي قامت بدعم وتفعيل هذا القرار بإنشاء مراكز وفتح تخصصات لدراسة النوع في جامعاتها مثل تونس، مصر، الأردن، السودان، فلسطين، لبنان، الإمارات العربية المتحدة وغيرها مستقبلا.

ومن التحديات الأخرى التي تقف أمام الباحث النسوي العربي هو جدل ترجمة بعض المصطلحات والمفاهيم النسوية ما يعيدنا مرة أخرى إلى التساؤل المطروح حول علاقة الترجمة بالنسوية والإضافات والمزايا التي قدّمتها للنسوية العربية؟

تستعمل الباحثات النسويات غالبا ترجمات مختلفة لبعض المصطلحات النسوية كمصطلح(Gender )على سبيل المثال الذي يترجم ب:نوع، نوع إجتماعي، جندر، الجنس، الجنوسة أو الإستجناس وهذه الإستعمالات والترجمات المختلفة لمصطلح واحد قد تذهب بالأذهان إلى التفكير والتساؤل عن قدرة الترجمة واللغة والثقافة العربية على إحتواء وتبني الفكر النسوي؟

إنّ مجرد التفكير بأنّ ظهور النظرية النسوية كان في الغرب يجعل التفكير في مسألة المصطلحات أمرا في غاية البساطة والمنطقية فالإختلاف واقع لكن مسألة الإجماع على ترجمة بعض المصطلحات من الأمور المتوقعة والمنتظرة من قبل الباحثات النسويات، وتفسّر الدكتورة هدى الصدّة هذه الظاهرة بمفهوم سفر النظريات لإدوارد سعيد وما ينتج عنه من تغييرات وإختلافات عند إحتكاكه ببيئة ولغة وثقافة جديدة وترى بأنّ لكل إستعمال (ترجمة معينة)أسبابها التي تعكس إهتمامات ممارسها وأنّ الترجمات المختلفة لمصطلح (Gender)هي في الحقيقة إنعكاس لتاريخ تطور مفهوم المصطلح والنظرية:"فنجد أنّ نوع تحاكي ظهور مفهوم (Gender)في بداياته ففي الستينات كان مفهوما في النحو ولم يكن له أي دلالات نسوية كما هو الحال الآن، وقد استعملته النسويات في السبعينات من القرن العشرين لخلق معان جديدة، للتأكيد على فكرة أنّ التمميز بين المرأة والرجل لا علاقة له بالطبيعة أي أنّه ليس مسألة بيولوجية وإنما مسألة إجتماعية ثقافية، وبالتدريج اكتسب مفهوم (Gender)معاني ومفاهيم مستحدثة إلى أن استقر في اللغة ودخل القاموس الإنجليزي ....ومصطلح النوع الإجتماعي يعبٍّ عن محاولة لتأكيد فكرة أن الإختلافات بين الجنسين متعلقة بالتنشئة الإجتماعية"(المرجع السابق ص:194) فلكل ترجمة مفهومها وصحتها في تاريخ تطور النظرية النسوية، والجهود والمساعي لا تزال قائمة في سبيل تطوير الأبحاث والإنتاجات النسوية باللغة العربية ومثلما استطاعت اللغات الأخرى أن تتبنى هذا الحقل المعرفي والتيار الفكري بفضل الترجمة تستطيع النسوية العربية هي الأخرى أن تبدع وتضيف وتفكر بما يتوافق ومجتمعاتها وثقافتها فالمسألة مسألأة حداثة وليست مسألة قدرة حيث يمكننا أن نعزو هذه الإختلافات والمحاولات إلى تأخر النسوية العربية في اللحاق بركب هذا التيار الفكري العالمي.

ويعدّ مصطلح (Gender)مثال بسيط وليس وحيد عن بعض الصعوبات التي تواجهها النسوية العربية في مسألة توحيد المصطلحات والمفاهيم والإتفاق على برنامج وأجندة نسوية واحدة تجمع وتوحّد بين جميع الناشطات النسويات العربيات، لكن وكما ذكرنا سابقا فإنّ تأخر ظهور هذا التيار في الوطن العربي له حتما عواقبه إضافة إلى تردّد وتخوف المرأة العربية في البداية من الإعلان والتفكير بإنشاء والإنضمام إلى هذا التيار لأسباب سياسية وإجتماعية جعل بعض الخطوات والمبادرات تأتي من النسويات العربيات المقيمات أو اللاتي تلقين تعليمهن في الخارج، وبهذا الشكل فإنّ الأعمال والأنشطة والأبحاث النسوية العربية تأتي بلغات أجنبية متعددة وليس فقط باللغة العربية مما يعيق بشكل ما مسألة التنظيم وتعريب المصطلحات والإتفاق على الإستعمال الواحد والموحّد لبعض المفاهيم والمصطلحات، وهكذا تغدو المسألة قضية تنظيم وتنسيق بين النسويات العربيات وليس أزمة ترجمة ولغة ومصطلحات، فاللغة العربية وكما قال العالم الكبير أبو الريحان البيروني في كتابه الصيدنة : "وإلى لسان العرب نقلت العلوم من أٌقطار العالم، فازدانت وحلّت في الأفئدة، وسرت محاسن اللغة منها في الشرايين والأفئدة"(شحادة الخوري 1992 :161) فلا شك في قدرتها على إستيعاب العلوم والمعارف المختلفة أما عن المصطلحات فهذه الظاهرة أي الإتفاق على إستعمال واحد للمصطلح فهذه الظاهرة منتشرة في جميع الميادين الأخرى العلمية منها والأدبية وليست حصرا على الميدان النسوي فقط وهذا عائد إلى عدم إتفاق الباحثين والإلتزام باستعمال مصطلح واحد متفق عليه ليغدو بديلا ثابتا للمصطلح الأجنبي مما يستدعي مزيدا من الجهود من قبل السلطات المعنية بالتعريب في الوطن العربي ومزيدا من الإلتزام والتنسيق بين الباحثين العرب.

خاتمة

إنطلاقا مما ذكرنا آنفا نجد

  • أنّ إعتبار الباحثات النسويات لبعض التسهيلات والتعديلات التي تقترحها بعض نظريات الترجمة غير منصفة بحق النص الأًصلي ويشبه بكثير الهيمنة والسيطرة التي تحكم علاقة الرجل بالمرأة قد يعدّ غير موضوعيا نوعا ما فبالنتيجة فإنّ نظريات الترجمة وباختلافها وضعت لتحقيق غايات ونتائج تخدم مصلحة الطرفين أي النص الأصلي والنص المترجم وبالأساس الغاية التي يرمي إليها فعل الترجمة .

  • وقوع الباحثات النسويات في التناقض أحيانا بمطالبتهن بإظهار وإعلاء الصوت النسوي في النص المترجم في حين يتطلب ذلك إجراء تعديلات وتغييرات بما يتوافق والأسس التي تقوم عليها بعض النظريات الحديثة التي يعتبرنها إجحافا وهيمنة على النص الأصلي.

  • إنّ ترجمة النصوص النسوية وكغيرها من النصوص من الميادين المختلفة تتطلب من المترجم أن يكون على دراية بالمجال الذي يترجم منه أما عن أسلوب وطريقة الترجمة فالغرض والغاية من الترجمة هو الذي يحددّها في معظم الأحيان.

  • إنّ بعض الإستراتيجيات التي يلجأ إليها المترجم النسوي كترجمة المعنى الكامن وراء الألفاظ والإبتعاد عن الترجمة الحرفية والإضافة أحيانا لضمان وصول المعنى عبر الهوامش أو كتابة مقدمات وتلك التغييرات البسيطة التي تحدث على مستوى النص لإعلاء وإظهار الصوت النسوي كمسألة تأنيث اللغة كلها سبل مشروعة تؤدي إلى إنتاج ترجمة صحيحة ومقبولة.

  • تقوم الترجمة النسوية بالأساس على بعض الإستراتيجيات التي تخوّلها بعض نظريات الترجمة التي تعنى بالنص المترجم لهذا فهي تختلف عن أساليب الأخرى فقط من حيث نوع النصوص التي تتعامل معها والهدف الذي يسعى المترجم لتحقيقه الذي يخدم بالأساس المنهج والفكر النسوي.

  • إعتبار الباحثات النسويات الترجمة إعادة كتابة وتأليف للنص بتأكيدهن أحيانا على ضرورة الإختلاف بين النص الأصلي والنص المترجم وضرورة دعم النص المترجم للفكر النسوي قد يكون مخالفا أحيانا لأغراض وأهداف العمل الترجمي.

  • عدم الإجماع والإتفاق على إستعمال واحد وموحّد لبعض المصطلحات النسوية عند نقلها إلى اللغة العربية يتطلب المزيد من الجهود من قبل الناشطات النسويات والمترجمين والهيئات المختصة في التعريب في الوطن العربي.

باللغة العربية:

1- إصلاح جاد (2012) النسوية العربية رؤية نقدية، مركز دراسات الوحدة اعربية، بيروت.

2- شحادة الخوري(1992) دراسات في الترجمة والمصطح والتعريب، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق سوريا.

3-دوغلاس روبنسون (2009) الترجمة والإمبراطورية، ترجمة علي ديب، .دار الفرقد، سوريا.

© Tous droits réservés à l'auteur de l'article