الوساطة والوساطة الوثائقية كتصور جديد

La médiation et médiation documentaire comme nouvelle perspective 

Médiation and documentary médiation as a new perspective

ط.د حوة فاطيمة Fatima Haoua أ.د عبد الإله عبد القادرAbdellilah Abdelkader

p. 159-174

ط.د حوة فاطيمة Fatima Haoua أ.د عبد الإله عبد القادرAbdellilah Abdelkader, « الوساطة والوساطة الوثائقية كتصور جديد  », Aleph, 7 (1) | -1, 159-174.

ط.د حوة فاطيمة Fatima Haoua أ.د عبد الإله عبد القادرAbdellilah Abdelkader, « الوساطة والوساطة الوثائقية كتصور جديد  », Aleph [], 7 (1) | 2020, 20 April 2020, 09 December 2024. URL : https://aleph.edinum.org/2233

إن حقل التفكير حول مسألة « الوساطة » أصبح في غاية التعقيد خاصة فيما تعلق بأفق « الوساطة » ومفهومها في الوسط الجزائري الذي تنقصه الدراسات والتحاليل حول المفهوم بمختلف أوجهه كونه من المفاهيم الجديدة والثرية من الناحية المعرفية و المقاربات التي طرحت حوله.في السياق الذي يحمله المجتمع هناك محاولات قليلة جدا إن لم نقل شبه منعدمة حول هذا المفهوم من جانب تطبيقه في عدة مجالات وكذا القليل من التفكير النظري والتطبيقي حوله، وبالتالي مفهوم « الوساطة » ومن خلال الدراسات والمقاربات التي جاء بها منظرين في الدول المتطورة يشمل عدة ميادين باستعمالات متعددة ومختلفة على غرار الوساطة في المكتبات، الوساطة الرقمية، الوساطة الوثائقية التي تقدم في كثير من الأحيان على أنها الطريق أو المسار الذي من خلاله توفر المعلومة لمستخدمين عبر وسائل خاصة بمعالجة هذه المعلومات الموجودة في الوثائق.

Le champ de réflexion sur la question de la « médiation » est devenu très complexe, notamment en ce qui concerne l’horizon de la « médiation » et son concept dans le contexte algérien où il ne lui est consacré que très peu d’études.
Il sera question dans notre contribution d’une définition des domaines d’application du champ de la médiologie sous des aspects différents et des usages multiples. On insistera sur la médiation numérique et documentaire qui offre l’accès à une meilleure maitrise des circuits qu’emprunte la circulation de l’information scientifique.

The field of reflection on the question of « mediation » has become very complex, especially as regards the horizon of « mediation » and its concept in the Algerian context where very few studies are devoted to it.
In our contribution we will discuss the definition of the fields of application of the field of mediology under different aspects and multiple uses. We will insist on digital and documentary mediation, which offers access to a better mastery of the circuits used in the circulation of scientific information.

مقدمة

مفهوم « الوساطة » يعتبر من المفاهيم حديثة النشأة والتطور كما أنه يمتاز بالثراء المعرفي والتعقيد في الوقت ذاته فمن خلال الدراسات والمقاربات التي طرحت حوله في مختلف السياقات الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية وغيرها. لقي اهتماما واسعا من طرف الباحثين في الآونة الأخيرة كونه يطرح تحديات جديدة خاصة على صعيد المؤسسة التي تبنت هذا المصطلح بمختلف أنواعه خاصة فيما تعلق بـــ :« الوساطة الوثائقية » كونها تتعلق بوساطة المعرفة و هي عملية ربط المؤسسة بمجموعاتها الوثائقية و المعرفية و يتجسد ذلك من خلال طرف ثالث هو الوسيط، و يمكن القول أن الحديث عن الوساطة لا يكون له معنى دون تحليل كل من الوسيط و عمليات أو مجالات الوساطة في نفس الوقت، و إعطاء التجهيزات التقنية أهميتها في هذه العملية و هذا ما ينتج عنه وسطاء بالمعنى الحقيقي للوساطة في حد ذاتها أو للوساطة الوثائقية.

وهذا ما فتح لنا المجال لدراسة مفهوم الوساطة وكذا الوساطة الوثائقية في المؤسسة الجزائرية الغنية برصيدها الوثائقي بغية معرفة ما المقصود بهذا التصور الجديد؟

فرضيات الدراسة

  • الفرضية الأولى : تعتبر الوساطة الوثائقية تحدي جديد لربط المؤسسة برصيدها الوثائقي والمعلوماتي فهي ليست مجرد نقل للمعلومات ومعالجة الوثائق.

  • الفرضية الثانية : التصورات الجديدة تستدعي التعامل مع مفهوم الوساطة والوساطة الوثائقية ، والفهم العميق له.

و يهدف البحث إلى الإجابة على الإشكال المروح وكذا اختبار صحة الفرضيات من عدمها، كما يهدف إلى تسليط الضوء على مفهوم جديد وتصور حديث النشأة ، وتجدر الإشارة إلى أن الوساطة الوثائقية كمصطلح أو متغير جديد أثبت وجوده داخل المؤسسات الثقافية في الجزائر غير أنه بهذا الفهم الجديد مزال غير وارد في المؤسسات الاقتصادية أو بالأصح هو معتمد ولكن بتصور تقليدي وبوجهة نظر غير معاصرة مرتبطة أساسا بالتسيير التقليدي للمعلومات ومعالجة الوثائق، زيادة على أن أغلب المؤسسات بحكم طبيعة عملها تستند على أشخاص وأجهزة يقومون بدور الوسيط (التقليدي والالكتروني).

تقوم الدراسة على المنهج الاستنباطي الذي ينطلق من العام إلى الخاص أي تحديد النظريات والمفاهيم والبراديغمات حيث أدرج في الجزء الأول من الدراسة إشكالية العمل وتم تحديد فرضياته. قمنا من خلال هذه الدراسة بتوظيف مصطلح « الوساطة الوثائقية » كأحد المفاهيم الحديثة التي أضافت مجموعة من الخصائص بعدما كانت تقتصر على المؤسسات الثقافية كالمتحف والمكتبة في أول ظهورها.

1. الوساطة والوساطة الوثائقية كتصور جديد في الجزائر

1.1. مفهوم الوساطة

مصطلح الوساطة من المصطلحات التي استعملت في العديد من الميادين، شملت مختلف العلوم من بينها علوم المعلومات والإتصال من خلال مجموعة من المقاربات لمنظرين أساسيين منهم من تحدث عن الوساطة من تكلم عن الوساطة بمفهومها العام مثل :Bernard Lamizet و J. Le Marec و Y. Jeanneret لتستعمل فيما بعد في المجال الخاص في عدة مياددين مختلفة مثل ميدان التربية والتعليم مع V.Liquéte و كذا الوساطة الثقافية التي طبقت في المتاحف من قبل Jean Davallon ، إن مصطلح الوساطة يتميز بالمرونة ويتخذ أشكالا وممارسات حسب المجال والسياق العام الممارس فيه المفهوم، وقد أكد Olivier Chourrot على أن للمصطلح مفهوم عام ومفهوم خاص يحكمه القانون والعرف. (أوسامة، 2015)

إن مصطلح الوساطة من المفاهيم والمصطلحات الجديدة التي جعلت حقل التفكير والتحليل الاتصالي يتمحور حولها ويسعى إلى تحديد الإطار العام لمسألة الوساطة، لذا لابد من التطرق إلى مصطلح الوساطة من جوانبه المختلفة ما يتطلب ضبطه كما جاء في المعاجم والقواميس ثم التوسع فيه من حيث مجالاته.

1.1.1. لغة

قال الله تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أًمَّةٌ وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (البقرة،143) .

أما في قاموس2017 Larousse نجد أنه هناك ثلاثة اشتقاقات للمصطلح :

Mediare - s’interposer : التوسيط أي التموضع في الوسط.
Médiatio-médiation الوساطة (entremise).
Situé au milieu – médius : التموقع في الوسط أي بينهم. (Regimbeau, 2015)

وعليه الوساطة تعني كل التدخلات التي تسعى لحل الخلافات والنزاعات لتحقق التوافق بين الطرفين أو أكثر. كما نجد قاموس البحث العلمي بفرنسا عرف الوساطة من عدة جوانب على أنها :

  • فعل لخدمة (الأفراد، المؤسسات، الجمع بين اثنين) أي أن يقدم الوسيط خدمة لكلا الطرفين.

  • المعنى الثاني للوساطة هو الانطلاق من مقطة معينة وصولا إلى نقطة (المنطق).

  • ثالثا وأخيرا الوساطة في إطارها القانوني تستخدم لتسوية النزاعات. ( دموش،أوسامة 2015)

وقد جاء في قاموس أكسفورد على أن الوساطة هي جميع المبادرات المقصود من خلالها المصالحة والتوفيق بين الناس، أو الأطراف المتنازعة فالوساطة مفهوم يعمل على تأسيس العلاقات بين عدة أشخاص أو بين الأشخاص والأفكار والمواضيع.

ولقد عرفت الوساطة كمصطلح فلسفي أدبي في الفكر الغربي، خاصة مع الناقد والمفكر « روني جيرار » وهي مستمدة من الديانات المسيحية، ومعناها كما أشار إليه « إدريس نقوري » : أنها تقليد أو محاكاة لنموذج ما يسعى إلى تحقيق غرض معين، وهي رغبة ملحة يطمح المقلد إلى إشباعها فهي تعتمد على ثلاثة مدركات أساسية :( الذات-الوسيط- الموضوع). (دموش  أوسامة2015 )

وبالتالي يمكن التميز بين ثلاثة معاني للوساطة كما جاء في قاموس Larousse وهي : (إبراهيم،بوداود 2015)

  • معنى عام : هي فعل التوسط بهدف إيجاد إتفاق أو تسوية وضعية معينة.

  • معنى قانوني : هي عملية تسوية الصراعات من خلال توسط شخص ثالث « الوسيط ».

  • معنى فلسفي : هي الوصل بين شيئين موجودين أثناء مسار جدلي أو عقلي.

ومن جهة أخرى نجد مصطلح intermédiarité أو ما يعرف بالتواسطية وهي مفهوم يقترب من الوساطة وهب أساسية بالنسبة للمكتبي والناشر حيث « تركز المقاربة المفهمية على العلاقات والتفاعلات داخل الأعمال والممارسات الوسائطية بين وسائل الإعلام المتصلة أو حتى المتباعدة في بيئات المؤسسات الاجتماعية والتاريخية....إلخ »

في نفس السياق نجد مصطلح مهم هو « médiologie » أين ظهر بقوة في التسعينات خاصة في كتابات الباحث Régis Debray حيث عرفها في كتابه introduction à la médiologie أنها لا تعني علم الاجتماع الخاص بوسائل الإعلام كما أن هدفها ليس مساءلة وسائل الإعلام أو التوسيط كما هو التفكير فيها، إنما هي تهتم بدراسة ظواهر الإرسال، إذن هي مجهود لوضع علاقة مع كل مسابقة فعالة لعمل الثقافة. (Debray 2000 )

ونجد مصطلح أخر هو médiathèque كنموذج ظهر لفضاء بالمكتبات يعتمد على الوسائط السمعية البصرية كميزة أساسية له, أي مكتبة الوسائط المتعددة. وهناك قاموس البحث العلمي في فرنسا جمع كل التعاريف الخاصة بالوساطة وهي :

  • الوساطة فعل لخدمة (الأفراد- المؤسسات- الجمع بين اثنين) أين يقدم الوسيط خدمة للطرفين.

  • المعنى الثاني للوساطة يعني الانطلاق من نقطة معينة وصولا إلى نقطة (المنطلق).

  • أما المعنى الثالث هو أن الوساطة في إطارها القانوني تستخدم لتسوية النزاعات. (Regimbeau 2015)

تشمل استعمالات مفردة « الوساطة » والممارسات المرتبطة بها حقائق مغايرة جدا وتعكس بعض التقاليد التاريخية والمؤسساتية. إن الوساطة قد تكون ظرفيا أو في الأساس وراء رهانات سواء تعلق الأمر بــ« كشفها » و« اكتشافها » ضمن بعض الإطارات ومن خلال بعض الممارسات أيضا. إن رفض الوساطة تحت أي شكل من الأشكال مرهون بآليات وتقنيات الوساطة. تشهد أنواع الآليات الموضوعة والآثار الناجمة من خلال بعض التجارب لاسيما في المكتبات بأهمية التقنيات والآليات في المسار الاتصالي وانعكاسها على الاستعمالات. ( عبد الإله عبدالقادر 2016)

لكن مفهوم الوساطة قد يعني « مهام خاصة » إذا تعلق الأمر بـ « الوساطة في المكتبات »، « الوساطة الرقمية »، « الوساطة الوثائقية » وغير ذلك من خارج المفاهيم المركسة : « الوساطة الثقافية »، « الوساطة الفنية »، الوساطة المتحفية« ...إلخ. قد تشمل معاني أقل أو أكثر دقة كثيرا ما تعمل بالنظر إلى مخطط نتج عن سنوات عديدة في سياقات أكثر تقدما في مجالاتها المتتالية. ( عبد الإله، عبدالقادر 2016)

2.1.1. اصطلاحا

تعرف Isabelle Fabre و Héléne Veyrac الوساطة على أنها« مجموعة من النشاطات والفاعلين، الأماكن والأزمنة» (Isabelle 2013) وفي ذات السياق يقول Lamizet : « الوساطة هي ضرورة إجتماعية كبرى للجدلية بين المفرد ومؤانسة الجماعة وتمثيلها في أشكال رمزية». (Lamizet 2014) ويقدم Michelle Gallereau مفهوما للوساطة من خلال الوظائف الأساسية والتي تتمثل في الدعم والتنظيم والتفاوض بالاعتماد على طرف ثالث) وسيط( لسد الفجوات وربط العلاقات بين طرفين طرأ عليهما تغيير أدى إلى التصدع في العلاقات وفي عملية الاتصال. (Lamizet 2014). وحسبIsabelle Fabre et Cecile Gardias يمكن تعريف الوساطة على « أنها رابط بين المرسل والمستقبل المتلقي » تتحقق بوجود طرف ثالث هو الوسيط الذي يعمل كواجهة ترافق المستخدم،يسمح بإنشاء رابط بين شيئين غير مجتمع ين لتحقيق اتصال وإتاحة المعلومات. (Liquette Vincent 2014) وهو نفس ما يؤكد علية Jean Davallon على أن الوظائف الأساسية للوساطة لا تتمثل في تحقيق الترابط بين الأطراف فقط وإنما تعبر عن وجود تمزق في العملية الاتصالية من خلال التغيرات التي تطرأ، فالوساطة تقوم بتشخيص ووصف وشرح هذا التحول.

وعليه فإن الوساطة هي في قلب العديد من المبادرات التي تقوم بها السلطات العمومية عند إدراك وجود أزمات (الوساطة الجنائية، الوساطة القضائية، الوساطة الأسرية....الخ)، فالوساطة بمفهومها العام تهدف لتحقيق التوازن وحل النزاع بالطرق السلمية من خلال طرف ثالث يكون محايدا. (Garden 2018) .فالوساطة بمفهومها العام تهدف لتحقيق التوازن وحل النزاع بالطرق السلمية من خلال طرف ثالث يكون محايدا، وقد استخدمت في مجالات عدة منها :

  • الوساطة القضائية والتي سنتها القوانين الفرنسية بداية من 1996 كوسيلة بديلة لحل النزاعات بالطرق السلمية، والتي تم استوحاؤها من الممارسات في الدول الأنجلوساكسونية.

و في سياق أخر إن استعمال لفظة الوساطة تعني وظيفة الوسيط الذي يعمل على تفريب وجهات النظر وفض النزاعات المحتملة بالنظر إلى موقع الحيادي. ففي مجال المقاولات والإدارات يعمل الوسيط على حل النزاعات المحتملة بين الإدارة أو المقاولة والموظفين أو المواطنين. وقد اهتمت السلطات العمومية في بعض الدول في سبعينيات القرن الماضي بإنشاء منصب وسيط عام يمثل الدزلة أو الجمهورية، ويتصب دوره على تحسيت العلاقة بين الإدراة والمواطن. (المؤتمر الإسلامي التاسع لوزراء الثقافة’ نحو ثقافة وسطية وتنموية للنهوض بالمجتمعات الإسلامية : (Regimbeau 2015)

  • نجد استخدام هذا المصطلح كذلك في علم الاجتماع، وقد جاء في L’ouvrage pédagogie : هو كل المساعدات والدعم الذي يقدمه شخص لشخص آخر من اجل تسهيل الحصول على المعرفة) مهارات، إجراءات مهنية، الحلول.... (Garden 2018)

يحدد Bernard Lamizet ممارسات الوساطة في الأماكن التي يتم فيها الاتصال، وهي أماكن تتميز بالحيوية ويمكن للأفراد التعبير عن أنفسهم من خلالها باستخدام وسائل الاتصال مثل الفضاءات العمومية، فالوساطة عند Bernard Lamizet اتخدت منحى سياسي، هذه النظرية التي بنيت على أقطاب اللغة والسياسة، تعتبر فيها الوساطة عملية رمزية ولغة التواصل فيها هي الفضاء العمومي الذي يؤسس للاستراتيجيات الاجتماعية. (أوسامة 2015)

ولقد إعتمد Jean Caune على نفس المبدأ الذي إنطلق منه Bernard Lamizet لبناء مفهوم الوساطة من خلال عوامل أساسية تتمثل في الاستخدامات الاجتماعية والسياسية والمقاربة النظرية للمصطلح، والممارسات الاجتماعية التي يشير إليها المصطلح وقد وضح ذلك عن طريق السياسة الثقافية الفرنسية مع بروز الجمهورية الخامسة في الستينيات والتي اعتمدت على فكرة الوساطة من خلال التواصل المباشر باستخدام التعبير، ثم في سنوات السبعينات التي تميزت بالممارسات الفنية من خلال التغطية الإعلامية التي لاقاها هذا المجال وأما في الثمانينيات فقد أعطيت الأولوية للعلاقات العامة. (Caune 2002)

الأساس في الوساطة هو التركيز على العلاقة، والتي تهدف إلى إصلاح الانقسامات الاجتماعية من خلال التركيز على ثلاثة وظائف أساسية هي :
معارضة إضعاف الروابط الاجتماعية.
إعادة الشعور بالانتماء إلى المجتمع.
تشجيع إنشاء معايير جديدة. (David 2008)

ترى Luc De Bernarde أنه يمكن تعريف الوساطة ضمن أربع أصناف كبرى : (De Bernarde 2002)

الإرادة الأساسية للمكتبات لتعزيز القراءة لجماهير محددة.

  1. تستهدف الجمهور المستبعد من الثقافة فالمكتبة تعمل على حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية.

  2. الوساطة تتم عن طريق شخص يدعى الوسيط.

  3. تمارس الوساطة داخل وخارج المكتبة.

ونجد في تاريخ الفن : استخدام مفهوم الوساطة في معنى الثقافة تؤخذ كمجموعة من أشكال الوساطة أما في السيميولوجيا فتعني المنطقة الوسطى أو المتوسطة بين الأشياء والعلامات. (Regimbeau 2015)

2.1. مفهوم الوسيط

يعتبر مفهوم الوسيط من المصطلحات التي برزت إثر عملية الوساطة، ونجد له عدة استخدامات على مر التاريخ، حيث استخدمه Henri de Mondeville في سنة 1314 ويعرفه بأنه : « ce qui sert d’intermédiaire entre deux chose ». ونجد استخداما له في نص J.De Meun يمكن إعتباره بأنه : « celui qui s’entremet pour créer un accord »

فالوسيط يلعب دورا مهما في عملية الوساطة سواء بين الأفكار أو المعارف أو الأشخاص فهو المسير في هذه العملية ويدرك جيدا كيفية تقديم المساعدة والدعم وإعادة تكوين العلاقات.هذا المصطلح له عدة معاني وذلك على حسب السياق الذي تمارس فيه الوساطة سواء على المستوى الاجتماعي،أو الأسري ـو القانوني أو الثقافي...إلخ، وعليه يمكن تمثيل الوسيط في حالات مختلفة منها (المدرسين،المدربين،المكتبيين، وسطاء الكتاب...) مهمتهم موجهة إلى الناس وبهم القدرة في إيصال المحتوى. (دموش أوسامة 2015)

فالوسيط هو متخصص ومسؤول عن العلاقات بين عدة أشياء، أو بين عدة أطراف من أجل البحث عن مواقع ونقاط الاتفاق، فهو يسعى لضمان وصول أكبر عدد للثقافة المادية والفكرية والاجتماعية، ولذلك يلزم أن يكون محايدا في توجيه الناس إلى الثقافة والفن، ومن خصائصه :

  • القدرة على التواصل مع الجميع.

  • أن يكون متحمس وحيوي.

  • ديناميكي.

  • السرعة في التكيف مع جميع الحالات.

  • أن يكون متفتح لجميع الآراء.

  • أن يكون ذو معرفة عامة وواسعة.

  • مهارات في اللغات الأجنبية، وإدارة المشاريع، والتسويق في المجال الثقافي. (دموش،أوسامة، 2015)

3.1. أنواع و أبعاد الوساطة

1.3.1. الوساطة الثقافية

إن الوساطة الثقافية بالمعنى العام تعني أن كل من يشارك في الحديث الثقافي سواء كان مبدعا للعمل الثقافي والفني أو جهورا عاشقا وهاويا للثقافة. ويمكن اعتبارهم شركاء ووسطاء ثقافيين لتمرير الثقافة وتعزيز تداولها، وبالمعنى الضيق فإنها تخص المهنيين العاملين في مجال الوساطة الوثائقية إما في مؤسسات ثقافية حكومية تابعة للدولة أو خاصة، أو في الجماعات المحلية للجهات والمدن أو في جمعيات ثقافية أو مقاولات أو ضمن مصالح تربوية أو مراكز ثقافية. (Médiation culturelle، 2008)

فالوساطة الثقافية يلزم أن تصاحب جميع المواطنين، والأولوية للمحرومين (الفقراء، المحبوسين، ذوي الاحتياجات الخاصة...إلخ) ضمن سياسة من شأنها منح الفرصة للجميع من أجل المشاركة في الحياة الثقافية والمدنية حتى يكون المواطن أو الفرد فاعلا مهما في المجتمع، فالبعد الحقيقي للوساطة الثقافية هو تعليم المواطن وجعله يحس بوطنيته خاصة في زمن يصفه علماء الاجتماع من بينهم »ألان تورين« على أننا نمر كلنا بالملل الفكري حيث يقول »نحن لا نعرف جيدا ما يجب فعله سياسيا ومؤسسيا. (Garden 2018)

الوساطة الوثائقية في جوهرها عملية تنفيذية اجتماعية أساسية لحل الاضطراب الاجتماعي والمؤسسات الثقافية (أي وجود تمزق اجتماعي ثقافي). حيث تسعى لملء الفراغ، كما أنها أصبحت تمثل ما يسمى « براديغم الحياة الاجتماعية » في الوقت الحالي، فهي تمثل مفتاح ووسيلة لبلوغ الثقافة واتاحتها للمواطنين الظين يعانون من مشكل الوصول إليها أو حتى الحصول عليها، فهي بذلك تعالج أزمة العزلة الإجتماعية وتلغي فكرة أو ظاهرة إقتصار عالم الثقافة على طبقة النخبة. (Joli-Cœur 2007)

إن الوساطة الثقافية في مشروع اجتماعي يسمح بإيصال التراث للجميع من خلال التنشيط، التواصل ونشر المعرفة المتصلة بتراث معين، ولقد ظهرت الوساطة الثقافية في المتاحف وذلك من أجل تسهيل التواصل بين الأشياء والجمهور كذلك لخلق ذاكرة مشتركة وموحدة وللربط بين الماضي والحاضر وكذا المستقبل وبالتالي لم يعد الهدف حماية التراث وإما إيصاله من جيل لأخر، والوساطة الثقافية تتميز بــ :

  • « المشاركة : فالوساطة الثقافیة تتطلب مشاركة فعالة للأشخاص في عملیة جماعیة.

  • التعبیر : فالوساطة الثقافیة تثیر التعبیر تحت كل الأشكال.

  • التغییر : فالوساطة الثقافیة هدفها تغییر الوضع أو تحسین ظروف المعیشة فهذه الممارسات

  • تخلق روابط بین المؤسسات والمهنیین والمواطنین البعیدین عن الثقافة. (Jacob، 2014)

ويذهب دانيال جاكوبي » في هذا السياق ويعرف الوساطة الثقافية على أنها »الأشكال الثقافية والمهارات التي تجسد الانتماءات الاجتماعية من خلال اللغة والرموز والممارسات التي تساعد الفاعلين من التأقلم مع المواضيع التي تكون الثقافة وتسمح بالتعمق في الهياكل السياسية ومؤسسات العقد الاجتماعي« . (Félice 2001)

كما أن الوساطة الثقافية عند Jean Davallon كانت وليدة للفجوة الموجودة في الثقافة والتي ارتكزت على مجموعة من الأعمال الثقافية التي تعيد بناء علاقة الفن بالجمهور من خلال شرحه وتقديمه.

ولذلك يقوم مفهوم الوساطة الثقافية على مجموعة من المبادئ ترتبط بالتحولات الجديدة، التي تأخذ بعين الاعتبار إعلانات الإنسان ومقاربة تنمية القدرات البشرية، وهو ما جعل من الثقافة والمؤسسات الثقافية أداة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وعليه يمكن تحديد هذه المبادئ في النقاط التالية : (أوسامة، 2015)

  1. تقوم على معايير أخلاقية.

  2. تعمل الوساطة الثقافية في سياق إطار عام تحدده : برامج المشاريع المحلية، الأساليب الشرعية والقواعد التي تضبط المشاريع المقررة وكذا نوع المؤسسة المعنية وطريقة تنظيمها.

  3. الاستثمار في الزمن.

  4. تأطير المهارات والكفاءات الثقافية.

  5. تعبر الوساطة الثقافية عن ديناميكية شاملة.

  6. إدراج المختصين في المشروع الثقافي.

2.3.1. الوساطة القضائية

تنم هذه المقاربة عن جذور للوساطة والتي تعود إلى العصور القديمة إلى أنها كممارسة معتلرف بها في القانون ، ففي فرنسا لقيت تشجيعا من طرف السلطة الملكية في محاكمها عام 1671 أين قام باستخدامها رجال الدين والنبلاء من أجل التوسط في حل النزاعات وكذا الشكاوي أو الدعاوي القضائية، لتستخدم فيما بعد على نطاق واسع في المسائل المدنية والتجارية، فمن هنا كانت الحاجة الكبيرة لوجود بدائل لتسوية النزاعات عن طريق تطوير الوساطة. (Bader 1997)

3.3.1. الوساطة الرقمية

تم إدماج التكنولوجيا الحديثة للمعلومات والاتصال وساهمت في مسارات الوساطة.أن التوجهات الحديثة لهذا التطور يمكن ملاحظته في استعمال الشبكات الاجتماعية ولكن أيضا في مختلف اليات الولوج والوصول إلى المعلومات.هذا النوع من التحول سمح لبعض المؤلفين التنويه بالرهان الذي تمثله الوساطة بالنسبة لتكنولوجيا المعلومات والاتصال والمفارقة ،إن انعكاسات التقنية قد تضر بمبادئ الوساطة ذاتها. (عبد الإله عبد القادر 2016)

2. الوساطة الوثائقية

1.2. مفاهيم عن الوساطة الوثائقية

وساطة الوثائق هي وساطة للمعرفة تغطي عملية إتاحة المعلومات ومعالجتها والوصول إليها، وبالتالي البحث عنها بعدة طرق مختلفة، الوساطة الوثائقية تعتمد على قيود الجهاز كونها تنطوي على معالجة المعلومات وتوفيرها« إنتاج المعلومة » للمستفيد أو المستخدم مع الأخذ بعين الاعتبار التعقيد المتزايد للأجهزة.

هي تتضمن معلومات في المقام الأول في عمليات بناء المعرفة من خلال الأجهزة كما سلف الذكر سواء كانت إجتماعية، تقنية، بشرية وبعبارة أوضح التفكير في وساطة الوثائق يعني التفكير في مكانة المعلومات في علاقتها بالمعرفة الفردية والمعرفة تارخيا واجتماعيا...

وتقدم في كثير من الأحيان على أنها المسار الذي من خلاله يوفر »منتج المعلومة « للمستخدم. وعلى عكس « الوساطة في المكتبة » فإن » الوساطة الوثائقية » لها هدف وحيد يتمثل في وساطة « منتج المعلومة ».إنها تتموقع في هذه العلاقة, علاقة المحتوى المعلوماتي والمستقبل لهذا المحتوى وفي الأخير استعمال أدوات معالجة المعلومات التي تحتويها الوثائق والتي هي من أدوات ومسارات الوساطة. (David 2008)

إن مفهوم الوساطة الوثائقية في علم المعلومات يعود إلى معنى « الوساطة أي الرابط بين الفرد والمجموعة والتي تعني إنشاء طرف ثالث وجهات توافق المستخدمين مع تسهيل الاستخدام تسمح بالتوفيق بين شيئين غير مجتمعين أي إنشاء تواصل وإتاحة المعلومات وهي تستند إلى قدرات وأشياء مادية أو بشرية في مجهود للربط والاتصال أين تحمل هدفا ماديا فكريا لوصف المحتوى وتشكل بذلك نموذجا يقدم كافة العمليات

لمعالجة الوثائق وتحليل المعلومات من أجل تقديم المحتوى الأساسي الموجود بالوثائق عن طريق التحليل الوثائقي، كما تستند على تقنيات تعزز الوصول الحر المستقل للجمهور ثم ظهر شكل جديد لوساطة المعلومات نميزها ليس فقط بالوثائق أو بالوثائقيين إنها عن طريق المعالجة الوثائقية وتجهيز الوثائق. (عبد الإله،عبد القادر 2016)

وبالتالي فإن الوساطة الوثائقية تتعلق بوساطة المعرفة كما سبق الذكر وهي عملية ربط المستخدمين بالمؤسسة مهما كان نشاطها بمحتواها المعرفي ورصيدها الوثائقي عن طريق طرف ثالث يتمثل في الوسيط.

أذا كان يمكن اعتبار الوساطة الوثائقية وساطة للمعرفة، فإنها تضع المعلومات كأولوية في عمليات بناء المعرفة بفضل الأجهزة الاجتماعية والتقنية والانسانية، وبعبارة أخرى فإن التفكير في الوساطة الوثائقية يتعلق أيضا بمكان المعلومات فيما يتعلق بالمعرفة الفردية والمعارف التاريخية والاجتماعية.

إذا وضعنا تعريف الوساطة الوثائقية من خلال التفكير فعليا في أن المعلومات تختلف عن المعرفة، كيف يمكننا تحديد المعلومات الرقمية؟ هل تختلف جذريا عن الأشكال التقليدية للمعلومات وبأي طريقة؟ وعليه تتألف معالجة المعلومات التقليدية للوثائق من تحديد محتوى المعلومات الخاصة بالوثيقة الأساسية من أجل تسهيل تحديدها وتحسين استغلالها، معالجة المعلومات هي التي تسهل الوصول من خلال ضمان ذاكرة مشفرة بمعنى أخر تشكل معالجة المعلومات شكلا من أشكال الوساطة في المعلومات بمعنى »الكود المشترك" بين المحترف ومستخدم نظام المعلومات، يخدم هذا الرمز من ناحية لتمثيل المحتوى المعلوماتي للوثائق ومن ناحية أخرى يتيح الوصول إليها.

وبهذا المعنى فإن الوساطة الوثائقية هي في الواقع وساطة للمعرفة لأنها تسمح بالوصول إلى (العلوم) من خلال المعلومات(معرفة الباحثين)، يمكن للمرء بعد ذلك التشكيك في خصوصية الأجهزة التي تسمح بتنفيذ هذه الوساطات الوثائقية، لا يبدوا أن الوساطة الوثائقية التي تم تحليلها على نطاق واسع في تكنولوجيا المعلومات والاتصال وتستخدم في الممارسة المهنية لأخصائي التوثيق1.

2.2. وساطة المعلومات ومعالجة الوثائق

تتألف معالجة الوثائق من عدة مراحل : العمل البدني الذي يتعلق بالكائن المادي، والعمل الفكري لوصف المحتوى والعمل الميكانيكي لذاكرة المنتج.

السلسلة الوثائقية هي نموذج يمثل المراحل المختلفة من معالجة الوثائق ثم تمثيل عملياته المختلفة لفترة طويلة بطريقة خطية ونجاح بعضهم البعض بترتيب محدد، مثلا في النموذج الدائري حيث في نظام المعلومات تعتمد جميع المراحل على الاخرين.في هذا النموذج يتم مواجهة المستخدم والوثيقة ومن خلال هذه المواجهة ينشأ التقييم اللازم لمعالجة الوثائق وفي الواقع فإن الغرض من الوثائق هو التواصل مع من يبحثون عن مصادر المعلومات وأولئك الذين يمكنهم تلبية هذا التوقع، المرحلة الفكرية تحتوي على عمل تحليل المعلومات أي جميع العمليات التي تهدف إلى تمثيل المفاهيم الأساسية الواردة في الوثائق عن طريق لغة وثائقية والتي تنطوي على تحول في عناصر المعلومات الواردة في الوثائق،

مع تطور الشبكات أصبح تطبيق المعايير المشتركة ضرورة لتبادل بيانات المعلومات على المستوى العالمي ويتمثل المبدأ في أنه كلما كان الوصول إلى المعلومات سيتم تنظيمه من قبل كاتب الوثائق من خلال هيكلة ومراقبة المراحل المختلفة لإنشاء المنتج الوثائقي كلما أصبح الوصول للمعلومات أكثر سهولة للمستخدمين.

إذا تكلمنا عن وساطة المعلومات لم يعد هناك شكل من أشكال وساطة المعلومات والمعرفة يتميز بالوثيقة التي يوفرها موثق الوثائق ولكن بالمعالجة الوثائقية التي يقوم بها المستخدم نفسه بشكل أساسي، ونعني بكلمة Redocumentarisation التعريف الذي قدمه مانويل زاكلاد (2007) والذي يوضح أن Redocumentarisation تتمثل في توثيق الوثيقة مرة أخرى عن طريق السماح للمستفيذ بإعادة التعبير عن المحتوى وفقا لتفسيره واستخداماته2.

خاتمة

يشكل مفهوم الوساطة وكذا الوساطة الوثائقية مورد جديد للمؤسسات لجعلها أكثر حيوية وفعالية، كونها تضمن لها التسيير الأمثل لوثائقها التي تعتبر من أهم أساسياتها كما تجسد مشاريعها من خلال الإعتماد على استراتيجيات لمعالجة الوثائق وإتاحتها لمستخدميها داخل المؤسسة أو خارجها(الفروع-الشركاء-العملاء...).كما أن الوساطة الوثائقية باعتبارها مفهوم جديد كما سلف الذكر ظهرت مؤخرا في الجزائر داخل المؤسسات الثقافية خاصة ولقد كان موجودا ومتداولا في مجالات عديدة داخل المتاحف والمكتبات في الآونة الأخيرة أكثر من المؤسسات الاقتصادية التي تنظر إليه بالمفهوم الأقرب إليها ألا وهو تسيير المعلومات القائم على معالجة الوثائق، ونلاحظ أن الوساطة الوثائقية كانت موجودة من قبل ولكن بتصور أو منظور أخر وكانت تمارس عن طريق المهام والنشاطات التي تقوم بها أي مؤسسة.

الوساطة الوثائقية هي ليست مجرد نقل للمعلومات ومعالجة للوثائق بل تتجاوز ذلك فهي تعمل على ربط العلاقة بين المستخدم للمعلومات والوثائق و إستخدام المعلومات لتتحول هذه المعلومات إلى معرفة فهي تعتبر وسيطا للمعرفة وذلك بفضل الأجهزة البشرية والتقنية (أجهزة الوساطة الوثائقية) فهي تتيح عملية إتاحة الوصول للمعلومات والوثائق والمحافظة عليها ما يمكن المستخدم من تبادل المعلومات من خلال العمليات الفنية والتقنية عند إجراء معالجة المعلومات من قبل المستخدمين أنفسهم ، كما أن الوساطة الوثائقية لا يمكن أن تتحقق من دون الوسطاء الذين يمكنهم إكمال هذا المستوى من فهم المعلومات مع ضرورة استخدام أفضل للأجهزة ، وبالتالي تنطوي الوساطة الوثائقية على معالجة المعلومات والوثائق وتوفيرها مع مراعاة عمليات تبادل المعلومات وإتاحتها لسماح للمتلقي بفهم المعلومات المناسبة له و تحديد التي يحتاجها من أجل بناء معرفة مفيدة له وفقا لاحتياجاته.

1 https://cursus.edu/articles/27897/la-mediation-en bibliotheque#.XLoJB4kzbIV

2 http://mediationdoc.enssib.fr

المراجع بالغة العربية

سورة البقرة، الاية 143.

بوداود، إبراهيم. استخدام تكنولوجيا المعلومات في ظل وساطة المعرفة الملتقى الوطني الخامس حول المكتبات وصناعة الكتاب في الجزائر : تحول ووساطة. وهران : جامعة أحمد بن بلة1، 22-23 أفريل 2015.

دموش، أوسامة.المفهوم الوساطة في المكتبات العمومية : دراسة حالة المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية مستغانم، تلمسان، سيدي بلعباس نموذجا. وهران : كلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية ،2015.

عبد الاله، عبد القادر.الوساطة في تقاطع الميادين المعرفية والسياقات الاجتماعية والثقافية. وهران : جامعة أحمد بن بلة1، مجلة إشارة،ع7، 2016.

المؤتمر الإسلامي التاسع لوزراء الثقافة’ نحو ثقافة وسطية وتنموية للنهوض بالمجتمعات الإسلامية. عمان : مسقط ، 2015.

المراجع باللغة الأجنبية :

Larousse. Dictionnaire de français la rousse. Médiation. En linge disponible sur : <www.larousse.fr/dictionnaire/français/médiation>. (consulté le 20-10-2017)

Garden, Annie. Bibliothèques et médiation. Bulletin des bibliothèques de France [en ligne], 1996, N° 6.URL : <http://bbf.enssib.fr/consulter/bbf-1996-06-0075-003> (consulté le 18 novembre 2018).

Davallon , Jean. La médiation : la communication en procès ? .MEI « médiation et information »,N° 19, 2002.

David, Stéphanie. Médiation et /ou formation en bibliothèque : quel accompagnement pour les publics de l’autoformation. Mémoire d’étude, École nationale des sciences de L’information et des bibliothèques, mars 2008.

Bernarde, Luc. Quelle place pour les médiateurs en bibliothèque publique ? La bibliothéque du merlan à Marseille. Mémoire d’étude, Enssib,2002.

Regimbeau, Gérard. Conférence pour les doctorants : les médias et la médiation au niveau de la science de l’information. Université d’Oran01 Ahmed ben Bella.02-12-2015

<http://bcarette.free.fr/médiation_culturelle/wiki_médiation_culturelle.>(consulté le 22-12-2017)

Médiation culturelle, vers une éthique de la médiation culturelle ;Actes de la journée de réflexion du 11 janvier 2008, à la Grande Halle de la villette ,Paris.

Joli-Cœur, Sophie, Définition des termes et des concepts lexique et bibliographie (en ligne). Groupe de recherche sur la médiation culturelle, URL : http:// <www.culturepourtous .ca/ médiation/ lexique_biblio_2007.pdf>

Jacob,louis,Bélanger, Anouk,Sinard, Julie et al.les effets de la médiation culturelle :participation ,expression ,changements : Rapport final , étude partenariale.

Contenot, Félice. la médiation au service de la confluence du musée et de la bibliothéque (en ligne).Bulletin des bibliothéques de France,n° 4.(consulté le 11-12-2018)

Ezratty Bader,Mayriam.droit et médiation.In :colloque de la médiation.10octobre1996,Genéve :centre d’étude de technique et d’évaluation législative 1997,p.3.

David, Stephanie. Médiation et /ou formation en bibliothèque : quel accompagnement pour les publics de l’autoformation. Mémoire d’étude, Ecole nationale des sciences de L’information et des bibliothèques, mars 2008.

<https://cursus.edu/articles/27897/la-mediation-en bibliotheque#.XLoJB4kzbIV>(consulté le 22-10-2017)

Debray, Régis. Introduction à la médiologie : compte rendu de lecture.

Fabere, Isabelle. L’espace documentaire comme lieu de médiations ( en ligne).revue :Esquisse , p10.URL< :https://hal.archives-ouvertes .fr/hal-00837950>

Lamizet, Bernard. La médiation culturelle. Paris/Montréal. 18-

Liquète Vincent, Fabre Isabelle, Cécile Gardiés. Faut-il reconsidérer la médiation documentaire. Montréal : UQAM, 2014.

Regimbeau, Gérard. Conférence pour les doctorants : « Les médias et la médiation au niveau de la science de l’information ». Oran : Université d’oran1 Ahmed Ben Balla. Le 02-12-2015.

1 https://cursus.edu/articles/27897/la-mediation-en bibliotheque#.XLoJB4kzbIV

2 http://mediationdoc.enssib.fr

ط.د حوة فاطيمة Fatima Haoua

(مخبر LASIA) جامعة وهران-1 أحمد بن بلة

أ.د عبد الإله عبد القادرAbdellilah Abdelkader

(مخبر LASIA) جامعة وهران-1 أحمد بن بلة

© Tous droits réservés à l'auteur de l'article