مقدمة
إنّ الإدماج ممرّ اضطراري للتدريس بالكفاءات ،كون الكفاءة الختامية لا تتحقق إلا إذا تمكّن المتعلم من إعادة تنظيم مكتسباته بشكل يسمح للمعارف الجديدة من أخذ مكانها وأداء دورها في إطار الرصيد المعرفي الكلي.
وليس الإدماج عملية بسيطة ،إذْ لا يكفي التعريف النّظري للوقوف على الكيفيّات التي يتمّ بها هذا الإجراء. فلكلّ مادة تعليمية طبيعتها ،ولكل عنصر معرفي مقتضيات يقتضيها كي يدمج في إطار الكل.
ومثال ذلك: أن إدماج قاعدة نحوية في إطار المعرفة النحوية يختلف في طبيعته ومقتضياته عن إدماج قاعدة نحوية في إطار كفاءة التعبير.
وعليه يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على الوضعية الإدماجية في تعليم اللغة العربية للمرحلة الثانوية.
نسعى من خلال هذا المقال إلى الإجابة عن مجموعة من التساؤلات تتمثل فيما يلي:
-
ما هي الوضعية الإدماجية ،وما هي مكوناتها؟
-
كيف يمكن بناء وضعية إدماجية تبعا للكفاءة المستهدفة ؟
-
ما هي متطلبات بناء وضعية إدماجية ؟
-
ما مدى التزام الممارسات الميدانية بمتطلبات بيداغوجيا الإدماج ؟
-
ما هي الرهانات التي تواجه بيداغوجيا الإدماج في حقل التعليم ضمن المقاربة بالكفاءات؟
1. الإدماج ضمن متطلبات المقاربة بالكفاءات
1. 1. بيداغوجيا الإدماج: الخصائص، المميزات والأهداف
يرتبط الإدماج ارتباطا وثيقا بالكفاءات إذ يعدّ من خصائص بيداغوجيا الكفاءات، هذه الكفاءات التي تمارس وتنمى من خلال توظيف المتعلم لمكتسباته المدرسية في وضعيات ذات دلالة هو الأمر الذي يجعله على دراية وإدراك بالفوائد التي يجنيها من مختلف المواد.
فإدماج التّعلمات يدلّ على السيرورة التي بواسطتها يتمكن المتعلم من زرع تعلمات جديدة داخل تعلمات سابقة مما يجعله يعيد بناء عالمة الداخلي ،ويطبّق على وضعيات جديدة ملموسة ( ديشي ،ترجمة غريب ،2003 ،ص243)،هذه الوضعيات التي تستدعى المتعلم إلى تجنيد موارده (معارف ،مهارات) تسمى وضعيات الإدماج.
وأما بخصوص خصائص الإدماج، فيمكن القول إنّ إدماج المعارف يقوم على ترابط تلك المعارف وتمفصلها واستقطابها من اجل بناء كفاءة معيّنة أو تنميتها ،لذلك يقترح كزافيي روجرس (Reogiers) ثلاث خصائص للإدماج:
-
يتضمن مفهوم الإدماج فكرة التبعية المتبادلة (Interdépendance) بين مختلف العناصر المراد إدماجها ويتم ذلك بإبراز النقط المشتركة بين هذه العناصر والكشف عمّا يربط بينها ومن ثمّة تمتين روابطها وتقريب بعضها إلى بعض دون المزج بينها أو إذابتها.
-
تتمثـل الخـاصيـة الثـانيـة للإدمـاج في التنسيـق المنسجم (Coordination harmonieuse) الذي ينبغي أن يطبع حركية العناصر المختلفة وذلك بتمفصلها وتآزرها وتكامل بعضها بعض.
-
يتضمن مفهوم الإدماج كذلك فكرة القطبية (Polarisation) بمعنى أن تفعيل العناصر لا يتم بشكل عفوي بل يكون لأجل غرض محدد وبصفة خاصة قصد بلوغ دلالة معينة. ( Reogiers ,2000,P22 )
هذا عن الخصائص، وأما بخصوص مميزات الإدماج فإن نشاط الإدماج يمتاز انطلاقا من تصورات دوكتيل (Deketele) 1989 بما يلي:
-
نشاط يقوم به المتعلم بالأساس، فهو الفاعل الحقيقي ،لأن تعريف الإدماج يشير إلى أن تعبئة التعلمات هي التي ينبغي أن يقوم بها المتعلم وليس غيره.
-
نشاط يمكن المتعلم من تعبئة مكتسباته لذلك ينبغي الحرص على توفير الموارد المتنوعة (معارف صادرة عن التجارب، خبرات حياتية ،آليات، قدرات ،مهارات عملية مختلفة...) ولابد من الحرص كذلك على تعبئة هذه الموارد بشكل تمفصلي بدل أن تظل مكوّمة.
-
نشاط موجه نحو كفاية (كفاءة) ما أو نحو هدف ختامي اندماجي ؛ فهو نشاط يرمي إلى حل وضعية تماثل الوضعية التي يكون التلميذ فيها مدعوا إلى ممارسة كفاءته يعني أن النشاط ينبغي أن يهيئ التلميذ بشكل مباشر لممارسة الكفاءة.
نشاط يتصف بالطابع الدلالي ؛ إذ يعتمد على استغلال الوضعيات الدالة ودلالة هذه الوضعيات تبرز بطرق متنوعة: التقرب أكثر من محيط المتعلم، العمل على أن ينخرط المتعلم في العمل توجيهه نحو الهدف، وأن تكون هناك دلالة لتعبئة المكتسبات، وأن تكون الوضعية دالة بالنسبة للمتعلم.
وللتوضيح، فإن كتابة رسالة إلى مسؤول لطلب إذن التغيب عن العمل هي وضعية ذات دلالة بالنسبة للمعلم أو أي موظف آخر، ولن يكون لها معنى بالنسبة للتلميذ إلا إذا كتب رسالة لأمه بمناسبة معينة كتهنئتها بعيد الأمهات.
نشاط متمحور حول وضعية جديدة ؛ يستند النشاط الإدماجي على حل وضعية مشكلة ،من الضروري أن تكون جديدة. ولم يسبق حلها من قبل سواء بشكل جماعي أو فردي، لأن الأمر سيتعلق فقط بإعادة إنتاج لابد إذن أن تتضمن الوضعية عناصر مغايرة لما تم استغلاله سابقا، غير أن هذا الاختلاف لا ينبغي أن يكون مفرطا، بل ينبغي أن يتم في سياق الفئة التي تندرج فيها الوضعية المرتبطة بالكفاءة المعينة، أهمية هذه الخصائص من شأنها أن تقيم التمييز بين ما يسمى بالتمارين التي هي عبارة عن تطبيقات لبعض القواعد أو النظريات وبين حل المشكلات أي ممارسة الكفاءة بالمعنى الحقيقي.
وأما عن الأهداف، فإنه يمكن أن يعتبر إدماج التعلمات نشاطا تعلميًّا يعمل على تمكين المتعلم من استثمار مكتسباته المعرفية والمهاراتية وتوظيفها في حل وضعيات مختلفة، لذلك تعد خاصية الإدماج من أهم متطلبات المقاربة بالكفاءات فهو الذي يعطي دلالة ومعنى للمكتسبات المنفصلة ليجعلها متمفصلة. ويمكن تحديد أهداف الإدماج على النحو الموالي:
-
إعطاء دلالة للتّعلمات، ويتحقق هذا الهدف من خلال وضع التعلمات في سياق ذي دلالة بالنسبة للتلميذ، ومرتبط بوضعيات محسوسة يمكنها أن تعترضه في حياته اليومية.
-
تمييز الأهم والأقلّ أهميّة بالتركيز على التعلمات الأساسية، باعتبارها قابلة للاستعمال في الحياة اليومية أو ضرورية لبناء تعلّمات لاحقة.
-
تعلم كيفية استعمال المعارف في وضعية، وذلك بربط علاقات بين المعرفة والقيم المنشودة وغايات التعلم ،(المتمثلة في تكوين المواطن الصالح والمسؤول، والعامل الكفء، والشخص المستقل... الخ).
-
ربط علاقات بين المفاهيم المختلفة المحصلة لتمكين التلميذ من تجاوز التحديات التي تواجهه، وإعداده لمواجهة الصعوبات والعراقيل التي قد يصادفها في حياته.
وانطلاقا من هذه الأهداف يمكن القول بأن الإدماج عملية يتمّ من خلالها ربط علاقات بين عناصر متفرقة في البداية، وتوظيفها بطريقة متمفصلة تهدف إلى تحقيق غاية معينة.
2.1. أنواع أنشطة الإدماج
أنشطة الإدماج عديدة ومتنوعة، ترتبط في الغالب بنوع المهمّة المراد إنجازها. يمكن تنفيذ بعضها في كل المستويات والمواد، وبعض آخر خاص بمستويات ومواد معينة ولعلّ أكثر هذه الأنشطة اعتمادا في منظومتنا التربوية هو نشاط الإدماج الذي يتجسّد ضمن وضعيّة الإدماج (situation d’intégration)، من أنواع أنشطة الإدماج ما يلي:
-
أنشطة مقترحة على المتعلمين لحلّ المشكلات : تعرف المشكلة على أنها عقبة تحفّز المتعلم لإيجاد الحلول، يقوم هنا النشاط الإدماجي بدور بنائي ثابت، فبحكم معلومات المتعلم ومعارفه الحالية يتمكن من ترقب ما سيتعلمه أو من اقتراح فرضيات للحل أو إيجاد حلول.
-
. نشاط مركب ينجز في سياق محدد (مهام اجتماعية) : كأن ينجز المتعلم مهمة وفقا لهدف ذي طابع اجتماعي (كتابة مقال قصد نشره بلفت انتباه الرأي العام، إعداد برنامج النشاطات الثقافية لمناسبة ما، إنجاز حملة تحسيسيّة ... الخ).
-
زيادة ميدانية : تشكل الزيارة الميدانية نشاطا إدماجيا إذا تعلق الأمر بتكوين فرضية أو البحث عن معلومات تمسح للمتعلم بنفي أو إثبات تلك الفرضيّة، أو ما كان ملزما به بعد الزيارة بمعالجة ما جمعناه من معطيات، أما إذا تعلق الأمر بمجرد زيارة للمشاهدة فإن هذا النشاط لا يعتبر إدماجيا لأن المتعلم غير مدعو لتسخير مكتسباته التعلمية.
-
أعمال تطبيقية بالمخبر: إنّ الأعمال التطبيقية مثلها مثل الزيارات الميدانية لن تعتبر نشاط إدماج ما لم تدفع المتعلم إلى استخدام المنهج العلمي (وضعيات فرضيات، اختيار وسائل ضرورية، جمع معلومات، إنجاز تجربة، ملاحظة نتائج...).
-
التدريب العملي الميداني : هو نوع من الأنشطة الإدماجية شريطة أن يقيم فيه المتعلم الصلّة بين مكتسباته النّظرية والممارسة العملية أي الربط بين ما يتعلمه من قبل وما يمارسه أثناء التدريب.
-
إبداع عمل فني : يشكل الإبداع أرقى أنواع الأنشطة الإدماجية إذا تعلق الأمر بإبداعات حقيقية كإنتاج نصّ أدبي أو مقطوعة موسيقية أو لوحة زيتية…
-
المشروع البيداغوجي : تمثل المشاريع البيداغوجية بدورها أنشطة إدماجية حقيقية شريطة أن تكون مشاريع يعمل فيها المتعلمون كفاعلين أساسيين وحقيقيين، يتفاوضون فيما بينهم ويعمل كل واحد منهم على تسخير مكتسباته وفقا لهدف محدد.
3.1. فترات الإدماج وفوائد التعلم الإدماجي
يمكن أن يحلّ موعد الإدماج في أي مرحلة، ولكنّه يأتي عادة بعد بضع تعلّمات يمكن أن تشكل كلا دالاً، أي عندما يكون الهدف هو تثبيت كفاءة معينة أو مستوى معين من الكفاءة.
تقدم أنشطة الإدماج بشكل متواصل طيلة السنة، وتجمع في "وحدات الإدماج" أو ما يعرف بأسبوع الإدماج يقترح فيها المعلم على المتعلمين العديد من الوضعيات الإدماجية بدلا من مواصلة التدريس.
ولعلّ الحديث عن مهمّة المعلم في بنائه وخلقه لهذه الوضعيات التي تتنوع بين الوضعيات التعلمية (الديداكتيكية) والتي تكون منطلقا للدرس باعتبارها السبيل لبناء التعليمات الجديدة.
والوضعيات الإدماجيّة التي تعلم التلميذ الإدماج والوضعيات التقويمية التي تقوّم كفاءة المتعلم هو إقناع للمعلم بأن يحرص على خلق بيئة مثيرة للمتعلم تدفع به إلى الإبداع والاختراع كتلك التي دفعت بالإنسان يوما إلى الاختراعات الأولى وهو ما يجعل المعلم صانعا للتحديات ومبتكرا للمهمات ولن يتأتى ذلك إلا إذا كان صاحب إستراتيجية، فهو المفكر، المحفز، الوسيط، صاحب القرار، الأنموذج والمدرب.
فهو مفكر : لأنه يأخذ بالاعتبار مكتسبات المتعلم المعرفية، وكيفية إدراكه الأشياء، وحاجياته وحسب، بل وكذلك أهداف البرنامج الدراسي، ومنهاج التدريس، وشروط المهام المقترحة، والتوظيف الفعلي لاستراتيجيات التعلم الهادفة والملائمة.
وهو محفز على التعلم : لأنه يستطيع إثارة المتعلم بالنشاطات المقترحة عليه، مبينا جدارتها وجدواها في إحداث التعلم فضلا عن أهميتها الاجتماعية والمهنية، وعلاقتها بواقع الحياة، وواقع المهارات والكفاءات، ومختبر الإدماج الحقيقي.
وهو الوسيط : لأنه يحاور التلميذ ويناقشه في صعوبات المهام المقدم عليها، وفي خطوات نجاحه فيها، والعوامل التي تسهم في تحقيق فوزه أو تحول دونه، ويذكره بالمعارف والخبرات المكتسبة سلفا، علّه يجد لها وظيفة في مهمة معينة، كما يساعده على التفكير في الصعوبات ووضع الخطط الملائمة لحلها وتجاوزها.
وهو صاحب قرار : لأن عمله لا يقتصر على تطبيق التعليمات والالتزام بالتوجيهات والتوصيات المتعلقة بتنفيذ العمليات التعلمية، بل يتعداها، متى وجب الأمر، إلى اتخاذ القرار المناسب فيما يخص مضمون التعلم، وكيفية تقديمه، كما يخمن الأخطاء التي يمكن وقوع التلميذ فيها، ويعد الأمثلة منوعة، ويأتي بأخرى مضادة لها لإحداث مشكلات التعلم، ويحاصره بها من كل جانب، اقتناعا منه أن الخطأ جزء من عملية البناء المعرفي وسبيل لإحراز الكفاءات، هدفه في ذلك الوصول بالمتعلم إلى تحقيق استقلالية التفكير والفعل في أوجز آن.
وهو الأنموذج : ومراد بذلك أنه قدوة متعلمه، يأخذ منه وينقل عنه، ابتداء من الحضانة إلى غاية الجامعة ربما، مرورا بالإكمالية والثانوية. ومن الطبيعي جدا أن يكون المدرس النموذج الكفء الذي يحسن بالمتعلم أن يستلهم منه، أو يقلده لتطوير كفاءته، على الأقل في مراحله الأولى.
وهو المدرب : يرى أن مهمة كل تلميذ لديه هي التدرب على الحياة، وأن تدربه يستلزم وضعه في وضعيات تلزمه القيام بمهام معقدة وهادفة على أن تكون في حوزة الإمكان وأقربها إلى الواقع المعيش.
وأما بخصوص الفوائد، فإن الأنشطة الإدماجية تسمح ببلوغ عدة غايات متعلقة بالتعلم نذكر منها :
-
إبراز فوائد التعلمات إذ تسمح أنشطة التعلم بتجديد الفائدة العملية من التعلمات الأساسية والدقيقة كأن يدرك المتعلم أهمية الروابط الحجاجية ويحسن استعمالها من خلال وضعية مركبة.
-
إبراز الفرق بين الجانب النظري والتطبيقي فيدرك المتعلم كيفية تطبيق القواعد النظريات ويحسن التأليف فيها في سياق منهجي متمفصل.
-
إبراز ما يجب العمل على تعلمه كأن تدفع بالتلميذ من خلال الوضعيات المركبة إلى تعلمات جديدة يدرك من خلال السياق ضرورة تعلمها، فيعمل جاهدا من أجل ذلك.
-
كأن نقدم نصا للمتعلم ونطلب منه شرح الكلمات المجهولة عنده فيدرك معناها بعد العودة إلى القاموس واختيار المعنى الذي يتناسب والسياق الذي وردت فيه الكلمات.
-
إبراز تداخل التخصصات وخدمتها لبعضها بعض وذلك لا يتأتى إلا عندما يختار المعلم وضعيات تتطلب تضافر مواد دراسية مختلفة. (الجابري، 2009، ص ص76، 77).
2. منهجية الإدماج وطرائق الاستثمار
1.2. تجنيد الموارد
-
يعرض ظروف التعلم : الهدف – الأهمية – سير العمل التعلمي – المساعدة – الوسائل – المدة – شروط التقويم
-
يثير المعارف المكتسبة سلفا بأنواعها (تصريحية، إجرائية) يصنفها وينظمها على شكل شبكة دلالية (شكل تنظيمي).
-
يبحث عن علائق مع التعلمات المنجزة.
-
يأخذ بالاعتبار المعارف المجهولة لدى المتعلم قصد استحداث أزمة معرفية تعلمية.
-
يلاحظ ردود فعل المتعلمين.
2.2. تقويم تجنيد الموارد
بعد سلسلة من التّعلمات العادية تخصّص فترة لتدريب التلاميذ على الإدماج، ويمكن تخطيط أنشطة الإدماج عند نهاية التّعلمات المتعلقة بالكفاءة. كما يمكن التطرق للإدماج بالتدرج خلال تقديم الأنشطة التعليمية وفق مراحل الكفاءة.
وخلال عملية الإدماج تقدم للتلاميذ وضعية مسألة (مشكلة) من فئة الوضعيات والمسائل المرتبطة بالكفاءة ويتم حل الوضعية من طرف كل تلميذ مع إمكانية اعتماد العمل في مجموعات عند بداية هذه الأنشطة. وإذا لم يتمكن بعض التلاميذ من حل الوضعية المشكلة، يعمل الأستاذ على رصد الصعوبات الأساسية التي حالت دون ذلك، ويقترح أنشطة تكميلية للرفع من مستوى أدائهم، ولتحقيق ذلك لابد من إيلاء جودة التعلمات عناية خاصة والتأكد من التمكن التدريجي لكل التلاميذ منها ولو اقتضى الأمر تقليصها كميا إلى أقصى حدّ، لأن تنمية الكفاءة لا ترتبط بكمية المعلومات أو المعارف المحصلة بقدر ما ترتبط بجودة هذه المعارف وبالقدرة على استثمارها في الحياة اليومية.
3.2. بطاقة لتدبير أنشطة الإدماج
تتضمن البطاقة التالية اقتراحا عمليا لتدبير نشاط تعلمي للإدماج :
المراحل |
نشاط الأستاذ |
نشاط التلميذ |
المدة الزمنية |
تقديم |
يدعو التلاميذ للملاحظة. |
يلاحظ ويحلل الوضعية. |
|
إنجاز |
يترك التلاميذ ينجزون المهمة. |
ينتجون على انفراد أو في مجموعات. |
|
العلاج |
يخطط الأنشطة الداعمة. |
ينجزون الأنشطة الداعمة. |
يعتبر الإدماج نشاطا تعلميّا، يتمّ التخطيط له ضمن الأنشطة التعلميّة العادية. وتندرج أنشطة الإدماج ضمن الغلاف الزمني المخصص لإنجاز الدروس وكذلك الغلاف المرصود للدّعم والتثبيت.
3. الوضعية الإدماجية أفضل فرصة لممارسة الكفاءة
1.3. تعريف الوضعية الإدماجية (La situation d intégration)
قبل التعريف بالوضعية الإدماجيّة لا بدّ من التوقف عند تعريف كل من الوضعيّة والإدماج على حدةٍ.
1.1.3. تعريف الوضعية
الوضعيّة لغة : ورد في لسان العرب لابن منظور وَضَعَ الوضْعُ ضدّ الرفع وضعَه يضعُه وضْعا وموضوعاً وأنشد ثعلب فيهما : موضُوع جودك ومرفُوعه، عنيّ بالموضوع ما أضمره ولم يتكّلم به والمرفوع ما أظهره وتكّلم به. ويقال وضَعَ يدّه في الطعام إذا أكله،و الوضْع أيضا الموضوع وسميّ بالمصدر وله نظائر، وإنّه لحسن الوَضْعة أي الوَضْع. (ابن منظور، ص396).
ووردّ في المعجم الوسيط : وَضَعَ وضْعا وموضُوعا أسرع في سيره، ويقال وضعَ السرّاد على الآكام لمع وسار، ويقال وضعَ الله المتكبرين، ووضعَ فلان نفسه والشيء ألقاه من يّده وحطّه (ضدّ رفعه). ووضع يدّه في الطعام إذا جعل يأكله. الوضع الموضوع تسميّة المصدر.
الوَضْعيّة : مذهب أوجست كانت وهو ينكر الميتافيزيقا ما وراء الطبيعة ويقيم المعرفة على الوقائع والتجربة (مجمع اللغة العربية،2004، .ص ص 1039، 1040).
إنّ المتتبع للتعريفين السابقين يدرك أنّ كلمة وضعية لم ترد بصيغة صريحة وإنما بصيغة وضع موضعا دلالة على الثبات والاستقرار، إلا أننا نجد كلمة وضعية وبشكل صريح في معجم أكسفورد الإنجليزي فالوضعية ((situation تعني مختلف الظروف والأشياء التي تقع في وقت خاص ومكان خاص.( Oxford,2000,p1109).
.الوضعية اصطلاحا : إن مفهوم الوضعية متداول في حياتنا العاديّة وتعني في الغالب البيئة أو الإطار الذي يتمّ فيه تحقيق نشاط أو حدث معيّن، ففي الحياة اليومية الوضعيات تفرضها الأحداث التي نواجهها كوضعية اتّخاذ إجراءات مناسبة لمواجهة أزمة معيّنة، أما في الإطار المدرسي فالمقصود بها الوضعية التّعلمية وهي مجموعة من الظروف يحتمل أن تقود المتعلم إلى إنماء كفاءته (واعلي، 2006، ص42).
2.1.3. تعريف الإدماج
الإدماج لغة : ورد في لسان العرب لابن منظور : دَمجَ الأمر يدْمِجُ دموجا استقام وأمر دماج ودماج مستقيم، وتَدامجوا على الشيء اجتمعوا ودَامِجه عليم دِماجًا جامعه.
أدْمجَ الحبل أجاد فتله وقيل أحكم فتله في رقّة وصلح دِماجٌ ودُماجٌ محكم قويّ، ودمجت الماشطة الشعر دمجاً ضفرته (ابن منظور، ص ص،274،275).
ورد في المعجم الوسيط دَمج الليل دُموجا أظلم، الحيوان أسرع وقارب الخطو، دَمجَ الشيئ في الشيء دخل واستحكم فيه، على القوم دخل بغير استئذان، وماشطة الشعر دَمْجًا ضفرته وملّسته.
أدمج الشيء :لفّه في ثوب والحبل أحكم فتله ويقال أدمج الأمر أحكمه.فالإدماج مرتبط بالتوافق والإحكام والمرونة.(مجمع اللغة العربية،2004،ص 295).
الإدماج إصطلاحا : الإدماج بالمفهوم البيداغوجي هو العملية التي بواسطتها نجعل عناصر منفصلة ومختلفة مرتبطة فيما بينها لكي تعمل بشكل منسجم لبلوغ هدف محدد.
أي أنّ المتعلم (التلميذ) يوظّف مختلف مكتسباته المدرسية ويجنّدها بشكل مترابط في إطار وضعية ذات دلالة، فالمتعلم إذن هو الفاعل في إدماج المكتسبات، ذلك أن عملية الإدماج عملية شخصية في أساسها.
ويعرفه عبد الكريم غريب(2010) "إنّه يفيد عملية تقيّيم التفاعل بين مجموعة من العناصر قصد تكوين كلٍ منسجم من هذه العناصر أو عملية إدماج عنصر جديد بكيفية تجعله منسجما مع العناصر الأخرى." (غريب، 2010،ص179 ).
ويعرّفه المجلس الأعلى للكبيك على أنّه السيرورة التي يربط بها التلميذ معارفه السابقة بمعارف جديدة فيعيد بالتالي بنيّة عالمه الداخلي ويطبّق المعارف التي اكتسبها في وضعيات جديدة ملموسة (روجيرس وأخرون، 2009,ص ص،51،52).
ويعرفه روجيرس Reogiers Xeogiers على أنّه عمليّة نربط بواسطتها بين العناصر التي كانت منفصلة في البداية من أجل تشغيلها وفق أهداف محددة خلال وضعيّة تعليميّة(Reogiers ,2000,P22).
فالإدماج يعني الطريقة التي تمكن من تجنيد عدة موارد بهدف حل وضعيّة مركّبة في الحياة اليوميّة، ويتعلق الأمر بطريقة تمكن من تحديد ما إذا كان المتعلم يمتلك كفاءة معيّنة.
والإدماج إذن يتمثل في حل وضعيات مركبة جديدة من قبل المتعلمين، بمعنى أن المتعلم هو الذي يباشر العمل (غريب، 2010،ص167).
يذهب الباحثون في هذا المجال إلى أنّ الإدماج في العمليّة التعليمية التعلميّة نوعان :
إدماج جزئي : يأتي في مرحلة تأتي بعد فهم التّعلمات الجديدة والتدرب عليها بتمفصلاتها الديداكتيكية لا البنويّة بحيث يتمّ الإدماج من خلال وضعيات مشكلة تسمح للمتعلم بتعبئة موارده الجديدة، وربطها بموارده السابقة لمقاربة تلك الوضعيات التي تتدرج في الصعوبة والدلالة والمعنى.
إدماج نهائي : مرتبط بالكفاءة بحيث تقدم للمتعلم وضعيات –هدف قصد تعبئة كل موارده المكتسبة السابقة والجديدة في إطار التّعلمات الحديثة لمقاربة تلك الوضعيات، وتحديد الهدف. (بوكرمة، دحدي، 2011، ص494).
2.3. الوضعية الإدماجية
إنّ وضعية الإدماج هي وضعيّة مركبة يتطلب حلها تجنيد معارف ومهارات سبق للتلميذ أن درسها لكن بشكل مجزأ وفي ترتيب معين وضمن سياق مختلف (روجيرس، العامري، 2007،ص20)
كأن يوظف المتعلم مجموعة من القواعد النحوية والصرفية التي درسها في كتابة رسالة أو تقرير... فهي تجنيد لمعارف ومهارات أي تجنيد لموارد مكتسبة واستخدمها وتوظيفها لحل الوضعية. ويقصد بالعبارة "وضعية مركبة" أنّها تتطلب من المتعلم تجنيد عدة معارف ومهارات من أجل حلّ الوضعية.
فوضعية الإدماج هي تلك التي ُيدعي إليها المتعلم من أجل ممارسة كفاءته، باعتبار أن أفضل فرصة لاكتساب الكفاءة هي أن تعطى للمتعلمين فرصة لممارستها يقول في ذلك لوبرتف (Le Boterf) : على عكس البطارية المعروفة في الإشهار (وهو يقصد بطارية Wonder المشهورة) فإن الكفاءة لا تستنفذ إلا بعدم استعمالها( وزارة التربية الوطنية،2000،ص11).
والتلميذ الذي حصّل كفاءة ما، يكون قد حصّل على قوة للتحرك بصورة إيجابية في الحياة الاجتماعية ومعنى ذلك أن الكفاءة تحمل في طياتها دلالة بالنسبة إلى المتعلم، هذه الدلالة هي التي تسمح للمتعلم بتوظيف جملة من المكتسبات للإنتاج أو القيام بعمل أو لحل مشكلة مطروحة في نشاطه المدرسي أو في حياته اليومية، وهو الأمر الذي لا وجود له ضمن بيداغوجيا الأهداف، إذ لا يتطلب تقويم الهدف الخاص استحضار وضعية مركبة بل تكفي لذلك مجموعة من التطبيقات.
3.3. مكوّنات الوضعيّة الإدماجيّة
تتكون الوضعية-الإدماجية من عنصرين أساسيين، هما :
-
السند أو الحامل
ويتضمن كل العناصر المادية التي تقدم للمتعلم، والتي تتمثل في :
-
السياق : ويعبّر عن المجال الذي تمارس فيه الكفاية، كأن يكون سياقا عائليا أو سوسيوثقافيا أو سوسيومهنيا.".فهو مجموعة من الظروف في لحظة معينة "(حمداوي، 2015، ص49) إذ غالبا ما يتمّ تقديم السياق ضمن نص تمهيدي أو رسم توضيحي فمثلا يرتكز السياق في المواد الأدبية على النصوص الشّعرية أو النّثريّة أو الّنقديّة.
-
-.المعلومات/المعطيات : هي معطيات الوضعيّة ومواردها الأساسيّة بمعنى أن المعلومات هي بمثابة محتويات ومضامين يغلف بها السّياق، ويعضد دلاليا (حمداوي، ص 51).
-
<#GRAS#>الوظيفة : </#GRAS#>وتتمثل بالنسبة للمتعلم في الهدف من حلّ الوضعية، مما يحفزه على الإنجاز،.فهي تثير الهدف من تحقيق الإنتاج، فالوظيفة الإجرائية للوضعية هي الحاجة التي يفترض أن تستجيب لها الوضعيّة وغالبا ما تكون هذه الوظيفة إدماجيّة وتقويميّة.
-
التعليمة : وتتمثل في مجموع التعليمات (consignes) التي تحدد ما هو مطلوب من المتعلم إنجازه، ويستحسن أن تتضمن أسئلة مفتوحة تتيح للتلميذ فرصة إشباع حاجاته الشخصية، كالتعبير عن الرأي، واتخاذ المبادرة، والوعي بالحقوق والواجبات، والمساهمة في الشأن الأسري والمحلي والوطني، الخ "إنها تترجم البنية البيداغوجيّة المستهدفة من خلال استغلال الوضعيّة. " (حمداوي، ص52).
4. خصائص الوضعية الإدماجية
سبق وأن أشرنا أنّ الوضعية الإدماجيّة تحمل في طياتها عوائق ومشاكل تتطلّب حلولا ناجعة من المتعلم وترتبط ارتباطا وثيقا بالكفاءة المستهدفة، وأكثر من هذا فهي تتضمن معلومات ضمنيّة وصريحة وسندات وصورا، ووثائق وخطاطات وتعليمات ومعايير ومؤشرات كميّة وكيفيّة تردّ في شكل وضعية تتطلب حلاً لذلك فهي أساس الإدماج وأساس التأكد من مدى تحكم المتعلم في كفاءته، وقد حدد لها روجرس (ROGIERS Xavier) مجموعة من الخصائص كالآتي :
-
وضعية ناجعة pertinent) ) بمعنى أنّها ترتبط فعلا بالكفاءة المستهدفة بالتقويم وتنتمي إلى عائلة الوضعيات الخاصة بهذه الكفاءة.
-
وضعية مركبة ( complex) بمعنى أنّها تتطلب توليف وتجنيد موارد متنوّعة
-
وضعيّة محيّرة (déroutante) بما أنّها يجب أن تكون وضعيّة جديدة في سياقها وفي تعليماتها، وفي المعلومات التي تقدّمها وهي كذلك محيّرة لأنّ المتعلّم مطالب بالبحث في مخزونه المعرفي عن الموارد المناسبة التي يجب أن يجنّدها لمواجهتها بفاعليّة.
-
وضعية تستهدف منتوجًا محددا من قبل المتعلم.
-
وضعيّة موجّهة نحو اكتساب وتملّك قيّم معيّنة ومستهدفة من قبل النظام كالتسامح والصدق والمسؤولية والمواطنة.
-
محفّزة (motivante) بالنسبة للمتعلم طبعا وذلك بربطها بواقعه المعيش Rogiers ,2010,p274, 275 ,276)).
5. الوضعيّة الإدماجيّة في تعليم اللغة العربية للمرحلة الثانوية
بداية لابدّ من الإشارة إلى أنّه وفي إطار التّعديل البيداغوجيّ، وقصد تعديل الممارسات الأدائية داخل القسم، وتحقيقا لتسيير أمثل للحصة التعليميّة التّعلّميّة تحتّم على المربّين تعديل أدوات تعليميهم، ومن هذه الأدوات وثيقة التّوزيع السّنويّ التي عوّضت بوثيقة جديدة تضبط الكفاءات والأهداف التعلّميّة والخطط والطرائق والنشاطات التي يقوم بها المعلّم والمتعلّم على السّواء سميت هذه الوثيقة بوثيقة مخطّط التّدرّج في التعلّمات، التي شرع العمل بها ابتداء من السنة الدراسيّة 2016-2017.
تجد وثيقة مخطط التدرج في التّعلمات مبررات ودواعي التعديل في التمايز الحاصل بين التوزيع السّنوي والتدرج في التّعلمات الذي تفرضه المقاربة الكفاءات من حيث التخطيط والتنفيذ والتقويم ( البيداغوجيا العامة للتفتيش،2017،ص2).
يقوم تدريس اللغة العربية في التعليم الثانوي على نظام الوِحدةُ التّعليميّةُ وهي وضعية بناء التعلّمات خلال أسبوعين مع اختلاف الحجم الزمنيّ لحصص الأسبوع باختلاف المستويات والشّعب، وتتكوّنُ الوحدَةُ من مجموعةِ أنشطة تنمّي كفاءة المتعلّمين في المجالينِ الشّفويّ والمكتوبِ، وتؤكّدُ تملّك المتعلّمين لمختلف مهارات التّواصل.
إنَّ نظامَ الوحدة التّعلّميّةِ يدْمِجُ مختلفَ أنشطةِ المادة فِي ميدانِ التّلقِي وميدان الإنتاج، فيجمع بين النصوص الأدبيّة والتّواصليّة والمطالعة الموجّهة والتّعبير الكتابيّ والمشاريع، وبهذا تضمَنُ الوحدة التعلّميّة :
-
ـ إعطاءَ التّعلّماتِ معْنًى بحيث يتلقّى المتعلّمون جملةً منَ المعارِفِ وَبعدَ إرْسائهَا تُجنَّدُ لتدمجَ فِي وضعيات إدماجيّة تؤكّد نماء الكفاءة لديهم.
إن نشاط الإدماج في هذه المرحلة مرتبط بنشاط " بناء الوضعيات المستهدفة " وهو نشاط إنتاجيّ هدفه تعلّم إدماج التّعلّمات، فتقويم الكفاءة.
-
ـ تقدّم حصص نشاط بناء الوضعيات المستهدفة (تستهدف الإدماج)، في الأسبوع الثّاني من الوحدة التعليميّة.
يمارسُ أستاذُ مادة اللّغة العربيّة وآدابها حصّة تقويم الكفاءة من خلال وضعيّة إنتاج كتابيّ فِي شكليْن اختيارين من الوضعيات الإدماجيّة :
-
وضعيّة إنتاج كتابيّ ذي طابع إبداعيّ فرديّ.
-
وضعيّة إنتاج كتابيّ ذي طابعٍ نقديّ فرديّ أو جماعيّ.
يبني الأستاذ الوضعيات الإدماجيّة بهدف تقويم الكفاءة، فيتيح الفرصة للمتعلّمين لممارسة الإدماج، وإنتاج نصوص إبداعيّة أو نقديّة وفق أنماط متنوّعة ( حجاجيّة، وصفيّة، سرديّة وتفسيريّة ) سبق لهم دراسة مؤشّراتها وخصائصها وذلك باتّباع الآتي :
-
تحديد الكفاية المراد تقويمها مما سطّر في كلّ وحدة من وحدات مخطّط التدرّج في التّعلّمات.
-
صياغة أو اختيار وضعية جديدة من فئة وضعيات الكفاءة المرصودة في مخطّط التدرّج استئناسا بالشّكل الآتي :
الوضعيّة |
نوعها |
مجالها |
النّمط |
الموارد |
منصوص الوضعيّة : |
الأسناد :................ التّعليمات :............. |
-
تحديد المعايير والمؤشّرات عند تقويم الكفاءة.
-
إعداد الأسناد والتّعليمات بدقّة ووضُوح.
-
صياغة شبكات التّقويم الخاصّة بالمعلّم، والخاصّة بالمتعلّم لممارسة التّقويم الذّاتيّ.
-
إنجاز جداول المهام وضبط الموارد.
النّمط الكتابيّ |
الموضوع |
الموارد الفني |
الموارد اللغويّة |
الموارد البلاغيّة |
|
الغالب |
الرّديف |
وصفُ منظر طبيعيّ |
وصف خارجيّ + وصف داخليّ |
الأفعال بمختلف الدّلالات الزّمنيّة |
التّشبيه |
الوصفيّ |
السّرديّ |
خصائص الوصف |
أفعال الحركة |
الأساليب الخبريّة |
|
عناصر الوصف الحسيّ |
أفعال الحكي |
الأساليب الإنشائيّة |
|||
الحركة ـ الأشكال ـ الألوان ـ الأصوات... |
الجمل الاسميّة والجمل الفعليّة |
التّضمين ـ الاقتباس |
|||
الانطلاق من العام إلى الخاص |
الرّوابط اللفظيّة |
المطابقة |
|||
الحجاجيّ |
الانطلاق من الخاص إلى العام |
العوامل والأساليب الحجاجيّة |
................ |
||
وضعية وتموضع الموصوف |
................. |
................ |
|||
التّركيز على الميزات أو العيوب |
......................... |
................ |
|||
الوصف المباشر |
................. |
................. |
|||
الوصف أثناء الانفعال |
................ |
................. |
1.5. تقويم الوضعية الإدماجية (المنتوج)
قدّمت لجنة تكوين نواة التكوين في المقاربة بالكفاءات المكوّنة من الأستاذ محمد الطّاهر وعلي من الجزائر، الأستاذة مليكة عبّاد من الجزائر، الأستاذ باي الحاج عمّار من موريتانيا، الأستاذ نسيم حيدر من لبنان، التي أشرفت عليها وزارة التربية الوطنية بتأطير من ممثّلي مكتب هندسة التّعليم والتكوين BIEF التّابع لكزافي روجرس الباحث البيداغوجي التربويّ صاحب المقاربة، مجموعة الوثائق المتعلّقة بمقاربة التدريس بالكفاءات، وسيرورة الوضعيات الإدماجيّة، وتتضمّن أدوات تقويم المنتوج وشبكاته ومن هذه الأدوات :
2.5. بطاقة الاستثمار
تؤدّي بطاقة الاستثمار دوراً مزدوجاً
-
فهي أداة تخطيط وتحكّم في الممارسات التعليميّة داخل القسم بالنّسبة للأستاذ.
-
وهي أداة مرافقة تساعد على أداء الممارسات التعلّميّة بالنّسبة للمتعلّمين، وأهمّ ما يمكن أن تتضمّنه بطاقة الاستثمار : ( مراحل سير الوضعية بناء وتقويماً، تحديد الممارسات التّعليميّة التعلّميّة. (البيداغوجيا العامة للتفتيش، 2017، ص13).
ومن النّماذج الصمّاء التي يمكن للأستاذ الاستئناس بها أوّلا ثمّ أجرأتها ثانيا نموذج البطاقة الآتية :
بطاقة استثمار |
|||||||
الثانوية :. ................... |
التاريخ :.............................. |
||||||
الأستاذ : |
................. |
المستوى : |
........ |
القسم : |
........ |
||
عنوان الوضعية : |
.................. |
نوعها : |
كتابيّة إبداعيّة |
||||
مراحل الوضعية |
الممارسات التعليميّة / المعلّم |
الممارسات التعلّميّة / المتعلّم |
|||||
1 ـ وضعية الانطلاق : |
ـ يثير الوضعية، ويطلب قراءة أو يقرأ منصوصها. |
ـ يفهم عنوان الوضعية وسياقها. |
|||||
2 ـ وضعية الإنتاج : |
في هذه المرحلة يتعلّم الإدماج وتقويمه في آن واحد، من خلال مرحلتي : |
||||||
أ ـ التّجريب : |
ـ يحثّ على التقيّد بالوضعية، ويلزم شروط التعاقد. |
ـ يجنّد مكتسباته ويتهيّأ لإدماجها. |
|||||
ب ـ التّجسيد : |
ـ يطلب إعادة الاستثمار والكتابة الإنتاجيّة. |
ـ يعيد محاولاته الجزئيّة ويستثمرها في الإنتاج النهائيّ. |
|||||
3 ـ وضعية تقويم الكفاءة : |
ـ يحثّ على استعمال شبكات الاستثمار وشبكات التّحقّق، وشبكات التقويم. |
ـ يقوّم إنتاجه وفق الشّبكات. |
|||||
4 ـ وضعيّة المعالجة : |
ـ يسطّر وضعية جديدة من فئة الوضعية. ـ يقدّم أساليب تجاوز الأخطاء المرتكبة. |
ـ ينتج نصاً جديدا متجاوزا الأخطاء المرتكبة. |
إنّ خلاصة تحليل الممارسات البيداغوجية في نشاط بناء الوضعيات المستهدفة تؤكّد حاجة الأستاذ إلى مرافقة جادّة له، لتدبير وتسيير هذه الحصّة التي تحوّلت إلى حصّة تحليل نماذج امتحانات تحت اسم " تحليلُ سندٍ "، وابتعدت في المستويات الأخرى عن الأهداف المسطّرة لها وهي تعلّم الإدماج وتقويم نماء الكفاءة من خلال وضعيات الإدماج، لذا حرصت وثيقة دليل التدرج في التعلمات على تقديم بعض التوجيهات والوثائق الاستئناسيّة التي ترافق الأستاذ لممارسة هذا النّشاط المهمّ الذي ينقل التعلّم النقطيّ إلى تعلّم إدماجي تواصليّ إنتاجيّ.(البيداغوجيا العامة للتفتيش، 2017، ص14).
3.5. شبكة التّثبّت
لا يغيبُ الدّورُ المزدوجُ الذي تؤدّيه شبكة التّثبّتِ :
-
ـ فهي أداة تخطيط وتهيّؤ لمرحلة التّصحيح والمعالجة في الممارسات التّعليميّة بالنّسبة للأستاذ.
-
ـ وأداة تعاقد بين الأستاذ والمتعلّمين حول مواصفات المنتوج المنتظر، تضبط مؤشّرات الإنتاج، ولها وظائف متعدّدة في مختلف مراحل إنجاز الوضعيات الإدماجية الإنتاجيّة :
-
التعاقد على شروط الإنجاز قبل الإنتاج.
-
التّوجيه والمرافقة أثناء الإنتاج.
-
التّقويم الذّاتي وتقويم القرين بعد الإنتاج.
ومن النّماذج الصمّاء التي يمكن للأستاذ الاستئناس بها أوّلا ثمّ أجرأتها ثانيا نموذج البطاقة الآتية :
المعايير |
طريقة التّحقّق |
نعم |
لا |
الملاءمة |
|||
الاستعمال السّليم لأدوات المادة |
|||
الانسجام |
|||
جودة العرض |
4.5. شبكة التّصحيح
شبكة التّصحيح خاصّة بالأستاذ يضبط من خلالها معايير وتعليمات الوضعية التقويميّة، وسلّم التنقيط، فهي أداة التّقويم الممَعيَرِ التي يحكمُ من خلالها الأستاذ على تحكّم المتعلّمين في الكفاءة المسطّرة، وجملة المعايير التي تحدّدها شبكة التّصحيح هي :
-
معايير الحدّ الأدنى متمثّلة في : ( الملاءمة ـ الاستعمال السّليم لأدوات المادة ـ الانسجام ).
-
معيار التميّز والإتقان متمثّلا في : ( جودة العرض ).
وتتيحُ شبكة التّصحيح الفرص الثلاث للمتعلّمين من خلال ضبط ثلاث تعليمات تؤكّد تملّك الكفاءة من انعدام تملّكها.
المعيار |
دلالته |
الملاءمة |
ملاءمة الإنتاج وتناسقه مع الموضوع والأسناد والتّعليمات. |
الاستعمال السّليم لأدوات المادة |
التحكّم في استعمال معارف ومهارات ومواقف مادة اللّغة العربيّة وآدابها. |
الانسجام |
التّحكّم في الكتابة الممنهجة ترابطاً وتسلسلا... |
جودة العرض |
التّحكّم في تنظيم ورقة الإنتاج الكتابيّ بتجنّب الشّطب، واعتماد وضوح الخطّ ومقروئيّة الإنتاج. |
ومن النّماذج الصمّاء التي يمكن للأستاذ الاستئناس بها أوّلا ثمّ أجرأتها ثانيا نموذج البطاقة الآتية :
معايير الحدّ الأدنى |
معيار الإتقان |
|||
الملاءمة |
الاستعمال السّليم لأدوات المادّة |
الانسجام |
جودة العرض |
|
التعليمة 1 |
1 |
1 |
1 |
1 |
التعليمة 2 |
1 |
1 |
1 |
|
التعليمة 3 |
1 |
1 |
1 |
|
المجموع |
3 |
3 |
3 |
1 |
إنّ تقويم الإنتاج الكتابي وفق المنظور الإدماجي، يعني أن يعرض المعلم وضعية مستوى التعقيد فيها يوازي مثليه في الوضعيات السابقة من أجل تقويم كفاءاتهم فيترك التلاميذ يعملون بمفردهم دون أن يساعدهم أحد. من أجل ذلك على المعلّم :
-
إعطاء المسؤوليّة كاملة للتلميذ وذلك بمنحه الفرصة لاختيار المراحل المؤدّية للحل : فهم النصوص، رصد المعلومات، تجنيد الموارد وانتقاء مراحل خطّته.
-
إبلاغه برأيه في المواطن الإيجابيّة التي حققها قصد دعمها في المواطن السلبيّة من اجل تعديلها أو معالجتها عند الضرورة.
-
مساعدته على إدراك المسافة التي قطعها في مجال حلّ الوضعيات المعقّدة.
-
تثمين جهد التّلميذ بإبراز مواطن النّجاح في إنتاجه وتسليط الضّوء عليها أكثر من غيرها في مواطن النّقص أو التعثّر، فليس ثمّة كائن أقدر من المعلم على إدراك مؤشرات نمو الكفاءة عند تلاميذه ضمن مسيرة لا تخلو حتما من الصعوبات والعراقيل.
خاتمة
إنّ الوضعية الإدماجية هي الوعاء الذي تصب فيه كل المكتسبات القبلية التي تسهم في بناء شخصية المتعلم اللّغوية، وعليه نعتبر نشاطا إدماجيا تقيميًّا للفعل التعليمي التعلمي.
لذلك فإنّ قدرة المتعلم على توظيف مكتسباته المعرفية وإدماجها مع باقي المكتسبات اللغوية تترجم قدرته على التحصيل وعلى تجسيد هذه المكتسبات في فعل إجرائي قابل للملاحظة والتقييم والّتقويم في الوقت نفسه.
إنّ الإلمام بالمفاهيم النظريّة لبيداغوجيا الإدماج والمنطق الذي يحكمها لا يعدّ مكسبا ما لم يتمّ الّتأكد من التزام الممارسات الميدانية بمتطلبات بيداغوجيا الإدماج.
إنّ تقويم أداء المتعلم من خلال الوضعية الإدماجية لا يختلف عنه في أي نشاط تقويمي آخر، غير أن للوضعية الإدماجية في تعليم اللغة العربية خصوصياتها من حيث أنّ التقويم لا يستهدف اختبار المكتسبات المعرفية بقدر ما يستهدف اختبار قدرة المتعلم على حُسن توظيف تلك المكتسبات ومن أجل ذلك يوصى بما يلي :
-
إيلاء أهمية خاصة لمدى استجابة المتعلم لمقتضيات القالب التعبيري الذي بنيت عليه الوضعية.
-
قياس مدى استيعاب العنصر المعرفي الجديد بمدى توافره في إجابة المتعلم.
-
تقويم النقائص المسجلة في هذين الجانبين بتدريب المتعلم ثانية على حسن توظيف التّعلمات الجديدة.
-
المعالجة : تكون في وضعية إدماجية تالية للأولى، وذلك بتسجيل الصعوبات التي وجدها المتعلمون في التجاوب مع نص السؤال، ثم اتخاذ الإجراءات المناسبة.
ولعلّ الإشكال الذي يتخبط فيه الأستاذ عند الشروع في بناء الوضعية الإدماجية هو صعوبة المواءمة بين العنصر المعرفي الجديد، أو التعلمات الجديدة، ومضمون الوضعية الذي غالبا ما يكون سؤالا حول حدث أو مظهر من مظاهر الحياة. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو :
أ بإمكان المتعلم أن يجد معادلة بين تلك التّعلمات الجديدة (في قواعد اللغة أو البلاغة أو غيرهما)، وبين الحديث عن حدث ما أو مظهر من مظاهر الحياة في قالب تعبيري محدد ؟
قد تختلف وجهات النظر إلى هذا الإشكال، غير أن الأمر يبقى موضوعا للاقتراح والمعالجة.
وخلاصة تظلّ الممارسات الميدانيّة لبيداغوجيا الإدماج مرتبطة بمدى تكوين المعلمين وفهمهم لمتطلباتها وتمرّسهم في ذلك من خلال ربط المكتسبات المحققة في التكوين ووضعيات العمل(الحقل السوسيومهني).
ولمّا كان تعزيز التكوين الأساسي من مهام المفتش كان لزامًا اشراكه في مسؤولية الارتقاء بالممارسة الميدانية للمقاربات الحديثه.
لقد حان الوقت لتكون زيارة المفتش مكسبا حقيقيّا للمؤسسة التربوية ولهيئة المعلمين
وأن تكون زيارته فرصة ليستفيد منها المعلمون في التغلب عن الصعوبات التي تعترض عملهم فيحرزون تحسنا ملموسا في أدائهم وعلى هذا الشكل يكون جهاز التفتيش جهازا فعالا من أجهزة التكوين بالإضافة إلى كونه جهاز متابعة وتقويم(حداد توفيق وآخرون 1977، ص204).
إنّ بيداغوجيا الإدماج في النظام التربوي ما تزال تواجه العديد من التحديات
لعل أهمها :
-
ضرورة الاستجابة لزيادة في الكم وولوجية المعلومات.
-
حتميّة إعطاء معنى للتعلمات.
-
جديّة النّجاعة الداخليّة والفعاليّة والإنصاف داخل النظام التربوي.