الجوانب الشكلية الوظيفية في البنية المعجمية

Functional formal aspects of the lexical structure

Les aspects formels fonctionnels de la structure lexicale

فهيمة قالون

للإحالة المرجعية إلى هذا المقال

بحث إلكتروني

فهيمة قالون, « الجوانب الشكلية الوظيفية في البنية المعجمية  », Aleph [على الإنترنت], 9 (3) | 2022, نشر في الإنترنت 09 juin 2022, تاريخ الاطلاع 29 mars 2024. URL : https://aleph.edinum.org/6206

أفضت معاينة الإصدارات الحديثة لمعاجم اللغة العربية ومقارنتها بإمعان مع نظائرها في اللغات الأخرى إلى حتمية وضع بدائل في تنظيم المعجم الورقي لتيسير الكشف عن الكلمات في معاجم اللغة العربية مع مراعاة خصوصيتها الاشتقاقية من جهة ومرونتها في احتواء الألفاظ الأجنبية من جهة أخرى. لتحقيق هذه الغاية سنعمل على توظيف الجوانب الشكلية لتيسير عملية الكشف أو المعاينة البصرية استنادا لبعض الدراسات العلمية الحديثة التي تشير إلى أهمية النظام اللوني في إرسال واستقبال الإشارات البصرية من طرف الدماغ بحيث يزداد تركيز العين على خواص محددة في عملية البحث فتتسارع وتيرتها.

L’examen attentif de plusieurs versions des dictionnaires arabes et leur comparaison étroite avec leurs homologues d’autres langues ont conduit à l’impératif de développer des alternatives dans l’organisation du dictionnaire papier pour faciliter la détection des mots-entrée dans les dictionnaires arabes, en tenant compte de leur spécificité dérivée et de leur flexibilité envers l’emprunt linguistique. À cette fin, nous utiliserons des aspects formels pour faciliter la détection ou l’inspection visuelle basée sur certaines études scientifiques récentes qui indiquent l’importance du système chromatique dans l’envoi et la réception de signaux visuels et leur interprétation par le cerveau afin que l’attention de l’œil augmente ; donc la recherche s’accélère.

The careful examination of several versions of Arabic dictionaries and their close comparison with their counterparts in other languages led to the imperative of developing alternatives in the organization of the paper dictionary to facilitate the detection of words-entry in Arabic dictionaries, taking into account their derived specificity and flexibility towards linguistic borrowing. To this end, we will use formal aspects to facilitate visual detection or inspection based on some recent scientific studies that indicate the importance of the chromatic system in sending and receiving visual signals and their interpretation by the brain so that the attention of the eye increases; so research is accelerating.

المقدمة

يضم المعجم اللغوي المرجعي بين دفتيه مفردات اللغة مصحوبة بشرح معانيها إلى جانب معطيات صوتية تبين النطق الصحيح للكلمات مع إملائها وشواهد أو سياقات استعمالها (أحمد عبد الغفور عطار: 38). وتأتي هذه المعلومات مرتبة وفق منهج معين يسمح لمتصفح المعجم ومستعمله بالوصول إلى مطلبه بسهولة ويسر. لهذا تعتبر منهجية ترتيب المادة المعجمية من أولويات الاختيارات التقنية التي تواجه المعجمي (تمام حسان: 325 -334). وهي شديدة الارتباط بطبيعة اللغة موضوع الجمع والوصف.

أفضى بنا تأمل الإصدارات الحديثة لمعاجم اللغة العربية -ومقارنتها بإمعان مع نظائرها في اللغتين الفرنسية والانجليزية-لإدراك أهمية إيجاد بعض البدائل في تنظيم المعجم اللغوي الورقي لتيسير عملية الكشف عن الكلمات في معاجم اللغة العربية مع مراعاة خصوصيتها الاشتقاقية من جهة ومرونتها في معاملة الألفاظ الأجنبية من جهة أخرى.

لتحقيق هذه الغاية سنعمل على توظيف الجوانب الشكلية مع استثمار أحدث تقنيات الطباعة لتيسير عملية الكشف وتحقيق المعاينة البصرية الخاطفة، وذلك باعتماد علامات الترقيم المختلفة، الرموز، الخطوط المتباينة وتعدد الألوان وتباينها، إدراج الصور دون الاقتصار على الرسوم. سنعتمد ما توصلت إليه بعض الدراسات العلمية الحديثة حول أهمية النظام اللوني في إرسال واستقبال الإشارات البصرية من طرف الدماغ بحيث تركز العين على لون وشكل محدد في عملية رؤية الأشياء فيتقلص مجال البحث البصري ويتخطى كل ما هو خارج المجال المحدد فلا يتشتت الفكر بل يتركز على موضوع واضح فتتسارع وتيرة العملية.

1. الإدراك البصري للألوان

يجب أن نعلم بأن العين تقوم بالتقاط الأمواج الضوئية من الخارج أما عملية الإدراك البصري فيقوم بها الدماغ؛ لأن إدراك الألوان هـو تعـرض شـبكية العـين للإثارة بفعـل الموجات الضوئية المنعكسة عن الأجسام فيزيائياً وتفسير هـذه الإثارة دماغيـاً بتحويلهـا إلـى خبـرة نفسية (ربا محمود ياسين: 27).

إن اللون جزء من الضوء وكل لون له طوله الموجي وتردده؛ فهو عبارة عن إحساس بصري يتوقف إدراكه على طول الموجات الضوئية المنبعثة من الجسم إلى العين حيث تدركها الشبكية التي تصل نبضاتها إلى المخ فيترجمها إلى رموز وأشكال وعلامات وإشارات منبعثة من لون الجسم وفقاً لطبيعة المناخ الموجود مثل شدة الضوء الموجود في مكان الجسم لتزيد من سرعة تدفقها إلى العين فتدرك العين اللون الأحمر أولا نتيجة لطول الموجة ثم تنتهي باللون البنفسجي أقصر الألوان موجة. Helmenstine: The Visible Spectrum)) (الترجمة لنا)

. فاستجابة العين لمدى محدود من الموجـات الضـوئية ينحصـر بـين (400 و700 ميلليمكـرون). وخـارج هـذين الحـدين لا تســتطيع العــين البشــرية التقــاط الموجــات الضــوئية. (ربا محمود ياسين: 30).

باعتماد خواص الألوان يمكن استخدام القيم اللونية ومعاييرها في تصنيف المادة المعجمية؛ فالمعطيات التي نريد للقارئ أن يقف عندها فلا تغيب عن ناظريه ولو التفت ببصره سريعا وإن كان حجمها صغيرا نجعلها بأطول الموجات اللونية لسرعة إدراكها من قبل العين فنضع الرموز والاختصارات باللون الذي يتمتع بهذه الخصائص وهو اللون الأحمر كما يمكن اختيار إحدى تدرجاته اللونية حيث ويتراوح طول موجة اللون الأحمر بين 625-760 نانومتر. Helmenstine:The Visible Spectrum)) (الترجمة لنا)

يأتي في المرتبة الموالية اللون الأخضر والذي تكون موجاته أقصر نسبيا بالنسبة لموجات اللون الأحمر لهذا نرى أنه مناسب ليشكل مداخل المعجم التي تتميز بكثرة عددها، ولأن اللون الأخضر -مقارنة بالأحمر-يتمتع بخاصية إراحة البصر فلن يرهق العين في تتبع المداخل المتتالية على أعمدة وصفحات المعجم. يتميز اللون الأخضر بتدرجات مختلفةِ، يتراوح طول موجاته بين 520 -570 نانومتر Helmenstine:The Visible Spectrum)) (الترجمة لنا)

أما اللون الأزرق والذي تعد موجته الأقصر بالنسبة لسابقيه فيجعل للمعطيات التي لا تظهر بصفة متكررة ولا تحتل حيزا كبيرا في المعجم مثل الألفاظ الدخيلة. نعلم أن الألفاظ الأجنبية الدخيلة على اللغة العربية قد صارت - أكثر من قبل- جزءا من متنها عبر العصور بحكم الاستعمال والتداول دون أن تطغى عليها، وكذلك الحال بالنسبة لظهور الألفاظ الدخيلة في معجم اللغة العربية سيكون متناثرا بين الصفحات بشكل عرضي، لهذا يناسب ظهوره بين الفينة والأخرى اللون الأزرق فتتلقفه العين بعدما اعتادت التفتيش بين ثنايا اللون الأخضر المميز للمداخل العربية لأن طول موجة الضوء الأزرق الأقصر مدى بين الألوان الأولية الثلاثة حيث يتراوح طول موجة الضوء الأزرق بين 440-520 نانومتر. Helmenstine:The Visible Spectrum)) (الترجمة لنا)

.

2. البنية المعجمية

يعتبر المنهج المعتمد في ترتيب مواد المعجم أهم ركيزة فيه، فمن دون منهج واضح وسهل يصعب الوصول إلى مداخل المعجم وما يتضمنه من شروح وتعريفات وبالتالي تتضاءل الإفادة منه وينصرف اهتمام المتعلمين والدارسين عنه فيضيعون علما قيما. لهذا عكف مؤلفو المعاجم منذ البداية على بناء مناهج تكفل لهم تحقيق هذه الغاية بوضع تصنيف لمواد اللغة ضمن بنية معجمية تجمع وتحفظ متنها وتشرح وتفسر معناه.

معلوم أن التأليف المعجمي العربي قد عرف مناهج عدة باتباع طرق مختلفة في تصنيف المادة المعجمية وتعريفها (عدنان الخطيب: 25 وما بعدها). فمدرسة الترتيب الألفبائي تعتبر الأيسر إذ حملت معها أهم تطوير في تاريخ تأليف المعجم العربي حيث رتّبت الكلمات حسب الجذر الأصلي مع مراعاة الحرف الأول ثمّ الثاني وما يليه. وما نؤكد عليه أن المناهج كلها تتفق في اعتبار الجذر أي أصل الكلمات في تصنيفها وترتيبها ضمن متن المعجم إلى أن ظهرت حديثا بعض القواميس الحديثة التي انتفضت على المنهج السابق المبني على الترتيب الألفبائي للأصول ومشتقاتها، ووجه التجديد جاء بعدم رد الكلمات إلى أصلها حيث يعمد إلى ترتيبها ألفبائيا على صورتها لا على أصلها (ينظر: خديجة بن قويدر). ويرى أصحاب هذا المنهج أنه أسهل وأيسر للتلاميذ والمبتدئين الذين لا يدركون أصول الكلمات. وقد نستشف في هذا المنهج محاكاة للمناهج المعتمدة في ترتيب قواميس اللغات الأوروبية مع تجاهل الفرق الشاسع بين نظام هذه اللغات ذات الطبيعة الإلصاقية ونظام اللغة العربية بطبيعته الاشتقاقية وفي هذا تجاوز لخصوصية العربية.

لكننا نلح على أهمية المحافظة على الترتيب الألفبائي وفق الأصول في تصنيف معاجم اللغة العربية الذي يسمح بمعرفة معاني المفردات بالإبقاء على علاقتها مع باقي مشتقات الجذر لأن هذه الخاصية المميزة للغة العربية تسهم بشكل فعّال في إثراء الرصيد اللغوي للقارئ وتعزز الملكة اللغوية عنده بحيث يرتقي فكره بالاحتكاك بمعاني المواد الأصلية في اللغة فتتفتح مدركاته العقلية فيتوصل إلى معرفة معاني المفردات من خلال الخاصية الاشتقاقية ومعرفة دلالات الميزان الصرفي. سنعمل على استثمار الجوانب الشكلية والفنية والتقنيات الطباعية لتبسيط وتوضيح هذا المنهج. وفي هذا السياق سنستعرض مجموعة من الصعوبات التي تعترض سبيل التأليف المعجمي وسنقترح الحل الأنسب لها.

1.2. معرفة مطلع كل باب

غالبا ما نرى مستعمل المعجم يقلب الصفحات عبثا ذات اليمين وذات الشمال ليصل إلى مطلع الباب الذي يريد أن يبحث عن مادة من مواده وخلال هذه العملية التي قد تطول أو تقصر حسب حجم المعجم وحسب معرفة المستعمل بمنهجه وبحجم مواد كل باب فمن الأبواب ما يأخذ جزءا واسعا من المعجم ومنها ما يقتصر على وريقات، لكننا نادرا ما نجد من يتلفت إلى فهرس المعجم إن توفر ليستدل على مطلع الباب الذي يقصده مما يعني عدم جدوى هذه الفهارس إن وجدت.

يمكن تفادي هذا الإشكال بعملية بسيطة تتمثل في تلوين حواف الأوراق المشتملة على مادة كل باب بلون مغاير عن الباب الذي يليه مع كتابة اسم الباب على واجهة سُمْك حواف الأوراق، والأمر هنا اختياري حيث يمكن الاقتصار على لونين متباينين أو اعتماد مجموعة متنوعة من الألوان ويتدخل في هذا الاختيار الفئة الموجه لها المعجم فإذا كان مدرسيا يفضل فيه تنويع الألوان أما إن كان للبالغين فيمكن تفادي هذه الفسيفساء اللونية.

هذه الطريقة البسيطة تمكن المستعمل من ولوج الباب الذي يرغب به بمجرد تناوله المعجم، وتمكنه من الانتقال من بداية الباب إلى وسطه أو آخره بسهولة، بالنسبة للألوان فالأمر اختياري بالدرجة الأولى ويمكن أن تساهم فيه اعتبارات أخرى تتعلق بالفئة الموجه لها المعجم والذوق العام وحتى الرغبة في التميز وتفادى التقليد؛ فمثلا نعتمد بالنسبة لحواف الأوراق اللونين الوردي والبنفسجي بالتتابع أو الوردي مع الأزرق أو الأحمر مع الأزرق أما اسم الباب فنضع أ ، ب ، ت ،...،ي بلون غامق يناسب لون الحواف وليس من الضروري استعمال اللون الأسود.

2.2. الإشكال في معرفة مضمون كل صفحة

التعرف على مضمون أي صفحة من صفحات المعجم بنظرة سريعة دون الحاجة إلى تصفحها وتتبع موادها واحدة بواحدة يتمثل فيما اعتمدته أغلب المعاجم بتخصيص الفُسَح الواقعة عند رؤوس الصفحات لتحديد المجال المغلق للمواد التي تتضمنها كل صفحة والتي تكون محصورة بين المدخلين المحددين أعلى كل صفحة حيث تمثل المادة التي على اليمين المدخل الواقع أول الصفحة –سواء كان مدخلا رئيسيا أو فرعيا-وتمثل المادة التي على اليسار المدخل الواقع في آخر الصفحة.

ونلاحظ هذا النهج في المعجم الوسيط؛ بحيث يتحدد محتوى كل صفحة من صفحاته بالمدخلين الرئيسيين الذين يقع أحدهما في أول الصفحة وآخرهما في آخر الصفحة مثل ص 125 من باب الجيم ورد أعلاها (جعد) و(جعل) أما أول مدخل فكان (الجعجاع) وآخرها (أجعل). (الوسيط : 125).

أما معجمي الرائد والقاموس فقد جعلا المجال محصورا بين أول مدخل في الصفحة وبين آخر مدخل على اعتبار أن المعجمين لا يميزان بين المداخل الرئيسة والفرعية وخاصة الرائد الذي لم يعتمد الترتيب الألفبائي المنعقد حول الأصول. فنجد مثلا في أعلى الصفحة 130 من باب الجيم من القاموس (تجشأ)و (جصص) تمثلان أول مدخل في الصفحة وآخر مدخل فيها. (القاموس : 130).

3.2. تمييز المداخل

1.3.2. التمييز بين المدخل والشرح المصاحب له

قد يتساءل بعضهم عن أهمية هذا الطرح ونعلل ذلك بأن القصد من استخدام المعجم هو الوصول إلى الشرح لكن قبل ذلك لابد أن يدرك المستعمل موقع المادة التي يبحث عنها في المعجم وإذا لم يكن هناك ما يميز بين المدخل والشرح فسيتردد ويطيل النظر خلال بحثه عن موقع المادة التي يطلبها.

لاحظنا أن بعض المعاجم وعلى رأسها المعجم الوسيط قد اعتمدت لونا واحدا لكتابة المداخل والشروح، مكتفية في ذلك باللون الأسود مع حصر المداخل بين قوسين للفصل بينها وبين لغة الشرح. ووجدنا القاموس « قاموس لغوي عام، طبعة 2008 لـ محمد هادي اللحام، محمد سعيد، زهير علوان » قسم صفحاته إلى ثلاثة أعمدة فصل بينها بخطوط عمودية باللون الأحمر، ووضعت المداخل كلها باللون الأحمر وبخط أو بند مشبع تتبعه نقطتان تفصله عن الشرح الذي طبع بخط أسود ولم نجد أي تمييز بين المداخل الرئيسة والفرعية. أما معجم الرائد لـ جبران مسعود وترتيبه ألفبائي حديث وقع تقسيم صفحاته أيضا إلى ثلاثة أعمدة لكن الفاصل بينها فراغ طولي في حين كتب المدخل والشرح بنفس الخط والبند وتميز المدخل بلونه الأحمر.

نرى من المهم الفصل بين المدخل والشرح حتى يتبين للباحث في المعجم المواقع التي يبحث فيها فلا يخلط في ذلك بين ما يقع مدخلا وبين ما هو شرح له. ويعتمد ذلك على حجم المعجم وأوراقه، يفضل تقسيم الصفحة إلى عمودين إن كانت صغيرة الحجم أو إلى ثلاثة أعمدة إن كانت من الحجم المتوسط أو الكبير. إن أول ما يعتمد للتمييز بين المدخل والشرح المصاحب له هو اللون، يجب اعتماد لون ملفت للنظر تتبعه العين المبصرة بسهولة متجاهلة الشرح المرافق له لأنه بلون مختلف غير اللون الذي تقتفي العين أثره وفي هذا ميزة تسريع عملية البحث بتقليص مجال البحث وتحديد صفاته أما الألوان المعتمدة بالنسبة للمدخل في المعاجم الصادرة حديثا فتتراوح بين الأحمر وتدرجاته وأحيانا الأخضر كما تعتمد بعض القواميس اللون الأزرق. أما اللون الذي نراه مناسبا للمداخل فهو اللون الأخضر كما فصّلنا أعلاه.

2.3.2. التمييز بين المداخل الرئيسية والفرعية

لاحظنا أن أغلب المصنفات لم تحظ بالتفريق بين المداخل المختلفة واقتصر أصحابها على توضيح ما يقع من المفردات مدخلا مع الحرص على الفصل بينه وبين لغة الشرح أو التعريف الموضوع له في المعجم. في حين وجدنا هذه الخاصية معتمدة في المعجم الوسيط من خلال وضع رمز معين أمام المداخل الرئيسة ويتمثل في دائرة صغيرة سوداء تسبق المداخل الرئيسية فقط (ينظر المعجم الوسيط، ط4). وألفينا معاجم تلجأ إلى طرق أخرى وكلها ذات جدوى وتتنوع بين اعتماد خطوط مغايرة، ألوان مختلفة، تدرج الألوان، استخدام رموز معينة أمام المدخل الرئيسي دون المداخل الفرعية.

ودعما لما سلف، نقترح بداية ضرورة وضع المداخل الرئيسية والفرعية بلون مغاير للغة الشرح أو التعريف المصاحب لها. وإن كان المألوف اعتماد اللون الأسود في لغة التعريف فيمكن استخدام درجة أقل من اللون نفسه أي تدرج رمادي، أما إن كان المعجم موجها للأطفال في الطور الأول فلا ضير من تجنب اللون الأسود واستبداله بلون مغاير.

توضع المداخل الرئيسية والفرعية بلون واحد مع مخالفة في حجم الخط حيث يكون المدخل الرئيسي بخط مشبع أو ما يسمى البند العريض أيا كان اللون المختار أما المداخل الفرعية فتكون بخط غير مشبع مع إمكانية وضع علامة معينة تسبق المداخل الرئيسية وتكون باللون نفسه، على سبيل المثال قرص صغير (·) أو خط قصير(-) أو مربع صغير (□).

يطبق هذا النسق على جميع مواد اللغة العربية والمعربة التي أخضعت لنظام اللغة العربية فأصبحت جزءا منها، أما الكلمات الأجنبية والدخيلة التي بقيت في متن اللغة على حالها الأجنبية فذلك أمر آخر.

4.2. مداخل الكلمات الأجنبية

1.4.2. الكلمات الأجنبية والدخيلة التي لم تعرّب

معلوم أن كيفية التعامل مع الكلمات الأجنبية والدخيلة التي لم تخضع لنظام اللغة العربية وبقيت على حالها الأجنبية تكون بتصنيفها في المعاجم حسب موقعها من الترتيب الألفبائي ويقع بعضها مدخلا رئيسيا لأنه حسب حاله لا ينتمي إلى اللغة العربية وبالتالي فليس له أصل منها ينتمي إليه، لكننا نجد بعض الألفاظ الدخيلة رغم هذا قريبة من بعض مواد اللغة العربية حتى أن موقعها من الترتيب الألفبائي يجعلها أحد المداخل الفرعية لمدخل رئيسي هو من أصول اللغة العربية، وهنا قد لا يتفطن القارئ إلى أن هذا اللفظ غير عربي إذا لم يقرأ الشرح كاملا والذي تعقبه في الغالب إشارة إلى أصل اللفظ سواء برمز محدد سلفا مثل : د للدلالة على اللفظ الدخيل مثل ما هو عليه في المعجم الوسيط أو بلفظ مثل دخيل أو أجنبي أو بلفظ يخصص أصله مثل لاتيني، يوناني... أو عبارة لفظ أجنبي أو لفظ دخيل لهذا تتبرز أهمية جعل مدخله بلون مختلف عن بقية المداخل ونقترح اللون الأزرق.

2.4.2. الكلمات التي يصعب التعرف على موضعها

البحث عن مواضع الكلمات التي يصعب معرفة أصلها اللغوي قد يستغرق وقتا أطول مع احتمال عدم الاهتداء إلى موضعها بين المداخل والتي تعمد بعض المعاجم إلى جعلها في مكانها من الترتيب الألفبائي دون أن تقدم شرحا لها بل تعتمد الإحالة إلى مادتها الأصلية أنظر مادة (...) وحينها يستأنف القارئ البحث مجددا حتى يصل إلى مطلبه وفي هذا بعض التيسير لكنا نراه ناقصا ويحتاج لما يكمله.

نقترح أن توضع الكلمات التي يصعب معرفة أصلها اللغوي في موقعا من الترتيب الألفبائي ثم يحال إلى مادتها انظر (...) وهنا نقترح أن تضاف إحالة رقمية مباشرة تشير إلى رقم الصفحة (ص) والعمود (ع) في شكل كتابة كسرية ص/ع (ص على ع) حتى نختصر وقت البحث حيث أننا بإدراج المادة ضمن موادها الأصلية نكون قد احترمنا منهج التأليف العام للمعجم والذي يقضي باتباع منهج الترتيب الألفبائي للأصول ونكون قد تلافينا صعوبة الوصول إلى بعض المواد صعبة الإدراك فاكتسب القارئ معلومة لغوية إضافية بمعرفة أصل تلك الكلمة ثم اختصرنا عليه زمن البحث وتقليب الصفحات مرة أخرى عن طريق الإشارة إلى رقم الصفحة التي وردت فيها هذه المادة.

5.2. الإحالات والرموز والصور

1.5.2. إدراج الإحالات والرموز

إن الكيفية الأمثل لإدراج الإحالات والرموز في متن المعجم وعلى صفحاته تكون فعّالة في تأدية وظيفتها من تعيين وتحديد بعض مواد المعجم أو وصلها ببعض.

نقترح جعل الإحالات والرموز بلون مختلف عن اللونين المعتمدين في متن المعجم بالنسبة للمدخل ولغة الشرح، لأن الغاية لفت انتباه الناظر إليه فإذا كان من نفس لون لغة الشرح فقد لا ينتبه له القارئ خاصة إن كان الشرح مطولا فيكتفي ببدايته دون أن يتمه إلى نهايته لكن ظهور لون مغاير في آخر السطر أو الشرح سيحفز النظر والقارئ بالتأكيد ليعرف الإضافة المزيدة.

2.5.2. إدراج الصور والرسوم

توظف المعاجم اللغوية عددا من الصور أو الرسوم لإيضاح بعض المداخل التي يصعب على القارئ تصور أشكالها وإن كان الوصف دقيقا، من ذلك التعريف ببعض أجناس الحيوان أو بعض أنواع النبات أو الآلات والأدوات وحتى تسمية أجزاء من جسم الإنسان. إدراج الصور والرسوم في مثل هذه الحالات كفيل بالاستغناء حتى عن التعريف، لكن ما هي الطريقة المثلى لإدراجها في المعجم؟

يفضل أن توضع الرسوم خارج النص المعجمي في صفحات منفردة في شكل ملحق يكون آخر كل باب وهو الأفضل لئلا نباعد بينها وبين النص المعجمي؛ لأن إخراجها بشكل واضح وجلي يتطلب نوعية خاصة من الورق تظهر عليها الرسوم والصور أوضح من طبعها على ورق الكتابة. وننبه هنا إلى أن استخدام نوعية ورق متميزة وعدم تلوين حوافها أو استخدام لون آخر خلاف الألوان المعتمدة في حواف أوراق المعجم للتمييز بين الأبواب يسمح للقارئ بالتعرف المباشر على موقع الملحق الذي يعقب ذلك الباب. وبهذا التنظيم نتجنب تشويش بنية النص المعجمي باعتراضه بالصور والرسوم خاصة تلك التي تضم تفاصيل كثيرة يقتضي إبرازها حجما أكبر مما يتسع له عمود في صفحة في حين يؤدي تصغيرها المفرط لإخفاء التفاصيل المميزة لها فلا تتضح الصورة أو الرسم بالشكل المناسب لتوضيح المعنى في الذهن.

3.5.2. الإحالة رابط بين المداخل والصور

بما أننا نقترح نقل الصور والرسوم من متن المعجم إلى ملاحق تعقب كل باب من أبوابه، فلابد من رابط بين لوحات الصور والرسوم وبين المداخل الموافقة لها بحيث يكون الرجوع إليها سهلا. إن ذلك يعتمد على تصنيف الصور في صفحات الملحق وإدراج تسمياتها مع إعطاء رقم لكل صورة يكون دليل الإحالة المباشرة إليه بحيث يدرج أمام المدخل الذي تلحق به صورة أو رسم يوضحه شكل إطار يحوي رقما في داخله يشير إلى رقم الصورة في الملحق الموالي وتوضع هذه الإحالة بلون مغاير للغة الشرح كما سبق ذكره.

6.2. توجيه القراءة السليمة

ونعني بها تمييز ما ينطق ولا يكتب أو العكس ما يكتب ولا ينطق، وإن كانت هذه الظاهرة قليلة في العربية مقارنة بغيرها من اللغات لكن التنبيه عليها واجب. ويمكن تحقيقه إما بالكتابة الصوتية أو بتوظيف الألوان. وعليه نقترح بالنسبة للمفردات التي يختلف نطقها عن كتابتها أن توضح طريقة نطقها كتابة بين قوسين مباشرة بعد مدخل المفردة المقصودة وتكون الكتابة بنفس لون الشرح ويجعل القوسين باللون الأخضر أو الأزرق الموافق للون المدخل.

الخاتمة

هذه البدائل ثمرة اجتهاد نقصد منه النهوض بالمعجم العربي ليبلغ مقامه الرفيع وليكون بالفعل معينا لكل من يستعين به أيا كان مستواه اللغوي والمعرفي وذلك بإعادة النظر في تنظيم مداخل المعاجم الورقية الحديثة في اللغة العربية وخاصة معاجم الطلاب والمتمدرسين ممن لم يتمرسوا الكشف عن الكلمات في المعاجم باقتراح منهج مبسط يسهل عملية الكشف عن المفردات بيسر وسرعة؛ والتعرف على معانيها مع المحافظة على الخاصية الاشتقاقية للغة العربية من خلال توظيف أحدث التقنيات الطباعية في استثمار الكشف أو المعاينة البصرية.

ملاحظة ملحق يتضمن نموذج توظيف البدائل المقترحة بتفاصيلها على عينة مقتطفة من المعجم الوسيط.

جبران مسعود،1992، الرائد، دار العلم للملايين، بيروت.

حسان تمام: اللغة العربية معناها ومبناها. دار الثقافة الدار البيضاء المغرب. بدون تاريخ

خديجة بن قويدر و سالمي عبد المجيد »مادة المعجم المدرسي و طرق ترتيب مداخله , Aleph [En ligne], 12 | 2019, mis en ligne le 25 juin 2019, consulté« le 18 février 2022. URL : https : //aleph-alger2.edinum.org/1959

الخطيب عدنان،1967، المعجم العربي بين الماضي والحاضر. مطبعة النهضة الجديدة القاهرة.

ربا محمود ياسين،2014، أثر إدراك الألوان في تحسين عملية الاسترجاع، رسالة ماجستير في علم النفس التربوي، إشراف د. علي منصور، جامعة دمشق.

عطار أحمد عبد الغفور، بدون تاريخ، مقدمة الصحاح، مطابع دار الكتاب العربي، مصر.

مجمع اللغة العربية، 1985المعجم الوسيط. الجزأين الأول والثاني، شركة الإعلانات الشرقية، ط 3، مصر، القاهرة

محمد هادي اللحام، محمد سعيد، زهير علوان،2008، القاموس ، طبعة دار الكتاب العلمية، بيروت.

Helmenstine, Anne Marie, Ph.D. "The Visible Spectrum: Wavelengths and Colors." ThoughtCo, Aug. 28, 2020, thoughtco.com/understand-the-visible-spectrum-608329

فهيمة قالون

جامعة الجزائر 2Alger

© Tous droits réservés à l'auteur de l'article