نحو أدب للأطفال يعيدهم من العالم الافتراضي

Vers une littérature pour enfants qui les ramène du monde virtuel

Towards a children’s literature that brings them back from the virtual world

غنية دومان

غنية دومان, « نحو أدب للأطفال يعيدهم من العالم الافتراضي », Aleph [], 9 (2) | 2022, 08 May 2022, 03 December 2024. URL : https://aleph.edinum.org/5918

مقدمة

يعد الأدب من الروافد الأساسية التي تغذي فكر الطفل وثقافته. فهو يعكس مظاهر الحياة المادية وسلوك البشر، وتظهر من خلاله الروح السائدة في المجتمع بما تحمله من قيم وأفكار ومبادئ واتجاهات.

وإذا كان للأدب هذه الدرجة من الأهمية، فإنه يصبح أكثر أهمية في حياة الأطفال، حيث يدخل ضمن مكونات عملية التنشئة الاجتماعية والفكرية لديهم، ويساعد في تشكيل شخصياتهم، ويكسبهم خبرات متنوعة التي تؤهلهم للتعامل مع معطيات الحياة ومواقفها، لذا وجب تسليط الضوء على دوره الجلي والواضح في كافة الجوانب التي تخص الطفل والعودة إليه كبديل للثقافة الرقمية التي تغزو عالم الطفل اليوم، بكل مخاطرها النفسية والأخلاقية وحتى الصحية. في ظل غياب دور المربين والآباء، وعدم الالتفات في مجتمعنا إلى أهمية أدب الأطفال، وغياب النظرة التربوية والمعرفية إلى هذا الأدب.

1. معايير أدب الأطفال الناجح 

يعتبر موضوع معايير أدب من الآداب من أشد وأقوى الموضوعات التي يثار فيها الخلاف والجدل، حيث أن المعايير في حد ذاتها غير واضحة المعالم، رغم ثبات الفلسفة داخل المجتمع الواحد، وثبات الأسس التي يبنى عليها هذا الأدب، وخصوصا في أدب الأطفال المعاصر.

<<لذلك تتنوع المعايير وتتعدد طبقا لنظرة الكاتب، وطبقا لمجالات الأدب طبقا للمعايير التربوية والاجتماعية والثقافية والفلسفية وطبقا للمراحل العمرية الموجهة إليها تلك الكتب في مرحلة الطفولة>> (الفتاح، 2000).

هذه المعايير أصبحت ضرورة حتمية لإعادة الطفل إلى القراءة وإلى الكتاب وإلى الثقافة الشعبية بكل الممارسات اليومية وعملا على حسر أوقات بقائه أمام الشاشة الرقمية، وإن الإبداع للطفل وفق معايير محددة تقوم أدبه، وتخرجه له في أحسن صوره. إنها معايير يجب أن تختلف عن المعايير القديمة لما تستلزم الضرورة اليوم في ظل أدب أجنبي مقتبس أو مترجم، أو في ظل العالم الرقمي الذي جعل أطفالنا أكثر عزلة وتوحدا.

ولقد حدد الباحث الدكتور إسماعيل عبد الفتاح معايير وضوابط الكتابة للأطفال أهمها : (الفتاح، 2000)

1.1. مجموعة المعايير، بالنظر إلى شكل كتاب الطفل 

هذه المعايير تفرق بين الكتب الجيدة والكتب الأدنى جودة، الموجهة إلى الأطفال، من حيث شكل الكتاب كالآتي :

  1. الكتاب السهل، والكتاب الصعب : يقال لنا أن الطفل لا يقرأ في هذا العالم، (الذي تقتل فيه الصورة كل ما هو مكتوب) كما يزعم البعض، فنجد أن هناك عددا كبيرا من الراشدين يلعبون بهذه الورقة، فيقدمون للأطفال كتبا سهلة ذات مفردات محدودة وقواعد نحو وإملاء محدودة أيضا، ولكن تقديم الكتب السهلة للطفل يمكن أن يكون أمرا مرغوبا وضروريا، شريطة عدم احتقار الأطفال وشريطة حسن القياس، إلا أصبحت هذه الكتب خطيرة جدا على الطفل وتأتي بنتائج عكسية لعدم إدراك عقل الطفل وذكاءه المتطور ولكن المؤكد أنه ليس صحيحا أبدا أننا سوف نبعث النفور من القراءة في نفوس بعض الأولاد ونحن نقدم إليهم كتاب « الأيام » لطه حسين، أو « دار الكبيرة » لمحمد ديب، أو حتى شعر العقاد وفلسفاته الرائعة، لأننا سوف نقدمها إليهم بشكل جذاب ومشوق ومبسط.
    إن الطفل سوف يفضل بصورة مألوفة الكتاب الصعب الذي يستجيب لشواغله واهتماماته الحقيقية على الكتاب السهل الذي يبدو له باعثا على الضجر، ولا فائدة ترجى منه. ويجب في هذا مراعاة عقل الطفل وتطوره وحبه وقدرته على اكتشاف المجهول وركوب الصعب.

  2. الكتاب المناسب، والكتاب غير المناسب : المعيار الثاني يدور حول استجابة الطفل العفوية : هل ينال الكتاب الإعجاب من الطفل؟، أم أنه لا ينال الإعجاب؟. إن فكرة التشويق قريبة، وفكرة بعث الملل في نفس الطفل بعيدة، فلسنا ضد كتاب التسلية، وكتبهم للتسلية الصرفة، بل إننا نحتاجه ونحن جميعا في أمس الحاجة إليه، ولكننا فقط نرفض أن نرى هذه المتعة من الانفراج عن التسلية والإغراء، وقد تحولت إلى معيار أساسي لاصطفاء واختيار الكتب.

  3. الكتب المستجيبة لمراكز الاهتمام : ويعني بها الباحث هنا أنها الكتب التي تكون شاملة ليست مخصصة لعمر بعينه، فوفق شرائح الأعمار : لا يوجد عمر مقفل ومغلق على ذاته، فالحكاية يمكن أن تنال إعجاب كل عمر إذا كانت جيدة. إن الكتاب الجيد الذي يتحدث إلى الصغار، وهو في الوقت نفسه كتاب ليس له عمر.

  4. مواجهة الموضوع أكثر عمومية : فالطفل عادة يسحر ببعض الموضوعات بصورة لا يمكن نكرانها، كما يطرح وتستثيره بعض الأسئلة حول ما يعرف في متن الكتاب، سواء كان الكتاب ذا طابع علمي وثائقي، أو رواية واقعية، أم خيالا علميا صادقا، إنها تعني حب الموضوع وتذوقه، حتى وإن كانت الكتب غير متوقعة أو غير مألوفة بشرط أن لا ننئ عن القيم الأخلاقية والاجتماعية للطفل.

  5. العقدة والشخصيات الساحرة : معيار آخر مهم جدا في اختيار كتب الأطفال، وهو وجود العقدة والشخصيات الساحرة، على الأخص، التي تجذب الطفل للقراءة، في عصرنا اليوم كثر فيه الاهتمام وترويج التفاهة خاصة في مواقع الانترنيت، لذلك وجب على القائمين على أدب الطفل أن يجعلوه يعني معنى الشخصية السوية البطلة والشخصية التافهة في هذه المواقع فعقد المقارنات ضمن مواقف وتأمل موضوعات بعينها، تستقطب الطفل وتثير اهتمامه ليقرأ ويواصل القراءة وسط شخصيات متعددة ووسط عقدة محبوكة قادر على جذب الطفل وجذب اهتمامه.

  6. الكتابة : ولا نقصد بالكتابة هنا تلك الكتابة الساذجة التي تعيق الطفل وتحسره ضمن تراث لغوي صارم لا يهتم إلا بالحفظ الكمي، ويمارسه الطفل ويعرفه بصورة عميقة، دونما تردد ومن غير جهد، بل نقصد بالكتابة التي يصعب تعريفها وتوضيحها، والتي تخلق عند القارئ الطفل أو الراشد رغبة في قلب الصفحة وفي الاستمرار في القراءة والمضي حتى النهاية، بدلا من أن يجعل القارئ يضجر ويترك الكتاب جانبا، ويعتبر هذا المعيار من معايير الكتاب الجيد، وذلك أنه إذا كتب الكاتب كتابا ووجد الراشد قادرا على أخذ المتعة منه كالطفل تماما يصبح هذا الكتاب جيدا.

2.1. معايير الكتاب الجيد والبديل للوح الإلكتروني (الأيباد) 

لكي ينجذب الطفل للكتاب يجب أن تتوفر فيه شروط معينة حتى يحل محل الأيباد، ويستوي الطفل لقراءته وحمله. وجاذبية الكتاب لها دور مهم في ذلك، استقطاب اهتمام الطفل لما توفره من جمال خارجي شكلي ومضموني. سواء من ناحية الحجم أو اللون أو نوعية الورق والرسوم والصور والألوان الزاهية، أو من ناحية المضمون الجيد الشيق، فكل هذه العوامل تستهوي الأطفال وتدفعهم لتصفح الكتاب وقراءته بدلا من الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات الرقمية. ويحدد الباحثان رشدي طعيمة وأبو مغلى معايير عامة لكتب الطفل الجيدة التي نرغب في انتشارها بين أبناءنا في الجزائر، منها : (طعيمة، 1997)

  • أنه الكتاب الذي يجعل الطفل يضحك من أعماق قلبه، أو يبكي بكاء حارا من تأثره بمضمون وصور الكتاب.

  • أنه الكتاب الذي يحرك في الطفل مشاعره ويستثير أحاسيسه.

  • أنه الكتاب الذي يجبر الطفل على الخروج فيعمل على تقليد صفات الخير ويبتعد عن صفات الشر والأخطاء المختلفة التي يقع فيها البعض.

  • أنه الكتاب الذي يشعر الطفل أنه يستطيع أن يقوم به، وهو ما يسمى الإحساس بالإنجاز.

  • أنه كتاب الذي يشعر الطفل بأنه توحد مع الأفكار العليا والمثل التي ينادي بها المفكرون والكتاب.

  • أنه الكتاب الذي يرتفع بالطفل، حتى يعتقد أن ما يقوله أو يفعله سوف يسهم في تحقيق التفاهم بين الناس، والتقريب بين البشر في مختلف أنحاء العالم.

وهناك مجموعة أخرى من المعايير التي لا تقل أهمية عن المعايير المذكورة سابقا، حتى يكون كتاب الأطفال مناسبا لطفولتهم وبراءتهم. نذكر منها : (الفتاح، 2000)

  • أن تكون أفكار الكتاب وقيمه جذابة لعقلية الطفل وتحوز على اهتمامه.

  • أن يصاغ متن الكتاب جيدا ويكون أسلوبه مرنا شيقا.

  • أن تتطور الحبكة تطورا لا يتوقعه طفل اليوم هذا الإنسان المعاصر الذي يحب المفاجآت ويعشق المجهول والاكتشاف.

  • أن تكون الشخصيات في الكتاب واضحة متزنة، بأدوار متميز كل منها عن الآخر.

  • أن يستثير الكتاب طاقة الطفل الإبداعية.

  • أن يكون الكتاب مليء بالمرح والفرح والبهجة.

  • وبما أن الأطفال يصدقون كل ما يكتب، فعلى المؤلف أن يتقصى المعلومات الصحيحة داخل الكتاب بكل أمانة.

  • أن يخلو من كل المبالغات في الاستعلاء والأستاذية والاغراق في القيم الفاضلة.

  • أما لغويا، فينبغي تجنب حشو الكتاب بالألفاظ غير المألوفة للطفل أو الغريبة التي يصعب على الطفل فهمها.

  • الكاتب أو المبدع الجيد هو الذي يخاطب الأطفال وهو يعرف ميولاتهم واهتماماتهم.

2. اتجاهات الكتابة في أدب الأطفال 

تقوم الكتابة للأطفال في الوطن العربي عامة والجزائر خاصة على اتجاهين سائدين منذ أكثر من خمسين سنة وهما :

  • الاتجاه التجريبي (الارتجالي) : وهو الاتجاه الأول، وهو السائد غالبا على أدب الأطفال في الوطن العربي وفي الجزائر، وفئة الكتاب في هذا الاتجاه هم كتاب في أدب العالم أو أدب الكبار، واتخذوا الكتابة للطفل كتجربة وانسجاما مع التوجيهات الحديثة لثقافة الطفل، <<وتماشيا مع متطلبات سوق أدب الأطفال. وهي سوق رائجة، مثل هذه الكتابة عند هذه المجموعة من الأدباء إنما هي كتابة تقوم في أساسها وفي أغلبها على حسن النية وعلى سوء النية معا>> (الخياري).

  • الاتجاه النوعي المدروس : وهو الاتجاه الثاني، وهو اتجاه نادر جدا حتى اليوم في معظم أنحاء العالم ومنها الجزائر، <<والمقصود بذلك هو الكتابة للطفل بعد التمكن من شروط الكتابة الناجحة، فكاتب أدب الأطفال ينبغي أن يحدد الفئة العمرية المستهدفة فيوجه لغة النص وأفكاره وسائر أهدافه، إلى هذه الفئة بما يتناسب مع خبراتها وثقافتها>> (الخياري).

3. شروط الكتابة الجيدة للأطفال : تقنيات الكتابة للأطفال 

شروط الكتابة الجيدة للأطفال هي وجوب وجود معايير خاصة تراعى أثناء العملية الإبداعية الموجهة للطفل بصفة خاصة يجب أن يطلع عليها الكتاب والمؤلفين في هذا المجال الذي هو أصعب من الكتابة للكبار لما يجب التقيد به أثناء الكتابة من المرحلة العمرية المستهدفة؛ إلى حاجات الطفل ونموه الانفعالي خلال كل مرحلة، إلى الإلمام بالقيم الإنسانية المرغوب فيها والمتفق عليها بين التربويين والباحثين، ويمكن استعراض أهم هذه المعايير التي حددها الباحثون فيما يلي : (شحاتة، 1991)

  1. تقديم خبرات يتفاعل معها الطفل، ويجد نفسه فيها بشكل جيد مشوق في عرض الصور والنصوص اللغوية الميسرة.

  2. تضمين النص المكتوب النكتة والتهكم، والدعوة إلى النقد، وإبداء الرأي، تحت شعار : كن جريئا في استخدام عقلك، مما يثير خيال الطفل القارئ ويشجعه على فن الحوار.

  3. الكتاب الجيد لا يعزل القارئ من العالم المحيط به، بل العكس فإنه يصبح رفيقه الحميم وينمي قدرته على الإبداع وحل المشكلات.

  4. مراعاة سمات الإبداع في كتب الأطفال قبل الحديث في الرؤى المستقبلية والتفكير النقدي النسبي، وتكوين علاقات جيدة والخيال الحر والقيم الإنسانية العالمية، وتحدد التأويلات والتفاعل على المعرفة بمنهج جدلي، والتفكير العلمي والعقلاني والمنطقي، طرح التناقضات، وإثارة الأسئلة وتقديم تاريخ الحضارة الإنسانية.

  5. الكتابة عن المفكرين والفنانين والعلماء المبدعين ليعرفهم الطفل ويكون صلة بينه وبين العلم والفكر الإنساني. وتعريف الطفل بالشخصيات التاريخية والوطنية لتنمية حب الوطن والاعتزاز به وبتاريخه.

  6. الكتابة من العلوم الطبيعية والإنسانية مع التركيز على المستقبل .

  7. الأسئلة التي يوجهها التربويون التقدميون لمؤلفي كتب الأطفال كثيرة، ومن أهمها :

  • لأي شريحة من الأعمار هذه الكتب؟

  • وماذا يردد المؤلف عن الكتاب؟

  • وماذا سيتعلم الطفل من هذه الكتب؟

  • وهل يغلب على الكتاب البهجة والمرح؟

  • وهل يعنى الكتاب بالقيم الأخلاقية وكذلك السلوك المرغوب فيه؟

  • وهل لغته صحيحة وسهلة وميسرة؟

  • وهل هو مشوق ومثير وجذاب في عرضه للخبرات والأفكار؟ وهل يدعوا إلى التفكير وإعمال العقل؟

يؤكد الدكتور حسن شحاتة أن الإجابة عن هذه الأسئلة هي وضع إطار عامل للكتابة للأطفال، لكن هذا قبل الثورة الرقمية التي يعيشها العالم اليوم، فكل المقاييس تتغير، ويتغير معها الإطار لازم للكتابة لأن احتياجات الطفل تميزت وطموحاته كبرت وتطلعاتها أيضا، حيث أصبح الطفل يحتفي بكل ما هو رقمي متطور، أو ما يعرف اليوم بالتفاعلية الرقمية. في ظل الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن نقول عنه أنه يلبي احتياجات الطفل بقراءة أفكاره بما يوفره له ويطرحه أمامه من فيديوهات أو من ألوان أدب الطفل الرقمي التفاعلي إن كان الطفل من محبي القراءة التفاعلية أو من خلال فيديوهات الرسوم المتحركة أو المسرحيات، فهذا الساحر الخفي يمكن أن يستحوذ على عقل الطفل ويسلبه وقته ومبادئه وفكره بما يعرضه له من مغريات التسلية وترفيه عكس الكتاب الذي قد يمله الطفل بمجرد النظر إليه لذلك وجب وضع أطر جديدة، وطرح إشكالات وأسئلة أعمق مما سبق للوصول إلى أدب أطفال يحل محل الرقمية والشاشات الذكية، وأهم هذه الأسئلة :

  1. هل المبدع في مجال أدب الطفل يفهم الطفل المعاصر ومطلع على احتياجاته؟ هل كانت له تجربة في الاحتكاك بهذا العالم البريء والذكي في آن واحد؟

  2. ما هي الخصائص الإبداعية التي تجعل منا لكتاب يحلم حل الشاشة الرقمية الذكية؟
    وما هي مميزات الخطاب الفكري والترفيهي الذي يقدمه الكتاب للطفل كبديل؟

  3. هل يمكن للكتاب أن يحمل قيم أخلاقية وسلوكية تقوم فكر الطفل وتنظم حياته بعيدا عن الرقمنة؟

  • هل يحمل الكتاب في طباعته ما يستثير فكر الطفل ويجعله أكثر فاعلية في أسرته ومجتمعه ومحيطه، وينأى به بعيدا عن العزلة والتوحد في ظل العالم الافتراضي؟

كل هذه الأسئلة تعتبر عوائق كبيرة يجب على المبدع في أدب الطفل أن يتخطاها ليصل إلى عقل الطفل وتفكيره واهتمامه.

4. أهمية القراءة للطفل في ظل الغزو الرقمي 

تمثل القراءة وتنمية ميولها لدى الأطفال ضرورة حتمية ومطلبا أساسيا في ظل الغزو الرقمي والثقافة الالكترونية التي تستحوذ اليوم على عقول الأطفال وكيانهم الفكري. لذا وجب توجيه الأطفال إلى القراءة الورقية بدلا من التفاعلية سعيا من القائمين على الأطفال إلى دفعهم لتثقيف أنفسهم، وتنمية ميولاتهم للقراءة ومهاراتها والتي تعد أبرز مقومات الشخصية نحو التثقيف الذاتي (شحاتة، 1991).

تشكل القراءة وسيلة علاجية طبيعية وتخفف عن الأطفال ضغوط حياتهم وتبعث في نفوسهم الارتياح، وذلك عندما يتقمص الطفل شخصيات القصة فإنها تتيح فرصة التعبير عن عواطفه من خلال عواطفهم سواء كانت الخوف أو الكره، أو الحقد، ... كما تساعد القراءة الطفل على أن يفهم ما يحيط به، وتلبي حاجة الطفل في الشعور بالاكتفاء والثقة بالنفس.

والقراءة من أهم وسائل كسب المعرفة والحصول على المعلومات فهي تمكن من الاتصال المباشر بالمعارف الإنسانية في حاضرها وماضيها وإذا كانت القراءة والتعود عليها ضرورية لأي فرد من الأفراد، فإنها أكثر ما تكون ضرورية للطفل الذي يكتسب الكثير من خبراته من خلال تفاعله مع ما يقرأ. ومن عادة المربيين أنهم يصنفون المواد الدراسية المقررة طبقا لأهميتها وتأثيرها على المواد الأساسية الأخرى. إلا أنهم غالبا ما يتفقون على أن القراءة يجب أن تأتي في مقدمة المواد الدراسية جميعها (إسماعيل، 2004).

تمهد القراءة للطفل طريق الاستقلالية في حياته، وعن كل من يعوله خاصة والديه لأنها وسيلة تخرجه من الإتكالية والاعتماد عليهما، فيفهم الحياة وأسرارها من الكتب ويلج عوالم جديدة ويستفيد من تجارب سابقة له.

كما أن قراءات الأطفال تحدث تكييفات في حياتهم، وتضفي عليهم لونا جديدا وطابعا متميزا لأنها تفعل فعلها في شخصياتهم وتزودهم بالخبرات والمهارات التي تعينهم على تنمية قدراتهم، وتفتح آذانهم، وتوسع آفاق حياتهم، وتؤثر في سلوكهم واتجاهاتهم (الهيتي، 1986).

يبدأ الطفل في اكتساب خبرة القراءة مع بداية دخوله المدرسة. وعندما يتعرف على مفردات الكتابة وكيفية نطق الحرف. إلا أن هناك مرحلة سابقة على ذلك وهي مرحلة ما قبل القراءة.

وقبل دخول الطفل إلى المدرسة، تستطيع الأم أن توجد علاقة بين الطفل والكتاب، عن طريق تصفحها للكتاب مع طفلها فتصفح الأم والطفل الكتاب معا يوجد علاقة من نوع جديد بين الأم والطفل شبيهة بإدخال اللعبة في حياة الطفل، بدل اللوح الرقمي أو الهاتف الذكي. والفارق بين اللعبة والأجهزة الرقمية والكتاب في هذه المرحلة المبكرة من الطفولة إنه يمكن ترك الطفل يلعب لعبته بمفرده واستعمال الطفل للأجهزة الرقمية وما تحمله من مخاطر نفسية وجسدية وأخلاقية، أما الكتاب فيحتاج إلى وجود الأم، وبذلك يعمل الكتاب على نقل علاقة الطفل بأمه من علاقة فيزيقية (الرضاعة والحاجة إلى الطعام، والنظافة) إلى علاقة فكرية روحية. ففي أثناء التصفح تسأل الأم طفلها عما يراه، وتساعده في التعرف على ما لا يستطيع تبنيه، بل إن عملية تقليب الصفحات هي عملية فنية لأصول التعامل مع الكتب (الهيتي، 1986).

6. تنمية الميولات القرائية لدى الأطفال 

تسعى البرامج الوزارية إلى تنمية الميول القرائية للتلاميذ، واتخذتها محورا أساسيا في بناء هذه المناهج، وقد تم وضعها حسب الاحتياجات العمرية والبيئية للطفل المتمدرس، والتي يجب أن تتفق مع حاجاته ومستويات نضجه وكذا حاجات المجتمع الجزائري وثقافته فكره ومعتقده، وقد <<اعتبرت الميول من بين الدوافع المفيدة في تربية الأطفال وتوجيههم، وقامت المناهج الدراسية بتنمية الميول التي تتفق مع مصلحة الفرد والمجتمع معا، وغرس الجديد منها، وتوجيهها>> (شحاتة، 1991).

والملائمة بين ميولات الأطفال واستعداداتهم الفكرية والنفسية، كما عملت البرامج الدراسية على توفير فرص النجاح أمام التلاميذ في تكوين الميولات الجديدة والمواهب وتنميتها.

الميل سمة من سمات الشخصية الإنسانية، وهو استعداد تجاه تقبل شيء، أو نشاط محدد أو رفضه، أو هو استجابة الفرد نتيجة خبرات مر بها، وهي خبرات ذات طابع انفعالي محبب وسار من شأنها أن تساعد في تكوين الميل وتنميته لدى الفرد، وأن تدفعه إلى بذل المزيد من الجهد في المواقف المختلفة المتشابهة (شحاتة، 1991).

والميل من الدوافع السلوكية المكتسبة من تفاعل الإنسان مع بيئته الخارجية وهو يوجه صاحبه إلى الاستجابة إلى ناحية معينة من البيئة التي تحيط به (شحاتة، 1991).

والميل ينشط جهد الاستجابة، وينوعها ويعمقها، وقد يدفعها للابتكار، ويجعلنا نعمل على قدر ما أوتينا من قدرة. أما عدم توفر الميل فإنه يجعلنا نعمل بأقل جهود لنؤدي واجبنا، ونتجنب عقابا، فيصل مستوى عملنا إلى الأداء الروتيني (صالح، 1985).

إن عملية الميل للقراءة حالة نفسية شعورية ورغبة، تتمثل بتفاعل الفرد مع المادة القرائية بهدف اتساع حاجاته وإثارة عواطفه وانفعاله، وهو تنظيم وجداني ثابت نسبيا يجعل الفرد يعطي انتباها واهتماما لموضوع معين، ويشترك في أنشطة إدراكية أو عملية ترتبط به، ويشعر بقدر من الارتياح في ممارسته لهذه الأنشطة.

وهناك فرق بين الميل إلى القراءة والميول القرائية، فالميل إلى القراءة معناه أن يتوفر لدى الفرد اهتمام ورغبة في ممارسة القراءة باعتبارها نشاطا عاما بصرف النظر عن محتوى المادة المقروءة، أما الميول القرائية فهي ميول الفرد إلى القراءة في مجالات محدودة مثل الموضوعات الدينية أو العلمية أو الأدبية أو التاريخية (شحاتة، 1991).

إن الميل من الناحية التكوينية يعتبر أحد عوامل تكوين الفرد، وقد يكون الميل فطريا أو مكتسبا، وهو من الناحية الوظيفية نوع من الخبرة العاطفية تستحوذ على اهتمام الفرد وتثيره نحو موضوعات محددة، كما ينظر إلى الميل على أنه دافع يحدد استجابة الفرد بطريقة انتقائية، وهو يعد ذلك عامل أساسي لإشباع حاجات نفسية معينة لدى الفرد (إبراهيم، 1988)، والميل القرائي هو مكون أساسي في الفرد يحفزه على ممارسة عملية القراءة باتجاه معين في مواضيع محددة لإشباع الحاجات الفكرية والفنية من جهة، وكنشاط فكري يساهم في بناء الشخصية وتكوين ثقافتها ومكتسباتها العلمية أو الأدبية.

7. البيئة المشكلة للميولات القرائية للطفل الجزائري 

تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل العمرية أحسنها لتنمية الميول الحسنة للطفل خاصة نحو القراءة –وهي موضوع الدراسة- والتي تعد القاعدة الأساسية في بناء فكر الإنسان وثقافته، وإن عزوف نسبة كبيرة من الكبار اليوم عن القراءة مرده بالدرجة الأولى هو ضعف عملية تنمية الميول القرائية أثناء مرحلة الطفولة، فلم يكن هناك أي علاقة جيدة بين الطفل والكتاب، فلم يتعوده ولم يحبه، ولم يدرك قيمة هذا الشيء، وما يحمل بين صفحاته من علم وفكر وأدب. ويعد المنزل هو البيئة الأولى التي تحتضن الطفل منذ ولادته. وتطبعه بطابعها الخاص، وترسم الملامح الأساسية لشخصيته، والمنزل بيئة خصبة تنمو فيها الخبرات والمحصول اللغوي. لكن السؤال الذي يجب أن يطرح اليوم : هل الأسرة الجزائرية اليوم تحقق ذلك؟ وفي ظل الأنترنيت والهواتف الذكية هل يحظى الطفل الجزائري في أسرته بهذا الاهتمام؟ وللإجابة عن هذا السؤال يجب تصنيف خلفيات ومستويات الأسرة الجزائرية، فهناك أسر تعمل على رعاية أطفالها وإعدادهم للحياة بما في ذلك الاستعداد للقراءة وتكوين الميل إليها تكون هذه العائلات عادة ميسورة الحال ولم تتمكن الوسائل التكنولوجية من الولوج إليها، يسعى الأولياء في هذه الأسر للوصول بأبنائهم لأعلى المستويات الفكرية والعلمية بهدف تحسين ظروفهم الاجتماعية والمادية، واضعين نصب أعينهم أن العلم والقراءة هما السبيلين الوحيدين لتحقيق ذلك.

أما النوع الثاني من الأسر فهي الأسر التي تهيئ الجو العام للأطفال أثناء القراءة بوجه خاص، بما في ذلك المكان والزمان، والمرشد سواء كان الأب أو الأم أو أي أحد من أفراد الأسرة. فييسر للطفل ما يعترضه من صعوبات ويغريه ويشجعه على مواصلة القراءة وإظهار المرشد اهتمامه بما يقرأ الطفل أو مشاركته له في القراءة في مناقشة طريفة وممتعة (الفتاح، 2000).

ويعد هذين الصنفين من الأسر هما أكثر الأسر الجزائرية نجاحا في إخراج الجيل القارئ والمثقف أما في الغالب الأعم فإن الغزو الرقمي والأجهزة الإلكترونية، جعلت العائلات أكثر تشتت وأصبح الطفل اليوم يعيش أوقاتا طويلة في العالم الافتراضي الذي أصبح بديلا له عن التواصل الأسري الذي يتعلم من خلالها أسس الحياة وعزله عن ممارسة القراءة، بل حتى تعلم أسسها من اللغة وقواعدها وألفاظها الجديدة. وهذا النمط الجديد من الحياة أدى بالطفل إلى حسر قدراته وابتعاده عن المقروئية التي هي من أهم وسائل التعلم، وكون لدى الكثير أمراض نفسية خطيرة مثل التوحد كنتيجة لعيش الطفل في عالم افتراضي جعل من كل ما هو طبيعي ومألوف غريب عن حياته.

والحق أن المنزل يشكل الطفل ويوجهه ويكون عاداته وميوله واتجاهاته، والطفل يتأثر بالثقافة التي يعيش فيها داخل المنزل، لأن الطفل قبل دخول المدرسة يعيش فترة تساؤل، وجب الاستطلاع واستكشاف البيئة، وامتصاص طرق التفكير والتعبير، وهو يكتسب الدين واللغة والتقاليد والعادات وطريقة الكلام.

وهذه الخبرات المبكرة لها أهمية كبرى في حياته ولها تأثير على شخصيته، والوالدان لهما دور فعال في تكوين الميل إلى القراءة وتنميته بطرق واعية (شحاتة، 1991). والمتمثلة فيما يلي :

  1. الطفل يميل إلى التقليد فيجب إعطاؤه القدوة الحسنة والإكثار من القراءة أمامه، وتوفير البيئة المشجعة على القراءة بتوفير الكتب والقصص والمجلات الجذابة والمناسبة، وتشجيع الطفل على الاطلاع عليها.

  2. الطفل يميل إلى حب الاستطلاع. ويكثر من الأسئلة فيجب إجابته عن أسئلته. وللأسف أغلب الأمهات يزعجهم الأمر. وإحضار الكتب والصور التي تجيب عن أسئلته، وتساعده في زيادة حبه للكتب، واعتياده على استعمالها. حيث يرى فيها السبيل الأهم في إشباع فضوله للمعرفة.

  3. والطفل يميل إلى الجمع والادخار والاقتناء، يجب أن نتيح الفرصة أمامه لامتلاك الكتب، وتخصيص قسم في المكتبة المنزلية لكتبه.

  4. الطفل يتجه بعد ذلك إلى الاستقلالية عن الكبار، ويكون مجموعة أصدقاء، فيحب أن تكون له حرية مطلقة في اختياره لكتبه وقصصه بنفسه، ونناقشه حول ما يقرأ؛ حتى يدرك أهمية ما قرأ ويشعر بالاهتمام وتزداد قراءاته وتتسع وتتنوع.

  5. على الأسرة الجزائرية أن تنشأ مكتبة في المنزل في مكان هادئ ومزود بمقاعد مريحة وطاولة إن أمكن كذلك مضاءة وذات تهوية مناسبة، شأنها في ذلك شأن غرفة الضيوف أو الطعام، لما لهذا المكان من أهمية في بناء ثقافة الطفل الجزائري وإبعاده عن مواقع الانترنت والأجهزة الرقمية.

  6. على الآباء خلق جو الفرح والتقدير للكتاب والمطالعة وذلك من خلال ترددهم على المكتبات، أين يجدهم أطفالهم سعداء يقرؤون بشكل غير منقطع، ويصبحون أطفالهم، ويعودونهم كيفية التعامل مع الكتب في نظام واعترام. كما أن لتحدث الآباء والأخوة الكبار عن الكتب والمجلات والقصص والحوادث اليومية التي ترد فيها في الصحف اليومية، ويحكون القصص، ويقرؤونها قراءة جهرية بصوت واضح يعبر عن الأحداث والمواقف دور كبير في لفت انتباه الطفل لأهمية الكتاب ولدور القراءة في حياته.

  7. تشجيع الأطفال على شراء المجلات والقصص، وزيارة المكتبات العامة ومعارض الكتب، وإهداؤهم الكتب والقصص في المناسبات الاجتماعية وأعياد الميلاد.

  8. تنمية الألفة بين الطفل والكتاب وليس بين الطفل والهاتف النقال وذلك من خلال قراءة الوالدين لأطفالهم بعض القصص المشوقة. أو اطلاعهم على بعض الصور والأشكال واللوحات، بدل انزواء كل فرد من أفراد الأسرة بهاتفه أو لوحه الرقمي في عالمه بعيد عن هذا الكائن الغض الذي يحتاج رعاية فكرية وعاطفية لا تقل أهمية عن الرعاية الجسدية.

  9. توسيع خبرات الطفل عن طريق مقابلة أشخاص جدد ومؤلفي القصص، وبعض أصحاب المكتبات.

خاتمة

حاولت هذه الدراسة الوقوف عند عناصر بحثية، تسعى إلى إعادة الطفل المعاصر للأدب ممارسة وتلقيا قصد حمايته من العالم الرقمي والافتراضي، دون أرضية معرفية وثقافية ودينية يقف عليها وتحميه مما قد يصل إليه من أفكار ومعلومات خاطئة ومضللة. لذا خلصت الدراسة إلى النتائج التالية :

  • يجب أن تتوفر مكتبات الأطفال العامة ومكتبات المدارس ومكتبات البيوت على معايير اختيار كتب الأطفال التي خلصت إليها الدراسة بغية الاسترشاد بها عند تزويد المكتبات بالمواد المطبوعة التي تقدم للطفل الجزائري خاصة والعربي عامة.

  • الكتابة للطفل نشاط إنساني معقد، والرقي إلى الكتابة الجيدة للطفل ليس بالأمر اليسير، وهناك قواعد الانقرائية التي تحدد عوامل السهولة في المادة المقروءة مضمونا وإخراجا ولغة. هذه العوامل بمثابة منارة أمام من يودون الكتابة للطفل يمكنهم الاسترشاد بها على درب الكتابة الإبداعية.

  • إن الأطفال الذين تتكون لديهم خبرات سعيدة مع الكتب منذ سنوات أعمارهم الأولى تنشأ لديهم الرغبة في القراءة قبل أن يذهبوا إلى المدرسة بوقت طويل.

  • لكي ننمي ميل الأطفال إلى القراءة يجب أن نعنى عناية دقيقة بالمادة المقروءة بحيث يجدون منها ما يناسب أذواقهم وأفكارهم، وما يثير فيهم عواطف وانفعالات سارة.

وعلى ضوء هذه الدراسة يجب على كتاب أدب الأطفال التفكير في الشكل الملائم لطبيعة الطفل الجديد المعاصر الذي يجيد استعمال الألواح الرقمية والهاتف الذكي، وعليهم أن يعيدوا إغراء الطفل لتصفح أوراق الكتب من جديد بطريقة فنية تتلاءم مع قدراتهم الذهنية والعقلية والإدراكية الواسعة والحديثة.

يعتبر أدب الأطفال وسيطا تربويا يتيح الفرصة أمام الأطفال للاطلاع على سبل المعرفة والاستكشاف. كما ينمي فيهم الثقة بالنفس والشخصية السوية، ومن أجل إعطاء الطفل الجزائري والعربي نصيبا عادلا من الثقافة.

جاءت هذه الدراسة لتحديد مجموع معايير أدب الأطفال الناجح، وشروط الكتابة الجيدة في هذا الأدب الراقي الذي لا يقل أهمية في حياة الطفل من المأكل والمشرب، وسعيا إلى حمايته من أخطار الانترنيت والواقع المعدل. بينا دور القراءة وكيفية تنمية الميول القرائية لدى الطفل المعاصر.

معايير، شروط الكتابة، الميول القرائية، القراءة، الطفل المعاصر.

La littérature pour enfants est un moyen éducatif qui offre aux enfants l’opportunité d’apprendre et d’explorer des connaissances. Elle développe aussi chez eux la confiance en soi et une personnalité normale, afin de donner à l’enfant algérien et arabe une part juste de culture.

Cette étude vise à déterminer l’ensemble des critères de réussite de la littérature pour enfants, et les conditions d’une bonne écriture dans cette élégante littérature qui n’est pas moins importante dans la vie d’enfant que la nourriture et la boisson, dans le but de le protéger des dangers d’Internet et de la réalité modifiée. Nous avons aussi expliqué le rôle de la lecture et la manière de développer les tendances de lecture chez l’enfant contemporain.

Critères, conditions d’écriture, tendances de lecture, lecture, enfant contemporain

Children’s literature is an educational medium that offers children the opportunity to learn and explore knowledge. It also develops self-confidence and a normal personality in them, in order to give the Algerian and Arab child a fair share of culture.

This study aims to determine all the criteria for a successful children’s literature, and the conditions for good writing in this elegant literature, which is not less important in the life of a child than food and drink, in order to protect him from the dangers of the Internet and modified reality. We also explained the role of reading and how to develop reading tendencies in contemporary children.

Standards, writing conditions, reading tendencies, reading, contemporary child

8. قائمة المراجع

أحمد زكي صالح. (1985). الأسس النفسية للتعليم الثانوي. القاهرة : دار النهضة العربية.

إسماعيل عبد الفتاح. (2000). أدب الأطفال في العالم المعاصر، رؤية نقدية تحليلية (الإصدار 01). القاهرة : مكتبة الدار العربية للكتاب.

حسن شحاتة. (1991). أدب الأطفال العربي، دراسات وبحوث (الإصدار 01). القاهرة : الدار المصرية اللبنانية.

جوري الخياري. (بلا تاريخ). ما أهم شروط كتابة الأدب للأطفال. (جريدة الأيام السورية) تم الاسترداد من https://ayyamsyria.net

رشدي أحمد طعيمة. (1997). أدب الأطفال في مرحلة الابتدائية، النظرية والتطبيق (الإصدار 01). القاهرة : دار الفكر العربي.

عبد الرحمان إبراهيم. (1988). الميول القرائية لدى طلاب الجامعة وطالباتها، دراسات في المناهج الدراسية. قطر : مركز البحوث التربوية.

محمود حسن إسماعيل. (2004). المرجع في أدب الأطفال (الإصدار 01). دار الفكر العربي للطبع والنشر.

هادي نعمان الهيتي. (1986). أدب الأطفال -فلسفته- فنونه- وسائطه. القاهرة : الهيئة المصرية للكتاب.

غنية دومان

جامعة الحاج لخضر باتنة .1.

© Tous droits réservés à l'auteur de l'article