بناء الوضعيات الإدماجية في مرحلة التعليم الثانوي. كتاب السنة الأولى جذع مشترك آداب «أنموذجا» دراسة في ضوء المقاربة النصية

Intégration Curriculaire au Cycle Secondaire : Analyse de l'Utilisation du Livre des Conventions de Première Année dans une Approche Textuelle

Curricular Integration in Secondary Education: An Analysis of the Use of the First-Year Conventions Book within a Textual Approach

عشاشة صورية Achacha Soraya

p. 167-179

عشاشة صورية Achacha Soraya, « بناء الوضعيات الإدماجية في مرحلة التعليم الثانوي. كتاب السنة الأولى جذع مشترك آداب «أنموذجا» دراسة في ضوء المقاربة النصية  », Aleph, Vol 10 (4-2) | 2023, 167-179.

عشاشة صورية Achacha Soraya, « بناء الوضعيات الإدماجية في مرحلة التعليم الثانوي. كتاب السنة الأولى جذع مشترك آداب «أنموذجا» دراسة في ضوء المقاربة النصية  », Aleph [], Vol 10 (4-2) | 2023, 25 September 2023, 21 November 2024. URL : https://aleph.edinum.org/9875

نسعى في هذه الدراسة لإبراز أهمية الوضعية الإدماجية باعتبارها مكون تقويمي مهم في المقاربة النصية، ويجب علينا التأكيد أن الحديث عن المقاربة بالكفاءات المعتمدة في عملية التعليم في المنظومة الجزائرية يحيلنا إلى الحديث عن المقاربة النصية الموظفة في تعليم اللغة العربية، لهذا سنقوم بتحديد مفهومها وأثرها في بناء الوضعيات الإدماجية، ومن ثم ندرس الوضعيات المدرجة في كتاب اللغة العربية السنة الأولى جذع مشترك آداب، وهذا لمعرفة هل صيغت وفق تعلمات تمكن المتعلم من ادماج مكتسباته في إنتاجها، والكشف عن مدى فاعليتها ونجاحها في إكساب المتعلم الكفاءات المستهدفة في عملية تعليم اللغة العربية في هذه السنة

Dans cette étude, nous cherchons à souligner l'importance de la situation intégrative en tant que composante évaluative essentielle de l'approche textuelle. Il est important de noter que l'exploration de l'approche par compétences adoptée dans le processus éducatif du système algérien nous ramène à discuter de l'approche textuelle utilisée dans l'enseignement de la langue arabe, couvrant les trois cycles éducatifs (primaire, intermédiaire et secondaire). Nous commencerons par définir ce concept et son impact sur la création de situations intégratives. Ensuite, nous examinerons les situations présentes dans le manuel de langue arabe de la première année en tant qu'exemple, pour déterminer si elles ont été formulées avec des directives permettant à l'apprenant d'intégrer ses acquis dans leur production. Cette analyse vise à révéler l'efficacité et la réussite de ces situations dans le développement des compétences ciblées lors du processus d'enseignement de la langue arabe cette année.

This study aims to underscore the significance of integrative situations as a crucial evaluative component within the textual approach. It is essential to note that discussing the competency-based approach adopted in the Algerian educational system leads us to delve into the textual approach employed in the teaching of the Arabic language. Consequently, we will provide a definition of its concept and its impact on the development of integrative situations. Subsequently, we will scrutinize the situations presented in the first-year Arabic language textbook as a case study to determine whether they have been formulated with instructions that enable learners to integrate their knowledge into their production. This analysis will shed light on the effectiveness of these situations in equipping learners with the targeted competencies within the Arabic language teaching process this year.

مقدّمة 

لقد مرت المنظومة التربوية الجزائرية خلال مسارها الزمني ومنذ حصولها على الاستقلال بعدد من المقاربات التدريسية منها التدريس بالمضامين، التدريس بالأهداف، وبعد عملية الإصلاح تم تبني المقاربة بالكفاءات لتفعيل عملية التعلم، والتي تهدف إلى التركيز على المتعلم باعتباره العنصر الاساسي فيها، فهي تستهدف بناء كفاءاته وقدراته وربط عملية تعلمه بالواقع المعاش، وتجدر الإشارة إلى أنه تم اعتماد التدريس بالكفاءات في جميع المواد بينما اختصت اللغة العربية بالتدريس وفق المقاربة النصية الي تتخذ من النص محورا لدراسة كل الأنشطة اللغوية والنظر إلى المتعلم على أنه متعلم منتج للمعرفة وليس مجرد متلقي سلبي، وعلى هذا الأساس جاءت دراستنا التي تتناول موضوعا مهما في حقل العملية التعليمية التعلمية، خاصة فيما يتعلق بتعليمية النص الأدبي في مرحلة التعليم الثانوي الذي من المقرر أن يتم تدريسه وفق المقاربة النصية والموسومة بـــــــ بناء الوضعيات الإدماجية في مرحلة التعليم الثانوي، كتاب السنة الأولى جذع مشترك آداب « أنموذجا » دراسة في ضوء المقاربة النصية

1. الجانب المنهجي

1.1. الإطار العام للدراسة

1.1.1. إشكالية الدراسة

إنه من نافلة القول تأكيدنا بأن المقاربة النصية استراتيجية مهمة في تكوين متعلم قادر على توظيف مكتسباته وتجنيد موارده في إنتاج نصوص تتوفر فيها المعايير النصية وذات أنماط مختلفة، لذا عمدنا إلى التعرض إلى أهم مكون فيها لدراسته من خلال الإشكالية التالية : تعتبر الوضعيات الإدماجية من أهم أنشطة إدماج مكتسبات اللغة العربية وتوظيفها في وضعيات دالة، فإلى أي مدى وفق المشرفون على تأليف الكتاب في بناء وضعيات إدماجية ذات دلالة بالنسبة لمتعلمي السنة الأولى ثانوي جذع مشترك آداب ؟وهل تم إدراج وضعيات إدماجية روعي فيها توظيف المقاربة النصية؟.

2.1.1. فرضيات الدراسة

لمعالجة هذه الإشكالية طرحنا الفرضيات التالية:

  • عدد الوضعيات الإدماجية الواردة في كتاب المشوق كافية، بحيث يمكن أن تقيس كل الكفاءات المستهدفة في هذه السنة واكتشاف مدى تمكن المتعلم منها.

  • الوضعيات الإدماجية المعتمدة في كتاب السنة الأولى جذع مشترك آداب تتيح للمتعلم عملية إدماج مكتسباته القبلية والجديدة في يتعلق بالظواهر اللغوية (نحو، صرف، بلاغة، عروض).

  • تتميز صياغة الوضعيات بالدقة والوضوح وكلها ذات دلالة بالنسبة للمتعلم ومرتبطة بواقعه المعاش.

3.1.1. أهمية الدراسة

تستمد هذه الدراسة أهميتها من طبيعة الموضوع، فالمقاربة النصية باعتبارها مقاربة ذات فعالية في تنمية قدرات المتعلم وبناء كفاءاته اللغوية والنصية تناولناها بالدراسة للاطلاع على كيفية تطبيقها في الكتب المدرسية في المرحلة الثانوية وهذا من واقع أنها المترجم الرئيسي لما جاء به المنهاج.

4.1.1. منهج الدراسة

لإنجاز هذا البحث اعتمدنا على المنهج الوصفي في التعريف بأهم مفاهيم هذا العمل، والمنهج التحليلي في دراسة وتحليل الوضعيات الإدماجية التي اشتمل عليها الكتاب المدرسي للسنة الأولى -جذع مشترك آداب- وتجدر الإشارة أننا استندنا في القيام بهذا البحث على العناصر التالية: مقدمة، التعريف بأهم مصطلحات الدراسة كالمقاربة النصية، الوضعيات الإدماجية، ومن ثم وصف مدونة الدراسة المتمثلة في الكتاب المدرسي، عرض الوضعيات الواردة فيه، دراستها وتحليلها، خاتمة تضم أهم نتائج الدراسة.

2.1. مصطلحات الدراسة

1.2.1. المقاربة النصية 

يتكون مفهوم «المقاربة النصية» من مصطلحين هما: المقاربة والنص.

1.1.2.1. المقاربة

  1. المقاربة لغة: ورد في معجم لسان العرب التعريف اللغوي للمقاربة وهو التالي « المقاربة من جذر « قرب » القرب نقيض البعد، قرٌب الشيء بالضم، يقرب قربانا أي دنا وقرب» (ابن منظور.2003 :622) ويعرفها المنجد « بأنها من قرُب قرُبا وقُربانا : دنا منه قربّه : أدناه، قارب، مقاربة، داناه حادثه بكلام حسن في الأمر، ترك العلو والقصد والسداد والصدق» (المنجد في اللغة والإعلام 1987 :617) نستخلص من هذين التعريفين أن المقاربة في اللغة تعني الدنو والاقتراب من الشيء والقرابة النسب، والكلام بأسلوب حسن.

  2. المقاربة اصطلاحا: تعرف المقاربة اصطلاحا « بأنها أساس نظري يتألف من مجموع المبادئ التي ينبني عليها تأليف برنامج دراسي واختيار استراتيجيات التعليم أو التقييم بالإضافة إلى أشكال الارتجاع» (بن تريدي2010. :323) وورد في معجم التربية التعريف التالي: المقاربة هي كيفية دراسة أو معالجة أو بلوغ غاية، وترتبط بنظرة الدارس إلى العالم الفكري الذي يجده في لحظة معينة، وترتكز كل مقاربة على استراتيجية للتعامل مع عناصر تلك الظاهرة أو ذلك الإشكال نظريا (استراتيجية، طريقة، تقنية) تطبيقيا (إجراء، تطبيق، صيغة، وضعية) (الفارابي وآخرون 1994 :82)

ويعرفها عمر بوحملة بقوله

« هي تصور وبناء مشروع قابل للإنجاز، على ضوء خطة أو استراتيجية تأخذ في الحسبان كل العوامل المتداخلة في تحقيق الأداء الفعال والمردود المناسب من طريقة، ووسائل، ومكان، وزمان، أو خصائص المتعلم، والوسط، والنظريات البيداغوجية» ( بوحملة 2018 :107)

إذن استنادا إلى هذه التعاريف يمكننا القول بأن المقاربة اصطلاحا تعني التصور المرسوم لبناء مشروع ما، أو هي مجموعة الاستراتيجيات المختارة والمؤسسة وفق خطط محددة بغية تأسيس منهاج دراسي معين وشامل يمكنه أن يساعد بشكل فعال في تحقيق نتائج محددة، وهي ذات شقين (نظري وتطبيقي).

2.1.2.1. مفهوم النص

إن كلمة «نص (Text)»اللاتينية مشتقة من فعل نص ومعناه بالعربية (نسج) ولذلك فإن معنى النص هو النسيج، ومثلما يتم النسيج من خلال مجموعة من العمليات المفضية إلى تشابك الخيوط وتماسكها حتى تكون قطعة قماش متينة، فالنص نسيج من الكلمات يترابط بعضها ببعض حيث الخيوط تجمع عناصره المختلفة في كل واحد» (محمود.2014 :10) وقال رولان بارت

« (Roland Barthes) بأن كلمة Texte تدل على النسيج، وهذا النسيج يوصف بأنه نتاج وستار يختفي وراءه المعنى، وقد شبه نسيج النص بأنه نسيج عنكبوت لبراعة نسجه وتماسكه، بحيث يتعلق بعضه ببعض، وهنا تبرز خصيصة أساسية جوهرية وهي ترابط مكوناته وتماسكها على نحو يشكل وحدته الكلية »(بارت .2012 :63).

أما محمد مفتاح فيميز بين النص واللانص انطلاقا من السمة الكتابية للنص في رأيه  «فالنص مجموعة متواشحة من المكونات المعجمية والنحوية والدلالية والتداولية في زمان ومكان معين، وكل مكتوب لا تتحقق فيه تلك العلاقات لا يسمى نصا» (محمد .1997 :23) وعليه فإنه رغم أنه يصعب وضع تعريف جامع وموحد للنص وهذا راجع لتعريفاته المتعددة والمختلفة باختلاف توجهات الباحثين الثقافية والمعرفية والفكرية، إلا أننا نستنتج من هذه التعاريف الواردة الذكر أن النص هو نسيج مترابط وشبهه رولان بنسيج العنكبوت يحكمه التماسك الشديد وفي طياته يختبئ المعنى، وهو يشكل وحدة كلية متلاحمة الأجزاء، إلى جانب هذا هو منتوج لغوي تترابط مكوناته في كل المستويات ( الصوتية، الصرفية، التركيبية، الدلالية، والتداولية ) وكل نص مكتوب لا يتوفر على هذه الوشائج النصية لا يعتبر نصا بل هو مجموعة جمل متتابعة لا رابط بينها.

أما النص من الناحية التعليمية فيعرفه بشير ابرير بأنه

« وحدة تعليمية تمثّل محورا تلتقي فيه المعارف اللغوية المتعلقة بالنحو والصرف والبلاغة والعروض وعلوم أخرى كعلم النفس والاجتماع والتاريخ، بالإضافة إلى المعطيات المتميزة التي صارت تقدّمها علوم اللسان في دراسة النصوص وما في ذلك من فائدة جليلة تعود بالنفع على العملية التعليمية» (بشير.2007 :129)

ويعرف النص أيضا من الناحية البيداغوجية «بأنه وحدة لغوية متوسطة الطول تعالج موضوعا معينا، ويتم اختياره لغايات تعليمية، كتنمية قدرات الفهم والتحليل والتذكر لدى التلاميذ، وكذلك إكسابهم معلومات معينة في مجال محدد» (المرجع السابق :نفس الصفحة).

ولا يقتصر النص البيداغوجي على النصوص الأدبية فحسب، وإنّما يتجاوزها إلى كل النصوص المعتمدة في تدريس المواد المختلفة....فعلى المستوى البيداغوجي يشكل النص منطلق عمل بيداغوجي لغوي وثقافي، كما هو نقطة انطلاق عدة أنشطة في مواد مختلفة فلسفة، تاريخ، طبيعيات....وللنص عدّة مقاربات وطرائق تُشكل ما يسمى ديداكتيك النص ، وبناء على هذا يصبح النص الدعامة اللغوية الأساسية لممارسة الفعل التعلمي بما أنه وحدة تعليمية تشتمل على مختلف المظاهر اللغوية من نحو، وصرف، وبلاغة، وعروض ....إلى جانب علوم أخرى، ويتم اختياره بحيث يحمل زخما معرفيا يناسب المستوى العلمي للمتعلم ويساهم في تنمية قدرات الفهم والتحليل والتقييم لديه، وهو لا يقتصر على اللغة العربية بل هناك نصوص موجهة لتعليم مواد دراسية أخرى كالفلسفة والتاريخ ...وغيرها.

3.1.2.1. النصية

يعرف نعمان بوقرة النصية بقوله

«تمثل النصانية قواعد صياغة النص، وقد استنبط دي بوغراند (Robert De Beaugrand) وديرسلر (Dressler) سبعة معايير يجب أن تتوفر في كل نص، وإذا كان أحد هذه المعايير غير محقق فإن النص غير اتصالي، وهذه المعايير هي : الاتساق والانسجام ويتصلان بالنص ذاته ثم القصد والقبول ويتصلان بمستعملي النص، بالإضافة إلى الإعلام والسياق والتناص فهي معايير تتصل بالسياق المادي والثقافي المحيط بالنص (11). نستنتج من هذا التعريف أن المعايير النصية والتي تجعل من النص نصا وكما حددها علماء لسانيات النص هي سبعة: الاتساق والانسجام، المقبولية، القصدية، الإعلامية، المقامية، والتناص.» (نعمان.2009 :142).

4.1.2.1. المقاربة النصية

تعتبر المقاربة النصية من أهم الاستراتيجيات الموظفة في تعليم اللغة العربية في كل المراحل التعليمية في المنظومة التعليمية الجزائرية وجاء تعريفها في الوثيقة المرافقة لمنهاج اللغة العربية

«بأنها مقاربة تعليمية تهتم بدراسة بنية النص ونظامه، حيث تتوجه العناية إلى مستوى النص ككل وليس إلى دراسة الجملة، إذ أن تعلم اللغة هو التعامل معها من حيث هي خطاب متناسق الأجزاء، منسجم العناصر، ومن ثم تنصب العناية على ظاهرة الاتساق والانسجام التي تجعل النص غير متوقف على مجموعة متتابعة من الجمل، بل تتعدى إلى محاولة رصد كل الشروط الماعدة على إنتاج نص محكم البناء متوافق المعنى.» (الوثيقة المرافقة للمنهاج .2003 :11)

وفي تعريف آخر للمقاربة النصية

« هي عبارة خطة موجهة لتنشيط فروع اللغة العربية من جانبها النصي باعتبار النص بنية كبرى تظهر فيه مختلف المستويات اللغوية والبنائية والفكرية والأدبية والاجتماعية، وعليه فإن المبدأ يتطلب دراسة نص وفهمه، ومعرفة نمطه وخصائصه ثم التفاعل مع أدواته.» (الزبير.دت :5).

ويعرفها غانم حنجار بقوله 

«المقاربة النصية تعني في الإطار المنهجي الجديد تناول اللغة العربية من جانبها التقني كوسيلة للتعبير والاتصال في طريق البناء ومن ثم اعتبار النص عنصرا أساسيا في الوحدة التعليمية- وبالتالي فإن نحو النص وليس نحو الأبواب والأحكام المسبقة – يصبح هو أداة في الخطاب حيث يسمح بفهم النص، وإدراك تماسكه وتسلسل أفكاره، والتعبير والاتصال بوساطته». (غانم.2010 :170)

يمكن القول من خلال هذه التعاريف بأن المقاربة النصية هي طريقة في تناول النصوص وتدريس أنشطتها اللغوية انطلاقا من النص باعتباره وحدة لغوية كبرى متناسقة الأجزاء منسجمة الأفكار تتجلى في إنتاجه مختلف المستويات اللغوية والفكرية وكل ما يحيط به من ظروف وسياقات ، فيستوعب المتعلم في عملية تحليله الخصائص التي تميزه ومؤشرات الأنماط النصية الموظفة فيي إنتاجه، فيكتسب كفاءات نصية تمكنه من التفاعل مع مختلف النصوص ، إلى جانب كفاءات التواصل مع الآخرين في مواقف متنوعة.

2.2.1. الوضعيات الإندماجية

1.2.2.1. الوضعية

  • الوضعية لغة : إن المتصفح لمعاجم اللغة العربية كمعجم الوسيط لا يجد لفظة (الوضعية) بل يجد وضع موضعا ومواضع، الدالة على الثبات في المكان، لكننا نجد حضورا وتعريفا لهذا المفهوم في اللغات الأجنبية بشكل واضح ومحدد، ففي معجم أوكسفورد الإنجليزي نجد أن الوضعية تعني « معظم الظروف والأشياء التي تقع في وقت خاص، في مكان خاص (حمداوي.2015 :11) وفي معجم روبير الوضعية »هي أن تكون فيي مكان أو حالة حيث وجد الشيء، أو يتموقع (المرجع السابق :الصفحة نفسها) وعليه فإن الوضعية لغة هي التواجد المكاني أو الحالي في مكان ما أو وضع ما والظروف اتي تحيط به.

  • الوضعية اصطلاحا : الوضعية في مفهومها التعليمي هي السياق أو الظروف التي تتم فيها عملية التعلم وتؤدي إلى ناتج تعلمي جديد تنمو من خلاله الكفاءة كما أنها مجموعة من المشاكل والعوائق والظروف التي تستوجب إيجاد حلول لها من قبل المتعلم للحكم على مدى كفاءته وأهليته التعليمية – التعلمية والمهنية (حثروبي. دت : 275).

2.2.2.1. الإدماج

  • الإدماج لغة: يعرف الإدماج على أنه: دمج الأمر، يدمج، دموجا، استقام وتدامجوا على الشيء: اجتمعوا على الشيء ودامجه عليهم دماجا، جامعه وصلح دمج الشيء دمويا: إذا دخل في الشيء واستحكم فيه (ابن منظور .2004 :296)

  • الإدماج اصطلاحا: يعرفه علي أحمد الجمل «بأنه مسار مركب يمكن من تجنيد مكتسبات، أو عناصر مرتبطة بمنظومة معينة في وضعية ذات معنى قصد إعادة هيكلة تعلمات سابقة وتكييفها طبقا لمستلزمات سياق معين لاكتساب تعلم جديد، ويكون المتعلم هو الفاعل فيما يخص إدماج المكتسبات ولا يمكنه أن يدمج إلا ما تم اكتسابه فعلا.» (الجمل.1999 :84) وعليه فإن الإدماج هو عملية مزج العناصر مع بعضها البعض بهدف تكوين كل منسجم، وهذا لاكتساب تعلم جديد.

3.2.2.1. الوضعية الإندماجية 

تعرف الوضعية الإندماجية « بأنها هي الوضعية التي توظف موارد وإمكانات المتعلم، وهي التي تجعله في موقع العمل، وأنها أخيرا وضعية تضفي معنى على المادة التعلمية»(الوثيقة المرافقة للمنهاج.2005 :7) وفي تعريف آخر «تعتبر الوضعية الإندماجية وضعية مركبة يتطلب حلّها تجنيد معارف ومهارات سبق للتلميذ أن درسها لكن بشكل مجزأ وفي ترتيب معيّن وضمن سياق مختلف» (مزهودي.2018 :151) وتعرف أيضا «هي وضعية تخص إدماج مكتسبات المتعلم و التأكد من كفاءاته، وتستعمل أيضا في تقويم مدى تحكمه في الكفاءة المستهدفة» (حليمة، حنان.2011 :60) إذن الوضعية الإندماجية هي وضعية يتعلم المتعلم عند إنتاجها كيفية إدماج مكتسباته القبلية مع الجديدة، وهي التي تبين لنا مدى امتلاكه للكفاءات المستهدفة باعتبارها مكون مهم في عملية التقويم.

حصر دوكتيل (Deketele) مكونات الوضعية الإدماجية في ثلاث عناصر أساسية هي :

  • السند (Le support): وهو مجموع العناصر المادية التي تعرض على المتعلم، وقد تكون عبارة عن نص أو صورة أو مخطط.

  • السياق (Le contexte) : ويتعلق بالبيئة التي يوجد فيها، كأن يكون سياق الوضعية اجتماعيا عائليا، مدرسيا، اقتصديا، أو ثقافيا...

  • التعليمة (La consigne) : وتتمثل في مجموع تعليمات العمل الموجهة للمتعلم بطريقة مباشرة، بحيث تكون لغتها واضحة وغير قابلة للتأويل (xavier.2000 :P128-129).

3.2.1. الكتاب المدرسي

يعتبر الكتاب المدرسي في شتى الأنظمة التربوية التعليمية العنصر الرئيسي في عملية التعليم، وهو أداة لا يمكن الاستغناء عنها ولا تعويضها، وقد أثبتت دراسة فرنسية «أن ضرورة الكتاب لا ترجع إلى كونه مجرد وسيلة تعليمية ولكن لأنه كتاب له قيمة مطلقة وتزيد ضرورته في مستوى السلك الأساسي من أنظمة التعليم.»(Mialaret 1991 :487) ويعرفه الباحث فرنسوا ريشودو (François Richaudeau) بقوله« الكتاب المدرسي هو مؤلف مطبوع وموجه للاستخدام داخل عمليات التعلم والتكوين المتفق عليها. » (Richaudeau 1979 : 1)

2. دراسة الوضعيات الإدماجية في كتاب اللغة العربية، السنة الأولى ثانوي، جذع مشترك آداب

1.2. الوصف الخارجي للكتاب

الكتاب خاص باللغة العربية وآدابها ويحمل عنوان «المشوق في الأدب والنصوص والمطالعة الموجهة» وهو موجه لتلاميذ السنة الأولى من التعليم الثانوي -جذع مشترك آداب- تم طبعه وإصداره سنة (2005-206) من طرف الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية تحت إشراف الجهة الوصية وزارة التربية الوطنية الجزائرية، ألفه مجموعة من الأساتذة :

  • حسين شلوف : مفتش التربية والتكوين

  • أحسن تليلاني : أستاذ التعليم الثانوي

  • محمد القروي : أستاذ التعليم الثانوي

والكتاب من الحجم المتوسط، تبلغ عدد صفحاته 222 صفحة، وقد شكل الغلاف الخارجي لوحة تشير إلى الحضارة العربية الإسلامية المتميزة بثرائها الفكري وشموليتها لجميع مجالات الحياة (حلقات للعلم، مجالس للغناء، مشافي للطب..) كل هذا احتضنته خلفية معمارية لساحة قصر من قصور الأندلس الزاهرة وفوق هذه التحفة إن جاز القول وعلى وجه الغلاف كتب عنوان الكتاب والمستوى التعليمي للمتعلمين بألوان مختلفة هي : الأصفر، الأخضر والأبيض.

2.2. نشاط الإدماج وبناء الوضعيات

بلغ عدد وضعيات الإدماج أو كما دعاها مؤلفو المشوق «مثال تطبيقي في بناء وضعية مستهدفة» ست وضعيات، حيث أن عند نهاية كل وحدتين تعليميتين هناك وقفة لتقييم التعلمات التي اكتسبها المتعلم، وهي تدخل ضمن التقويم التكويني، وسنقوم بإيرادها بالترتيب الذي جاءت عليه وهي الآتية :

  1. الوضعية رقم (1) : مثال تطبيقي في بناء وضعية مستهدفة في الإشادة بالصلح والسلام : استعار زميلك كتاب من عند زميل آخر غير أنه أضاعه فوقع خلاف بينهما وتفاقم النزاع، فتدخلت لإصلاح ذات البين بينهما، بين الأسلوب الذي تنتهجه للصلح بينهما بتوظيف ما يناسب من الفعل المضارع المنصوب والمجزوم، ومن الأفعال الناقصة مراعيا في أسلوب استخدام ما يقتضي من التشبيه والمجاز اللغوي (المشوق في الأدب والنصوص والمطالعة الموجهة.2005/2006 :57).

  2. الوضعية رقم (2) : مثال تطبيقي في بناء وضعية مستهدفة من خلال الشعر الجاهلي : وصف زميل لك مدينته التي يقيم بها، ووصف الآخر قريته وعدد كل واحد منهما مزايا منطقة إقامته مدعيا أنها الأفضل، فلما احتدم الجدال بينهما احتكما إليك فكان لك أن تفقدت وصفهما، علام اعتمدت في إبراز مواطن جودة الوصف عندهما لترجيح كفة وصف أحدهما (المرجع نفسه :86)

  3. الوضعية رقم (3) : مثال تطبيقي في بناء وضعية مستهدفة قيم روحية وقيم اجتماعية في الإسلام ألمت ببعض جيرانك نكبة طارئة جعلتهم يطلبون النجدة والمساعدة فتدخلت لشحذ الهمم والحث على التكافل الاجتماعي مستلهما مساعيك من القيم الروحية والاجتماعية الإسلامية، وضح الأسلوب الذي تتبعه في الحث على مساعدة المنكوبين بتوظيف ما يناسب من المفعول المطلق والاستعارة (المرجع نفسه :119)

  4. الوضعية رقم (4) : مثال تطبيقي في بناء وضعية مستهدفة شعر الفتوح : نال فريق الثانوية التي تدرس بها كأس المدرسة التي تنظمها مديرية التربية، فأقامت الثانوية حفل تكريم للفريق، وكنت من المشرفين على تنظيم الحفل وبينما كنت منهمكا مع زملائك في إعداده ورد خبر مفاده أن الفريق قد رتب نتيجة المقابلة فصار الفوز مشبوها، ما هي المساعي التي تنتهجها للدفاع عن فريقك وإبطال هذا الزعم (المرجع نفسه :146)

  5. الوضعية رقم (5) :مثال تطبيقي في بناء وضعية مستهدفة نشأة الأحزاب السياسية : في بداية السنة الدراسية أشرفت إدارة الثانوية على إجراء انتخابات داخل قسمك لاختيار عريف القسم ونائبه، فأعرض التلاميذ عن الترشح، فكان لك أن تدخلت لإقناع زملائك بأهمية الترشح للقيام بهذه المهمة، تحدث عن أسلوب تدخلك وأوجه الإقناع التي أدعمت بها رأيك (المرجع نفسه :186).

  6. الوضعية رقم (6) مثال تطبيقي في بناء وضعية مستهدفة حول الكتابة في العصر الأموي : في منتصف العام الدراسي انتقلت للإقامة في حي آخر، فتقدم والدك لتحويلك إلى الثانوية الكائنة بحيك الجديد، غير أنه لم يوفق في مسعاه، ما الإجراءات التي تقوم بها لتحقيق مبتغاك؟ (المرجع نفسه :215)

إذن كانت هذه مجموعة نماذج الوضعيات الإدماجية المستهدفة التي تمت برمجتها في كتاب «المشوق» لتنجز على مدار السنة الدراسية، والوضعية الإدماجية كما سبق الذكر هي من أهم وسائل التقويم في المقاربة النصية التي تعتبر من روافد المقاربة بالكفاءات والموظفة في تدريس اللغة العربية، إذ تعد النشاط الأساسي الذي تمتزج فيه الكفاءة اللغوية والنصية مع الأداء في مفهوم واحد، وقد بلغ عددها ست وضعيات بمعدل وضعية في نهاية كل وحدتين تعليميتين تُعطى فيها للمتعلم فرصة إدماج مجموعة التعلمات التي اكتسبها فيهما لأن الوضعيات الإدماجية تنتج له وقفات للتقويم، بحيث تضعه في مواجهة مشكل تعلمي يستدعي منه توظيف موارده، فيلاحظ المعلم عندئذ الكيفية التي يفعل بها ذلك ومن خلال هذه الملاحظة يضع حصيلة للكفاءات المكتسبة، ويمكن إيراد بعض الملاحظات التي يمكن اعتبارها نتائجا للدراسة منها : وفق مؤلفو الكتاب فيما يخص الوضعية الأولى في جعلها ذات دلالة بالنسبة للمتعلم وذلك بالربط بين الكفاءة المستهدفة (مزايا الحياة في ظل السلم والسلام) وأثر هذا الأخير في حياة الفرد والمجتمعات، والدول والواقع الذي يعيشه المتعلم، ونفس الشيء بالنسبة للوضعية الثالثة والخامسة نجد أن هناك علاقة بين التعليمة والسند المرافق للوضعية مع محاولة ربطها بواقع المتعلم، بينما أخفق مؤلفو المشوق فيما يخص الربط بين الكفاءة المستهدفة من خلال العناوين والسندات المدرجة في الوضعيات ( الثانية، الرابعة، والسادسة).

خاتمة

لقد خلصنا في هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج نوردها في النقاط التالية:

  • وفق مؤلفو المشوق في الربط بين الواقع المعاش بالنسبة للمتعلم وثلاث وضعيات أُدرجت فيه، وهي التالية: الوضعية الأولى (مزايا الحياة في ظل السلم والسلام) وأثر هذا الأخير في حياة الفرد والمجتمعات والدول والواقع الذي يعيشه المتعلم، ونفس الشيء بالنسبة للوضعية الثالثة والخامسة نجد أن هناك علاقة بين التعليمة والسند الموضح للوضعية ومحاولة ربطهما بواقع المتعلم.

  • قلة عدد الوضعيات الإدماجية المدرجة في كتاب المشوق، بحيث أنها ستكون قاصرة عن قياس كل الكفاءات اللغوية والنصية المستهدفة في تدريس اللغة العربية لهذه السنة، وبالتالي عدم إمكانية التحقق من اكتسابها لدى المتعلم

  • هناك وضعيتان فقط طلب من المتعلم في السند توظيف بعض المكتسبات النحوية والبلاغية وهذا ما يتنافى مع مبادئ الإدماج التي من المفروض أن يتعلم المتعلم عملية إدماج كل مكتسباته سواء القبلية أو الجديدة في وضعيات دالة.

  • غموض صياغة الوضعية السادسة، مع أنه من خصائص الوضعية الجيدة التميز بالدقة والوضوح والابتعاد عن التأويل بحيث يفهمها المتعلم سياقا وأسنادا ومقاصد.

  • الوضعيات المبرمجة في المشوق لم تضبط تعليماتها بشكل جيد، بحيث تتضمن مجمل الأهداف الخاصة بالوحدات، والتي تنتهي بامتلاك الكفاءة ولم يتم تعيين شروط إنجازها مثل (عدد الأسطر، النمط المناسب..) مع أن المنهاج ذكر بأنه سيتم التعرض لمختلف الأنماط النصية.

  • وبناء على هذا يمكن تقديم بعض الاقتراحات التي استدعتها دراسة هذه الوضعيات منها:

  • مراعاة التنوع في الأسناد كأن تكون الوضعية عبارة عن صورة ويطلب من المتعلم كتابة وضعية عنها، أو تصور خاتمة لوضعية مقترحة، أو تجسيدها من خلال مسرحية تمثل القسم..

  • إدراج جذذات لتصور كيفية بناء وضعية إدماجية، إلى جانب تقديم اقتراحات ونماذج تطبيقية لمساعدة المعلم في تدبير الفعل التعلمي وتزويده ببعض الإرشادات التي تمكنه من بناء شبكة تقويمية.

  • اعتماد كراسات للوضعيات الإدماجية تتضمن مجموعة متنوعة من الأسناد والصور والوثائق التعليمية المرفقة بمجموعة من التعلمات، ومعايير لكتابتها وهذا في جميع مراحل التعليم، وهذا حتى يتمكن المعلم من الرجوع إليها للاستئناس بها في تدبير وضعيات مستهدفة.

الكتب 

ابن منظور.2003. لسان العرب. تح. حيدر عامر أحمد. بيروت. دار الكتب العلمية.2004.

ابرير بشير. 2007.تعليمية النصوص بين النظرية والتطبيق. إربد. الأردن. عالم الكتب الحديث.

بارت رولان. 1988.لذة النص. تر : فؤاد صفا، الحسين سبحان. الدار البيضاء. المغرب. دار توبقال للنشر. 2012.

بوقرة نعمان.2009. المصطلحات الأساسية في لسانيات النص وتحليل الخطاب-دراسة معجمية- عمان. الأردن. عالم الكتب الحديث.

بن تريدي بدر الدين.2010. قاموس التربية الحديث. الجزائر. منشورات المجلس الأعلى للغة العربية

الجمل علي أحمد. 1999.معجم المصطلحات التربوية. القاهرة. مصر. عالم الكتب.

حثروبي محمد الصالح. دت. الدليل البيداغوجي لمرحلة التعليم الابتدائي. الجزائر. دار الهدى.

عبد اللطيف الفاربي وآخرون.1994. معجم علوم التربية. المغرب. سلسة علوم التربية. مطبعة النجاح الجديدة.

عكاشة محمود.2014. دراسة الروابط النصية في ضوء علم اللغة النصي. مصر. مكتبة الرشيد.

المنجد في اللغة والإعلام. 1987.بيروت. لبنان. دار المشرق.

مفتاح محمد. 1997.مساءلة النص. جامعة محمد الخامس. المغرب. منشورات. كلية الآداب والعلوم

المجلات والملتقيات

بوحملة عمر. 2018.أثر المقاربة النصية في اكتساب المتعلم للكفاءات اللغوية. مجلة العربية. المجلد20.العدد1. 26/03/2018.المدرسة العليا للأساتذة بوزريعة. الجزائر.

حليمة شرقي، نجاة بوساحة. 2011.بيداغوجية المقاربة بالكفاءات في الممارسة التعليمية. ملتقى التكوين بالكفاءات في التربية. مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية. عدد خاص. جامعة قاصدي مرباح. ورقلة. الجزائر.

حمداوي جميل. 2015.نحو تقويم جديد (التقويم الإدماجي) مجلة الإصلاح. العدد2.ماي. 2015. المغرب.

حنجار غانم. 2010.المقاربة النحوية في واقع التعليم الإكمالي- قراءة في منهجية الأداء – مخبر تحليل الخطاب. العدد6.تيزي وزو. الجزائر.

مزهودي حنان. 2018.الوضعية الإدماجية من أهم روافد المقاربة بالكفاءات. مجلة دراسات لسانية. المجلد2.العدد9. جوان 2018.جامعة البليدة. الجزائر.

المستندات والوثائق التعليمية 

وزارة التربية الوطنية، الوثيقة المرافقة لمنهاج السنة الثانية من التعليم المتوسط، الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية الجزائرية،2003.

اللجنة الوطنية للمناهج المخصصة لمادة اللغة العربية، مشروع الوثيقة المرافقة لمنهاج السنة الأولى من التعليم الثانوي العام والتكنولوجي، وزارة التربية الوطنية، الجزائر،2005.

أحمد الزبير : سند تربوي تكويني على أساس المقاربة بالكفاءات.

المشوق في الأدب والنصوص والمطالعة الموجهة- السنة الأولى من التعليم الثانوي، جذع مشترك آداب، الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، الجزائر، 2005-2006.

المراجع الأجنبية :

Mialaret Gaston .1991. Pédagogie générale. Ed. EUF. Paris.

Richaudeau, François. 1979. Conception et production des manuelles scolaires. Ed. Unesco.

Xavier, Rogiers. 2000.une pédagogie de l, intégration compétence et intégration des acquis dans l’enseignement (1Ed) Bruxelles .de Boeck and Larcier.

عشاشة صورية Achacha Soraya

جامعة الجزائر 2

© Tous droits réservés à l'auteur de l'article