صورة تركيا في وسائل الإعلام العربية: صحيفة العرب والعربي الجديد أنموذجا

L’image de la Turquie dans les médias arabes Le journal. Al Arab et Al Arabi Al Jadeed comme modèle

The Image of Turkey in Arabic Media. Al Arab and Al Arabi Al Jadeed newspaper model

أحمد شريف بسام

Citer cet article

Référence électronique

أحمد شريف بسام, « صورة تركيا في وسائل الإعلام العربية: صحيفة العرب والعربي الجديد أنموذجا », Aleph [En ligne], Vol 9 (4) | 2022, mis en ligne le 08 octobre 2022, consulté le 28 mars 2024. URL : https://aleph.edinum.org/6834

تعالج الدراسة صورة تركيا في وسائل الإعلام العربية خاصة المكتوبة منها، انطلاقا من أن تركيا تتبوّأ موقعا قويا في الكثير من الأحداث الجارية، تشغل مركزا محوريا على صعيد الإقليمي والدولي، بالإضافة الى الثقل الحضاري والثقافي الضارب في أعماق التاريخ، لذلك نجد أن صورة تركيا تحتل مساحة مهمة في وسائل الإعلام العربية، خاصة أن الرأي العام العربي يهتم لما يجري في تركيا.

L’étude aborde l’image de la Turquie dans les médias arabes, en particulier ceux qui y sont écrits La Turquie est fermement positionnée dans de nombreux événements actuels, Occuper une position centrale aux niveaux régional et international, en plus du poids culturel et culturel qui a frappé profondément dans l’histoire, Par conséquent, l’image de la Turquie occupe une place importante dans les médias arabes. En particulier, l’opinion publique arabe s’intéresse à ce qui se passe en Turquie.

The study tackles the image of Turkey in Arabic media, basically in written media, based on strategic position of Turkey in the major current events, its central position in regional and international sphere. Hence, Turkey Image takes place in Arabic media particularly when the Arabic public opinion is concerned about the events in Turkey.

مقدمة

تعد تركيا اليوم من الدول الإقليمية الصاعدة والتي استطاعت أن تنسج شبكة واسعة من العلاقات مع الدول الكبرى والإقليمية وحتى الصغرى منها، فضلا عن عضويتها في المنظمات الإقليمية والدولية في المناطق التي تعد دوائر مجالها الحيوي، واستطاعت أن تحتل مكانة دولية متنامية في هيكل النظام العالمي وحسم العديد من القضايا الإقليمية والدولية والتأثير في السلم والأمن الدوليين، لهذا تعتبر تركيا أيضا دولة محورية في شبكة المصالح بين الشرق والغرب، ولا تنبع أهمية تركيا من موقعها الجيوسياسي فحسب، لكن من النموذج الذي تجسده لتعايش الإسلام مع الديمقراطية، خاصة مع تجربة حكم حزب العدالة والتنمية ذو الجذور والخلفية الإسلامية، وتأثيره في مجرى الحياة السياسية منذ نشأته سنة 2002 حتى وقتنا الحاضر، والذي شكل مرحلة جديدة في السياسة التركية على المستوين الداخلي والخارجي.

ولا يختلف اليوم على أن تركيا تعرف نهضة تنموية شاملة، في جميع القطاعات الاجتماعية والصناعية والاقتصادية والثقافية، وهو ما جعلها قطبا حضاريا يسعى الجميع لأن يتأسى بمثلها، ويحذو حذوها، وقد انعكس ذلك على مجال وسائل الإعلام والاتصال، فقد شغلت صورة تركيا الإعلامية وعلى مدار سنوات مساحة وحيزا هاما في وسائل الإعلام العربية والدولية، والتي تتعرض بشكل كبير للقضايا المتعلقة بتركيا.

فكثرة الأحداث وتتابع الأخبار حول تركيا وتمتعها بمركز سياحي تاريخي عالمي، جعلها تستحوذ على مركزية تدفق المضامين الإعلامية العربية والدولية من مختلف وسائل الإعلام في الكثير من الأحيان، ونتيجة لهذا تكونت لجمهور وسائل الإعلام مجموعة من الصور والاتجاهات والقناعات حول تركيا، فوسائل الإعلام تتمتع بدور هام في تشكیل الصور عن العالم الخارجي للإنسان، نظرا لأنها تقدم قدرا كبیرا من المعلومات عن العالم، ومن ثم تصبح هذه الوسائل مناسبة أكثر للتأثیر لأنها تضیف شیئاً لتصورنا للواقع، وتؤثر بقوة على الطریقة التي نبني بها جوانب من الظروف المحیطة التي لیس لدینا فرصة في الحصول على معلومات عنها، علاوة على ذلك فإن وسائل الإعلام نفسها قد تتبنى وجهات نظر محددة في المواضیع المطروحة تقدمها في زوایا التحلیلات، وتؤثر بها على المتلقین.

وهذه المضامين حول صورة تركيا في وسائل الإعلام العربية، لن تكون خالية من شوائب الأيديولوجيا الإعلامية فكلما كان هناك اتصال فثّمة حتما أيديولوجيا، هذه الأخيرة إن لم تكن جليّة وواضحة فإنها قد تكون خفية في الرسالة الاتصالية، فالاتصال (تقنيات ومضامين) لا يستنبت في بيئة جرداء أو فضاء عقيم، بقدر ما هو إفراز لسياق ثقافي واجتماعي مبني في شكله ومعناه، على تمثُل محددات للذات، وتصورات معينة للكون والحياة، فأيديولوجيا الإعلام هي نظام من الأفكار، يعبر عنه من خلال العملية الاتصالية، التي تشمل القائم بالاتصال وطريقة استخدامه للنص أو اللغة أو الصورة، التي تنقلها الوسيلة الإعلامية المطبوعة أو المسموعة أو المرئية، كما أن طبيعة النظام السياسي العربي تتحكم في نوعية المضامين الإعلامية، ومدى مهنية الصحافة فيها، وحدود ممارستها، فصورة تركيا كغيرها من المواضيع والقضايا الإعلامية تخضع لعديد الاعتبارات في الجسم الإعلام العربي، كالتمويل والخلفية والسياسية والأيديولوجية، وكلها عوامل تسهم في تكوين صورة ذهنية لدى الجمهور قد تكون ايجابية أو سلبية انطلاقا من الفواعل السابقة الذكر.

وقد اعتمدنا في دراستنا على كل من صحيفة العربي الجديد والعرب الصادرتين في لندن، باعتبارها صحافة نخبة ورأي، وتصدران في لندن مما يمنحهما حرية كبيرة في التعبير عن القضايا المختلفة.

و انطلاقا مما سبق، نطرح الإشكالية الرئيسية التالية: كيف تناولت وسائل الإعلام العربية صورة تركيا في الفترة الممتدة من 16/11/2020 إلى 01/12/2020؟

وتفرعت عن هذه الإشكالية مجموعة من التساؤلات نذكرها فيما يلي.

1. الجانب المنهجي

1.1. الإطار العام للدراسة

  1. تساؤلات الدراسة

  • ما موقع المادة الصحفية التي شغلتها صورة تركيا في الصحيفتين محل الدراسة؟

  • ما هي نوعية المواضيع التي تناولت صورة تركيا في الصحيفتين محل الدراسة؟

  • هل تم إرفاق المواضيع المنشورة حول صورة تركيا في الصحيفتين محل الدراسة، وما طبيعة هذه الصور؟

  • ما هو مصدر المضامين الإعلامية المتعلقة بصورة تركيا في الصحيفتين محل الدراسة؟

  • ما هي القوى الفاعلة في المواضيع المنشورة في التي تناولت صورة تركيا في الصحفيتين محل الدراسة؟

  • ما هي أهم المواضيع التي تناولتها الصحيفتين محل الدراسة حول صورة تركيا؟

  • ما هي الأهداف التي سعت من خلالها كل من الصحفيتين محل الدراسة، إيصالها إلى القارئ حول صورة تركيا؟

  • ما هو اتجاه مضمون المادة الصحفية المتعلقة بتركيا في الصحيفتين محل الدراسة؟

  1. . أهداف الدراسة :تسعى هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على طريقة تناول كل من صحيفة العرب والعربي الجديدة الصادرتين في لندن لصورة تركيا، ومدى اهتمام الصحفيتين بهذا الموضوع، ومحاولة استقصاء اتجاه الصحفيتين نحو تركيا وأهم الفواعل الرئيسية فيها.

  2. أهمية الدراسة :تكمن أهمية الدراسة في كون صورة تركيا اليوم، تشغل مسحات كبيرة في وسائل الإعلام العربية والدولية، وتأثيرا كبيرا لدى جمهور وسائل الإعلام، خاصة مع الدور الذي تقوم به تركيا في العديد من الأقطار، وحضورها السياسي والاقتصادي والحضاري الدائم في المحافل الدولية، وبروزها كطرف فاعل في العديد من القضايا السياسية الدولية، الأمر الذي خلق حالة من الجدل والصخب حول صورة تركيا في وسائل الإعلام المختلفة، لذلك تأتي هذه الدراسة لتواكب هذا الحدث، وتقف على مدى اهتمام الصحيفتين بصورة تركيا، وكيف تم إخراج صورة تركيا عبر المواد الإعلامية المنشورة عنها، وكذا الأهداف التي تسعى كل من الصحيفتين إيصالها للمتلقي عن صورة تركيا للقارئ.

  3. نوع الدراسة :تعد هذه الدراسة، ضمن الدراسات الوصفية، ويهدف هذا النوع من البحوث إلى وصف الأحداث والوقائع، وجمع المعلومات والحقائق والملاحظات عنها، ووصف الظروف الخاصة بها، وتقرير حالتها كما توجد عليه، وفي الكثير من الأحيان لا تقف البحوث الوصفية عند حد الوصف أو التشخيص الوصفي، بل تهتم أيضا بتقرير ما ينبغي أن تكون عليه الظواهر التي يتناولها البحث، وذلك في ضوء قيم ومعايير معينة، وعليه فإن البحث الوصفي يقوم بوصف ما هو كائن وتفسيره، ويهتم أيضا بتحديد الظروف والعلاقات التي توجد بين الظواهر (العبيدي، 2010، ص 64).

2.1. منهج الدراسة وأدواتها

  1. منهج الدراسة :اعتمدنا في دراستنا على المنهج الوصفي بشكل أساسي، وهو حسب أحمد بن مرسلي: كل استقصاء ينصب على دراسة الظاهرة كما هي قائمة في الحاضر، بقصد تشخيصها، وكشف جوانبها، وتحديد العلاقات بين عناصرها (بن مرسلي. 2007. ص 287).
    واعتمدنا أيضا في دراستنا على المنهج المقارن كمنهج مساعد، وهو الذي يقوم في تصميماته المتعددة إلى البحث وراء الأسباب الكامنة لحدوث الظاهرة، من خلال مقارنة الجماعات أو المجموعات أو العينات التي تتباين في خصائصها أو سماتها أو تكرار دراستها في تعرضها لمثير معين، وبالتالي يقدم التباين في الخصائص والسمات تفسيرا للتباين في الاستجابة لمثير واحد، وبالتالي ُيعّد هذا المنهج أحد مناهج الدراسات الوصفية التي تتجاوز حدود الوصف المجرد والإجابة على الأسئلة من؟ وماذا؟ وكيف؟ ولا يسعى هذا المنهج إلى اختلاق الأسباب، ولكن الكشف عنها والاستدلال عن حركتها من خلال غيابها أو وجودها في الظاهرة، وتـأثيرات هذا الغياب أو الوجود في حدوث الظاهرة التي نهدف إلى دراستها (المشهداني. 2017. ص 166).
    ويعود سبب اعتمادنا على المنهج الوصفي في الدراسة هو وصف صورة تركيا في وسائل الإعلام العربية، خاصة تلك التي تحظى بمتابعة واسعة لدى قطاع عريض من الجمهور العربي، وكذا الوقوف بدقة على عرض كامل ووافي لصورة تركيا في وسائل الإعلام العربية، قصد تشخيصها وكشف جميع جوانب هذه الصورة وفق تأصيل علمي منهجي، أما عن اعتمادنا على المنهج المقارن في دراستنا، فيرجع ذلك غلى الوقوف على أوجه الشبه والاختلاف في التعاطي مع صورة تركيا الصحيفتين محل الدراسة.

  2. آداة الدراسة:اعتمدنا في دراستنا على أداة تحليل المحتوى، باعتبارها الأداة الأنسب لمثل هكذا بحوث إعلامية، حيث يعرفه موريس أنجريس تحليل المضمون بأنه تقنية غير مباشرة تطبق على مادة مكتوبة أو مسموعة أو سمعية بصرية، والتي تصدر عن الأفراد أو الجماعات حيث يكون المحتوى غير رقمي، ويسمح بالقيام بسحب كمي (محتوى مرقم) وكيفي بهدف التفسير والفهم والمقارنة (أنجريس. 2006. ص 218).

  3. عينة الدراسة:اعتمدنا في دراستنا على العينة القصدية، وتعرف أيضا العينة التي يختارها الباحث عن قصد بسبب وجود دلائل على أنها تمثل المجتمع الأصلي، وهناك من يرى أن الباحث يلجأ إلى هذا النوع من العينات لتحقيق غرض الدراسة، بحيث يقدر حاجته من المعلومات، ويقوم باختيار عينة الدراسة اختيار حرا، على أساس أنها تحقق أغراض الدراسة من خلال توفر البيانات اللازمة للباحث في أفراد هذه العينة، ومعنى العينة القصدية، مشتقة لفظها، وهو القصد والتعمد والغائية في انتقاء أفراد عينة الدراسة (مصباح. 2008. ص 221).
    ويعود سبب اختيارنا لصحفيتي العرب والعربي الجديد الصادرتين في لندن، كونهما صحافة رأي ونخبة، ولهما جمهور كبير وواسع في العالم العربي والعالم، بالإضافة الى أن مكان صدورهما، وهو العاصمة البريطانية لندن، وها ما يمنحهما هامشا كبيرا من الحرية في التعاطي مع الأحداث والأخبار المهمة، كما أن الصحيفتين محل الدراسة تصدران بشكل يومي، وهذا ما يعطي الطابع المتجانس للعينة.

  4. الإطار الزماني للدراسة: تم تحديد الفترة الزمنية لدراسة صورة تركيا في صحيفتي العرب، والعربي الجديد، إبتداءا من تاريخ: 16/11/2020 إلى 01/12/2020، وهي الفترة التي عرفت تناول الصحيفتين لصورة تركيا بشكل كبير مقابل فترات زمنية أخرى، هذا من شأنه أن يقف الباحث على صورة شاملة وواضحة لتركيا من خلال الصحيفتين.

  5. فئات التحليل المضمون: تعتبر فئات التحليل (الشكل والمضمون) هي المفهوم الجوهري في تحليل المضمون، ويقصد بها التصنيفات الرئيسية والفرعية للمادة التي يتم تحليلها، ويتم تحديد فئات تحليل المضمون بناءا على أهداف البحث وتساؤلاته (بركات. 2011. ص 259).
    وقد اعتمدنا في دراستنا على ثماني فئات لتحليل المضمون، أربعة منها لفئات الشكل (كيف قيل؟) وهي: فئة الموقع، فئة استخدام الصورة، فئة نوع الموضوع، فئة المصدر، وأربعة فئات أخرى للمضمون (كيف قيل؟) وهي: فئة الفاعل، فئة الموضوع، فئة الأهداف، فئة الاتجاه، ويعود سبب اختيارنا لهذه الفئات، لأنها تحقق الغرض المطلوب من الدراسة، وهو التحليل الموضوعي للمعالجة الصحفية لصورة تركيا، لصحفيتي العرب، والعربي الجديد.

  6. . وحدات التحليل :يقصد بوحدات التحليل أي الجوانب الاتصال التي سيتم إخضاعها للتحليل، والتي سيتم القياس عليها، وبذلك تتحدد وحدة التحليل وفقا لطبيعة المضمون وكميته وأهداف التحليل، وتستخدم وحدات التحليل من أجل تقديم مضمون المادة المدروسة إلى وحدات أو عناصر تسهل الوصول إلى تحليل كمي ونوعي للمضمون، ومن المتفق عليه هناك عدة وحدات رئيسية في تحليل المضمون : وحدة الكلمة، الموضوع، الفكرة (حسين. 2010. ص23).
    وقد اعتمدنا في دراستنا على العديد من وحدات التحليل، وهي وحدة الموضوع، ووحدة الكفرة، ووحدة الفقرة، وهذا من أجل أن تكتمل آليات التحليل سواء من حيث المضمون أو من حيث الشكل، بشكل يسمح بالخروج بعدة نتائج علمية وموضوعية.

3.1. في دلالات الصورة الإعلامية

تطّور مفهوم الصورة بشكل عام في العصر الحدیث بشكل ملفت للانتباه، وتحدیداً في الغرب في مجالات علم النفس الاجتماعي خصوصاً، ودفع ذلك التطور إلى حدوث بعض الالتباس في استخدام المصطلح، فبینما أضاف البعض كلمة « الذهنیة » لیصبح المصطلح « الصورة الذهنیة »، في حين استخدم البعض الآخر مصطلح « الصورة النمطیة »، فیما تشكل أخیرا مفهوم جدید یتعلق بالصورة التي ترسمها وسائل الإعلام أطلق علیه « الصورة الإعلامیة (البنا. 2015. ص 51).

و لاشك أن الصورة في الإعلام، ليست شيئا منعزلا قائما بذاته، وليست شيئا محايد، فالصورة حدث صامت يتم استنطاقه ليقول ما يريد موظفها أن يقوله، فالصورة لا يمكن عزلها عن سياقها، لذلك يبرز ما يعرف بالخط التحريري للمؤسسة الإعلامية، ولا شك أن توظيف الصورة الإعلامية، لا يتم بمعزل عن الأيديولوجية أو الثقافة أو المبدأ أو العقيدة، ولو كانت الصورة قادرة أن تتحدث عن نفسها في كل وقت وزمان، لما حدث كل ذلك الارتباك في نقل وتصوير الأحداث المختلفة، فالصورة واحدة لكن القراءات ظلت متعددة مفتوحة على جميع التأويلات (الحساني. 2015. ص 59).

ورافق تطور مفهوم الصورة، ظهور مصطلحات أخرى مشابهة كالصورة النمطية والصورة الذهنية، وغيرها غير أن

الصورة الذهنية هي مجموعة السمات والملامح التي يدركها الجمهور، ويبنى على أساسها مواقفه واتجاهاته نحو المنظمة أو الشركة أو الدولة أو الجماعة، وتتكون تلك الصورة عن طريق الخبرة الشخصية للجمهور القائمة على الاتصال المباشر أو عن طريق العمليات الاتصالية الجماهيرية وتتشكل سمات وملامح الصورة الذهنية من خلال إدراك الجمهور لشخصية المنظمة ووظائفها وأهدافها وشرعية وجودها وأعمالها والقيم الأساسية التي تتبناها (صالح. 2005. ص 23.22).

غير أن الصور النمطية المقولبة هي نظام العقائد الراسخة في أذهان الأفراد، وهي الأحكام والصفات والتقديرات العامة الإيجابية أو السلبية النابعة من الانطباعات الذاتية المستندة إلى خلفية الإرث الثقافي والبعد الأيديولوجي والتراكم المعرفي والتي تطلقها جماعة بشرية على جماعة أخرى، أو كيان جماعي تكرار، نتيجة الأحكام المسبقة التي تحملها حولها ( الداقوقي. 2001. ص 19.18)

ونستنتج مما سبق أن مفهوم الصورة الذهنیة أوسع وأشمل من مفهوم الصورة النمطیة، فالأولى تدل على مطلق الصورة، في حین أن الثانیة أكثر خصوصیة بدلالتها على الصورة الذهنیة الثابتة (البنا. 2015. ص 53).

2. تحليل مضمون صحيفة العرب اللندنية

1.2. فئات الشكل (كيف قيل ؟)

جدول رقم : (01) يوضح فئة موقع المادة الصحفية في صحيفة العرب اللندنية

النسبة

التكرار

موقع المادة الصحفية

61 %,70

29

الصفحة الداخلية

 %25,53

12

الصفحة الأولى

 %12,76

06

الصفحة متخصصة

 %00,00

00

الصفحة الأخيرة

100 %

47

المجموع

من خلال نتائج الجدول أعلاه، نلاحظ أن غالبية المواد الصحفية المنشورة حول صورة تركيا، وردت في الصفحات الداخلية بنسبة 61,70 %، تلتها الصفحة الأولى بنسبة 25,53 %، ثم الصفحة المتخصصة بنسبة 12,76 %، في حين لم ترد أي مواد صحفية في الصفحات الأخيرة.

اعتمدت صحيفة العرب اللندنية على الصفحة الداخلية بشكل كبير مقارنة بباقي الصفحات، حيث تختلف الصفحة الداخلية عن الصفحات الأولى بوجود الموضوعات الطويلة، حيث أن الصفحة الأولى هي صفحة إخبارية، وتقتصر مادتها على الأخبار فقط، أما الصفحات الداخلية فيمكن المزاوجة فيها ما بين الخبر والموضوع، ومن ثم يكون هناك قدر كبير من التحليل والتفسير المعمق لتناول موضوع الدراسة، في حين لم توظف الصحيفة الصفحة الأخيرة بشكل كبير على الرغم من فعاليتها في معالجة هذه المواضيع.

جدول رقم : (02) يوضح فئة نوع المواضيع لصحيفة العرب اللندنية

النسبة

التكرار

نوع الموضوع

93,61 %

44

مواضيع سياسية

 %04,25

02

مواضيع اقتصادية

 %02,12

01

مواضيع اجتماعية

100 %

47

المجموع

من خلال نتائج الجدول أعلاه، نلاحظ أن غالبية المواضيع المنشورة حول صورة تركيا في صحيفة العرب اللندنية، هي مواضيع سياسية بنسبة 93,61 %، تلتها المواضيع الاقتصادية بنسبة 04,25 %، ثم المواضيع الاجتماعية بنسبة 02,12 %.

وردت المواضيع السياسية في غالبية المواضيع المنشورة حول تركيا، باعتبار أن السياسية تؤثر وترتبط بجميع المجالات الحيوية، كالجانب الاقتصادي والاجتماعي والأمني وغيرها، وقد أثبتت الوقائع والأحداث أن أي حديث سياسي مهم في تركيا، تنعكس آثاره وتداعياته على البورصة التركية، أو الرأي العام التركي ...إلخ.

جدول رقم : (03) يوضح فئة استخدام الصورة لصحيفة العرب اللندنية

النسبة

التكرار

استخدام الصورة

63.04 %

30

الموضوع مرفق بصورة

36.95 %

17

الموضوع من دون صورة

100 %

47

المجموع

من خلال نتائج الجدول أعلاه، نلاحظ أن غالبية المواضيع المنشورة حول صورة تركيا في صحيفة العرب اللندنية، جاءت مرفقة بصورة بنسبة 63.04 %، تلتها المواضيع التي وردت من دون صورة بنسبة 36.95 %.

وردت غالبية مواضيع الدراسة مرفقة بصورة بغية التعبير والنقل وكذا التأثير، وهذا من شأنه أن يعطي قيمة كبيرة للموضوع، ويبين للقارئ الى حد كبير أفكار واتجاهات المواضيع محل الدراسة.

جدول رقم : (04) يوضح فئة مصدر المضامين الإعلامية لصحيفة العرب اللندنية

النسبة

التكرار

مصدر المضامين الإعلامية

 %17,02

08

الصحفي

 %02,12

01

المراسل

 %80,85

38

توقيع الصحيفة

 %100

47

المجموع

من خلال نتائج الجدول أعلاه، نلاحظ أن غالبية مصادر المضامين الصحفية حول صورة تركيا في صحيفة العرب اللندنية، جاءت بتوقيع الصحيفة بنسبة 80,85 %، ثم المصدر الصحفي بنسبة 17,02 %، وحل في الأخير مصدر المراسل الصحفي بأدنى نسبة 02,12 %.

حلت غالبية المصادر الصحفية لموضوع الدراسة بتوقيع من الصحيفة، وهذا إنما يدل على حجم الاهتمام الذي توليه الصحيفة للشأن التركي، بحيث تمر المادة الإعلامية المتعلق بموضوع الدراسة على أعلى هرم في إدارة الصحيفة وهو رئاسة هيئة التحرير، ويدل أيضا على جدية التعاطي مع صورة تركيا.

2.2. فئات المضمون (كيف قيل ؟)

جدول رقم : (05) يوضح فئة الفاعل في صحيفة العرب اللندنية

النسبة

التكرار

الفاعل

59 %,93

172

الرئيس التركي طيب رجب أردوغان

 %30,66

88

الإخوان المسلمين

 %05,57

16

حزب العدالة والتنمية

 %02,09

06

الجيش التركي

 %01,74

05

الدولة العثمانية

100 %

287

المجموع

من خلال نتائج الجدول أعلاه، نلاحظ أن الفاعل الرئيسي في المواد المنشورة حول صورة تركيا في صحيفة العرب اللندنية هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنسبة 59,93 %، وجاء الفاعل الثاني الإخوان المسلمين بنسبة 30,66 %، وحل الفاعل الثالث حزب العدالة والتنمية بنسبة 05,57 %، ثم الفاعل الرابع الجيش التركي بنسبة 02,09 %، وجاء الفاعل الخامس الدولة العثمانية بنسبة 01,74 %.

برز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كأبرز الفاعلين في المضمون الإعلامي لموضوع الدراسة، وهذا مرده إلى أن مكانته وموقعه السياسي جعله يمثل بشكل كبير صورة تركيا، وبالتالي هو المسؤول عن بناء صورة تركيا سواء سلبا أو إيجابا باعتباره يسيطر بصفة مطلقة على مفاصل الحكم في تركيا، وهو الذي جاء من خلفية سياسية إخوانية تحت مظلة حزب العدالة والتنمية والذي يشغل منصب رئاسة الحزب صاحب الأغلبية البرلمانية في البرلمان التركي الذي يعتبر العلبة التي من خلالها يتم تنفيذ البرامج والخط والسياسات سواء في الداخل التركي أو خارجه.

جدول رقم (06) يوضح فئة أهم المواضيع في صحيفة العرب اللندنية

النسبة

التكرار

المواضيع

31 %,91

15

التدخل التركي في العالم العربي

 %29,78

14

العلاقات الأوربية التركية

 %17,02

08

الأزمات الداخلية التركية

 %10.63

05

العلاقات التركية الأمريكية

 %10.63

05

العلاقات التركية السعودية

100 %

47

المجموع

حلت المواضيع الخاصة بالتدخل التركي في العالم العربي في الترتيب الأول بنسبة 31,91 %، وحلت المواضيع الخاصة بالعلاقات الأوربية التركية في الترتيب الثاني بنسبة 29,78 %، ووردت المواضيع الخاصة بالعلاقات التركية الأمريكية والسعودية، بنفس النسبة 10.63 %.

بينت نتائج الدراسة أن تركيا تتدخل بصورة سافرة في الشأن العربي لتنفيذ أجندتها بإعادة إحياء حلم التوسع العثماني على يد الرئيس التركي، والذي تشهد بلاده تدهورا كبير في العلاقات مع دول الاتحاد الأوربي نتيجة تدخلاتها خارج الشرعية الأممية ومجلس الأمن، والاستفزازات التي تتعرض لها اليونان من طرف تركيا، هذا بالإضافة الى ان تركيا تشهد تصدعا كبيرا في العلاقات الأمريكية والسعودية، فمن نظرية صفر مشاكل في علاقاتها السياسية مع الدول، إلى سقوط هذه النظرية في الوقت الحالي خاصة أن تركيا تشهد تدهور كبير في علاقتها السياسية مع جل القوى الدولية والإقليمية، نتيجة سياساتها الخارجية الفجة في العالم العربي والدولي.

جدول رقم : (07) يوضح فئة الأهداف لصحيفة العرب اللندنية

النسبة

التكرار

الأهداف

 %28,65

51

الأزمات السياسية والاقتصادية الداخلية التي تعرفها تركيا

 %21,91

39

السياسات العدائية لتركيا في العالم العريي

 %19,10

34

تركيا مصدر التوتر في علاقتها الدبلوماسية مع دول الاتحاد الأوروبي

 %08,98

16

تراجع مكانة تركيا بسبب سياسات أردوغان الدكتاتورية

 %07,86

14

تركيا قائدة وداعمة التنظيم الدولي للإخوان المسليمن

 %07,30

13

التدخل التركي السافر لصالح أذربيجان ضد أرمينا

 %06,17

11

العلاقات التركية الأمريكية المتشنجة

100 %

178

المجموع

جاءت الأهداف الخاصة بالأزمات السياسية والاقتصادية التي تعرفها تركيا في الترتيب الأول بنسبة 28,65 %، تلتها الأهداف الخاصة بالتدخلات والسياسات العدائية لتركيا في العالم العربي بنسبة 21,91 %، ثم الأهداف الخاصة تركيا مصدر التوتر في علاقتها الدبلوماسية مع دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 19,10 %، وحلت الأهداف الخاصة بالعلاقات التركية الأمريكية المتشنجة في الترتيب الأخير بنسبة 06,17 %.

تهدف الصحيفة من خلال المضامين محل الدراسة إلى إبراز أن تركيا تشهد أزمات سياسية واقتصادية لم تعرفها من قبل بسبب القبضة الحديدية وطبيعة نظام الحكم الذي استفرد به الرئيس التركي، وإقصاء الرأي الآخر، مما شكل حالة من الاستقطاب السياسي وكسر لوحدة المجتمع، وسبب سياسات حزب العدالة والتنمية، أصبحت تركيا مصدر للتوتر في علاقاتها العربية والأوروبية، بسبب تدخلاتها في شؤون العالم العربي أوفي اليونان، أو في الحرب الدائمة بين أرمينيا وأذربيجان، من خلفية توسعية أيديولوجية (مظلة جماعة الإخوان المسلمين).

جدول رقم : (08) يوضح فئة الاتجاه في صحيفة العرب اللندنية

النسبة

التكرار

الاتجاه

 %00,00

00

إيجابي

 %87,23

41

سلبي

 %12,76

06

محايد

 %100

47

المجموع

من خلال نتائج الجدول أعلاه، نلاحظ أن الاتجاه الغالب حول صورة تركيا في صحيفة العرب اللندنية هو الاتجاه السلبي بنسبة 87,23 %، وحل الاتجاه المحايد بنسبة 12,76 %، في حين جاء الاتجاه الايجابي لصورة تركيا من دون تمثيل نسبي.

بينت نتائج الدراسة أن الاتجاه السلبي هو السمة البارزة والغالبة في المواضيع محل الدراسة، نتيجة عدة أساب أهمها : طبيعة النظام السياسي الدكتاتوري القائم على مبدأ احتكار السلطة وإقصاء أي طرف معارض، التدخلات العسكرية والسياسية في العالم العربي، والتي من شأنها تأزيم الوضع في العديد من الأقطار العربية نتيجة هذه التدخلات والتي تأتي من خلفية إخوانية بحتة، نتيجة الدعم الذي توفره لجماعات الإخوان المسلمين في العديد من الدول العربية، بالإضافة الى إبراز تركيا كمصدر للتوترات في علاقتها مع العديد من دول العالم.

3. تحليل مضمون صحيفة العربي الجديد اللندنية

1.3. فئات الشكل (كيف قيل ؟)

جدول رقم : (09) يوضح فئة موقع المادة الصحفية في جريدة العربي الجديد اللندنية

النسبة

التكرار

موقع المادة الصحفية

 %53,84

21

الصفحة الداخلية

 %28,20

11

الصفحة متخصصة

 %10,25

04

الصفحة الأولى

 %07,69

03

الصفحة الأخيرة

 %100

39

المجموع

نلاحظ من خلال نتائج الجدول أعلاه، أن غالبية المواد الإعلامية الخاصة المنشورة حول صورة تركيا، جاءت في الصفحات الداخلية بنسبة 53,84 %، وحل في الترتيب الثاني النشر في الصفحات المتخصصة بنسبة 28,20 %، ثم النشر في الصفحة الأولى بنسبة 10,25 %، وحل النشر في الصفحات الأخيرة بأدنى نسبة 07,69 %.

تنوعت الصفحات التي وردت فيها مضامين صورة تركيا، ما بين صفحات داخلية ومتخصصة وأخيرة وصفحة أولى، غير أنها اعتمدت بشكل كبير على الصفحة الداخلية بشكل كبير مقارنة بباقي الصفحات، حيث تختلف الصفحة الداخلية عن الصفحات الأولى بوجود الموضوعات الطويلة، حيث أن الصفحة الأولى هي صفحة إخبارية، وتقتصر مادتها على الأخبار فقط، أما الصفحات الداخلية فيمكن المزاوجة فيها ما بين الخبر والموضوع، ومن ثم يكون هناك قدر كبير من التحليل والتفسير المعمق لتناول موضوع الدراسة.

جدول رقم : (10) يوضح فئة نوع المواضيع في صحيفة العربي الجديد اللندنية

النسبة

التكرار

نوع الموضوع

56,41 %

22

مواضيع سياسية

20,51 %

08

مواضيع اقتصادية

12,82 %

05

مواضيع اجتماعية

07,69 %

03

مواضيع تاريخية سياحية

02,56 %

01

مواضيع ثقافية

 %100

39

المجموع

نلاحظ من خلال نتائج الجدول أعلاه الخاص بنوع المواضيع المنشورة حول صورة تركيا في صحيفة العربي الجديد اللندنية، أن المواضيع السياسية حلت في الترتيب الأول بنسبة 56,41 %، ثم المواضيع الاقتصادية بنسبة 20,51 %، وحلت المواضيع الاجتماعية في الترتيب الثالث بنسبة 12,82 %، ثم المواضيع التاريخية السياحية بنسبة 07,69 %، وحلت المواضيع الثقافية بأدنى نسبة 02,56 %.

عرفت المواضع السياسية في صحيفة العربي الجديد اهتماما كبيرا مقارنة ببقية المواضيع الأخرى، كون الأحداث السياسية في تركيا تؤثر بصفة مباشرة على باقي مجالات الحياة الأخرى الاقتصادية والاجتماعية، وعرفت أيضا المواضيع التاريخية السياحية حضورا في المضمون الإعلامي محل الدراسة، باعتبارها جسرا ومنبرا إعلاميا للتعريف بالأماكن السياحية المهمة في تركيا والجديرة بالزيارة.

جدول رقم : (11) يوضح فئة استخدام الصورة في جريدة العربي الجديد اللندنية

النسبة

التكرار

استخدام الصورة

 %66,66

26

الموضوع مرفق بصورة

 %33,33

13

الموضوع من دون صورة

 %100

39

المجموع

حلت المواضيع المنشورة المرفقة بصورة في الترتيب الأول بنسبة 66,66 %، وحلت المواضيع المنشورة من دون صورة بنسبة 33,33 %.

وردت غالبية مواضيع الدراسة مرفقة بصورة بغية التعبير والنقل وكذا التأثير، وهذا من شأنه أن يعطي قيمة كبيرة للموضوع، ويبين للقارئ الى حد كبير أفكار واتجاهات المواضيع محل الدراسة، وجاءت غالبية هذه الصور للرئيس التركي طيب رجب أردوغان، وهذا ما يجعل للصور تأخذ أبعادا دلالية مختلفة ذات قيمة ومغزى.

جدول رقم : (12) يوضح فئة مصدر المضامين الإعلامية لصحيفة العربي الجديد اللندنية

النسبة

التكرار

المصدر

 %33,33

13

المراسل

 %25,64

10

وكالات الأنباء

 %23,07

09

الصحفي

 %10,25

04

توقيع الصحيفة

 %07,69

03

بدون توقيع

 %100

39

المجموع

نلاحظ من خلال نتائج الجدول أعلاه، ان صورة تركيا في صحيفة العربي الجديد اللندنية، جاءت من عدة مصادر إعلامية، حيث جاء مصدر المراسل في الترتيب الأول بنسبة 33,33 %، ثم حل مصدر وكالات الأنباء بنسبة 25,64 %، وجاء في الترتيب الثالث مصر الصحفي بنسبة 23,07 %، تلاه مصدر توقيع الصحيفة بنسبة 10,25 %، وحل مصدر بدون توقيع بأدنى نسبة 07,69 %.

تنوعت المصادر الإعلامية للموضوع محل الدراسة بين المراسل ووكالات الأنباء والصحفي وتوقيع الصحيفة، وهذا من أجل تقديم صورة شاملة وكافية للموضوع تتوفر جميع الأفكار والرؤى حول صورة تركيا.

2.3. فئات المضمون (ماذا قيل ؟)

جدول رقم : (13) يوضح فئة الفاعل في جريدة العربي الجديد اللندنية

النسبة

التكرار

الفاعل

 %62,79

27

الرئيس التركي طيب رجب أردوغان

 %16,27

07

حزب العدالة والتنمية

 %13,95

06

المصرف المركزي

 %06,97

03

وزارة الخارجية التركية

100 %

43

المجموع

من خلال نتائج الجدول أعلاه، نلاحظ أن الفاعل الرئيسي في المواضيع المنشورة حول صورة تركيا في صحيفة العربي الجديد اللندنية، هو الرئيس التركي طيب رجب أردوغان بنسبة 62,79 %، تلاه حزب العدالة والتنمية بنسبة 16,27 %، ثم البنك المركزي بنسبة 13,95 %، وفي آخر الترتيب وزارة الخارجية بنسبة 06,97 %.

جاء الرئيس التركي طيب رجب أردوغان كأبرز الفاعلين في المضامين الإعلامية محل الدراسة، باعتباره أحد أهم العوامل في بناء صورة تركيا الحديثة وتطورها وازدهارها، وحل حزب العدالة والتنمية في المرتبة الثانية باعتباره هو الجسر الذي مرت منه تركيا من أتون التخلف والضعف إلى مسيرة التطور والازدهار، كون الحزب مزال يحكم تركيا منذ نشأته سنة 2003 حتى وقتنا الحالي، ولم تكن الفواعل السياسية في الموضوع محل الدراسة هي الأكثر حضورا فقط، فقد حل المصرف المركزي في المرتبة الثالثة باعتباره الوصي على السياسيات النقدية في تركيا وعامل مهم في تطور الاقتصاد التركي، ووردت وزارة الخارجية في شخص ممثلها جاويش أوغلو كأهم الفواعل في الموضوع محل الدراسة، كون الدور الكبير الذي يقوم على الصعيد الخارجي، خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تعج بالأزمات، وكون تركيا فاعلا رئيسيا فيها، بالإضافة الى الدور الدبلوماسي التركي في علاقتها مع الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.

جدول رقم : (14) يوضح فئة المواضيع في صحيفة العربي الجديد اللندنية

النسبة

التكرار

المواضيع

 %23,07

08

الوضع الاقتصادي في تركيا

 %17,94

07

العلاقات التركية العربية

 %15,38

06

الدور التركي في أذربيجان

 %15,38

06

العلاقات الدبلوماسية التركية الأوروبية

 %12,82

05

الوضع الاجتماعي والصحي والثقافي في تركيا

 %10,25

04

العلاقات التركية الأمريكية

 %07,69

03

السياحة في تركيا

 %100

39

المجموع

نلاحظ من خلال نتائج الجدول أعلاه، أن المواضيع التي تتعلق بالوضع الاقتصادي في تركيا حلت في الترتيب الأول بنسبة 23,07 %، تلتها المواضيع التي تتعلق بالعلاقات التركية العربية بنسبة 17,94 %، ثم المواضيع المتعلقة بالدور التركي في أذربيجان بنسبة والعلاقات الدبلوماسية التركية الأوروبية بنفس النسبة %15,38، تلتها المواضيع الخاصة بالوضع الاجتماعي والصحي والثقافي في تركيا بنسبة %12,82، ثم المواضيع الخاصة بالعلاقات الدبلوماسية التركية الأمريكية بنسبة 10,25 %، وحلت المواضيع الخاصة بالجانب السياحي في تركيا في الترتيب الأخير بنسبة 07,69 %.

تنوعت المواضيع في المضامين الإعلامية محل الدراسة، لكن في مجملها حملت صورة الدور الايجابي التركي على جميع هذه الأصعدة سواء ما تعلق بتحسن الوضع الاقتصادي نتيجة القرارات الهامة من أعلى مستوى لصنع القرار في تركيا وتأثير ذلك على الوضع الاجتماعي وحياة العامة للمجتمع التركي، الذي عانى من تبعات تدهور الاقتصاد التركي في وقت مضى، أو فيما تعلق بالدور التركي الايجابي في ترجيح كفة أذربيجان في حربها ضد أرمينيا، أو فيما تعلق أيضا بتحسن الوضع الصحي والجهود المضنية المبذولة في مواجهة السلطات التركية لفيروس كورونا.

جدول رقم : (15) يوضح فئة الأهداف في صحيفة العربي الجديد اللندنية

النسبة

التكرار

الأهداف

24 %,39

20

تحسن وضعية الاقتصاد التركي

 %14,63

12

الدور التركي الايجابي في أذربيجان

 %10,97

09

حسن التدابير الوقائية لمواجهة فيروس كرونا في تركيا

 %09,75

08

التفوق التركي في مجال الصناعات العسكرية

 %09,75

08

المصالح المشتركة بين تركيا وأمريكا

 %09,75

08

تركيا بوابة العمل الإنساني مع اللاجئين السوريين

 %08.53

07

تركيا والعلاقات الدبلوماسية العربية الوثيقة

 %07.31

06

القلق الأوربي (الفرنسي) من تنامي قوة تركيا

 %04,87

04

إبراز تركيا كوجهة سياحية ثقافية

100

82

المجموع

نلاحظ من خلال نتائج الجدول أعلاه، أن الأهداف الخاصة بتحسن وضعية الاقتصاد التركي حلت في الترتيب الأول بنسبة ,3924 %، تلتها الأهداف الخاصة بالدور التركي الايجابي لصالح أذربيجان ضد أرمينيا بنسبة 14,63 %، ثم الأهداف المتعلقة بحسن التدابير الوقائية لمواجهة فيروس كرونا في تركيا بنسبة 10,97 %، لتحل بعدها الأهداف المتعلقة بإبراز التفوق التركي في مجال الصناعات العسكرية، والمصالح المشتركة بين تركيا وأمريكا، وإبراز الدور التركي الإنساني مع اللاجئين السوريين بنفس النسبة 09,75 %، أما عن الأهداف الخاصة بالقلق الأوروبي (الفرنسي) من تنامي قوة تركيا، فقد جاءت بنسبة 07.31 %، وجاءت الأهداف التي تتعلق بإبراز تركيا كوجهة سياحية، في أدنى الترتيب بنسبة 04,87 %.

تعددت الأهداف الواردة في صحيفة العربي الجديد اللندنية اتجاه المضامين الإعلامية محل الدراسة، وحملت معها أيضا ابرزا الدور الايجابي لتركيا سواء فيما تعلق بتحسن الاقتصاد التركي نتيجة القيادة السياسية الرشيدة للحزب الحاكم، وكذا إبراز الدور التركي الايجابي في أذربيجان نتيجة الدعم العسكري لتركيا والذي قدمته لأذربيجان ضد أرمينيا، بالإضافة الى ابرزا التفوق التكنولوجي التركي خاصة فيما تعلق بالصناعات العسكرية التركية المتطور، وان هذه الأخير أصبحت قطبا علميا بامتياز، تسعى العديد من الدول للحصول على هذه التكنولوجيا العسكرية، ومن الأهداف الى وردت في الموضوع محل الدراسة هي أن تركيا تعد بوابة اللاجئين السوريين، والدور الإنساني الذي تقوم به اتجاهاهم، بالإضافة الى أن تركيا تربطها بالدول العربية علاقة وثيقة، وأن هذه الأخيرة تشكل قطبا سياحيا بامتياز.

جدول رقم : (16) يوضح فئة الاتجاه لصحيفة العربي الجديد اللندنية

النسبة

التكرار

الاتجاه

 %66,66

26

إيجابي

 %05,12

02

سلبي

 %28,20

11

محايد

 %100

39

المجموع

نلاحظ من خلال نتائج الجدول أعلاه، أن الاتجاه الغالب والسائد في المضامين الإعلامية حول صورة تركيا في صحيفة العربي الجديد، هو الاتجاه الايجابي بنسبة 66,66 %، وحل الاتجاه المحايد بنسبة 28,20 %، أما الاتجاه السلبي فجاء بنسبة 05,12 %.

حملت المضامين الإعلامية محل الدراسة الاتجاه الايجابي نحو صورة تركيا، سواء في المجال السياسي، الاجتماعي، الاقتصادي والسياحي، كما جاءت العديد من المضامين الإعلامية الأخرى بصورة محايدة، وعليه فإن مبدأ الحيادية مطلوب في المعالجة الإعلامية لأي موضوع أيا كان نوعه.

4. نتائج الدراسة ومناقشتها

1.4. نتائج الدراسة

توصلت الدراسة الى مجموعة من النتائج نذكرها فيما يلي :

1.1.4. بالنسبة لصحيفة العرب اللندنية

  • تناولت صحيفة العرب اللندنية موضوع صورة تركيا في جميع الأعداد محل الدراسة، بصفة يومية، فكل عدد يومي نجد فيه موضوع أو أكثر يتعلق بصورة بتركيا.

  • وظفت صحيفة العرب في معالجتها للمواضيع المتعلقة بصورة بتركيا الصفحات الداخلية بالدرجة الأولى ثم الصفحة الأولى رغم أهميتها في حين تتميز الصفحات الداخلية بكثير من التحليل والتفسير، وإبراز الشواهد والبراهين، في حين غابت المواضيع المتعلقة بتركيا في الصفحات الأخيرة.

  • وردت غالبية المواضيع التي تناولتها صحيفة العرب اللندنية، في قالب سياسي خالص، وهذا نتيجة تأثير الاتجاه السياسي على جميع القطاعات الأخرى كالجانب الاقتصادي والاجتماعي، والثقافي وغيرها.

  • اعتمدت الصحيفة على الصورة في غالبية المواضيع التي تتحدث عن تركيا، وهذا لقيمة الصورة وتأثيرها على الملتقي، وما تحمله من معاني ثابتة ومتحولة، وحلت صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الترتيب الأول من مجمل الصور المنشورة المرافقة للمواضيع المتعلقة بصورة تركيا.

  • أظهرت نتائج الدراسة، أن غالبية مصدر المضامين الإعلامية حول صورة تركيا، جاءت من توقيع الصحيفة، ثم الصحفي، ثم المراسل الصحفي.

  • جاء الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، والإخوان المسلمين، كأبرز الفاعلين الأساسيين والرئيسين في المواضيع المنشورة حول تركيا في صحيفة العرب اللندنية.

  • تعددت المواضيع التي تناولتها الصحيفة حول تركيا، أبرزها هو التدخل التركي في العالم العربي، وواقع العلاقات الأوروبية التركية، والأزمات الداخلية المختلفة التي تعاني منها تركيا.

  • بينت الدراسة أن الأهداف التي أرادت الصحيفة إيصالها للملتقي من خلال المواضيع المنشورة حول تركيا، هي : إبراز الأزمات السياسية والاقتصادية الداخلية التي تعرفها تركيا، بالإضافة الى السياسات العدوانية لتركيا في العالم العربي، وإبراز تركيا كمصدر للتوتر في علاقتها الدبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي.

  • أظهرت الدراسة ان الاتجاه السائد في صحيفة العرب اللندنية حول صورة تركيا، هو الاتجاه السلبي، نتيجة لسياسات تركيا مع محيطها الأوروبي، أو في علاقاتها المتوترة مع الدول العربية.

2.1.4. بالنسبة لصحيفة العربي الجديد اللندنية

  • تناولت صحيفة العربي الجديد اللندنية، موضوع تركيا في جميع الأعداد محل الدراسة، من تاريخ 16/11/2020 إلى 01/12/2020.

  • تنوع موقع المادة الصحيفة الخاصة بتركيا، من صفحات داخلية، وصفحات متخصصة، والصفحات الأولى، إلى الصفحات الأخيرة، لكن الغالبية كانت للصفحات الداخلية.

  • تنوعت المواضيع التي عالجت موضوع تركيا، فكانت سياسية، واقتصادية، واجتماعية وتاريخية سياحية ومواضيع ثقافية.

  • اعتمدت الصحيفة في غالبية المواضيع الصحيفة حول تركيا على الصورة، وكان صورة الرئيس التركي طيب رجب أردوغان هي الصورة المتداولة بشكل كبير مقارنة بصور أخرى.

  • أظهرت نتائج الدراسة أن المضامين الإعلامية حول صورة تركيا في صحيفة العربي الجديد اللندنية مصدرها الأول هو المراسل الصحفي في تركيا، ثم وكالات الأنباء، ثم الصحفي.

  • جاء الرئيس التركي طيب رجب أردوغان كأبرز الفاعلين في المواضيع الإعلامية المتعلقة بتركيا بالإضافة الى حزب العدالة والتنمية، والمصرف المركزي.

  • تنوعت المواضيع الصحيفة التي تعالج موضوع تركيا في صحيفة العربي الجديد اللندنية، وأبرزها المواضيع الخاصة بالوضع الاقتصادي، والعلاقات التركية العربية، والدور التركي في أذربيجان، بالإضافة الى المواضيع الخاصة بالعلاقات الدبلوماسية التركية الأوروبية.

  • اعتمدت صحيفة العربي الجديد اللندنية، على مجموعة من الأهداف، والتي من خلالها أردأت الصحيفة إيصالها للملتقي، وكان أهمها : تحسن الوضع الاقتصادي التركي، وإبراز الدور التركي الايجابي في أذربيجان، بالإضافة الى الأهداف الخاصة بحسن تدبير تركيا في مواجهة فيروس كورونا، وإبراز أيضا الأهداف الخاصة التفوق التركي في مجال الصناعات العسكرية، ومحاولة التأكيد على المصالح المشتركة بين أمريكا وتركيا، بالإضافة الى الأهداف الخاصة بالدور التركي الإنساني في التعامل مع اللاجئين السوريين.

  • أظهرت نتائج الدراسة أن الاتجاه السائد في صحيفة العربي الجديد اللندنية، حول المضامين المتعلقة بصورة تركيا، هو الاتجاه الايجابي لغالبية المواضيع المنشورة، سواء بالتدخل الايجابي لتركيا في أذربيجان في حربها مع أرمينيا، أو إبراز التفوق التركي في مجال الصناعات العسكرية...إلخ.

2.4. مناقشة نتائج الدراسة

  • أثبتت نتائج الدراسة أن صورة تركيا الإعلامية تشغل حيزا هاما في المضمون الإعلامي في كل من صحيفة العرب والعربي الجديد، بغض النظر عن الاتجاه نحو هذه الصورة، حيث تبين من خلال فترة الدراسة الممتدة من 16/11/2020 إلى 01/12/2020، أنه لم يخلو أي عدد يومي بالنسبة لكلا الصحيفتين من مضمون إعلامي له علاقة بصورة تركيا، غير أن نسبة الاهتمام الأكبر بالقضايا الخاصة بتركيا كانت لصحيفة العرب، بمعدل 2,93 % موضوع يوميا، مقارنة بصحيفة العربي الجديد بنسبة 2,43 %، وتجدر الإشارة ان الاهتمام بنشر المضامين الإعلامية حول تركيا، ليس بالضرورة يكون في الاتجاه الايجابي.

  • اتفقت كلا الصحيفتين في موقع المضمون الإعلامي حول صورة تركيا، حيث كانت النسبة الكبيرة لهذا المضمون في الصفحات الداخلية، غير أن صحيفة العرب، أتاحت حيزا هاما للمضمون الإعلامي لصورة تركيا في الصفحة الأولى، حيث خصصت 12 مضمون إعلامي، مقارنة بصحيفة العربي الجديد والتي خصصت 04 مواضيع فقط في الصفحة الأولى، وهنا يتجلى لنا بوضوح حجم التبيان في حجم تغطية ومعالجة صورة تركيا في كلا الصحيفتين، وهذا ما أكدته عديد الدراسات الإعلامية، على أن الصفحة الأولى هي أول جزء يقرأه الفرد من الجريدة، خاصة وأن غالبية المواضيع في صحيفة العرب التي نشرت في الصفحة الأولى جاءت سياسية ذات اتجاه سلبي ومعارض للدور التركي في ليبيا، واليمن، بالإضافة الى التركيز على الأزمات الداخلية السياسية والاقتصادية التي تعرفها تركيا.

  • أظهرت نتائج الدراسة أن غالبية المضامين الإعلامية حول صورة تركيا في صحيفة العرب، ذات طابع سياسي، وحسب الصحيفة دائما فإن القطاع السياسي يؤثر في جميع القطاعات الحيوية الأخرى، كالقطاع الاقتصادي والاجتماعي والصحي وغيرها، في حين تنوعت المواضيع المنشورة في صحيفة العربي الجديد حول تركيا، بين السياسي والاقتصادي، والاجتماعي، الثقافي، والسياحي، وهذا إنما يدل ان صورة تركيا في صحيفة العربي الجديد ليست سياسية فقط، بل عملت على ابرزا الجانب السياحي لتركيا، بالتطرق الى العديد من المناطق الأثرية التركية ذات الطابع التاريخي، كالمساجد والكنائس القديمة، وصور القسطنطينية، فتركيا اليوم تعبتر وجهة سياحية عالمية، وهذه النوعية من المواضيع لم تخصص لها صحيفة العرب أي مساحة، فقد ركزت على الجانب السياسي فقط، خاصة أن الاتجاه الغالب في الصحيفة دائما هو الاتجاه السلبي.

  • رغم الاختلاف الفكري والسياسي للصحيفتين، إلا أنهما أرفقتا المضامين الخاصة بتركيا، بصور تدعم الموضوع المنشور، حيث تعتبر الصورة الصحفية من أهم عوامل الإبراز، للصورة وظائف تحريرية تتمثل في تأكيد صحة الخبر وتقييس بموضوعية حجمه وتفسير أهدافه، كما لها فنية منها الإبراز والترويح وكسر رتابة النصوص المكتوبة، وبسبب شيوع النمط البصري في القراءة، نجد أن القراء يميلون إلى قراءة الصور أكثر من النصوص، وأن غالبية هذه الصور كانت للرئيس التركي طيب رجب أردوغان، غير أن سياق النشر ومضامين المواضيع المرفقة بصور الرئيس التركي، تختلف من صحيفة إلى أخرى، فمثلا بعض المواضيع المنشورة في صحيفة العرب والمتعلقة بالجانب الصحي وفيروس كورونا في تركيا، تجدها مرفقة بصورة أردوغان، رغم أنه لا يوجد علاقة ضمنية بين الموضوع والصورة المرفقة، وحسب الصحيفة دائما، فإن صورة أردوغان مرتبطة ارتباطا وثيقا بصورة تركيا في صحيفة العرب، عكس صحيفة العربي الجديد، التي نجد فيها أن صورة الرئيس التركي ترفق بالموضوع في السياق الطبيعي لنشر موضوع إعلامي يحتاج لصورة للدعم والتفسير.

  • جاءت غالبية المصادر الإعلامية حول صورة تركيا في صحيفة العرب، من توقيع الصحيفة، وهذا إنما يدل على حجم الاهتمام بالمواضيع المتعلقة بتركيا، وعليه فإن غالبية ما يتم نشره في الصحيفة من مضامين إعلامية حول تركيا، يتم انتقاؤه بدقة متناهية، ويكون من أعلى المستويات في الصحيفة، على عكس صحيفة العربي الجديد، والتي تنوعت مصادر المضامين المتعلقة بصورة تركيا، سواء من مراسل الصحيفة في تركيا الذي هو أدرى بشؤون البلد، أو وكالات الأنباء، أو الصحفي، وهذا إنما يدل أن صورة تركيا بالنسبة للصحيفة ليست بنفس حجم الاهتمام لصحيفة العرب.

  • أظهرت نتائج الدراسة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعتبر من أبرز الفاعلين الأساسيين في المضامين الإعلامية حول تركيا في صحيفة العرب، فهو الحاكم الأوحد الذي يمسك بزمام الأمور في تركيا، وهو الشخص الوحيد المسؤول عن الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعرفها تركيا، وكونه أيضا هو سب التوتر العلاقات الدبلوماسية بين تركيا جيرانها الأوربيين، أما عن الفاعل الثاني وهو الإخوان المسلمين، والذي تصفه الصحيفة في الكثير من المرات بالتنظيم الإرهابي، وأن تركيا تدعم هذا التنظيم سواء في اليمن عن طريق حزب الإصلاح، أو في مصر، أو في تونس عن طريق حزب النهضة أو في ليبيا عن طريق حكومة فايز السراج، بالإضافة الى الفاعل الرئيسي الآخر، وهو حزب العدالة والتنمية، وهو حسب توصيف الصحيفة هو حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأن هذا الحزب يسيطر على السلطة بيد من حديد، وهو سبب ما يجري من تدهور للسياسية الداخلية في تركيا، نتيجة احتكاره الحكم وحده، وحاولت الصحيفة إبراز فاعل تاريخي آخر وهو الدولة العثمانية، رغم أن هذا الفاعل ليس له وجود مادي اليوم، فالصحيفة ترى في الدور التركي اليوم سواء في البحر الأبيض المتوسط أو في القوقاز، هو استعادة لأمجاد الدولة العثمانية، أما بالنسبة لصحيفة العربي الجديد هي الأخرى جاء فيها الرئيس التركي باعتباره الفاعل الأبرز في المضامين الإعلامية المنشورة في صفحاتها، غير أن سياق النشر يختلف عن صحيفة العرب، فالفاعل الرئيسي في صحيفة العربي الجديد يمثل رئيس دولة عظمى له واجبات، ومسؤول عن السياسات الكبرى سواء في السياسة الخارجية أو في السياسة الاقتصادية، والفاعل الأبرز الأخر في صحيفة العربي الجديد هو المصرف المركزي، خاصة وأن الصحيفة خصصت مساحة هامة للمواضيع الاقتصادية، وباعتبار ان المصرف المركزي له تأثير كبير في على الاقتصاد التركي.

  • توصلت الدراسة أن المواضيع الرئيسية التي تناولتها صحيفة العرب، كانت حول التدخل التركي خاصة في ليبيا ودعمها لحكومة السراج الإخوانية، والتدخل في كل من تونس ودعمها لحركة النهضة الإخوانية، والتدخل في اليمن ودعمها لحزب الإصلاح الاخواني، والتدخل في العراق وسوريا ومصر، بالإضافة الى المواضيع الخاصة بعلاقات تركيا المتوترة مع جيرانها الأوربيين، خاصة فيما تعلق بأزمة قبرص، أو بأزمتها مع اليونان والتنقيب عن الغاز في البحر الأبيض المتوسط، وعلى النقيض تماما جاءت أهم المواضيع التي تناولتها صحيفة العربي الجديد حول صورة تركيا، حول الوضع الاقتصادي التركي، والعلاقات التركية العربية خاصة مع ليبيا وتونس، بالإضافة الى المواضيع الخاصة بالدور التركي في أذربيجان وحربها مع أرمينيا، وعليه نجد أنه هناك اختلافا جليا بين الصحيفتين في المواضيع الأكثر تداولا حول صورة تركيا.

  • أظهرت نتائج الدراسة أن أولوية الأهداف الخاصة بصحيفة العربي الجديد والتي تسعى لإيصالها الى القارئ ومحاولة التأثير عليه ورسم صورة ايجابية حول تركيا في ذهنه، تمحورت على حول تحسن الوضع الاقتصادي في تركيا رغم الهبوط المستمر لسعر صرف الليرة، والتركز على الدور التركي الايجابي في معركة ناغورني كراباخ، وأنه لولا الدعم التركي لما استطاعت أذربيجان النصر في معركتها ضد أرمينيا، خاصة وأن المسيرات التركية بيرقدار حسمت المعركة لصالح أذربيجان، وعليه حاولت الصحيفة إبراز التفوق التركي في مجال التفوق الصناعي العسكري، وتأثيره الكبير سواء في سوريا، أذربيجان، ليبيا، بالإضافة الى أهداف أخرى تمحورت حول حسن التدابير الوقائية التي اتخذتها تركيا لمواجهة فيروس كورونا، والقلق الأوربي خاصة الفرنسي منه حول قوة تركيا وتنامي دورها في البحر الأبيض المتوسط، وعليه فإن غالبية الأهداف التي وردت في سياق نشر المضامين الإعلامية في صحيفة العربي الجديد، غالبيتها ايجابية، ترسم صورة نمطية مؤيدة لصورة تركيا لدى القارئ، وهذا عكس الأهداف التي سعت من خلالها صحيفة العرب إيصالها للقارئ، والتي كانت في غالبيتها سلبية، فحاولت الصحيفة إبراز الوضع المتأزم للأوضاع السياسية الداخلية التركية وتصدع حزب العدالة والتنمية، وانشقاق العديد من رموزه وقادته، نتيجة السياسة الأحادية والمطلقة لحكم رئيس الحزب رجب طيب أردوغان، بالإضافة الى محاولة إيصال رسائل تتعلق بتدهور الوضع الاقتصادي التركي، نتيجة عقوبات كل من الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوربي، بسبب تدخل تركيا السافر في ليبيا وتعطيلها لمسار الحل السلمي هناك، ودعم حكومة فايز السراج بالأسلحة والأموال والمؤونة، وتدخلها في اليمن وتعطيلها لمسار الحل السياسي نتيجة دعمها لفريق دون آخر، هذا التدخل يعتبر بمثابة أعباء إضافية على الاقتصاد التركي المتراجع أصلا بفعل جائحة كورونا والعقوبات السابقة الذكر، مع التركز أيضا على سياسات تركيا العدائية محيطها الأوربي، خاصة فيما تعلق بالأزمة القبرصية، وأزمتها مع اليونان، والتدخل في أذربيجان، فتركيا حسب الصحيفة ليست دولة حوار، وإنما دولة عدوانية، لا تعطي احتراما لدول الجوار.

  • كما حاولت الصحيفة أن تظهر أن تركيا هي القائد الفعلي لتنظم الإخوان المسلمين، بعد سقوطه في مصر، وهي من يأوي عددا من قيادات هذا التنظيم المحظور في عديد الدول العربية والأوروبية، ففروع هذا التنظيم في العديد من الدول العربية، وحتى المنظمات التابعة له في أوروبا، تأتمر وتمول من طرف تركيا، حتى أن هذه الأخيرة تحتضن وتمول العديد المؤسسات الإعلامية الناطقة بالعربية ذات التوجه الاخواني، والموجهة الى جمهور العالم العربي، حسب صحيفة العرب اللندنية.

  • أظهرت نتائج الدراسة أن الاتجاه الايجابي هو الغالب والسائد في معالجة صحيفة العربي الجديد اللندنية للقضايا التركية وصورتها، خاصة وأن أغلب المضامين الصحفية كانت ذات طابع إخباري، لذلك كانت التغطية موضوعية إلى حد كبير، وغير منحازة بسبب خلفية سياسية أو فكرية، غير أن التعاطي مع صورة تركيا في المضامين الإعلامية المنشورة في صحيفة العرب، كان في غالبيته يحمل اتجاها سلبيا نحو تركيا وصورتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فكل المضامين الإعلامية الخاصة بصورة تركيا في الصحيفة خلت من الاتجاه الايجابي، فصورة تركيا قاتمة في المضامين الإعلامية المنشورة في الصحيفة، فتركيا حسبها دولة عدائية تتدخل في شؤون الغير، وتمثل عنصر توتر في علاقتها مع جيرانها في الاتحاد الأوربي، أو مع أعضاء الحلف الأطلسي باعتبارها أحد مؤسسيه، بالإضافة الى تدخلها المباشر في ليبيا وأذربيجان وسوريا والعراق واليمن وتونس، فتركيا حسب الصحيفة تعرقل وتعطل مسار السلام في العديد من الدول محل نزاع، وذهب الاتجاه السلبي أيضا نحو الجانب الاقتصادي، فصورت تركيا بأنها تعيش على وقع تدهور رهيب للاقتصاد نتيجة سياسات الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، وإحكام قبضته على السلطة، وتعيين المقربين منه في مفاصل السلطة، بالإضافة الى التصدع الكبير الذي يشهده حزب العدالة والتنمية الحاكم، وتأثير ذلك على الحياة السياسية الداخلية، كما ربطت الصحيفة الاتجاه السلبي لصورة تركيا مع الفاعل القوي فيها وهو الرئيس التركي، فكل عثرات تركيا السياسية والاقتصادية سببها ومصدرها الرئيس التركي.

خاتمة

يعد الإعلام الوجه الآخر للسياسة، ولذلك فإن ارتباط نظريات وأنظمة الإعلام بالمذاهب والأنظمة السياسية، ارتباط وثيق من ناحية التأثير والتأثر، ولا سيما بعد أن تشبعت الدراسات الإعلامية وتطورت الأفكار السياسية الحديثة، وعليه يمكن ربط ذلك بنتائج الدراسة المتوصل إليها، فصورة تركيا في صحيفة كل من العرب والعربي الجديد، كانت مختلفتين الى حد كبير، رغم أن الصورة واحدة، واتجاه كل صحيفة محل الدراسة حول تركيا يختلف بشكل جذري عن الآخر، وهذا يعود الى ملكية هذه الصحف والخليفة السياسية والأيديولوجية لكل صحيفة محل الدراسة، فصحيفة العرب، مصدر تمويلها إماراتي، وهذا يعطي قدرا كبيرا من الإجابة حول الاتجاه السلبي للصحيفة نحو تركيا، فالإمارات ومؤسساتها الإعلامية لا تكن الود لتركيا، ولطالما شوهت العديد من الوقائع والأحداث التي عرفتها تركيا، ومثال على ذلك محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا سنة 2016، ودور الإعلام الممول إماراتيا حينها في تزيف المعلومات ونشر الأخبار الكاذبة، ومحاولة تبرير الانقلاب الفاشل بسبب استبداد الرئيس التركي وسياساته العدائية في العالم العربي، وقد نشرت وقتها قناة  »سكاي نيوز«  التي تديرها الإمارات، خبرا مفاده هروب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ألمانيا وطلبه اللجوء السياسي، ومقتل رئيس الأركان، لكنها اضطُرّت إلى حذفها لاحقاً.

ضف الى ذلك نجد أن الإمارات تصنف تنظيم الإخوان المسلمين، على أنه تنظيم إرهابي، عكس قناعات تركيا في هذا الموضوع، فالمؤسسات الإعلامية الممولة إماراتيا لطالما ربطت تنظيم الإخوان المسلمين بتركيا، وبأنها أكبر مموليه وداعميهم في العالم العربي والعالم، ولطالما تصعد وسائل الإعلام الإماراتية والممولة من حكومة أبو ظبي هجومها ضد تركيا، وطال الأمر تزييف تصريحات شخصيات تركية وأحداث حساسة وفبركة فيديوهات عن طريق ترجمتها بطريقة خاطئة لتوصيل الرسالة التي تريدها الإمارات، ومع كل مرة تصعّد فيها أبو ظبي ضد تركيا، تنحدر بمستوى إعلامها إلى حدّ تتسبب به في أزمة دبلوماسية بين البلدين.

لذلك فإن الاتجاه السلبي للإعلام الممول إماراتيا نحو صورة تركيا ليس وليد اليوم، ولكنه يعود إلى عقود مضت، وهذا ما عزز الدعاية السوداء ضد تركيا، والتي تقوم على بناء صورة ذهنية عن تركيا وترسيخها كدولة وليس كحكومة فحسب بوصفها ذات مطامع خاصة بالهيمنة على الدول العربية واستلاب قرارها، وتصوير أدوارها الإقليمية ومواقفها المبدئية باعتبارها  »احتلالاً"، في المقابل كان الاتجاه الغالب في صحيفة العرب الجديد نحو تركيا، ايجابيا الى كبير، وجاءت المضامين الإعلامية حول تركيا موضوعية نسبيا، تحمل الطابع الإخباري، وتسعى لتحسين صورة تركيا ودورها المحوري في المنطقة والعالم، مع تشخيص مواطن السوء في صورة تركيا بالتحليل والتفسير، وليس بالتشهير وتزيف الحقائق وفبركتها، وربما يعود ذلك، كون الصحيفة ممولة قطريا، خاصة وأن تركيا وقطر تربطهما علاقات إستراتيجية وثيقة جدا، في شتى المجالات، وهذا ما انعكس على التوجهات الإعلامية الممولة قطريا، دورها في خلق صورة ذهنية ايجابية عن تركيا، ومن خلال ما سبق تتأكد لنا المقولة الشهيرة في مجال الصحافة : لا إعلام لوجه الله، وتبقى الأيديولوجيا والمال السياسي يسيطران على المضامين الإعلامية بشكل يصعب الحديث فيه عن استقلالية الصحافة.

قائمة المراجع

الداقوقي ابراهيم (2001). صورة الأتراك لدى العرب. لبنان. مركز دراسات الوحدة العربية.

صالح سليمان (2005). وسائل الإعلام وصناعة الصور الذهنية. الكويت. مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، ط1.

أنجريس موريس (2006). منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية. ترجمة. بوزيد صحراوي.الجزائر. دار القصبة. ط2.

بن مرسلي أحمد (2007). مناهج البحث العلمي في علوم الإعلام والاتصال. الجزائر. ديوان المطبوعات الجامعية. ط3.

مصباح عامر (2008). منهجية البحث في العلوم السياسية والإعلام. الجزائر. ديوان المطبوعات الجامعية.

ألعبيدي جاسم، ألعبيدي آلاء (2010). طرق البحث العلمي. الأردن. ديبونو للطباعة والنشر والتوزيع.

حسين عامر فتحي (2010). معالجة الإعلام لقضايا الوطن العربي. مصر. دار العربي للنشر والتوزيع.

بركات عبد العزيز (2011). مناهج البحث الإعلامي. الأصول النظرية ومهارات التطبيق. مصر. دار الكتاب الحديث.

الحساني حسناء (2015). الصورة الإعلامية وتأثيرها على المجتمع. مصر. دار حروف منثورة للنشر الإلكتروني.

البنا ياسر عرفات (2015). صورة تركيا في الصحف اليومية الفلسطينية. فلسطين. رسالة ماجيستير غير منشورة، الجامعة الإسلامية.

المشهداني سعد سلمان (2017). مناهج البحث الإعلامي. لبنان. دار الكتاب الجامعي.

أحمد شريف بسام

مخبر الاتصال السياسي والاجتماعي في الجزائر، جامعة يحي فارس بالمدية

© Tous droits réservés à l'auteur de l'article