إسهامات عبد الرحمان الحاج صالح في ميدان أمراض الكلام

Contributions de Abderrahman Hadj Salah dans le domaine de la pathologie du langage

Contributions of Abderrahman Hadj Salah in the field of speech diseases

فوزية بداوي

Citer cet article

Référence électronique

فوزية بداوي, « إسهامات عبد الرحمان الحاج صالح في ميدان أمراض الكلام », Aleph [En ligne], 9 (1) | 2022, mis en ligne le 10 mai 2022, consulté le 29 mars 2024. URL : https://aleph.edinum.org/5939

تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على إسهامات الدكتور عبد الرحمان الحاح صالح في ميدان علم أمراض الكلام والحبسة على وجه الخصوص. المنهج المتبع هو المنهج الوصفي لتوضيح الخصائص المرضية لكلام المصاب انطلاقا من مجموعة من الاختبارات اللغوية. بالاعتماد على المبادئ اللسانية الخليلية. بينت النتائج نوعية الاضطرابات ومميزاتها في مختلف المستويات التحليلية والتي ترجع بالدرجة الأولى إلى عدم القدرة على التحكم في المثل التي تدخل في بناء العناصر اللغوية عند المصابين بحبسة بروكا.

L'objectif de cette étude est de mettre en évidence les contributions du professeur Hadj Salah dans le domaine de la pathologie du langage. Nous insisterons sur la relation entre la linguistique et l'analyse du langage pathologique. Le modèle utilisé est le modèle descriptif afin de déterminer les caractéristiques des troubles en se référant aux principes linguistiques néo-khaliliens à travers des exemples sur les troubles aphasiques et leurs caractéristiques pathologiques, avec des explications sur les causes qui ont donné lieu à ces troubles. Les résultats ont démontré la qualité des troubles et leurs caractéristiques dans les différents niveaux analytiques, qui sont principalement dus à l'incapacité de contrôler les schèmes qui sont utilisés dans la construction des unités linguistiques dans l’aphasie de Broca.

The objective of this study is to learn about the contributions of Professor Hadj Salah in the field of language pathology. We will insist on the relationship between linguistics and pathological language analysis. The model used is the descriptive model in order to determine the characteristics of the disorders and referring to the neo-Khalilian linguistic principles through examples on the aphasic disorders and their pathological characteristics, with explanations of the causes that gave rise to these disorders. The results showed the quality of disorders and their characteristics at various analytical levels, which are primarily due to the inability to control the ideals that are involved in building the linguistic elements when suffering from Broca's aphasia.

مقدمة

يعدّ ميدان أمراض الكلام ميدان هام يهتم بدراسة الاضطرابات التي تصيب الاستعمال اليومي للغة والراجعة إلى خلل يؤثر على قدرة توظيفها بطريقة سليمة. ويعتبر الاضطراب وسيلة تجريبية تسمح بتحليل الكلام المُضطرب مع مراعاة درجة الإصابة والأعراض الناتجة عنها: «تتمثل الفكرة الأساسية في أن المرض هو عبارة عن ترتيب لغوي جديد يحمل فيه الاضطراب خاصية التناسق التي تُوَضِحُ ما يصبح عليه السلوك اللغوي في حالة إصابة أو تعليق بعض السيرورات التي تدخل في إنتاجه» (Jean-Adolphe 1982:131).

ويتطلب هذا الرجوع إلى اللسانيات في تحليل الاضطرابات والتعرف على نوعيتها وتحديد مظاهرها وأسبابها. ومن بين الاضطرابات التي يمكن أن تؤثر على قدرة الفرد اللغوية هناك الحبسة التي تظهر نتيجة لإصابة مركز اللغة في الدماغ فتؤدي إلى حدوث إصابات على المستوى الإفرادي والتركيبي.

  1. الإشكالية المطروحة: فيما تتمثل إسهامات الأستاذ عبد الرحمان الحاج صالح في ميدان اضطرابات الكلام؟ وكيف يتم استغلال النظرية الخليلية الحديثة في تحليل الحبسة؟

  2. الفرضيات المطروحة

  • يعاني المصاب بحبسة بروكا من صعوبة في دمج الحروف في كلمات، وفي إجراء التحويلات.

  • يجد المصاب بحبسة بروكا صعوبة في احترام المثل الإفرادية والتركيبية في تكوين الجمل.

1.الجانب النظري

1.1. النظريات اللسانية والحبسة

ظهر التوجه اللّساني للحبسة في صورة نظريات تهتم بدراسة كيفية استغلال اللسانيات في ميدان الاضطرابات اللغوية. ويعتبر فرديناند دي سوسور من الأوائل الذين تطرقوا إلى دراسة الحبسة من وجهة النظر اللسانية حيث حدّد موضع القدرة الكلامية، وفقا لما أتى به بروكا، في الفص الجبهي الثالث في نصف الكرة المخية الأيسر« اكتشف بروكا أنّ قدرة الكلام تقع في الفص الجبهي الثالث الأيسر...ونحن نعلم أنّ وجود الإصابة قد لوحظ في كل ماهو مرتبط بالكلام، وحتى بالكتابة»(Saussure 1990:26-27) . فدراسة الحبسة من منظورها اللساني تُمكّن الباحث من وضع أسس بناء نظريته اللغوية وهذا من خلال التفكُكَات التي تحدث نتيجة لإصابة السيرورات اللسانية الضرورية للتوظيف العادي للكلام « فاللّساني ميدان خاص به والذي يخص البحث عن البُنى التي توجد عليها الألسنة البشرية وعن وظائفها وكيفية أدائها لهذه الوظائف لفظا ومعنى إفرادا وتركيبا» (الحاج صالح 1973:58).

وبدورها تسمح اللسانيات للباحث العيادي باستغلال المفاهيم اللسانية في التعرف على كيفية ظهور وتطور الحبسة ممّا يساعد على وضع نموذج لعلاجها«نذكر على سبيل المثال الفائدة العظيمة التي يستمدها اللساني من مشاركته للأطباء الذين يعالجون أمراض الكلام. وذلك عندما يدرسون العلاقات القائمة بين بنى اللسان والاضطرابات التي تعتريها عند المصابين بآفات التعبير». (المرجع نفسه: 24). فالعلاقة بين اللسانيات والميدان العيادي هي علاقة هامة وضرورية في تحليل الكلام في مستوياته اللغوية النحوية منها والدلالية.

ويعتبر رومان جاكبسون من اللسانيين الأوائل الذين اهتموا بدراسة الظواهر المرضية في الحبسة بهدف تحديد السيرورات اللسانية المستعملة في الكلام: » يمكن للحبسة أن تؤدي إلى إعادة توزيع الوظائف اللسانية» (Jakobson 1969:105) كما أشار إلى أهمية العمل المشترك بين اللسانيين والأطباء في المستشفى« بما أنّ الحبسة هي أوّلا وقبل كل شيء تفكُك في الكلام. فلا يمكن إجراء أي تشخيص صحيح دون تدخل مُختص لساني كُفء لدراسة التفككات التي تظهر في كلام المريض». (Jakobson 1969:111). وقد توصل جاكبسون إلى تحديد نوعين من الحبسة من خلال تحليل كلام المصابين وهما:

-اضطراب التماثل: يظهر في صورة صعوبات خاصة بتوظيف الكلمات وفي الحوار، وصعوبات في إنتاج الجمل. وتبقى الكلمات المرتبطة بالسياق مثل الضمائر وحروف المعاني والأفعال المساعدة مُمكنة الاستعمال.

-اضطراب التجاور: هو اضطراب يصيب قدرة الشخص على البناء نتيجة لفقدانه القواعد النحوية التي تسمح بتنظيم الكلمات في جمل مع اختفاء الكلمات التي تحمل وظيفة نحوية مثل حروف العطف وحروف الجر والضمائر.

2.1. نظرية الوساطة

تقوم نظرية الوساطة على المقابلة بين اللسانيات وميدان علم أمراض الكلام والحبسة بصفة خاصة. تتوقف نوعية الحبسة على درجة وطبيعة الإصابة المؤدية إلى ظهورها. ويتم تفسير الاضطراب بتحديد السيرورات النحوية المضطربة "عند اختبار السيرورات الاستنباطية التي يوظفها المرضى يمكننا التوصل إلى السيرورات المنطقية في إنتاج كلامهم." .(Guyard 1985:159)

يعتبر اللساني جون جانيوبان صاحب نظرية الوساطة والطبيب المختص في علم الأعصاب أوليفر سابورو من بين الباحثين الأوائل الذين أكّدوا على أهمية العمل المشترك بين اللساني والمختص العيادي في تحليل الاضطرابات اللغوية مثل اضطراب الحبسة.

تسمح نظرية الوساطة بالاستقصاء التجريبي في الميدان العيادي عن ظاهرة ما سواء تعلّق الأمر بالحبسة أو باضطراب لغوي أو نفسي آخر. ولقد تناول جون جانيوبان دراسة اللغة من الناحية النحوية التركيبية ومن الناحية الاجتماعية من خلال تحليل مظاهر التواصل بين الأفراد، بالإضافة إلى تحليل الكتابة بدراسة طريقة استعمال الأدوات، ودراسة الناحية الأخلاقية في اللغة والتي تتعلق بكيفية اختيار الفرد لما يقوله، ما يجب أن يقوله وما يمكن أن يقوله، أو مالا يجب قوله.

يسمح التحليل اللساني للكلام المضطرب بالتعرف على الأسس والمبادئ التي يبني عليها المصاب كلامه، ومدى قدرته على احترام تلك المبادئ. ولا يتأتى ذلك إلاّ بالرجوع إلى نظرية تتماشى مع خصائص اللغة العربية وهي النظرية الخليلية الحديثة التي تٌستعمل في تحليل المظاهر المرضية في الحبسة عند متكلمين ناطقين بالعربية.

2 النظرية الخليلية الحديثة

تعد النظرية الخليلية الحديثة امتدادا لآراء النحاة العرب الأوّلين وبخاصة الخليل بن أحمد الفراهيدي. وقد أكّد الأستاذ عبد الرحمن الحاج صالح على أهميتها بقوله: « وقد صارت النظرية منذ ذلك الوقت العماد النظري اللغوي لعدة دراسات قام بها باحثون من مختلف الآفاق العلمية وخاصة من مركز البحوث لترقية اللغة العربية بالجزائر من مهندسين في الحاسوبيات وأساتذة في اللغة العربية والإنجليزية وباحثين في أمراض الكلام ». (الحاج صالح 2007:11).

تعتمد النظرية الخليلية الحديثة على مجموعة من المفاهيم نذكر منها:

  1. الأصل والفرع :الأصل هو العنصر الثابت أو النواة والفرع هو الأصل مع زيادة ايجابية (إضافة عناصر عند إجراء التحويلات التفريعية) أو سلبية (حذف عناصر بالرجوع إلى الأصل عند إجراء التحويل العكسي). حسب الحاج صالح، البحث عن بنى اللفظ يعتمد على النظر في المحورين معا –غير منفصلين- بالانطلاق من الأصول أي من العناصر التي يمكن أن تظهر بإسقاط المحور التركيبي في الأعمدة التي تشكل المحور الاستبدالي (التصريفي). ويحدث حينئذ اندماج بين المحورين من خلال الزيادة التي تدخل المحور التركيبي والاستبدالي في نفس الوقت، مع قدرة العودة إلى الأصل بإجراء التحويلات العكسية من الفروع إلى الأصول، وهذا مخالف للنموذج التقطيعي الذي يعتمد على تقطيع الوحدات على المحور التركيبي فقط. (الحاج صالح 2012:91،92).

  2. التحويل :هو عملية إدخال عناصر على الكلمة، اللفظة أو التركيب بالزيادة التدريجية على الأصل أو بالرجوع إلى الأصل بحذف عناصر منها. يطلق على هذه العملية، التفريع عن الأصل الواحد بمعنى الانتقال من الأصول إلى الفروع.

  3. المثال أو وزن الكلمة : يعتبر المثال من المفاهيم الأساسية في النظرية الخليلية الحديثة. فهو المقياس الذي يسمح بالتعرف على الوحدات في مختلف المستويات اللغوية. فهو عبارة عن ضم الحروف الأصلية إلى الكلمة وإدخال الزوائد مع حدوث تغيرات في الكلمة. وقد استعمل جون جانيوبان مفهوم المثال في الاستدلال على تواجده في كلام المصابين بالحبسة حيث لاحظ أنّ المصاب يفقد القدرة على الانتقال من أصغر الوحدات اللفظية إلى أطولها: مثلا عدم قدرته «على التعرف والانتقال من (بيت)، (بالبيت)، (البيت واسع)». (إبرير، 2005:12).

  4. الكلمة :الكلمة هي أصغر قطعة لغوية ذات دلالة يمكن أن تشغل موضعا داخل اللفظة الاسمية والفعلية. ومثال الكلمة هي مجموع الحروف الأصلية والزائدة مع حركاتها وسكناتها كل في موضعه » وهو البناء أو الوزن" (الحاج صالح 2012:90).

  5. اللفظة :هي الوحدة اللغوية المتكونة من كلمات مترابطة فيما بينها في شكل مجموعة واحدة أو اسم واحد مثل (خزانة، بالخزانة، الخزانة كبيرة). « ومثال اللفظة هو مجموع الحركات الأصلية والزائدة مع مراعاة دخول الزوائد وعدم دخولها كل في موضعه وهو مثال اللفظة اسمية كانت أم فعلية». (إبرير2005:12).

  6. العامل :يعتبر العامل "العنصر اللغوي الذي يؤثر لفظا ومعنًى على غيره كجميع الأفعال العربية. فكل حركة من الحركات الإعرابية التي تظهر على أواخر الكلم، وكذلك كل تغيير يحدث في المبنى والمعنى إنما يجيء تبعا لعامل في التركيب. فالجمل العربية تتكون من عامل يتحكم في بقية العناصر المكونة للجملة. ويكون متبوعا بمعمولين يكون المعمول الأول فيها عنصرا ثابتا بعد العامل « لا يجوز أبدا أن يتقدم المعمول الأول (الذي يستغنى عنه) على عامله ». (الحاج صالح 1996:95).

  7. يشغل العامل موضعا اعتباريا داخل التركيب. فلا يتم تحديده فقط بموقعه في المرتبة الأولى في تسلسل الكلام، بل يمكن تأخيره مع احتفاظه بمرتبته. ويمكن اكتشاف هذه المواضع من خلال العلاقات التحويلية بين الجمل، التي تؤدي إلى معرفة المواضع ومحتواها.

  • فقد يكون محتوى الموضع خاليا أي Ø : (العامل هنا هو العلامة العدمية) (Ø البيت جميل)

  • وقد يكون اسما أو فعلا ناسخا من أخوات كان. ويسمى بالمعمول الأوّل، وهو العنصر اللغوي الذي لا يمكن أن يسبق العامل في التركيب، بل يتبعه دائما ويُشكل مع عامله زوجا مرتبا: عامل/معمول معمول ثاني وتمثل كل العناصر اللغوية التي ترتبط بالزوج المرتب (ع← م1). (كان عامل، البيتمعمول أول، جميلا معمول ثاني).

  • والمعمول الثاني هو عنصر حر، يمكن أن يتقدم أو يتأخر في التركيب عن عامله « العامل يوجد أوّلا ثم بعد ذلك يوجد معموله، ولا يكون الشيء عاملا ومعمولا في آن واحد». (الحاج صالح 2006:70). فالمثال النحوي في النظرية الخليلية الحديثة هو: ←م1)+م2

  • ع: هو العامل سواء كان معنويا (العلامة العدمية Ø) أو لفظيا (الأفعال بمختلف أنواعها).

  • م1: هو المعمول الأوّل والمتمثل في كل العناصر التي يمكن أن تشغل موضع اسم كان أو غيرها من الأفعال.

  • م2: هو المعمول الثاني والمتمثل في كل العناصر التي يمكن أن تشغل موضع خبر كان أو غيرها من العناصر التي يمكن أن تشغل هذا الموضع.

  1. الموضع :المواضع هي أماكن تشغلها العناصر اللغوية ابتدءا من الأصل الواحد بتطبيق التحويل التفريعي التدريجي بالزيادة، وبالرجوع إلى الأصل بتطبيق التحويل العكسي. (بداوي 2015:64).
    تشغل « الوحدات اللغوية مواضع خاصة في تركيب الكلام. فإذا وضعت في غير موضعها فإما أن يقبح ذلك في غير الشعر، وإما أن يكون لحنا لم تتكلم به العرب» (الحاج صالح 2007، :10). فمثلا إذا قلنا "كتب الذئب رسالة" فالكتابة ليست من خصائص الحيوان، وبالتالي فالجملة خاطئة لأنّ موضع الفاعل أو المعمول الأوّل يكون مشغولا بعنصر لغوي غير ملائم.

  2. البناء :وهو العلاقة التي تربط بين العناصر اللغوية حيث نجد أن حذف أحد هذه العناصر يؤدي إلى اختلال في البناء أو التركيب.

قمنا باستغلال هذه المبادئ في تحليل الاضطرابات اللغوية عند المصابين بالحبسة الناطقين بالعربية بهدف تحديد نوعية الصعوبات التي يعاني منها هؤلاء المرضى في تأدية كلامهم. ولقد دعا الأستاذ عبد الرحمان الحاج صالح في العديد من لقاءاته العلمية بضرورة العودة إلى نموذج لساني عربي في تحليل الحبسة.

3. تعريف الحبسة

الحبسة هي اضطراب لغوي ناتج عن إصابة تتمركز في منطقة الكلام في الدماغ: "يشير مصطلح الحبسة إلى الإعاقات الملحوظة أو الاختلالات الناتجة عن استعمال اللغة بسبب وجود تلف في النصف الأيسر من المخ" (CODE 2019:317).

وحسب عبد الرحمان الحاج صالح، الحبسة هي عبارة عن« فقد القدرة على الترتيب والتركيب لفقد المريض مهارته في استعمال المثل والأنماط الخاصة بإخراج الوحدات اللغوية في المستوى الأدنى أو الأقصى أو فيما بينهما» (الحاج صالح 1974:59) بمعنى أنّ المصاب بالحبسة يفقد القدرة على استعمال المثل اللسانية في المستوى الفونولوجي، أو مستوى اللفظة أو مستوى التراكيب.

تتمركز الإصابة في النصف الكروي الأيسر(fix1990:184) ويختلف تطورها عند الراشدين: « وفقا لموضع الإصابة ومدى اتساعه وأسباب حدوثها وأيضا وفقا لسن المصاب ومستواه الثقافي ومكتسباته السابقة والقدرة الخاصة عند كل شخص على الاسترجاع».(Jambarque 2008:69) وقد تمّ تحديد الأنواع التالية من الحبسة:

  1. حبسة حسية : تتمركز الإصابة في الجزء الخلفي من التلفيف الصدغي العلوي والمنطقة السمعية المرافقة، في مستوى التلفيف الصدغي العلوي (منطقة 22 لبرودمان). تتميز الحبسة الحسية بفقدان المصاب القدرة على تمييز الأصوات المسموعة وإعطائها دلالاتها.

  2. حبسة كلية :تتمركز الإصابة في منطقة اللغة كلها أي المنطقة الواقعة من منطقة فرنيك في الجزء الخلفي من التلفيف الصدغي العلوي ومنطقة بروكا في مستوى التلفيف الجبهي السفلي. لا يتمكن المرضى من النطق إلاّ ببعض الأصوات الضعيفة أو الكلمات المفكّكة مع وجود اضطراب في الفهم والكتابة.

  3. الحبسة الحركية (حبسة بروكا) : تتمركز الإصابة في المنطقة المسؤولة عن الحركة وإنتاج اللغة :"مشكلة مرضاها تنحصر عند مرحلة المخرج الحركي للغة وليس في عملية الفهم، ويحدث ذلك نتيجة لإصابة المنطقة الأمامية من النصف المخي الأيسر أي منطقة بروكا وما حولها والتي تختص بالوظيفة الكلامية. يفقد المصاب بهذا النوع من الحبسة القدرة على التعبير، حيث يصبح تعبيره فقيرا لا يتعدى محصوله اللغوي كلمة "نعم" أو "لا"، أو كلمة واحدة مثل "سعيد". ويعود السبب في ذلك إلى وجود خلل في الجزء الخارجي من التلفيف الجبهي الثالث للمخ والقريب من مراكز الحركة الخاصة بأعضاء النطق: «إصابة في الفص الجبهي، في مستوى التلفيف الجبهي السفلي (مناطق 44 و 45 ل برودمان)» fix1990:184)). في حين لا يعاني المريض من أي اضطراب أو عجز في فهم معاني الكلمات المنطوقة أو المكتوبة.

يتميز اضطراب اللغة في حبسة بروكا باستعمال كلمات قصيرة مع حذف حروف المعاني في الكلام التلقائي، واضطراب في تكرار الكلمات مع الاحتفاظ بالإدراك السمعي واللغوي سليما: « يفقد المصاب بالحبسة الحركية القدرة على استعمال الكلام العفوي. وهو لا يزال قادرا على النطق ببعض الكلمات المكرّرة (stéréotypés)، التعجب (des exclamationsكلمات بذيئة (des jurons)، كلمات بنعم/لا، ويستطيع النطق فقط بأصوات غير ملفوظة. أما في الكلام المكرّر وفي القراءة بصوت عال فيكون الاضطراب فيهما مماثلا للاضطراب الموجود في الكلام العفوي». (Ombredane 1951: 111).

4. الجانب المنهجي

  1. منهج البحث :اتبعنا في هذا البحث المنهج الوصفي التحليلي بهدف وصف مظاهر الاضطراب الخاص بالحبسة وفقا لأفكار وتوجهات الأستاذ عبد الرحمان الحاج صالح في ميدان اضطرابات الكلام والمبادئ اللسانية الخليلية الحديثة.

  2. عينة البحث: قام (أ.ج)، 47 سنة، بإجراء الفحص المغناطيسي EEG وIRM اتضح وجود إصابة وعائية دماغية في المنطقة الجدارية في النصف الأيسر من الكرة الدماغية (AVC ischémique pariétal gauche) نتيجة لارتفاع ضغط الدم والذي أدى إلى شلل في النصف الأيمن من الجسم. يجد المصاب صعوبة في نطق الكلمات وفي الكلام التلقائي، ويتوقف في كل مرّة بحثا عن الكلمة الملائمة. يستعمل في غالب الأحيان الكتابة للإجابة عن الأسئلة التي تطرح عليه شفاهيا.

-السيد (ن،م) يبلغ من العمر 21 سنة، طالب، أصيب بحادث مخي وعائي ناتج عن صدمة دماغية في المنطقة الجبهية الثالثة. نتج عنها شلل نصفي وبكما كليا تطوّر إلى كلام مضطرب نحويا.

5.أدوات البحث

  1. -قصة المرض : نطلب من المفحوص أن يعرض علينا قصة مرضه.

  • دمج الحروف لتكوين كلمة :ويتمثل في عرض مجموعة من الحروف مرتبة ترتيبا عشوائيا ونطلب من المفحوص تكوين كلمات.

  • تسمية الأشياء: نعرض على المفحوص مجموعة صور أشياء ونطلب منه تسميتها: مقص، مسطرة، مساك، مفتاح، شمعة...

  • التحويل من المذكر إلى المؤنث : اقترحنا على المصاب اختبارا خاصا بالتحويل من المذكر إلى المؤنث انطلاقا من مثال سابق، ولاحظنا كيف يتعامل المصاب مع البنود المقترحة: هل يقوم بتطبيق القاعدة النحوية بطريقة آلية، مما يدل على عجزه عن استنباط القاعدة التحويلية أم يطبق القواعد وفقا للأمثلة المقترحة وما تتطلبه من تحويلات. المثال المقترح هو: ولد يلعب/ طفلة تلعب.

  1. وصف الصور

  • الصور حريق: تتكون من مجموعة صور تمثل حريق مأخوذة من اختبار بلانش دوكارن لتشخيص الحبسة ونطلب منه وصفها.

  1. تركيب الجمل :تتمثل في مجموعة من الكلمات تُعرض على أقصوصات ونطلب من المفحوص ترتيبها لتكوين جمل.

6. تحليل النتائج

1.6. قصة المرض عند (أ، ج)

تظهر الانتاجات اللغوية عند المصاب (ن، م) من خلال اختبار قصة المرض على الشكل التالي:

Image 10000201000002800000019551036EBDAB416854.png

يتميز الكلام العفوي عند هذا المصاب بإنتاج لفظات غير مترابطة فيما بينها مع عدم القدرة على إنتاج الجمل. فقد اكتفى المصاب بإنتاج لفظات متكونة من أداة التعريف والاسم المرافق لها مثل:(السبورة، البراسيون)، وإنتاج أيضا كلمات مثل (قلب..هدرة..) ولكنه لم يتمكن من وصف مرضه في صورة جمل متسلسلة وأفكار منسجمة.

2.6. قصة المرض عند (ن،م )

تميزت هذه المهمة بتكوين أسماء وعدم وجود روابط (أو عوامل) تحافظ على سلامة العلاقات التركيبية في تكوين الجمل: (طفلة...بومبي). فالألفاظ التي ينتجها المصاب هي عبارة عن أسماء معزولة الواحدة عن الأخرى (أسماء وأفعال) مثلا يقول كلمة: [pompiers] ويتوقف. حينئذ نقوم بطرح السؤال التالي: واش راهو يدير الــ- [pompyé] لحثه على مواصلة الكلام. فيجيب قائلا: (الما). ثم يواصل: (طفي النار) (تيو تاع...) ويتوقف عندما لا يتمكن من إيجاد الكلمة. ولقد كانت معظم إنتاجاته اللغوية في اختبار وصف صورة الحريق متمثلة في:

  • لفظات اسمية: (ولد)، (بيت)، (تيو)

Image 1000020100000280000000EE1BC17CE9DE5F209A.png

  • لفظة اسمية مع أداة التعريف على الشكل التالي:

فالعلاقات التي تنبني عليها الوحدات اللغوية منعدمة نتيجة لعدم قدرة المصاب على دمج العناصر اللغوية داخل مثال تركيبي بالإضافة إلى وجود اضطراب في التحويل من الأصل إلى الفروع :

Image 10000201000002800000012333954768FB885BC3.png

يعتبر المؤنث حسب سيبويه فرعا بالنسبة للمذكر وكذلك المفرد أصلا للمثنى والجمع وذلك "لأنّ المؤنث يتحصل بزيادة شيء على المذكر وكذلك هما المثنى والجمع بالنسبة للمفرد". (الحاج صالح2007:321) أما عند تحليل كلام المصاب لاحظنا أنّه يضع في نفس التركيبة اللغوية : المبتدأ1) مؤنثا متبوعا بالخبر(م2) مذكرا مما يخل بسلامة البنية التركيبة.

3.6. دمج الحروف في كلمات

المثال المقترح اتباعه في اختبار دمج الحروف هو: (كتب، يكتب، أكتب).

النتائج المتحصل عليها بعد تطبيق الاختبار كانت على الشكل التالي:

الجذور المقترحة

الكلمات المنتجة عند (أ.ج)

الكلمات المنتجة عند (ن،م)

)ر خ ج(

خرج، يخرج، أخرج

خرج، يخرج، أخرج

)د خ ل(

دخل، يدخل، أدخل

دخل، يدخل، أدخل

)ح ف ت(

حفت، أحفت

فتح، حفت، أتفح

)ل ع ب(

لعب، يلعب، إلعب

لعب، يلعب، ألعب

)ق ر أ(

القال، أرق

قرأ، أرق، رقأ

طبّق المصاب نفس الصيغة على مختلف الجذور المقترحة، دون الأخذ بعين الاعتبار طبيعة الكلمة في اللغة العربية من حيث تركيبها من جذر وصيغة « في الحصر الذي يصيب مستوى الكلم، فإنه يعجز حتى على إخراج هذا النوع من الكلم لعجزه عن استعمال المثل التي تبنى عليها».) الحاج صالح 1973:60). ولقد اقتصر المصاب على ترتيب الحروف وفقا للمثال المقترح ولكنه لم يأخذ بعين الاعتبار بنية الكلمة ككل والتي تتطلّب منه ترتيب الحروف وفقا لمثال سابق: ففي (رخ ج) و (د خ ل) تمكن المريضان من اتباع المثال المقترح حيث كانت إجابتهما مطابقة لطريقة تركيب الحروف فيه. نفس الملاحظة نجدها في المثال الرابع (ل ع ب) أين كان الاختلاف الوحيد في تركيب الكلمات يكمن في كتابة الهمزة مكسورة على الألف في (إلعب) عند المصاب (أ.ج) و مفتوحة فوق الألف في (ألعب) عند المصاب (ن،م) أما في (ح ف ت) فلم يتمكن كل من المصابين من الإجابة الصحيحة باحترام الصيغ التركيبية للعربية. فقد كانت إجابتهما مقتصرة على دمج الحروف وإدخال صيغة الأمر بإضافة الهمزة في بداية الكلمة ولكن بتوليد كلمة خاطئة من حيث التركيب (أحفت، أتفح). نفس الملاحظة نجدها في (ق ر أ) حيث قام المصابين بترتيب خاطئ للحروف في الكلمة: (القال، أرق) و(أرق، رقأ).

من خلال هذه النتائج نقول أنّ "المادة الأصلية أو الجذر هي وحدة دالة إلا أنّها عنصر مجرّد وليس قطعة من الكلام". (الحاج صالح 2016: 44). أما الصيغة فهي ناتجة عن بناء بين العناصر المكوّنة للكلمة وليست فقط مجرد ضم. مما يؤكد إمكانية حدوث اضطراب في الجذر دون الوزن أو الوزن دون الجذر مما يدل على استقلالية هاتين الوحدتين عن بعضهما البعض رغم وجودهما مدموجين عند إخراج الكلمة.

4.6. تسمية الأشياء

النتائج المستخرجة عند (أ، ج) كانت كالتالي:

  • استعمال كلمة مكان كلمة أخرى: (مسطرة) بدلا من (مقص).

  • حذف جزء من الكلمة والنطق بالمقطع الأخير: (مفتاح) (تح....تح)

  • قلب الحروف المُكوِّنة للكلمة: (شمعة) (مشمة)، (مساك) (مكاس)

النتائج المستخرجة عند (ن،م ) كانت كالتالي:

  • اضطراب في صياغة الكلمة: قلب موضع الحروف في الكلمة: (كرسي) (سكر)،

  • (فرشيطة) (شرفيطة)،

  • ذِكر فيما يُستعمل الشئ عوضا عن ذِكر اسمه: (موس) ْقَطْعُو بيه).

ويعود السبب إلى أنّ المصاب يعاني من ضعف كبير في قدرته على تكوين الجمل سواء كانت جملا بسيطة أو جملا أكثر تعقيد. على غرار ما يقوله الحاج صالح: " أول شئ يفقده المريض في الحصر الخاص بمستوى اللفظة وأبنية الكلم، هو معرفته السابقة لكيفية استعمال الأدوات النحوية والعلامات اللاحقة بالكلم أو الداخلة على الجمل ولذلك يتقلص الكلم عنده بتجرده من كل حرف من حروف المعاني ومن كل إعراب فتبقى فيه فقط الكلم المتمكنة بدون صياغة. )الحاج صالح 1973:60). نلاحظ من خلال هذا النموذج أنّ الإنتاجات اللغوية للمصاب كانت في شكل لفظات اسمية معزولة الواحدة عن الأخرى مكوّنة من نواة، مع إدخال الزوائد مثل أداة التعريف، التنوين والإضافة.

5.6. التحويل من المذكر إلى المؤنث

من مبادئ النظرية الخليلية الحديثة هو احترام التحليل من الأصول إلى الفروع مهما كان المستوى التحليلي. فمثلا المُذكر أصل بالنسبة للمؤنث، والمُفرد أصل للمثنى: « كل من المذكر والمفرد والنكرة أصل بالنسبة للمؤنث والجمع والمعرفة فالمحوّل إليه من البنى في اللغة هو بالضرورة أزيد لفظا ومعنى من المحوّل منه، وتكون الزيادة دليلا لفظيا على معنى زائد ». (الحاج صالح 2016:14).

نلاحظ أنّ المصاب لم يتمكن من استنباط القاعدة النحوية انطلاقا من المثال المُقترح، بل إنه يحتفظ بنفس القاعدة الموجودة في المثال المقترح حيث كانت الإجابات على الشكل التالي:

  • أجوبة المصاب (أ، ج) : ولد يجري/طفلة يجري

  • ولد ياكل/طفلة ياكل

  • ولد يمشي/طفلة يمشي

لم يتمكن المصاب من احترام التناوب بين المؤنث والمُذكر بين شطري الجملة حيث اكتفى بتطبيق المذكر فقط. مما يدل على استعمال المصاب بحبسة بروكا لجزء من القالب المقترح له نتيجة عدم تحكمه في قواعد التذكير والتأنيث في الجمل.

  • المصاب (ن،م ) : ولد يجري/طفلة تجري

  • ولد ياكل/ طفلة ياكل

  • ولد يمشي/ طفلة يمشي

بدأ المصاب بتطبيق القاعدة مذكر/مؤنث في الجملة الأولى وفقا للمثال المقترح: ولد يجري / طفلة تجري، ولكنه لم يتمكن من إتباع هذه القاعدة في المثالين المواليين، حيث احتفظ فقط بصيغة المذكر في الفعلين (ياكل ويمشي) دون الأخذ بعين الاعتبار طبيعة الاسم الموجود قبله وهو (طفلة) التي تتطلب إجراء التحويل من المذكر إلى المؤنث (ولد يجري/ طفلة تجري). وهذا يدل على الصعوبات التي يلاقيها المصابون بالحبسة في تطبيق التحويلات من المذكر إلى المؤنث.

6.6. تركيب الجمل

كانت النتائج عند المصاب (أ، ج) في اختبار تركيب الجمل على الشكل التالي:

ترتيب عشوائي للألفاظ في الجملة من خلال عدم احترام المصاب بالحبسة لمواضع العوامل والمعمولات:

  • Image 1000020100000280000000D226E30EB6AC55CD0D.png

  • (الرجل أصبح هذا مهندسا): يستعمل المصاب الفعل الناسخ (أصبح) بعد الاسم (الرجل) ويتبعه باسم الإشارة [هذا] مما يؤدي إلى اختلال التركيب. فمن الناحية النحوية التركيبية، لا يمكن قول: (الرجل أصبح هذا)، لأنّ الناسخ يتبع المنسوخ وفقا لمبادئ نظرية العامل التي ذكرها عبد الرحمان الحاج صالح، فتكون الجملة على الشكل التالي: (أصبح هذا الرجل) حيث يكون العامل (أصبح) في بداية الجملة متبوعا مباشرة بالمعمول الأوّل (هذا الرجل) والمعمول الثاني (مهندسا). وفي حال تكوين جملة اسمية خالية من العوامل الملفوظة، نبتدئ بالإسم: (الرجل هذا أصبح مهندسا) يكون فيها: (الرجل هذا) في موضع مبتدأ و(أصبح مهندسا) في موضع خبر.

وقد كانت نتائج المصاب (ن،م ) كما يلي :

تأخير العامل عن معمولاته في الجملة: تأخير العامل (صار) عن موضعه في الجملة:

  • (البيت قريبا من المدرسة صار) بدلا من(صار البيت قريبا من المدرسة). ويعتبر هذا منافيا لقواعد تركيب العامل في الجملة الاسمية.

  • تقديم المعمول الأوّل [الولد] عن العامل [ظل](الولد ظل بالكرة يلعب)

  • -خلل في ترتيب العوامل والمعمولات (طبيبا الرجل أصبح هذا)

بيّنت النتائج وجود تفكك في البنية التركيبية للمصابين بحبسة بروكا نتج عنها ظهور اضطراب في تركيب الوحدات اللغوية حسب المثال التركيبي للنظرية الخليلية الحديثة. ويتجلى هذا الاضطراب في عدم قدرة المصاب على الانتقال من الأصول إلى الفروع بإجراء التحويلات اللازمة في مختلف مواضعها في الجمل.

من هنا نستنتج أنّ المصاب فَقَدَ القدرة على احترام القواعد النحوية التي تتحكم في بناء الجمل. فعند الإصابة بالحبسة، تصبح المٌثٌل اللسانية الإفرادية والتركيبية غير فعّالة، مما يؤدي بالمصاب، إلى إنتاج عبارات مفكّكة، يغيب فيها الترابط بين الألفاظ، وفي حالات أخرى، يظهر الاضطراب في صورة حذف لبعض المواضع؛ أو تقديم لبعضها، أو تأخيرها، وتزداد الصعوبات كلما ازداد تعقيد المهمات المقترحة.

خاتمة

من خلال هذا البحث قمنا بتوضيح العلاقة القائمة بين الميدان النظري المتمثل في ميدان اللسانيات والجانب التطبيقي والمتمثل في اضطراب الحبسة من خلال استغلال نموذج لساني يتماشى وخصوصيات اللغة العربية من الناحية الفونولوجية، الصرفية والتركيبية وهي النظرية الخليلية الحديثة للأستاذ عبد الرحمان الحاج صالح. وقد قمنا بعرض أهم المفاهيم والمبادئ التي تعتمد عليها هذه النظرية. وبعد تطبيق سلسلة من الاختبارات لفحص كيفية انجازها من طرف المصاب، بيّنت النتائج مختلف الاضطرابات ومميزاتها في مختلف المستويات التحليلية عند المصابين بحبسة بروكا. فباستغلال المفاهيم الخليلية كالمثال واللفظة والكلمة.. وغيرها من المفاهيم نتمكن من التعرف على الاضطرابات التي تميّز المصاب بحبسة بروكا والتي ترجع بالدرجة الأولى إلى عدم القدرة على التحكم في المثل النحوية التي تدخل في بناء التراكيب. ومنه تظهر أهمية استغلال نموذج عربي في تحليل الانتاجات اللغوية بدلا من اللجوء إلى استغلال نماذج أجنبية غير مكيّفة مع طبيعة اللّغة العربية بهدف إيجاد الطريقة المثلى للتكفل بهم.

10. قائمة المراجع

-بداوي، فوزية. 2015. دراسة تحليلية لطريقة توظيف العامل في كلام المصابين بالحبسة. عند عينة من الراشدين الناطقين بالعربية. التركيب الاسمي نموذجا. دكتوراه علوم في الأرطوفونيا
(غير منشورة).

- إبرير، بشير. (2005). أصالة الخطاب في اللسانيات الخليلية الحديثة. مجلة العلوم الإنسانية ، 5 (7)، الصفحات 9-25.

- الحاج صالح، عبد الرحمان. (1973). أثر اللسانيات في النهوض بمستوى مدرسي اللغة العربية. اللسانيـــات، 4 (1). (الصفحات 17،59-60، 80).

- الحاج صالح، عبد الرحمان. (1996). النظرية الخليلية الحديثة. مجلة اللغة والأدب، 5 (3)، (الصفحات 85-100).

- الحاج صالح، عبد الرحمان. (2006). تحديث أصول البحث في التراث اللغوي العلمي العربي. مجلة المجمع الجزائري للغة العربية (4). (ص. 70).

- الحاج صالح، عبد الرحمان. (2012). دور النظرية الخليلية الحديثة في النهوض بالبحوث الحاسوبية الخاصة باللغة العربية. بحوث ودراسات في علوم اللسان، الجزء الثاني، (ص ص 91-92).

- الحاج صالح، عبد الرحمان. (2007). النظرية الخليلية الحديثة: مفاهيمها الأساسية. تأليف كراسات المركز (المجلد العدد 4). موفم للنشر. ( ص.11).

- الحاج صالح، عبد الرحمان. (2012). منطق النحو العربي والعلاج الحاسوبي للغات. دراسات في علوم اللسان. الجزء الأول. موفم للنشر. (ص. 321).

- الحاج صالح، عبد الرحمان. (2012). العلاج الآلي للنصوص العربية والنظرية اللغوية، بحوث ودراسات في علوم اللسان، الجزء الأول. موفم للنشر. (ص.90)

- الحاج صالح، عبد الرحمان. (2016). البنى النحوية العربية. منشورات المجمع الجزائري للغة العربية، (ص ص 14، 44).

- صاري، محمد. (2003). محاولات تيسير النحو قديما وحديثا: دراسة تقويمية في ضوء علم تدريس اللغات. عنابة.

- صاري، محمد. (2005). المفاهيم الأساسية للنظرية الخليلية الحديثة. اللسانيـــات، 10 (10)، 7-29.

-Code, Chris. (2019). Aphasia. In Book : The cambridge handbook of psychology, health and medicine. Publissher : cambridge university press.

-fix, J. (1990). Neuro-Anatomie. Bruxelles: De Boeck et Larcier.

-Guyard, H. (1985). Le test du test. Tétralogique2 . PUR.

-Jakobson, R. (1969). Langage enfantin et aphasie. Paris: Les éditions de Minuit.

-Jambarque Isabelle, A. L. (2008). Introduction à la neuropsychologie de l'enfant et de l'adulte. Edition Belin.

-Jean-Adolphe, R. (1982). Troubles du langage: diagnostic et rééducation. Pierre Mardaga éditeurs.

-Ombredane, A. (1951). L'aphasie et l'élaboration de la pensée explicite. PUF.

Saussure, F. D. (1990). Cours de linguistique générale. Alger: ENAG éditions.

فوزية بداوي

مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية

© Tous droits réservés à l'auteur de l'article