أبنية الأفعال المجردة بين اللغة العربية الفصحى وعامية بوكرام الجزائرية- دراسة بنوية تطوّرية

Constructions des verbes abstraits entre l’arabe classique et la langue vernaculaire algérienne du Boukram -Une étude structurelle évolutive

constructions of abstract verbs between classical Arabic and the Algerian vernacular of Boukram. An evolutionary structural study

صليحة قريطة و عبد المجيد سالمي

للإحالة المرجعية إلى هذا المقال

بحث إلكتروني

صليحة قريطة و عبد المجيد سالمي, « أبنية الأفعال المجردة بين اللغة العربية الفصحى وعامية بوكرام الجزائرية- دراسة بنوية تطوّرية », Aleph [على الإنترنت], 9 (1) | 2022, نشر في الإنترنت 02 avril 2022, تاريخ الاطلاع 22 décembre 2024. URL : https://aleph.edinum.org/5530

نسعى من خلال هذا البحث الموسوم « أبنية الأفعال المجردة بين اللغة العربية الفصحى وعامية بوكرام الجزائرية - دراسة بنوية تطوّرية- » إلى الوقوف على كيفية تصرّف الألسن الناطقة بهذه العامية في تغيير أبنية الأفعال العربية الفصيحة المجردة، وذلك من خلال دراسة مظاهر التغيير في هذه الأبنية الصرفية العربية، وتقديم تفسيرات صوتية لهذه التغيرات.

À travers cette recherche intitulée « structures des verbes abstraits entre l’arabe classique et le dialecte algérien de Boukram — une étude structurelle évolutive —  » nous voulons étudier et examiner comment les langues dans cette langue familière parlée se comportent pour changer les structures des verbes arabes abstraits éloquents, en étudiant les manifestations du changement dans ces constructions morphologiques arabes, et donnant des explications audio pour ces changements.

Through this research entitled “constructions of abstract verbs between classical Arabic and the Algerian vernacular of Boukram -An evolutionary structural study” we seek to examine how the languages of this vernacular language can be used to change the literal constructions of abstract Arabic verbs, by addressing the manifestations of change in these arab morphological structures, and provide audio these explanations for these changes.

مقدمة

عرفنا العربية الفصحى مكتملة البنية في اللغة الأدبية خاصة في نصوص الأدب الجاهلي، مثل : الشعر، وازدادت قوتها بعدما ارتبطت بالقرآن الكريم، فكانت خير معبر عن مقاصده، وخير وعاء لمعانيه وأغراضه. لكن بعد ذلك تطوّرت على لسان العامة تطورا حرّا، فاعتراها الكثير من التغيير في عناصرها: الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية، ونتج عن ذلك اللهجات العامية التي نعرفها اليوم في شتىّ أقطار العالم العربي. لكن هذا التّطور الذي مرّت به لم يكن أبدا عرضيّا عشوائيّا، إنما خضع لقوانين عامّة ثابتة في مجموع اللغات البشرية أو خاصة ببعض فروعها.

وقد نادى كثير من العلماء بضرورة دراسة اللهجات العربية المعاصرة عبر الأقطار العربية، وذلك أن هذا القبيل من الدراسات يسهم إسهاما كبيرا في تفهّمنا لطبيعة اللغة وبيان تأثير البيئة والتاريخ في صرفها، كما يمكن الإفادة منها في مجال التّطور اللغوي الحاصل في كثير من الظواهر اللغوية التي عرفتها العربية الفصحى. فجاءت هذه الدراسة بعنوان« أبنية الأفعال المجردة بين اللغة العربية الفصحى وعامية بوكرام الجزائرية-دراسة بنوية تطوّرية- » كمحاولة لاكتشاف القوانين الخفية التي تخضع لها اللغة في سيرورتها التاريخية، ولقد اخترت المستوى الصرفي من بين المستويات اللغوية الأخرى لدراسة قسم من أقسام الكلمة العربية ألا وهو الفعل المجرد، وما يعتريه من تغيرات في هذه العامية المدروسة من حيث أبنيته الصرفية، ذلك أن الفعل هو محور ألفاظ المعجم، حيث تتوالد في ارتباط مباشر به أغلب الأسماء : مصادره ومشتقاته، وهذا هو المنبع الحقيقي لمئات الآلاف من ثروة اللغة العربية من الأسماء والصفات(المصدر، أسماء الفاعل والمفعول والزمان والمكان والصفة المشبهة. .إلخ)، وحتى اللهجات باعتبارها سليلتها. كما أنه لا جدال في الأهمية المحورية للفعل في نظام الصرف العربي كلّه. ولمعالجة هذا الموضوع كان من الضروري طرح التساؤلات الآتية:

  • كيف تتصرّف الألسن الناطقة بعامية بوكرام الجزائرية في تغيير أبنية الفعل العربي الفصيح المجرد؟

  • ما مظاهر التغيير في البنية الصرفية للفعل العربي الفصيح المجرد في تلك العامية ؟ وكيف يمكن تفسير هذه التغيرات؟.

وقد اقتضت طبيعة هذا الموضوع أن نتّبع المنهج الوصفي القائم على التحليل والمقارنة، فالمنهج الوصفي يسعى لوصف الظواهر اللغوية كما هي موجودة في الواقع اللغوي، ثم إن دراسة مظاهر التغيير في البنية الصرفية للأفعال العربية الفصيحة المجردة في عامية بوكرام الجزائرية، تكون من خلال المقارنة بين البنية الصرفية للفعل العربي الفصيح المجرد في اللغة العربية الفصحى وبنيته الصرفية في عامية بوكرام الجزائرية، والتي سنكتفي فيها بالأفعال المجردة السالمة في كل من الزمن الماضي والمضارع، وهذا لإبراز سمات التباين والتشابه بين معيار الفصحى وهذه العامية. وكل هذا يكون بجمع المادة اللغوية من المتحدثين بهذه العامية من خلال العمل الميداني، بتسجيل المادة اللغوية بوسائل التسجيل الصوتي الحديث، وباستخدام الكتابة الصوتية المتبعة، بغية تحقيق أقصى درجات الاستقصاء والأمانة العلمية، والوقوف على النطق الدقيق للأفعال المجردة كما جاءت على ألسنة أهلها الناطقين بها.

1. التعريف بمنطقة بوكرام

سميت بلدية بوكرام نسبة إلى دوار بوكرام في العهد الاستعماري، حيث كان لها مقر وإدارة للحالة المدنية مقرها قادير مسيرة من طرف مسؤول محليّ يدعى القائد، وذلك تحت سلطة البلدية المختلطة بباليسطرو« ( تقرير صادر عن بلدية بوكرام. 2013. 4).

تقع بلدية بوكرام في أقصى الشمال الغربي للولاية (البويرة) على بعد 70 كلم من مقر الولاية و60 كلم عن العاصمة الجزائر. يحدها شمالا بلديتي الخروبة والأربعطاش (بومرداس)، وجنوبا بلديتي قرومة (ولاية البويرة) وفج الحوضين (ولاية المدية)، وشرقا بلديتي بودربالة وقرومة (البويرة)، وغربا بلديتي خميس الخشنة (بومرداس) وبلدية صوحان (البليدة). تتربّع البلدية على مساحة تقدر ب 93 كلم2 يقطنها 5647 نسمة موزعين على 30 قرية أي بكثافة سكانية تقدر ب60,56 ن/كلم، ويعيش معظم سكان هذه البلدية من الفلاحة (تربية المواشي والدواجن)، حيث أن نسبة البطالة تفوق 50 % خاصة في وسط الشباب (تقرير صادر عن بلدية بوكرام.4.2003 ).

2.  مفهوم اللغة لغة واصطلاحا 

  1. لغة: «من لغا في القول لغوا: أي أخطأ، وقال باطلا. ويقال: لغا فلان لغوا: أي أخطأ، وقال باطلا. ويقال ألغى القانون. ويقال: ألغى من العدد كذا: أسقطه. واللغا : ما لا يعتد به. يقال: تكلم باللغا ولغات ويقال سمعت لغاتهم: اختلاف كلامهم. واللغو: مالا يعتد به من كلام وغيره ولا يصل منه على فائدة ولا نفع والكلام يبدر من اللسان ولا يراد معناه» (مجمع اللغة العربية 2004 -831.).

  2. اصطلاحا: لقد اختلفت أقوال العلماء القدامى والمحدثين في تعريف اللغة، ولعلّ أبرز هذه التعريفات نجد تعريف ابن جني :  «أما حدّها فإنها أصوات يعبّر بها كل قوم عن أغراضهم » (بن جني. 1952 – 1956- 33).

وهذا التعريف على إيجازه يضم معظم الجوانب التي ذكرها المحدثون في تعريف اللغة وهي : صوتية اللغة، واجتماعية اللغة، ووظيفة اللغة.

ومصطلح اللغة هو من أقدم المصطلحات، لم يظهر إلا بعد انتهاء القرن الثاني الهجري، إذ كان يدل في القرن الأول على مجموع الكلمات وفهم دلالاتها، وظل يستخدم بهذا المعنى ردحا من الزمن. وأصبح اللغوي هو الباحث الذي يبحث في جمع اللغة وتصنيفها وتأليفها.

هذا ويذهب ابن خلدون هو الآخر في مقدمته إلى تعريف اللغة فيقول بأنّها: «هي عبارة المتكلم عن مقصوده وتلك العبارة فعل لساني، فلا بد أن تصير ملكة متقرّرة في العضو الفاعل لها وهو اللسان، وهو في كلّ أمة بحسب اصطلاحاتها » (ابن خلدون. دت. 546).

فنفهم من هذا التعريف أن اللغة هي كل ما ينتجه المتكلم من عبارات لسانية للتعبير عن رغباته واحتياجاته. بحيث هذه العبارات توافق العرف اللساني للمجتمع الذي يعيش فيه هذا المتكلم.

أما المحدثون ومنهم فندريس، فيعرف اللغة بأنها: « اللغة السمعية التي تسمى أيضا لغة الكلام أو اللغة الملفوظة»  (فندريس.1950-32.).

3. مفهوم العامية لغة واصطلاحا 

  1. لغة: جاء في المعجم الوسيط: «والعامّة من الناس: خلاف الخاصة. (ج) عوام ويقال: جاء القوم عامّة :جميعا. (العاميّ): المنسوب إلى العامة و-ومن الكلام ما نطق به العامّة على غير سنن الكلام العربي» (مجمع اللغة العربية. 2004- 629).

  2. اصطلاحا: إن العامية هي لغة كل الشرائح الاجتماعية، بما فيها الصغير والكبير، الرجال والنساء، الأمي والمتعلم... إلخ. فهي لغة العامة جميعا، وهي لغة أنشأتها عامة الناس من أجل التفاهم والتواصل فيما بينها.

يذهب كمال يوسف الحاج إلى تعريف العامية فيقول:

 العامية هي الحس والعجلة، لغة فجائية تلقائية انفعالية والانفعال بيولوجي الطابع، لا يتيسر له وقت ولا فراغ كي يعمل بالروية، ولهذا تطفو العامية على سطح الوجدان وتسيطر على روابط الجملة، وهي لا تبالي بالعوامل النحوية، بل تكتفي بإبراز ترويسات نفسياتنا، والعامية خفيفة الخطى تستمد زخمها من الإيحاءات، والإشارات المختصرة البسيطة التي ترافقها (كمال يوسف الحاج. 1978- 237).

4. مفهوم اللهجة وأسباب تكوّنها

1.4. مفهوم اللهجة لغة واصطلاحا 

  • لغة : ورد في لسان العرب لابن منظور في مادة( لهج ) :

 لَهِجَ بالأمر لَهَجاً، ولَهْوَجَ، وأَلْهَجَ، كلاهما : أُولِعَ به واعتاده، وأَلْهَجْتُهُ به، ويقال فلان مُلْهَجٌ بهذا الأمر أي مُولِعٌ به. واللَّهَجُ بالشيء: الولوع به.  ( ابن منظور. دت.359)

وفي المادة نفسها جاء بخصوص معنى اللهجة ما يأتي:«واللّهجة بإسكان الهاء وفتحها : طرف اللسان أو جرس الكلام، ويقال فلان فصيح اللَّهْجَة واللَّهَجَة، وهي لغته التي جُبل عليها فاعتادها ونشأ عليها » ( ابن منظور. دت.359 ).

  • اصطلاحا: أما في الاصطلاح العلمي الحديث، فيذهب الدكتور إبراهيم أنيس إلى تعريف اللهجة قائلا :

هي مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة، ويشترك في هذه الصفات جميع أفراد هذه البيئة، وبيئة اللهجة هي جزء من بيئة أوسع وأشمل تضم عدة لهجات، لكل منها خصائصها،ولكنها تشترك جميعا في مجموعة من الظواهر اللغوية التي تيسر اتصال أفراد هذه البيئات بعضهم ببعض، وفهم ما قد يدور بينهم من حديث، فهما يتوقف على قدر الرابطة التي تربط بين هذه اللهجات، وتلك البيئة الشاملة التي تتألف من عدة لهجات هي التي اصطلح تسميتها باللغة  (إبراهيم أنيس. 1992 - 16).

ومصطلح اللهجة هو اللغة عند اللغويين العرب القدامى: « فلغة تميم ولغة هذيل ولغة طيء التي جاءت في المعجمات العربية يريدون بها سوى ما تعنيه كلمة( اللهجة) » (حاتم الضامن. دت.32).

كما أطلق على اللهجة لفظ اللحن. قال حذيفة بن اليمان : إنه سمع رسول الله –(ص)– يقول : « اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق، وأهل الكتابين» (ابن الجزري، دت،30). وهو يقصد بلحون العرب : لهجاتها الفصيحة.

وقد عرف بعضهم اللهجة بأنها «عادات كلامية لمجموعة قليلة من مجموعة أكبر من الناس تتكلم لغة واحدة«(عبد الغفار حامد هلال. 1993-33.).

فاللهجة إذن طريقة معينة في الاستعمال اللغوي توجد في بيئة خاصة من بيئات اللغة الواحدة. وهذه الطريقة أو العادة الكلامية تكون صوتية في غالب الأحيان. وهذا ما أشار إليه السيوطي، حين ذكر في مزهره نوعا بعنوان «معرفة الرديء المذموم من اللغات ». ويقصد «بلفظة اللغات» «لهجات العرب القديمة» فجاء في المزهر :

من ذلك الكشكشة وهي في بعض اللغات : ربيعة ومضر، يجعلون بعد كاف الخطاب في المؤنث شينا، ومن ذلك الكسكسة، وهي في ربيعة ومضر، يجعلون بعد الكاف أو مكانها في المذكر سينا، ومن ذلك العنعنة، والفحفحة، والوكم، والوهم، والعجعجة، والاستنطاء، والوتم والشنشنة (السيوطي. دت.20).

2.4. عوامل تكوّن اللهجات 

تتكون اللهجات وتتشكل نتيجة عدة عوامل منها :

  • العوامل الجغرافية: ظروف الكلام تختلف بين البيئات المنعزلة، يقول في ذلك إبراهيم أنيس :

 ولو أمكن أن تتحد تلك الظروف لاتخذ الكلام طريقا واحدا في تطوره، وشكلا واحدا في تغيره ولظلت البيئات المنعزلة ذات لهجة واحدة لا تتشعب إلى صفات متباينة، ولكن الواقع المشاهد أن البيئات متى انعزلت اتخذت أشكالا متغايرة في تطور لهجاتها « (عبد الغفار حامد هلال. دت.20). فكلما اتسعت الرقعة الجغرافية لأبناء اللغة الواحدة اختلفت لهجات تلك اللغة وتعددت، وكلما اختلفت لهجات هذه الأخيرة باختلاف البيئة الجغرافية، فإن ذلك يؤدي إلى انعزال مجموعة من الناس تنتمي إلى اللغة نفسها، وهذا ما حدث بالنسبة للغة العربية، يقول صبحي عبد الحميد : »فقد عاش العرب في شبه جزيرتهم في قبائل متفرقة، يصعب الاتصال بينها أحيانا، لوعورة السفر وظروف البيئة، وكان منهم البدو، وكان منهم الخضر، فأثر كل ذلك في لغة بعض هذه القبائل إلى أن صارت لها سمات تميزها  (صبحي عبد الحميد. 1996 -31).

  • العوامل الاجتماعية: ثمة اختلافات لهجية بين طبقات المجتمع المختلفة، وبين مختلف الطبقات المهنية يؤكد هذا الأمر عبده الراجحي في قوله:

 فالمجتمع بطبقاته المختلفة يؤثر في وجود اللهجات، فالطبقة الأرستقراطية مثلا تتخذ لهجة غير لهجة الطبقة الوسطى، أو الطبقة الدنيا من المجتمع، بالإضافة إلى الاختلافات اللهجية الخاصة بالمهن، إذ تنشأ لهجات تجارية وأخرى صناعية وثالثة زراعية (عبده الراجحي. 1999- 43-44).

  • احتكاك اللغات واختلاطها نتيجة غزو أو هجرات: يعد هذا العامل من أهم العوامل التي تؤدي إلى نشوء اللهجات.

  فقد يغزو شعب من الشعوب أرضا يتكلم أهلها لغة أخرى، فيقوم صراع عنيف بين اللغتين الغازية والمغزوة، وتكون النتيجة عادة إما القضاء على إحدى اللغتين قضاء يكاد يكون تاما، أو أن ينشأ بين من هذا الصراع لغة مشتقة من كلتا اللغتين يشتمل على عناصر من هذه وأخرى من تلك (إبراهيم أنيس. 1992- 23).

5. أبنية الأفعال المجردة بين اللغة العربية الفصحى وعامية بوكرام الجزائرية

يسمّي الصّرفيّون الفعل الذي يتكون من أحرفه الأصلية فعلا مجردا، ويعرّفونه : « بأنه كل فعل حروفه أصلية ولا تسقط في أحد التصاريف إلا لعلة تصريفية» (عبده الراجحي. 2008- 31.).

والمجرد ينقسم إلى قسمين : مجرد الثلاثي ومجرد الرباعي. وسنبدأ أولا في هذه الورقة البحثية بدراسة مظاهر التغيير في البنية الصرفية للفعل الثلاثي المجرد.

1.5. في أبنية الفعل الثلاثي المجرد

للفعل الثلاثي المجرد في اللغة العربية أوزان صرفية تسمىّ أبوابا وهي كما نعرفها اليوم ستة: (خديجة الحديثي. 1965- 378)

(فَعَلَ- يَفْعُلُ) - (فَعَلَ- يَفْعِلُ)- (فَعَلَ- يَفْعَلُ)- (فَعِلَ- يَفْعَلُ)- (فَعُلَ- يَفْعُل)- (فَعِلَ- يَفْعِلُ)، أما في هذه العامية المدروسة فإنّ هذه الأبواب الصرفية للفعل العربي الثلاثي المجرد فقد تطوّرت وتغيّرت إلى أبنية صرفية أخرى، فيمكن رؤية تطور وتغير هذه الأبواب الصرفية العربية ومظاهر التغيير فيها في هذه العامية المدروسة على النحو الآتي :

1.1.5. بناء (فَعَلَ- يَفْعُلُ) 

يتطور بناء (فَعَلَ – يَفْعُلُ) في العربية الفصحى إلى هذه الأبنية في العامية المدروسة:

  • فعَلْ- يفْعُلْ: غالبية الأفعال الثلاثية المجردة التي هي على وزن(فَعَلَ- يَفْعُلُ) في اللغة العربية الفصحى تأتي في العامية المدروسة على وزن (فعَلْ- يَفْعُلْ).
    ومن المهم أن يذكر هنا أنّ الحركة الأخيرة من الفعل في هذه العامية المدروسة، لا تنطق دائما. سواء كان الفعل في الزمن الماضي أو المضارع، إلا إذا دلّ على ضمائر معينة، فالضمة مثلا: إذا تنطق في آخر الفعل المضارع فإنّها تدلّ على أنّ الفاعل جمع.
    وفي هذا الجدول أمثلة للأفعال الثلاثية المجردة التي تكون على هذا الوزن في العامية المدروسة من بناء.
    (فَعَلَ- يَفْعُلُ) في اللغة العربية الفصحى، مع ذكر بنائها في كل من اللغة العربية الفصحى والعامية المدروسة.

الفعل

الوزن في اللغة العربية الفصحى

الوزن في العامية المدروسة

الماضي

المضارع

الماضي

المضارع

دخل- يدخل

فَعَلَ = دَخَلَ

يَفْعُلُ = يَدْخُلُ

فعَلْ =دخَلْ

يَفْعُلْ = يَدْخُلْ

شكر- يشكر

فَعَلَ = شَكَرَ

يَفْعُلُ = يَشْكُرُ

فعَلْ =شكَرْ

يَفْعُلْ = يَشْكُرْ

رقد – يرقـــــد

فَعَلَ = رَقَدَ

يَفْعُلُ = يَرْقُدُ

فعَلْ =رﭬَدْ

يَفْعُلْ = يَرْﭬُدْ

طلب- يطلب

فَعَلَ = طَلَبَ

يَفْعُلُ = يَطْلُبُ

فعَلْ =طلَبْ

يَفْعُلْ = يَطْلُبْ

رقص- يرقص

فَعَلَ = رَقَصَ

يَفْعُلُ = يَرْقُصُ

فعَلْ =رﭬَصْ

يَفْعُلْ = يَرْﭭُصْ

سكن- يسكن

فَعَلَ = سَكَنَ

يَفْعُلُ = يَسْكُنُ

فعَلْ =سكَنْ

يَفْعُلْ = يَسْكُنْ

من خلال الجدول السابق يتبيّن أنّ هناك تغيير في بنية الفعل الصرفية، حيث أنّ الفعل الثلاثي المجرد الذي كان على وزن (فَعَلَ- يَفْعُلُ) في اللغة العربية الفصحى أصبح في العامية المدروسة على وزن (فعَلْ- يَفْعُلْ). فيكون التغيير في هذه البنية الصرفية للفعل في الماضي، باختلاس حركة فاء الفعل، والتفسير الصوتي لهذه الظاهرة هو أنّ الناطقين بهذه العامية كثيرا ما يلجأون إلى اختلاس حركة الحرف الأول من الكلمة سواء كانت اسما أم فعلا لتفادي الابتداء بالساكن. أما في المضارع، فيكون التغيير بقلب ضمة عين الفعل ضمة مشوبة فتحة، وتفسير ذلك يعود إلى أنّ الضمة تأثّرت بفتحة ياء المضارعة فانقلبت لتتماثل صوتيا معها.

  • فعَلْ- يَفْعَلْ: بعض الأفعال الثلاثية المجردة التي هي على وزن(فَعَلَ- يَفْعُلُ) في اللغة العربية الفصحى تأتي في العامية المدروسة على وزن(فعَلْ- يَفْعَلْ).
    و في هذا الجدول أمثلة للأفعال الثلاثية المجردة التي تكون على هذا الوزن في العامية المدروسة من بناء (فَعَلَ- يَفْعُلُ) في اللغة العربية الفصحى.

الفعل

الوزن في اللغة العربية الفصحى

الوزن في العامية المدروسة

الماضي

المضارع

الماضي

المضارع

حرث- يحرث

فَعَلَ =حَرَثَ

يَفْعُلُ = يَحْرُثُ

فعَلْ = حرَثْ

يَفْعَلْ = يَحْرَثْ

كتب- يكتب

فَعَلَ = كَتَبَ

يَفْعُلُ = يَكْتُبُ

فعَلْ = كتَبْ

يَفْعَلْ = يَكْتَبْ

حسد- يحسد

فَعَلَ = حَسَدَ

يَفْعُلُ = يَحسُدُ

فعَلْ = حسَدْ

يَفْعَلْ = يَحْسَدْ

من خلال الجدول السابق يتبين أن التغيير في هذه البنية الصرفية للفعل في الماضي يكون، باختلاس حركة فاء الفعل تفاديا للابتداء بالساكن. أما في المضارع، فيكون بقلب ضمة عين الفعل فتحة، وتفسير ذلك يعود إلى كون الضمة تأثرت بالفتحة قبلها، فانقلبت لتنسجم معها، أي حدث نوع من التأثّر التقدمي، تأثّر المصوت الثاني بما قبله وهي فتحة ياء المضارعة التي تكون مفتوحة في جميع الأفعال المعلومة.

  • فعَل- يُفْعَلْ: قلة من الأفعال الثلاثية المجردة التي هي على وزن(فَعَلَ- يَفْعُلُ) في اللغة العربية الفصحى تأتي العامية المدروسة على وزن(فعَلْ- يُفعَلْ).
    وفي هذا الجدول أمثلة للأفعال الثلاثية المجردة التي تكون على هذا الوزن في العامية المدروسة من بناء(فَعَلَ- يَفعُلَ) في اللغة العربية الفصحى.

الفعل

الوزن في اللغة العربية الفصحى

الوزن في العامية المدروسـة

الماضي

المضارع

الماضي

المضارع

قعد- يقعد

فَعَلَ = قَعَدَ

يَفْعُلُ = يَقْعُدُ

فعَلْ = ﭭعَدْ

يُفْعَلْ = يُـﭬْعَـدْ

قتل- يقتل

فَعَلَ = قَتَلَ

يَفْعُلُ = يَقْتُلُ

فعَلْ = ﭭتَلْ

يُفْعَلْ = يُـﭬْتَلْ

من خلال الجدول السابق يتبين أن التغيير في هذه البنية الصرفية للفعل في الماضي يكون، باختلاس حركة فاء الفعل تفاديا للابتداء بالساكن.أما في المضارع فيكون التغيير، بقلب فتحة ياء المضارعة ضمة، وقلب ضمة عين الفعل فتحة، وتفسير ذلك يعود إلى كون ضمة عين الفعل انتقلت إلى ياء المضارعة، وفتحة ياء المضارعة انتقلت إلى عين الفعل، وهذا لكي لا تضيع الحركتان معا.

2.1.5. بناء (فَعَلَ- يَفعِلُ)

يتطور بناء (فَعَلَ- يَفْعِلُ) في اللغة العربية الفصحى إلى هذه الأبنية في العامية المدروسة :

  • فْعَلْ- يَفْعَلْ: غالبية الأفعال الثلاثية المجردة التي هي على وزن(فَعَلَ- يَفْعِلُ) في اللغة العربية الفصحى تأتي في العامية المدروسة على وزن (فعَلْ- يَفعَلْ).
    و في هذا الجدول أمثلة للأفعال الثلاثية المجردة التي تكون على هذا الوزن في العامية المدروسة من بناء (فَعَلَ- يَفعِلُ) في اللغة العربية الفصحى.

الفعل

الوزن في العربية الفصحى

الوزن في العامية المدروسـة

الماضي

المضارع

الماضي

المضارع

عرف يعرف

فَعَلَ = عَرَفَ

يَفْعِلُ = َعْرِفُ

فعَلْ = عرَفْ

يَفْعَلَ = يَعْرَفْ

غلب- يغلب

فَعَلَ = غَلَبَ

يَفْعِلُ = يَغْلِبُ

فعَلْ = غلَبْ

يَفْعَلَ = يَغْلَبْ

قدر- يقدر

فَعَلَ = قَدَرَ

يَفْعِلُ = يَقْدِرُ

فعَلْ = ﭬدَرْ

يَفْعَلَ = يَـﭭْدَرْ

صبر-يصبر

فَعَلَ = صَبَرَ

يَفْعِلُ = يَصْبِرُ

فعَلْ = صبَرْ

يَفْعَلَ = يَصْبَرْ

حلف يحلف

فَعَلَ = حَلَفَ

يَفْعِلُ = َحْلِفُ

فعَلْ = حْلَفْ

يَفْعَلَ = يَحْلَفْ

من خلال الجدول السابق يتبين أنّ هناك تغيير في بنية الفعل الصرفية، حيث أنّ الفعل الذي كان على وزن(فَعَلَ- يَفْعِلُ) في اللغة العربية الفصحى أصبح في العامية المدروسة على وزن (فْعَلْ- يَفْعَلْ). فيكون التغيير في هذه البنية الصرفية للفعل في الماضي، باختلاس حركة فاء الفعل، وذلك تفاديا للابتداء بالساكن. أما في المضارع، فيكون التغيير بقلب كسرة عين الفعل فتحة، والتفسير الصوتي لذلك يعود إلى أنّ حركة عين الفعل تأثرت بفتحة ياء المضارعة فانقلبت لتنسجم معها، وهو نوع من التأثر التّقدمي، حيث أثّر المصوت الأول في المصوت الثاني.

  • فعَلْ- يَفْعُلْ : ندرة من الأفعال الثلاثية المجردة التي هي على وزن( فَعَلَ- يَفْعِلُ) في اللغة العربية الفصحى تأتي في العامية المدروسة على وزن (فعَل – يَفْعُلْ).
    وفي هذا الجدول مثال للفعل الثلاثي المجرد الذي يكون على هذا الوزن في العامية المدروسة من بناء(فَعَل- يَفْعِلُ) في اللغة العربية الفصحى.

الفعل

الوزن في العربية الفصحى

الوزن في العامية المدروسـة

الماضي

المضارع

الماضي

المضارع

ضرب-يضرب

فَعَلَ = ضَرَبَ

يَفْعِلُ = َيضْرِبُ

فعَلْ = ظرَبْ

بإبدال الضاد ظاء

يَفْعُلْ = يظرُبْ

بإبدال الضاد ظاء

من خلال الجدول السابق يتبين أنّ هناك تغيير في بنية الفعل الصرفية، حيث أنّ الفعل الثلاثي المجرد الذي كان على وزن(فَعَلَ- يَفْعِلُ) في اللغة العربية الفصحى أصبح في العامية المدروسة على وزن(فعَل- يَفْعُلُ). فيكون التغيير في هذه البنية الصرفية للفعل في الماضي، باختلاس حركة فاء الفعل تفاديا للابتداء بالساكن. أما في المضارع، فالظاهر أن كسرة عين الفعل قلبت ضمة، وتفسير ذلك يعود إلى القرابة الشديدة بين هذين المصوتين، الأمر الذي يجعل تطور أحدهما إلى الآخر تجيزه الدراسات الصوتية، فكلاهما من الأصوات الضيقة التي يبلغ اللسان معهما أقصى ما يمكن أن يصل إليه من صعود الحنك، والفراغ بينهما أضيق ما يمكن أن يصل إليه للنطق بمصوت.

3.1.5. بناء فَعَلَ- يَفْعَلُ

يتطور بناء (فَعَلَ- يَفْعَلُ) في اللغة العربية الفصحى إلى هذا البناء في العامية المدروسة: (فعَلْ- يَفْعَلْ)، وتقريبا بناء الفعل المضارع في هذه العامية المدروسة بقي على ما هو عليه في الفصحى باستثناء حذف حركة لام الفعل.

وفي هذا الجدول أمثلة للأفعال الثلاثية المجردة التي تكون على هذا الوزن في العامية المدروسة من بناء (فَعَلَ-يَفْعَلُ) في اللغة العربية الفصحى.

الفعل

الوزن في اللغة العربية الفصحى

الوزن في العامية المدروسـة

الماضي

المضارع

الماضي

المضارع

طمع- يطمع

فَعَلَ = طَمَعَ

يَفْعَلُ = يَطْمَعُ

فعَلْ = طمَعْ

يَفْعَلْ = يَطْمَعْ

طلع- يطلع

فَعَلَ = طَلَعَ

يَفْعَلُ = يَطْلَعُ

فعَلْ = طلَعْ

يَفْعَلْ = يَطْلَعْ

قطع- يقطع

فَعَلَ = قَطَعَ

يَفْعَلُ = يَقْطَعُ

فعَلْ = قْطَعْ

يَفْعَلْ = يَقْطَعْ

فتح- يفتح

فَعَلَ = فَتَحَ

يَفْعَلُ = يَفْتَحُ

فعَلْ = فْتَحْ

يَفْعَلْ = يَفْتَحْ

من خلال الجدول السابق يتبين أنّ هناك تغيير في بنية الفعل الصرفية، حيث أنّ الفعل الثلاثي المجرد الذي كان على وزن (فَعَلَ-يَفْعَلُ) في اللغة العربية الفصحى أصبح في العامية المدروسة على وزن (فعَلْ– يَفْعَلْ). فيكون التغيير في هذه البنية الصرفية للفعل في الماضي، باختلاس حركة فاء الفعل تفاديا للابتداء بالساكن. أما في المضارع فهذا البناء فتقريبا بقي على ما هو عليه في اللغة العربية الفصحى باستثناء حذف ضمة لام الفعل.

4.1.5. بناء فَعِلَ- يَفْعَلُ

يتطور بناء(فَعِلَ- يَفْعَلَ) في اللغة العربية الفصحى إلى هذه الأبنية في العامية المدروسة :

  • فعَلْ- يَفْعَلْ : غالبية الأفعال الثلاثية المجردة التي هي من بناء (فَعِلَ- يَفْعَلُ) في اللغة العربية الفصحى تأتي في العامية المدروسة على وزن(فعَلْ- يَفْعَلْ).
    و في هذا الجدول أمثلة للأفعال الثلاثية المجردة التي تكون على هذا الوزن في العامية المدروسة من بناء(فَعِلَ- يَفْعَلُ) في اللغة العربية الفصحى.


الفعل

الوزن في العربية الفصحى

الوزن في العامية المدروسة

الماضي

المضارع

الماضي

المضارع

شبع-يشبع

فَعِلَ = شَبِعَ

يَفْعَلُ = يَشْبَعُ

فعَلْ = شبَعْ

يَفْعَلْ = يَشْبَعْ

علم- يعلم

فَعِلَ = عَلِمَ

يَفْعَلُ = يَعْلَمُ

فْعَلْ = علَمْ

يَفْعَلْ = يَعْلَمْ

سمع- يسمع

فَعِلَ = سَمِعَ

يَفْعَلُ = يَسْمَعُ

فْعَلْ = سمَعْ

يَفْعَلْ = يَسْمَعْ

من خلال الجدول السابق يتبين أنّ هناك تغيير في بنية الفعل الصرفية، حيث أنّ الفعل الثلاثي المجرد الذي كان على وزن(فَعِلَ- يَفْعَلُ) في اللغة العربية الفصحى، أصبح في العامية المدروسة على وزن (فعَلْ- يَفْعَلْ). فيكون التغيير في هذه البنية الصرفية للفعل في الماضي، في حركة فاء الفعل وحركة عينه، حيث قلبت حركة فاء الفعل فتحة مختلسة وذلك تفاديا للابتداء بالساكن، وقلبت كسرة عين الفعل فتحة، ويمكن تفسير ذلك، بأنّ حركة عين الفعل تأثّرت بالفتحة قبلها وبعدها، فانقلبت فتحة لتنسجم معهما هذا من جهة، ومن جهة أخرى نجد أن الفتحة أخف من الكسرة، فلا نستغرب أن يجنح الناطقون بهذه العامية نحو الفتح الذي لا يتطلب مجهودا عضليا أثناء النطق به. أما في المضارع، فتقريبا هذا البناء بقي على ما هو عليه في الفصحى باستثناء حذف حركة لام الفعل. ويمكن تفسير قلب الكسرة إلى فتحة عموما. طلب التخفيف أو سعي لتحقيق الانسجام الصوتي.

  • افْعَالْ- يَفْعَالْ : قلة من الأفعال الثلاثية المجردة التي تكون على وزن (فَعِلَ – يَفْعَلُ) في اللغة العربية الفصحى تأتي في العامية المدروسة على وزن (افْعَالْ- يَفْعَالْ). وفي هذا الجدول أمثلة للأفعال الثلاثية المجردة التي تكون على هذا الوزن في العامية المدروسة من بناء (فَعِلَ – يَفْعَلُ) في اللغة العربية الفصحى.

الفعل

الوزن في اللغة العربية الفصحى

الوزن في العامية المدروسة

الماضي

المضارع

الماضي

المضارع

سمن- يسمن

فَعِلَ-سَمِنَ

يَفْعَلْ-يَسْمَنُ

افعَالْ-اسْمَان

يَفْعَالْ- يَسْمَان

خلص-يخلص

فَعِلَ-خَلِصَ

يَفْعَلْ-يَخْلَصُ

افعَالْ-اخْلَاص

يَفْعَالْ-يَخْلَاص

التغيير في الماضي يكون بزيادة همزة وصل مفتوحة مختلسة في أول الفعل تفاديا للابتداء بالساكن، وزيادة الألف بين عين الفعل ولامه وذلك لإشباع فتحة عين الفعل، وقلب فتحة فاء الفعل سكونا نتيجة زيادة همزة وصل في أول الفعل، وقلب كسرة عين الفعل فتحة لتناسب الألف الزائدة بعدها. أما في المضارع فيكون التغيير بالإضافة إلى حذف حركة لام الفعل زيادة الألف بين عين الفعل ولامه إشباعا لفتحة عين الفعل.

  • فعَلْ يَفْعُلْ : ندرة من الأفعال الثلاثية المجردة التي هي على بناء (فَعِلَ- يَفْعَلُ) في اللغة العربية الفصحى تأتي في العامية المدروسة على بناء(فْعَلْ- يَفْعُلْ).
    وفي هذا الجدول مثال للفعل الثلاثي المجرد الذي يكون على هذا الوزن في العامية المدروسة من بناء (فَعِلَ- يَفْعَلُ) في اللغة العربية الفصحى.

الفعل

الوزن في اللغة العربية الفصحى

الوزن في العامية المدروسـة

الماضي

المضارع

الماضي

المضارع

شرب- يشرب

فَعِلَ =شَرِبَ

يَفْعَلُ =يَشْرَبْ

فعَلْ =شْرَبْ

يفْعُلْ =يَشْرُبْ

من خلال الجدول السابق يتبين أنّ هناك تغيير في بنية الفعل الصرفية، حيث أنّ الفعل الثلاثي المجرد الذي كان على وزن (فَعِلَ- يَفْعَلُ) في اللغة العربية الفصحى، أصبح في العامية المدروسة على وزن (فْعَلْ- يَفْعُلْ)،

فيكون التغيير في هذه البنية الصرفية للفعل في الماضي، باختلاس حركة فاء الفعل تفاديا للابتداء بالساكن، وقلب كسرة عين الفعل فتحة لأن الفتحة أخف من الكسرة. أما في المضارع، فيكون التغيير بقلب فتحة عين الفعل ضمة، وتفسير ذلك يعود إلى كون الناطقين بهذه العامية استحسنوا نطق صوت عين الفعل بالضمة لا بالفتحة هذا من جهة، ومن جهة أخرى كثرة الاستعمال لهذا الفعل جعلت حركة عينه تتغير من الفتحة إلى الضمة، فشاع استعماله بالضم بدلا من الفتح.

5.1.5.بناء فَعُلَ- يَفْعُلُ 

يتطور بناء(فَعُلَ- يَفْعُلُ) في اللغة العربية الفصحى إلى هذه الأبنية في العامية المدروسة :

  • افْعَالْ- يَفْعَالْ : غالبية الأفعال الثلاثية المجردة التي هي على وزن (فَعُلَ- يَفْعُلُ) في اللغة العربية الفصحى تأتي في العامية المدروسة على وزن (افْعَالْ- يَفْعَالْ).
    وفي هذا الجدول أمثلة للأفعال الثلاثية المجردة التي تكون على هذا الوزن في العامية المدروسة من بناء(فَعُلَ- يَفْعُلُ) في اللغة العربية الفصحى.

الفعل

الوزن في العربية الفصحى

الوزن في العامية المدروسـة

الماضي

المضارع

الماضي

المضارع

قبح-يقبح

فَعُلَ = قَبُحَ

يَفْعُلُ = يَقْبُحُ

افعَالْ =اقْبَاح

يَفْعَالْ =يَقْبَاحْ

صغر-يصغر

فَعُلَ =صَغُرَ

يَفْعُلُ =يَصْغُرُ

افعَالْ =اصْغَارْ

يَفْعَالْ =يَصْغَارْ

سهل–يسهل

فَعُلَ =سَهُلَ

يَفْعُلُ = يَسْهُلُ

افعَالْ = اسْهَالْ

يَفْعَالْ =يَسْهَالْ

من خلال الجدول السابق يتبين أنّ هناك تغيير في بنية الفعل الصرفية، حيث أنّ الفعل الذي كان على وزن(فَعُلَ- يَفْعُلُ) في اللغة العربية الفصحى أصبح في العامية المدروسة على وزن (افْعَالْ- يَفْعَالْ)، فيكون التغيير في هذه البنية الصرفية للفعل في الماضي، بزيادة همزة وصل في أول الفعل تفاديا للابتداء بالساكن، وزيادة ألف بين عين الفعل ولامه تخفيفا للنطق، وتسكين فاء الفعل نتيجة زيادة همزة الوصل في أول الفعل. وقلب ضمة عين الفعل فتحة لتتناسب صوتيا مع الألف الزائدة بعدها، أما في المضارع، فيكون التغيير بزيادة ألف بين عين الفعل ولامه وذلك تخفيفا للنطق، كما يكون بقلب ضمة عين الفعل فتحة وهذا لتتناسب صوتيا مع الألف الزائدة بعدها.

  • فعَلْ- يَفْعَلْ: قلة من الأفعال الثلاثية المجردة التي هي على وزن (فَعُلَ- يَفْعُلُ) في اللغة العربية الفصحى تأتي في العامية المدروسة على وزن(فعَلْ- يَفْعَلْ).
    وفي هذا الجدول أمثلة للأفعال الثلاثية المجردة التي تكون على هذا الوزن في العامية المدروسة.

الفعل

الوزن في اللغة العربية الفصحى

الوزن في العامية المدروسة

الماضي

المضارع

الماضي

المضارع

كبر- يكبر

فَعُلَ = كَبُرَ

يَفْعُلُ = يَكْبُرُ

فعَلْ = كبَرْ

يَفْعَلْ = يَكْبَرْ

كثر- يكثر

فَعُلَ = كَثُرَ

يَفْعُلُ = يَكْثُرُ

فعَلْ = كْثَرْ

يَفْعَلْ = يَكْثَرْ

من خلال الجدول السابق يتبين أنّ هناك تغيير في بنية الفعل الصرفية، حيث أنّ الفعل الذي كان على وزن(فَعُلَ- يَفْعُلُ) في اللغة العربية الفصحى أصبح في العامية المدروسة على وزن (فعَلْ– يَفْعَلْ). فيكون التغيير في هذه البنية الصرفية للفعل في الماضي، باختلاس حركة فاء الفعل تفاديا للابتداء بالساكن، كما يكون بقلب ضمة عين الفعل فتحة، وتفسير ذلك يعود إلى أن ضمة عين الفعل تأثرت بحركة الفتحة قبلها، فانقلبت لتنسجم معها. أما في المضارع، فيكون بقلب ضمة عين الفعل فتحة لتتماثل صوتيا مع فتحة ياء المضارعة، وهو نوع من التأثر التقدمي، حيث تأثّر المصوّت الثاني بالمصوّت الأول.

6.1.5 بناء فَعِلَ- يَفْعِلُ 

يتطور بناء (فَعِلَ- يَفْعِلُ) في اللغة العربية الفصحى إلى هذا البناء في العامية المدروسة : (فعَلْ- يَفْعَلْ).

وفي هذا الجدول مثال للفعل الثلاثي المجرد الذي يكون على هذا الوزن في العامية المدروسة من بناء (فَعِلَ- يَفْعِلْ) في اللغة العربية الفصحى.

الفعل

الوزن في العربية الفصحى

الوزن في العامية المدروســة

الماضي

المضارع

الماضي

المضارع

حسب – يحسب

فَعِلَ = حَسِبَ

يَفْعِلُ = يَحْسِبُ

فعَلْ = حسَبْ

يَفْعَلْ = يَحْسَبْ

يكون التغيير في هذه البنية الصرفية للفعل العربي الفصيح في الماضي، باختلاس حركة فاء الفعل تفاديا للابتداء بالساكن، وبقلب كسرة عين الفعل فتحة، وتفسير ذلك يعود إلى كون الكسرة تأثرت بالفتحة قبلها وبعدها فانقلبت لتنسجم معهما، أما في المضارع، فيكون التغيير بقلب كسرة عين الفعل فتحة لتتماثل صوتيا مع فتحة ياء المضارعة هذا من جهة، ولأن الفتحة أخف من الكسرة من جهة أخرى.

2.5. في أبنية الفعل الرباعي المجرد 

للمجرد الرباعي في اللغة العربية وزن واحد وهو :(فَعْلَلَ- يُفَعْلِلُ) (رشيد الشرتوني. دت.17). أما في العامية المدروسة فقد تطور وتغير إلى بناء آخر، فيمكن رؤية تطور هذا البناء الصرفي للفعل الرباعي المجرد ومظاهر التغيير فيه في هذه العامية المدروسة على النحو الآتي :

بناء (فَعْلَلَ- يُفَعْلِلُ) : يتطور بناء (فَعْلَلَ- يُفَعْلِلُ) في اللغة العربية الفصحى إلى هذا البناء في العامية المدروسة (فَعْلَلْ- يفَعْلَلْ).

وفي هذا الجدول أمثلة للأفعال الرباعية المجردة التي تكون على هذا الوزن في العامية المدروسة من بناء (فَعْلَلَ- يُفَعْلِلُ) في اللغة العربية الفصحى، مع ذكر بنائها في كل من الفصحى والعامية المدروسة.

الفعل

الوزن في العربية الفصحى

الوزن في العامية المدروســـة

الماضي

المضارع

الماضي

المضارع

بعثر-يبعثر

فَعْلَلَ = بَعْثَرَ

يُفَعْلِلُ =يُبَعْثِرُ

فَعْلَلْ =بَعْثَرْ

يفَعْلَلْ = يبَعْثَرْ

زحلق-يزحلق

فَعْلَلَ = زَحْلَقَ

يُفَعْلِلُ = يُزَحْلِقُ

فَعْلَلْ =زَحْلَـﭪْ

يفَعْلَلْ = يزَحْلـَﭪْ

من خلال الجدول السابق يتبين أنّ هناك تغيير في بنية الفعل الصرفية، حيث أنّ الفعل الرباعي المجرد الذي كان على وزن(فَعْلَلَ- يُفَعْلِلُ) في اللغة العربية الفصحى. أصبح في العامية المدروسة على وزن(فَعْلَلْ- يفَعْلَلْ)، وتقريبا بناء الفعل في الماضي بقي على ما هو عليه في الفصحى باستثناء حذف حركة لام الفعل الثانية في آخره. فيكون التغيير في هذه البنية الصرفية للفعل في المضارع، في حركة ياء المضارعة وحركة لام الفعل الأولى، حيث تختلس حركة ياء المضارعة وذلك تفاديا للابتداء بالساكن، وتقلب كسرة لام الفعل الأولى فتحة، وتفسير ذلك يعود إلى أنّ الكسرة تأثرت بفتحة فاء الفعل فانقلبت لتنسجم معها، وهو نوع من التأثر التقدّمي، حيث تأثر المصوّت الثاني بالمصوّت الأول.

خاتمة 

تناولت هذه الدراسة مظاهر التغيير في البنية الصرفية للفعل العربي الفصيح المجرد في عامية بوكرام الجزائرية، فخلصت في الأخير إلى جملة من النتائج هي :

  1. من مظاهر التغيير في البنية الصرفية للفعل العربي المجرد زيادة بعض الحروف أو تغيير الحركات.

  2. من مظاهر التغيير في البنية الصرفية للفعل العربي الفصيح المجرد اختلاس حركة الحرف الأول، ويظهر ذلك في اختلاس حركة فاء الفعل الثلاثي المجرد في كل أبنية الفعل الماضي، واختلاس حركة حرف المضارعة في الفعل الرباعي المجرد، والتفسير الصوتي لذلك هو أنّ الناطقين بهذه العامية كثيرا ما يلجأون إلى اختلاس حركة الحرف الأول من الفعل تفاديا للابتداء بالساكن.

  3. من مظاهر التغيير في أبنية الأفعال : القلب في عين الفعل، ويكون بالقلب بين الكسر والفتح، والقلب بين الضم والفتح.

  4. تسكين آخر الفعل في الماضي والمضارع في كل الأبنية، وذلك تخفيفا للنطق وتيسيره.

  5. أنّ جميع صيغ الفعل الثلاثي المجرد في اللغة العربية الفصحى لا تكون في العامية المدروسة، لأنّ هذه الصيغ تتحول في هذه الأخيرة إلى صيغ أخرى. وكل ذلك يرجع إلى أسباب صوتية.

  6. أنّ صيغة الفعل الرباعي المجرد (فَعْلَلَ- يُفَعْلِلُ) في اللغة العربية الفصحى تخلو منها العامية المدروسة، واستعاضت عنها هذه الأخيرة بصيغة (فَعْلَلْ- يفَعْلَلْ). فهم يقولون في : بَعْثَرَ- يُبَعْثِرُ بَعْثَرْ- يبَعْثَرْ. مجلّة

  7. - من بين الأسباب التي دفعت الناطقين بهذه العامية إلى التغيير في الأبنية الصرفية للفعل العربي الفصيح : طلب التخفيف في النطق وتيسيره، والسعي لتحقيق الانسجام الصوتي، والاقتصاد في الجهد العضلي المبذول حين النطق.

  8. إن الاهتمام باللهجة لا يرمي إلى جعلها لغة قائمة بذاتها، وإنما من أجل تصحيحها لتكون جزء من اللغة العربية وليست منافسة لها.

  9. إن عامية بوكرام الجزائرية في الأصل لغة عربية محرفة، وقد عاشت مع اللغة العربية الفصحى قرونا عديدة في تفاعل طبيعي.

  10. إن ظهور اللهجة إلى جانب الفصحى ظاهرة طبيعية وعامة في كل لغات العالم، وليست حكرا على اللغة العربية وحدها.

.

.إبراهيم أنيس. 1992. في اللهجات العربية. مكتبة الأنجلو مصرية. ط8.

.ابن الجزري : الحافظ أبي الخير محمد بن محمد الدمشقي. دت. النشر في القراءات العشر. دار الكتب العلمية. بيروت– لبنان. ج2. دط

.ابن خلدون :عبد الرحمان ابن خلدون بن محمد. دت. مقدمة ابن خلدون. تح : علي عبد الواحد وافي. دار النهضة للطبع والنشر. مصر – القاهرة.ج3. ط3.

.ابن منظور : أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم. دت. لسان العرب. دار صادر. بيروت. مج2. دط. مادة ( لهج )

.أبو الفتح عثمان بن جني (ت392). 1952 - 1956، الخصائص. تح : محمد علي النجار، القاهرة. ج1.

.تقرير صادر عن بلدية بوكرام. أكتوبر. 2008.

.تقرير صادر عن بلدية بوكرام. أكتوبر. 2013.

.حاتم الضامن. دت. علم اللغة. جامعة بغداد. دط.

.خديجة الحديثي.1385 هـ - 1965. أبنية الصرف في كتاب سيبويه. منشورات مكتبة النهضة. بغداد. ط 1.

.رشيد الشرتوني. دت. مبادئ العربية في الصرف والنحو. المطبعة الكاثوليكية. بيروت.

ج 4.ط9.

.السيوطي : عبد الرحمان جلال الدين. دت. المزهر في علوم اللغة وأنواعه.شرح وضبط وتعليق حواشيه : محمد أحمد جاد المولى. علي محمد البجاوي. محمد أبو الفضل إبراهيم. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع. دار الجيل. بيروت. ج1. دط.

.صبحي عبد الحميد، محمد عبد الكريم. 1996. اللهجات العربية في معاني القرآن للفراء. دار الطباعة المحمدية. القاهرة. ط1

.عبد الغفار حامد هلال. 1993. اللهجات العربية نشأة وتطورا. مكتبة وهبة. ط2.

.عبده الراجحي. 1999. اللهجات العربية في القراءات القرآنية. مكتبة المعارف. الرياض. ط1.

.فندريس. اللغة. 1950. تعريب : عبد الحميد الدواخلي ومحمد القصاص. مطبعة لجنة البيان العربي. القاهرة. د ط.

.كمال يوسف الحاج. 1978. فلسفة اللغة. دار النهار. بيروت. دط.

.مجمع اللغة العربية. 2004. المعجم الوسيط. مكتبة الشروق الدولية. القاهرة. ط4.

© Tous droits réservés à l'auteur de l'article