مقدمة
تعد مرحلة ما قبل التمدرس القاعدة التي ترتكز عليها تربية الطفل وتعليمه في مراحل نموه الأولى، لما لها من تأثير عميق في شخصية الطفل ولما تتركه من انطباعات على سلوكه مستقبلا. لذا من الضروري توفير بيئة ملائمة وسوية للطفل، تساهم في تنشيط قدراته وتحفيز مواهبه وتنميتها إلى أقصى حد ممكن. ومن هذا المنطلق يظهر دور المرحلة التحضيرية من خلال رياض الأطفال والأقسام التحضيرية بالمؤسسات التربوية، والتي تأخذ على عاتقها رعاية الأطفال دون سن التمدرس وتهيئتهم للدخول إلى المدرسة الابتدائية، من خلال توفير الخدمات التربوية والتعليمية وفق أساليب علمية مدروسة تساعد على النمو السوي والمتكامل للطفل.
تعتبر المرحلة التحضيرية مرحلة للتنمية الشاملة لحواس الطفل وقدراته وميوله واستعداداته المختلفة، وذلك حتى يصل الطفل إلى المرحلة الابتدائية وهو في كامل استعداده لاكتساب الخبرات المعدة له في هذه المرحلة، ولتحقيق ذلك يجب على الروضة أن توفر بيئة غنية بالأنشطة والوسائل المتنوعة التي تساهم في إثارة دافعية الطفل للتعلم، ومتابعة الطفل خلال مختلف مظاهر نموه والتعرف على قدراته والعمل على تطويرها.
من أهم مظاهر النمو لدى الطفل التي تسعى رياض الأطفال والمدارس التحضيرية إلى تنميتها، يحتل جانب النمو اللغوي مكانة عالية وذلك للوظائف المهمة التي تؤديها اللغة للإنسان، فهي أداة اتصال وتفاهم، كما أنها أداة مهمة لتكوين المفاهيم، وأداة للتعبير عن النفس. وتوصف مرحلة الاستعداد اللغوي بأنها الدعامة الأساسية لإكساب مهارة القراءة للطفل، كما أنها مؤشّر يدل على مستوى الطفل فيما بعد من حيث تقدّمه أو تأخّره في مرحلة تعلّم القراءة، حيث قد تستغرق سنوات ما قبل المدرسة حسب قدرة الطفل، وذلك لأنها مهارة تحتاج إلى نضج حسي حركي ومعرفي ومعارف وخبرات كافية تؤهله للوصول إلى اكتسابها، ولا يتم ذلك إلاّ في مجال الحقل التعليمي، ذلك لأن النمو اللغوي يأخذ تقدّم كبيراً في هذه المرحلة سواء من حيث زيادة الفهم والتلفّظ وتكوين الجمل، وهذا يعني أن للمهارات اللغوية دور فعال في إثراء الحصيلة اللغوية باعتبارها الركيزة الأولى في اكتساب اللغة عند الطفل.
اتجهت الدراسات النفسية التربوية نحو دور القصة الموجهة للطفل، لما تتركه من أثر على ملكة الخيال والإبداع لدى طفل ما قبل المدرسة، إذ تقدم القصة لطفل ما قبل المدرسة الأفكار والقيم والأخلاق بشكل مصور أو مسموع، وهذا يؤثر بشكل كبير على تعديل الأنماط السلوكية لدى أطفال ما قبل المدرسة.
يعتبر الأسلوب القصصي في تعليم الأطفال من أفضل الوسائل التربوية، لقدرته على شد انتباه الطفل واستثارة خياله الواسع، كما يمثل أسلوبا مناسبا لاكتساب مهارات لغوية وتنميتها بالاستماع والإنصات للسرد القصصي، وتعلّم مهارة التمييز بين الأصوات والكلمات ونطقها بشكل صحيح وتذكرها واستخدامها من خلال المحادثات التفاعلية خلال الأنشطة التربوية. لذا وجب على المربية استخدام فنيات وخبرات فن رواية القصة وما يتبعها من أنشطة تثير خيال الأطفال وتظهر قدراتهم اللغوية والعمل على إثراء رصيدهم اللغوي وتثبيت المفاهيم والمفردات، وحث الأطفال على التحدث والتعبير اللفظي على انطباعاتهم وأفكارهم.
جاء هذا البحث ليتناول دراسة دور القصة في تنمية بعض المهارات اللغوية (الاستماع والتحدث) لدى طفل ما قبل التمدرس، من خلال تطبيق برنامج تعليمي قائم على الأنشطة القصصية موجه للأطفال القسم التحضيري من سن (5-6) سنوات، باستخدام المنهج التجريبي لعينة واحدة.
1. الإطار المنهجي للبحث
1.1. إشكالية البحث وتساؤلاته
يتطلب اكتساب اللغة مجموعة قدرات ينبغي توفّرها عند المتعلم، وبالأخص في المراحل الأولى من تعّلمها، وأبرزها ما يرتبط بالأجهزة الحسية البصرية والمعرفية كجهاز النطق، والقدرات السمعية والبصرية، لذلك فمن الضروري تحفيز هذه الاستعدادات وتعزيزها وتنميتها كخطوة سابقة لاستقبال اللغة من خلال برامج التهيئة اللغوية المناسبة، والتركيز على تثبيت المهارات والتأكد من اكتساب المتعلم للقدرات اللازمة.
من الضروري أن تهتم رياض الأطفال بتنمية المهارات اللغوية الأساسية في المراحل التعليمية الأولى، وفي مقدمتها النطق الصحيح للأصوات، والتمييز بين المتشابه منها والمتقارب نطقاً وشكلاً، فتتشكل اللغة من مجموعة من المهارات التي تعمل معاً بصورة تكاملية، لذا ينبغي مراعاة هذا التكامل في تلقينها وعدم الفصل بين مهاراتها إلا في المراحل المتقدمة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إضافة أنشطة لغوية مختلفة ترتبط بالأنشطة التعليمية الأخرى، سواء عند تصميم المحتوى أو من خلال إثراء المربية للمحتوى الموجود بمثل هذه الأنشطة، ويتم هذا من خلال التركيز على الجانب التكاملي للغة، وربط المحتوى التعليمي بالواقع والحياة، كانعكاس له وصورة ممثلة لما يعيشه الطفل، مع مراعاة المربية لتقديم أمثلة أو سرد قصص أو تمثيل مواقف تستند إلى ما يعايشه الطفل يوميا.
تتنوع طرق وأساليب تنمية فنون اللغة ومهاراتها، وعلى المربية أن تعي أن التنوع في استخدام الأساليب أكثر فعالية وأقرب إلى تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة، فتختار ما يناسب القدرات والاستعدادات اللغوية للطفل، وحسب نوع المهارات التي تسعى إلى تنميتها وتعزيزها لديه، معتمدة على خبراتها التعليمية في ظل التطورات التربوية والنفسية في مجال تعليم اللغة.
ومن أهم طرق تنمية الاستعداد للقراءة في الروضة تجهيز بيئة غنية بالأنشطة، يتفاعل معها الطفل وتمدّه بخبرات ومهارات متنوعة مباشرة وغير مباشرة تساهم في تكوين استعداده للقراءة (خضر وشعبان 1996 : 74). حيث أكدت الدراسات على الدور الذي يمكن أن تقوم به مؤسسات رياض الأطفال في مساعدة الطفل على إتقان مهارة القراءة في المستقبل، وذلك عن طريق إكسابه مهارات الاستعداد للقراءة، حتى يصل الطفل إلى مرحلة التعليم الأساسي وهو ممتلك لهذه القدرات والمهارات (الطحان 2003 : 19). فمحاولة تعليم الطفل القراءة قبل أن يكون مستعدًا لها قد يؤدي إلى إطالة المدة المطلوبة للتعليم وإجهاد الطفل، كما أنه قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تكوين اتجاهات سلبية لدى الطفل نحو القراءة (الناشف 2007 : 31).
يرتبط النجاح في القراءة بشكل كبير بالقدرة على التمييز السمعي بين أصوات الحروف المختلفة والمتقاربة في النطق، وكذلك قدرة الطفل على التمييز السمعي بين أصوات الكلمات من حيث بدايتها ونهايتها الصوتية، والتمييز السمعي بين الكلمات، وبالرغم من أن الأطفال يكتسبون مهارة التمييز السمعي بين الأصوات بالتمرين العشوائي الذي يحدث بالصدفة، إلاّ أن كثيرًا من الأطفال يحتاجون إلى بعض الأنشطة المخططة التي تهدف إلى تحسين مهاراتهم السمعية (عبد الله 2002 : 253-255). فالمهارات السمعية لا تعتمد على الأذن فقط بل إنها تتطلب نشاطًا ذهنيا يتم من خلاله معالجة الأصوات وتفسيرها، أو تحويلها إلى كلمات وجمل في سبيل إعطاء معنى لهذه الأصوات (الطحان 2003 : 33).
الأطفال الذين يمتلكون مهارات الاستماع من تذكر وتمييز سمعي بين أصوات الحروف والكلمات تزيد احتمالات نجاحهم في المستقبل في تعلم القراءة، لارتباطها بقدرة الأطفال على تهجّي الكلمات وربط الحروف بأصواتها؛ وفي المقابل فإن الأطفال الذين لا تتاح لهم الخبرات الكافية التي تمكنهم من اكتساب هذه المهارات يكونون أكثر احتمالا لمواجهة صعوبات أثناء تعلمهم القراءة مستقبلا، حيث يؤثر عدد المفردات التي يفهمها الطفل ويستخدمها في حديثه بشكل كبير عند تعليم الطفل للقراءة، فقراءة الكلمات التي يعرفها يكون أسهل بالنسبة إليه من قراءة الكلمات التي لا يعرفها. وبما أن القراءة عبارة عن ربط الرموز المكتوبة بمعانيها، فإن عدد المفردات التي يعرفها الطفل يلعب دورَا كبيرَا في عملية فهم المقروء، حيث لا يمكن أن يفهم الطفل معنى ما يقرأ دون أن يفهم معاني أغلب الكلمات التي يقرؤها (الناشف 2007 : 36-37).
كما أكدت الدراسات أن قدرات أطفال الروضة اللغوية والتي تتمثل في محصول الطفل اللفظي، والتحدث بجمل سليمة تعدّ عاملا مؤثّراً بشكل كبير على قدرات الأطفال القرائية في المرحلة الابتدائية، وتؤثّر كذلك قدرة الطفل على الحديث في عبارات تتصف بالبساطة والدقة على قدرته المستقبلية في القراءة، وكلما استطاع الطفل ذلك كلما كان أكثر قدرة على تعلم القراءة.
وتعد مهارة التحدث أساسية في مسار النمو اللغوي للطفل، إذ تتضمن المحادثة والتعبير الشفهي، ويعد الكلام مهارة إنتاجية تتطلب من المربية القدرة على استخدام الأصوات بدقة والتمكن من الصيغ النحوية، ونظام وتركيب الجمل والكلمات حتى تساعد على التعبير عما يريده الطفل. فالتحدث بذلك عبارة عن عملية ذكية تتضمن دافعاً للمتكلم ثم مضموناً للحديث، فهي ليست بسيطة ولا تحدث فجأة إنما هي عملية ذات طبيعة معقدة بالرغم من مظهرها التلقائي والعفوي، ولكن في باطنها وحقيقة أمرها تدلّ على أنّها لا تتم إلا ضمن خطوات عديدة، تحدث سريعة متتالية حسب طبيعة المتحدث (مدكور 2000 : 161). لذا احتل تعليم مهارة التحدث أهمية بالغة في منهاج تعليم الطفل، بحيث تعد هذه المهارة المعول الرئيسي لبناء معارفه وثقافته، فعن طريقها يتعرف الإنسان إلى ما يجري حوله من أحداث في مختلف نواحي الحياة، ويندمج بصورة فعالة في الحياة الاجتماعية ويتبادل الخبرات والآراء والأفكار فيكشف نفسه والآخرين.
ومن هنا تظهر أهمية التحدث للطفل، ذلك لأنه يمكنّه من الإفصاح والتعبير عن مكنونات نفسه ونقل مشاعره واتجاهاته إلى الآخرين والتعامل مع المجتمع الذّي يعيش فيه، وبهذا تُعد مهارة التحدث أداة الاتّصال السريع بين الفرد وغيره، والنجاح فيه يحقق كثيراً من الأغراض الحيوية في الميادين المختلفة (السيليني 2008 : 36).
ويمكن لمعلمة الروضة أن تنمي مهارات الاستماع والتحدث لدى الأطفال بسرد القصص، وهذا ما أكدته العديد من الدراسات كدراسة (السعدي، 2019) و(السعدي وأبو الهيجاء، 2018) و(جبرة، 2015) و(الفهيد، 2014) والتي أكدت على فعالية القصة في تنمية مهارات التحدث من خلال استخدام فنيات المناقشة وإتاحة الفرصة لدى الأطفال لإعادة سردها، مع تصميم المعلمة لقصص مصورة تمثل أحداث متتابعة بشكل منطقي، والتركيز على تمثيل المواقف والقصص المبسطة، وترك الحرية للطفل للتحدث عن أسرته وأصدقائه، بجانب إتاحة أكبر وقت ممكن للمحادثة الحرة بين الأطفال، فمهارة التحدث تتوقف على رصيد الطفل من المفردات وقدرته على تركيب جمل ذات معنى وتوصيل هذا المعنى بطريقة صحيحة للآخرين، وعلى المعلمة أن تبادر إلى مناقشة الأطفال عقب أداء الأنشطة المختلفة ليتحدث الأطفال عما فعلوه وما يريدون عمله لاحقاً في جمل مبسطة.
كما اتفقت نتائج دراسة (كمال، 2012) و(التبيني، 2012) و(محمد، 2010) و(زهران وآخرون، 2007) التي أكدت على دور القصة في تنمية مهارات الاستماع والآثار الإيجابية التي تترتب على اكتساب الطفل لمهارات الاستماع قبل سن التمدرس، كتنمية قدرة الطفل على تمييز الأصوات والحروف والكلمات، تنمية الذاكرة السمعية والتدرب على الاحتفاظ بالمعلومات، وزيادة سعة وشدة الانتباه لدى الطفل من خلال التدرج في الاستماع، كما تمثل وسيلة اتصال فعالة تساعد على التواصل والاندماج الاجتماعي.
وبناء عليه، يطرح البحث الحالي التساؤلات التالية :
-
ما هو مستوى مهارات الاستماع لدى أطفال قسم التحضيري بمدرسة جودة تعليم الجزائر BBC School؟
-
ما هو مستوى مهارات التحدث لدى أطفال قسم التحضيري بمدرسة جودة تعليم الجزائر BBC School؟
-
ما مدى فعالية البرنامج التعليمي القائم على القصة في تنمية بعض المهارات اللغوية (الاستماع والتحدث) لدى أطفال قسم التحضيري بمدرسة جودة تعليم الجزائر BBC School؟
2.1. فرضيات البحث
-
الفرضية العامة :
-
هناك فعالية للبرنامج التعليمي القائم على القصة في تنمية بعض المهارات اللغوية (الاستماع والتحدث) لدى أطفال قسم التحضيري بمدرسة جودة تعليم الجزائر BBC School.
-
الفرضيات الجزئية :
-
هناك فروق ذات دلالة معنوية ما بين الاختبار القبلي والاختبار البعدي لمهارات الاستماع تعزى للاختبار البعدي لدى أطفال قسم التحضيري بمدرسة جودة تعليم الجزائر BBC School.
-
هناك فروق ذات دلالة معنوية ما بين الاختبار القبلي والاختبار البعدي لمهارات التحدث تعزى للاختبار البعدي لدى أطفال قسم التحضيري بمدرسة جودة تعليم الجزائر BBC School.
3.1. أهداف البحث
يهدف البحث الحالي إلى :
-
تشخيص مستوى مهارات الاستماع لدى أطفال قسم التحضيري بمدرسة جودة تعليم الجزائر BBC School.
-
تشخيص مستوى مهارات التحدث لدى أطفال قسم التحضيري بمدرسة جودة تعليم الجزائر BBC School.
-
التعرف على مدى فعالية البرنامج التعليمي القائم على القصة في تنمية المهارات اللغوية لدى أطفال قسم التحضيري بمدرسة جودة تعليم الجزائر BBC School.
4.1. أهمية البحث
ترجع أهمية الدراسة إلى موضوع البحث الذي يتناول دور القصة في تنمية المهارات اللغوية لدى الطفل في مراحل عمره المبكرة قبل بدء سن التمدرس، وتستمد ذلك من كونها مرحلة تكوينية حاسمة لإرساء معالم شخصية الطفل واكتشاف وإظهار استعداداته وقدراته اللغوية والمعرفية وتنميتها. ويظهر دور الروضة والمدارس التحضيرية في مساعدة الطفل على صقل مواهبه وقدراته والإفصاح عن ميوله اتجاه المواد التعليمية المختلفة، أين تلعب المربية دورا جوهريا في ذلك من خلال استخدام وتوظيف مختلف الأنشطة والأساليب التعليمية لتحقيقها.
وتعتبر الأنشطة القصصية من أكثر الأنشطة جذبا لانتباه الأطفال ومتعة وتشويقا، لما لها من قدرة على تحفيز الخيال والإبداع، كما غرس القيم والأخلاق والسلوكات الإيجابية لدى الأطفال، لذا يستوجب على المربية الإلمام بفنيات رواية القصة وما يتبعها من أنشطة ضمن المناهج التعليمية، وذلك لدورها في تنمية مهارات الاستماع والتحدث لدى الأطفال. فتظهر أهمية هذا البحث في البرنامج التعليمي المقترح لتجسيد هذه العلاقة من خلال الأنشطة القصصية القائمة على القصة الموجهة لتنمية المهارات اللغوية (الاستماع والتحدث) بالاعتماد على فنيات السرد والحوار والمناقشة والتغذية الراجعة، التي تساعد الطفل على اكتساب الرصيد اللغوي الذي يؤهله لدخول العالم المدرسي.
5.1. المفاهيم الإجرائية للبحث
-
القصة : تعرف في البحث بأنها : « المجموعة القصصية المحددة ضمن البرنامج التعليمي والتي يتم سردها على مسامع أطفال قسم التحضيري بمدرسة جودة تعليم الجزائر BBC School، بهدف تنمية مهاراتهم اللغوية ».
-
المهارات اللغوية : تعرف في هذا البحث بأنها : « مهارات اللغة العربية التي يكتسبها الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة من مهارات الاستماع والتحدث، لإشباع حاجات الاتصال اللغوي لديهم، وتهيئتهم لاكتساب اللغة في مرحلة التمدرس ».
-
مهارات الاستماع : وتعرف بأنها : « قدرة الطفل على التمييز السمعي والتذكر السمعي لمختلف الأصوات والكلمات المتشابهة والمختلفة والتعرف عليها والربط بينها وتعلم اللغة وفهم معاني الكلمات، وتقاس بالدرجة التي يحصل عليها الطفل على مقياس مهارات الاستماع من إعداد إيمان أحمد خليل (2003) لقياس المهارات اللغوية ».
-
مهارات التحدث : وتعرف في هذا البحث بأنها قدرة الطفل على النطق السليم للحروف والكلمات وتركيب الجمل، وقدرته على استخدام اللغة في التعبير عن أفكاره وأحاسيسه حتى يستطيع التواصل مع الآخرين والتكيف مع كل ما يحيط به. وتقاس بالدرجة التي يحصل عليها الطفل على مقياس مهارات التحدث من إعداد عماد توفيق السعدي وخلدون عبد الرحيم أبو الهيجاء (2012)، لقياس مهارات التحدث، من خلال مهارات فرعية تتمثل في : صحة النطق، دقة الأداء، الطلاقة اللفظية، الترابط والتماسك، ووظيفة الأداء.
-
البرنامج التعليمي : يمثل البرنامج التجريبي المقترح في البحث الحالي والقائم على الأنشطة القصصية ذات الطابع التربوي الاجتماعي الموجهة لأطفال قسم التحضيري بمدرسة جودة تعليم الجزائر BBC School، باستخدام عدد من الأساليب والفنيات السردية الحوارية، بهدف تنمية بعض المهارات اللغوية (الاستماع والتحدث)، وذلك من خلال 28 حصة تتوزع على 8 أسابيع.
-
طفل ما قبل التمدرس : هو الطفل الذي يتراوح سنه ما بين (5-6) سنوات، وينتسب إلى قسم التحضيري بمدرسة جودة تعليم الجزائر BBC School، والذي تم اختياره للانتماء إلى العينة التجريبية للبحث.
2. الإطار النظري للبحث
1.2. المهارات اللغوية
يعرف أحمد فؤاد عليان (2000) المهارة اللغوية بأنها : « أداء لغوي صوتي أو غير صوتي يتميز بالسرعة والدقة والكفاءة والفهم، مع مراعاة القواعد اللغوية المنطوقة والمكتوبة، ويقصد بالحيز الصوتي اللغة المنطوقة، والحيز غير الصوتي هو اللغة المكتوبة ». كما يعرفها علي أحمد مدكور (2000) بأنها : « أركان الاتصال اللغوي، وهي متصلة ببعضها تمام الاتصال وكل منها يؤثر بالفنون الأخرى ويتأثر بها. وتعرفها كريمان بدير وإميلي صادق» (2005) بأنها : «فنون اللغة التي تتكون من أربعة مهارات تتمثل في : الاستماع، الحديث، القراءة، والكتابة » (سعيد ومراد 2018 : 311-312).
وسيتم التعرض خلال هذا البحث إلى مهارتين أساسيتين في مرحلة ما قبل التمدرس، وهما مهارتي : الاستماع والتحدث واللتان تجسدان الاستعداد اللغوي للطفل.
1.1.2. مهارات الاستماع
يعرّفه محمد عبد القادر (1982) بأنه : « عملية عقلية تتطلب جهد يبذله المستمع في متابعة المتكلم، وفهم ما يقوله واختراق أفكاره واسترجاعها إذا لزم الأمر وإجراء عمليات ربط بين الأفكار المتعددة » (عبد القادر 1982 : 147). كما يعرفه أحمد جمعة (2006) بأنه : « الجانب الاستقبالي من عملية الاتصال الشفهي في اللغة، وبدونه لا يمكن أن نقول أن هناك اتصالا شفهيا بأي حال من الأحوال، فهو عملية تتطلب نشاطاً عقلياً من المستمع وتحتاج إلى انتباه واع لأصوات التعبير المتحدثة وفهم معناها واختزالها واسترجاعها إذا لزم الأمر » (جمعة 2006 : 79).
وقد قسم التربويون مهارات الاستماع إلى أقسام رئيسية وهي :
-
مهارة الفهم والثقة : الاستعداد للاستماع والقدرة على حصر الذهن والتركيز أثناء عملية الاستماع، واستخدام إشارات السياق الصوتية للمتعلم وإدراك الأفكار الجزئية المكونة للفكرة، والقدرة على متابعة التعليمات الشفوية وفهم المقصود منها.
-
مهارة الاستيعاب والتذكر : القدرة على تلخيص المسموع والتمييز بين الحقيقة والخيال، القدرة على تصنيف الأفكار المعروضة على المتحدث والتعرف على الجديد في المسموع وربطه بالخبرات السابقة، وإدراك العلاقات بين المسموع من الأفكار والمعلومات المعروضة (السيليني 2008 : 137-138).
-
مهارة التذوق والنقد : حسن الاستماع والتفاعل مع المتحدث، القدرة على مشاركة المتحدث عاطفيا، الحكم على الحديث في ضوء الخيارات السابقة من حيث القبول أو الرفض، إدراك معنى أهمية الأفكار التّي تضمنها الحديث، ومدى صلاحية التطبيق، القدرة على التصور بما سينتهي إليه الحديث (الحلاق 2010 : 137).
2.1.2. مهارات التحدث
يعرف يوسف أبو العدوس (2000) مهارة التحدث بأنها : » تلك العادات الشفهية المنطوقة في مختلف المواقف الاجتماعية مثل : تبادل الأفكار، الحوار والتحيات، استعمال الهاتف، بداية الاجتماعات وغيرها من المواقف «(أبو العدوس 2000 : 15). كما يعرفه عبد القادر الجرجاني بأنه : » وسيلة للتعبير عن معاني وأفكار وعواطف وأحاسيس تختلج نفوس البشر في صورة تناسق دلالته وتلاءم معانيه على الوجه الذّي يقتضيه العقل» (الجرجاني 1992 : 120).
ويؤكد كل من السعدي وأبو الهيجاء (2018) أن المهارات الفرعية للتحدث هي :
-
صحـة النطـق : نطـق الكلمـات الـواردة في الحديـث نطقـا صحيحـا بإخـراج أصـوات حروفهـا مـن مخارجهـا الصحيحـة مـع مراعـاة «أل الشمسـية » و «أل القمريـة» ، ودونمـا قلـب بيـن أصـوات الكلمـات أو إبـدال بعضهـا أو حذفـه أو زيادة بعـض الأصـوات.
-
دقة الضبـط : ضبـط الكلمـات الـواردة في الحديـث مـن حيـث بنيتهـا (قواعـد الصـرف(، دقة وحركـة أواخرهـا (قواعـد النحـو).
-
الطلاقـة اللفظيـة : نطـق الكلمـات والجمـل الـواردة في الحديـث بسـرعة مناسـبة دونمـا تلعثـم أو تـردد أو توقـف، مـع مراعـاة أماكـن الفصـل والوصـل.
-
الترابـط والتماسـك : ربـط الجمـل الـواردة في الحديـث بأدوات ربـط لفظيـة مناسـبة تـدل ّـعلـى طبيعـة العلاقـات بـين تلـك الجمـل، ونظـم أفـكار الحديـث ومضامينـه وحبكهـا علـى نحـو يحقق تسلسـلها واتسـاقها وانسـجامها مـن الناحيـة الدلاليـة.
-
وظيفية الأداء : انتماء أفكار الحديث ومضامينه الواردة فيه إلى موضوعه، مع تلوين الصوت وتنغيمه حسب الأساليب والمعاني اللغوية وحسب الشخصيات والمواقف والأحداث (السعدي وأبو الهيجاء 2018 : 13).
2.2. قصة الطفل
القصة من أحب أنواع الأدب إلى الطفل ومن أقربها إلى نفسه، فهي توفر له التسلية والاستمتاع وتثري قاموسه اللغوي وتوسع خياله، فمن خلال الاستماع إلى القصص وإعادة سردها تنمو قدرة الطفل على النطق والتعبير السليم. فهي سرد واقعي أو خيالي قد يكون نثرًا أو شعرًا يقصد به إثارة الاهتمام والإمتاع أو تثقيف السامعين أو القراء (فتحي 2010 : 67). لذا يجب على المربية الاهتمام بنشاط سرد القصص واختيار القصص المناسبة للمرحلة العمرية التي يمر بها الأطفال (بدير وصادق 2000 : 112).
وقد أشارت العديد من الأبحاث كدراسة (Rossman, 1980) و(Doake,1979) بأن قراءة القصص للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة تفيدهم عند تعلمهم القراءة وينبغي التأكيد عليها في أي برنامج يقدم للأطفال. وحتى تتحقق الأهداف المنشودة من قراءة القصص للأطفال، على المربية أن تستخدم أساليب وفنيات تشرك من خلالها الأطفال في النشاط القصصي، ومن بينها :
-
إثارة الرغبة لدى الأطفال للاستماع للقصة كأن تعرض المربية صورة الغلاف وتناقش الأطفال حولها.
-
توجيه أسئلة للأطفال متعلقة بالقصة مثل أسئلة حول الأحداث، الشخصيات، انطباعات الطفل، والتنبؤ بنهاية القصة.
-
تشجيع الأطفال على إعادة سرد القصة.
-
توضيح معاني بعض المفردات الجديدة الموجودة في القصة للأطفال (القضاة والترتوري 2006 : 133)
-
تشجع الأطفال على أداء أدوار تمثيلية مرتبطة بالقصص التي يسمعونها، حيث إن اللعب التمثيلي هو من أكثر أنواع اللعب تأثيرًا على النمو اللغوي للطفل، فهو يساهم في زيادة المفردات الجديدة لدى الطفل، كما يشجع الطفل على الحديث بأسلوب سليم (الحسن 2000 : 95).
-
تشجيع الطفل على الحديث، تقديم صور جذابة تدور حول موضوعات تدخل في صميم اهتمام الطفل، مثل صور حياة الطفل في الأسرة، أو لعب الطفل في الروضة، بحيث يتاح للطفل الحديث عنها ووصفها (الناشف 2007 : 126).
3.2. دراسات سابقة حول موضوع البحث
بمراجعة الأدب العلمي نجد هناك عددا من الدراسات التي تناولت موضوع البحث، نستعرضها كالتالي :
دراسة السعدي فريال زكي (2019) وتهدف إلى التعرف على أثر استراتيجية سرد القصة في تنمية مهارات التحدث لدى طلبة المرحلة الأساسية. اتبع المنهج التجريبي على (120) طالبًا وطالبة، وأظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات أداء الطلاب في كل مهارة من المهارات التحدث لصالح المجموعة التجريبية.
دراسة عماد توفيق السعدي وخلدون عبد الرحيم أبو الهيجاء (2018) وهدفت إلى الكشف عن أثر تدريس القصة بالاستراتيجيات المتكاملة في تنمية مهارات التحدث ومهارات التفكير الإبداعي لدى أطفال الروضة، وأظهرت النتائج أن تدريس القصة بالاستراتيجيات المتكاملة كان فاعلاً في تنمية مهارات التحدث ومهارات التفكر الإبداعي لدى أطفال مرحلة الروضة بغض النظر عن جنسهم.
دراسة عمر ياسمين والطيب محمد (2015) والتي تهدف إلى التعرف على أثر القصة في تنمية النمو اللغوي للطفل، باستخدام المنهج الوصفي التحليلي على (300) معلمة وتوصلت إلى أن : دور الراوي يجذب الطفل لسماع القصة، وللوسائل المصاحبة أثر في زيادة النمو اللغوي كما أن لمضمون القصة أثر فعال في النمو اللغوي.
دراسة جبرة عبد الله يحيى محمد (2015) والتي هدفت إلى التعرف على فاعلية تدريس اللغة العربية باستخدام القصة في تنمية مهارات التحدث لدى طلبة الصف الأول، وتم استخدام المنهج التجريبي على (60) طالب، وأثبتت فعالية تدريس اللغة العربية باستخدام القصة في تنميه مهارات التحدث.
دراسة الفهيد عبد الله سليمان (2014) حول فعالية برنامج قائم على القصة في تنمية مهارات التحدث لدى طلاب الصف السادس، استخدم المنهج التجريبي على (41) طالبًا، وأظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائيًا لصالح المجموعة التجريبية تعزي لصالح البرنامج القائم على القصة.
دراسة عماد الدين أحمد كمال (2012) التي هدفت إلى استقصاء أثر السرد القصصي على تنمية مهارات الاستماع والقراءة لدى طلبة الصف الرابع، أين استخدم المنهج التجريبي على (136) طالبًا وطالبة، وأظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائيًا لصالح المجموعة التجريبية من الذكور والإناث.
دراسة دعاء بنت نافذ التبيني (2012) وهدفت إلى التعرف على أثر القصة ودورها في تنمية الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية، مستعينة بالمنهج الوصفي وطبقت الدراسة على معلمات الروضة، وتوصلت النتائج إلى أن طريقة رواية القصة ونوعها وأسلوب الراوي يؤثر على لغة الطفل واكتسابه للمفردات.
دراسة الخطيب ليندا أحمد (2011) والتي كانت تهدف إلى معرفة أثر طريقة عرض القصة في تنمية المهارات اللغوية لدى الأطفال، واستخدم المنهج التجريبي على (120) طفلًا وطفلة، وكشفت النتائج وجود فروق دالة إحصائيًا لصالح المجموعات التجريبية تعزى لفنيات (السرد الشفوي، السرد الشفوي بالصور، ولعب الأدوار).
يظهر من خلال الدراسات التي تم استعراضها، اتفاقها مع موضوع بحثنا في تناولها لدور القصة في تنمية المهارات اللغوية، كما استخدمت أغلبها المنهج التجريبي من خلال اقتراح برامج وأساليب سرد ورواية القصة من أجل إثراء الرصيد اللغوي لدى الطفل، وكانت النتائج تتفق في أن فعالية البرامج القصصية المقترحة في تنمية المهارات اللغوية لدى الطفل، وهذا ما يركز عليه بحثنا من خلال اقتراح برنامج قصصي يتناسب مع الخصائص المعرفية واللغوية لطفل الروضة في مرحلة ما قبل التمدرس يهدف لتنمية مهارات الاستماع والتحدث .
3. الإجراءات الميدانية للبحث
-
نهج البحث : تمّ الاعتماد في هذا البحث على المنهج التجريبي وذلك من خلال تطبيق برنامج تعليمي قائم على النشاط القصصي الموجه لأطفال المرحلة التحضيرية المنتسبين لمدرسة جوده تعليم الجزائر BBC School، بهدف التمكن من تنمية مهاراتهم اللغوية وبالأخص مهارات الاستماع والتحدث، والتأكد من مدى فعالية البرنامج في تحقيق ذلك.
-
حدود البحث : أجري هذا البحث في مدرسة جودة تعليم الجزائر BBC School، الكائنة بدائرة الشراقة -الجزائر العاصمة، وذلك ما بين فترة أفريل- جويلية 2021م. وعليه تتمثل متغيرات البحث الأساسية في : المتغير المستقل (البرنامج التعليمي القائم على القصة) والمتغير التابع (المهارات اللغوية : التحدث والاستماع).
-
مجتمع البحث وعينته : يتكون مجتمع البحث من 120 طفل وطفلة ينتسبون إلى قسم التحضيري ويتراوح سنهم ما بين (5-6) سنوات، واستهدف البحث عينة تتكون من 40 طفل وطفلة ويمثلان قسمان من أقسام المدرسة، وتمثل بذلك نسبة 30 من مجتمع البحث، تم اختيارها بطريقة عرضية، تنقسم إلى 60 ذكورو 40 إناث.
-
أدوات جمع البيانات :
-
مقياس مهارات التحدث : مقياس مهارات التحدث من إعداد (عماد توفيق السعدي وخلدون عبد الرحيم أبو الهيجاء، 2012) لقياس المهارات اللغوية، حيث يوجه هذا المقياس إلى طفل الروضة وتقيس خمس مهارات فرعية للتحدث تتمثل في : صحة النطق، دقة الأداء، الطلاقة اللفظية، الترابط والتماسك، ووظيفة الأداء، لكل مهارة مؤشرين سلوكيين، حيث تم تقييم الاختبار بالاعتماد على المقياس الخماسي ليكرت.
صدق وثبات المقياس : تم التأكد من صدق المقياس باستخدام الصدق الخارجي، بعرضه على 15 محكما من أهل الخبرة والاختصاص، وتمثلت نسبة الاتفاق حول المؤشرات السلوكية للمهارات الفرعية بـ 86.66. كما تمّ تقدير ثبات المقياس باستخدام طريقة الاختبار وإعادة الاختبار، وتمثلت قيمته المصححة بـ 0.83 (السعدي وأبو هيجاء 2018 : 20-21)، وهي بذلك نتائج ملائمة لأهداف البحث. -
مقياس مهارات الاستماع : مقياس مهارات الاستماع لطفل الروضة من إعداد (إيمان أحمد خليل، 2003)، لقياس المهارات اللغوية، حيث يوجه هذا المقياس إلى طفل الروضة ويقيس مهارتين فرعيتين للاستماع هما : التمييز السمعي (12 عبارة)، التذكر السمعي (9 عبارات). حيث تم تقييم الاختبار بالاعتماد على المقياس الخماسي ليكرت.
صدق وثبات المقياس : تم حساب صدق المقياس باستخدام الاتساق الداخلي، وتراوحت القيم ما بين (0.52 و0.78) وهي دالة عند مستوى دلالة 0.01. كما تم تقدير ثبات المقياس باستخدام طريقة ألفا كرونباخ وتراوحت النتائج ما بين (0.82و 0.86) (سعيد ومراد 2018 : 323-324)، وهي بذلك نتائج ملائمة لأهداف البحث.
-
برنامج الأنشطة القصصية : يمثل البرنامج التجريبي المقترح في البحث الحالي مجموعة قصصية ذات طابع تربوي اجتماعي أخلاقي موجهة لأطفال المرحلة التحضيرية (5-6) سنوات. تم بنائه اعتمادا المنهج التجريبي باستخدام تصميم العينة الواحدة، وتطبيق اختبار قبلي وآخر بعدي يتوسطهما البرنامج المقترح لتنمية المهارات اللغوية، القائم على الأنشطة القصصية المتمثلة في 28 حصة موزعة على 8 أسابيع.
يهدف البرنامج المقترح إلى تنمية مهارات : التمييز السمعي، التذكر السمعي، صحة النطق، دقة الأداء، الطلاقة اللفظية، الترابط والتماسك، ومهارة وظيفة الأداء لدى أطفال المرحلة التحضيرية. أين تم استخدام فنيات (السرد، الحوار والمناقشة، لعب الأدوار، التغذية الراجعة) في جلسات البرنامج وذلك وفق أهداف كل جلسة.
تم اختيار 7 قصص من مجموعة قصصية معنونة بـ : يوميات مالك في كتابي من دار نشر wellcom، والمتمثلة في القصص التالية (السوق، ملك الحيوانات، على ظهر الجمل، صانع الحلويات، القبطان مالك، رحلة في الفضاء، المهنة المستقبلية). تحمل كل قصة صورة ملونة معبرة عن مضمونها، كما تعقب كل قصة بعدد من الأسئلة بهدف فتح باب الحوار والمناقشة حول أحداث القصة وتثبيت بعض المفردات لدى الأطفال. تصنف هذه المجموعة القصصية ضمن الطابع التربوي الاجتماعي. -
المعالجة الإحصائيّة : للإجابة عن أسئلة الدراسة واختبار فرضياتها تم الاعتماد على البرنامج الإحصائي للحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية (0.26 SPSS)، حيث تم استخدام الأساليب التالية : المتوسط الحسابي، الانحراف المعياري، اختبار T test لعينة واحدة، معامل ألفا كرونباخ، ومعامل الارتباط بيرسون، اختبار T test لعينتين مرتبطتين.
4. تحليل ومناقشة نتائج البحث
1.4. عرض وتحليل نتائج الدراسة الوصفية
من أجل عرض وتحليل نتائج الاختبار القبلي والبعدي للمهارات اللغوية، تم الاعتماد على المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية واختبارات T test لعينة واحدة، وجاءت النتائج تتمثل فيما يلي :
1.1.4. عرض وتحليل نتائج مهارات التحدث
من أجل عرض وتحليل نتائج الاختبار القبلي والبعدي لمهارات التحدث، تم الاعتماد على المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية واختبارات T test لعينة واحدة، وجاءت النتائج تتمثل فيما يلي :
الجدول 1 : توزيع نتائج العينة التجريبية على الاختبار القبلي والبعدي لمهارات التحدث
Sig. |
T test |
الانحراف المعياري |
المتوسط الحسابي |
نوع الاختبار |
مهارات التحدث |
000. |
11.957 |
1.5421 |
3.367 |
القبلي |
صحة النطق |
000. |
18.296 |
2.6844 |
8.967 |
البعدي |
|
000. |
18.784 |
1.0400 |
3.567 |
القبلي |
دقة الأداء |
000. |
36.341 |
1.0148 |
6.733 |
البعدي |
|
000. |
13.128 |
1.3629 |
3.267 |
القبلي |
الطلاقة اللفظية |
000. |
29.340 |
1.1885 |
6.367 |
البعدي |
|
000. |
24.015 |
8743. |
3.833 |
القبلي |
وظيفة الأداء |
000. |
34.405 |
1.0613 |
6.667 |
البعدي |
|
000. |
14.127 |
1.0726 |
2.767 |
القبلي |
الترابط والتماسك |
000. |
26.422 |
1.2576 |
6.067 |
البعدي |
|
000. |
36.603 |
2.4591 |
16.433 |
القبلي |
الدرجة الكلية |
000. |
50.244 |
3.7973 |
34.833 |
البعدي |
يوضح الجدول السابق حول نتائج العينة التجريبية على الاختبار القبلي لمهارات التحدث بأنها جاءت فوق المتوسط، وذلك حسب قيمة T test التي تقدر بـ 36.603 عند مستوى دلالة =0.001، ومتوسط حسابي قدره (16.433± 2.459)، بينما ارتفعت النتائج على الاختبار البعدي لمهارات التحدث إلى مستوى مرتفع، وذلك حسب قيمة T test التي تقدر بـ 50.244 عند مستوى دلالة =0.001، ومتوسط حسابي قدره (34.833± 3.797).
يظهر من خلال نتائج اختبارات مهارات التحدث وجود تفاوت في النتائج ما بين الاختبار القبلي والاختبار البعدي، وهذا يتضح جليا من خلال نتائج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية للمهارات الفرعية، حيث جاءت نتائج العينة التجريبية على مهارة صحة النطق في الاختبار القبلي (3.367± 1.542) بينما ارتفعت في الاختبار البعدي إلى (8.967± 2.684)؛ وبالنسبة لمهارة دقة الأداء فكانت نتائج الاختبار القبلي (3.567± 1.04) وارتفعت في الاختبار البعدي إلى (6.733± 1.014)؛ أما مهارة الطلاقة اللفظية فكانت النتائج في الاختبار القبلي (3.267± 1.362) وارتفعت في الاختبار البعدي إلى (6.367± 1.188)؛ وفي مهارة وظيفة الأداء كانت نتائج الاختبار القبلي (3.833± 0.874) وأصبحت النتائج بعد الاختبار البعدي (6.667± 1.061)؛ وأخيرا بالنسبة لمهارة الترابط والتماسك فقد كانت نتائج الاختبار القبلي (2.767± 1.072) ثم ارتفعت على نتائج الاختبار البعدي إلى (6.067± 1.257). حيث أظهرت النتائج بأن الأطفال قد أظهروا تحسنا ملحوظا في جميع المهارات الفرعية للتحدث بعد انتهاء البرنامج القصصي.
2.1.4. عرض وتحليل نتائج مهارات الاستماع
من أجل عرض وتحليل نتائج الاختبار القبلي والبعدي لمهارات الاستماع، تم الاعتماد على المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية واختبارات T test لعينة واحدة، وجاءت النتائج تتمثل فيما يلي :
الجدول 2 : توزيع نتائج العينة التجريبية على الاختبار القبلي والبعدي لمهارات الاستماع
Sig |
T test |
الانحراف المعياري |
المتوسط الحسابي |
نوع الاختبار |
مهارات الاستماع |
000. |
18.445 |
2.402 |
22.667 |
القبلي |
التمييز السمعي |
000. |
21.009 |
2.833 |
39.147 |
البعدي |
|
000. |
15.023 |
2.693 |
14.789 |
القبلي |
التذكر السمعي |
000. |
16.412 |
3.822 |
27.027 |
البعدي |
|
000. |
29.466 |
3.0521 |
38.153 |
القبلي |
الدرجة الكلية |
000. |
33.817 |
4.2883 |
59.227 |
البعدي |
يوضح الجدول السابق حول نتائج العينة التجريبية على الاختبار القبلي لمهارات الاستماع بأنها جاءت ضعيفة، وذلك حسب قيمة T test التي تقدر بـ 29.466 عند مستوى دلالة = 0.001، ومتوسط حسابي قدره (38.153± 3.052)، بينما ارتفعت على النتائج للاختبار البعدي لمهارات الاستماع إلى مستوى متوسط، وذلك حسب قيمة T test التي تقدر بـ 33.817 عند مستوى دلالة =0.001، ومتوسط حسابي قدره (59.227± 4.288).
ويظهر من خلال نتائج اختبارات مهارات الاستماع وجود تفاوت في النتائج ما بين الاختبار القبلي والاختبار البعدي، وهذا يتّضح جليا من خلال نتائج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية للمهارات الفرعية، حيث جاءت نتائج العينة التجريبية على مهارة التمييز السمعي في الاختبار القبلي (22.667± 2.402) بينما ارتفعت في الاختبار البعدي إلى (39.147± 2.833)؛ وبالنسبة لمهارة التذكر السمعي فكانت نتائج الاختبار القبلي (14.789± 2.693) وارتفعت في الاختبار البعدي إلى (27.027± 3.822). تؤكّد النتائج بأن الأطفال قد أظهروا تحسّنا ملحوظا في جميع المهارات الفرعية للاستماع بعد تطبيق البرنامج القصصي.
2.4. عرض وتحليل ومناقشة نتائج فرضيات البحث
من أجل عرض وتحليل نتائج فرضيات البحث، تم الاعتماد على حساب المتوسطات الحسابية، معاملات الارتباط بيرسون، واختبارات T test لعينتين مرتبطتين، وجاءت النتائج تتمثل فيما يلي :
1.2.4. عرض وتحليل نتائج الفرضية الجزئية الأولى للبحث
الجدول 3 : الفروق ومعاملات الارتباط ما بين الاختبار القبلي والاختبار البعدي لمهارات التحدث
Sig |
T test |
Sig |
R |
المتوسط الحسابي |
الاختبار |
المهارة |
.000 |
10.506 |
.500 |
.128 |
8.967 |
البعدي |
صحة النطق |
3.367 |
القبلي |
|||||
.000 |
14.738 |
.063 |
.344 |
6.733 |
البعدي |
دقة الأداء |
3.567 |
القبلي |
|||||
.000 |
8.936 |
.581 |
.105 |
6.367 |
البعدي |
الطلاقة اللفظية |
3.267 |
القبلي |
|||||
.000 |
15.333 |
.005 |
.498 |
6.067 |
البعدي |
وظيفة الأداء |
2.767 |
القبلي |
|||||
.000 |
11.355 |
.948 |
.012 |
6.667 |
البعدي |
الترابط والتماسك |
3.833 |
القبلي |
يوضح الجدول أعلاه نتائج العينة التجريبية على اختبار الفروق T لعينتين مرتبطتين، وذلك لقياس الفروق ما بين الاختبار القبلي والاختبار البعدي لمهارات التحدث، فجاءت قيم اختبارات T test ومعاملات الارتباط بين الاختبارين كالتالي : بالنسبة لمهارة صحة النطق تمثلت قيمة T test في 10.506 وهي دالة عند مستوى =0.001 بينما جاءت قيمة معامل الارتباط تقدر بـ 128 R =,وهي قيمة ضعيفة وغير دالة عند مستوى دلالة =0.05؛ أما بالنسبة لمهارة دقة الأداء فتمثلت قيمة T test في 14.738 وهي دالة عند مستوى =0.001 وقيمة معامل الارتباط 344 R =,وغير دالة عند مستوى دلالة =0.05؛ وبالنسبة لمهارة الطلاقة اللفظية فتمثلت قيمة T test في 8.936 وهي دالة عند مستوى =0.001 وقيمة معامل الارتباط 105 R =,وغير دالة عند مستوى دلالة =0.05؛ وبالنسبة لمهارة وظيفة الأداء فتمثلت قيمة T test في 15.33 وهي دالة عند مستوى =0.001 وقيمة معامل الارتباط R =,498 وهي دالة عند مستوى دلالة =0.05؛ وأخيرا بالنسبة لمهارة الترابط والتماسك فتمثلت قيمة T test في 11.355 وهي دالة عند مستوى =0.001 وقيمة معامل الارتباط R =,012 وغير دالة عند مستوى دلالة = 0.05.
جاءت نتائج دراسة دلالة الفروق ما بين الاختبار القبلي والاختبار البعدي لمهارات التحدث دالة إحصائيا وتعزى للاختبار البعدي، وهذا يؤكّد فعالية البرنامج التعليمي القائم على النشاط القصصي في تنمية مهارات التحدث لدى الأطفال في مرحلة ما قبل التمدرس. وعليه يتم قبول الفرضية الأولى للبحث.
2.2.4. عرض وتحليل نتائج الفرضية الجزئية الثانية للبحث
الجدول 4 : الفروق ومعاملات الارتباط ما بين الاختبار القبلي والاختبار البعدي لمهارات الاستماع
Sig. |
T test |
Sig. |
R |
المتوسط الحسابي |
الاختبار |
المهارة |
.000 |
12.116 |
.014 |
.428 |
39.147 |
البعدي |
التمييز السمعي |
22.667 |
القبلي |
|||||
.000 |
17.034 |
.003 |
.447 |
27.027 |
البعدي |
التذكر السمعي |
14.789 |
القبلي |
يوضح الجدول أعلاه نتائج العينة التجريبية على اختبار الفروق T لعينتين مرتبطتين، وذلك لقياس الفروق ما بين الاختبار القبلي والاختبار البعدي لمهارات الاستماع، فجاءت قيم اختبارات T test ومعاملات الارتباط بين الاختبارين كالتالي : بالنسبة لمهارة التمييز السمعي تمثلت قيمة T test في 12.116 وهي دالة عند مستوى =0.001 بينما جاءت قيمة معامل الارتباط تقدر بـ 428 R =,وهي قيمة متوسطة ودالة عند مستوى دلالة =0.05؛ أما بالنسبة لمهارة التذكر السمعي فتمثلت قيمة T test في 17.034 وهي دالة عند مستوى =0.001 وقيمة معامل الارتباط 744 R =,وهي قيمة متوسطة ودالة عند مستوى دلالة =0.001.
جاءت نتائج دراسة دلالة الفروق ما بين الاختبار القبلي والاختبار البعدي لمهارات الاستماع دالة إحصائيا وتعزى للاختبار البعدي، وهذا يؤكد فعالية البرنامج التعليمي القائم على النشاط القصصي في تنمية مهارات الاستماع لدى الأطفال في مرحلة ما قبل التمدرس، وعليه يتم قبول الفرضية الثانية للبحث.
3.2.4 عرض وتحليل نتائج الفرضية العامة للبحث
الجدول 5 : الفروق ومعاملات الارتباط ما بين الاختبار القبلي والاختبار البعدي للمهارات اللغوية
Sig. |
T test |
Sig. |
R |
المتوسط الحسابي |
الاختبار |
المهارات اللغوية |
.000 |
27.095 |
.054 |
.355 |
34.833 |
البعدي |
مهارات التحدث |
16.433 |
القبلي |
|||||
.000 |
34.366 |
.017 |
.478 |
59.227 |
البعدي |
مهارات الاستماع |
38.153 |
القبلي |
يوضح الجدول السابق نتائج العينة التجريبية على اختبار الفروق T لعينتين مرتبطتين، وذلك لقياس الفروق ما بين الاختبار القبلي والاختبار البعدي للمهارات اللغوية، فجاءت قيم اختبارات T test ومعاملات الارتباط بين الاختبارين كالتالي : بالنسبة لمهارات التحدث تمثلت قيمة T test في 27.095 وهي دالة عند مستوى =0.001 بينما جاءت قيمة معامل الارتباط تقدر بـ R =,355 وهي قيمة ضعيفة وغير دالة عند مستوى دلالة =0.05؛ أما بالنسبة لمهارات الاستماع فتمثلت قيمة T test في 34.366 وهي دالة عند مستوى =0.001 وقيمة معامل الارتباط 478R =, وهي قيمة متوسطة ودالة عند مستوى دلالة =0.05.
جاءت نتائج دراسة دلالة الفروق ما بين الاختبار القبلي والاختبار البعدي للمهارات اللغوية دالة إحصائيا وتعزى للاختبار البعدي، وهذا يؤكد فعالية البرنامج التعليمي القائم على النشاط القصصي وأثره في تنمية المهارات اللغوية لدى الأطفال في مرحلة ما قبل التمدرس، وعليه يتم قبول الفرضية العامة للبحث.
4.2.4. مناقشة نتائج فرضيات البحث
أكدت نتائج البحث فعالية البرنامج التعليمي القائم على النشاط القصصي وأثره في تنمية المهارات اللغوية لدى الأطفال في مرحلة ما قبل التمدرس، وتتفق هذه نتيجة مع دراسات كل من (فهمي، 2001) والتي أوضحت أن المهارات اللغوية لدى الأطفال لا تنمو إلا من تعلم مقصود، وأن الإعداد الجيد للمادة التعليمية في شكل أنشطة مشوقة وجذابة له أثر في تحقق النتائج المرجوة؛ ودراسة (الخطيب، 2011) والتي أشارت إلى أن استخدام القصة وعرضها بطريقة مشوقة وجذابة دوراً في تنمية المهارات اللغوية لطفل الروضة؛ كما يتفق مع ما أشارت دراسة (عمر والطيب، 2015) والتي تهدف إلى التعرف على أثر القصة في تنمية النمو اللغوي للطفل، وتوصلت إلى أن دور الراوي يجذب الطفل لسماع القصة، وللوسائل المصاحبة أثر في زيادة النمو اللغوي كما أن لمضمون القصة أثر فعال في النمو اللغوي، وهذا يوضح أهمية الفنيات المستخدمة في تقديم القصة في إكساب المهارات اللغوية عند الطفل وتنمية رصيده اللغوي.
جاءت نتائج البحث تؤكد مساهمة الأنشطة القصصية من خلال توظيف الفنيات المختلفة (السرد، الحوار والمناقشة، لعب الأدوار، التغذية الراجعة) في تنمية مهارات الاستماع (تمييز سمعي، وتذكر سمعي) حيث أصبح الأطفال قادرين على تمييز شدة الصوت وارتفاعه أو انخفاضه، والتمييز بين الأصوات اللغوية وغيرها من الأصوات، وأصبحوا قادرين على تحديد الكلمات المتماثلة والمختلفة، والتمييز بين اتجاهات الأصوات، والتعرف على الأصوات المختلفة للحيوانات والطيور في البيئة، وتحديد البدايات الصوتية للكلمات المسموعة، وتمييز أصوات الحروف الهجائية، كما أصبحوا قادرين على تمييز الأشياء بناءً على خصائصها، وتمييز الحروف الهجائية، وتمييز كلمات لها نفس القافية صوتياً، والتمييز بين المختلف والمتشابهة، كما أصبحوا قادرين على الربط بين الشكل والصورة والربط بين الكلمة والصورة، وإدراك أوجه الشبه والاختلاف بين رسمتين متشابهتين وغيرها من المؤشرات السلوكية.
واتفقت هذه النتائج مع دراسة (كمال، 2012) التي أكدت أثر السرد القصصي على تنمية مهارات الاستماع والقراءة لدى الطلبة، ودراسة (التبيني، 2012) التي توصلت إلى أن طريقة رواية القصة ونوعها وأسلوب الراوي يؤثر على لغة الطفل واكتسابه للمفردات، ودراسة (محمد، 2010) التي أكدت على أهمية الأنشطة الثقافية في تنمية مهارات التواصل، وأيضا ما توصلت إليه دراسة (محمدـ، 2012) حول فعالية المدخل الدرامي في تنمية مهارات التمييز السمعي والبصري لطفل الروضة. كما نجد دراسات (زهران وآخرون، 2007) ودراسة (شعباني، 2016) التي أكدت على أظهرت الآثار الإيجابية التي تترتب على اكتساب الطفل لمهارات الاستماع قبل سن التمدرس، كتنمية قدرة الطفل على تمييز الأصوات والحروف والكلمات، تنمية الذاكرة السمعية والتدرب على الاحتفاظ بالمعلومات، وزيادة سعة وشدة الانتباه لدى الطفل من خلال التدرج في الاستماع، كما تمثل وسيلة اتصال فعالة تساعد على التواصل والاندماج الاجتماعي.
هذا ما يؤكد على ضرورة تدريب الأطفال على الألعاب اللغوية الهادفة التي من شأنها أن تنمي مهارة الاستماع ومهارة الاتصال وخلق جواً من التفاعل اللفظي المثمر وإتاحة الفرصة للأطفال على التعبير اللفظي، وتدريبهم على حسن الاستماع والإنصات والتحدث؛ حتى يتمكنوا من التواصل والتعبير والتفاعل اللفظي بصورة جيدة وسليمة.
كما ساهمت أنشطة البرنامج القصصي في تنمية مهارات التحدث (صحة النطق، دقة الأداء، الطلاقة اللفظية، وظيفة الأداء، الترابط والتماسك)، حيث أصبح الأطفال قادرين على نطق الحروف وإخراج كل كلمة من المخرج الخاص بها بالطريقة الصحيحة، كما أصبحوا قادرين على التعبير عن الصور بلغتهم، وقادرين على سرد القصص، كما أصبحوا قادرين على التعبير عن مشاعرهم الإيجابية والسلبية في المواقف المختلفة بالكلمات والجمل، ويعزي ذلك الجو التفاعلي للأنشطة القصصية التي تدفع بالطفل إلى المشاركة والاندماج في القصة والتقمص للأدوار.
وجاء ذلك يتفق مع دراسات (السعدي، 2019) و(السعدي أبو الهيجاء، 2018) و(جبرة، 2015) و(سليمان، 2014) فعالية برنامج قائم على القصة في تنمية مهارات التحدث لدى طلاب الصف السادس. فأكدت هذه الدراسات على ضرورة تنمية مهارة الاتصال وخلق جواً من التفاعل اللفظي المثمر وإتاحة الفرصة للأطفال على التعبير اللفظي، وتدريبهم على حسن الاستماع والإنصات والتحدث، حتى يتمكنوا من التواصل والتعبير والتفاعل اللفظي بصورة جيدة وسليمة، والتعزيز من الفنيات التي كان لها تأثيراً إيجابياً في إكساب المهارات اللغويةـ من خلال زيادة مشاركة الأطفال وتعزيز التغذية الراجعة لأثرها الواضح في تنمية مهارات الاستماع والتحدث، ودورها في تعزيز الشعور بالثقة والتعبير على الأفكار والمشاعر المختلفة.
خاتمة
تعد الروضة مؤسسة تربوية ذات أهمية بالغة في هذه المرحلة المبكرة من حياة الطفل، حيث يحقق في إطارها أهم مظاهر النمو الحسي الحركي والمعرفي واللغوي، وفق البرنامج التربوي القائم على الأنشطة التعليمية والترفيهية المبنية على أسس علمية ومنهجية تهدف إلى تنمية معارف الطفل واستثارة استعداداته وقدراته التربوية والاجتماعية، وذلك لتهيئته للالتحاق بالمدرسة الابتدائية. فتعتبر المرحلة التحضيرية مرحلة للتنمية الشاملة لحواس الطفل وقدراته وميوله واستعداداته المختلفة، وعلى الروضة أن توفر بيئة غنية بالأنشطة والوسائل المتنوعة التي تساهم في تحقيق ذلك، كما تدريب المربيات على استخدام مختلف الأساليب والفنيات لتسهيل اكتساب المهارات الأساسية.
ومن أهم مظاهر النمو لدى الطفل يحتل جانب النمو اللغوي مكانة عالية، فهي أداة اتصال وتفاهم وتعبير عن النفس، دعامة أساسية لاكتساب مهارة القراءة لدى الطفل، ومؤشرا هاما لتحقيق النضج المعرفي وإثراء الحصيلة اللغوية، فهي الركيزة الأولى في اكتساب اللغة عند الطفل. وأكدت العديد من الدراسات دور القصة في تنمية المهارات اللغوية للطفل، لما تتركه من أثر على ملكة الخيال والإبداع وتثبيت المفاهيم والمفردات، وحث الأطفال على التحدث والتعبير اللفظي على انطباعاتهم وأفكارهم.
لذا جاء هذا البحث ليتناول دراسة دور القصة في تنمية بعض المهارات اللغوية (الاستماع والتحدث) لدى طفل ما قبل التمدرس، من خلال تطبيق برنامج تعليمي قائم على الأنشطة القصصية موجه للأطفال القسم التحضيري من سن (5-6) سنوات، باستخدام المنهج التجريبي لعينة واحدة. وأثبتت النتائج بأن للقصة دور فعال في تنمية مهارات الاستماع والتحدث لدى الأطفال في سن ما قبل التمدرس.
لذلك وفي ضوء ما خلص إليه البحث الحالي، يمكن تقديم بعض التوصيات كالتالي :
-
توعية القائمين على رياض الأطفال بأهمية النشاط القصصي في تنمية المهارات اللغوية والاستعداد للقراءة السليمة.
-
الاهتمام بتنمية المهارات اللغوية وتضمينها في برامج رياض الأطفال والمدارس التحضيرية.
-
دعم البحوث العلمية حول دور الأنشطة التعليمية في تنمية المهارات اللغوية لدى طفل ما قبل التمدرس.
-
الاهتمام بدور الأنشطة القصصية والدرامية والمسرحية في إكساب الطفل مهارات الإستعداد اللغوي.
-
تنظيم دورات تدريبية للمربيات لتطوير أسلوب وفنيات الأنشطة القصصية.