معاجم اللّغة العربية للنَّاطقين بغيرها: «المعجم العربي بين يديك» أنموذجا

Dictionnaires arabes pour les non-locuteurs natifs :  Al-Mu’jam Al-’Arabiy Bayna Yadayk 

Dictionary of The Arabic Language for Non-Native Speakers:  Al-Mu’jam Al-’Arabiy Bayna Yadayk 

سليمة بن مدور Salima Benmedour

p. 335-360

Citer cet article

Référence papier

سليمة بن مدور Salima Benmedour, « معاجم اللّغة العربية للنَّاطقين بغيرها: «المعجم العربي بين يديك» أنموذجا », Aleph, Vol 11 (3-1) | 2024, 335-360.

Référence électronique

سليمة بن مدور Salima Benmedour, « معاجم اللّغة العربية للنَّاطقين بغيرها: «المعجم العربي بين يديك» أنموذجا », Aleph [En ligne], Vol 11 (3-1) | 2024, mis en ligne le 30 janvier 2024, consulté le 03 décembre 2024. URL : https://aleph.edinum.org/10227

ندرس في مقالنا هذا معجم اللّغة العربيَّة الموجّه لغير النَّاطقين بها، أو ما يسمى بمعجم الأجانب، محاولين الإجابة عن الإشكاليّتين الآتيتين:

ما المقصود بمعجم الأجانب، وكيف يمكن لهذا المعجم خدمة المتعلِّم الأجنبيّ والمساهمة في تعليمه اللّغة العربيَّة ونشر ثقافتها؟

ما هي الخصائص التي تميّز معجم اللّغة العربيَّة لغير الناّطقين بها عن معجم اللّغة العربيَّة للنَّاطقين بها من حيث الجمع والوضع، أي من حيث انتقاء المداخل والطرائق المعتمدة في ترتيبها وتعريفها؟

نهدف من خلال بحثنا إبراز أهميّة معجم الأجانب في تعليم اللّغة العربيَّة ونشر ثقافتها، وكذا تحديد خصائصه التي تميّزه عن غيره من المعاجم، ولتوضيح ذلك قمنا باختيار «المعجم العربي بين يديك» ليكون أنموذجا تطبيقيا، باعتباره معجما موجها للأجانب، ألِّف ضمن مشروع «العربيَّة للجميع»، وهو مشروع يهتم بخدمة اللّغة العربيَّة للناّطقين بغيرها.

Dans cet article, nous étudions le dictionnaire de la langue arabe destiné aux locuteurs non natifs, ou ce qu’on appelle le dictionnaire des étrangers, en essayant de répondre aux deux problématiques suivantes :

Qu’entend-on par dictionnaire des étrangers, et comment ce dictionnaire peut-il servir l’apprenant étranger et contribuer à lui apprendre la langue arabe et à diffuser sa culture ?
Quelles sont les caractéristiques qui distinguent le dictionnaire de la langue arabe pour les locuteurs non natifs du dictionnaire de la langue arabe pour les locuteurs natifs en termes de constitution de corpus et de traitement du dictionnaire, c’est-à-dire en termes de choix des entrées et des méthodes adoptées dans l’ordre de classification et définition ?

À travers notre recherche, nous visons à mettre en évidence l’importance du dictionnaire étranger dans l’enseignement de la langue arabe, la diffusion de sa culture et l’identification de ses caractéristiques qui le distinguent des autres dictionnaires. Il s’agit d’un projet visant à servir la langue arabe pour les locuteurs non natifs.

In this article, we study the Arabic dictionary for non-native speakers, or the so-called dictionary of foreigners, in an attempt to answer the following two problems:

What is meant by the foreign dictionary, and how does this dictionary serve the foreign learner and contribute to teaching him the Arabic language and spreading its culture?

What are the characteristics that distinguish the dictionary of the Arabic language for non-native speakers from the dictionary of the Arabic language for native speakers in terms of corpus constitution and dictionary treatment, that is, in terms of choosing the entrances and methods adopted in the classification order and definition?

Through our research, we aim to highlight the importance of the foreign dictionary in teaching the Arabic language, spreading its culture, and identifying its characteristics that distinguish it from other dictionaries. It is a project concerned with serving the Arabic language for non-native speakers.
Dictionary of foreigners, Arabic for non-native speakers, corpus constitution, dictionary treatment

مقدّمة 

لقد ازداد في السنوات الأخيرة عدد الأجانب الراغبين في تعلم اللُّغة العربيَّة، لأسباب كثيرة ومتنوعة منها الأسباب العلميّة والتجاريّة والسياسيّة والاجتماعيّة.

وتعتمد معاهد تعليم اللّغة العربيَّة للنَّاطقين بغيرها1 على مجموعة من الوسائل التَّعليمة، ويعتبر المعجم اللُّغوي من أهمّ هذه الوسائل، إذ يعين المتعلّم الأجنبي على شرح المفردات وتذليل الصعوبات التي تواجهه أثناء قراءته النصوص، كما يعمل على إثراء رصيده اللّغوي، ويمكّنه من معرفة طريقة كتابة الكلمة كتابة صحيحة، ونطقها نطقا سليما، وغير ذلك من المزايا...

لقد تطورت الصناعة المُعجميَّة العربيّة تطورا كبيرا، فبعد أن كانت تهتم في بداياتها بجمع لغة العرب والإحاطة بها، غدت تهتم بمستعمل المعجم وتلبية احتياجاته اللغوية، لاسيما بعد ظهور المدرسة وأطوارها التَّعليميَّة، فأصبح من الضروري أن تساير المعاجم هذا التغيُّر، فألّفت المعاجم المدرسيَّة لتساعد التَّلاميذ في تعليمهم، وتذلِّل الصِّعاب الَّتي تواجههم، وتلائم مادتها مستواهم، لأنَّ المعاجم المتوفرة، لا تناسبهم في مادتها، ولا في منهجها، ولا في طريقة التَّفسير المعتمدة.

وإذا كان المعجم وسيلة تعليمية أساسية بالنسبة لأبناء اللّغة، فإنه وسيلة أكثر أهمية بالنسبة للمتعلم الأجنبيّ، وقد أشارت بعض المعاجم في مقدماتها إلى أنها تستهدف الأجانب إلى جانب أبناء اللّغة النَّاطقينَ بالعربيَّة، حيث جاء في مقدمة « رائد الطلاب المصوّر » : « كان جل همّنا من وضع الرائد سنة 1964 أن نيسّر سبل العربيَّة على أبنائها، وعلى دارسيها من أبناء الألسن الأخرى » (مسعود، 2007 : ز) والأمر نفسه بالنسبة لخليل الجّر الذي قال في مقدمة معجمه « لاروس المعجم العربي الحديث » : « باشرت العمل منذ عشرين سنة ينازعني عاملان : عامل الرّغبة في إسداء خدمة لأبناء الضاد ودارسيها من الأجانب، بوضعي بين أيديهم معجما حديثا يليق بما صارت إليه اللّغة العربيَّة. » (الجر، 1973: المقدمة)

والحقيقة أنّ المعاجم السالفة الذكر لم تؤلف للأجانب بل ألفت لأبناء اللّغة العربيَّة، وقد تعود تصريحات مؤلفيها بأن معاجمهم صالحة لكلتا الفئتين، إلى رغبتهم في توسيع دائرة الفئة المعنية بالمعجم، حتى تكون نسبة اقتنائها كبيرة وتحقق الأرباح المرجوة، إذ لا يمكن للمعاجم الموجهة لأبناء اللّغة أن تفي بحاجات الأجانب وتلائم مستوياتهم لاسيما المبتدئين منهم، مما اقتضى ظهور معجم الأجانب.

  • فما المقصود بمعجم الأجانب (معجم النَّاطقين بغير العربيَّة)، وكيف يمكن لهذا المعجم خدمة المتعلِّم الأجنبيّ، والمساهمة في تعليم اللّغة العربيَّة ونشر ثقافتها؟

  • ما هي الخصائص التي تميّز معجم اللّغة العربيَّة للناطقين بغيرها، عن معجم اللّغة العربيَّة للنَّاطقين بها من حيث الجمع والوضع، أي من حيث انتقاء المداخل والطرائق المعتمدة في ترتيبها وتعريفها؟

1. الجانب المنهجي

1.1. معجم اللّغة العربيَّة للنَّاطقين بغيرها

1.1.1.ظهور معجم اللّغة العربيَّة للنَّاطقين بغيرها

لم يفكر العرب2 في تأليف معاجم اللّغة العربيّة للنَّاطقين بغيرها، رغم أهميتها في استيعاب اللُّغة الثانية وتعلُّمها، والتعبير بها، وكان علي القاسمي أوَّل من نبَّه إلى عدم وجود معجم عربي أحادي اللُّغة أعدّ خصيصا لغير النَّاطقين باللُّغة العربيَّة، أو صُنِّف لمساعدتهم، وقد سعى إلى إقناع إدارة المنظمة العربيَّة للتربيّة والثقافة والعلوم لإصدار معجم للناطقين باللّغات الأخرى، ويضع حاجاتهم وقدراتهم في الحسبان،3 وذلك للانتشار السريع الذي تحظى به اللُّغة العربيَّة باعتبارها لغة عالمية، ومن هذا المنطلق بدأ التفكير في تأليف معجم عربي أحادي اللُّغة للنَّاطقين بغير اللُّغة العربيَّة.

عثرنا في بحثنا على ثلاثة معاجم عربيّة موجهة لغير الناطقين بها، أوّلها « المعجم العربي الأساسي » الذي ألّفه مجموعة من اللّغويين والباحثين، بإشراف المنظمة العربيَّة للتربية والثقافة والعلوم، وقد بيّن مؤلّفوه بأنّه موجّه للأجانب حيث جاء في مقدمته « ...وقد أردناه مرجعا ميسَّرا يروِّض العربيَّة الحيَّة، ويذلِّل صعابها لغير النَّاطقين بها » (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم،1998 : 8) وثانيها « معجم الطلاب » الذي ألفه محمود إسماعيل صيني وحيمور حسن يوسف سنة 1991، عن دار لبنان ببيروت، وجاء في مقدمته : « هذا المعجم موجه للطلاب غير العرب ممن درس شيئا من العربيَّة » (صيني ويوسف،1991 : 9)، وآخر هذه المعاجم هو « المعجم العربي بين يديك » الذي اخترناه ليكون عينة للدراسة التطبيقيّة كونه آخر معاجم الأجانب ظهورا.

2.1.1.مفهوم معجم الأجانب

تنتمي معاجم الأجانب إلى المعاجم التي تراعي نوع المستعمل، وهذا المستعمل إما من المتكلِّمين باللّغة (ابن اللّغة) أو أجنبيّ ناطق بغير اللّغة العربيَّة (عمر، 1998 : 35) ، وهي معاجم أحاديّة اللّغة حيث تستخدم لغة واحدة في مداخلها وفي تعريفاتها، ويعرفه توماس هربست (Thomas Herbst) في الموسوعة المُعجميَّة (Encyclopedia of lexicography 1990) قائلا : « معجم المتعلِّم4 هو معجم آني أحادي اللّغة، القصد منه الوفاء بمتطلبات المستعمل الأجنبيّ. » (هارتمان، 2004: 44).

نستخلص مما سبق ثلاث خصائص تتعلق بمعاجم الأجانب وهي:

  • إنَّها معاجم أحادية اللّغة، حيث تكتب المداخل والأمثلة والشروح جميعا بلغة واحدة، وهي لغة الهدف للدارس الأجنبيّ.

  • إنَّها معاجم آنية تحوي لغة اليوم، كما أنها لا تحوي تأصيلات تاريخيَّة للغة.

  • إنّها معاجم صُمّمت للوفاء بمطالب المستعمل الأجنبيّ، وهي أهم خاصية تميّز معجم المتعلِّم عن المعجم التقليدي لابن اللّغة.

اقترح هارتمان (Hartmann) لهذا النوع من المعاجم؛ مصطلح المُعجميَّة التعليمية (lexicographie pédagogique) أو (lexicographie d’apprentissage)، ويرى أنها فرع من فروع البحث المعجمي الذي أُولي بعض الاهتمام في السنوات القليلة الماضية، وتدور المُعجميَّة التعليمية حول دراسة معجم المتعلِّم، ويرى أنّ المعجم لا يزال أداة لمَّا تُستغل بما فيه الكفاية في تعلّم اللغات، وموضوع لم يُستوف بحثا في اللسانيات التطبيقية، بالرغم من انقضاء قرون من التَّطوُّر الذي جرى في حقلي المُعجميَّة، وتدريس اللغات الأجنبيّة. (هارتمان، 2004: 182-183)

وقد يقول قائل إنّه لا حاجة لتخصيص معجم عربي أحادي اللّغة للناطقين بغير العربيَّة، بحجة أنَّ الأجنبيّ إذا تقدّم في تعلّمه للّغة العربيَّة فإنَّه يستطيع الرجوع لمعجم عربي عام، ولقد سبق لأبي العزم أن ردَّ على أصحاب المعجم العربيّ الأساسي الذين بيَّنوا في مقدمتهم بأنَّه معجم صالح للعرب ولغير العرب قائلا:

«وقولهم فاللّغة العربيَّة واحدة لأهلها ولغير أهلها، إنما هو تبرير يلغي حقائق علمية في مجال التلقين والتعليم، كما يلغي مجمل الدراسات اللغوية والمُعجميَّة التي خصَّصت جزءا من أبحاثها لأساليب تعليم اللّغة لغير النَّاطقين بها، وإلا لماذا تمّ عقد ندوة كان من بين أهدافها «صناعة المعجم العربي لغير النَّاطقين بها»؟» (أبو العزم،1997: 157) ويقول هارتمان «إنّ الدّارس للغة الأجنبيّة يستحقّ عن جدارة نوعا من المعاجم خاصّا به.» (هارتمان، 2004: 96)

إنَّ المتعلِّم الأجنبيّ لا يمكنه الاستعانة بأيّ معجم لغوي عربي سواء كان قديما أم حديثا، وفي هذا السّياق يقول علي القاسمي: «إنَّ المعاجم العربيَّة قديمها وحديثها لا تصلح لخدمة هذا النوع من مستعملي المعجم» (القاسمي، 2003: 131) لاسيما إذا علمنا أنّ المعاجم العربيَّة الحديثة قد اعتمدت في جمع مادّتها على المعاجم القديمة، ممّا جعل مادّتها قديمة لا تناسب المتعلِّم الأجنبيّ الّذي يرغب في إثراء رصيده بالمفردات ذات الاستعمال الواسع، لذا فهو بحاجة إلى معجم لغوي يراعي حاجيّاته ويناسب مستواه.

3.1.1. دوافع تأليف معاجم الأجانب

حُدّدت في مقدّمة «المعجم العربي بين يديك» الأسباب الّتي أدّت إلى تأليف معاجم اللّغة العربيّة للنَّاطقين باللّغات الأخرى حيث جاء فيها:

«فبدخول شعوب كثيرة في الإسلام كثُر متعلّمو العربيَّة في كلّ أرجاء المعمورة، وكثرت المدارس والمعاهد الّتي تعلّم العربيَّة، وظهرت الحاجة إلى المعجمات، وبدأت الصّناعة المُعجميَّة العربيَّة... ولكن باتّساع رقعة انتشار العربيَّة، وحاجة متعلّميها من غير أهلها إلى تعلّمها، عجزت المعجمات العربيَّة المعدة أصلا للعرب عن الوفاء بمطالب دارسي العربيَّة من غير أهلها وحاجاتهم؛ فكان لابدّ من تأليف معجمات توجّه لهؤلاء الدّارسين في المقام الأوّل، تراعي حاجاتهم ومستوياتهم وتيسر عليهم سبل البحث عن الكلمات.» (الفوزان وآخرون، 2005أ: ت)

2.1. الفرق بين معجم أبناء اللّغة ومعجم النَّاطقين باللغات الأخرى 

يرى علي القاسمي أنّ الاختلاف بين المعجمين يحتّمه الفرق بين نوعين من القرّاء هما : الناطقون باللّغة العربيَّة وغير النَّاطقين بها، والاختلاف بينهما على وجهين : لغوي وحضاري، فمن الناحية اللّغوية أَلِفَ الناطقون بالعربيَّة نظامها الصوتي والصّرفي والإعرابي والدّلالي، فنشأت لديهم قدرة تسمّى بالسّليقة، تعينهم على أدائها وتعصمهم من الرّطانة، وتجنبهم أخطاء العجمة، وبالنّسبة للنَّاطقين بغير العربيَّة فتجابههم صعوبة نطق الوحدات الصّوتية (الفُونيمات) الّتي لم تتعود على أدائها أعضاء النّطق لديهم، لعدم وجودها في لغتهم، ولا يعرفون مواضع النّبر ويخطئون في تنغيم الجملة، كما يعوزهم الإحساس بمعاني الأوزان الصّرفية العربيَّة، ولهم عُدَّة محدودة من المفردات لا ترقى إلى الثروة اللّغوية الّتي تتجمع عند الناطقين بالعربيَّة، إضافة إلى هذا تجدهم يواجهون صعوبة في ضبط التّراكيب النّحوية ونظم الجملة العربيَّة، أمّا من الناحية الحضاريّة، فإنّ الحضارة العربيَّة الإسلاميّة تختلف بدرجات متفاوتة عن حضارات غير النَّاطقين بالعربيَّة، من حيث مظاهرها الفكريّة والماديّة. (القاسمي، 2003: 114)

وبسبب هذه الاختلافات يحتاج النّاطقون بغير العربيَّة إلى معجم خاصّ بهم، يأخذ بعين الاعتبار الاختلافات اللّغوية والحضاريَّة، ويسعى إلى سدّ الثّغرات الموجودة بين هذين النّوعين من القرّاء (أبناء اللّغة والأجانب).

2. «المعجم العربي بين يديك» دراسة وصفية تحليلية نقدية 

لقد اخترنا «المعجم العربي بين يديك» أنموذجا للدراسة، وهو معجم اشترك في تأليفه عبد الرحمن بن إبراهيم الفوزان، ومختار الطاهر حسين، ومحمد عبد الخالق محمد فضل، وأشرف عليه محمد عبد الرحمن آل الشيخ، وقام بمراجعته عبد الله بن ظافر القحطاني، وصدر سنة 2004 ضمن مشروع العربيَّة للجميع، الذي يهتم

«بخدمة اللّغة العربيَّة، ونشر ثقافتها الإسلامية، عبر مناهج تعليمية متطورة، تعرض العربيَّة عرضا تربويا علميا يلائم مستجدات العصر، ويلبي حاجات الدارسين غير النَّاطقين بالعربيَّة، أيا كانت لغاتهم وبيئاتهم عن طريق توفير المواد التعليمية والبرامج المناسبة... ويهدف المشروع أيضا إلى تدريب مدرسي اللّغة العربيَّة وإعدادهم إعدادا علميا وذلك بإمدادهم بالمواد العلميّة المناسبة.» (الفوزان وآخرون، 2005ب: أ)

كما وضع مشروع العربيَّة للجميع سلسلة من ثلاثة مؤلفات مدرسيّة مع كتاب معلّم لكل منها، متدرجة في مستوياتها حملت عنوان « العربيَّة بين يديك »، موجَّهة للدّارسين الرّاشدين، سواء أكانوا دارسين منتظمين في مؤسسات تعليميّة أم دارسين غير منتظمين يُعلمون أنفسهم بأنفسهم، فهذه السلسلة تخاطب الدّارس الذي لم يسبق له أن تعلّم العربيَّة، وبهذا فهي تبدأ من البداية وتنطلق بالدارس قدما، حتى يتقن اللّغة العربيَّة بصورة تجعله قادرا على الاتصال بالنَّاطقين بها مشافهة وكتابة، وتمكّنه من الانخراط في الجامعات التي تتخذ العربيَّة لغة للدرس. (الفوزان وآخرون، 2005أ: ج)

لقد تعاون في تأليف هذا المعجم كما رأينا ثلاثة لغويين، فهو ليس من تأليف فردي بل أفرادي ويقصد بالجهد الفردي قيام شخص واحد بصورة منفردة بعمل معجم، وبالجهد الأفرادي قيام عدّة أشخاص مُتحِدي الثقافة والخلفية العلميَّة بعمل معجم، ويرى أحمد مختار عمر أنّ كلا الشكلين وجه للعمل الفردي المرفوض، لأنّ المطلوب في مؤلّف المعجم أن يكون فريقا متعدد التخصص، متنوع الثقافة حتى يتم التكامل بين أفراده وتنوع الأدوار عليهم حسب تنوع تخصصهم (عمر، 1998: 175).

فمن الأهمية بمكان أن يكون المعجم عملا تعاونيا بين عدد من المختصين حتى يكون أداة فعالة يستجيب له مستعمله أحسن استجابة، وتفيد أحسن إفادة، فكل ما نود أن نشير إليه هو أن العمل المعجمي يتطلب تضافر مجموعة من ذوي الخبرة في اختصاصات مختلفة، وترجع أهمية العمل الجماعي من جهة إلى صعوبة إلمام فرد واحد بعلوم واختصاصات عديدة، لذا يفضل أن يكون لكل مجال أخصائي أو مجموعة من الأخصائيين.

يوحي عنوان المعجم «المعجم العربي بين يديك» بأنّه معجم في متناول اليد سهل الاستعمال يسير المنهج.

1.2. مصادر مادة المعجم العربي بين يديك

بيّن مؤلفو المعجم بأنّه يضم أكثر من سبعة آلاف لفظ وتعبير، وهي « ...الكلمات التي وردت في سلسلة العربيَّة بين يديك، التابعة لمشروع العربيَّة للجميع، وزيدت عليها ألفاظ لها شيوع وأهميّة. » (الفوزان وآخرون، 2005أ: ث) لكن لم يتم تحديد مصادر هذه الألفاظ الشائعة، كما بيّن مؤلفوه أنَّ المعجم قد استفاد كثيرا من المعجم العربي الأساسي وغيره من المعجمات العربيَّة، دون تحديد عناوين معينة.

2.2. مداخل «المعجم العربي بين يديك» 

اقتُرض مصطلح «مدخل» (ج. مداخل) من اللّغات الغربيّة عن طريق التّرجمة، و«يحرص المعجمي على إيجاد مكافئات لها، أي تعاريف تضع لها صورة في ذهن المتلقّي.» (حلّام، 1999: 81) والمدخل نوعان: رئيس وفرعي، ويختلف المدخل الفرعي عن المدخل الرئيس، بكونه قد شكّل نحوا وصرفا ودلالة، فالتّشكيل النّحوي يظهر في الإسناد، والتّشكيل الصّرفي يظهر في الزّيادات الدّاخلة على الجذر، والتّشكيل الدّلالي فيما يضاف إلى المدخل من معان. (العواضي، 1999: 141) وبما أن «المعجم العربي بين يديك» معجم مرتَّب وفق المنهج النُّطقي فإنّ كلّ مداخله أساسيَّة ولا وجود فيه للمداخل الفرعيَّة.

كتبت مداخل «المعجم العربي بين يديك» في بداية السَّطر، بطريقة بارزة وبلون أحمر وببنط غليظ مغاير للون التّعريف الّذي كتب بالأسود، وشُكِّلت تشكيلا تامّا، وقد أسقط المعجم (ال) التّعريف من المداخل كما أشار إلى ذلك في مقدّمته.

1.2.2. أنواع المداخل حسب تركيبها 

  • المدخل البسيط: هو المدخل الّذي يظهر مجرّدًا عن غيره ومستقلا بنفسه صرفيّا، ولا يمكن أن يدلّ جزء منه على معنى مثل: «كتاب»، «خرج»، «في»... (حلّام، 1999: 84) وهو المدخل الأكثر حضورا في المعجم اللّغوي، ولا يضمّ لواحق، ويتكوّن من الكلمات والمصطلحات، ولا يقصد بالمدخل جذر الكلمات وأصلها الاشتقاقي، بل كلّ الكلمات التي تكوّن مداخل؛ مثال ذلك: دَرَسَ، أدرس، دارس، درَّس، تدارس، الدّارس، الدّراسة، المدرسة، المدارس، ...إلخ.

  • المدخل المركّب : ويطلق هذا النوع على كل مدخل زاد شكله على هيئة شكل المدخل البسيط، فهو مدخل مكوّن من كلمتين؛ تحتفظ كل كلمة فيه بمعناها الجزئي، فمعنى المدخل المركّب مكوَّن من مجموع معاني أجزائه، ويوضع تحت مدخل رئيس.
    فالمدخل المركَّب إذن هو توارد أو تلازم كلمتين أو أكثر بصورة شائعة في اللّغة، ولا يكون هذا التّوارد إجباريّا، وتسمى أيضا بالمتلازمات اللفظية (Collocations) ومثالا عن هذا النّوع نذكر : مكة المكرمة، حلقة مفرغة، رائحة زكيّة...
    لم يحرص « المعجم العربي بين يديك » على إيراد المداخل المركّبة -إلا قليلا-، رغم أهميّتها بالنّسبة للمتّعلم الأجنبيّ، وكثرة شيوعها في الاستعمال اللّغوي، ومن المداخل المركّبة الّتي ثبَّتها المعجم نذكر : الأرقام مثل (أحد عشر، تسعة عشر)، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، جواز السَّفر، إعجاز القرآن، ربَّة البيت، ربيع الآخر، ربيع الأوَّل، المسجد الحرام، المسجد النّبوي، لا مانع، لا عجب، مقام إبراهيم....

  • المدخل المُعقَّد: ويتكون من عنصرين فأكثر، أي إنه يكون على هيئة جملة، وتعتبر التعبيرات الاصطلاحيةIdiomes)) من المداخل المُعَقَّدة وتعمل كوحدة دلاليّة واحدة، حيث يمكن الاستعاضة عن التعبير الاصطلاحي بكلمة لها ذات المعنى، مع العلم أنّه لا يمكن أن نحذف أو نبدّل عنصرا من هذا التّعبير بعنصر آخر. فمثلا التّعبير الاصطلاحي التّالي (ألقى الضوء على...) له نفس معنى الأفعال: بيّن، شرح، أوضح... وإنَّ معرفة معنى كلّ عنصر من العناصر المكوّنة لهذا التّرتيب لا تُعيننا على إدراك معناه الحقيقي، لهذا السَّبب وجب إدراج هذا النّوع من التّعبيرات في مداخل المعجم. (القاسمي،1980: 13)

تضع المعاجم الحديثة هذا النّوع من الكلمات بعد علامة مميزة: خط رأسي أسود (ـ)، أو دائرة مغلقة () ويخصّص لها مكان في آخر الفقرة، مثل يد: أخذ بيده.، الأمر بيده، صفر اليدين، طويل اليد...

من الأهميّة بمكان إدراج التّعبيرات السّياقية والاصطلاحيّة الشّائعة في معاجم الأجانب، حيث يساعدهم ذلك على فهم معانيها واستعمالها في كلامهم وكتاباتهم، إلّا أنَّ « المعجم العربي بين يديك » لا يورد هذه التّعبيرات الاصطلاحيّة الحديثة والمعاصرة بالرّغم من تداولها بكثرة في الخطاب المكتوب والمسموع، وفي القصص ولغة الصّحافة والأحاديث اليوميّة، فإذا رجعنا إلى مدخل « يد » الّذي يضمّ عدّة تعبيرات اصطلاحيّة شائعة في الخطاب المكتوب والمسموع5، نجد خلو المعجم من ذكر أيّ واحدة منها، والسّؤال الّذي يطرح نفسه هو : ماذا يفعل المتعلِّم الأجنبيّ عندما يبحث في المعجم عن معنى تعبير اصطلاحي سمعه أو قرأه، ثمَّ لا يجده؟

2.2.2. منهج ترتيب المداخل في «المعجم العربي بين يديك» 

المعجم مؤلّف مرجعي يتميّز عن غيره من المؤلّفات من خلال طريقة الاستخدام، حيث يُقصد من أجل الاستشارة المحدَّدة، وليس من أجل القراءة والتّتبع من بدايته إلى نهايته كالرّواية أو المقال... فالرجوع إلى المعجم يكون عند البحث عن معنى كلمة موجودة في موضع معين منه، ممّا يوجب على المعجمي «تصنيف معلوماته بوسائل تنظيميّة معيّنة حتى يمكن الوصول إلى المعلومة بأيسر طريق.» (عمر، 1998: 22)

رتَّبت مداخل «المعجم العربي بين يديك» حسب التّرتيب النّطقي، حيث قُسّم المعجم إلى ثمانية وعشرين بابا، ثمّ رتّبت كلماته ألفبائيّا كما تنطق أو تلفظ، حسب حروفها الأولى دون مراعاة الحروف الأصليّة أو المزيدة.

وقد يرجع اختيار مؤلفيه لهذا المنهج إلى سهولته مقارنة بالمنهج الجذري، إذ ييسّر على مستعمليه الوصول إلى ما يبحثون عنه من كلمات دون ردها إلى أصولها، وبهذا يضمنون اختصار الوقت، وإيجاد الكلمة في أسرع وقت ممكن.

لقد اتّفق المتخصّصون على مناسبة هذا المنهج لمعاجم النَّاطقين بغير العربيَّة، -لسهولته- إلّا أنّه لا يخلو من عيوب، بحيث يؤدّي إلى تفكيك شمل الكلمات، ويُباعِد بين فروعها (اشتقاقات الجذر) في جميع أنحاء المعجم، ويفصِم عُراها،6 ويُزيحُ خاصية هامة من خواصّ اللّغة العربيَّة وهي «خاصية الاشتقاق»، وبهذا يُعطِّل جانبا من المنهج التّربوي، وهو تعويد المتعلم الأجنبي على البحث عن الكلمة انطلاقا من معرفة جذرها.

أضف إلى ما سبق أنَّ المعاجم النُّطقيّة أكثر من حيث عدد الصّفحات مقارنة بالمعاجم الجذريّة، «نتيجة لتكرار ذكر الجذور الأولى للكلمات الّتي تختلف أوائلها عن أوائل أصولها أو نتيجة لكثرة الإحالات إلى هذه الجذور.» (المعتوق، 2008: 226-227) ممّا يتسبّب في تضخيم حجم المعجم، ولذات السّبب تحتل الحروف (الألف، والتّاء، والميم) المراتب الأولى من حيث عددُ الصّفحات في المعاجم النُطقيّة، في حين يقلّ عدد صفحاتها في المعاجم ذات التّرتيب الجذري وبصفة ملحوظة.

بالرّغم من أنّ المنهج الأيسر لترتيب المداخل بالنّسبة لمستخدم المعجم هو المنهج النّطقي، فإنَّه من الضّرورة بمكان تعليم المتعلِّم الأجنبيّ خاصيّة الاشتقاق وإرجاع الكلمات إلى أصولها تمهيدا لتأليف معاجم جذريّة لمن تقدم في تعلّمه للّغة العربيَّة، كما يمكن أن نشير في كلّ مادّة في المعجم النّطقي إلى أصلها ونضعه بين قوسين، كي ندرّب مستعمله على خاصية الاشتقاق، إذ من «...المعروف تربويا ونفسيا أن ملاحظة العلاقات بين أجزاء المادة المدروسة يُسهًل التعلُّم. وأنه عندما تتوافر الرَّوابط بين الألفاظ فإنَّ جزءا من التعلُّم يكون قد تمًّ فِعلا...» (الخطيب أ، 1987: 629)

.3.2. المصطلحات العلميّة في «المعجم العربي بين يديك»

لم يهتم «المعجم العربي بين يديك » بالإشارة إلى كون المداخل مصطلحات علمية أو فنية، إلا نادرا مثال ذلك :

  • الشَّرق الأوسط: مصطلح أطلقته دول أوروبا وأمريكا على المنطقة التي تضم الدول العربيَّة، دون دول المغرب العربي، وإيران وتركيا» (الفوزان وآخرون، 2005أ : 190) ويقوم في حالات قليلة جدا بالإشارة إلى العلم الذي تنتمي إليه بعض المصطلحات دون التصريح بأنها عبارة عن مصطلحات؛ مثال ذلك : « حج : ... وفي الشَّرع هو قصد مكَّة لأداء النُّسُك... » (الفوزان، 2005أ : 113) ، و« دائرة : ...وفي علم الهندسة كل شكل مستو محدود بخط منحن، جميع نُقطه على أبعاد متساوية من نقطة داخليَّة تسمى المركز. » (الفوزان وآخرون، 2005أ: 138)

إنَّ المتعلِّم الأجنبيّ في حاجة إلى معرفة المصطلحات العلمية والفنية المتداولة والشائعة في اللّغة العربيَّة، وعدم إشارة المعجم -إلا في حالات قليلة جدا- إليها يجعله غير مؤهل للإسهام في إثراء الرصيد اللغوي والمعرفي للمتعلم الأجنبيّ وترقيته

4.2. المعلومات اللُّغوية في «المعجم العربي بين يديك»

يقدم المعجم اللّغوي مجموعة من المعطيات الصوتية والهجائية (الكتابيّة) والصَّرفية والنحويّة والدلاليّة ومعلومات الاستعمال وغيرها... فقد انتهى «ذلك التَّصوّر القديم بأن كان المعجم مفيدا في شيء واحد، وهو شرح معاني الكلمات الصَّعبة، إنَّ المعجم الحديث يفيد في جوانب شتى.» (حجازي، 2003: 263) وإذا احتاج مستعمل المعجم الموجَّه للناطقين باللّغة العربيَّة إلى كل هذه المعلومات، فإنّ مستعمل المعجم الموجه للنَّاطقين بغير العربيَّة

«...يحتاج إلى معلومات أكثر تعرض بلغة أيسر. وإذا كان بالإمكان إغفال بعض المعلومات اللغويّة أو الحضاريّة غير الضرورية في المعجم الأحادي المخصص للناطقين بالعربيَّة... فإنّنا لا يمكن بأية حال أن نغفل أيّة معلومات مهما بدت ثانويّة الأهميّة في المعجم المخصص لغير النَّاطقين بالعربيَّة، خاصة إذا كان الغرض منه مساعدتهم على التعبير بالعربيَّة.» (القاسمي، 2003: 115)

1.4.2. المعلومات الصّوتيّة 

لا يختلف النظام النُطقي للّغة العربيَّة عن نظامها الهجائي إذ «تُعد الكتابة العربيَّة الكاملة الشكل(الحركات) نظام كتابة فونيمية صوتية يقوم كل حرف فيها بتمثيل فُونيم (صوت أساسي) واحد. ولا يُمثل الفونيم الواحد بأكثر من حرف واحد...» (القاسمي، 1998: 64)

بالرغم من ذلك توجد بعض الاستثناءات التي لأجلها يُعتبر

«بيان النُطق» إحدى الوظائف الأساسية التي يُؤديها المعجم «...ونستطيع أن نضرب المثل هنا بالحروف التي لا تُنطق كالواو التي في «عمرو» والحروف التي لا تُكتب كواو المد في «داود»، والحروف التي لا تنطق ويُكتب غيرها من الحروف كالألف في «رمى» وهلم جرا. ولهذا السبب أصبح من المُحتمل للكلمة العربيَّة كما يُمثلها نظام الإملاء أن تكون عُرضة للخطأ في النُطق، ومن ثمً يتوقع طالب المعجم حين يكشف عن معنى الكلمة أن يبدأ المعجم بأن يُحَدّدَ له طريقة نُطقها ما دام النظام الإملائي لا يصلُ إلى هذه الغاية.» (حسّان، 1998: 326)

يجد متعلمو اللّغة العربيَّة الأجانب صعوبة كبيرة في نطق بعض الحروف العربيَّة، بالرغم من أنّ أبناء اللّغة الأم ينظرون إلى هذا الصوت بانّه من أيسر الأصوات نطقا. (الغريبي، 1986: 69) لذا يتوجّب على معجم الأجانب توضيح هذا الجانب، إذ لا يكتفي بضبط بعض المواضع كعين المضارع، والمواضع التي يظن فيها حدوث اللبس، بل ينبغي أن تضبط «كل كلمة بالشكل الكامل بما في ذلك المد، مع مراعاة التنوين وعدمه (قاض القاضي) (صديق أصدقاء) وفي حالة اختلاف النطق عن الكتابة تعاد كتابة الكلمة صوتيا بين قوسين مثل (يس، ياسين)» (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1981: 7)

التزم «المعجم العربي بين يديك» بضبط جميع كلمات المداخل الرئيسيَّة والفرعيّة وضبط تعريفاتها، كما عني بضبط حركة عين المضارع ورسم حركته على الحرف ولا يكتفي بوضع حركة عين المضارع في الرمز (-) ومثال ذلك: انْتَفَعَ يَنْتَفِعُ انْتِفَاعاً، حَسُنَ يَحْسُنُ حُسْناً، رَحِمَ يَرْحَمُ رَحْمَةً.

كما وضَّح المعجم في مطلع كل باب من أبوابه مخرج الحرف الذي عُقد له الباب مثال ذلك: الباء (شفتاني شديد مجهور مرقق)، الحاء (وسط الحلق رخو مهموس مرقق)، الراء (لثوي متوسّط مجهور مكرر).

2.4.2.المعلومات الصَّرفيّة

تُقدم المعلومات الصرفية في المعاجم لتُعين مُستعمل المُعجم على فهم المعنى، وتصريف الأفعال ونطق مشتقاتها بصورة صحيحة، وتقتصر على المعلومات الضرورية ذات الطبيعة العملية.

والملاحظ أنَّ «المعجم العربي بين يديك» قد أهمل تحديد أنواع مداخله من حيث الاشتقاق واكتفى بذكرها في ملحق الفوائد اللغوية مع إعطاء أمثلة عنها. (الفوزان وآخرون، 2005أ : 398)

كما اكتفى «المعجم العربي بين يديك» بذكر بعض المعلومات الصرفية الأساسيّة وهي :

  • المصادر : حيث يذكرها بصفة مطردة في خضم تعريفه للمداخل مثال ذلك : أثاب يُثيب إثابة، زلزل يزلزل زلزلة وزلزالا، شَفَع يشْفع شفعا وشفاعة، ضاعف يُضاعف مُضاعفة، وقد أشار المعجم في مقدمته إلى أنّه جعل المصادر الهامة والأكثر شيوعا في مداخل منفردة، كما أحال كل مصدر إلى الفعل الذي اشتق منه، (الفوزان وآخرون، 2005أ : ث) ومن أمثلة ذلك : رحمة : مصدر رحم، انظر رَحِم، وإحسان : مصدر أحسن : فعل ما هو خير للآخرين، ثِقة مصدر وَثِقَ يَثِقُ انظر وثِق... لكنه لم يلتزم بهذه المنهجيَّة التي وضَّحها في مقدمته، إذ يورد أحيانا مصادر دون الإحالة إلى الأفعال التي اشتقت منها، مثال ذلك : « فِراسة : معرفة حقيقة الأمر بملاحظة ظاهره » حيث لم يتم إحالته إلى الفعل « فرس ».

  • الإفراد والتثنية والجمع : يورد « المعجم العربي بين يديك » مداخله بصيغتي الإفراد والجمع، حيث نجد المداخل المفردة متبوعة بجمعها مثل : إبريق (ج) أباريق، أخرس (ج) خُرس، أخدود (ج) أخاديد... واعتنى المعجم بإيراد الجمع واختار له الرمز (ج)، والذي يَقصِد به جمع التَّكسير في الغالب، جاء في مقدمته : « اكتفينا بجموع التَّكسير، وأغفلنا ذكر جموع التَّذكير والتَّأنيث السالمة لسهولة الإتيان بها بزيادة (ون) (ين) و(ات) إلا فيما قلّ » (الفوزان، 2005أ : ج)... فـ« إذا كان المدخل جمع تكسير، يحال إلى المفرد... » (الفوزان، 2005أ : ث) ومن أمثلة ذلك : أوتاد : جمع وتد انظر وتد، جلساء جمع جليس انظر جليس، ويعتبر إيراد مداخل تمثِّل جمع التكسير ذا أهمية كبيرة للمتعلم الأجنبيّ، الذي يجد صعوبة في معرفته كونه غير خاضع لقاعدة قياسيَّة.

  • التّذكير والتّأنيث: استخدم «المعجم العربي بين يديك» الرمز (مذ) للمدخل الذي يشير لاسم مذكر، وهو كثير في المعجم والرمز (مؤ) للاسم المؤنث، حيث جاء في مقدمة المعجم «فإذا كان المدخل اسما مؤنثا -وهذا قليل- يحال إلى المذكّر» (الفوزان وآخرون، 2005أ : ث) مثال ذلك : أخرى : مؤنث آخر أنظر : آخر، ذات (مؤ) ذو.

3.4.2. المعلومات النّحويّة

لا يُقدِّم المعجم إلا حدا أدنى من المعلومات النَّحوية، ذلك لأنَّ الكلمات العربيَّة تتخذ لها معنى وشكلا صرفيا من موقعها النحوي في الجملة، وهي مهمَّة من العسير تحقيقها عمليا في المعاجم، وبيَّن العواضي أنَّ المعاجم العربيَّة المعاصرة لا تهتم بإبراز المدخل حين يتنوع موقعه النحوي، مثل التغير في الشكل والصوت للأسماء الستة، باستثناء المعجم العربي الأساسي حيث أورد في المدخل : « أخ » : أحد الأسماء الخمسة [الستة] التي ترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء : جاء أخوك، ورأيت أخاك، وسلمت على أخيك، فالتّعريف النحوي جاء مقترنا بأمثلة تمكّن الطالب من معرفة ما آل إليه الواو حسب المواقع النحوية التي يتبوؤها المدخل في السياق الكلامي. (العواضي، 1999: 189-190)

أما «المعجم العربي بين يديك» فقد ذكر بعض المعلومات النّحوية المختصرة في ملحق الفوائد اللُّغوية، (الفوزان، 2005أ : 387-403) والتي تتعلق بعلامات الرفع، والنّصب والجر، الأسماء المبنية، علامات الإعراب، أنواع الحروف من حيث مكانها وأثرها، ولم يتطرق إلى الممنوع من الصرف والظروف.

4.4.2. المعلومات الهجائية (الكتابيّة)

حدد « المعجم العربي بين يديك » في ملحقه للفوائد اللغوية بعض المعلومات الهجائية؛ وهي الهمزة في أوّل الكلمة، والهمزة المتوسطة، والهمزة في آخر الكلمة (الهمزة المتطرفة)، وهمزة الوصل وهمزة القطع، والألف المتطرفة، وعلامات التَّرقيم، لكنه لم يشر إلى التاء والحروف التي تنطق ولا تكتب مثل الألف في أسماء الإشارة، والواو في داود... والحروف التي تكتب ولا تنطق مثل الواو في عمرو والألف في مئة...، فبالرغم من قلة هذه الكلمات في اللّغة العربيَّة، فإنَّها مهمة للمتعلِّم الأجنبيّ وعلينا تحديدها له ليعرفها ولا يقع في أخطاء عند كتابتها.

5.4.2. المعلومات الحضارية والموسوعيّة 

يقدم المعجم بعض المعلومات الموسوعية وهي معلومات لا تنتمي إلى اللّغة (معلومات عن الأشياء والعالم الخارجي) ومن أمثلة ذلك: أسماء بعض الأعلام والأسماء الجغرافية، ويرى «معظم اللسانيين الذين يكتبون في المُعجميَّة أو يمارسونها فعلا... أن تشتمل المعاجم على المعلومات الموسوعيّة لمساعدة القارئ الذي يبحث عنها في المعجم.» (القاسمي، 2003: 42) ولا يعتبر هذا النوع من المعلومات حشوا أو تزيّدا، إذ من الضروري تزويد القارئ بمعلومات عن العالم الخارجي من أجل توضيح المعلومة اللغويّة. (عمر، 1998: 161)

وقد أكّدت الدورة التّدريبيّة (صناعة المعجم العربي لغير النَّاطقين بالعربيَّة) على أن تُدرج في المعجم مداخل تمثّل الملامح أو العناصر الكبرى للحضارة العربيَّة الإسلاميّة، وما يتَّصل بها من أسماء الأعلام والأماكن والأحداث على أن يُراعى في اختيارها تمثيل الجوانب الآتية: (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1981: 9)

  1. المعلومات الجغرافيّة، أو أسماء الأقطار، والمدن، والأنهار، والبحار، والجبال... الخ.

  2. أبرز الأعلام في مختلف الحقول: الدين، والأدب، والتاريخ، والعلوم، والفلسفة.

  3. العصور التاريخيَّة، والأحداث، والمواقع المشهورة.

  4. التَّقاليد والمعتقدات: الاجتماعيّة، أو الدينيَّة كأركان الدّين والأعياد.

  5. التَّنظيمات الحكوميّة وغير الحكوميّة (محلّيّة، إقليميّة، عالميّة)، والمؤسسات العلميّة، كالجامعات، والمجامع، والجمعيات.

  6. أسماء أو عناوين مختارة من الأعمال الأدبيّة أو الفكريّة.

لقد ذكر «المعجم العربي بين يديك» القليل فقط من المعلومات الحضاريّة والموسوعية، وهذا عيب من عيوب المعجم حيث لا يسهم في تزويد قارئه بالثقافة العربيَّة والحضارة الإسلامية، التي تعتبر من أهم غايات تعليم العربيَّة للأجانب.

ومن أمثلة المداخل الموسوعية التي ذكرت في المعجم:

«النيل: نهر ينبع من مرتفعات الحبشة ووسط إفريقيا، ويجري في السودان ومصر، ولا يسمى نيلا إلا بعد اقتران النيل الأبيض بالنيل الأزرق في الخرطوم وهو أطول أنهار العالم.»
إنجيل: «(ج) أناجيل: الكتاب الذي أنزله الله عزَّ وجل على نبيه عيسى بن مريم عليه السلام، ﴿ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ﴾»
المسجد الحرام: الكعبة وما يحيط بها، المسجد الحرام في مكة المكرّمة ... ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ كما نجد مداخل أخرى نذكر منها: حراء، قباء، المسجد النبوي، مقام إبراهيم...

5.2. التَّعريف في «المعجم العربي بين يديك»

1.5.2. التَّعريف وأنواعه في «المعجم العربي بين يديك»  

«التّعريف هو تمثيل للمعنى بواسطة كلمات أخرى، أي أن يقوم المعجمي بإعادة المعنى بواسطة ألفاظ أخرى.» (عمر، 1998: 121) وأي تعريف ينطوي على جزأين: أولهما اللفظ المراد تعريفه (المُعرَّف)، والثاني التّعريف الذي يُقدَّم للمُعَرَّف، فالتّعريف والمُعرَّف تعبيران عن شيء واحد أحدهما موجز والآخر مفصلّ، ومن هنا سمَّته الكتب العربيَّة بالقول الشارح. (بدوي، 1977: 75)

لقد وضَّح «المعجم العربي بين يديك» في مقدمته

«تباين أسلوب شرح المفردات حسب مقتضى الحال؛ ففي بعضها كانت الصورة أو الرَّسم أو الشكل، وفي بعضها كان التَّرادف أو التَّضاد، أو السياق أو الشَّرح أو التَّعريف أو الجمع بين أكثر من أسلوب» (الفوزان وآخرون، 2005أ: ج)

لكن عند العودة إلى المعجم لا نجده يكتفي بنوع واحد من التعريف، حيث لم يكتف بالصورة وحدها أو بالترادف فقط أو بالتضاد أو بالسياق أو حتى بالتعريف فقط، بل نجده يجمع بين نوعين أو أكثر ومن أمثلة ذلك نذكر استخدامه:

  • التَّعريف والمثال: ومن أمثلة ذلك: «أحرم يُحرم إحراما: دخل في النسك بالحج أو بالعمرة «أحرم الحاج من قرن المنازل"» ومدخل «زحام اكتظاظ أو امتلاء المكان بالبشر أو الاشياء، حتى يضيق بهم، "كان الزحام شديدا في الصباح، لذا وصلت إلى المكتب متأخرا.»

  • المرادف والمثال والشاهد: «أبصر يبصر إبصارا: رأى "أبصرت الرَّجل في الطريق« ﴿فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ﴾»

  • المضاد والمثال والشاهد: «أبعد خلاف أقرب «البيت أبعد من المسجد وأقرب إلى مكان العمل.» وقوله: «أبغض خلاف أحب، جاء في الحديث (أبغض الرِّجال إلى الله الألدّ الخصم)»

  • التعريف والمضاد والمثال والشاهد: «أحبَّ يحب حبا ومحبة: أحب الشيء: مال إليه، ورغب فيه، خلاف كره ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾»

  • المرادف والمضاد والتعريف والمثال: «أثمن أغلى، خلاف أرخص، أغلى في قيمته من الآخر، الذَّهب أثمن من الفضَّة»

نشير إلى أنَّه إذا كان للمدخل الواحد أكثر من معنى يقوم المعجم العربي بين يديك" بتحديد جميع معاني الفعل وترقيمها ومن أمثلة ذلك: "كَتَبَ: يَكتُبُ، كِتابةً: (1) نَسَخَ- خطَّ،(2) ألَّف: "كتب علماء الإسلام كثيرا من الكتب" "اكتُب موضوعا عن بلدك"، (3) فُرض: ﴿يا أيُّها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتَّقون﴾

كما يستعين "المعجم العربي بين يديك" في تعريف مداخله بالإحالة renvoi،حيث يحيل بعض المداخل إلى مداخل أخرى، وهذا من شأنه أن يُجنِّب المعجم تكرار المعلومات، ومن أمثلة ذلك: أجداد جمع جد، انظر: جد، إحكام مصدر أحكم، أنظر: أحكم، أخت (مذ) أخ انظر: أخ، أصيل (مؤ) أصيلة انظر: أصيلة...

2.5.2. عيوب التَّعريف في المعجم العربي بين يديك 

1.2.5.2. استخدام كلمات في التّعريف لم تُدرج ضمن مداخل المعجم

يفترض أن تكون لجميع المفردات المستعملة في التّعريف مداخل في المعجم، لكن المعاجم لا تلتزم بذلك بشكل دائم، حيث تستعمل في تعريف بعض المداخل مفردات لا نجد لها أثرا في المتن، ويطلق عدنان الخطيب على هذا العيب من عيوب التَّعريف مصطلح «نقص التكامُل»، حيث يقول:

«من عيوب المعاجم الشائعة، رؤية مؤلّف المعجم يضمِّن كلامه الوارد في إحدى مواد معجمه أو في مقدمته أو خاتمته، كلمات ليست مثبتة في مكانها من معجمه سهوا منه أو تحرُّجا من ذكرها...». (الخطيب ع، 1994: 79-80)

ولقد سبق للشدياق أن أعاب على المعاجم العربيَّة القديمة هذا الخطأ قائلا: «... ومن ذلك أنهم يوردون في التّعريف ألفاظا لا يذكرونها في مظانها مع توقف المعنى عليها...» (الشدياق، 1299هـ: 14)

ومن أمثلة ذلك في «المعجم العربي بين يديك» أنّه عرّف الجريدة في معناها الثاني: (ج) جرائد: سعف النَّخيل المجرّد من خوصه، «كانت البيوت قديما تُسقَّف من جريد النَّخيل»، لكنه لم يجعل لكلمة «خوص: ولا لكلمة «سعف» (سعف النَّخيل) مدخلا ولا تعريفا في المعجم، وعرَّف أيضا مدخل جرثومة: مكروب – بكتيريا، لكن لا وجود لمكروب ولا لبكتيريا في المعجم. وعرَّف الثلاثاء أحد أيام الأسبوع الواقع بعد الاثنين وقبل الأربعاء ولكن لا نجد مدخلا للأربعاء في المعجم، وعرّف المدخل أخطأ يُخطئ خطآ؛ لم يصب.... وقد عزز المدخل بصورتين الأولى لرجل يركع وظهره منحن وقد كتب تحتها أخطأ باللون الأحمر، وبجانبها صورة لرجل يركع وظهره مستو مستقيم، وقد كتب تحتها أصاب باللون الأسود، ولما بحثنا عن مدخل أصاب نجد: أصاب يصيب إصابة (1) الشيء ضربه وأدركه أصابه في رأسه (2) وقع له أو حدث له «أصابته مصيبة فلم يخرج من البيت، منذ ذلك الوقت» ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ ولم يرصد المعجم معنى أصاب الذي هو خلاف أخطأ.

لذا ينبغي على المعجم الجيّد أن يضع مداخل لكل الكلمات التي يستخدمها في تعريفاته، لأن مستعمل المعجم قد يجد في تعريف ما كلمةً لا يعرفها، وقد يبحث عنها في المعجم نفسه، وإذا لم تكن موجودة فإنه لن يتمكن من الوصول لمعنى الكلمة التي كان يبحث عنها.

2.2.5.2. اختلاف مقدار التّعريف

وهو التفاوت في تعريف الكلمات التي تنتمي إلى الجنس نفسه أو الموضوع العام، ويطلق عليه عدنان الخطيب مصطلح عدم التمسُّك بالتناظر، ويقصد به إما: (الخطيب، 1994: 75)

  • تعريف كلمات الحقل الدلالي الواحد وترك أخرى دون تعريف.

  • أو تعريف الكلمات تعريفات مختلفة غير متماثلة رغم انتمائها للحقل الواحد.

ولتجنب هذا العيب على المعجمي الالتزام باتِّساق التّعريف، أي بصياغة تعريفات متماثلة، بمعنى إيجاد وحدة مشتركة بينها، وعلى سبيل المثال فإنّ التّعريف الذي يتمُّ الالتزام به بالنسبة لحيوان ما، أو نبات ما، يجب تبنيه لكل نوع من أنواعها، وذلك فيما يتعلق بجميع الأصناف العلميَّة الأخرى، لأننا نعتبر الاتِّساق قاعدة منهجية تُربط ارتباطا عضويا بماهية التّعريف. ويُعدُّ الاتِّساق المنمَّط شرطا آخر من شروط التّعريفات المعجميَّة، إذ يُعطي صورة نمطية لجوهرها، مما يجعله يشكل وحدة متناسقة تحملها خيوط مترابطة... (Rey,2000: XIV)

وقد وقع «المعجم العربي بين يديك» في هذا العيب من عيوب التَّعريف ومن أمثلة ذلك تعريفه أيام الأسبوع كالآتي :

  • السَّبت: اليوم الذي يلي يوم الجمعة، ويسبق يوم الأحد ﴿ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السَّبت﴾.

  • الأحد: اليوم الثاني من أيام الأسبوع «يوم الأحد يلي يوم السَّبت.

  • الاثنين: لم يورد لها مدخلا وتعريفا في المعجم.

  • الثلاثاء: أحد أيام الأسبوع الواقع بعد الاثنين وقبل الأربعاء.

  • الأربعاء: لم يورد لها مدخلا وتعريفا في المعجم.

  • الخميس: اليوم السادس من أيام الأسبوع، يقع بعد يوم الأربعاء وقبل يوم الجمعة.

  • الجمعة: اليوم الذي يلي يوم الخميس ويسبق يوم السَّبت.»

يتضح جليا عدم الاتِّساق في تعريف أيام الأسبوع في  «المعجم العربي بين يديك» ، حيث اكتفى في تعريف يوم السَّبت بتحديد موقعه بين أيام الأسبوع، مع إلحاقه بشاهد من القرآن الكريم، وحدَّد في تعريف الأحد والخميس ترتيبهما ضمن أيام الأسبوع، مع إضافة مثال توضيحي في تعريف يوم الأحد يُظهر أنه يلي يوم السَّبت، في حين أضاف في تعريف يوم الخميس أنَّه يلي يوم الأربعاء ويسبق الجمعة، وتجدر الإشارة إلى اختلاف الدول والثَّقافات في تحديدها لليوم الأوَّل من أيام الأسبوع، فهناك من يجعله يوم السَّبت، ونجد من يجعله يوم الأحد، لذا نرى أنَّه من الأفضل عدم تحديد ترتيب اليوم عند تعريفه.

ويتعلق النوع الثالث من التّعريف بـيوم الثلاثاء؛ حيث عُرّف بأنَّه أحد أيام الأسبوع، مبيِّنا بأنه يقع بعد الاثنين وقبل الأربعاء، مع الإشارة إلى أنَّ المعجم لم يفرد مدخلا ليوم الاثنين ولا ليوم الأربعاء، بالرغم من ورودهما في تعريف الثلاثاء.

ومما سبق يتبيّن أنَّ أحسن تعريف هو تعريف يوم الثلاثاء، لأنه حدَّد لنا الحقل الذي ينتمي إليه (أيام الأسبوع)، كما قدَّم لنا موقعه بين الأيام (اليوم الذي يسبقه واليوم الذي يليه)، وهذه الطَّريقة هي الأفضل في تعريف الكلمات المنتمية إلى مجموعات دورية كأيام الأسبوع، والفصول والشهور وغيرها.

6.2. الوسائل المساعدة في توضيح المعنى في «المعجم العربي بين يديك»

1.6.2. الشواهد والأمثلة التَّوضيحيَّة

الشواهد والأمثلة هي

«... عبارة عن جمل أو تراكيب تتوافق مع الكلمة المدخل، وتثري المعلومات اللّغوية (ما يتعلق بالسمات النحوية والدلالية والمعلومات الثقافية)، يُمكن أن تُستنبط هذه الجمل أو التّراكيب من مدوَّنة قد تختلط مع مجمل الأدب الخاص بالمجموعة اللّغوية الاجتماعية، وقد تكون من وضع المعجمي نفسه، بصفته المتكلم الأصلي للغة، وبالتّالي فإن الأمثلة تبرر التّعريف، وغالبا ما تكون جزءا منه، كما تقدم أكثر التركيبات النحوية شيوعا أو العلاقات الدلالية الأكثر تداولا.» (Dubois, 2007 :190)

أقرّت الدورة التَّدريبيّة «صناعة المعجم العربي لغير النَّاطقين بالعربيَّة» مجموعة من التَّوصيات المنظَّمة لإدراج الشَّواهد والأمثلة التَّوضيحيّة في معجم النَّاطقين الأجانب باللّغة العربيَّة جاء فيها : (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1981 : 10)

  • تستخدم الشواهد بعد كل مدخل رئيسي أو فرعي (التعبيرات الاصطلاحيَّة- الكلمات المركبة- الاشتقاقات البارزة)،

  • ينبغي استخدام الشواهد أو الأمثلة التوضيحيّة بصورة مطَّردة، بحيث يتبع كل معنى من المعاني بمثال توضيحي واحد على الأقل، ما عدا الكلمات ذات الدلالة الحسيَّة المحدّدة التي لا يزيدها الشاهد إيضاحا،

  • ينبغي أن تختار الشواهد أو تُصاغ الأمثلة التَّوضيحيّة بحيث تكون لغتها ميسَّرة تستخدم المفردات العربيَّة الأساسيّة،

  • ينبغي أن تكون الشواهد أو الأمثلة التَّوضيحيّة موجزة وتفيد القارئ في توضيح معنى الكلمة أو استعمالاتها المختلفة،

  • ينبغي أن تعكس الشواهد أو الأمثلة التَّوضيحيّة جوانب من الحضارة العربيَّة الإسلاميّة حيثما كان ذلك ممكنا،

أشار  

« المعجم العربي بين يديك» إلى اهتمامه بذكر الآيات القرآنية لتوضيح معاني المداخل حيث جاء في مقدمته « عُضِّدت المعاني الواردة بآيات من القرآن الكريم، إيمانا منا بأنَّ الدَّارس المسلم يمكن أن يربط الكلمة الجديدة بمعناها في القرآن، وقد جاءت الآيات في آخر الأمثلة ليكون ذلك أدعى إلى استيعابها » (الفوزان وآخرون، 2005أ :ج)

دون التَّطرق إلى أنواع أخرى من الشواهد، إلا أنَّ تصفح المعجم يظهر إيراد المعجم لأنواع أخرى من الشواهد والأمثلة التَّوضيحية والتي سنذكرها جميعا فيما يأتي.

1.1.6.2. الأمثلة التَّوضيحيَّة

حيث يندر أن يرد تعريف في المعجم دون أن يتبع بمثال توضيحي، وجاءت الأمثلة -في الغالب- حديثة واضحة وميسَّرة، مثال ذلك : «سأل يسأل سؤالا ومسألة : (1) استفسر واستخبر» سألت عن حال الأسرة «(2) طلب ليسدَّ الحاجة» سأل الفقير النَّاس ما يأكله «... (3) طلب الشيء ليستخدمه أو يملكه  «سألت صديقي أن يعطيني الآلة الحاسبة»، «التهب يلتهب التهابا التهبت النَّار»، كما تضمَّن أغلبها معلومات حضارية وإسلاميَّة وموسوعيَّة مثال ذلك : « شمَّت يشمّت تشميتا : دعا بالخير لمن يعطس ويحمد الله،  «شمّت السامع العاطس قائلا : يرحمك الله»، « صاحَبَ يُصاحب مصاحبة : رافق وعاشر «صاحب أبو بكر الصّديق الرسول ﷺ في هجرته إلى يثرب، « عاشوراء : اليوم العاشر من شهر محرّم « دأب المسلمون على صيام يوم عاشوراء»، « عالم (ج) عالمون وعلماء : المتخصص في علم من العلوم، خلاف جاهل» الشَّيخ ابن باز-رحمه الله- عالم من علماء الإسلام البارزين.

إلا أنَّنا وجدنا الكثير من الأمثلة التَّوضيحيَّة الطويلة، والتي تتنافى مع شروط الأمثلة التَّوضيحيَّة التي تنص على أن تكون موجزة ومثال ذلك : المثال التَّوضيحي الذي ورد في مدخل ذكاء  »على الرُّغم من أنَّ المسألة كانت صعبة الحل، فقد فهمها هذا الطالب وحلها بسرعة، فذكاؤه خارق«  والمثال التّوضيحي الذي ورد في مدخل أجزاه :  »إذا أطعم الشيخ الكبير عن كل يوم مسكينا، أجزاه ذلك عن الصيام«  والمثال الذي ورد في مدخل صحابي :  »من أشهر رواة الحديث الصَّحابي أبو هريرة –رضي الله عنه- وهناك صحابة كثيرون من المهاجرين والأنصار رووا عنه ﷺ« .

2.1.6.2. الشواهد

شواهد القرآن الكريم :أكثر  »المعجم العربي بين يديك«  من الشواهد القرآنية وقام بوضع الآيات الكريمة بين قوسين زهريين ﴿﴾دون التنبيه إلى أنها آية قرآنية، واكتفى بالإشارة إلى ذلك في مقدمة المعجم، ومن أمثلة ذلك :  »أتقن يتقن إتقانا : أحكم أجاد، لابد للطبيب أن يتقن عمله، أكمل العامل عمله بسرعة وإتقان، ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾، « قد :(1) حرف يفيد التَّحقيق مع الفعل الماضي،  »قد جاء الحق« ،  »قد آمنت بالله، « ﴿قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا﴾، « ـ مزنة : (ج) مُزن : سحاب يحمل الماء ﴿أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ﴾
ويورد في بعض المداخل شاهدين قرآنيين على معنيين مختلفين ومثال ذلك ما ورد في مدخل  »آثر يُؤثر إيثارا، (1) فضَّله واختاره ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾، (2) خصَّه وقدَّمه على نفسه أو غيره ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾، لكننا نجد بعض المداخل التي تضمَّنت أكثر من آية للمعنى نفسه، مثال ذلك ما جاء في مدخل « عدل يعدل عدلا : (1) خلاف ظلم،  »على الحاكم أن يعدل بين الناس ولا يظلم أحدا«  ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ﴾، ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾  »ويتكرر ذلك في مداخل أخرى مثل عفا، أحاط، قنطار، مؤمن، نخلة، وغيرها...

شواهد الحديث النبوي الشريف: لقد اعتمد علماء اللّغة على الحديث النبوي الشريف في معاجمهم، ومن بينهم الخليل بن أحمد الفراهيدي، وسار جميع اللّغويين الذين جاؤوا بعده على طريقه أمثال؛ ابن فارس والأزهري... في حين تشدد النحاة في الاستشهاد بالحديث. (نصّار، 1988 : 212-215)
أما مجمع اللّغة العربيَّة بالقاهرة فيرى بالاحتجاج ببعض الأحاديث النبوية في أحوال خاصة (الترزي وأمين، 1984 : 5) الأحاديث المتواترة والمشهورة، والأحاديث التي تستعمل ألفاظها في العبادات، والأحاديث التي تعد من جوامع الكلم، وكتب النبي صلى الله عليه وسلّم، والأحاديث التي دوّنها من نشأ بين العرب الفصحاء، كما نصَّ على أنْ لا يحتج في العربيَّة بحديث لا يوجد في الكتب المدوَّنة في الصدر الأول ككتب الصحاح الستة7 فما قبلها.
وُضِعت الأحاديث النبوية الشَّريفة في « المعجم العربي بين يديك » بين قوسين مسبوقة غالبا بعبارة « وفي الحديث » مثال ذلك : « مشط : (ج) أمشاط : آلة يُمَشَّط بها الشَّعر  »هذه أمشاط لتسريح الشَّعر«  وفي الحديث : (النَّاس سواسيَّة كأسنان المشط) »، و« نيَّة : (ج) نيات ونوايا : القصد والعزم على عمل شيء بالقلب، وفي الحديث : (إنَّما الأعمال بالنّيات) »وفي أحيان قليلة تأتي الأحاديث الشَّريفة بعد عبارة « قال ﷺ » مثال ذلك : « أراك شجرة تنبت في البلاد الحرَّة تُتَّخذ منها المساويك لتنظيف الأسنان وتطهير الفم قال ﷺ (وإن كان قضيبا من أراك)، و»حرف حروف وأحرف... قال الرسول ﷺ نزل القرآن على سبعة أحرف« 
ووردت بعض الأحاديث مسبوقة بعبارة  »وفي الحديث القدسي«  مثال ذلك ما ورد في المدخل  »آذى يؤذي إيذاء، أصاب بأذى أو ألم أو ضرر، وفي الحديث القدسي (من آذى لي وليا فقد آذنته بحرب)«  لكن وردت بعض الأحاديث بين قوسين دون أن تسبق بعبارة  »وفي الحديث«  أو قال ﷺ منها وغيرها، ومن أمثلة ذلك الحديث الذي ورد في مادة أخطأ : ...(ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك)، وكذلك الحديث الذي ورد في مادة أخفى : (ورجل تصدَّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) وكلاهما حديثان صحيحان.
وكثيرا ما يتبع الشاهد من الحديث الشريف بشاهد من القرآن الكريم مثال ذلك : همَّ : يهُمُّ همّا : عزم على الفعل ولم يفعله، وفي الحديث (من همَّ بمعصية ولم يفعلها كتبت له حسنة)،﴿إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ﴾
نلاحظ التزام الشواهد المختارة في  »المعجم العربي بين يديك«  وكذا أمثلته التوضيحية بجميع التوصيات التي أقرّت بها الدورة التَّدريبيّة لصناعة المعجم العربي لغير النَّاطقين بالعربيَّة، باستثناء الاختصار حيث وردت الكثير من الأمثلة السِّياقية التوضيحيّة الطويلة في المعجم.

3.1.6.2. المأثور من الأمثال 

جاء في مقدمة  «المعجم العربي بين يديك»  « أوردنا جملة من الأمثال العربيَّة، حيث كان ذلك مهما » (الفوزان، 2005أ : ج) ومن الأمثال التي وجدناها :  «رجع بخفي حنين»  الذي ورد في مدخل خُف، و«جزاه جزاء سنّمار» الذي ورد في مدخل جزى، وأتبعَ كلُّ مثلٍ بالمضرب الذي يضرب فيه، فقيل في الأول  «مثل يضرب لمن يعود خائبا دون أن يحصل على ما يريد»، وفي الثاني يقال لمن يقابل الإحسان بالإساءة، لكننا لم نجد أمثالا أخرى مشهورة مثال ذلك :  «الصَّيف ضيعت اللبن»  لا في مدخل صيف ولا في مدخل لبن  كما لم نجد « أخلف من عرقوب » ولا « وافق شن طبقة » ولم نجد أيضا « عصفور في اليد خير من عشرة في الشجرة »، « عادت حليمة إلى عادتها القديمة »، :« مسمار جحا »، « على نفسها جنت براقش »، « وعند جهينة الخبر اليقين » ...

2.6.2. الصور والرُّسوم التوضيحية

تسهم الصور التَّوضيحيَّة في تدعيم المدخل المعرَّف للمتعلم الأجنبيّ، وتوفر حيزا في حالات كثيرة تقتضي توسعا في التّعريف، ومفردات كثيرة للشرح، وتزوِّد القارئ بأمثلة بصريَّة، وتدخل ضمن المعلومات الموسوعيَّة غير اللغويَّة.

جاء في مقدمة «المعجم العربي بين يديك» : « وقد ضمَّ المعجم ما يقارب 1600 صورة توضيحيَّة لبيان بعض المعاني. » (الفوزان وآخرون، 2005أ: ج) وقد تنوعت حيث نجد الصور الفوتوغرافية الواقعية وهي التي أخذت حصّة الأسد، كما نجد الرسوم الملونة وغير الملوّنة لأشخاص وحيوانات وأشياء وأماكن وأدوات...كما تنوَّعت الصور والرسوم التّوضيحية في المعجم من حيث عددها في كل مدخل إلى:

  • الصور المنفردة: حيث يتم إيراد رسم أو صورة توضيحيَّة واحدة في كل مدخل، ومن أمثلة الصور المنفردة نذكر: إبط، باخرة، ثوم، حيَّة، رئة، شمس، قُبَّة...

  • الصور المزدوجة : وهو إيراد صورتين في كل مدخل، يؤتى بهما لتوضيح المدخل وضده (أظهر- أخفى)، (أنار- أظلم)، (أوسع- أضيق)، (استقبل- استدبر)، (رجل- امرأة)، (أغلق- فتح)، وتوضيح هذا التضاد بالصور مفيد جدا للمتعلم الأجنبيّ، حيث يساعد على ترسيخ المعنى في الذهن، مثال ذلك : مدخل « حي » نجد فيه صورتين ؛ الأولى لرجل حي وصورة أخرى تحتها لرجل ميت مغطى بكفن، والأمر نفسه في مدخل « امتلأ » نجد صورة لكأس مملوء كتب تحته امتلأ، بجانبها صورة لكأس فارغ كتب تحته فرغ، ومدخل « كشف » الذي نجد فيه صورتين؛ صورة ليد تزيل الغطاء عن طنجرة وكتب تحتها كشف، وصورة أخرى بجانبها ليد تضع الغطاء على الطنجرة، وقد كتب تحتها غطى، لكن الإشكال الذي وقع فيه « المعجم العربي بين يديك  »يتمثل في تكرار الصور نفسها في مداخل كثيرة، ففي المدخل « أطفأ » نجد صورتين الأولى لطفل يطفئ شمعة، والأخرى لطفل يشعل شمعة، ونفس الصورتين كررتا في المداخل أشعل، ألهب، أوقد، أي أن الصورتين كررتا في أربعة مواضع مختلفة من المعجم، ولو أنه استعمل الإحالة لكان أفضل من إعادة تكرار الصورتين، والذي من شأنه أن يزيد من تضخم حجم المعجم.

  • صور لمجموعة من الأشياء المنتمية لحقل من الحقول الدلاليّة: ومن المداخل التي زوّدت بمجموعة من الصور باعتبارها تمثل حقولا دلالية شائعة وكثيرة التردد نذكر: أجهزة8، أزهار، حشرات، حيوانات، خضروات، طيور، فواكه، ملابس، مهن، وسائل النقل.

  • صور اللوحات الكاملة: أورد المعجم لوحتين بعد مدخل «أعضاء» إحداهما لأعضاء جسم الإنسان الخارجيَّة9 والأخرى لأعضاء جسم الإنسان الدّاخليّة، وأفرد لكل لوحة صفحة كاملة.

لقد نجح «المعجم العربي بين يديك» إلى حد كبير في توظيف الصور والرسوم لتعزيز مداخله المشروحة، وهذا من شانه أن يساعد المتعلِّم الأجنبيّ على تمثّل المعنى المقصود في وقت وجيز، وبطريقة ميسَّرة بسيطة ومن محاسن الصور التي وظفها « المعجم العربي بين يديك » ما يأتي :

  • مجيء معظم الصور والرسوم في مكانها المناسب بجانب المداخل المعرَّفة.

  • استخدام الأسهم والدوائر في إبراز الجزء المقصود من الصورة، مثال توظيف الأسهم في مدخل « خد »، حيث نجد صورة لوجه طفل مبتسم وفيها سهم أحمر متجه إلى خده، وفي مدخل « بلاط » نجد صورة لجزء من غرفة فيها جِداريْن، وأرضية وسهم أحمر يشير إلى البلاط وكتبت بجانبه كلمة بلاط، ومن أمثلة توظيف الدوائر نجد في المدخل « بَنَان » صورة لكف إنسان وقد أحيط طرف الأصبع الوسطى بدائرة حمراء، ومدخل « ثقب » الذي نجد فيه صورة لإبرة وقد أحيط على سَمِّها بدائرة حمراء.

  • وظّف المعجم الصور في توضيح الكثير من مداخل الأفعال، وهذا ما لا نجده في الكثير من المعاجم الموجهة للناطقين باللّغة العربيَّة، مثال ذلك مدخل «أرشد» الذي نجد فيه رسما لشرطي يرشد رجلا وهو داخل سيارته إلى المستشفى، وفي مدخل «أغمض » صورة لرجل مغمض العينين.

لكننا نجد بعض الصور المضببة وغير الواضحة، حيث لا يظهر محتواها بطريقة جيدة، مثال ذلك مدخل أمطر. سعى، قادر، فروة (ج) فراء...

الخاتمة 

حاولنا من خلال هذا البحث إبراز أهميّة معجم اللّغة العربيّة للناطقين بغيرها في تعليم اللّغة العربيَّة ونشر ثقافتها، وكذا تحديد خصائصه التي تميّزه عن غيره من المعاجم، واخترنا «المعجم العربي بين يديك أنموذجا »، وقد توصَّلت الدراسة لعدد من النتائج نذكر منها ما يأتي :

  • قلّة المعاجم العربيّة الموجهة للناطقين بغير العربيّة، حيث عثرنا في بحثنا على ثلاثة معاجم فقط وهي: « المعجم العربي الأساسي » سالف الذكر والذي ألَّفه مجموعة كبيرة من الباحثين واللغويين، و« معجم الطلاب » الذي ألَّفه محمود صيني وحيمور حسن يوسف، و« المعجم العربي بين يديك » الذي اخترناه أنموذجا تطبيقيا.

  • لا يمكن للمتعلمين الأجانب الاستعانة بالمعاجم العربيّة للناطقين بها سواء كانت قديمة أم حديثة، فهم بحاجة إلى معجم خاص بهم يأخذ بعين الاعتبار الاختلافات اللغوية والحضارية بين الأجانب وأبناء اللّغة.

  • لم يحرص «المعجم العربي بين يديك» على إيراد المداخل المركبة، إذ وجدنا القليل منها، رغم أهميتها بالنسبة للمتعلم الأجنبيّ، وكثرة شيوعها في الاستعمال اللغوي، كما لم يورد التعبيرات الاصطلاحية الحديثة والمعاصرة بالرغم من تداولها بكثرة في الخطاب المكتوب والمسموع، وفي القصص ولغة الصحافة والأحاديث اليومية

  • اعتمد المعجم «العربي بين يديك» على المنهج النطقي في ترتيب مداخله، وهو الأنسب لمعاجم الناطقين بغير العربية ليسره وسهولته وذلك باتفاق المتخصصين، إلا أنّه من الضرورة بمكان تعليم المتعلِّم الأجنبيّ خاصية الاشتقاق وإرجاع الكلمات إلى أصولها، تمهيدا لتأليف معاجم جذريّة لمن تقدم في تعلّمه للغة العربيَّة.

  • زوّد المعجم العربي بين يديك قارئه –سواء في المتن أم في ملحقه للفوائد اللغوية- بمجموعة من المعلومات اللغوية (الصوتية والإملائية والصرفية والنحوية).

  • لقد ذكر «المعجم العربي بين يديك» القليل فقط من المعلومات الحضاريّة والموسوعية، وهذا عيب من عيوب المعجم حيث لا يسهم في تزويد قارئه بالثقافة العربيَّة والحضارة الإسلامية، التي تعتبر من أهم غايات تعليم العربيَّة للأجانب.

  • لم يهتم «المعجم العربي بين يديك» بالإشارة إلى كون المداخل مصطلحات علمية أو فنية، إلا نادرا.

  • لم يكتف المعجم «العربي بين يديك» بنوع واحد من أنواع التّعريف، حيث جمع في شرح مداخله بين نوعين أو أكثر.

  • لم يخل المعجم «العربي بين يديك» من عيوب في التَّعريف، نذكر منها «استخدام كلمات في التّعريف أهملها المعجم كمداخل» و«اختلاف مقدار التّعريف»؛ وهو التفاوت في تعريف الكلمات التي تنتمي إلى الجنس نفسه أو الموضوع العام.

  • اهتم «المعجم العربي بين يديك» بذكر الآيات القرآنية لتوضيح المعنى، إضافة إلى أنواع أخرى من الشواهد كالحديث النبوي الشريف، والأمثلة التَّوضيحية، حيث يندر أن يرد تعريف في المعجم دون أن يتبع بمثال توضيحي، وجاءت الأمثلة -في الغالب- حديثة واضحة وميسَّرة، لكننا وجدنا بعض الأمثلة التَّوضيحيَّة الطويلة والتي تتنافى مع شروط الأمثلة التَّوضيحيَّة التي تنص على أن تكون مختصرة وموجزة.

  • لقد نجح «المعجم العربي بين يديك» إلى حد كبير في توظيف الصور والرسوم لتعزيز مداخله المشروحة، وهذا من شأنه أن يساعد المتعلِّم الأجنبيّ على تمثّل المعنى المقصود في وقت وجيز، وبطريقة ميسَّرة بسيطة، كما وضعت معظم الصور والرسوم في مكانها المناسب بجانب المداخل المعرَّفة، واستعين بالأسهم والدوائر في إبراز الجزء المقصود من الصورة، لكننا نجد بعض الصور المضبّبة وغير الواضحة مما لا يظهر محتواها بطريقة جيّدة.

اقتراحات وتوصيات 

  • ينبغي أن يبتعد المعجم الموجه للأجانب عن تقليد معجم ابن اللّغة، فلكل واحد منهما خصائص وسمات تتعلق به ولا ينبغي أن نجدها في الآخر.

  • تعريف الأجانب ممن يرغبون في تعلُّم اللّغة العربيَّة بالمعجم العربي وطريقة البحث فيه.

  • تجديد «المعجم العربي بين يديك»، حيث لم تظهر له طبعة جديدة بعد طبعته الأولى، ووضع نسخة إلكترونية في أقراص مضغوطة وأخرى على شبكة الإنترنيت، حتى يستفيد منه أكبر عدد من المتعلمين الأجانب.

  • توسيع مصادر جمع المادة المُعجميَّة، وعدم الاكتفاء برصيد مشروع العربيَّة بين يديك، واختيار نسبة الكلمات وفقا لمعياري التّردد والشيوع.

  • الاهتمام بإدراج المتلازمات اللفظيَّة والتعبيرات الاصطلاحيَّة، والمعلومات الموسوعيَّة والحضاريَّة والمصطلحات العلميَّة والفنيَّة الشائعة، باعتبارها ذات أهمية كبيرة بالنسبة للمتعلم الأجنبي.

  • تخليص المعجم من عيوب التَّعريف، وذلك بالاعتماد على نظرتي المكونات الدلاليَّة (النَّظريَّة التَّحليلية) والحقول الدَّلاليَّة لتفادي الوقوع في الكثير من الأخطاء والعيوب في التَّعريف.

1 من أشهر هذه المراكز: معهد بورقيبة للغات الحيّة بتونس، ومعهد تعليم اللّغة العربيّة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومعهد تعليم اللّغة العربيّة

2 قبل تأليف المعجم العربي الأساسي.

3 وقد لبّت إدارة المنظمة مطلبه، وأصدرت المعجم العربي الأساسي الذي شارك في تأليفه مجموعة كبيرة وهامة من اللغويين والباحثين، تكونت من ثمانية عشر لغويا،

4 هو مصطلح يطلقه على معجم الأجانب، غير النّاطقين بلغة المعجم.

5 نذكر منها بسط له يد المساعدة (أعانه)، تبادلته الأيدي (انتقل من شخص إلى آخر)، تداولته الأيدي (ذاع وانتشر وأقبل عليه النّاس)، رفع اللِّص يديه (استسلم)

6 ولتوضيح ذلك نمثِّل بمادة (ك ت ب) الّتي نجد جميع مشتقاتها –في المعجم المرتب وفق المنهج الجذري- مُصاحبة لجذرها في الموضع نفسه من المعجم، لكننا نجدها

7 كتب الصحاح الستة هي كتب أئمة الحديث الستة : صحيح البخاري (194-256هـ)، وصحيح مسلم (206-261هـ)، وسنن النسائي (215-303هـ)، وسنن ابن ماجة (209-273هـ)،

8 قدّم المعجم تحت مدخل "أجهزة" مجموعة من صور الفوتوغرافيّة، وكتب اسم كل آلة تحت الصُّورة وهي : آلة حلاقة، آلة خياطة، تلفاز، خلاط، حاسوب، ثلاجة، غسالة

9 حيث نجد في كل صورة رسما لرجل، وتم ذكر جميع أعضائه، مع الإشارة لمكان كل عضو من الأعضاء من الرأس إلى القدمين.

أبو العزم عبد الغني. (1997). المعجم المدرسي أسسه وتوجهاته. مراكش: دار وليلي للطباعة والنشر.

أبو العزم عبد الغني. (2008). «المعجم العربي منهجيته وأسسه العلمية في أفق تحويله إلى معجم إلكتروني: معجم الغني أنموذجا». اللسان العربي، العدد 62، الرباط: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مكتب تنسيق التعريب.

بدوي عبد الرحمن. (1977). المنطق الصوري والرياضي. الكويت: وكالة المطبوعات.

الترزي إبراهيم، وأمين محمد شوقي. (1984). مجموعة القرارات العلمية في خمسين عاما 1934-1984. القاهرة: الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية.

الجر خليل. (1973). لاروس المعجم العربي الحديث. باريس: مكتبة لاروس.

حجازي محمود فهمي. (2003). «المعجمات العربية وموقعها بين معجمات اللغات العالمية المعاصرة». ندوة تاج العروس. الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

حسّان تمام. (1998). اللّغة العربيّة معناها ومبناها. القاهرة: عالم الكتب.

حلّام الجيلالي. (1999). تقنيات التعريف في المعاجم العربية المعاصرة. دمشق: منشورات إتحاد الكتاب العرب.

الخطيب أحمد شفيق. (1987). «من قضايا المعجمية العربية المعاصرة». تأليف جمعية المعجمية العربية بتونس (المحرر)، وقائع ندوة مائوية أحمد فارس الشدياق وبطرس البستاني ورينحارت دوزي. بيروت: دار الغرب الإسلامي.

الخطيب عدنان. (1994). المعجم العربي بين الماضي والحاضر. بيروت: مكتبة لبنان ناشرون.

الشدياق أحمد فارس. (1299هـ). الجاسوس على القاموس. بيروت: دار صادر عن مطبعة الجوائب.

صيني محمود إسماعيل، ويوسف حيمور حسن. (1991). معجم الطلاب: معجم سياقي للكلمات الشائعة. بيروت: مكتبة لبنان.

عمر أحمد مختار. (1998). صناعة المعجم الحديث. القاهرة: عالم الكتب.

العواضي حميد مطيع. (1999). المعاجم اللغوية المعاصرة: قضاياها النظرية والتطبيقية. صنعاء: مؤسسة العفيف الثقافية.

الغريبي سعد عبد الله. (1986). الأصوات العربية وتدريسها لغير الناطقين بها من الراشدين. مكة المكرمة: مكتبة الطالب الجامعي.

الفوزان عبد الرحمن بن إبراهيم وآخرون. (2005أ). المعجم العربي بين يديك. الرياض: العربية للجميع.

الفوزان عبد الرحمن بن إبراهيم وآخرون. (2005ب). العربية بين يديك: كتاب الطالب. الرياض: العربية للجميع.

القاسمي علي. (1980). «المصطلحية: علم المصطلحات». اللسان العربي، العدد 18، المجلد 1. الرباط: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مكتب تنسيق التعريب.

القاسمي علي. (1998). «الخصائص المميزة الرئيسية للمعجمية العربية». اللسان العربي، العدد 47. الرباط: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مكتب تنسيق التعريب.

القاسمي علي. (2003). المعجمية العربية بين النظرية والتطبيق. بيروت: مكتبة لبنان ناشرون.

مسعود جبران. (2007). رائد الطلاب المصور. بيروت: دار العلم للملايين.

المعتوق أحمد محمد. (2008). المعاجم اللغوية العربية: المعاجم العامة وظائفها مستوياتها وأثرها في تنمية لغة الناشئة دراسة وصفية تحليلية نقدية. بيروت: دار النهضة العربية.

المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. (1981). «المبادئ الأساسية في تصنيف المعجم العربي لغير الناطقين باللّغة العربية». أبحاث الدورة التدريبية: صناعة المعجم العربي لغير الناطقين باللّغة العربية. الرباط : مكتب تنسيق التعريب.

المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. (1998). المعجم العربي الأساسي. باريس: مكتبة لاروس.

نصار حسين. (1988). المعجم العربي نشأته وتطوره. القاهرة: دار مصر للطباعة.

هارتمان ر.ر.ك. (2004). المعاجم عبر الثقافات: دراسات في المعجمية. (ترجمة: محمد حلمي هليل) الكويت: مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

Dubois, Jean. (2007). Grand dictionnaire de linguistique et des sciences de langage. Paris : Larousse.

Rey, Alain. (2000). Le petit Robert : dictionnaire de la langue française, présentation du dictionnaire. Paris : Le Robert.

1 من أشهر هذه المراكز: معهد بورقيبة للغات الحيّة بتونس، ومعهد تعليم اللّغة العربيّة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومعهد تعليم اللّغة العربيّة لغير النَّاطقين بها بجامعة أم القرى، ومعهد الخرطوم الدولي للغة العربيّة الذي تشرف عليه المنظمة العربيَّة للتربية والثقافة والعلوم.

2 قبل تأليف المعجم العربي الأساسي.

3 وقد لبّت إدارة المنظمة مطلبه، وأصدرت المعجم العربي الأساسي الذي شارك في تأليفه مجموعة كبيرة وهامة من اللغويين والباحثين، تكونت من ثمانية عشر لغويا، ويعد أول معجم عربي يضم هذا العدد من المؤلفين، أصدرته مؤسسة لاروس Larousse، ظهرت طبعته الأولى سنة 1989م، مشتملا على حوالي 25 ألف مدخل، أخرج في جزء واحد متوسط الحجم، بلغ عدد صفحاته 1347 صفحة، مكونة من عمودين. وبقي على طبعته التي صدرت سنة 1989م حتى الآن. ينظر : القاسمي علي، المعجميّة العربيّة بين النظريّة والتطبيق، ، ص113.

4 هو مصطلح يطلقه على معجم الأجانب، غير النّاطقين بلغة المعجم.

5 نذكر منها بسط له يد المساعدة (أعانه)، تبادلته الأيدي (انتقل من شخص إلى آخر)، تداولته الأيدي (ذاع وانتشر وأقبل عليه النّاس)، رفع اللِّص يديه (استسلم)، رفع يديه عليه (ضربه، أو همَّ بضربه)، سعى بيديه ورجليه (اجتهد وبذل أقصى جهده)، في متناول اليد (قريب، في ملكي)، لعبة في يده (يتصرَّف فيه كيف يشاء)، له يد في الأمر (مشارك فيه، متورط فيه)، من يد ليدٍ (مباشرة)، طلب يد الفتاة (تقدَّم للزواج منها، خطبها)، ما باليد حيلة (لا يمكن عمل شيء)، اليد الواحدة لا تصفّق (تحقيق الانجازات يكون بالتّعاون)، العين بصيرة واليد قصيرة (أن يشتهي المرء ما لا يستطيع تحقيقه)، يد الغدر والخيانة (الأفعال السيِّئة التي لا يُعرف صاحبها)...

6 ولتوضيح ذلك نمثِّل بمادة (ك ت ب) الّتي نجد جميع مشتقاتها –في المعجم المرتب وفق المنهج الجذري- مُصاحبة لجذرها في الموضع نفسه من المعجم، لكننا نجدها مشتتة في المعجم النطقي؛ فكَتَبَ نجدها في "المعجم العربي بين يديك" في الصفحة 281،وكاتب في الصّفحة 278، واكتتب واكتتاب غير موجودتين، ولو وجدتا لكان مكانهما باب الألف في بداية المعجم، وكتاب وكتابة وكُتَّاب في الصفحة 280، ونجد مكتب ومكتبة ومكتوب في الصَّفحة 333.

7 كتب الصحاح الستة هي كتب أئمة الحديث الستة : صحيح البخاري (194-256هـ)، وصحيح مسلم (206-261هـ)، وسنن النسائي (215-303هـ)، وسنن ابن ماجة (209-273هـ)، وسنن البيهقي (384-458هـ)، وسنن الترمذي (209-279هـ).

8 قدّم المعجم تحت مدخل "أجهزة" مجموعة من صور الفوتوغرافيّة، وكتب اسم كل آلة تحت الصُّورة وهي : آلة حلاقة، آلة خياطة، تلفاز، خلاط، حاسوب، ثلاجة، غسالة ، مدفأة، فرن، مسجِّل، مذياع، مفرمة، مكيِّف، مكواة، مصباح، مكنسة، ونشير إلى أنَّ الصواب تسميها بغسالة الملابس، لأن هناك غسالة الأواني، كما أنّ المكنسة منفردة تطلق على المكنسة اليدوية ، والتي ظهرت في الصورة هي المكنسة الكهربائية.

9 حيث نجد في كل صورة رسما لرجل، وتم ذكر جميع أعضائه، مع الإشارة لمكان كل عضو من الأعضاء من الرأس إلى القدمين.

سليمة بن مدور Salima Benmedour

المدرسة العليا للأساتذة بوزريعة - الشيخ مبارك بن محمد إبراهيمي الميلي الجزائري

© Tous droits réservés à l'auteur de l'article