مقدمة
تعتبر المعلومة الحجر الأساس في معادلة التطور والبنية الأساسية التي يرتكز عليها البحث العلمي فقد سمحت التكنولوجيا ببناء عصر جديد أساسه المعلومة العلمية والتقنية، وهو العصر الذي يعطي الأهمية للأدوات والوسائل التي تيسر الوصول إلى هذه المعلومة واستثمارها، ويعد الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية من بين أهم المفاهيم المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصال، وتسعى المكتبات الجامعية خاصة مع بداية الالفية الثالثة للاستفادة من مختلف أشكاله لتيسير الوصول لمصادر المعلومات الالكترونية والتمكن من استرجاعها والاستفادة منها في الوقت المناسب استجابة لمستفيديها، وزيادة وتعدد حاجياتهم المعلوماتية والتي فرضتها متطلبات العصر، ولنجاح هذا التوجه الجديد من نظم إتاحة المعلومات العملية والتقنية وجب تجنيد كل إمكانيات المكتبات من تجهيزات وأطر تنظيمية وكوادر بشرية مؤهلة، وتسعى المكتبات الجامعية الجزائرية للاستفادة من هذا الشكل الجديد للإتاحة لخدمة المستفيدين وتلبية احتياجاتهم البحثية وتنوعها؛ لذا جاءت هذه الدراسة بهدف معرفة دور واسهامات المكتبات الجامعية الجزائرية في الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية من خلال دراسة ميدانية بالمكتبة المركزية لجامعة الجزائر -1-، ومن هذا المنطلق جاءت الاشكالية الرئيسية للدراسة كما يلي : ما مدى مساهمة المكتبات الجامعية الجزائرية في دعم الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية؟
وتفصيلا للإشكالية الرئيسية يمكن طرح مجموعة من التساؤلات التالية :
-
ما هو مفهوم الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية؟
-
هل المكتبيين الجزائريين على دراية بماهية الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية؟
-
هل تتوفر المكتبات الجامعية الجزائرية على البنية التحتية الضرورية من الناحية التقنية والبشرية اللازمة للمساهمة في الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية؟
-
ما هي العراقيل والصعوبات التي تواجه المكتبات الجامعية في المساهمة في حركة الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية؟
تهدف هذه الدراسة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف كما يلي :
-
التعريف بماهية الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية، ومعرفة مدى توفر المكتبات الجامعية الجزائرية على بنية تحتية ضرورية للمساهمة في عملية الوصول الحر.
-
التعرف على أهم الصعوبات والعراقيل التي تواجه المكتبات الجامعية الجزائرية في تجسيد الوصول الحر للمعلومات العلمية والتقنية، وتقديم حلول تساهم في التغلب عليها.
1. الجانب النظري
1.1. المكتبة الجامعية
تعد المكتبة الجامعية من بين المرافق الحضارية التي من شأنها أن تلعب دورا بارزا في التحسين من المستوى الجامعي، وتطوير البحث العلمي، وتعرف المكتبة الجامعية على أنها المكتبة التي تؤسس وتدار وتمول من قبل الجامعة لتلبية الحاجات المعلوماتية للطلبة، وأعضاء هيئة التدريس والكليات والأقسام الأكاديمية وأيضا حاجات المنهاج الدراسي والبحث العلمي.1
ومع التطور التكنولوجي الذي يعرفه الوقت المعاصر، تسعى المكتبات الجامعية إلى تطوير خدماتها لمسايرة مختلف احتياجات روادها من طلبة وباحثين وأساتذة.
2.1. مفهومة المعلومة العلمية والتقنية
يعود استخدام هذا المصطلح إلى سنة 1952، تاريخ تأسيس المركز الوطني للوثائق السوفياتي، حيث انتشر استخدام هذا المصطلح في البرامج المعلوماتية.
أما استعماله في الولايات المتحدة الأمريكية فيعود إلى الستينات من القرن الماضي، نتيجة للتحديات الاستراتيجية المتعلقة بالتطور العلمي، حيث أصبحت المعلومة العلمية والتقنية مطلب أساسي بالنسبة لتكنولوجيا الاعلام والاتصال.2
وتعرف المعلومات العلمية والتقنية بأنها معلومات موضوعية وقيمة وعملية، يتم إنتاجها إثر عملية بحث علمي وتقني، وهي تعتبر موردا أساسيا في الإدارة والإنتاج والنقل، وحقلها الاتصالي يتمثل في قطاعات الهندسة والصناعة والتعليم والعلم، ويتم تداولها بواسطة بعض أصناف من النصوص المكتوبة المفضلة مثل براءات الاختراع والفهرس الصناعي والواصفة.3
فالمعلومة العلمية والتقنية هي المعلومة الصحيحة التي يتم انتاجها بعد عملية البحث العلمي وهي تمثل مصدر أساسي للتسيير والإنتاج ومجالات استعمالها متعددة.
3.1. ماهية الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية :
الوصول الحر هو ثمرة لتقليد قديم يتمثل في رغبة العلماء، بأن ينشروا نتائج أبحاثهم ومؤلفاتهم العلمية دون مقابل مادي رغبة منهم في نشر العلم والمعرفة، وهو مصطلح شاع استخدامه في نهاية القرن الماضي بين الباحثين للدلالة على نظام جديد للاتصال العلمي، يقوم على مبدأ إتاحة البحوث والتقارير العلمية عبر شبكة الإنترنت مجانا ودون أية قيود مالية أو قانونية، ويتفق معظم الباحثين على أن العقد الأخير من القرن العشرين يعد الانطلاقة الحقيقية لحركة الوصول الحر وأن ظهور الإنترنت وانتشارها ساهم في ظهور هذه الحركة إلى حيز الوجود.4
ويعرف الوصول الحر على أنه إتاحة الانتاج الفكري مجانا على شبكة الانترنت، وحق المستفيد في الاطلاع، والتحميل، والنسخ، والطبع، والتوزيع، والبحث، أو الربط بالنصوص الكاملة، أو تكشيفها، ونقلها كبيانات إلى البرمجيات المختلفة، أو الافادة منها وذلك بدون قيود مالية أو قانونية أو تقنية . فالوصول الحر يرتكز على ثلاثة مصطلحات رئيسية وهي :5
-
المحتوى المعلوماتي : وهي جميع المعلومات، الافكار والحقائق الموجودة في أي كتاب أو مقال أو أي عمل علمي منشور.
-
حر : متاح مجانا على شبكة الانترنت وبإمكان أي شخص الاطلاع على الانتاج الفكري دون أية قيود قانونية، مالية أو تقنية.
-
الوصول : وهو قدرة أي شخص الوصول والاطلاع على المعلومات التي يحتاجها بسهولة.
4.1. إسهام المكتبات في الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية
جاء في دراسة ليونس أحمد إسماعيل الشوابكة أن المكتبات الجامعية تساهم في حركة الوصول الحر للمعلومات العلمية والتقنية من خلال :6
-
الأرشفة الذاتية : وهذا يعني أن على المكتبات الجامعية أن تستضيف أرشيف الجامعة الإلكتروني، وأن تساعد أعضاء هيئة التدريس في أرشفة بحوثهم السابقة ورقمنتها عند الضرورة، وأن تعلمهم كيف يقومون بأرشفة بحوثهم في المستقبل.
-
التعريف بدوريات الوصول الحر : وهذا يفرض على المكتبات الجامعية أن تساعد المكتبات الأخرى في التعرف على دوريات الوصول الحر التي تقتنيها، وخدمات التكشيف التي تغطيها، والممولون المحتملون لها، وكذلك القراء المتوقعون لها.
-
كما تساهم من خلال مجموعة من الإجراءات تشمل :
-
الانضمام إلى التكتلات المكتبية من أجل مضاعفة الجهود والإعلان عن دعم المكتبات لدوريات الوصول الحر.
-
التأكد من أن الباحثين في الجامعة يعرفون كيف يصلون إلى دوريات الوصول الحر والأرشيفات في مجالات تخصصهم، والتأكد من أن هناك أدوات تمكنهم من الوصول بفعالية إلى هذه الدوريات.
-
أن تقوم المكتبات بتصوير الأعمال التي انتهت حقوق تأليفها ونشرها رقميا واتاحتها مجانا، وحفظ المواد المتاحة عبر الوصول الحر.
فالمكتبات تسعى للتعريف بحركة الوصول الحر للمعلومات العلمية والتقنية، وآلية البحث والاسترجاع من خلال مختلف أدواتها وتقريبها من مختلف فئات المستفيدين.
5.1. دور المكتبي في الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية
تعتبر مشاركة المكتبيين في عملية الوصول الحر للمعلومات العلمية والتقنية ومتابعتها مشاركة أساسية؛ باعتبارهم المتخصصين القادرين على تحديد احتياجات المستفيدين واتاحتها، ويتجلى دورهم من خلال :
-
مساعدة الباحثين في عملية الإيداع وتوعيتهم بقضايا النشر وحقوق الطبع.
-
تقييم أداء عملية الإيداع والأرشفة على المدى الطويل، وفحص تراخيص الإيداع الملحقة بالمحتوى المودع.
-
التفاوض مع الناشرين للحصول على ترخيص الإيداع للباحثين الراغبين في ذلك وتطوير المجموعات غير الرقمية بغرض رقمنتها للإيداع.
-
تيسير تكشيف المحتوى من أدوات البحث.7
فالمكتبي يلعب دورا مهما في جميع مراحل التطوير والتطبيق والتخطيط والاختبار لمختلف مشاريع ومبادرات الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية.
2. إجراءات الدراسة الميدانية
1.2. التعريف بمكان الدراسة
تعتبر المكتبة المركزية لجامعة الجزائر1 من أقدم المكتبات في إفريقيا والعالم العربي، حيث يعود تاريخ إنشائها للفترة الاستعمارية وهذا بتاريخ 30 ديسمبر 1909بموجب القرار القاضي بإنشاء جامعة الجزائر وكانت في بداية الأمر تضم مكتبي وحيد وثلاث مشرفين على قاعة المطالعة، وعرفت هذه المكتبة منذ نشأتها العديد من التطورات والأحداث ولعل الحريق الذي تعرضت له في صائفة جوان 1962 يعتبر النقطة السوداء في تاريخها الحافل وهو دليل آخر على همجية الاستعمار الفرنسي الذي كانت تعاني منه الجزائر حيث تسبب هذا الحريق في إتلاف ما يقارب 300 ألف كتاب وإلحاق أضرار معتبرة بالمخازن وقاعات المطالعة.
وبعد ستة (6) سنوات من الجهد المبذول تم افتتاح وتدشين المكتبة الجامعية رسميا في 12 أفريل 1968، لتعمل على إعادة تشكيل المجموعات وفق البرنامج البيداغوجي والتخصصات التي تقع في محيط جامعة الجزائر.8
وقد توالت الجهود في تطوير خدمات المكتبة ووسائلها، فكانت عملية التألية مع بداية الألفية، والشروع في استثمار تكنولوجيا الإعلام الآلي في تقديم خدماتها تماشيا مع النمو المتزايد لعدد القراء من جهة، والى تطور الحاجيات الوثائقية والمعلوماتية من جهة ثانية.
وقد بدأت المكتبة المركزية لجامعة الجزائر 1 في رقمنة الرسائل الجامعية بداية من عام 2002 وهي تتوفر على موقع على شبكة الأنترنت متاح على الرابط : http://bu.univ-alger.dz/buarabe/
وتحتوي المكتبة المركزية لجامعة الجزائر 1 على رصيد ثري موجه لخدمة الباحثين وطلبة العلم وباعتبارها المكتبة الأقدم في الجزائر فهي تساهم في حفظ ذاكرة الأمة من خلال العمل على تسجيل الشهود الحضاري العلمي للباحثين والأساتذة والطلبة والمؤرخين والعلماء.
فهي تحتوي على ما يقارب 100.506 كتاب بمختلف اللغات وما يقارب 15.968 دورية وأكثر من 200 ألف أطروحة ورسالة جامعية منها 150 ألف من جامعات جزائرية و71.703 من جامعات أجنبية.
2.2. خدمات الاتاحة الحرة التي تقدمها المكتبة المركزية لجامعة الجزائر -1-
توفر المكتبة المركزية لجامعة الجزائر -1- من خلال موقعها على شبكة الأنترنت العديد من الخدمات تجسيدا لمفهوم الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية وهذا من خلال :
اتاحة مكتبة افتراضية والتي تتطرق للجزائر وفضائها الحضاري، وتاريخها منذ القدم إلى يومنا هذا في كل الميادين، تحت مسمى جزائريات (Djazairiates)، وهي متاحة على الرابط : http://biblio.univ-alger.dz/jspui/
-
توفير روابط إتاحة للبوابة الوطنية للإشعار عن الأطروحات (PNST) والنظام الوطني للتوثيق على الخط (SNDL).
-
توفير رابط للفهرس العربي وهذا يوفر العديد من الخدمات خاصة من خلال إتاحته لعديد المصادر من خلال مكتبته الرقمية.
-
توفير فهرس المكتبة على الخط وفهرس الشبكة الجهوية للمكتبات الجامعية (RIBU).
-
توفير الاتاحة الحرة لأعداد مجلة المكتبة الجامعية؛ وهي مجلة فصلية تصدر عن المكتبة المركزية لجامعة الجزائر، غير أن هذه المجلة توقفت عن الصدور، وآخر عدد يعود إلى 2014.
-
إعطاء لمحات عن الكتب النادرة والثمينة والتي تتواجد ضمن رصيد المكتبة.
ويسهر على أداء مختلف المهام داخل بالمكتبة المركزية لجامعة الجزائر1 (81) موظفا، موزعين على مختلف مصالح المكتبة، منهم 37 موظف في سلك المكتبات الجامعية في مختلف الرتب المهنية، وفضلا عن الأساتذة والباحثين من داخل وخارج الوطن فإن المكتبة المركزية لجامعة الجزائر1 تقدم خدماتها للطلبة المسجلين في كلية الحقوق وكلية العلوم الإسلامية وكلية الطب.
3.2. مجالات الدراسة
-
المجال البشري : يمثل المجال البشري لهذه الدراسة عمال المكتبة المركزية لجامعة الجزائر -1- بن يوسف بن خدة في شعبة المكتبات الجامعية والمقدر عددهم بـ 37 مكتبي.
-
المجال المكاني : أجريت الدراسة الميدانية لهذا البحث بالمكتبة المركزية لجامعة الجزائر -1- والتي تطرقنا لها سابقا بالتعريف.
-
المجال الزمني : وهو الوقت المستغرق في إنجاز الدراسة، وكان حوالي 03 أشهر.
4.2. مجتمع البحث وطريقة جمع البيانات
يعتبر تحديد المجتمع الأصلي للدراسة وطريقة جمع البيانات من العناصر الأساسية عند اختيار موضوع الدراسة، فهو يساعد في تحديد نوع الدراسة وأهدافها والأفراد الذين تشملهم هذه الدراسة.
-
مجتمع البحث : وفي دراستنا هذه تمثل مجتمع البحث في عمال المكتبة المركزية لجامعة الجزائر -1-، في سلك المكتبات الجامعية وفي كل الرتب المهنية.
-
طريقة جمع البيانات : تم الاعتماد على أسلوب المسح الشامل في عملية جمع البيانات من أفراد مجتمع الدراسة، ويعرف على أنه طريقة يقوم فيها الباحث بتطبيق أدوات البحث على جميع أفراد المجتمع أو عينة كبيرة نسبيا، بغرض وصف الظاهرة موضوع الدراسة.9
ويمتاز هذا الأسلوب بكونه أكثر دقة وتحديدا من حيث البيانات التي يتم جمعها من أفراد المجتمع المدروس.
5.2. منهج البحث وأدوات الدراسة
تتنوع مناهج البحث وأدوات الدراسة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، حسب طبيعة كل موضوع ومتغيراته وفي دراستنا هذه جاء منهج البحث وأدوات الدراسة كما يلي:
-
منهج البحث : طبيعة الموضوع تفرض علينا إتباع المنهج الوصفي والذي يعرف على أنه "طريقة لوصف الظاهرة وتصويرها كما وكيفا وذلك عن طريق جمع المعلومات النظرية والبيانات الميدانية عن المشكلة موضوع البحث، ثم تصنيفها وتحليلها والوصول إلى النتيجة".10
-
أدوات الدراسة : اعتمدنا في دراستنا على استمارة الاستبانة، والتي تعرف على أنها مجموعة أسئلة تطرح على أفراد مجتمع، والتي تعطي إجابات قابلة للعرض والتحليل والتفسير للوصول إلى نتائج تجيب على تساؤلات وفرضيات البحث.11 وتم الاعتماد على استمارة موجهة للمكتبيين العاملين بالمكتبة وتم توزيع 35 استمارة، واسترجعنا 31 استمارة وهي التي ستبنى عليها الدراسة.
3. تحليل نتائج الدراسة الميدانية
1.3. طاقم العمل والمؤهلات
1.1.3. الرتبة المهنية
جدول رقم -2- الرتبة المهنية.
الإجابة |
التكرار |
النسبة |
رئيس محافظي المكتبات الجامعية |
01 |
3.23 % |
ملحق بالمكتبات الجامعية مستوى ثاني |
06 |
19.35 % |
ملحق بالمكتبات الجامعية مستوى أول |
14 |
45.16 % |
مساعد بالمكتبات الجامعية |
07 |
22.58 % |
عون تقني بالمكتبات الجامعية |
03 |
9.68 % |
المجموع |
31 |
100 % |
يتضح من خلال الجدول رقم -2- أن أعلى نسبة هي ملحق بالمكتبات الجامعية من المستوى الأول بنسبة 45.16 % وهذا راجع حسب رأينا للدور المهم الذي تلعبه هذه الفئة في الاشراف على مختلف عمليات المعالجة داخل المكتبة، يليها فئة مساعدي المكتبات الجامعية بـ 22.58 % وهي الفئة التي تتولى بعض الأعمال الروتينية ومساعدة ملحقي المكتبات، ثم رتبة ملحقي المكتبات الجامعية مستوى ثاني 19.35 % وهي تتولى المهام الفنية والقيادية في مختلف مصالح المكتبة ورتبة عون تقني بالمكتبات بـ 9.86 %، وهي الفئة التي تتولى الأعمال البسيطة كالإعارة، كما تحتوي المكتبة على مدير برتبة رئيس محافظي المكتبات الجامعية.
2.1.3. الشهادة المتحصل عليها
جدول رقم -3- الشهادة المتحصل عليها.
الإجابات |
التكرار |
النسبة |
ماجيستر علم المكتبات |
01 |
3.23 % |
ماستر علم المكتبات |
05 |
16.13 % |
ليسانس علم المكتبات |
13 |
41.94 % |
شهادة تقني سامي في المكتبات |
06 |
19.35 % |
شهادات أخرى |
06 |
19.35 % |
المجموع |
31 |
100 % |
يوضح الجدول رقم -3- الشهادات المتحصل عليها من المكتبيين، حيث يتوفر شخص واحد على شهادة عليا في تخصص علم المكتبات كما تضم كذلك هذه المكتبة 05 موظفين بنسبة 16.13 % حائزين على شهادة ماستر في علم المكتبات، و13 حائزين على شهادة ليسانس علم المكتبات وهي كلها شهادات عليا تمكنهم من أداء مختلف المهام الموكلة إليهم لكونهم حاملون شهادات جامعية، أما نسبة 19.35 % يحوزن على شهادة تقني سامي في المكتبات، وما نسبته 19.35 % يحوزن شهادات أخرى وهي تخص الموظفين أصحاب الرتب الدنيا والتي لا تقع على عاتقهم المسؤوليات الصعبة.
2.3. عرض وتحليل استبيان البحث
1. هل لديك فكرة حول الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية؟
الإجابات |
التكرار |
النسبة |
نعم |
27 |
87.09 % |
لا |
04 |
12.91 % |
المجموع |
31 |
100 % |
جدول رقم -4- معرفة ماهية الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية.
يؤكد 87.09 % من المجتمع المدروس أنه لديهم فكرة حول مفهوم الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية، وهي نسبة عالية تؤكد إلمام غالبية المكتبيين بهذا النمط الجديد للإتاحة والاتصال العلمي في الوسط الأكاديمي.
2. إذا كانت الإجابة بـ نعم ما هو المقصود بالوصل الحر للمعلومة العلمية والتقنية؟
كان هذا السؤال مفتوحا وتنوعت الإجابات وتتمحور في الغالب فيما يلي :
-
هي المعلومات المجانية المتاحة على شبكة الأنترنت.
-
هي المجلات الالكترونية المجانية.
-
هي كل المواقع التي تقدم معلومات ناتجة عن البحوث العلمية.
-
هي نتائج البحوث العلمية المنشورة مجانا.
ويتضح من خلال هاته الإجابات أن غالبية المجتمع المدروس لديه فكرة صحيحة حول المقصود من الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية، وهذا يؤكد إلمامهم بهذا الشكل الجديد للإتاحة، باعتباره توجها يخدم المستفيدين مباشرة ويدل كذلك على حسن تكوين المكتبيين ومسايرتهم للتطورات التكنولوجية، وسعيهم إلى استغلال هذه التكنولوجيا في تقديم خدمات مكتبية متطورة.
3. هل تتلقون استفسارات حول الوصول الحر للمعلومات العلمية والتقنية من رواد مكتبتكم؟
الإجابات |
التكرار |
النسبة |
نعم |
23 |
74.19 % |
لا |
08 |
25.81 % |
المجموع |
31 |
100 % |
جدول رقم -5- تلقي استفسارات حول الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية.
من خلال الجدول رقم -5- يتضح أن 74.19 % من المكتبيين الذين يتلقون استفسارات حول الوصول الحر وهي نسبة عالية جدا، تعكس اتجاه فئة كبيرة من المستفيدين بالتوجه نحو الوصول الحر لتحقيق حاجياتهم المعلوماتية وهذا راجع للمزايا والايجابيات التي يوفرها، أما نسبة 25.81 فهي لم تتلقى استفسارات حول الوصول الحر، ويرجع هذا حسب رأينا للفئة الموجهة أساسا للخدمات المكتبية الغير مباشرة وبالتالي يكون احتكاكها مع المستفيدين قليل جدا.
4. إذا كانت الإجابة بـ نعم ما هو موضوع هذه الاستفسارات؟
الإجابات |
التكرار |
النسبة |
البحث عن المواقع التي توفر الوصول الحر |
05 |
21.74 % |
كيفية البحث والتحميل من المواقع التي توفر الوصول الحر |
13 |
56.52 % |
كيفية الاشتراك في مواقع الوصول الحر |
03 |
13.04 % |
أخرى |
02 |
08.70 % |
المجموع |
23 |
100 % |
جدول رقم -6- موضوع استفسارات المستفيدين
يوضح الجدول رقم -6- مواضيع استفسارات الراغبين في الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية؛ حيث تبين النتائج ما يلي :
56.25 % من مجتمع الدراسة تمحورت استفساراتهم حول كيفية البحث والتحميل من المواقع التي توفر الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية، وهذا راجع لكون هذا النمط من الاتاحة يحتاج لمهارة البحث عكس ما توفره البيئة التقليدية.
21.74 % يبحثون عن المواقع التي توفر الوصول الحر وهي تدل على أن المستفيدين يجدون صعوبة في الالمام بأهم مبادرات الوصول الحر في تخصصاتهم، وهو ما يكون دافعا لهم لطلب مساعدة المكتبيين، أما ما نسبته 13.04 % فكانت استفساراتهم حول كيفية الاشتراك في مواقع الوصول الحر وهذا يعبر عن اهتمام الباحثين على متابعة المستجدات في مختلف المواقع التي توفر هذه الاتاحة، أما نسبة 08.70 % كانت لهم استفسارات أخرى تمحورت حول مواقع الترجمة المتخصصة وكيفية النشر في مواقع الاتاحة الحرة.
5. ما هي الامتيازات التي يوفرها الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية حسب رأيك؟
الإجابات |
التكرار |
النسبة |
سرعة الوصول للمعلومة |
12 |
35.29 % |
شمولية وحداثة المعلومة |
11 |
32.35 % |
المرونة في زمن ومكان الاستخدام |
08 |
23.53 % |
أخرى |
03 |
08.82 % |
المجموع |
34 |
100 % |
جدول رقم -7-امتيازات الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية.
من خلال الجدول رقم 07 يتضح أن 35.29 % من مجتمع الدراسة يرون أن الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية يوفر لهم سرعة الوصول إلى المعلومة، وهذه الميزة هي التي ساهمت أكثر في شيوع هذا النوع من الاتاحة، في حين يرى 32.35 % شمولية وحداثة المعلومة هي ما يحفزهم أكثر الى التوجه نحو الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية وهذا ما يساعد في تحقيق رغبات المستفيدين، في حين يرى 23.53 % أن المرونة في مكان وزمن الاستخدام هي الميزة التي يوفرها لهم الوصول الحر وهو ما يميزه أكثر عن الاتاحة التقليدية، ويرى 08.82 % من مجتمع الدراسة أن للوصول الحر امتيازات أخرى كتوفر المصادر بعدة لغات وهو ما يعطي للبحوث أكثر مصداقية، وتدل هذه النسب على أن للوصول الحر عدة ميزات متنوعة ساهمت أكثر في شيوع استخدامه في الوسط الأكاديمي.
6. ما أهم الصعوبات التي تحد من تحقيق إفادة عالية من مختلف مبادرات الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية؟
الإجابات |
التكرار |
النسبة |
صعوبة البحث والتحميل |
06 |
18.75 % |
عدم التمكن من اللغات الاجنبية |
11 |
34.38 % |
التضخم المعلوماتي وصعوبة الاطلاع على كل ما ينشر |
13 |
40.63 % |
أخرى |
02 |
06.25 % |
المجموع |
32 |
100 % |
جدول رقم -8- صعوبات الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية.
يبين الجدول رقم -8- أهم الصعوبات التي تواجه المستفيدين من الوصول الحر حيث يرى نسبة 40.63 % أن التضخم المعلوماتي وصعوبة الاطلاع على كل ما ينشر هي ما تمثل عائقا لتحقيق افادة عالية وهي تدل على زيادة حجم المنشورات العلمية وصعوبة الالمام بها، أما نسبة 34.38 % فترى أن عدم التمكن من اللغات الأجنبية هي الصعوبة التي تواجههم في استخدام الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية وهذا يدل على تنوع لغات النشر والاتاحة، في حين يرجع ما نسبته 18.75 % من مجتمع الدراسة عدم تحقيق افادة عالية لصعوبة التحميل والبحث وهذه العملية تتطلب المهارة والتحكم في تقنيات البحث والتحميل، و6.25 % لصعوبات أخرى.
7. هل ترى أن مكتبتكم تساهم في الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية؟
الإجابات |
التكرار |
النسبة |
نعم |
26 |
83.87 % |
لا |
05 |
16.13 % |
المجموع |
31 |
100 % |
جدول رقم -9- مساهمة المكتبة في الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية.
من خلال الجدول رقم -9- يرى ما نسبته 83.87 % من مجتمع الدراسة أن المكتبة المركزية لجامعة الجزائر -1- تساهم في الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية، وهي نسبة عالية وترجع لطبيعة الخدمات التي تتيحها، في حين يرى ما نسبته 12 % أنها لا تساهم في الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية.
8. إذا كانت الإجابة بـ نعم، فهي تساهم في ذلك من خلال
الإجابات |
التكرار |
النسبة |
توفير المستودعات الرقمية لنشر نتائج البحوث العلمية |
13 |
44.83 % |
توفير روابط اتاحة لمواقع الوصول الحر على موقع المكتبة |
02 |
06.90 % |
توفير هذه الخدمة للمستفيدين حسب الطلب |
11 |
37.93 % |
أخرى |
03 |
10.34 % |
المجموع |
29 |
100 % |
جدول رقم -10-آلية مساهمة المكتبة في الوصول الحر.
يبين الجدول رقم -10-كيفية مساهمة المكتبة المركزية لجامعة باتنة -1-في الوصول الحر حيث أكد 44.83 % من مجتمع الدراسة أن المكتبة تساهم في الوصول الحر من خلال توفير المستودعات الرقمية لنشر نتائج البحوث العلمية وهذا من خلال ما توفره قاعدة جزائريات التي تتيح العديد من الدراسات بشكل مجاني.
ويرى ما نسبته 37.93 % من المكتبيين أنهم يوفرون هذه الخدمة للمستفيدين حسب طلباتهم، ويتجلى هذا من خلال توجيه المستفيدين الى المواقع التي توفر هذه الاتاحة وتكوينهم على كيفية البحث والاسترجاع من خلالها.
في حين يرى 06.09 % أن المكتبة تساهم في الوصول الحر بتوفير روابط إتاحة من خلال موقعها على شبكة الانترنت، ويرى 10.34 % أن المكتبة تساهم في الوصول الحر من خلال توفير قاعة خاصة بشبكة الأنترنت مخصصة لطلبة الدراسات العليا والأساتذة لاستخدامها في البحث والتحميل.
9. كيف تساهم أنت كمكتبي في الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية؟
الإجابات |
التكرار |
النسبة |
تعريف المستفيد بهذا النمط من الاتاحة |
13 |
41.94 % |
تكوين المستفيد على استخدامه |
11 |
35.48 % |
توفير روابط الاتاحة من خلال موقع المكتبة |
02 |
06.45 % |
أخرى |
05 |
16.13 % |
المجموع |
31 |
100 % |
جدول رقم -11- مساهمة المكتبي في الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية.
يوضح الجدول رقم -11-مساهمة المكتبيين في الوصول الحر، حيث يرى 41.94 % أنهم يساهمون في ذلك من خلال تعريف المستفيد بهذا النمط من الاتاحة وهي نسبة عالية تعبر عن استعداد المكتبيين للمساهمة في هذا النمط من الاتاحة، في حين يرى ما نسبته 35.48 % أنهم يساهمون في ذلك من خلال تكوين المستفيدين على استخدام الوصول الحر، وهذا يدل على خدمة تكوين المستفيدين لها دور مهم في مسايرة أشكال الاتاحة الحديثة للمعلومات، ويرى 06.45 % أنهم يساهمون في ذلك من خلال توفير روابط للإتاحة من خلال موقع المكتبة، أما نسبة 16.13 فيساهمون في الوصول الحر بطرق أخرى كالتعريف بالوصول الحر من خلال مختلف المجموعات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.
10. كيف ترى تأثير الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية على المكتبات الجامعية؟
الإجابات |
التكرار |
النسبة |
مكمل لها |
18 |
58.06 % |
منافس لها |
10 |
32.26 % |
أخرى |
03 |
09.68 % |
المجموع |
31 |
100 % |
جدول رقم -12- تأثير الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية على المكتبات.
يوضح الجدول رقم -12- تأثير الوصول الحر على المكتبات الجامعية، حيث يرى نسبة 58.06 % أن الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية مكمل للمكتبة الجامعية، ويرجع ذلك لكون الاتاحة الحرة تشكل مصادر إضافية لمحتويات المكتبة تساهم في تلبية حاجيات المستفيدين، في حين يرى ما نسبته 32.26 % أنها منافس لها وهذا يدل أن تنوع وتغير حاجيات المستفيدين قد يشكل تحديا بالنسبة للمكتبة للمحافظة على مستفيديها، أما نسبة 09.68 % من مجتمع الدراسة فيرون أن الوصول الحر له ميزاته ومكانته في محيط البحث العلمي، غير أنه لا يمكن أن يؤثر على مكانة المكتبة.
خاتمة
يعتبر الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية ثورة حقيقة في مجال إتاحة المعلومات والاتصال العلمي في الوسط الأكاديمي، وتتضاعف يوما بعد يوم حجم المنشورات العلمية في هذا المجال واتجاه الباحثين والدارسين للاستفادة منه في دراساتهم؛ وعلى هذا الأساس وجدت المكتبات عامة والجامعية منها على وجه الخصوص نفسها ملزمة للاهتمام به والعمل على الاستفادة منه خدمة لروادها، وتسعى المكتبات الجامعية الجزائرية لمسايرة هذه التطورات فمن خلال دراستنا بالمكتبة المركزية لجامعة الجزائر -1- بن يوسف بن خدة تبين أن لدى غالبية المكتبيين دراية بماهية الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية، كما يسعى رواد المكتبة للاستفادة من مختلف مبادرات الوصول الحر في مختلف التخصصات، وهذا من خلال تواصلهم مع المكتبيين وتشكل المقالات العلمية والدراسات الأكاديمية المصادر الأكثر طلبا.
كما بينت هذه الدراسة أن سرعة الوصول للمعلومة وشمولية وحداثة المعلومة من أهم ميزات الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية، فيما يعتبر التضخم المعلوماتي وعدم التمكن من اللغات الأجنبية اهم العوائق التي تحد من تحقيق إفادة عالية في إطار الوصول الحر.
وبينت الدراسة أن المكتبة تساهم في الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية من خلال توفير هذه الخدمة للمستفيدين حسب طلباتهم وتعريفهم بهذا النمط من الاتاحة.
ومما سبق ولتحيق فعالية أكثر فعلى المكتبات إخضاع موظفيها لبرامج التكوين المستمر لمواكبة التطورات الحاصلة في المهنة، والعمل على تحسين البنية التحتية التكنولوجية من خلال إنشاء المستودعات الرقمية وإتاحتها من خلال موقع المكتبة على شبكة الأنترنت، والعمل على تكوين المستفيدين على مختلف مبادرات الاتاحة الحرة وفي كل التخصصات العلمية، من خلال تنظيم دورات تكوينية على مستوى المكتبات، لأن سرعة الحصول على المعلومة في الزمان والمكان المناسبين تساهم في تسهيل اتخاذ القرارات الإدارية وتحسين جودة مخرجات البحث العلمي وانعكاساته على التطور العلمي والتكنولوجي وتحقيق الرقي والتقدم للشعوب والدول.