مقدمة
لم يعد الباحثون والمترجمون اليوم بحاجة إلى التّأكيد على ضرورة الاهتمام بالترجمة التقنية وذلك لاتّصالها بمجالات تطبيقية وإنتاجيّة متعددة تُشكِّل ضرورة علميّة واقتصادية وصناعية كُبرى لأي بلد.
فالمجال التّطبيقي التّجريبي من العلم يُميّز مصطلح التّقنية، والترجمة التقنية ميدانٌ متخصص يرتكز على جملة من الخصائص التي تشكّل تميّزها وصعوبتها المعروفة.
وأغلب تلك الخصائص عبارة عن لغة ومفردات تقنيّة وسمات دلاليّة ومعادلات ورموز رياضية ... الخ مضبوطة، إذ أنّ التغيير المعجمي الذي ينتج عنه الانتقال من مجال معرفي إلى آخر يرفقه تغيير نحوي، وإن كان هذا التغيير ليس بارزًا وواضحًا كالتغيير المعجمي ولكن عدم ظهور التغيير النحوي بوضوح لا يعني عدم وجوده.
والمتن التقني (اللّغة التقنية) يقتصر على فئة معيّنة من المتخصصين كونُه ينتمي إلى مجال معرفي خاصّ، ( مع الأخذ بعين الإعتبار نوع هذا المجال ودرجة تقنيته)، أي مدى قابليّة التطبيق فيه ( كمجال المحروقات أو الصناعة الفضائيّة )
1. الترحمة التقنية
توصف الترجمة بأنها تقنية إذا شكّلت مادّتها عائقًا بالنّسبة لمن يتصدّى لها، إمّا لأنّه لا يفهم النصّ أو لأنّ صعوبته لا يمكن تجاوزها كونه يراها مجالًا تطبيقيًا ممّا أكْسب هذه الترجمة العبارة اللّصيقة بها وهي: « إذا كُنت لا أفهم النّص فلأنّه تقني »
فهذه الترجمة تهتمّ بمُختلف أنواع الوثائق والموادّ بكلّ أشكالها (نصوص، مخطّطات مقالات ...)
وبكلّ الأبعاد والدّعامات التي تأخذها هذه الأشكال: ورق وكل أنواع الملفات (الإلكترونية وغير الإلكترونية) وأشرطة (مرئيّة، سمعيّة) باختصار كل الميادين التطبيقية التقنية.
هذا المستوى الأول من التصنيف يحدّد بصفة أولية كل الميادين الصناعية مثل: عمليّة تجفيف بعض المواد الغذائيّة (كالحليب وغيره) وكذا طُرق التحكم في طيران بعض المركبات الجويّة (ذات محرك أو أجنحة )، وعمليّة الطّي الصّناعي ( طيّ المعادن وغيرها ).
يُعدُّ هذا الصّنف أو التصنيف أوّليًّا نظرًا لوجود عدد كبير من النّصوص العامّة التي تتعرّض إلى ما يختلف فيها – من نصّ إلى آخر – مستوى التقنيّة بسبب تداخل الميادين المُتعرّض إليها في هذه النصوص.
تصنّف الترجمة التقنية في المستوى الثاني بأنّها تهتمّ بالوسائل والطرق والأساليب التي يتمّ بفضلها الحصول على كلّ أنواع الوثائق والموادّ بكلّ أشكالها المذكورة أعلاه.
وتهتم هذه الترجمة بميادين محددة وخاصّة بمختلف التطبيقات مثل (براءة الاختراع والقوائم الإصلاحيّة والكتيّبات والكرّاسات بكلّ أنواعها ( طرق التركيب والتفكيك والصّيانة ودليل المستعمل ومختلف الطّرق التّجريبية ) والتعليمات الإرشاديّة والوقائية والنصوص القانونية ومختلف اللافتات والمخططات.
المستوى الثالث من التّصنيف يعتبر الترجمة التّقنية بأنها تلك التي تتعلق بالمواد ومختلف أشكالها وأنواعها والتي تتصل بالمفاهيم والأساليب وكافّة الأعمال ذات درجة عالية من التخصص، والمستوى العلمي، تشمل هذه الترجمة ما يلي : ( كل أنواع الإصدارات الخاصّة بالبحث العلمي كالتحليلات العلميّة المتطورة والمؤلّفات الخاصّة العلميّة التقنيّة والنماذج الأصليّة للاختراعات العلميّة الغالية التقنية.
تُعدّ الجامعة أهمّ حلقة فعّالة من شأنها مُساعدة مختلف قنوات الدولة في استثمار التقنيات الحديثة وغير الحديثة بالجزائر، وذلك من خلال تعليميّة الترجمة التقنيّة.
2. عناصر الغة التقنية
ومن خلال ما تقدّمه الجامعات الأخرى والمتخصصّة في العلوم الدقيقة والمجالات التقنية حيث إنّه لا بُدّ للطالب أن يتعرّض إلى تشكيلة واسعة من النصوص كي يتمكن من استيعاب نقطة مهمة جدًا وهي أن النص التقني لا ينحصر خِطابه على المجالات التي تُعنى بالإنجازات أو بالعلوم الدقيقة فحسب وأن صفة التقنية التي يحملها تبرز فقط من خلال مجموعة رموز أو قوانين أو مُعتقدات، بل على أنه كذلك – أيّ النصّ التقني – تحقيق للغة التقنية وأنّه لا يتميز بمجاله التطبيقي بقدر ما يتميز بدرجة تقنيّة.
وبما أنه تحقيق للغة التّقنية فإنه حتما سيحظى بالصّفات التي نجدها في هذه اللغة وهي:
-
أولوية الوظيفة المرجعية ( la fonction véférentielle )
-
دقة التعاريف (إلى درجة الغموض أحيانًا)
-
وجود علاقة تكافؤ بين الدّال والمدلول فلا يعبّر أحدهما إلّا على الآخر (le rapport bi -uniroque )
-
الطابع التعليلي الغالب على مجموع مدلولات النص التقني.
-
يُعدُّ التناول الشكلي للنص (Analyse formelle du texte)
-
والذي بطبيعة الحال ليس بديلًا أبدًا عن تناول أو تحليل الموضوع ولكل مكملا له – يعدّ هذا التناول خطوة أولية ضرورية للطّالب المتخصص في الترجمة وليس متخصّص في المادة العلميّة.
تتمثل هذه الدّراسة الشكلية في تحليل مختلف العناصر المحيطة بالنّص مثل الكلمات المفاتيح التي نجدها غالبا في عناوين النّصوص، كما يهتم هذا التحليل الشكلي بالمعادلات التي قد تعرضها طبيعة النّص أو بعلامات مقطوعة موسيقية تصحب نصّا يشرح طريقة عمل آلة موسيقية معينة.
تُدرس مختلف هذه العناصر من الناحية المعجمية والصرفية الدّلالية وكذا من ناحية المناسبات الدّلالية والتصوريّة (les pertinences conceptuelles)، ونشرح هذه النقطة بالمثال التالي:
إذا كان النص المدروس يتحدث عن (الفيزياء الفلكية) فإن النجم 2 في المجموعة الشمسية، والذي أثرى أبيات الشعراء وألهم الروائيّين والمؤلّفين، يُصبح في النصّ التقني العلمي كتلة من الغازات الإييونية (الذريّة) المتفاعلة تحت درجة حرارة عالية.
من الطّبيعي بالنسبة للطالب الذي يمتلك معارف محدودة في المجال التقني أن يظن بأنّ النصّ التقنيّ لا يمكن أن يتصدّ له إلّا من تخصّص به، ولكن لا بد من إقناع هذا الأخير بأنّ صعوبة النصّ التقنيّ يمكن تخطّيها بالتطبيق والممارسة.
إنّ معالجة الجانب الشكلي للنصّ والتمكّن من عناصره الأساسيّة كالرّموز مثلًا أمر مهم والأهمّ منه فهم هذه الرّموز كمرحلة تمهيديّة للولوج في مضامين هذا النصّ فيجب على المترجم أن يعلم مثلًا بأن مفاهيم النص التقني العلمي يُعبَّر عنها غالبًا برموز خاصّة لأنّها لا تتغيّر بتغيّر السياق ولا تحتمل تعدد المعاني، فيُتفق مثلا على أن يُرمز إلى درجة الحرارة بِـ (د م°) (Température T).
لا يجب أن يرى الطالب غير المتخصص في القوانين والصيغ العلمية والرّموز عقبة تحول بينه وبين النص التقنيّ بل يجب أن يرى فيها طريقة لَبقة ومختصرة ومترابطة منطقيًا تحمل طابعًا تعليليًا وذات تفاعل دائم مع النصّ الذي يشملها.
ولِتسهيل عملية التأقلم مع هذه الرموز والصيغ نفسّر للطالب دوافع وضع هذه الرّموز.
ومن أهمّ هذه الدوافع، الدّافع اللّساني أي أن يكون الرمز الأوّل حرف من المصطلحات كما في (é) بالنسبة لـ (électron).
أو أن يكون الدّافع مجرّد تطوّر شكلي يرسم الكلمة كما في رمز التكامل (∫) وهو الحساب اللاّ نهائي الصِّغر. والرمز (∫) تطور للحرف (S) في الكلمة (Summa) التي تعني المجموع، وبالفعل فإن هذا الرمز يجمع عدة متغيرات في مجال معيّن وليكن مثلًا:
هذا النوع من النصوص – التي تحمل مجموعة صيغ وقوانين ذات طابع تقني رياضي – لا بدّ أن يكوم فيها أولا بمسح لساني للمصطلحات التّقنية الموجودة في النص، أي أن يعتبرها – أي المصطلحات – مختارة لهدف معين – بداعي المناسبة والتعليل – وذلك بتجميع عدد معين من العناصر الصرفية المعنوية كما في المثال الآتي: (magnétohydrodynamique).
فتفكيك هذه البِنية يبدأ بعزل: (dynamique): وهي دراسة الأجسام في حالة حركة زائد: (hydro): بمعنى أن هذه الأجسام سوائل، زائد : (magnéto) : أي وُجود حقل مغناطيسي.
إذا تكررت هذه العملية خلال التعامل مع النصّ، سيجد الطّالب نفسه قد بدأ يستوعب مفاهيم النص، مما سينعكس إيجابا على الترجمة.
ليس من الصعب ملاحظة الضعف الذي يعانيه الطّالب إزاء نص تقني، وقد تبدوا عملية تعليم ترجمة النص التقني لهذا النوع من الطلبة عملية لا طائل منها ولكنّها ستكسبهم فوائد كبيرة فإن تعاملهم مع هذه النصوص سيدفعهم حتما إلى الاقتراب من المضمون والتمكن من مفاهيمه بفضل القراءة وإعادة القراءة ومراجعة الترجمة والبحوث والمطالعة الخاصة بها.
إن نجاح عملية الترجمة التقنية لا يمكن تحقّقه دون التطرّق إلى مسألة توليد المصطلح التقني وترجمته.
والتوليد هو صياغة ألفاظ جديدة لا عهد للغة بها من قبل، والمولد هو كل لفظ اكتسب مدلولا جديدًا.
ولهذا الغرض فإن كل لغات العالم تمتلك مجموعة تقنيات تعتبر الأداة المولّدة للمفردات والمصطلحات، وإن أصول كل لغة تحدّد طبيعة وترتيب تلك التقنيات وفيما يلي عرض لهذه الأخيرة في اللغة العربية.
« المجاز والاستنباط » وهو إحياء الكلمات القديمة ومنحها دلالات جديدة لعلاقة موجودة بين معنى الكلمة والمفهوم الجديد، وهي وسيلة تلجأ إليها كل اللغات ولها مزايا عديدة منها ربط الماضي بالحاضر، والتقليص من حجم متن اللغة والمحافظة على نظام اللغة من جانبها الإفرادي ويكون هذا الاستعمال الجديد في الدلالة نهائيا في المصطلح، فالدلالة على المفهوم العلمي – على وجه الخصوص – فيه ليست مؤقتة
وفي المرتبة الثانية من هذا الترتيب نجد « الاشتقاق » وهو أخذ كلمة من أخرى مع تناسب بين المأخوذ والمأخوذ منه في اللفظ والمعنى، والاشتقاق أنواع : الصغير والكبير والكُبار، وهو – أي الاشتقاق – عملية قياسية إلى حد كبير.
ففي الاشتقاق يقع الانطلاق من وحدة اللفظ المادية ويستغل تقليبها، فتُردف بمجموعة مشتقّات يرتبط بعضها ببعض ارتباطًا متينا، وإذا لجأنا إلى لغة الرياضيات فسنقول أن الاشتقاق عملية داخلية يقتضي فيها ترتيب (م) مجموعة عناصر بعدد ترتيبي ن1 ......ن د (حيث (د) هو الحد النهائي للمجموعة) مع مُراعاة ترتيب العناصر المكونة لها، وكذلك الشأن بالنسبة إلى هذا النوع من الاشتقاق فتحتفظ المجموعة الناتجة بترتيب 2 الحروف الأصلية فقياسيّة الاشتقاق من أهم موسّعات بقائه.
وأما « النحت » فهو توليد كلمة من تركيب لغوي واشتقاق كلمات منها وِفْقَ ما يسمح به النظام اللّغوي في اللّغة العربية.
بالنسبة للتركيب أو المركب والذي يحتل المرتبة الرابعة في الترتيب فهو قول مؤلّف من كلمتين أو أكثر لفائدة تامّة أم ناقصة، ويقابله الكلمة وهو أنواع.
الإسنادي وغير الإسنادي وينقسم هذا النوع إلى: عطفي ومزجي بضَرْبَيه : العددي وَالصوتي، وهو ما تركب من علمتين جعلت كلمة واحدة.
المركب الإضافي وهو ما تركب من مُضاف ومُضاف إليه، والمركب الوصفي وهو أحد ضروب المركب البياني والذي يتكون من كلمتين الثانية موضّحة لمعنى الأولى وواصفة لها أي ما تألف من الصّفة والموصوف وقد يسمى التقييدي.
إذا عجزت اللغة عن استثمار كل الطرق التي تمّ ذكرها فإنّها تلجأ إلى تقنية الاقتراض وإذا قُدّمت الأمور بهذه الطريقة، فإننا نستنتج أن الاقتراض مكروه نوعًا ما بما أنه آخر خطوة يتمّ اللجوء إليها، ولكن الأمر لم يكن دائما بهذه الصورة، فالاقتراض ظاهرة لغوية تستثمرها اللغات في كل الأزمنة وعبر مختلف مراحل تطوّرها، والاقتراض تدعوا إليه الحاجة لتسمية مخترعات أو مفاهيم جديدة أو وليد إعجاب المتكلّمين ببعض مفردات لغة دون غيرها.
وينقسم في العربية إلى قسمين الأول يدعى المعرَّب، ويتم عن طريق إخضاع الكلمة المقترضة لقواعد اللغة العربية، وأما الثاني فهو الدخيل والذي يحافظ على البنية الصّوتية للكلمة المقترضة مع مراعاة الاختلاف في النطق.
كما سبق ذكره فإن الترتيب الذي وُضعت وِفقه هذه التقنيات، يستند إلى مدى أهمية وفائدة التقنية في اللغة العربية بالإضافة إلى أصل هذه الأخيرة ( أي اللغة ) وعليه فإن فائدة الطريقة الأولى تتمثل في الحفاظ على استقرار حجم المعجم اللغوي ممّا مكّنها من احتلال المرتبة الأولى.
وبما أن اللغة العربية اشتقاقية، فإن العملية (أي الاشتقاق) تحتلّ المرتبة الثانية وهكذا المر بالنسبة أمر تبتابااباابااباب ىبابااباا بعغأمر بالنسبة إلى مراتب باقي التقنيات.
يجدر توضيح أمر في غاية الأهمية وهو أننا قد أصبحنا في السنوات الأخيرة نسجل تقدما بارزًا وملحوظًا لنسبة المصطلحات العلمية وبشكل خاص التقنية منها والموضوع بطريقة « التركيب » في مُقابل تراجع واضح لطرقة المجاز وإن سبب ذلك يعود إلى تعريف هذه التقنية حيث إنها تعتمد على لفظة ومفهوم مَوجودين أصلًا في اللغة، ثمَّ نقوم بإسناد المفهوم الجديد لتلك اللفظة لعلاقة بينه وبين المفهوم القديم.
إن هذه العملية قد خلقت فجوة كبيرة بين المفاهيم القديمة وتلك المُبتكرة حديثًا مما دفع الدارسين إلى اللجوء إلى عملية التركيب لتميُّز هذه الأخيرة بنوع من المرونة في وضع المصطلح وإسناد المفهوم في الآن نفسه.
وإن معظم الأبحاث التي قمت بالإشراف عليها بمعهد الترجمة – جامعة الجزائر2 – والتي اهتمت بالترجمة التقنية تدعم بالنِسب هذه الفكرة وفيما يلي سَرْدٌ لبعضها
قد اهتم العمل الأول والمعنون بـ « طرق توليد مصطلحات التّخطيط العمراني وأساليب ترجمتها – دراسة تحليلية وصفية لمعجم مصطلحات التخطيط العمراني الصادر عن مشروع الخطة العمرانية الشاملة لدولة قطر، اهتم بالمعجم القطري للمصطلحات العمرانية بالدراسة والتحليل.
لاحظنا أن (82 %) من المصطلحات العربية الواردة في هذا المعجم والتي شكلت مقابلات للمدخلات الإنجليزية وقد وضعت بطريقة التركيب – المركب الإضافي كأعلى نسبة يليه المركّب الوصفي
شكّل محور الدّراسة في العمل الثاني المصطلحات التقنية الواردة في المعجم الصادر عن المؤسسة الوطنية للمحروقات، والمعنون ( أي العمل ) بـ » مدى إسهام الترجمة العلمية والتقنية في تداول المعجم التقني بين أوساط الباحثين – دراسة وصفية تحليلية للقاموس التقني ( إنجليزي عربي ) الصادر عن المؤسسة الوطنية للمحروقات بالجزائر : نموذجًا «
(75 %) من المصطلحات الخاصة بالمحروقات والواردة في هذا المعجم قد وضعت بطريقة التركيب.
تكتسي المذكّرة الأخيرة أهميّة خاصّة حيث إنّ الطالبة فيها قد توجّهت خلال البحث إلى» مركز الطاقات المتجددة بالجزائر « 1 ، والذي يعتبر مؤسسة عمومية ذات طابع علمي وتكنولوجي، وإن هذه الخطوة عبارة عن حلقة وصل ضرورية وإيجابية للغاية، بين مؤسسات الدّولة والجامعة الجزائرية.
وتحمل مذكرة الماستر هذه العنوان التالي :
» إسهام الترجمة في نقل واستعمال مفاهيم ومصطلحات تكنولوجيا النانو بالجزائر : دراسة وصفية تحليلية لمصطلحات تقنية النانو في تنقية وتحلية المياه المياه بالجزائر في المقــال : « Disalination and water treatment » لعزري مونيا بالانجليزية وترجمتـه إلـى العربيـة نموذجـــــا "
أكثر من (70 %) من المصطلحات الواردة في المقال المدروس والخاص بتطبيق تقنية النانو في تحلية المياه بالجزائر موضوعه بطريقة التركيب.
وتجدر الإشارة إلى أنّ تقنية الاشتقاق تحتل دائما المرتبة الثانية في وضع المصطلحات في أغلب الأعمال التي تم ذكرها وفي غيرها.
وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على أن أصل اللغات يبقى محرّك قوي ومحدّد لطبيعة ومراتب تقنيات وضع أو توليد المصطلحات في اللغة عمومًا، وذلك أمر طبيعي.
الخاتمة
في نهاية هذا المقال هناك نقطة أخيرة قد لاحظتها خلال العملية التعليمية ومن خلال كذلك مُختلف مراحل البحث العلمي.
تتمثل هذه النقطة أو الفكرة حتى أن الترجمة تقنية من تقنيات وضع المصطلحات وإن هذا الأمر مُتداول بشكل غالب في معهد الترجمة – جامعة الجزائر 2 – وعند معظم المترجمين بالجزائر، ولرفع هذا اللبس نوضح أن الترجمة تستعين أو تستعمل التقنيات التي توفرها اللغة العربية أي أنها عملية أو علم. وليست تقنية توفرها العربية بغرض وضع أو توتيد المصطلحات وأن تلك التقنيات معروفة ومرتّبة ترتيبا يناسب أهمية هذه الأخيرة في اللغة كما سبق ذكره.
وإننا ندعو في الأخير إلى مضاعفة الجهود العلمية والصناعية والاقتصادية بالجزائر، من أجل تطوير الترجمة التقنية كونها عامل أساسي يساهم بشكل مباشر وفعال في تطوير البلاد.