الرؤية الاستراتيجية للإصلاح التربوي من منظور نظرية الذكاءات المتعددة لهوارد جاردنر

La vision stratégique de la réforme de l'éducation du point de vue de la théorie des intelligences multiples de Howard Gardner

The strategic vision of educational reform from the perspective of Howard Gardner’s theory of multiple intelligences

بوطورة حنان

بوطورة حنان, « الرؤية الاستراتيجية للإصلاح التربوي من منظور نظرية الذكاءات المتعددة لهوارد جاردنر », Aleph [], 9 (3) | 2022, 06 July 2022, 29 March 2024. URL : https://aleph.edinum.org/6498

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على ماهية الرؤية الاستراتيجية التربوية التي تطرحها نظرية الذكاءات المتعددة لهوارد جاردنر لتحقيق الإصلاح التربوي انطلاقا من معرفة نوع الذكاء الأقوى لدى المتعلم والذي يحدد ويوجه قدراته ومهاراته التعلمية وتوصلنا من خلالها إلى أن اصلاح المنهج التربوي وطرائق التدريس انطلاقا من مبادئ نظرية الذكاءات المتعددة يقوم اساسا على مرونة العملية التعليمية ومراعات نوع الذكاء الأقوى لدى المتعلم.

Cette étude visait à identifier le type de vision stratégique éducative présentée par la théorie de Howard Gardner des intelligences multiples pour réaliser une réforme éducative basée sur la connaissance du type d’intelligence plus forte de l’apprenant, qui identifie et oriente ses capacités et ses compétences d’apprentissage. Il repose principalement sur la flexibilité du processus éducatif et la prise en compte du type d’intelligence plus forte de l’apprenant.

This study aimed to identify the type of educational strategic vision presented by Howard Gardner’s theory of multiple intelligences to achieve educational reform based on the knowledge of the type of stronger intelligence of the learner, which identifies and directs his learning capabilities and skills, and through it we reached the reform of the educational curriculum and teaching methods based on the principles of the theory of multiple intelligences It is mainly based on the flexibility of the educational process and taking into account the type of stronger intelligence of the learner.

مقدمة

يقوم نجاح عملية إصلاح أي منظومة تربوية على توفر شروط بعينها تعتد أولوية في كل عملية إصلاح تربوي بدأ من معطيات واقعية مستخلصة من الواقع التربوي للبلد بالاعتماد على معاير وأسس علمية تراعي ومن ناحية أخرى تظهر ضرورة النظر في البعد العالمي لهذه العملية، ولا يكون ذلك إلا من خلال التركيز على توجيه المتعلم كركن محوري للعملية التعليمة ليدرك قدراته وميولاته الشخصية التي تلاءم وضعيته المعرفية والنفسية.

غير أن هذه المهمة على الرغم من محوريتها في تحديد نجاح أي منظومة تربوية من فشلها فإنها تعد في منظوماتنا التربوية العربية من الأمور الثانوية التي يوكل بها فاعل واحد ضمن المنظومة التربوية وهو مستشار التربية والتوجيه دون غيره من أعضاء الجماعة التربوية الذين لا يولون أهمية لهذه المهمة إلا في أضيق الحدود ويركزون جهودهم على ملأ أذهان المتعلمين بمجموعة من المعلومات التي يقرها المنهاج واختبارهم في نهاية كل فصل بمجموعة من الأسئلة الاستذكارية التي لا تفيد ولا تتجه إلى الغاية الأولى من العملية التعليمة من جعل المتعلم يدرك ذاته الفاعلة معرفيا ومهنيا.

ويجعل ذلك مهمة التوجيه ضمن المنظومات التربوية تبقى في إطار روتيني إداري نمطي خالي من أي فعالية تمس جوهر القدرات والمهارات الحقيقية للتلميذ كونها تعمل بسياسة توجيه القطيع الذي يزج بالمنظومة التربوية إلى توجيه عام يدمج عدد أكبر من المتمدرسين في نمط واحد من التعليم دون مراعات للذكاءات المتنوعة والقدرات والتوجهات المعرفية والمهنية المختلفة للمتعلمين على الرغم من أن هذا التوجه لم يبق له مبرر مع التغيرات الحضارية التي أصبحت تنظر لعملية التدريس في حد ذاتها على أنها توجيه أكثر من تعليم للمعلومات.

لذا لن يكون إصلاح المنظومة التربوية ذا فعالية إلا عند التخلي عن الاصلاحات الجزئية الترقيعية المعزولة عن إصلاح المنظومة التربوية عامة، وهو الإصلاح الذي يتطلب وضع خطة تربوية وفق النظام المعرفي الأصيل المعتمد والمستند على التجربة التاريخية والتقدير الحضاري في العلوم التربوية، التي تقوم على التأسيس للنهوض بالتوجيه كركيزة ذاتية مدمجة في المنظومة التربوية فتصبح ذات جهاز يجعلها (ذاتية التوجيه) مدمجة في وعي المتعلم فيصبح (متعلم ذاتي التوجيه) وتكتسب الإصلاحات شرعيتها الشعبية ومشروعيتها العلمية.

وتطرح نظرية الذكاءات المتعددة لـ هوارد جاردنرHoward Gardner والتي ظهرت منذ الثمانينيات من القرن الماضي بالولايات المتحدة الأمريكية محققة نجاحا باهرا في المدرسة التربوية، مدخلا تربوي ونفسيا متميزا لتأسيس رؤية استراتيجية واضحة وفعالة في اعتبار عملية التوجيه للمتعلم ليتعرف على قدراته والانطلاق منها لتطوير ذاته معرفيا واجتماعيا وبعد ذلك مهنيا عملية جوهرية ووظيفية في بناء منظومة تربوية ناجحة وقادرة على تحقيق أهدافها والوظيفة الاجتماعية لوجودها من خلال تجاوز النظرة التقليدية للمتعلم على أنه أحادي الذكاء والنظر له بأنه متعدد الذكاءات، وهو ما قد يساهم في التقليل من العنف والشغب والفوضى واللامبالاة لدى المتعلم وإعادة ثقته في قدراته الذاتية للتعلم ليكون متعلما مفكرا، مدركا لحاجاته العلمية والمعرفية والنفسية التي يأسس عليها نجاحه الدراسي ومنه النجاح الاجتماعي وذلك ما يعزز ثقته في المنظومة التربوية ككل ويقلل من التسرب والهدر المدرسي ومشكلات عدة تعاني منها أغلب المنظومات التربوية خاصة في بلداننا العربية

وتأسيسا على ما سبق يتمحور إشكالنا حول كيفية مساهمة نظرية الذكاءات المتعددة لهوارد جاردنرHoward Gardner في التأسيس لرؤية استراتيجية يتخذ منها مدخلا للإصلاح التربوي بالمنظومات التربوية

التساؤل الرئيسي: ماهي الرؤية الاستراتيجية للإصلاح التربوي التي يمكن تأسيسها انطلاقا من نظرية الذكاءات المتعددة هوارد جاردنر ؟

1. الجانب المنهجي

1.1. التساؤلات الفرعية

  1. ماهي الرؤية الاستراتيجية التربوية التي تطرحها نظرية الذكاءات المتعدد لهوارد جاردنر؟

  2. ماهي الرؤية الاستراتيجية لإصلاح المنهج التربوي انطلاقا من نظرية الذكاءات المتعددة لهوارد جاردنر؟

  3. ماهي الرؤية الاستراتيجية لإصلاح طرائق التدريس انطلاقا من نظرية الذكاءات المتعددة لهوارد جاردنر؟

2.1. مفاهيم ومصطلحات

  1. مفهوم الذكاء: عرفه تيرمان Terman : على أنه القدرة على التفكير المجرد(براهيمي عيسى وآخرون، 2020 : 486)
    كوهلرKohler : الذكاء هو القدرة على الاستبصار، أي القدرة على الادراك الفجائي بعد محاولات فاشلة تطول أو تقصر (ياسر بهاء الدين، 2017 : 23)
    سبيرمانSuperman : الذكاء قدرة فطرية عامة أو عامل عام يؤثر في جميع أنواع النشاط العقلي مهما اختلف موضوع هذا النشاط أو شكله أي أنه يتكون من عامل عام يقع تحت كل أداء وعامل نوعي يؤثر على قدرات معينة. (أم الجيلالي، عبد الحميد بكري، مارس 2018 : 108)
    ثروندايك Theroundike : الذكاء هو محصلة (متوسط حسابي) لعدة قدرات مستقلة عن بعضها البعض، وينفي ثروندايك وجود ما يسمى بالذكاء العام(ياسر بهاء الدين، 2017 : ص24)
    في عام 1999 قام العالم ويليام ديكينز Dickins William من معهد بروكينجز بواشنطن بوضع نظرية يوجد عليها اجماع شبه عام بين العلماء اليوم وتقوم أنه من كانت لديه صفة جينية متوارثة تعطيه أفضلية في مجال معين فإنه سيبدع في هذا المجال إذا سمح له بالاستمرار في ذلك المجال(ياسر بهاء الدين، 2017 : ص24)

  • الذكاء العام: مصطلح يتضمن عادة العديد من القدرات العقلية المتعلقة بالقدرة على التحليل، والتخطيط، وحل المشاكل ورسم الاستنتاجات وسرعة المحاكمات العقلية، كما يشمل القدرة على التفكير المجرد وجمع وتنسيق الأفكار، والتقاط اللغات، وسرعة التعلم.
    كما يعرف الذكاء أيضا بأنه : قدرة الانسان على التعبير بواسطة التفكير والنشاط الحركي وأن يبتدع شيئا آخر في شتى مجالات الحياة، أو بمفهوم أبسط القدرة العقلية والبدنية على التكيف مع مختلف جوانب الحياة والإبداع فيها.

  • الذكاءات المتعددة: عرف جاردنر Gardner الذكاء على أنه القدرة على حل المشكلات، وإبداع نتاجات ذات قيمة في مجال أو أكثر من المجالات الثقافية، التي تحظى بتقدير واهتمام في البيئة الاجتماعية للفرد ولا يحدد الذكاء بعدد محدود من القدرات وإنما هو مفهوم أوسع يشمل قدرات متنوعة تكشف على مكامن الإبداع لدى المتعلمين. (وليد العيد، ديسمبر2014 : 210)
    أشار جاردنر Gardner أيضا إلى أن النظريات التقليدية في تفسير فهم الذكاء لم تقدر هذه العملية والقدرة العقلية بشكل مناسب لها من الاختبارات لأنها اعتمدت على معدل قليل من القدرات العقلية هذا ما يجعلها غير عادلة كونها تتطلب من الأفراد حل المشكلات بطريقة لغوية لفظية فحسب في حين تهمش العديد من الطرائق الأخرى كالمعالجة اليدوية أو بناء تركيبات ثلاثية الأبعاد. (سعود بن مبارك البادري، مارس 2020، :156)

  1. الإصلاح التربوي: يعرفه حسن الببلاوي بأنه :« ذلك التغيير الشامل في بنية النظام التربوي القومي على المستوى الكبير أو هو تلك التعديلات الشاملة الأساسية في السياسة التعليمية التي تؤدي إلى تغييرات في المجتمع والفرص التعليمية والبنية الاجتماعية أو في أي منهم في نظام التعليم القومي في بلد ما » (محمدي فوزية، بيوض زبيدة، جوان 2019 : 72)
    كما يعرفه أحمد حسين اللقاني على أنه :« النظر في النظام التربوي القائم بما في ذلك النظام التعليمي ومناهجه، من خلال إجراءات الدراسات التقويمية، ثم البدء في عملية التطوير وفق المرحلة الراهنة والرؤى المستقبلية للنظام التربوي، وفي هذه الحالة تكون الاتجاهات العالمية ومظاهر التجديد التربوي من أهم الأمور التي توضع في الاعتبار. (جمال باحي، عمار سويسي، سبتمبر2016 : 91).
    ويذهب مصطفى حسن إلى ضرورة النظر لعملية الاصلاح التربوي على أنها عملية شاملة يمتد مفعولها ليتداخل مع كافة مكونات ومجالات النظام الاجتماعي وليس على أنه إجراء جزئي ظرفي يمارس على مكون أو مجال تربوي ما داخل قطاع التربية والتعليم والتكوين. (سليماني صباح، حميدي سامية، د/س : 302)
    ومن خلال ذلك يكون الإصلاح التربوي مجموعة من التعديلات والتغيرات الشاملة التي يتم إدخالها على السياسة التعليمية في بلد ما لتحسين الاستثمار في موارده البشرية من خلال إعادة النظر في نظامه التربوي وتطوير مكامن النقص فيه بما يتماشى والحاجات التنموية الجديدة للبلد من جهة، ورهانات التنمية العالمية من جهة ثانية.

2. نظرية الذكاءات المتعددة

1.2. التعريف بالنظرية

تعد نظرية الذكاءات المتعددة من النظريات المهمة والمفيدة في معرفة أساليب التعلم وأساليب التدريس من خلال الكشف عن مواطن القوة والضعف لدى المتعلم، وقد توصل إلى هذه النظرية عالم النفس هوارد جاردنرHoward Gardner عام 1983 بعد بحوث أجراها على العديد من الأطفال العاديين والموهوبين وأكد من خلالها أن القوة أو الضعف في مجال عقلي معين لا يسمح بالتنبؤ بأن الشيء ذاته يحدث في مجال عقلي آخر، أي أن التصور المعياري القديم للذكاء القائل بأنه لا يوجد سوى ذكاء واحد هو الذكاء العام تصور خاطئ، والصائب هو أن هناك أنواع متعددة من الذكاءات المختلفة وهو ما يجعل بالإمكان أن يكون المتعلم الضعيف في مجال معين أو تخصص معين ناجحا وقويا في مجال آخر، ويرتبط الذكاء المتعدد حسب جاردنرGardner بالإطار الطبيعي والاجتماعي الذي يعيش به الفرد. (ماهر إسماعيل إبراهيم الجعفري 2016 : 221)

وتأسيسا على ذلك فإن هوارد جاردنرHoward Gardner يذهب إلى أن القول بوجود ذكاء واحد عام لدى جميع الناس يعني أنهم يفهمون الأشياء التي في عقلوهم ويظهرون ما فهموه بذات الطريقة، وبالتالي يمكن لطريقة تعلم واحدة أن توصل ذات المعاني بذات القدر من الفهم والاستيعاب لكافة هذه العقول، ويمكننا من خلال ذلك تقييمهم بذات الطريقة ويكون ذلك أمرا عادلا، غير أن ما نلاحظه بالواقع يتميز ويختلف عن هذا التصور بالكلية، إذ أن هناك من يتميزون بكونهم جيدين بالتفكير المكاني، والبعض الآخر بالتفكير اللغوي، في حين يتميز البعض الآخر بحاجتهم للعمل بأيديهم حتى يتمكنوا من استيعاب الأشياء التي يتفاعلون معها، وهو ما يؤكد أنه يوجد ذكاءات متعددة يفهم من خلالها الأفراد المواضيع المختلفة التي تصادفهم في حياتهم أو في أي مجال من المجالات التي ينتمون لها، وكذا في الطريقة التي يظهرون بها ما فهموه .

ومن هنا فإنه لا يكفي تكديس كم هائل من المعلومات بالمناهج الدراسية لكي نكون جيلا من العباقرة، بل قبل ذلك كله والأهم وفق هذه النظرية هو التعرف على هذه الذكاءات المتعددة لتمكن من تكييف طرائق التدريس معها ما يجعلها أكثر مرونة في التعامل مع الاختلافات والفروقات الفردية لدى المتعلمين في هذه الناحية.

وبالتالي يمكن القول أن نظرية الذكاءات المتعددة هي نظرية جاء بها هوارد جاردنرHoward Gardner سنة 1983 تقوم على فرضية تقول بتعدد الذكاءات واستقلالها عن بعضها البعض وأنها ذات طبيعة وراثية ومكتسبة في الآن ذاته، وتستند هذه النظرية إلى تأهيل المتعلم لتحقيق مجموعة من الأهداف كالتالي :

  • تكون لديه مجموعة من القدرات والمهارات في حل المشكلات وإيجادها للتعلم والتدريب، ومواجهة وضعياتها البسيطة والمركبة ضمن نسق ثقافي معين.

  • إنتاج خدمات وأفكار وقيم جديدة وأصيلة.

  • يمتلك المهارة الذكائية.

  • اكتساب ملكة الإبداع لمواجهة الوضعيات والتحديات المعرفية والواقعية.

  • تعويده على التعلم الذاتي، واستخدام قدراته الذكائية في مواجهة الظروف والمعوقات الذاتية والموضوعية.

وأشار هوارد جاردنرHoward Gardner إلى وجود خمس قدرات بالإضافة إلى التواصل اللغوي والتفكير المنطقي، تتمثل في أنواع الذكاءات المتعددة التي اكتشفها بنفسه مشيرا إلى أنه يوجد المزيد منها وعلى العلم اكتشافها.

2.2. أشكال الذكاءات المتعددة

  1. الذكاء البصري / المكاني/ الفضائي Spatial Intelligence : هو القدرة على التصور الفراغي البصري وتنسيق الصور المكانية وإدراك الصور ثلاثية الأبعاد إضافة إلى الابداع الفني المستند إلى التحليل الخصب، ويعتمد المتعلمون وفق هذا النوع من الذكاء على استخدام الصور البصرية، وقراءة الخرائط والصور والأشكال، ويتناسب معهم مهن كالهندسة الميكانيكية، تصميم الديكور الداخلي، النحت والفن التشكيلي(وليد، العيد ديسمبر 2014 : 211)
    يتطلب هذا النوع من الذكاء توافر درجة من الحساسية للون والخط والشكل والطبيعة والمجال والعلاقات التي توجد بين هذه العناصر.
    وقد أفادت دراسات علم الأعصاب أن ثمة سيطرة واضحة للنصف الكروي الأيمن للدماغ لدى الأفراد المتصفين بهذا النوع من الذكاء. وأن إصابة المناطق الخلفية من الدماغ (Right Brain) تؤدي إلى تدهور القدرة على التوجه نحو الفضاء ومما لا شك فيه أن للبيئة دورا مهما في تنمية هذا النوع من الذكاء. (ماهر، إسماعيل إبراهيم الجعفري، 2016 : 226)

  2. 2.الذكاء اللغوي linguistic Intelligence : هو حساسية الفرد للغة المنطوقة والمكتوبة وامتلاك القدرة على تعلمها واستخدامها لتحقيق أهداف معينة، وكذا توظيفها شفويا وكتابيا، ويكون عادة متطورا لدى الكتاب والشعراء والصحافيين، وتعتبر منطقة بروكا بالنصف الأيسر من الدماغ المسؤولة عن هذا النوع من الذكاء(عبد الرحمن عبد الهاشمي، سهام، محمود محارمة، يونيو 2015 : 37).

  3. الذكاء المنطقي/الرياضي Logical-Mathematical Intelligence :وهو قدرة الفرد على تحليل المشكلات استنادا إلى المنطق، والقدرة على توليد تخمينات رياضية، وتفحص المشكلات والقضايا بشكل منهجي، والقدرة على التعامل مع الأعداد وحل المسائل الحسابية والهندسية ذات التعقيد العالي من خلال الفرضيات وبناء العلاقات المجردة التي تتم عبر الاستدلال بالرموز. نجد هذا النوع من الذكاء متطورا عند العلماء من المهتمين بعلم الرياضيات والفيزيائيين ومبرمجي الحاسوب. (ماهر، إسماعيل إبراهيم الجعفري 2016 : 226)

  4. الذكاء الجسمي / العضليBodily-Kinesthetic Intelligence :وهو القدرة على استعمال المهارات الحسية الحركية والتنسيق ين العقل والجسم من خلال العمل على إيجاد تناسق متقن لمختلف الحركات التي يؤديها الجسم بكامل أطرافه أو جزء من أطرافه، ويتركز هذا النوع من الذكاء في القشرة الدماغية الخاصة بالحركة مع غلبة النصف الأيسر للدماغ بالنسبة للأفراد الذين يستعملون اليد اليسرى والعكس صحيح بالنسبة لمستعملي اليد اليمنى. (ماهر، إسماعيل إبراهيم الجعفري 2016 : 226-227)
    يتفوق في هذا النوع من الذكاء أكثر من غيرهم العداؤون والحرفيون والأطباء والجراحون والراقصون.

  5. الذكاء الموسيقي Musical Intelligence : وهو في مستواه البسيط قدرة الفرد على تمييز النبرات والألحان والإيقاعات المختلفة والاستجابة لها والتجاوب معها وتقليدها، أما في مستواه المعقد فيظهر في قدرة الفرد على إنتاج الألحان والأغاني السائدة والأصلية، وفي مستوى أكثر رقي يظهر الذكاء الموسيقي في قدرة الفرد على استعمال الموسيقى للتعبير عن الأفكار والمشاعر. (عبد الواحد أولاد الفقيهي 2012 : 51)
    وأفادت دراسات علم الأعصاب أن الذكاء الموسيقي من وظائف الجانب الأيمن للدماغ، إذ إن إصابة بعض المناطق الخاصة منه تؤدي إلى فقدان القدرة على تمييز الإيقاعات والألحان. (ماهر، إسماعيل إبراهيم الجعفري 2016 : 227)

  6. 6.ذكاء المعرفة الذاتية/معرفة النفس Intelligence Intrpersonl : ويعني القدرة على معرفة وفهم الفرد لذاته، وذلك من خلال قدرته على استبطان أفكاره وانفعالاته، وقدرته على تصور ذاته لنواحي القوة والضعف والوعي بأمزجته الداخلية ومقاصده ودوافعه ومنهجه وتقديره لذاته، مما يمكن الفرد على توظيف هذه القدرة في اختبار نمط حياته والتخطيط لها. ونلحظ هذا النوع من الذكاء عند الفلاسفة والحكماء وعلماء الدين. وحدد مكان هذا الذكاء في الفصين الجبهيين وبخاصة السفلى منها. (ماهر، إسماعيل إبراهيم الجعفري 2016 : 228)

  7. 7.ذكاء معرفة الآخرين/الاجتماعي Interpersonal Intelligence :وهو القدرة على إدراك أمزجة الآخرين، ونواياهم ومشاعرهم وأهدافهم والتمييز بينها، والحساسية لتعبيرات الوجه والصوت والإيماءات، ومن ثم القدرة على الاستجابة لهذه الإيماءات بطريقة إجرائية من خلال التفاعل والاندماج معهم. إضافة إلى وجود أنماط من التواصل اللغوي وغير اللغوي والانتباه الدقيق لردود أفعال الآخرين، ويمكن أن نلحظ ذلك عند الزعماء السياسيين والمصلحين الاجتماعيين، والمعلمين والكوميديين ومكان هذا الذكاء يتمركز في الفصين الجبهيين (جابر، عبد الحميد جابر، 2003 : 11).
    ولوحظ أن مرض (pick) يهاجم المصابين به في هذه المنطقة في مرحلة الشيخوخة، ويظهر عندهم اضطراب في التفاعل والتواصل الاجتماعي. (ماهر، إسماعيل إبراهيم الجعفري 2016 : 227)
    وحتى عام 2016 قدم هوارد جاردنرHoward Gardner نوعين آخرين وهما :

  8. 8. ذكاء عالم الطبيعة Naturalist Intelligence: أضافة جاردنر إلى قائمة الذكاءات المتعددة سنة 1996 ويعني قدرة الأفراد على معرفة مختلف خصائص الأنواع الحيوانية والنباتية الأشياء المعدنية والقدرة على تصنيفها وتحديد أشكالها والسعي نحو فهمها، ويشير جان ماري بيلت Jean-Marie Biltأستاذ البيولوجيا النباتية وعلم العقاقير بجامعة ميتز بفرنسا أن الذكاء المعني بالتنظيمات الطبيعية ينشئ رؤية مختلفة تمام الاختلاف للحياة والعالم (عبد الواحد أولاد الفقيهي، 138: 2012).
    ونلحظ هذا الذكاء عند الأطفال المحبين للحيوانات والمحبين للنباتات، والذين ينزعون إلى جمع المعلومات عنها. ونلحظ كذلك هذا النوع من الذكاء عند المزارعين ومربي الحيوانات وعند علماء الآثار الجيولوجيين. وأفضل ما جسد هذا النوع من الذكاء داروين Darwin (ماهر، إسماعيل إبراهيم الجعفري 2016 : 228)

3.2. المبادئ الرئيسية لنظرية الذكاءات المتعددة

  • يمكن تلخيصها في النقاط الآتية : (جابر عبد الحميد جابر، 2003 : 229)

  • جميع أنواع الذكاءات المتعددة (الثمانية) موجودة لدى كل فرد.

  • بإمكان معظم الناس تطوير كل ذكاء لإيصاله إلى المستوى المناسب من الكفاءة.

  • تعمل أنواع الذكاء عادة معا بطرق معقدة.

  • هناك طرق كثيرة لتكون ذكيا ضمن كل فئة.

4.2. معايير الأساس النظري لنظرية الذكاءات المتعددة

وضع جاردنرGardner أساسا عليما فيما يتعلق بأنواع الذكاء من خلال وضع اختبارات تطبق على كل نوع من الذكاء ليؤكد أنه ذكاء وليس موهبة أو استعداد لخص معاير الأساس النظري للذكاءات المتعددة كالآتي: (ماهر إسماعيل إبراهيم الجعفري، 2016 : 222-225)

  • إمكانية عزل الذكاء نتيجة التلف الدماغي: من خلال دراسة جاردنر Gardnerوعلماء آخرين لاحظوا أن التلف الدماغي يظهر في مناطق دون أخرى، أي أن الاصابة في منطقة بروكا مثلا تؤدي إلى تلف في الذكاء اللغوي فقط في حين تبقى القدرات الذكائية الأخرى سليمة وقادرة على النمو والتطور.

  • وجود الأطفال غير العاديين (الطفل الخارق) : يشير جاردنر Gardnerبأن الأطفال الخوارق هم أولئك الذين يظهرون قدرات عالية في نوع من أنواع الذكاءات المتعددة.

  • تاريخ نمائي متميز ومجموعة من الأداءات الواضحة التحديد والخبرة: أي أنه للثقافة التي يحيا فيها الفرد وزنا في صقل الذكاءات حيث ينمو نوع الذكاء من خلال اتباع نمط نمائي منذ الطفولة حتى الذروة ثم يبدأ بعدها التدهور مع تقدم العمر.

  • تاريخ تطوري: أي أن لكل نوع من أنواع الذكاء جذور عميقة في تطور الفرد

  • دعم من النتائج السيكو مترية : أي أنه يمكن لاختبارات سيكو مترية مثل اختبار وكسلر لقياس ذكاء الأطفال أن تعطي مؤشرات على توافر بعض أنواع الذكاء لدى الأفراد مثل الجوانب اللغوية والمنطقية والرياضية والمكانية والجسمية.

  • دعم من المهام السيكولوجية التجريبية: أظهرت الدراسات النفسية أن بعض أنواع الذكاء يمكن أن تعمل منعزلة عن الأخرى فمثلا بعض المفحوصين أتقنوا مهارة القراءة كذكاء لغوي، في حين لم يتمكنوا من توظيفها في ذكاء آخر كالذكاء الرياضي المنطقي.

  • عملية محورية يمكن تمييزها وتحديدها أو مجموعة من العمليات والاجراءات: حيث يرى جاردنر Gardner أن الاجراءات المحورية اللازمة لكل نوع من أنواع الذكاء تعد بمثابة برامج تشغيلية لازمة له كما الحاسوب.

  • القابلية للترميز وفق نظام رمزي: لكل نوع من الذكاء أنساقه المتميزة من الرموز.

3. المجال التربوي لنظرية الذكاءات المتعددة

1.3. نظرية الذكاءات المتعددة ومشروع الطيف التربوي جاردنر Gardner

جاءت نظرية الذكاءات المتعددة في سياق مشروع الطيف التربوي الذي اشتغل عليه هوارد جاردنرHoward Gardner تجريبيا منذ 1984، يختلف هذا المشروع عن الطرق التقليدية في اختبار الذكاء التي تقوم على الورقة والقلم، حيث يرى هوارد جاردنرHoward Gardner أن التقييم العادل والمنصف للذكاء لا يكون من خلال هذه الاختبارات المعيارية التي تقوم على الورقة والقلم، وإنما من خلال وضع المبحوث في اختبار تجريبي فعلي لنوع الذكاء ـــ فمثلا ــ تقييم الذكاء الفضائي لشخص ما لا يتم بتقديم اختبارا له، بل بتعليمه خط سير جديد، ثم لاحظ بأية سرعة سيصل إلى التحكم في اتجاه السير، وكيف سيقوم بتذكره.، لأنه المراد من اختبار الذكاء بالنسبة له والمبرر الوحيد له هو مساعدة المتعلمين للتعلم بشكل جيد، وذلك بتوظيف الذكاءات الأكثر تفوقا، وتقوية الذكاءات التي هي في حاجة إلى ذلك، في الوقت نفسه. (حمداوي، جميل، مارس 2013)

ويمكن الاتفاق مع رأي هوارد جاردنرHoward Gardner لاعتبارات أخرى أيضا مثل أن هذا النوع من الاختبارات وإن كان له قيمته العلمية التي اكتسبها طيلة سنوات عديدة من تطبيقه إلا أنه لا يمكننا من القياس الفعلي للذكاء على اعتبار أنه يفترض وجود نمط واحد وعام من الذكاء لدى جميع الأفراد اللذين يخضعون للاختبار ويقيس الذكاء بنفس العبارات الموحدة للجميع على افتراض أن جميعهم يفهمون العبارات بذات الطريقة ويفترض أن يستجيبوا أيضا بذات الطريقة وهو ما لا يمكننا من قياس فعلي للذكاء دون هذا الحكم المسبق، وبالتالي فان أفضل الطرق للقياس هي تلك التي تعتمد على التجربة المباشرة والملاحظة للسلوكيات التي يستجيب بها المبحوثين ومن خلال ذلك تحديد طبيعة ونوع الذكاء الذي يستجيبون من خلالها ودرجته.

ويقوم مشروع الطيف تربوي على تقديم بيئة غنية وخصبة للأطفال بين(3 و6 سنوات) تثير عددا كبيرا من الذكاءات لديهم خلال الفصل الدراسي، فتصبح حجرة الفصل الدراسي العادية وسط ثريا يمكن هؤلاء الأطفال من اكتشافه والتعرف على أنفسهم ومن خلال ملاحظة الطريقة التي يتفاعلون بها مختلف المواد والعناصر المحيطة بهم وطرائق استثماراهم لها يمكن استنباط جانبيتهم في الذكاء. (حمداوي، جميل، مارس 2013)

كما توجد» مهام الطيف « الأكثر شكلية والمخصصة لتحديد أصناف الذكاءات القوية والذكاءات الضعيفة لطفل ما، سواء في ارتباطها مع الذكاءات الأخرى لدى نفس الطفل، أو بمقارنتها مع ذكاءات الأطفال الآخرين. (حمداوي، جميل، مارس 2013)

وعلى الرغم من التساؤل الجوهري الذي يطرحه هذا التوصيف للمشروع حول امكانية الإخلال بالتوازن التربوي للطفل حين يتعلق الأمر بتفضيل أو تشجيع مجال للذكاء يوجد مسبقا وبقوة لدى طفل ما على باقي الذكاءات الأخرى؟ إلا أنه يمكن من تقديم اقتراحات عملية حول الأنشطة التي يجب مباشرتها مع الطفل حسب جاذبيته الخاصة من حيث مكامن القوة والضعف، بصورة تمكن من دعم جوانب القوة فيه وتطوير وتنمية جوانب الضعف وفق أسس ومعايير واقعية وحقيقية نابعة من المتعلم نفسه بحيث لا تلغي تميزه ولا تضعف توازنه التربوي.

2.3. نظرية الذكاءات المتعددة وتطوير المنهج التعليمي

تقدم نظرية الذكاءات المتعددة أهم الاسهامات في التربية التي يمكن من خلالها تطوير وإصلاح المنهج التعليمي من خلال اقتراحها أن على المدرس توسيع حصيلته من الأساليب والأدوات والاستراتيجيات التي تتعدى النواحي المنطقية واللغوية العادية التي يشيع استخدامها في حجرات الدراسة، لذا فهي لا تعمل فقط على علاج نوعي لأحادية الجانب في التدريس بل تعمل كنموذج أسمى للتنظيم والتأليف بين جميع التجديدات التربوية التي تسعى لكسر المدخل المحدود الضيق للتعلم، وذلك من خلال ما توفره من مناهج تعليمية (جابر عبد الحميد جابر، 2003 : 65)

3.3. المبادئ الأساسية لمناهج التعليم وفق نظرية الذكاءات المتعددة هوارد جاردنرHoward Gardner: (إسماعيل إبراهيم الجعفري 2016: 277-281)

1.3.3. المبدأ الأول : التدريس من أجل تنمية الشخصية

يقوم تطوير العملية التعليمية وفق نظرية الذكاءات المتعددة لـ جاردنر Gardnerعلى محور أساسي وهو التدريس من أجل صقل وتنمية شخصية المتعلم في المدرسة الذكية.

والهدف من هذا المبدأ هو جعل المتعلم يحقق التميز في : القراءة، الرياضيات، مهارات الكتابة، العلوم، الدراسات الاجتماعية، المشروعات والفنون المتكاملة، لاهتمامات والقدرات والمهارات الخاصة بكل متعلم في المدرسة.

ولتحقيق ذلك وجب التفرد في قياس كل متعلم من خلال صور متكاملة وأنواع متعددة من وسائل القياس والتقييم، والتي توضح العلامات الدالة على حدوث تحسن ونمو في القدرات أو شخصية المتعلم، وذلك في ضوء المشاركة والإسهامات الفردية بوصفها المحدد لمدى تقدمه وإحرازه للأهداف التربوية المرجو تحقيقها وتحقيق أفضل السبل لتعليم أفضل السبل لتعليم أفضل.

ويقوم دور المعلم في هذا المبدأ على وضع وتصميم أفضل الاستراتيجيات الملائمة من أجل إحداث التغيير المطلوب والوصول بالمتعلم إلى أفضل المعايير التربوية الخاصة بتطوير العملية التعليمية.

2.3.3. المبدأ الثاني: الاستيعاب والفهم والتميز

ويشمل ما يأتي:

  1. وضع الأهداف التدريسية لتحقيق أفضل استيعاب للمادة الدراسية ووضع تصميم أنشطة متعددة الأوجه، ومتعددة الجوانب، تجعل المتعلم يفكر نقديا، ويقوم بحل المشكلات والبحث ويؤدي العديد من المهام المختلفة.

  2. التركيز على تنمية قدرات المتعلمين من أجل تحقيق أفضل استيعاب ممكن للمواد الدراسية.

  3. للمعلم أنموذج في التدريس يقوم على:

  • المشروعات التي ترتكز على قاضيا العالم الطبيعي حول المتعلم.

  • تنمية القدرة على الإحساس بالمشكلات ومواجهتها.

  • مواجهة المخاطر التي يشعر المتعلمين أنها تحيق بهم.

  • تحسين وتنمية وتطوير مستويات الأداء لدى المتعلمين.

  • الخبرات الأصلية الناتجة عن عملية التعلم.

3.3.3. المبدأ الثالث: المهارات الأساسية، وتشمل

  1. تنمية المهارات الأساسية للمواد الدراسية كافة، وتنمية القدرة على التعامل مع الموضوعات الدراسية المعقدة.

  2. تصميم التدريس القائم على التعلم من خلال الاستفادة من الخبرات التعليمية المتعددة

  3. تنمية قدرة المتعلم على الترجمة من لغة أخرى / القراءة الفهمية والتعامل مع المسائل المركبة والمعقدة في علم الرياضيات والقدرة على حل المشكلات.

  4. تنمية مهارات البحث، والكمبيوتر، والأنترنت

  5. تنمية القدرة على الاستفادة من الدروس والبرامج التعليمية والتربوية بطريقة ذاتية.

4.3.3. المبدأ الرابع : تنمية القدرات العقلية والمعرفية

  1. وضع الإطار العام الذي يمكن من خلاله تنمية قدرة المتعلم على البحث والاستكشاف والابتكار وحل المشكلات بنفسه واكتشاف الأفكار الجديدة.

  2. التكامل بين العلوم التطبيقية والعلمية مثل: الرياضيات والعلوم التكنولوجيا والعلوم والدراسات الفنية والأدبية والاجتماعية مثل الآداب والإنسانيات والاجتماعيات.

  3. تنمية مهارات المتعلم الأكاديمية، والشخصية الذاتية، والقدرة على الإبداع، بالإضافة إلى طرق عديدة لدى المتعلم تسهم في تعرفه على العالم المحيط به والتعامل مع الأنظمة المتعددة والمعقدة أو المركبة من حوله والتفاعل والتحاور الخلاق مع البيئة التي يعيش فيها الطفل.

5.3.3. المبدأ الخامس: التعلم التعاوني

  1. يتم تشغيل الفصول الدراسية وإدارتها داخل المدرسة الذكية وفقا لأنموذج جاردنر Gardner للتعليم التعاوني، حيث يعمل الطلاب من خلال» عمل الفريق « واستثمار الأدوات المتاحة في البيئة المحلية، واكتشاف المعلومات والقدرة على حل المشكلات، مناقشة الكتب، وقراءة القصص، وإكمال المشروعات وتعليم الآخرين والاستفادة والتعلم منها.

  2. تنظيم مهام التعليم التعاوني من خلال طرح الأسئلة المعقدة التي تسهم في باطنها على ابراز القدرات المتعددة واشتراك أكثر من متعلم.

  3. يسهم الاشتراك التعاوني» عملية التعليم التعاوني " في تنمية قيم العمل الجماعي، وفي زيادة التميز الأكاديمي وتنمية القدرة على التعاطف والإحساس بالمسؤولية وتنمية الثقة الذاتية والاحترام الذاتي، وتقدير الآخرين.

6.3.3المبدأ السادس : تنمية الشخصية

يتطلب ذلك مايلي:

  1. تنمية شخصية المتعلم وتعويده على تحمل المسؤولية، والأمانة العلمية والأخلاقية، والنزاهة، والشخصية المتميزة، واحترام الآخرين، والتعرف على الظروف البيئية المحيطة بالمتعلم واحترام حقوق الآخرين.

  2. تصميم إطار عمل يمكن من خلاله تنمية القيم الجماعية والأخلاقية لدى المتعلمين وتحقيق تحصيل وتعلم أفضل في تحقيق قدرات فريدة، ومتميزة للمتعلم تؤهله لأن يثق في نفسه وفي قدراته الخاصة وفي أسرته ومجتمعه.

7.3.3. المبدأ السابع: الاندماج والتفاعل مع المجتمع ومشكلاته وقضاياه

  1. يمكن تحقيق هذا المبدأ من خلال مشروعات خدمة البيئة، والرحلات المدرسية، والمعامل والمختبرات.

  2. يمكن تحقيقه أيضا من خلال مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والهيئات والمؤسسات الأهلية الموجودة في المجتمع.

8.3.3. المبدأ الثامن: التقييم الأصيل

  1. يعتمد التقييم وفق نموذج جاردنر Gardner على تحديد الأهداف، ثم تصميم تدريس جيد، ثم وضع المعايير اللازمة لكل مادة دراسية، ولكل صف دراسي ولكل شهادة دراسية.

  2. يشترك كلٌّ من المدرسين والمتعلمين في وضع وتحديد المعايير الخاصة بكل متعلم أو كل فرد أو كل جماعة والمشروعات الفردية والجماعية اللازمة، ووضع توقعات واضحة أمام المتعلمين والمدرسين.

  3. التكرارات التي يعكسها المتعلمين لمدى استيعابهم، ومدى جودة العمل، والاستفادة من التغذية الراجعة سواء من جانب المتعلمين أو المعلمين.

  4. وضع معايير لتقويم الأداء داخل الفصل الدراسي وداخل المدرسة.

  5. قدرة المتعلمين على توليد إجابات متنوعة وغزيرة وأصيلة للأسئلة المطروحة عليهم.

  6. الاهتمام بأجندة المتعلمين (Portfolios) من أجل تحقيق تقدم المتعلمين في الفصل الدراسي.

  7. وصف وتحديد الأهداف الشخصية والأكاديمية لكل متعلم داخل الفصل الدراسي.

  8. اشتراك المتعلم وإسهاماهم في المؤتمرات العلمية والأكاديمية والمحاضرات، مما يسهم في تقييم قدراتهم وتطوير خبراتهم ومهاراتهم وتحقيق اشتراك فعال في تطوير العملية التعليمية.

4.3. المناهج القائمة على نظرية الذكاءات المتعددة (إسماعيل إبراهيم الجعفري 2016 : 257-259)

  1. المنهاج القائم على المشروعات: يرى جاردنر Gardner أن المنهج في ضوء نظرية الذكاءات المتعددة يمكن تخطيطه تنظيمه على شكل مشروعات حقيقية تتعلق بالمواقف الحياتية التي يمر بها الطفل، لتساعده على خدمة نفسه ون حوله، كما أنها تعمل على اكتشافهم العقلي لبيئاتهم بعد المشاركة في الخبرات الحياتية.

  2. النهج القائم على الأهداف: يتناقش المعلمون وطلبتهم وأولياء أمورهم في تحديد الأهداف التي يجدونها أكثر أهمية للأطفال من خلال عقد مؤتمرات تشاركية، ثم يقوم المعلم بتخطيط المنهج وفق الأهداف المتفق عليها بصورة تتضمن الذكاءات المتعددة، والأنشطة التي تعمل على تنميتها لدى الأطفال.

  3. المنهج القائم على الفنون: وهو منهج الهدف منه موازنة القدرات الموسيقية البصرية والحركية باعتبارها أشكالا من الذكاءات مع باقي الأشكال الأخرى التي يتم التركيز عليها أكثر بالمنهج التقليدي كالرياضيات العلوم اللغات، باعتبار أن الفنون توفر نماذج تمثلها تفسرها وتوصلها للعالم.

  4. المنهاج القائم على الأنشطة المصاحبة: ويقدم أنشطة إثرائية للموضوعات التي يدركها على أنها تمثل هذه الأنشطة في الذكاءات المتعددة ليمارس المتعلم ما يختاره نها وفقا لميوله ومواهبه، وهي اختيارية غير إجبارية، تقوم يوميا وأسبوعيا بالمدرسة.

  5. المنهاج القائم على تعلم الأطفال من أجل الفهم (التعلم الذاتي): يقوم المعلم بتخطيط المنهاج فق رؤية تسمح للمتعلم بالتعلم عن طريق ما هو مفضل لديه بطريقته الخاصة في بيئة يعدها المعلم، يوفر بها من الوسائل الأدوات والخبرات ما يساعد المتعلم.

  6. المنهاج القائم على الذكاءات المتعددة ركن أساسي للتعلم : ويقوم هذا المنهاج على تنمية كل الذكاءات لدى المتعلم، كل فق اهتماماته، ويشترط به أن يقدم المحتوى الأكاديمي من خلال الذكاءات المتعددة، كذا تدريب المتعلم على نشاطات الاختيار الذاتي التي تساعده على الاختيار فق نمط التعلم المناسب له.

  7. منهاج جريدة الزمالة: يقوم هذا المنهاج على فكرة إنشاء جريدة صفية أو مدرسية أو جامعية، يكتب بها الطلبة كل ما يريدون كتابته من أخبار أو مقالات أو خواطر كتابات صحفية، على أن تكون هادفة في إطار تنمية الذكاءات المتعددة، ومن خلال أسلوب الكتابة في الصحيفة حسب جاردنر Gardner يتم استخراج الذكاءات المتعددة لدى المتعلم.

5.3. خطوات تنظيم المنهاج في ضوء نظرية الذكاءات المتعددة (إسماعيل إبراهيم الجعفري 2016 : 261-263)

  1. التركيز على هدف أو موضوع معين لمنهاج على مدار السنة أو بناء برنامج للوصول إلى أهداف تعليمية محددة

  2. وضع هدف رئيس تتشعب منه الذكاءات المتعددة، ونسأل أسئلة تحقق الهدف المحدد وتندرج تحت كل ذكاء على حدة، والتي تساعد في تحديد الخطوات الآتية:

  • وضع الاحتمالات والبدائل في الاعتبار

  • اختيار الأنشطة التعليمية المناسبة بعد تحديد استراتيجيات التدريس المناسبة لكل ذكاء وفق الهدف السابق تحديده.

  1. تنفيذ الخطة بعد جمع الموارد والأدوات اللازمة وتحديد إطار الوقت المناسب، ثم تنفيذ الخطة.

  2. تشكيل الأسراب (جماعات تعلم خاصة) ويختار التلاميذ فرديا الانضمام إليها استنادا إلى ميولهم، ثم يتم اختيار فرع معين من قبلهم.

  3. حجرة التدفق يعني التدفق حالة نشطة من الانهماك المكثف في نشاط، تضم حجرة التدفق مجموعات من ألعاب الرقع أو اللوحات الألغاز وبرامج الكومبيوتر ومواد تعلم أخرى.

  4. لجنة المصدر في المجتمع المحلي

  • تتألف من ممثلين للمجتمع المحلي في مجالات الأعمال والفنون والمنظمات الثقافية، والحكومة، والتعليم العالي.

  • تضع هذه الجماعة برامج أسبوعية أو جمعيات لمجتمع المتعلمين كله القائم على ثيمات متعددة التخصصات.

  • ترتبط المجموعات بثيمات على اتساع المدرسة.

  • يتم اختيار المتعلمين لهذه المدرسة عشوائيا

  • تعد هذه المدرسة من المدارس التي تبذل الجهود لتطبيق نظرية الذكاءات المتعددة واقعا.

  • هذه المدرسة تتابع قرار ن قبل ثمانية مدرسين في مدارس عامة.

6.3. نماذج من المناهج في إطار نظرية الذكاءات المتعددة لـ جاردنر Gardner (إسماعيل إبراهيم الجعفري 2016: 271-276)

1.6.3. المنهاج عند آنا كونر Anna O. Conner

عملت كونر Conner على تطبيق نظرية الذكاءات المتعددة في رياض الأطفال كالتالي:

  • زودت المعلمات بالموضوعات والأنشطة التي تتحدى التفكير.

  • خططت المنهاج ونظمته في خمس وحدات اشتملت كل وحدة على ثلاث دروس تغطي الذكاءات : اللغوي، الرياضي المنطقي، البدني الجسمي، الموسيقي، المكاني/المرئي، الاجتماعي، الشخصي الذاتي.

واشتملت خطة العمل على:

  1. بعض الدروس احتوت على واجبات ومهام ومنزلية صممت خصيصا لتقوية وتدعيم الاتصال بين (الأسرة) المنزل والرياض.

  2. بعض الدروس احتوت على تصميم ملفات خاصة بسيطة اقترحت لتجميع إنتاج الأطفال خلال العام.

  3. محتوى الوحدات الخمس:

  • الوحدة الأولى: وحدة الذات، حيث تتناول كل المفاهيم التي تدور حول الذات ومساعدة الطفل على فهم ذاته وإمكانياته ونقاط قوته وضعفه فهما صحيحا.

  • الوحدة الثانية: وحدة الخريف، التعرف على أحد المظاهر الطبيعية وما يصاحبه من تقلبات في الجو، وأهم النشطة المصاحبة في هذا الفصل من خلال الأنشطة الخارجية

  • الوحدة الثالثة: وحدة الشتاء، تتشابه إلى حد كبير مع وحدة الخريف في الأنشطة المتقدمة.

  • الوحدة الرابعة: وحدة الليل والنهار، للتعرف على ظاهرة تعاقب الليل والنهار وأهم المظاهر والأنشطة المصاحبة لكل منهما.

  • الوحدة الخامسة: وحدة القلاع، تتسم هذه الوحدة بالطابع التاريخي إلى حد كبير حيث تقدم أشكالا للمنازل في عصور مختلفة.

نوعت كونر Conner في الأنشطة المقدمة خلال كل وحدة، فمنها الأنشطة التي تتم داخل الفصل مثل: الأنشطة الفردية والأنشطة الجماعية، ومنها الأنشطة الخارجية، مثل الرحلات والزيارات الميدانية والرحلات الاستكشافية.

كذلك نوعت في طرق وأساليب التدريس لتقديم الخبرة التعليمية في اطار كل ذكاء لتلبية حاجات كل طفل ومساعدته على التعلم وفق نمط التعلم المناسب له.

2.6.3. مشروع جوليا جاسمين Julia Jasmine

أعدت جاسمين Jasmine دليلا للمعلم في المدارس الأمريكية تدعو فيه المعلمين إلى اعتماد نظرية جاردنر Gardnerللذكاءات المتعددة وتطبيقها في العمليات التعليمية، وذلك من خلال تقديم خبرات اليدوية التربوية المختلفة للطفل، داعية إلى التربية الكلية للطفل: عقله، وبدنه، وشخصيته، وعلاقاته الاجتماعية معا في كل متكامل.

قسمت جاسمين Jasmineالدليل إلى ثلاثة أجزاء:

  1. الأول: وضحت فيه الأساس النظري لنظرية جاردنر Gardner للذكاءات المتعددة وعلاقتها بالمنهاج، وأهميتها التربوية لتحقيق النمو المتكامل للطفل من خلال الذكاءات السبعة.

  2. الثاني: عرض الملامح الرئيسية لأساليب وطرق التربية في المستقبل وحاجات كل طفل للمستقبل القادم كمدخل للتأكيد على أهمية الفروق الفردية، وتلبية احتياجاتهم المتفردة، وتنمية ذكاءاته.

  3. الثالث: تضمن الدليل أنشطة تعليمية في كل مجالات المعرفة الشخصية (الذاتية) كوسائل للتعليم، يحتوي كل نشاط على الذكاءات السبعة في كل متكامل.

وتضمن مشروعها موجهات منها: كل نشاط المعلمة، اهتمامها بالهدف من النشاط، ومستوى العمر المناسب لهذا النشاط والذكاءات، وكيفية توظيفها داخل النشاط والأدوات والوسائل الضرورية لتنفيذ النشاط.

كما اقترحت أيضا مجموعة من الأنشطة الإثرائية التي تتضمن خبرات الطفل مع والديه لدعم التعاون بين الأسرة والرياض، والخبرات المكتسبة عن طريق الرحلات والزيارات الميدانية، والتي تنمي ذكاء الطفل من خلال تفاعله مع بيئته المحيطة.

3.6.3. أنموذج المنهج في ضوء نظرية الذكاءات المتعددة لمرحلة رياض الأطفال

لخصت أماني 2011 أهم السمات والخصائص للمنهج القائم على نظرية الذكاءات المتعددة بما يأتي:

  • مجالات المعرفة: الربط بين مجالات المعرفة وتقدم للأطفال كنماذج تحاكي الواقع المحيط بهم، وتقدم الموضوعات التي تجاوز حدود المفاهيم التقليدية، وتتداخل مع الموضوعات والمهارات التي يمكن أن توجد بصورة طبيعية في الحياة، وتزود الأطفال بفرص استعمال ذكاءاتهم المتعددة بطرق عملية.

  • دور المعلم: تتعدد أدوار المعلم في التعامل مع الذكاءات، فأحيانا تنقل من ذكاء لآخر، وأخرى يدمج ويجمع بين الذكاءات بطرق مبتكرة، ويبدع في إثراء الفكرة باستعمال أنشطة متعددة ومنها الأنشطة الموسيقية مع تزويد الأطفال بالخبرات اليدوية ومنح الأطفال فرص التفاعل فيما بينهم مع السماح له بالتفاعل الذاتي مع نفسه في الأعمال الفردية.

  • تنظيم البيئة التعليمية: ينبغي أن تتضمن هذه البيئة أركانا بعدد الذكاءات، تتوفر في كل ركن المواد والأدوات المناسبة للذكاء الخاص به، وأن تتسع هذه البيئة بما يسمح للأطفال بممارسة الأنشطة المرتبطة بالذكاءات المتعددة بما يساعد على تنمية هذه الذكاءات من خلال محتويات المنهج.
    هذه الرؤية تجعل هناك غموض في الرؤية لدى المتعلم فمن لا يعرف نفسه لا يمكنه أن يستوعب العالم الخارجي بكل موضوعاته، خاصة إذا كان يلاحظ أن هناك فروقات بين قدراته ورؤية الخاصة للموضوعات التي تطرح في البيئة المحيطة والنماذج العامة التي تطرح أمامه في مناهج التعليم على أنه معيار تحقيق النجاح.
    فمثلا أصحاب الذكاء الرياضي يمكنهم أن يتعاملوا مع موضوع الهجرة من خلال الاحصاءات الرياضية والقراءات الاحصائية لهذه الظاهرة وفهمها من هذا المدخل لكن إذا كانت المناهج لا تتيح له فرصة التعرف على هذا الموضوع انطلاقا من جوانب قوته وتضع معيار الحفظ كأساس لتعرف على الظاهرة فإنه لن يتمكن من مجارات هذا المعيار وسينظر لنفسه على أنه فاشل.

4.6.3. تطوير وإصلاح استراتيجيات التدريس وفق نظرية الذكاءات المتعددة

1.4.6.3. استراتيجيات التدريس وفق منظور الذكاءات المتعددة

يمكن توضيح استراتيجيات التدريس المناسبة لكل ذكاء من الذكاءات السبع الأساسية وفق الجدول الآتي:

جدول1 : يوضح ٍ استراتيجيات التعلم المناسبة لكل ذكاء من الذكاءات السبع الاساسية

الذكاء

الاستراتيجية

الذكاء اللغوي

المناقشات سواء في مجموعة كبيرة أو صغيرة.
العصف الذهني.
لعب الأدوار.
الألعاب التي تعتمد على الكلمات واللغة.
عمل تسجيلات صوتية.

الذكاء المنطقي الرياضي

حل المشكلات وخاصة الرياضة.
العمل الجماعي الذي يتطلب تصنيفا تجميعا.

الذكاء المكاني

استعمال الوسائل التعليمية، خاصة الصور والرسوم والخرائط والأشكال البيانية.
الأنشطة الفنية بأنواعها من رسم وتصوير فوتوغرافي.
التمثيل الدرامي الجماعي وتصور الشخصيات.
تأليف القصص من الخيال

الذكاء الحركي

المشروعات الجماعية.
لعب الأدوار التمثيل المسرحي.
التعلم بالعمل والممارسة.
الأنشطة الحركية والرياضية.

الذكاء الموسيقي

الغناء الجماعي.
الاشتراك في فرق العزف أو الغناء.
الاستماع للموسيقى كخلفية للموقف التعليمي.
تنغيم الكلمات وفق إيقاع واضح.

الذكاء الاجتماعي

العمل في مجموعات.
المناقشات بأنواعها.
المشروعات الجماعية في المدرسة، وفي البيئة المحيطة.
تمثيل الأدوار.

الذكاء الشخصي الداخلي

استراتيجية حل المشكلات.
المشروعات الفردية.
الأعمال والألعاب التي تتطلب تركيزا.

المصدر: (ماهر إسماعيل إبراهيم الجعفري، 346 :2016)

جدول 2: يوضح أهم الوسائل التعليمية التي يمكن استعمالها لتحقيق استراتيجيات التعلم

الوسيلة

أمثلــــة

الوسائل اللفظية

سرد الحكايات.
وصف بعض الأشياء.
استعمال الأمثلة.

الوسائل السمعية

شرائط الكاسيت.
الألعاب التي تصدر أصوات.
الآلات الموسيقية.

الوسائل البصرية

الصور.
الرسوم التوضيحية.
العرائس.
القصص المصورة.
السبورة الوبرية والمغناطيسية.
الشفافيات.

المصدر: (ماهر إسماعيل إبراهيم الجعفري، 347 :2016)

شكل 1: خطة الدرس وفق نظرية الذكاءات المتعددة

شكل 1: خطة الدرس وفق نظرية الذكاءات المتعددة

المصدر: (ماهر إسماعيل إبراهيم الجعفري، 348 :2016)

2.4.6.3.الذكاءات المتعددة وسبل تطوير المهارات المعرفية للمتعلم

تقدم نظرية الذكاءات المتعددة سياقا مثاليا لإضفاء معنى على مهارات المتعلم المعرفية، وهو ما يقدم رؤية استراتيجية واضحة تساعد المتعلم على تنمية استراتيجية التفكير، وذلك لأن الذكاءات السبع في النموذج الذي قدمه جاردنر Gardnerهي ذاتها قدرات معرفية، وبالتالي فإن تنمية أي منها في حجرات الدرس يساهم في تنمية القدرة على التفكير لدى المتعلم، فعلى سبيل المثال تعد الذاكرة من أهم القدرات المعرفية التي يحتاجها المتعلم كي ينمي قدراته المعرفية والفكرية من خلال تنمية القدرة على الاحتفاظ بما تعلمه، وتعد مشكلة واضحة منذ القديم تعترض الكثير من المدرسين في تحقيق الأهداف التعليمية، لذا تقدم نظرية الذكاءات المتعددة منظورا مساعدا على تجاوز هذه المشكلة التربوية القديمة، وذلك من خلال اقتراح فكرة الذاكرة الصافية التي تنبني وفق ما ذهب إليه جاردنر Gardnerعلى فكرة أنه لا توجد ذاكرة جيدة وذاكرة رديئة مالم يتحدد ذكاء يرتبط بها، أي أنه يمكن أن يكون لدى فرد ذاكرة جيدة في التعرف على الوجوه (ذكاء مكاني/ اجتماعي) لكن لديه ذاكرة ضعيفة للأسماء والتواريخ (ذكاء لغوي/ منطقي-رياضي)، ومنه يمكن أن تكون المدرسة تركز على نوع معين من الذكاءات دون غيرها وهو ما يجعل المتعلمين الذين قوتهم في نوع مختلف من الذكاءات يظهرون ضعفا في الذاكرة، ويكمن الحل في مساعدة هؤلاء المتعلمين ليصلوا إلى ذاكرتهم الجيدة في الذكاءات الأخرى التي تتلاءم معهم وتدريبها لتطوير مهاراتهم وقدراتهم انطلاقا منها. (جابر عبد الحميد جابر 2003: 183-184)

3.4.6.3. طرائق التدريس متعدد الذكاءات

يوفر منظور الذكاءات المتعددة أساليبا وموادا يمكن استخدامها في التدريس متعدد الذكاءات تتجاوز الصورة النمطية التقليدية للمدرس المحاضر الذي يعتمد الشرح كصيغة للتعلم، يمكن تلخيص طرق التدريس المتعدد الذكاء في الجدول الآتي:

جدول3 يمثل طرائق التدريس متعدد الذكاءات

الذكاء

أنشطة تدريس(أمثلة)

مواد تدريس(أمثلة)

استراتيجيات تعليمية

اللغوي

محاضرات، مناقشات، كلمات، حكاية، قراءة، كتابة يوميات.

كتب، مسجلات شرائط، آلات طابعة، كتب مسجلة

اقرأها، أكتب عنها، تحدث عنها، استمع لها.

المنطقي/الرياضي

حل مشكلات، تجارب علمية، حساب عقلي، ألعاب أعداد، تفكير نقدي

حاسبات، أجهزة علمية، ألعاب رياضية

كممها(من الكل)، فكر نقديا عمها، تصورها.

المكاني

التمثيل أو التصوير البصري، أنشطة الفن، ألعاب الخيال، رسم خريطة عقلية، التشبيه والاستعارة، التصوير البصري.

رسوم بيانية وتوضيحية، خرائط، فيديو، مجموعات، مواد فن، توهمات بصرية، كاميرات، مكتبة فيلمية

أنظر إليها، أرسمها، تصورها بصريا، لونها، أرسم خريطة عقلية لها.

الجسمي/الحركي

اليدان على التعلم، الدراما، الرقص، الألعاب الرياضية التي تدرس، أنشطة لمسية، تمرينات استرخاء

أدوات بناء، طين صلصال، أجهزة وأدوات رياضية، يدويات، مصادر تعلم لمسية

ابنيها أو شيدها، ألمسها، أرقصها(عبر عنها حركيا)

الموسيقي

الدق والطرق والنقر، الأغاني التي درس

مسجلات، شرائط، أدوات موسيقية

غنها، طبل لها، استمع إليها

الاجتماعي

تعلم تعاوني، تدريس أتراب، انغماس في المجتمع المحلي، حفلات اجتماعية، محاكاة

ألعاب، رقع ولوحات، معدات حفلات، معينات لعب الدور

يدرسه، يتعاون معه، يتفاعل فيما يتعلق به

شخصي

التعليم الافرادي، المذاكرة المستقلة، البدائل في مساق الدرس، بناء تقدير الذات

مواد لمراجعة الذات، يوميات مواد للمشروعات

اربطه بحياتك الشخصية، قم باختيارات.

المصدر: .(جابر عبد الحميد جابر 2003 : 70)

ومن خلال ذلك فإن منظور نظرية الذكاءات المتعددة لطرق التدريس يفترض وجود مدرس مختلف في وسائله وطرائق فهمه وعرضه لمحتوى التدريس عن المدرس التقليدي المحاضر ويمكن أن نوضح الفرق بينهما من خلال هذا الجدول:

جدول4: يوضح الفروقات بين المدرس التقليدي والمدرس وفق منظور الذكاءات المتعددة

المدرس التقليدي

المدرس وفق منظور الذكاءات المتعددة

يحاضر وهو يقف في مقدمة حجرة الدراسة
يكتب على السبورة ويطرح أسئلة على التلاميذ عن ما كلفهم بقراءته أو ما وزعه عليهم
ينتظر حتى ينهي التلاميذ عملهم التحريري
يقضي قتا طويلا يدرس التلاميذ على نحو مباشر

يغير المدرس على نحو مستمر ومرن طريقة العرض من عرض لغوي باستخدام الكلمات إلى استخدام الأشكال والصور إلى استخدام الموسيقى وكثيرا ما يؤلف بين الذكاءات بطرق مبتكرة
من الممكن أن يقضي جزءا من الوقت يحاضر ويكتب على السبورة أمام التلاميذ لكن بطرق مبتكرة تراعي الذكاءات المتعددة من خلال الكتابة العادية الى الكتابة من خلال الاشكال والصور وأيضا عرض لفيديوهات واسماع الموسيقى
يشجع التفاعل بين التلاميذ بطرق مختلفة
يعمل على جعل التلاميذ يندمجون في تأمل ذاتي، أو القيام بعمل يربط خبراتهم الشخصية ومشاعرهم بالمادة التي تدرس
يعمل على ايجاد بيئات مفتوحة ينظم فيها التلاميذ معظم تعلمهم

المصدر: (جابر عبد الحميد جابر 2003 : 67-68)

4.4.6.3. الأهداف الاصلاحية لتوظيف نظرية الذكاءات المتعددة في المدرسة (حمداوي، جميل، مارس 2013)

  • من المعلوم أن لنظرية الذكاءات المتعددة مجموعة من الأهداف التربوية والديداكتيكية التي يمكن تحقيقها، ويمكن حصرها في الأهداف التالية :

  • تؤمن النظرية بتعدد الذكاءات لدى المتعلم، إذ يمكن الحديث عن الذكاء اللغوي، والذكاء الرياضي المنطقي، والذكاء الطبيعي، والذكاء التفاعلي، والذكاء الذاتي، والذكاء الوجودي، والذكاء الموسيقي، والذكاء الجسمي الحركي، والذكاء الفضائي البصري...

  • تساهم هذه النظرية في حل المشاكل المتعلقة بالفوارق الفردية.

  • تسعى إلى تنمية العبقرية والموهبة وقدرات الإنتاج والابتكار والإبداع.

  • تكشف مواطن الضعف والقوة عند المتعلم، وخاصة أنها تعالج مواطن التعثر وصعوبات التعلم. ومن ثم، إذا كانت نظريات الذكاء التقليدية تركز على مواطن الضعف لدى المتعلم، فإن نظرية الذكاءات المتعددة تهتم بما هو إيجابي لدى المتعلم، وتستكشف ما لديه من قدرات ذكائية أخرى.

  • تطوير الطرائق البيداغوجية والديداكتيكية.

  • تنمية القدرات الذكائية، وتطوير المهارات الكفائية لدى المتعلم من أجل حل المشكلات، والعمل على الابتكار والإنتاج والإبداع.

  • استثمار القدرات الذكائية لدى المتعلمين في تعليمهم الأكاديمي من خلال أنشطة تعليمية في مجالات هذه الذكاءات.

  •  صلاحية النظرية لتمثلها في برامج التدريس للأطفال العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة.

  • التركيز على الأنشطة المختلفة للذكاءات المتعددة لكي يستفيد كل طفل من النشاط الذي يوافق ذكاءاته.

  • تسمح هذه النظرية لكل متعلم على حدة بتحقيق ذاته، والتميز بالجوانب التي ينفرد بها.

وتأسيسا على ما سبق يمكن القول أن الإصلاح التربوي لطرائق التدريس انطلاقا من الرؤية الاستراتيجية لنظرية الذكاءات المتعددة تقوم على التعليم الاجرائي الذي يركز على المتعلم كهدف أساسي، غير أن التركيز على هذا العنصر المهم والمحوري لا يعتمد على كمية المعلومات ونوعية الموضوعات التي يجب أن يملأ بها ذهن المتعلم بقدر ما يركز كأولوية على المهارات الاجرائية للتعلم لديه والتي إذا تمكن من التحكم بها وتطويرها تصبح لديه رؤية واضحة عن أهدافه في الحياة وعن نفسه وميولاتها وتوجهاتها من ناحية وعلى الطرائق والأساليب الاجرائية التي يتمكن من خلالها بلوغ هذه الأهداف بفعالية ذاتية.

خاتمة

وفي الختام بمكن القول أن الرؤية الاستراتيجية لإصلاح المنهج التربوي وطرائق التدريس وفق نظرية الذكاءات المتعدد لهوارد جاردنرHoward Gardner لا تنطلق من أهداف نظرية خارجة عن المتعلم تقوم على ملأ دماغه بمجموعة من المعلومات والمواضيع التي تعبر بالأساس عن التوجهات المعيارية والقيمية لسياسة العامة للبلاد دون النظر في جوانب الاجرائية للتعليم المرتبطة بتمكين المتعلم من اكتشاف قدراته والمجالات التي يمكنه توظيفها بها وتحقيق النجاح الاجتماعي بصورة ذاتية بعيدا عن النماذج والقوالب الجاهزة اجتماعيا والتي قد لا تمكن الجميع من ذات الفرص لاختلاف الامكانيات والقدرات المادية والموضوعية المتاحة للمتعلم بعد انتقاله لممارسة الحياة العملية، كما أن هذا التوجه يجعل هناك غموض في الرؤية لدى المتعلم فمن لا يعرف نفسه لا يمكنه أن يستوعب العالم الخارجي بكل موضوعاته، خاصة إذا كان يلاحظ أن هناك فروقات بين قدراته ورؤيته الخاصة للموضوعات التي تطرح في البيئة المحيطة والنماذج العامة التي تطرح أمامه في مناهج التعليم على أنها معيار تحقيق النجاح.

قائمة المراجع

أم الجيلالي، عبد الحميد بكري مارس 2018، أثر استخدام برنامج تعليمي قائم على نظرية الذكاءات المتعددة في معالجة صعوبات تعلم الرياضيات لدى تلاميذ الثالثة ابتدائي، مجلة العلوم النفسية التربوية، العدد 1، جامعة الوادي، المجلد4

براهيمي عيسى وآخرون 2020، أثر برنامج حركي مقترح لتنمية الذكاءات المتعددة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية دراسة تجريبية على عينة من تلاميذ مدرسة ابتدائية ديار السعادة بلدية بسكرة، مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية، المجلد 5، العدد1

جابر عبد الحميد جابر 2003، الذكاءات المتعددة والفهم: تنمية وتعميق، سلسلة المراجع في التربية وعلم النفس، الكتاب28، ط1، دار الفكر العربي

جمال ياحي، عمار سويسي سبتمبر 2016، أسباب مقاومة الإصلاح التربوي من وجهة نظر أساتذة التعليم الابتدائي، مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية، العدد 02، جامعة محمد بوضياف –المسيلة.

حمداوي جمال مارس 2013، تطبيق نظرية الذكاءات المتعددة في التربية التعليم، تم الاسترجاع من موقع ديوان العرب على الرابط : https://www.diwanalarab.com/تطبيق-نظرية بتاريخ : 25 août 2020 على الساعة : 14 :51

سعود بن مبارك البادري مارس 2020، استخدام الذكاءات المتعدد كمدخل لتحسين التحصيل الدافعية الميول في القراءة للصف التاسع بمنطقة الباطنة شمال بسلطنة عمان، العدد 10، المجلد 3

سليماني صباح، حميدي سامية د/س، إصلاح المنهج التربوي: بين متطلبات التغيير والحفاظ على الثقافة، دفاتر المخبر دورية علمية محكمة، المجلد 4، العدد1، جامعة محمد خيضر-بسكرة.

عبد الرحمن عبد الهاشي، سهام محمود محارمة يونيو 2015، فاعلية برنامج تعليمي قائم على المنحنى التواصلي في تحسين الذكاء اللغوي لدى طالبات المرحلة الأساسية العليا في الأردن، مجلة جامعة الشارقة للعلوم الانسانية والاجتماعية، العدد1، المجلد 12

عبد الواحد أولاد الفقيهي 2012، الذكاءات المتعددة التأسيس العلمي، ط1، منشورات مجلة علم التربية العدد 30

ماهر اسماعيل إبراهيم الجعفري 2016، موقف الفلسفات التربوية ونظريات الذكاءات المتعددة والعقل وعاداته من المناهج والتدريس، ط1، دار الأيام للنشر والتوزيع، عمان

محمدي فوزية، بيوض زبيدة جوان2019، واقع الاصلاح التربوي للجيل الثاني من وجهة نظر أساتذة المتوسطة دراسة ميدانية بورقلة، مجلة آفاق للبحوث والدراسات، سداسية دولية محكمة، العدد04، المركز الجامعي اليزي.

وليد العيد ديسمبر 2014، نظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر : تقنين المقياس، مجلة العلوم الاجتماعية والانسانية، العدد

ياسر بهاء الدين 2017، الذكاءات المتعددة واكتشاف العباقرة، ط1، عالم الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة

شكل 1: خطة الدرس وفق نظرية الذكاءات المتعددة

شكل 1: خطة الدرس وفق نظرية الذكاءات المتعددة

المصدر: (ماهر إسماعيل إبراهيم الجعفري، 348 :2016)

بوطورة حنان

مخبر البحوث والدراسات الاجتماعية - جامعة 20 أوت 1955 سكيكدة

© Tous droits réservés à l'auteur de l'article