مقدمة
يعتبر موضوع الصحة خلال العصر السعدي من بين المواضيع المهمة، بإعتباره أحد الظواهر التي ميّزت تاريخ المغرب الأقصى عبر مختلف حقبه التاريخية، وخاصة خلال الفترة الحديث، وإن عملية البحث والتنقيب في هذه الظاهرة يعتبر من الصعوبة بمكان وذلك نظرا لقلة المادة الإخبارية التي تناولت الموضوع بالدراسة والتحليل، فلا نعرف بشأنها سوى بعض الشذرات البسيطة المتناثرة في المصادر والتي تؤرخ لانتشار بعض الكوارث الطبيعية كالأوبئة والمجاعات، وكذا الجفاف هذا بالإضافة إلى بعض الأمراض التي عرفها المجتمع السعدي وطرق معالجتها. هذه الكوارث ساهمت سلبا على عدم استقرار الحالة الديمغرافية للسكان وخاصة الأوبئة كمرض الطاعون والذي عانت منه مختلف فئات المجتمع بما في ذلك السلطة الحاكمة وحتى العناصر الوافدة على المجتمع، بالإضافة إلى أمراض أخرى وقد تباينت ردود فعل السلطة الحاكمة وكذا الرعية من هذه الكوارث وطريقة التعامل معها والاحتراز منها.
وعليه بنينا إشكاليتنا على النحو الأتي:
كيف كان الواقع الصحة بالمغرب؟ وفيما تمكن أهم الكوارث الطبيعية التي عرفها المجتمع السعدي؟ وكيف تعاملت معها السلطة وكذا الرعية؟ وما مدى تأثيرها على المجتمع السعدي؟
1. الكوارث الطبيعية
لقد تعرض المغرب في القرن السادس عشر إلى جملة من الكوارث الطبيعية، ما بين الأوبئة وكذا الجفاف والمجاعة بالإضافة إلى الزلازل، كما تعرض إلى فيضانات قوية ناهيك عن هجوم الجراد من حين لآخر. (المنصوري، 2001، صفحة 325).
1.1. الأوبئة
لقد أصيب المغرب بسلسلة من الأوبئة والتي كانت تعصف بالبلاد بشكل دوري خلال القرن السادس عشر، وكانت تأتي عادة من القارة الأوربية، إذ على إثر سقوط آخر معاقل المسلمين في الأندلس1492م نزحت أعداد كبيرة من المسلمين واليهود نحو المغرب بحكم القرب الجغرافي، وقد تسبب هؤلاء في نقل الأوبئة إلى المغرب مع بداية العصر الحديث، وبالرغم من الترحيب الذي لاقوه من قبل السلاطين الوطاسيين إلا أنه لم يسمح لهم بدخول عاصمة فاس وذلك بسبب وصول أخبار مفادها وجود موبئين بمرض الطاعون، لذلك تم نصب مخيم لإقامتهم خارج أسوار المدينة، من أجل منع تفشي الوباء، ومع ذلك فإن التدابير الإحترازية لم تأتي أكلها وقد نجم عن ذلك دخول الوباء للمدينة، حيث تسببت في وقوع كارثة بوفاة 20.000 شخص داخل المدينة ونواحيها، بعد زوال الوباء سمح لمن تبقى منهم على قيد الحياة بالدخول إلى المدينة، في حين قرر الكثير منهم العودة إلى إسبانيا بتغير معتقدهم إلى الديانة المسيحية (التريكي، 2010، الصفحات 20-22).
وقد عرفت البلاد ظهور وباء الطاعون مرة أخرى سنة 1509م (Mostafa, 2020, p. 7)، وتزامن هذا الوباء بدخول السعديين إلى سوس الأقصى (التريكي، 2010، صفحة 25).وقد أعقب هذا الوباء حدوث أزمة في المغرب بسبب حدوث الجفاف والمجاعة والغلاء وقد رافقت هذه الأزمة حلول وباء آخر والذي كان اشد فتكا عُرف باسم « الطاعون »، والذي إمتد ما بين (1520-1522م)، وقد نجم عن هذا الوباء هلاك عدد كبير من الضحايا الذين أنهكهم أزمة الجوع والقحط بالإضافة إلى الوباء (التريكي، 2010، الصفحات 31-33).
وقد عاود الوباء زمن الملك عبد الله الغالب إذ بعد عودته من معركة وادي اللبن الذي جرت رحاها ما بين الباشا العثماني على الجزائر حسن بن خير الدين وملك عبد الله الغالب في إطار الصراع الطويل مابين الطرفين والذي راح ضحيته والده محمد الشيخ سنة 1557م وأثناء عودته وجد الوباء، قد إجتاح مدينة فاس فاستقر خارج أسوارها (الناصري، 1997م، صفحة 39)، بحيث إنتقل عدوى الوباء عن طريق مدينة مليلية المحتلة من طرف الإسبان، (التريكي، 2010، الصفحات 81-82) واستمر هذا الوباء من سنة (1557-1558م) (Mostafa, 2020, p. 10)وقد عرف بالطاعون حيث استوطن جبال الريف على طول الساحل المتوسطي، ثم انتقل إلى مدينة فاس معقل السعديين (التريكي، 2010، صفحة 82)، حيث كان يوقع مابين 1000 و 1500 من الضحايا يوميا (Mostafa, 2020, p. 10) في هذه المدينة وحدها، كما تأثرت مدينة مراكش هي الأخرى بهذا الوباء بحيث أصابت جماعة اليهود فقط حوالي 7500 شخص (التريكي، 2010، صفحة 83)، وقد أشار إليه الناصري إلى أن هذا الوباء كان أشد وباء حيث قال:)... وفي سنة خمس وستين وتسعمائة كان بالمغرب وباء عظيم كسا سهله وجباله وافنى كماته وابطاله واتصل أمره إلى سنة ست وستين بعدها... ((الناصري، 1997م، صفحة 88).
أما في فترة حكم المنصور فقد تميز عهده على العموم، بتدهور الأحوال الصحية التي كثيرا ما نجم عنها المجاعات والفيضانات التي تخلف أوبئة معدية، وبعض هذه الأوبئة ينتقل من جهات أخرى إلى أوروبا أو بالعكس، إذ بعد معركة وادي المخازن الشهيرة 1578م، التي انتصر فيها السعديين على البرتغاليين انتشر مرض الكحة (السعال)، مدة سنتين متواليتين(1579-1580) (حركات، 1978، صفحة 74) أدى إلى وفاة عدد كبير من الناس، والذي اعتبروه عقابا من الله بسبب عدم اقتسام الغنائم الهائلة لهذه المعركة بوجه شرعي (الناصري، 1997م، صفحة 191)، وقد عرف هذا الوباء باسم « الزكام الاسباني » الذي أصيبت به إسبانيا والأراضي الجرمانية ولكنه سرعان ما انتقل من الضفة الأوروبية إلى المغرب (التريكي، 2010، الصفحات 85-86)، وقد وصف هذا عام « عام كحيحة » أو عام « البقول »، إذ يشير الأفراني إلى ذلك بقوله: ) ... وفي عام سبعة وثمانين وتسعمائة، وقع غلاء عظيم حتى عرف ذلك العام بعام البقول. ووقع سعال عظيم أصاب الناس عامة في بعض فصول ذلك العام فلا يزال الإنسان يسعل إلى أن تقبض روحه، وسمي العام عام كحيحة... ( (الإفراني، 1998، صفحة 247).
وقد عاود الوباء من جديد في عام 1597م، قادما من إسبانيا (Daniel, 2012, p. 192)، لينتقل عدواه إلى المغرب والذي سماه القادري في مصنفه نشر المثاني« بالطاعون العظيم »، حيث بلغت فيه أعداد الموتى مابين 500 إلى 1000 فرد في مدينة فاس وحدها، من بينهم6 آلاف من أعيان وشرفاء وفقهاء المدينة (القادري، 1978، صفحة 69)، وقد استمر وباء الطاعون مابين عامي (1597-1598م) يحصد الأرواح، حيث عاود الوباء من جديد سنة 1598م، وتفشى الطاعون بمراكش لدرجة أنه أودى بحياة ألف وستمائة أسير من أصل ألفين وأربعمائة، أي الثلثين (صالدانيا، 2011، صفحة 215).
ثم عاود الوباء سنة 1601م، ولكنه كان أشد فتكا من سابقيه على الرغم من أن الجو كان أقل فسادا من سنة 1598م، ولتفادي هذا الوباء كان يلجأ السلطان أحمد المنصور إلى أخذ الحيطة منه، من خلال قضاء فترة الوباء التي استمرت أربعة أشهر خارج المدينة (صالدانيا، 2011، صفحة 205)، ثم جاء بعده وباء سنة 1603م، وقد عم سهل المغرب وجبله وقد حصد عديد من الموت في صفوف العامة (الإفراني، 1998، صفحة 279)، وقد توفي على أثره السلطان أحمد المنصور (القادري، 1978، صفحة 105)، (Daniel, 2012, p. 192)، فحيث تشير بعض المصادر أنه مات مسموما من طرف ابنه زيدان بإعاز من طرف والدته رغبة منها في وصول إبنه إلى الحكم (الإفراني، 1998، صفحة 279).
عقب وفاة أحمد المنصور دخلت الدولة مرحلة الضعف بسبب صراع أبناءه على العرش السعدي، وفي خضم تلك الأحداث السياسية، تزايدت حدة الطاعون الذي ضرب مختلف أرجاء المغرب الأقصى من سنة1602 إلى 1608م على الرغم من الحجر الصحي الذي طبقته الدولة إلاّ أن عدد ضحايا كان مرتفعا1 وخاصة في العاصمة مراكش هذا بالإضافة إلى ظهور المجاعة والقحط والحرب المستمر على العرش، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير نظرا لنقص المؤمنة (التريكي، 2010، صفحة 109).
هذا وللإشارة فإنه في خضم استمرار الحروب الداخلية على حكم العرش السعدي مابين أبناء المنصور، فقد استمر الوباء من جديد مابين (1625- 1629)، والذي فتك بعديد من الأشخاص والذي وصل عدده حسب ما أقرته بعض التقارير الفرنسية بـ:« 176400شخص » (Castries, 1911, p. 268). وقد ظل الوباء يضرب المغرب طول الفترة الحديثة وحتى في بداية قيام الدولة العلوية.
2.1. المجاعات
عرف المغرب عبر مختلف مراحل التاريخ موجات من المجاعة، التي ضربت البلاد والعباد وخلفت نتائج كارثية على مستوى بنياته الإقتصادية والإجتماعية، يمكن تفسير المجاعة على أنها النقص الشديد في المنتوجات الغذائية لدرجة يستحيل فيها على السكان الحصول على ما يفيهم من القوت، ويرتبط نشوء المجاعات بعوامل مختلفة بعضها طبيعي2، وبعضها بشري3، وأهم مسبب لها هو نقص أو عدم إنتظام الأمطار، وانعدامها في بعض الحالات، مما يؤثر سلبا على الإنتاج الفلاحي، كما يؤثر أيضا على القطيع، إذ يلجأ الناس لبيعه خوفا عليه من الموت وتصبح الوضعية أشد قسوة، عندما تتوالى سنوات الجفاف، حيث يستهلك الإحتياطي من الحبوب للبذور، مما يجعل عودة الإنتاج إلى حاله السابق أصعب حتى بعد زوال الجفاف (المنصوري، 2001، الصفحات 327-328).
قبل بداية حديثنا عن ذكر السنوات التي حدثت فيها المجاعة خلال القرن السادس تجدر الإشارة إلى أنه من خلال تتبعنا للمصادر التاريخية وعند رصد السنوات التي حدثت فيها المجاعة نجد دائما المجاعة يرادفها: إنحباس المطر4، وكذا قلة المواد الغذائية، وكذا غلاء الأسعار، والأوبئة، وكثرة الأموات.
ضربت المغرب مجاعة مابين سنة (1520-1521م)، والتي تعرف بسنة « الجوع الكبير » وقد رصد لنا الناصري هذا الحدث بقوله: (... وفي سنة ست وعشرين وتسعمائة انحبس المطر بفاس والمغرب واضطر الناس إلى استخراج السوافي من الأودية والأنهار ليسقي زرعهم… وفي سنة سبع وعشرين بعهدها أن الغلاء الذي صار تاريخا في الناس مدة... ((الناصري، الإستقصا لاخبار دول المغرب الأقصى، 1997، صفحة 165)، فقد شمل الجفاف البلاد كلها، إلا أن سهول الشاوية ودكالة كانت أكثر تضررا منها، وتفاديا للموت جوعا (بوشرب، 1996، صفحة 48)، جعلت المغاربة يبيعون أبناءهم للأيبيريين خوفا عليهم من الموت بالجوع، قبل أن يتحولوا هم أنفسهم إلى رقيق عند البرتغاليين (البوزيدي، 1994، صفحة 78).
وقد شهد المغرب خلال خريف سنة 1540م إلى غاية سنة 1541م، جفاف ومجاعة خطيرة،عرفت حدة هذه المجاعة خاصة في السهول الأطلسية وفي سوس، وما زاد من حدة هذه المجاعة أسراب الجراد من الجنوب، وبلغت حتى طنجة، وإن كانت هذه المجاعة لم تتسبب في خسائر مادية إلى أنها تسببت في ارتفاع الأسعار في الجنوب في منطقة النفوذ السعدي، وقد إستمرت هذه المجاعة إلى غاية سنة 1542م، والتي تضررت منها حتى الحامية البرتغالية بالمغرب أين إضطر قائد الحامية في مراسلة ملك البرتغال يطلب منه التعجيل في إرسال المواد الغذائية.
كما عاودت المجاعة في سنة (1552-1553م)، حيث ضرب الجفاف البلاد من جديد، وقد تسببت في إرتفاع الأسعار،غير أن الأمطار المتأخرة تلك سنة أدت إلى هبوط الأسعار وبذلك تم إنقاذ الموسوم الفلاحي وانتهت بموسم حصاد جيد (محمد، 1987-1988، الصفحات 95-96). ثم ضربت المجاعة المغرب من جديد سنة 1579م، والتي نجم عنها غلاء شديد وقد عرف هذا العام بعام « البقول » وهذا ما أشار إليه الأفراني بقوله: (... وفي عام سبعة وثمانين وتسعمائة، وقع غلاء عظيم حتى عرف ذلك العام بعام البقول...) (الإفراني، 1998، صفحة 247).
إلا أن أخطر كارثة سوف تعرفها المغرب خلال نهاية القرن 16م، وتستمر إلى العقد الأول من القرن السابع عشر هو إنتشار وباء الطاعون الذي دام ما بين (1596-1606م)، وقد رافق هذا الوباء مجاعة خطيرة مابين (1603-1606م)، وقد زادت هذه المجاعة في تعميق أزمة الوباء التي أصابت مختلف بنيات المجتمع السعدي (محمد، 1987-1988، صفحة 97).
يمكن أن نستنتج من خلال حديثنا عن المجاعة والأوبئة كمقارنة فيما بينهم أن الأوبئة الفتاكة يكون تفشيها سريعا، في معظم الحالات، بين الناس بدون تمييز بين فئاتهم الإجتماعية وحظوظهم من الثروة، وإن كان غالب ضحاياها من الفقراء والمسنين وحديثي السن، فإن المجاعات على العكس من ذلك، تنتقي« ضحاياها من بين الفئات الفقيرة والمعدمة، وقد تلحق بهم أعداد مهمة من بين متوسطي الحال، لاسيما إذا امتدت لفترات طويلة ونذر مخزون الناس من القوت أو نفذ بالمرة (محمد، من وسائل مواجهة الفقراء للمجاعات في المغرب خلال العصر الحديث: ( نماذج من القرنين 16 و17م)، 2002، صفحة 247)
3.1. باقي الكوارث
من بين هذه الكوارث العواصف والثلوج التي كانت تحل بالمغرب من حين إلى آخر مثل عام (997هـ/1589م)، المعروف بعام الثلج وبالضبط في شهر صفر يناير هلك من جراء كثير الثلوج وقساوة البرد جماعة لا يحصى عددهم من جيش السلطان المنصور السعدي (القاضي، 1986، صفحة 584). هذا بالإضافة إلى تعرض المغرب إلى انهيارات لبعض المنشآت العمرانية مثل ما حدث بفاس عندما انهدمت دور كثيرة، علاوة على تهدم قنطرة سبو، وبقي منها بعض الأقواس... وقد عمل السلطان أحمد المنصور على تجديد سد الوادي بمال أكثره من القرويين... » (القادري، 1978، صفحة 79).
4.1. الأمراض المختلفة
كما انتشر بالمغرب خلال الفترة السعدية بعض الأمراض مثل مرض الجذام5 الذي انتشر خاصة في المناطق الفقيرة، حيث خصصت أحياء خاصة بالمجذومين، ومن الأمراض المنتشرة أيضا مرض الرشح6 والجرب7 والقرع والسعال الديكي8 وكذا مرض الزهري9 ومن الجدير بالذكر حسب ما تشير إليه اغلب المصادر فإن أغلب هاته الأمراض المنتشرة في الفترة السعدية كان مصدرها الدول الأوربية، كما أن التعامل مع المصابين بالأمراض المعدية يتم وفق ضوابط دينية تمنع اختلاطه بالأصحاء، مثل جمع المجذومين في أماكن معينة كما ذكرنا سابقا تضمن لهم العيش لمنع الإتصال بالأشخاص غير المصابين (حركات، السياسية والمجتمع في العصر السعدي، 1987، صفحة 248).
2. تأثير الأوبئة والأمراض والكوارث الطبيعية على المجتمع السعدي
1.2. من الناحية الاجتماعية
لقد أحدثت الأوبئة والأمراض وكذا الكوارث الطبيعية الأخرى بالمجتمع السعدي، تأثيرا مباشرا وبليغا على السكان، حيث أدت إلى تناقص أعدادهم في الحواضر وكذا البوادي بشكل محسوس من خلال ما أحدثت من نزيف ديمغرافي. والدليل على هذا التراجع، والتي فقد المغرب الأقصى فيها قسما كبيرا من سكانه هي سنوات المجاعة والوباء من (1507-1512م) (المنصوري، بعض قضايا البحث الديمغرافي في الفترة الحديثة (القرن 16م نمودجا)، 1992، صفحة 87)، والجفاف والمجاعة الكبرى من (1516-1522م). وقد أسهمت في حدوث نزيف ديمغرافي كبير تمثل في تراجع ساكنة المغرب خلال الفترة بنسبة تجاوزت الثلث (الناجي، 2004، صفحة 61) مع تفاوت كبير بين المناطق في معدل الوفيات الناجمة عن المجاعة والوباء، إذ وصل تراجع إنخفض النمو الديمغرافي في بعض المناطق إلى نسبته 70 %. (التريكي، 2010، الصفحات 52-53) فيما أصبحت بعض مناطقها خالية تماما دون إعادة الأعمار نتيجة للطاعون والمجاعة التي أصابت البلاد (كربخال، 1988-1989، الصفحات 102-103).
هذا بالإضافة إلى مجاعة 1525م، ووباء 1533م ثم وباء (1535-1537م) ومجاعات سنة (1540-1549م)، ومجاعة وقحط (1551-1554م)، ووباء 1557م وجفاف ووباء 1579م وجفاف وقحط 1582م، الوباء الكبير سنة 1597م (المنصوري، بعض قضايا البحث الديمغرافي في الفترة الحديثة ( القرن 16م نمودجا)، 1992، صفحة 87).
إنطلاقا مما سلف يتضح لنا جليا أن تراجع تعداد السكان كان مستمراً طوال القرن السادس عشر وإستمر حتى خلال الفترة المدروسة، وهذا مما لا يسمح بتعويض الموتى الذين تم فقدانهم جراء هذه الأوبئة حتى إذا سلمنا بأن الأوبئة كانت متباعدة في بعض السنوات، فإنه خلال الفترات التي يتوقف فيها الوباء فإنها كانت تظهر كوارث طبيعية، أخرى ناهيك عن الحروب، كل هذه الكوارث ساهمت بشكل كبير في تراجع النمو الديمغرافي، وأثرت على الأنشطة الاقتصادية، وعلى التطور العمراني والحضاري.
هذا بالإضافة إلى الأوبئة والمجاعات، قد ساهمت أيضا في زيادة عدد حالات الفرار نحو المناطق الآمنة نسبيا، وبسبب الهجرة الجماعية لسكان السهول الاطلنتية بصفة خاصة نحو شبه الجزيرة الايبيرية أو الجزر التابعة لهما في المحيط الأطلسي، حتى في بعض المناطق في المغرب (محمد، الكوارث الطبيعة في تاريخ مغرب القرن 16م (أطروحة دكتوراه)، 1987-1988، صفحة 174). ومن أمثلة ذلك أنه من نتائج الجفاف والوباء الذي ضرب المغرب مابين (1598-1608م)، أدى إلى هجرات قوية خاصة من قبل ساكنة مراكش وتارودانت والذين لجأوا إلى البوادي والجبال إذ يذكر التمنارتي أبو زيد عبد الرحمان في كتابه بأنه: (... كان أكثر وقوعه بهم وانقرض جل أعيانهم حتى استولى الخراب من ذلك على الحاضرتين. ثم لم يزل يعود إليهم سنة وهم يفرون منه مدة من اثني عشر عاما...) (التمنارتي، 2007، صفحة 111) حيث لجأوا إلى (... الغابات وسكنوا تحت أشجارها...) (التمنارتي، 2007، صفحة 161).
كما ساهمت الأوبئة والمجاعات في تفشي ظاهرة المتاجرة في بني البشر في صورة بالغة الشذوذ، من أجل حصول على لقمة العيش وهو ما عبر عنه دييكو دي طوريس في كتابه حيث قال: (... كانوا يتخطفون بعضهم بعضا، ويبيعون أنفسهم إلى المسيحيين في القلاع والحصون بأسعار بخسة زهيدة، بحيث كان الرجل المغربي أو المرأة المغربية يبيعان نفسيهما مقابل سلة من التين أو من الزبيب... و كانت المجاعة كبيرة بحيث لم يكن ارخص من الناس، وهلك عدة ألاف من الأشخاص...) (طوريس، 1988، صفحة 64).
ويؤدي الوباء أيضا إلى اضطراب السلطة السعدية، فالمنصور مثلا اضطر خوفا وهلعا من الوباء إلى التنقل والعيش تحت الخيام، كما اضطر إلى تعويض حرسه الذين تناقص عددهم، بالمساجين والأسرى المسيحيين (Castries H. d., 1925, p. 126).
2.2. من الناحية الاقتصادية
لقد ساهمت الكوارث الطبيعية بمختلف أنواعها في نقص الإنتاج وهو ما انعكس على موارد الدولة الجبائية، التي كانت تفرضها على الرعية بنوعيها الشرعية والغير الشرعية، فتنقص عطاءاتها. وهذا ما يجعلهم أكثر عرضة للابتزاز من طرف السلطة الحاكمة التي ترغب في تعويض النقص الذي يطرأ على مداخيل الدولة.
هذا بالإضافة إلى أنه في ظل الكوارث، يصبح التبادل التجاري مغامرة غير مأمونة العواقب وتخضع أغلب المناطق لنوع من الاكتفاء الذاتي، وفي حالات المجاعة يصبح القوت أهم بضاعة تتضاءل أمامها كل البضائع الأخرى، لأن الهم الرئيسي للمستهلكين هو تأمين أنفسهم من الجوع، بشراء أكثر ما يمكن من الحبوب، والمواد الغذائية مما يؤدي إلى نقصه وغلائه، وهذا ما يزيد من حدة المجاعة.
وعند تعرض البلاد للوباء، يصبح الخوف من العدوى هاجسا يؤثر على النشاط التجاري والمعاملات، حيث يتجنب التجار المناطق الموبوءة، ويقاطعون كل ما يأتي منها، ويهربون منها وتقطع الطرق المؤدية إليها (المنصوري، التجارة بالمغرب في القرن السادس عشر مساهمة في تاريخ المغرب الاقتصادي، 2001، صفحة 331). ومن الأمثلة على ذلك أن حاكم أصيلا البرتغالي سنة 1522م منع دخل القوافل وجميع البضائع القادمة من فاس، إلى أصيلا، كما أوقف غاراته على سكان المناطق المجاورة للمدينة (التريكي، 2010، صفحة 34). وفي سنة 1583م قطع المنصور التجارة مع سبتة والسفر إليها، خوفا من دخول الوباء إلى المغرب عن طريقها (التريكي، 2010، صفحة 87).
وعند ظهور الوباء، تقل الاتصالات وتغلق الأسواق وتلغى العديد من التجمعات، مثل المواسم التي يمكن أن تؤدي إلى اتصال الناس ونقل العدوى، بل إن من السكان من يفر إلى الجبال تاركا تجارته أو فلاحته أو عمله، وبذلك يضاف عدد الفارين من الوباء إلى عدد الهالكين فيرتفع الخصاص في اليد العاملة (المنصوري، التجارة بالمغرب في القرن السادس عشر مساهمة في تاريخ المغرب الاقتصادي، 2001، صفحة 332).
كما أن فرار الناس من مراكز إقامتهم خلال سنوات وباء غالبا ما يعطل الإنتاج ويلحق به أفدح الخسائر التي تنعكس بعد ذلك على العنصر البشري نفسه فخلال وباء عامي (1597-1598م)، فر العمال من معامل السكر وتركوها عرضة للدمار، كما نتج عنه أيضا إخلاء الناس للموانئ التي تعتبر همزة وصل بين الداخل والخارج، وغادر معظم التجار الأجانب المغرب، مما كان يؤثر سلبا في ميادين الإنتاج وفي قطاع الخدمات والتبادل (محمد، الكوارث الطبيعة في تاريخ مغرب القرن 16م ( أطروحة دكتوراه)، 1987-1988، صفحة 293).
3. طرق وأساليب العلاج
على الرغم مما تسببت فيه الكوارث الطبيعية كما سبق وأن شرنا إلى ذلك على المستوى الاقتصادي والاجتماعي فإن الدولة السعدية، وكذا المجتمع لم يقف متكوف الأيدي ولم يكن له موقفا سلبيا في كل الأحوال من هاته الظواهر، بل على العكس من ذلك فقد حاول أن يتكيف معها قدر ما أتيح له ذلك. وأن يعمل على إيجاد بعض الحلول أو طرق وأساليب للتخلص من هاته الظواهر أو على الأقل التخفيف من حدة انتشارها، ومن هاته الطرق والأساليب نذكر ما يلي:
1.3. طرق مواجهة الكوارث الطبيعية
لقد كان من عادة المجتمع السعدي إذا حلت الأزمة بفعل القحط يفرض الحاخامات على اليهود (صيام ثلاثة أيام) (Vajda, 1948, p. 316) وقراءة كتاباتهم والإقرار بآثامهم والإعلان عنها أمام الناس (محمد، من وسائل مواجهة الفقراء للمجاعات في المغرب خلال العصر الحديث: ( نماذج من القرنين 16 و17م)، 2002، صفحة 349)، في حين يقوم المسلمون بتأدية صلاة الإستسقاء، ويؤم بهم ولي صالح ممن له معرفة عميقة بالعلوم الدينية (البزاز، 1992، صفحة 349) وتكرار صلاة الإستسقاء مرارا إلى أن ينزل الغيث، وإذا استمر إنحباس المطر يقومون في بعض الأحيان بإخراج كل اليهود من المدينة ويأمرونهم ألا يعودوا إلا بعد سقوط المطر. كما كانوا يلجأون في بعض الأحيان إلى الأولياء والمجاذيب والفقهاء والشرفاء10 أو أضرحتهم ليستمطروا بهم (محمد، من وسائل مواجهة الفقراء للمجاعات في المغرب خلال العصر الحديث: (نماذج من القرنين 16 و17م)، 2002، صفحة 252).
الإعتماد على أسلوب إدخار القوات كإحدى الوسائل لمقاومة المجاعة من خلال تأسيس المطمورة والتي كانت جزءا رئيسيا من الحقل (البزاز، 1992، صفحة 352)، كما كان الاستعانة على الجوع بأنواع من الحبوب التي لا تستهلك في الأوقات العادية، مثل حبوب الشيلم والزوان، التي تعيش عليها عادة الدواجن والطيور، إذ تطحن منها أنواع من الخبز والعصائد، والبحث عن بقايا حبوب في أكوام التبن، أو حفر بيوت النمل والاستحواذ على مخزونها من الحبوب، الإجتهاد في طلب الكسب عن طريق تجارة بسيطة، إستلاف أو بيع أدوات ووسائل الإنتاج وغيرها (محمد، من وسائل مواجهة الفقراء للمجاعات في المغرب خلال العصر الحديث: ( نماذج من القرنين 16 و17م)، 2002، الصفحات 255-256)، أو اللجوء إلى الفرار أو الترحل من البلاد التي تحدث فيها الجوع...الخ، وقد كانت هذه جملة من الوسائل التي تعتمد عليها عامة الناس من أجل التخفيف من حدة المجاعات وأن كانت هذه الإجراءات لا تفي بالغرض إذا طالت مدة الجذب (محمد، من وسائل مواجهة الفقراء للمجاعات في المغرب خلال العصر الحديث: ( نماذج من القرنين 16 و17م)، 2002، الصفحات 260-261).
2.3. بناء المستشفيات
لم يقم السعديون ببناء مستشفيات كثيرة، فقد كانت الدول لا تخص بهذه المنجزات إلا مدنا قليلة وأهم مارستانات السعديين، المستشفى الذي بناه عبد الله الغالب بمراكش، ومكانه بالطالعة11، حيث خصص له أوقافا كثيرة لمعالجة المرضى وتغذيتهم وأداء رواتب الأطباء والمشرفين عليه (حركات، السياسية والمجتمع في العصر السعدي، 1987، صفحة 249) وقد أشار الناصري له بقوله: (...أنشأ مولاي عبد الله رحمه الله جامع الأشراف والسقاية الملاصقة بالجامع[...] والمارستان الذي ظهر نفعه ووقف عليه أوقافا عظيمة...) (الناصري، الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، 1997م، صفحة 39).
كما بني أبو مروان عبد الملك المعتصم مستشفى للأسرى المسيحيين بمراكش وكان يقدم إليهم فيه العلاج والغذاء وقد كان لصنيع المعتصم أثرا كبيرا في نفس الرعايا المسيحيين، حتى أنشأ أحد الرهبان قصيدة مدح في التنويه بهذا العمل (حركات، السياسية والمجتمع في العصر السعدي، 1987، صفحة 249).
أما في عهد المنصور فقد أنشأت بعد البيمارستنات بهدف العلاج، حيث كان يعالج فيها الأسرى، وأطلق عليها اسم الرحمة، إذ يذكر انطونيو دي صالدانيا (... كما أقام لعلاج الأسرى مارستانا أطلق عليه النصارى اسم «الرحمة»...) (صالدانيا، 2011، صفحة 74).
3.3. دور الوقف في تطوير العلاج
بالإضافة إلى دور الوقف12 والذي ساهم في تطوير القطاع الصحي من خلال ما أوقفه المحسنين على قطاع الصحة حيث قامت أم المنصور مسعودة الوزكيتية بتخصيص بعض موقوفات لمساكين المارستان بمراكش إذ:( حبست... جميع السبعين حانوت... الواجهة لها في نصفها من القيسارية المشتركة بينها وبين مساكين المارستان المخترعة لها وسط سوق الحضرة المراكشية) (المقري، 1983، صفحة 65).
أما المنصور فقد أوقف العديد من الأوقاف على قطاع الصحة حيث يذكر أنطونيو دي صالدانيا أن المنصور أوقف الأوقاف على المارستان الذي أنشأه للأسرى فقال: (... وأوقف على نفقته ثلاث أرحية وكثيرا من الأراضي التي يزرعها الأسرى أنفسهم ويغلون منها أزيد من ألف كروزادوش وبفضل ما كان يجمع من الصدقات بين الأسرى، فإن المارستان توفر على أزيد من خمسين سريرا...) (صالدانيا، 2011، صفحة 74).
نهايك عن الأوقاف التي حبسها عامة الناس على البيمارستانات، وجعل لها أوقاف تقوم بمهامها، إذ يذكر حسن الوزان أنه في فاس مثلا بنيت ( مارستانات عديدة... وكان الغرباء قديما يعطون السكن بها لمدة ثلاثة أيام، ويوجد عدد كبير من البيمارستانات خارج أبواب المدينة... وكانت البيمارستانات غنية جدا... يتوفر كل بيمارستان على كل ما يحتاج إليه من كتاب وممرضين وحراس وطباخين وغيرهم، ويتقاضى كل واحد من هؤلاء المستخدمين أجرا حسنا...) (الوزان، 1983، الصفحات 227-228-229) من مال الأوقاف حيث (...يجمع دخل الأملاك العديدة الموقوفة عليهم لوجه الله من طرف الأعيان وغيرهم من المحسنين ويقدم إلى هؤلاء المرضى كل ما هو ضروري...) (الوزان، 1983، صفحة 278) وقد إشتغل الوزان نفسه في شبابه كاتبا في هذا البيمارستان مدة عامين بملغ ثلاثة مثاقيل في الشهر (الوزان، 1983، صفحة 229).
وبذلك يتضح لنا مساهمة الوقف في الجانب الصحي من خلال توفير الرعاية الصحية من خلال إقامة بمارستانات وتوفير لها مختلف أنواع الأطر الطبية من أدوية وتغذية ممرضين...الخ بفضل دور أموال المحسنين.
4.3. بعض الطرق والأساليب العلاج الأخرى
أما فيما يتعلق بطرق العلاج المستخدمة في المغرب خلال الفترة السعدية فقد كانت، عند الطبقة الشعبية تعتمد على طرق وأساليب بدائية كالحمية أو الأعشاب الطبية المورثة عن الأجداد بالإضافة إلى الكي وهذا ما أكده دييكثودي طوريس في كتابه (تاريخ الشرفاء) حيث يقول: (... وإذا مرضوا لا يلجؤون أصلا إلى الأطباء والى الصيدليين وإنما طبهم الحمية، والأعشاب والنار...) (طوريس، 1988، صفحة 159). هذا بالإضافة إلى استخدام البيض في الجراحة لجبر الكسر للجرحى وقطع من الكتان لمنع سيال الدم وللضماد. خاصة في الحروب لتضميد الجروح (التريكي ح.، 1984، صفحة 157).
أما فيما يتعلق بالطبقة الحاكمة فقد كانوا يعتمدون على طب الأوروبي، حيث يُحيطون نفسهم بأطباء خواص الذين قدموا من أوربا سواء ممن وقعوا في الأسرى أو من تم جلبهم من أوروبا، مثل الطبيب غيوم بيرار الذي أشرف على علاج السلطان عبد الملك السعدي عندما كان مريضا وأصبح الطبيب الشخصي للسلطان والقنصل الفرنسي في فاس عام 1578م (Castries H. D., 1911, pp. 7-8). وقد إستمر غيوم بيرار(Guillaume Bérard) في منصبه في عهد المنصور ثم سرعان ما حل محله طبيب أرنول دو ليسل(A.delisle) والذي قدم من فرنسا بصفته طبيبا، وقد استمر في منصبه طوال الفترة الممتدة من(1588-1599م) (Castries H. D., 1911, pp. 13-16).
خاتمة
إن أهم ما يمكن أن نسجله من خلال هذه الورقة البحثية الموسومة بـ « الواقع الصحي بالمغرب الأقصى خلال العهد السعدي(1510-1659م) ».
أن المغرب قد عرف خلال الفترة السعدية تدهور في الأوضاع الصحي، حيث عرف المجتمع السعدي العديد من الكوارث الطبيعية المختلفة والمتعددة والمتفاوتة في الخطورة والانتشار، وكذا بعض الأمراض المختلفة والتي كانت لها اثر بالغ الأهمية في تاريخ المغرب الحديث، حيث ساهمت في إحداث نزيف ديمغرافي، كما كان لها الأثر البالغ على معيشة الناس في مغرب، طابعه الندرة في الموارد وتخلف النشاط الاقتصادي عامة والفلاحي خاصة، وفي تقلص من حجم التبادل التجاري سواء على المستوى الداخلي أو مع الخارج إلى حد كبير. بسبب الخوف من انتشار الوباء ومحاولة التقليل من حدته، وهذا ما أثر على الحياة الاقتصادية.
كما سجلنا من خلال هذه الورقة البحثية دور السلطة والرعية في محاولة إيجاد حلول أو طرق أو أساليب من أجل القضاء على هذه الظواهر أو التخفيف من حدتها، إلاّ أنه سجلنا سوء التدبير والتأطير في بعض الأحيان أو الاعتماد على بعض الطرق والأساليب الطبية والتي كانت في مجملها بدائية هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنه لا تفي بالغرض المنشود، على الرغم من أن السلطة الحاكمة قد عملت على اتخاذ بعض التدابير خاصة كبناء المستشفيات إلاّ أنها كانت قليلة، كما أحاطوا أنفسهم بأطباء خواص من الدول الأجنبية ولم يهتموا بالتركيز على الطبقة الشعبية.
وفي الأخير ما يمكن أن نقوله أن دراسة الواقع الصحي خلال العهد السعدي لا تقل أهمية عن باقي المجالات السياسية والعسكرية، إذ أن موضع الصحة والكوارث الطبيعية في حاجة إلى إعادة الحفر والقراءة والدراسة بشكل أعمق وتحليل أدق لذا نوصي الباحثين والمهتمين بالاهتمام بمثل هاته المواضيع لما لها من أهمية بالغة خاصة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي وكذا الثقافي.