مقدمة
إن الدول المتقدمة تهتم بتنظيم التدريب وتخطط له بشكل مستمر وتسعى للنهوض به بشتى الوسائل المتاحة، كما ترصد له مبالغ مالية كبيرة وتوفر له كافة الإمكانيات المادية والبشرية للتحقيق الأهداف المرجوة منه.
حيث تضع الولايات المتحدة ضمن جدول المرتبات حوافز كبيرة للمعلمين الذين يلتحقون بالدورات التدريبية أو الذين يواصلون الدراسات الجامعية أثناء الخدمة. (الخولي، 11 :2015)
ويتضح من ذلك أن التدريب تفرضه التطورات التربوية الحديثة ويتطلبها التقدم التكنولوجي كما تعد الموارد البشرية المدربة من أهم العناصر الأساسية لإحداث التنمية الشاملة .
وقد برزت بوادر الأولية في تعزيز رأس المال البشري في البرنامج الخماسي 2015/2019، كما صرح الوزير الأول في مخطط عمل الحكومة من أجل تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية من خلال الاهتمام بتحسين مردود المنظومة الوطنية للتعليم والتكوين وأدائها من أجل تلبية حاجات البلاد في مجال التكوين المتميز والتحكم فيه. (صالحي، 11 :2019)
وانطلاقا من حرص وزارة التربية الوطنية على تكوين أستاذ التعليم الثانوي، باعتباره أساس العملية التعليمية التعلمية، وعليه يعتمد نجاحها وفشلها، ومن ثم كان تكوينه أمرا ضروريا لتحقيق أهداف الإصلاح، وعصرنة العملية التعليمية التعلمية. وقد تم إخضاع الأساتذة الناجحين في مسابقة قبل الالتحاق بمناصب عملهم إلى برنامج تكوين يعرف بالتكوين التحضيري البيداغوجي.
1. إشكالية الدراسة ومنطلقاتها، الأهمية والأهداف
1.1. الإشكالية
لقد أقرت وزارة التربية الوطنية مخططا إصلاحيا تضمن سياسة التربية الجديدة ـ الاطار الاستراتجي للمدرسة وتحديات الجودة 2016/2030ـ وميثاق أخلاقيات قطاع التربية الوطنية، ومن هذا المنطلق فقد تضمن النموذج البديل الذي اقترحته وزارة التربية الوطنية والمتمثل في ثلاث تحديات ينبغي رفعها من بينها احترافية الموظفين عن طريق التكوين وقد شرعت الوزارة في تنفيذ مخططات التكوين ابتدأ من 2015/2016. وتم بذلك إخضاع الأساتذة الناجحين في مسابقة التوظيف إلى برنامج التكوين التحضيري البيداغوجي قبل الالتحاق بمناصب عملهم، وقد تضمن هذا التكوين المحاور المذكورة في القرار الوزاري المؤرخ في 24/أوت 2015، والذي يحدد كيفية تنظيم التكوين التحضيري البيداغوجي لموظفي التعليم مدته وكذا محتواه.
ويبقى تكوين المعلم من القضايا الأساسية في كل الإصلاحات المتعاقبة على المنظومة التربوية الجزائرية، إلا أنها تبقى محل جدل وانتقادات متعددة من كثير من الباحثين، لاسيما فيما يتعلق بفاعلية برامج التكوين المعلم في الجزائر وهذا ما وقفت عليه بعض الدراسات الميدانية.
» فيجمع المختصون المهتمون بالتكوين أثناء الخدمة، أن هذه المخططات قد افتقرت إلى سياسة تدريب تقوم على أسس علمية واضحة، واتسمت بالارتجالية والسطحية، وضعف الوعي التدريبي وقلة المرافق التدريبية وضبابية الأهداف، وضعف أساليب التقويم والمتابعة التي توفر معطيات المعلمين، ويضيف قائلا : كما أن هذه المخططات لم تعتمد عمليا على التنويع في استراتجيات التدريب لضمان تلبية احتياجات المعلمين المتنوعة، وفردنة عملية التدريب حسب فئات المعلمين، فهي لم تعتمد سوى على الاعلام من اجل تطبيق مناهج جديدة«. (بلقيدوم، 18 :2013)،
أما دراسة خالدي (2017)، حول برامج التكوين المستمر للمعلمين في الجزائر وعلاقته بمعايير الجودة. فكانت خلاصة دراسته « أن هذه البرامج لا تتوجه لتنمية الجانب البيداغوجي ، والممارسة التعليمية للمعلم، بقدر ما تسعى إلى تزويد لمعلومات قد لا تساهم في تنمية أدائه المهني، كما أنها لا تستجيب لمعطيات جودة التكوين الموجهة للممارسين التربويين«.(خالدي، 17 :2017)
وتأسيسا عما سبق ذكره واستنادا إلى البرنامج التكويني الذي وضعته وزارة التربية الوطنية، في شقها المتعلق بتهيئة الأساتذة الناجحين في المسابقة قبل الالتحاق بمناصب عملهم، وهي تجربة جديدة تبنتها وزارة التربية الوطنية لمسايرة التطورات الحاصلة. نطرح الإشكالية التالية :
ما هو واقع التكوين التحضيري البيداغوجي للأساتذة التعليم الثانوي؟ وللإجابة على للإشكالية العامة تم صياغة الأسئلة الجزئية التالية :
-
ما مدى تحقيق برنامج التكوين التحضيري البيداغوجي للاحتياجات الفعلية للأستاذ التعليم الثانوي ؟
-
ما مدى نجاح برنامج التكوين التحضيري البيداغوجي في تحقيق المتطلبات التكوينية لأستاذ التعليم الثانوي ؟
-
ما مدى وضوح أهداف برنامج التكوين التحضيري البيداغوجي لأستاذ التعليم الثانوي ؟
-
ما مدى تناسب محتوى برنامج التكوين التحضيري البيداغوجي مع أهدافه ؟
-
ما مدى فعالية المدة الزمنية الموضوعة لبرنامج التكوين التحضيري البيداغوجي لأستاذ التعليم الثانوي ؟
-
ما مدى فعالية الوسائل المستعملة في تقويم برنامج التكوين التحضيري البيداغوجي. لأستاذ التعليم الثانوي ؟
2.1. أهمية الدراسة
إن أستاذ التعليم الثانوي المؤهل تأهيلا عاليا هو المترجم والمنفذ الحقيقي لأهداف إصلاح المنظومة التربوية، ومقاصدها بدرجة عالية. وتنبع أهمية الدراسة بتركيزها على هذا الموضوع ،لان قضية تأهيل الأستاذ لأداء مهامه التربوية هي قضية التربية نفسها لأنها تحدد نوعية الأجيال القادمة، وهي مسؤولية جسيمة أمام القائمين على شؤون التربية والتعليم. وتأتي هذه الدراسة للبحث في واقع التكوين التحضيري البيداغوجي لأساتذة التعليم الثانوي الناجحين في مسابقة التوظيف والمقبلين على مهنة التدريس، من خلال ممارسة الأستاذ لمهارة التدريس في الواقع الفعلي في الميدان، انطلاقا من أن هذه البرامج الموجهة للأستاذ باعتباره المستهدف من عملية التكوين، إظهار دور الأستاذ في إنجاح عملية التكوين من حيث تحديد احتياجاته التكوينية.
3.1. أهداف الدراسة
تتمثل أهداف الدراسة في محاولة تسليط الضوء على برنامج التكوين لأساتذة التعليم الثانوي الناجحين في مسابقة التوظيف وتأهيلهم لأداء مهامهم التدريسية حسب الاستراتجية التي تبنتها وزارة التربية الوطنية في إطار التغيرات الحاصلة من أجل تحسين العملية التعليمية وبتالي تحسين مخرجاته المتمثلة في تحسين التعلم، ومحاولة الكشف وتقييم مدى استجابة البرنامج لأساتذة المتربصين من خرجي الجامعة والحاملين لشهادة الماستر ومهندس دولة .
-
الكشف عن أهمية إشراك الأساتذة في تحديد احتياجاتهم التكوينية للرفع من مستوى أدائهم المهني .
-
محاولة الكشف عن الصورة الواقعية للتكوين التحضيري البيداغوجي لأستاذ التعليم الثانوي.
2. تحديد مفاهيم الدراسة
-
التأهيل : فهو يقتصر على الاعداد التربوي فقط حيث يكون الطالب المعلم قد أعد ثقافيا وعلميا في إحدى الكليات أو المعاهد حسب تخصصه العلمي، ثم ينتسب إلى كلية التربية أو دور المعلمين ليتزود بمعارف تربوية ونفسية ويمارس التربية العلمية أو دور المعلمين ليتزود بمعارف تربوية ونفسية، ويمارس التربية العملية ويستخدم التقنيات التربوية وكل ما يتطلبه التأهيل التربوي، وذلك لتحسين نوعية الأداء.(بشارة، 29 :1986)
-
برنامج التكوين أثناء الخدمة : يعرفه ( الحسن، 1986)، على أنه جميع البرامج والدراسات الطويلة أو القصيرة والورش الدراسية وغيرها من التنظيمات التي تنتهي بمنح شهادات اجتياز أو ما شبه ذلك، والتي تهدف في مجموعها إلى رفع مستوى المعلم من ناحية أو أكثر من النواحي التي تشكل الأداء الكلي في المهنة.(البرطي، 99 :2010)
-
التكوين التحضيري البيداغوجي :هوعملية تكوينية يستفيد منه موظفي التعليم الذين وظفوا عن طريق المسابقة وعينوا بصفة متربص وذلك قصد تدريبهم وإطلاعهم على كل ما يتعلق بالممارسة التدريبية التي تفيدهم وتجعلهم قادرون على إنجاح العملية التعليمية التعلمية وتطوير قدرات الأستاذ وكفاءته التعليمية وغير التعليمية وإكسابه المعرفة الصحيحة والمهارة العالية في التحكم في عملية التدريس والقدرة على الالمام بأصولها وأوضاعها وأساليبها حتى يتمكن المدرس من التعامل الفعال الناجح في العملية التعليمية التعلمية ويحقق أهدافها، ويكون على استعداد لمواكبة التغيرات المستقبلية ومسايرتها وتحقيق أهدافها، المقررة في برنامجها الدراسي .(الجريدة الرسمية ،2015 : 27) مما سبق نستنتج أن التكوين نشاط هادف ومخطط غايته إحداث تغيرات في سلوك الفرد من ناحية المعلومات وإكسابه الاتجاهات الإيجابية نحو مهنته والتي تساعده على التكيف مع بيئته المهنية، كما يساهم في رفع الروح المعنوية للمعلمين، حيث أنه يساعدهم في رفع كفاءتهم ويمدهم بالخبرات والمهارات اللازمة، أما الإعداد فهو صناعة أولية للمعلم كي يزاول مهنة التعليم، والتأهيل يتمركز على الأداء ويقتصر على الاعداد التربوي فقط.
ويقصد بالتكوين في هذه الدراسة : هو تجمع أقرته وزارة التربية الوطنية لفائدة الأساتذة أثناء فترة التربص التجريبي لرتبة أستاذ تعليم الثانوي المتحصلين على شهادة مهندس دولة وشهادة الماستر الناجحين في مسابقة التوظيف وتكوينهم من الناحية البيداغوجية والمهنية. ويعرف بالتكوين التحضيري البيداغوجي.
3. إجراءات الدراسة
-
منهج الدراسة :اعتمدنا في بحثنا هذا على المنهج الوصفي التحليلي الذي سيمكننا من وصف الظاهرة، ومحاولة التوصل إلى وضع استنتاج من خلال التحليل الذي يساهم في الكشف على واقع التكوين التحضيري البيداغوجي.
-
صدق وثبات الأداة الدراسة : قام الباحثان بالتحقق من صدق الاستبيان عن طريق :
-
أولا : صدق المحكمين : تم عرض الاستبيان في صورته الأولية على مجموعة من الأساتذة حيث قاموا بإبداء رأيهم وملاحظتهم حول مناسبة فقرات الاستبيان ومدى انتماء الفقرات إلى كل محور من المحاور الستة للاستبيان وبعد معالجتها في برنامج(25spss)، تم استبعاد بعض الفقرات وتعديل بعضها الآخر ليصبح عدد فقرات الاستبيان (40) فقرة موزعة كما في الجدول رقم(1).
الجدول 1 : توزيع فقرات الاستبيان
المحاور |
الفقرات |
المحور الأول :الحاجة إلى التكوين |
06 |
المحور الثاني :تخطيط البرنامج التكويني |
06 |
المحور الثالث :أهداف التكوين |
08 |
المحور الرابع :محتوى التكوين |
08 |
المحور الخامس :تنفيذ البرنامج التكوين |
05 |
المحور السادس :تقويم البرنامج التكوين |
07 |
المجموع |
40 |
لقياس مدى ثبات الأداة (الاستبيان) استخدم الباحثان (معامل الفا كرونباخ )، لتأكيد من ثبات الاستبيان أداة الدراسة على عينة استطلاعية تقدربـ (30) أستاذا وأستاذة دفعة 2017، حيث كان معامل الثبات العام لأداة الدراسة مرتفع حيث بلغ (0.730)الإجمالي فقرات الاستبيان الاربعون، فيما تراوح ثبات المحاور مابين (0.746)، كحد أدنى وبين (0.891)، كحد أعلى وهذا يدلنا على أن الاستبيان يمتع بدرجة عالية من الثبات.
-
ثانيا :صدق الاتساق الداخلي : وقد تم التحقق من صدق الاتساق الداخلي للاستبيان بحساب معامل الارتباط برسون بين درجات كل فقرة من فقرات المحاور الستة والدرجة الكلية للمحور الذي تنتمي إليه الفقرة وذلك باستخدام البرنامج الاحصائي (25spss)، وقد اتضح أن جميع المحاور ترتبط ببعضها البعض وبدرجة الكلية للاستبيان ارتباطا ذا دلالة إحصائية بين (0.05،0.01)، وهذا يؤكد أن الاستبيان يتمتع بدرجة من الثبات وصدق الاتساق الداخلي. وهذا مما يجعلنا نطبقها على عينة الدراسة .
4. تحليل النتائج
الفرضية الأولى : حقق برنامج التكوين التحضيري البيداغوجي الاحتياجات الفعلية لأستاذ التعليم الثانوي. يوضح ذلك المحور الأول (الحاجة للتكوين)، من خلال استجابات عينة الدراسة نستنج أن برنامج التكوين لا تستجيب لحاجات الأساتذة، حيث كانت أعلى فقرة في هذا المحور للفقرة رقم (06)، وهي «تحبذ مشاركتك في اختيار مواد التكوين» بوزن نسبي قدره93.33 %، وبمتوسط حسابي 04.30، وأن أدنى فقرة في هذا المحور : كانت للفقرة رقم (1)، تلبي محتويات الدروس المقدمة خلال التكوين احتياجاتكم الفعلية لأداء مهمة التدريس. وهذه النتيجة يمكن اعتبارها مؤشر على حاجة الأساتذة إلى برامج تكوين تأخذ بعين الاعتبار احتياجاتهم التكوينية، وقد اكدت ذلك كثير من الدراسات من بينها نجد دراسة بلقيدوم (2013)، ودراسة نويوة (2016)، حيث أكد الباحثان على أن برامج تكوين المعلم لا تلبي الاحتياجات الفعلية للمعلم. وهذا يتوافق واستجابات عينة الدراسة، حيث حبذ الأساتذة مشاركتهم في اختيار مواد التكوين لعدم تلبية الدروس المقدمة خلال التكوين لاحتياجاتهم الفعلية لأداء مهام التدريس.
الفرضية الثانية : نجح تخطيط برنامج التكوين التحضيري البيداغوجي في تحقيق متطلبات التكوينية للأستاذ التعليم الثانوي. يوضح ذلك المحور الثاني : تخطيط للتكوين، من خلال استجابات عينة الدراسة حيث يتضح أن أعلى فقرة في هذا المحور(تخطيط التكوين) : كانت للفقرة رقم (4)وهي «تفضل أخذ رأي المعلمين عند وضع الموضوعات التكوينية ». بوزن نسبي قدره 91.23 %، وبمتوسط حسابي قدره 4.13، وأن أدنى فقرة في هذا المحور : كانت للفقرة رقم (1) وهي مدة التكوين كانت كافية لتأهيلك لمهنة التدريس. وهذه النتيجة تقودنا إلى أن الأستاذ في حاجة إلى برامج تراعي المدة الزمنية المخصصة لتكوين المعلم وإشراكه في صناعة تكوينه بصفته المستهدف من العملية التكوينية. وهذا ما أكدته عدة دراسات نذكر منها دراسة جبر(2002)، حيث أكد الباحث على ضرورة مشاركة المعلمين والمشرفين التربويين عند التخطيط للبرامج التدريبية، وأن المعلم بحاجة ماسة إلى المزيد من البرامج تراعي في جوهرها الجدة والحداثة وحاجات المعلمين، وأن يتولى مسئولية التدريب مدربين أكفاء.
الفرضية الثالثة : أهداف برنامج التكوين التحضيري البيداغوجي واضحة بالنسب لأساتذة التعليم الثانوي. يوضح ذلك المحور الثالث أهداف التكوين : من خلال استجابات عينة الدراسة يفضل الأساتذة أن تكون اهداف البرنامج التكويني واضحة ومحددة. يتضح أن أعلى فقرة في هذا المحور : كانت للفقرة رقم (5) وهي يفضل أن ترتبط أهداف البرنامج التكويني بمشكلات تعلم التلاميذ. وبوزن نسبي قدره 89.66 %، وبمتوسط حسابي قدره 4.05، وأن أدنى فقرة في هذا المحور كانت للفقرات التالية : رقم (1-4-6-8)، وهم : «يفضل أن تشبع اهداف البرنامج التكويني احتياجات المعلمين التكوينية. ويفضل اجراء دراسة مسحية لتحديد الاحتياجات التكوينية للمعلمين. ويفضل أن ترتبط أهداف البرنامج بأهداف المرحلة الثانوية» . وهذه النتيجة تؤكد أنه يجب أن ترتبط أهداف البرنامج باحتياجات التكوينية للمعلمين. وهذا ما أكدته عدة دراسات نذكر منها دراسة صائغ(2009)، والذي أكد على زيادة الاهتمام بمشكلات المعلمين وحاجاتهم وتنمية الاتجاهات الايجابية نحو مهنة التدريس، وتبصير المعلمين بخطط التطوير التربوي، ودراسة جبر(2002)، الذي أكد بدوره على ربط أهداف البرنامج التدريبي بمشكلات البيئة المحلية.
الفرضية الرابعة : يتناسب محتوى برنامج التكوين التحضيري البيداغوجي مع أهدافه. يوضح ذلك المحور الرابع (محتوى البرنامج)، من خلال استجابات عينة الدراسة يفضل الأساتذة أن يتناسب محتوى البرنامج التكويني مع طبيعة العمل الذي يمارسه المعلمين في الميدان. حيث كانت أعلى فقرة في هذا المحور : كانت للفقرتين رقم (5-7)، يفضل أن يتناسب محتوى البرنامج التكويني طبيعة العمل الذي يمارسه المعلمين في الميدان. وبوزن نسبي قدره 96.66 %، وبمتوسط حسابي 04.40، أما الفقرة رقم (7)، يفضل أن يميل المحتوى إلى الجدة والحداثة بوزن نسبي قدره 91.63 %، وبمتوسط حسابي قدرده 4.20، وأن أدنى فقرة في هذا المحور كانت للفقرات التالية : رقم (4.6.8)، وهم يفضل أن يرتبط المحتوى التكويني بين الجانبين النظري والعملي. يفضل أن يراعي محتوى البرنامج التنوع في الأنشطة. يفضل أن يشتق محتويات البرنامج التكويني من اهداف مرحلة التعليم الثانوي. وبوزن نسبي يقدرب81.33، وبمتوسط حسابي (4.13،4.20،4.19)، وترى الباحثة أنه يجب أن يتناسب محتوى البرنامج طبيعة العمل الذي يمارسه المعلم في الميدان.
الفرضية الخامسة : المدة الزمنية لبرنامج التكوين التحضيري البيداغوجي كافية لتكوين أساتذة التعليم الثانوي. يوضح ذلك المحور الخامس (تنفيذ البرنامج)، من خلال استجابات عينة الدراسة فإن المدة الزمنية الموضوعة للبرنامج غير كافية لتأهيل الاستاذ للتدريس في مرحلة التعليم الثانوي وما تحمله من خصوصيات، حيث كانت أعلى فقرة في هذا المحور : كانت للفقرة رقم(5)، التوقيت المختار لتنفيذ البرنامج كافية لتحقيق الأهداف المخطط لها. وبوزن نسبي قدره46.33، وبمتوسط حسابي(2.57)، وأن أدنى فقرة في هذا المحور : كانت للفقرة رقم(1)، لمدة الزمنية الموضوعة لتنفيذ البرنامج كافية لتحقيق الأهداف المخطط لها. بوزن نسبي قدره 16.70 %، وبمتوسط حسابي (1.15)، وترى الباحثة أنه يجب أن تحدد المدة الزمنية لتأهيل الأساتذة للممارسة العملية التعليمية التعلمية بنجاح مع اختيار التوقيت المناسب لتنفيذه.
الفرضية السادسة : الوسائل المستعملة في تقويم برنامج التكوين التحضيري البيداغوجي موضوعية وفعالة. ويوضح ذلك المحور السادس تقويم البرنامج، من خلال استجابات عينة الدراسة فإن الأستاذ يفضل أن يقوم البرنامج التكويني بوسائل متعددة، وأن تتوافر في وسائل التقويم الموضوعية. ويتضح ان أعلى فقرة في هذا المحور : كانت للفقرة رقم (1) وبوزن نسبي قدره 93.33 %، وبمتوسط حسابي قدره4.17، وأن أدنى فقرة في هذا المحور : كانت للفقرتين (3-6)، وهم يفضل ان يشارك في التقويم كل من ساهم في بناء البرنامج. ويفضل أن يتضمن التقويم تقويما تكوينيا وتقويما ختاميا ». وهذا ما أكديه دراسة جبر (2002)، حيث اكد الباحث على ضرورة الاهتمام بتقويم البرامج التدريبية، وكذا المتابعة الميدانية لأثر التدريب، متابعة نتائج البرامج التدريبية عن طريق الزيارات الميدانية وقياس أثر التدريب وانعكاساته على نتائج التلاميذ.
وسنقوم بتلخيص النتائج حسب الجدول رقم(2).
الجدول 2 : التكرارات والمتوسطات والانحرافات المعيارية والوزن النسبي لكل محاور الاستبيان
الرقم |
المحاور |
متوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
الوزن النسبي |
الرتبة |
01 |
المحور الأول :الحاجة إلى التكوين |
03.20 |
0.75 |
61.11 % |
5 |
02 |
المحور الثاني :تخطيط البرنامج التكويني |
04.03 |
0.57 |
78.88 % |
4 |
03 |
المحور الثالث :اهداف التكوين |
04.26 |
0.59 |
91.24 % |
1 |
04 |
المحور الرابع :محتوى التكوين |
04.26 |
0.57 |
91.24 % |
1 |
05 |
المحور الخامس :تنفيذ البرنامج التكويني |
2.13 |
0.71 |
23.93 % |
6 |
06 |
المحور السادس :تقويم البرنامج التكويني |
4.06 |
0.56 |
83.33 % |
3 |
المجموع الكلي |
3.65 |
0.625 |
71.602 |
يتضح من الجدول رقم (2)، أن المحور الثالث (أهداف برنامج التكوين )، والمحور الرابع (محتوى برنامج التكوين )، قد تحصلا على المرتبة الأولى بوزن نسبي قدره 91.24 %، يليهما المحور السادس (تقويم برنامج التكوين )، بوزن نسبي يقدره 83.33 %، وهذه النتيجة تؤكد أن اهداف البرنامج يجب أن تكون مرتبطة باحتياجات التكوينية للمعلمين، وأن يكون محتواه يتناسب مع الأهداف المخطط لها. كما تكون المدة الزمنية المبرمجة للتكوين الاساتذة كافية لتنفيذه.
خاتمة
لقد تضمن النموذج البديل الذي اقترحته وزارة التربية الوطنية والمتمثل في ثلاث تحديات ينبغي رفعها من بينها احترافية الموظفين عن طريق التكوين وقد شرعت وزارة التربية الوطنية في تنفيذ مخططات التكوين ابتداء من 2015/2019، وتم بذلك إخضاع الأساتذة الناجحين في مسابقة التوظيف إلى برنامج تكويني بيداغوجي قبل الالتحاق بمناصب عملهم. ومن خلال البحث الأكاديمي الذي يعتبر قيد الإنجاز في إطار التحضير لنيل شهادة الدكتوراه، فقد توصلت الدراسة إلى النتائج التالية :
-
أن تكون أهداف البرنامج واضحة ومحددة.
-
أن تكون المدة الزمنية الموضوعة لتنفيذ البرنامج كافية لتكوين أساتذة التعليم الثانوي للقيام بمهامهم المتوقعة منه.
-
أن يكون المؤطر للعملية التكوينية مؤهل لذلك.
-
توفير الوسائل المساعدة في التكوين مع اختيار الوقت المناسب لتنفذه.
وفي الأخير ومن خلال هذه الدراسة يمكننا القول : أنه من ضروري أن تكون البرامج الموجهة للمعلم مبنية على أسس واضحة وفلسفة محددة، وليست عملية عشوائية، حتى نستطيع القول أن هذه البرامج حققت أهدافها في تحسين العملية التعليمية التعلمية وبتالي تحسين مخرجاتها المتمثلة في تعلم التلاميذ.
التوصيات
-
ضرورة إشراك الأساتذة في بناء البرامج التكوينية بصفته المستهدف الأول من العملية التكوينية، من ناحية تحديد مواضيع محتوى البرنامج التكويني والتي لها علاقة مباشرة باحتياجاتهم التكوينية .
-
أن لا تكون العملية التكوينية تخضع فقط إلى تصور مؤسساتي إنما تنطلق صناعة البرنامج التكويني من المعلم بصفته المسؤول الأول عن تنفيذ العملية التعليمية التعلمية وهو أدر بمشاكلها.