مقدمة
يعد تثمين البحث العلمي من أهم الأهداف التي سطرتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالجزائر من خلال تحفيز طلبة الدراسات العليا وأساتذة الجامعات للنشر في مجلات وطنية ودولية معتمدة، لذلك استحدثت اللجنة الوطنية لتأهيل الدوريات العلمية سنة 2014 (قرار 393 في 2014) التي كلّفت بتحديد قائمة المجلات العلمية ذات الاهتمام المعترف به والمقبولة لنشر الأعمال العلمية لطلبة الدكتوراه والأساتذة الباحثين والباحثين الدائمين.
وقد بلغ عدد الدوريات المصنّفة في صنف C 37 دورية سنة 2018(قرار 586/2018)، و05 دوريات في صنف B و58 دورية في صنف C سنة 2019 (قرار 1478/2019) و101 دورية (12 صنف B و89 صنف C) سنة 2020 (منصة ASJP)، بينما هناك 529 دورية غير مصنفة وذلك بمجموع 630 دورية والعدد يتزايد يوما بعد يوم، وهذا مؤشر على ارتفاع عدد الدوريات المصنّفة، إلاّ أنّ ذلك يقابله ارتفاع في عدد المؤلفين الذين يرغبون في نشر أعمالهم العلمية في مجلات علمية مصنفة، إمّا من أجل مناقشة أطروحة الدكتوراه أومن أجل التأهيل الجامعي والأستاذية، ممّا خلق إشكالية كبيرة فبينما هناك عدد قليل من الدوريات العلمية المصنّفة التي تعاني ضغط كبير من خلال مئات المقالات الواردة إليها للنشر، من جهة أخرى هناك عدد كبير من الدوريات العلمية المحكمة غير المصنفة التي ليس لها مقالات تنشرها وهذا ما يمثل أزمة حقيقية للنشر العلمي في الجزائر خلّفها مشكل التصنيف، والأدهى والأمّر أنّ العديد من الدوريات غير المصنّفة تراعي الشروط التي وضعتها اللجنة الوطنية لتأهيل الدوريات وتتصدر المراتب الاولى في قائمة الدوريات الأكثر استشهادا وقائمة المقالات الأكثر تحميلا في منصة ASJP.
وقد أشارت (مولاي 2019) في دراستها إلى أنّ القوانين التي وضعتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلقت عدة عوائق منها: تجميد حركة النشر العلمي (المقالات، قراءة في كتب، تحقيقات...) بالجزائر، وتأثير التصنيف على باقي المجلات غير المصنفة التي سيتراجع طلب النشر عليها وبالتالي تراجع حركتها البحثية، الضغط على المجلات المصنفة التي بدورها لا يمكنها تلبية جميع طلبات النشر، فتح باب النشر بمبالغ مالية طائلة لمجلات دولية غير جزائرية مما سيؤثر على نشاط المنتوج العلمي بالجزائر، تعطيل الباحث عن البحث المفيد وإنهاكه في البحث عن مجلة لنشر عمله...الخ.
كما تطرّق العديد من الباحثين في الملتقى الوطني العلمي الأول حول أساسيات النشر في المجلات العلمية المحكمة (التطورات والاتجاهات الحديثة) المنعقد بين 13-14 نوفمبر 2019 إلى المشكل الذي يواجه طلبة الدكتوراه والأساتذة الباحثين والباحثين الدائمين من خلال الدوريات العلمية المصنفة في الجزائر مثل دراسة (سعايدية، طوبال، بوعربي 2020)، ودراسة (بن سمير، موزاي 2020) ودراسة (شتوح، شتوح 2020).
وهذا ما يطرح الإشكالية التالية: ما هي خصائص وسمات الدوريات العلمية المصنّفة في منصة ASJP؟ وهل تراعي المجلات العلمية غير المصنّفة شروط اللجنة الوطنية لتأهيل الدوريات؟
1.الجانب المنهجي للدراسة
1.1. أهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى تحقيق هدفين أساسيين هما:
-
التعرّف على الخصائص العامة للدوريات المصنفة في صنف C وB من خلال منصة ASJP.
-
معرفة المعايير التي وضعتها اللجنة الوطنية لتقييم الدوريات ومدى موافقتها لبعض الدوريات عينة الدراسة.
2.1. منهج الدراسة
اتبعت الدراسة منهج تحليل المضمون وذلك من خلال تحليل محتوى الصفحات الخاصة بكل الدوريات قيد الدراسة (منها 101 دورية مصنفة و10 دوريات غير مصنفة) وتتضمن هذه الدراسة جانبين أساسيين هما :
-
الجانب الأول: هوالتعرّف على سمات وخصائص الدوريات العلمية المصنفة في صنف C من خلال إعداد قائمة مراجعة check list تتضمن: اسم المجلة، ISSN/EISSN، نسبة القبول، متوسط الوقت للإجابة، متوسط الوقت بعد قبول النشر، معامل التأثير، تاريخ الإنشاء، فترة صدور الدورية، مدى احترام الدورية لفترات الصدور للنشر، هيئة النشر ومجالات التغطية، بحيث تم تطبيق المراجعة على 101 دورية المصنفة في صنف C وB في منصة ASJP.
-
الجانب الثاني: هومعرفة مدى موافقة عينة من الدوريات العلمية غير المصنفة لشروط النشر التي وضعتها اللجنة الوطنية لتأهيل الدوريات من خلال المنشور رقم 03 المؤرخ في 8 مارس 2018 - والتي سيتم التطرق إليها لاحقا في هذا المقال- وذلك في منصة ASJP.
3.1. حدود الدراسة
الحدود الزمنية: تمت هذه الدراسة في الفترة ما بين سبتمبر 2020 وجانفي 2021، أي أنّ جميع البيانات المستقاة من منصة ASJP تمت في هذه الفترة، والجدير بالذكر أنّ البيانات تتغير تقريبا يوميا مثل: عدد الدوريات، عدد المقالات، عدد الاستشهادات، عدد التحميلات...وغيرها، حيث يتم تحديث هذه البيانات آليا.
الحدود الموضوعية: تناولت هذه الدراسة خصائص الدوريات العلمية المصنفة في منصة ASJP وليس خارج المنصة، كما أنّها تشمل الدوريات التي قامت اللجنة الوطنية لتأهيل الدوريات بتصنيفها وليس هيئة أخرى.
2. معايير تصنيف المجلات العلمية في الجزائر
تصنّف المجلات العلمية في الجزائر إلى عدة فئات وتسمى الدوريات العلمية المصنفة وهي الدوريات التي يمكن لطلبة الدكتوراه والباحثين والأساتذة الباحثين النشر فيها من أجل المناقشة أوالترقية وهي كما يلي: (المنشور 03/2018)
-
الفئة الاستثنائية: المجلات nature وscience.
-
الفئة أ+: المجلات العلمية المدرجة في Web of science للناشر Thomson Reuters (مع معامل التأثير) والواردة ضمن العشرة بالمائة (10) الأوائل لكل تخصص.
-
الفئة أ: المجلات العلمية المدرجة في Web of science للناشر Thomson Reuters وتعتبر الفئة الأدنى درجة التي تسمح بمقروئية المؤسسات، بالنسبة لهذه الفئات الثلاث نجدها ضمن قائمة JCR (Journal Citation Report) للناشر Thomson Reuters.
-
الفئة ب: تتضمن هذه الفئة البيانات الانتقائية التالية: (القائمة ليست حصرية) قائمة All databases للناشر Thomson Reuters (medline inspec biosis…)، قائمة scopus، حوليات علم الآثار العربية السورية، قائمة DEGRUGER، القائمة المحينة AERES، القائمة الأوروبية المحينة ERIH، قائمة المجلات العلمية الاسترالية ABDC، قائمة المجلات العلمية CNRS، قائمة المجلات العلمية JOURNAL QUALITY LIST، قائمة المجلات العلمية FINANCIAL TIMES.
-
الفئة ج « C »: تتضمن المجلات العلمية التي تتوفر على الشروط التالية: (المنشور رقم 03/2018)
-
يجب أن تكون المجلة ضمن قائمة المجلات المقبولة من طرف اللجنة العلمية الوطنية للتأهيل المجلات العلمية والتي تم إنشاؤها بالقرار رقم 393 المؤرخة في 17 جوان 2014.
-
يجب أن تكون للمجلة أقدمية سنتان (02) وأربع (04) أعداد على الأقل.
-
أن تكون المجلة مجانية (لا يشترط على المؤلفين دفع مقابل للنشر).
-
يجب أن تكون للمجلة نسخة إلكترونية وأن تكون جميع مقالاتها قابلة للتحميل على حدا والعدد إجمالا، وتتوفر فيها المعايير التالية:
-
يجب أن يكون للمجلة رقم إيداع قانوني ISSN.
-
يجب أن تتضمن المجلة الدورية والانتظام في النشر.
-
ذكر الميادين العلمية التي تناولتها المجلة في صفحات تقديمها.
-
يجب أن يكون للمجلة رئيس تحرير وهيئة تحرير دولية.
-
يجب ذكر الناشر ومكان النشر في صفحات التقديم.
-
ذكر أسماء الهيئات المستخدمة لرئيس التحرير وأعضاء هيئة التحرير الدولية في صفحات التقديم.
-
ذكر العنوان الفعلي والالكتروني لأمانة المجلة في صفحات التقديم.
-
ذكر العنوان الكامل والمختصر والايداع القانوني ISSN والجزء والعدد وتاريخ الصدور في صفحات التقديم.
-
يجب صياغة المنشور بصيغة DOC أوTEXT أوLATEX وتتضمن تعليمات للناشرين.
-
ذكر إجراءات طلب للنشر.
-
وضع فهرس لكل عدد تم نشره ويضمن عناوين المقالات والناشرين والصفحات.
-
يضمن كل مقال في مجلة اسم الهيئة المستخدمة للناشرين، تاريخ الايداع، تاريخ المراجعة، تاريخ القبول، الملخص والكلمات المفتاحية.
-
يتم تقييم كل مقال من طرف مصححين اثنين (02) على الأقل.
-
تتضمن التعليمات للناشرين ضرورة أن يكون العمل أصلي لم يتم نشره من قبل.
3. الجانب الميداني للدراسة
1.3. دراسة لخصائص وسمات الدوريات العلمية المصنفة في منصة ASJP :
تمّ إجراء الدراسة في الفترة ما بين سبتمبر 2020 إلى جانفي 2021 حيث بلغ عدد الدوريات العلمية في منصة ASJP 629 دورية و136.553 مقال منها: 12 مجلة مصنفة في صنف B و89 مجلة مصنفة في صنف C و529 مجلة غير مصنفة NC (ASJP.17/01/2021)، وهذا يدل على ضرورة التزام الدوريات المصنفة بالمعايير المطلوب توفرها من طرف اللجنة الوطنية لتأهيل الدوريات العلمية وإلا فسيتم تنحيتها، لكنّه من جهة أخرى يشكّل مصدر قلق بالنسبة للباحثين الذين ينشرون أبحاثهم بغرض مناقشة أطروحة الدكتوراه أوالترقية. كما أنّ التصنيف يتغير وليس ثابت وبالتالي يجب على الدوريات الالتزام التام بالمعايير العلمية خاصّة فيما يتعلق بالالتزام بفترات الصدور المعلن عنها، إضافة إلى أنّ التزام الدوريات غير المصنفة بالمعايير يؤدي إلى تصنيفها مستقبلا وذلك للرفع من جودة الدوريات العلمية الجزائرية من جهة، وكذا زيادة عدد الدوريات العلمية المصنفة لتوفير فضاء للنّشر بالنسبة للباحثين من جهة أخرى.
وفي هذا الاتجاه، لاحظنا تذمر كبير من طرف الباحثين بشأن التصنيف ومدى جدواه بالنسبة للدوريات، وأيهما أفضل التحكيم أم التصنيف؟، حيث أشارت (مولاي 2019) إلى أنّ التحكيم أفضل من التصنيف باعتبار أنّ التحكيم العلمي يمس جودة الأعمال العلمية بحد ذاتها، في حين أنّ التصنيف يمس الجوانب الشكلية للدوريات، إلا أنّنا نرى أنّ التحكيم والتصنيف عمليتان متكاملتان ففي حين يجب الحرص على التصنيف للدوريات العلمية في الجزائر وذلك لاستعمالها في النشر من أجل المناقشة أوالترقية، يجب أيضا الحرص على تجويد التحكيم العلمي الذي يعرف مشاكل عدة منها: البيروقراطية والمحسوبية التي جعلتنا نرى أعمال علمية رديئة تنشر في دوريات علمية مصنّفة وأعمال علمية جيدة تبقى قيد التحكيم لسنوات وهذا يمثل جوهر مشكل النشر العلمي في الجزائر.
1.1.3.نسبة القبول في الدوريات العلمية المصنفة
الجدول 1: نسبة القبول في الدوريات العلمية المصنفة في منصة ASJP.
نسبة القبول |
عدد الدوريات |
النسبة المئوية |
من 35 إلى 50 % |
11 |
10.89 |
من 51 إلى 65 % |
32 |
31.68 |
من 66 إلى 75 % |
26 |
25.74 |
من 76 إلى 85 % |
23 |
22.77 |
من 86 إلى 94 % |
4 |
3.96 |
أخرى |
5 |
4.95 |
المجموع |
101 |
100 |
المصدر: من إعداد الباحثة.
يشير الجدول رقم 1 إلى أنّ أعلى نسبة قبول في الدوريات العلمية المصنّفة هي ما بين 51 و65 % وذلك بنسبة 31.68 % ثم تليها من 66 إلى 75 % بنسبة 25.74 % وفي المرتبة الثالثة من 76 إلى 85 % بنسبة 22.77 % وبلغ متوسط نسبة القبول 66.51 % ورغم ارتفاع نسبة القبول في الدوريات العلمية المصنفة إلى أننّا نلاحظ نقص كبير في نشر المقالات بالنسبة للباحثين وذلك راجع لنقص الدوريات العلمية المصنفة في مقابل ارتفاع عدد الباحثين الراغبين في نشر مقالاتهم العلمية، حيث لاحظنا من خلال تصفحنا للصفحات الخاصّة بالدوريات المصنفة أنّ أغلبها تضع إعلانات تشير إلى تعليق استقبال المقالات إلى تاريخ لاحق وصل في بعض الدوريات إلى سبتمبر 2021 إلى غاية استكمال معالجة المقالات الموجودة حاليا لديها، كما اشترطت دوريات أخرى على الباحثين عدم النشر لنفس الباحث مرة ثانية إلا بعد مرور ثلاث سنوات على المقال الأول، وهذا ما يبين وجود مشكلة حقيقية تواجه الدوريات العلمية المصنفة من جهة والأساتذة الباحثين وطلبة الدكتوراه من جهة أخرى.
و تعد نسبة القبول في الدوريات العلمية المصنّفة جيدة مقارنة بالدوريات العالمية التي تبلغ فيها نسبة القبول من 20 إلى 40 %، وهناك بعض الدوريات التي تقبل 5 % من البحوث المقدمة، وفي هذا السياق أشارت دراسة (Azam Ali, Watson 2016) إلى أنّ نسبة القبول تكون منخفضة في العديد من المجلات فمثلا مجلة Advanced Nursing استقبلت حوالي 1400 مخطوطة سنويا ونشرت أقل من 20 % منهم، ومجلة Journal of the American medical association JAMA استقبلت حوالي 5000 مخطوطة سنويا ونشرت أقل من 05 % منهم. وبالتالي كلما كانت نسبة القبول أقل دلّ هذا على أنّ الدورية تقبل فقط الأعمال الجيدة جدا، وبالرجوع إلى الجزائر فرغم ارتفاع نسبة القبول إلى أنّنا نرى أنّ العديد من الباحثين ترفض مقالاتهم، حيث أشارت دراسة (فلتة، زروقي 2019) إلى أنّ 56.5 % من الباحثين قيد الدراسة لم تقبل بحوثهم للنشر وذلك يرجع إلى جهل هؤلاء الباحثين بالمعايير المعتمدة في النشر اوعدم احترامهم لها كما أنّهم لا يعرفون استخدام أدوات إدارة المراجع الببليوغرافية، من جهتها أرجعت دراسة (عيادي، كشيشب 2018) مشاكل النشر من وجهة نظر الباحثين إلى تدخل الواسطة في نشر المقالات وخضوع بعض المجلات لرأي أشخاص معينين، وكذا نشر ورفض بعض المقالات نتيجة قرارات شخصية، وأشارت دراسة (بن سمير، موزاي 2020) إلى أنّ جوهر أزمة البحث العلمي غياب عنصر التقييم على أساس الكفاءة والذي يحل محله معيار المحسوبية، وأكد 66.66 % من طلبة الدكتوراه أنّهم يلجؤون إلى إدخال وسائط (وهم الأساتذة المشرفين) في عملية النشر(شتوح، شتوح 2020)، وتوصّلت دراسة (سعايدية، طوبال، بوعربي 2020) إلى أنّ 86 % من طلبة الدكتوراه عينة الدراسة لم ينشروا مقالات تخرجهم وذلك يرجع لقلة المجلات العلمية المصنفة في تخصصهم(العلوم والتقنيات الرياضية) إضافة إلى البيروقراطية في عملية النشر، وهذا يدل على أنّ قبول المقالات للنشر يتم عن طريق الوساطة وليس عن طريق الكفاءة والجدارة العلمية التي تنتج عن طريق التحكيم العلمي.
2.1.3.متوسط الوقت للاجابة على المؤلفين ومتوسط الوقت بعد قبول النشر
جدول 2: متوسط الوقت للإجابة على المؤلفين في الدوريات العلمية المصنفة.
متوسط الوقت للاجابة |
عدد الدوريات |
النسبة المئوية |
متوسط الوقت بعد قبول النشر |
عدد الدوريات |
النسبة المئوية |
42-100 يوم |
18 |
17.82 |
17-100 يوم |
79 |
78.21 |
101-200 يوم |
46 |
45.54 |
101-200 يوم |
14 |
13.86 |
201-300 يوم |
23 |
22.77 |
201-300 يوم |
2 |
0.01 |
301-426 يوم |
8 |
7.92 |
/ |
/ |
/ |
أخرى |
6 |
5.94 |
أخرى |
6 |
5.94 |
المجموع |
101 |
100 |
المجموع |
101 |
100 |
المصدر: من إعداد الباحثة.
على ضوء البيانات الواردة في الجدول أعلاه تستغرق أغلب الدوريات العلمية المصنّفة وقت ما بين 101 و200 يوم للإجابة على المؤلفين بنسبة 45.54 % ما يعادل حوالي من 03 إلى 06 أشهر، في المرتبة الثانية ما بين 201 و300 يوم بنسبة 22.77 % بما يعادل حوالي من 06 إلى 10 أشهر، وفي المرتبة الثالثة ما بين 42 و100 يوم بنسبة 17.82 % بما يعادل من شهر ونصف إلى حوالي ثلاثة أشهر، وبلغ مجموع الايام 16272 يوم لـ 95 دورية (6 دوريات ليس لها متوسط الوقت في منصة ASJP) بمعدّل 171.28 يوم أي ما يعادل حوالي 05 أشهر، وهي مدة طويلة نسبيا باعتبار أنّ الدوريات العالمية تضع متوسط الوقت للإجابة هي ما بين شهر واحد وشهرين.
كما نلاحظ أنّ أغلب الدوريات العلمية المصنفة بلغ متوسط الوقت للإجابة بعد قبول النشر بين 17 و100 يوم بنسبة 78.21 % وبلغ مجموع الايام 6918 يوم لـ 95 دورية بمتوسط قدره بـ 72.82 يوم هذا يدل على قصر المدة للإجابة بعد قبول النشر باعتبار أنّ عملية التحكيم العلمي هي التي تأخذ مدة طويلة وليس عملية النشر في حد ذاتها.
وفي نفس السياق اشتكى العديد من الباحثين من طول المدة للرد على المقالات إذا كانت مقبولة للنشر أم لا، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك 08 دوريات وصل عدد الايام فيها إلى ما بين 301 و426 يوم أي ما بين حوالي 10 أشهر و14 شهر (سنة وشهرين)، وهذه مدة طويلة جدا يجب إعاد النظر فيها، حيث أشارت دراسة (عيادي، كشيشب 2018) إلى أنّ طول المدة الزمنية بين إرسال المقال ونشره يعد أحد أهم المشاكل التي يعاني منها الأساتذة الجامعيين في نشر بحوثهم، ولاحظت دراسة (سعايدية، طوبال، بوعربي 2020) أنّ أهم المشاكل التي يعاني منها طلبة الدكتوراه هي طول مدة معالجة المقالات والرد عليها الذي قد يزيد عن السنة والنصف، في نفس الاتجاه أشار طلبة الدكتوراه عينة دراسة (شتوح، شتوح 2020) أنّ التأخير في النشر يرجع إلى عدم موضوعية التحكيم وذلك لتمييزهم لنشر مواضيع زملائهم وأقاربهم (أي النشر بالواسطة وللمقرّبين أولاّ)، كما أشارت دراسة (َAyouz, Bachioua 2019) إلى أنّ أهم التحديات التي تواجه الأساتذة الجامعيين في منصة ASJP هي طول مدة تقييم المقالات العلمية وعدم احترام مواعيد النشر المعلن عنها من طرف الدوريات، وطول إجراءات النشر في المنصة وكذا التأخير في نشر أعداد المجلات.
وفي سياق آخر انعكست طول مدة الرد على المقالات وذلك من أجل قبولها أورفضها سلبا على الباحثين والدوريات على حد سواء فظهرت ظاهرة انتشرت بقوة في الآونة الأخيرة وهي إرسال نفس المقال إلى عدة مجلات في نفس الوقت، حيث لاحظنا في عديد المرات نشر نفس المقال في عدد من الدوريات مما خلق مشكل بالنسبة للدوريات حيث أشارت دراسة (طواهير، بن شويحة 2019) إلى أنّ من أهم الصعوبات التي تواجهها هيئة التحرير نشر العدد بأكمله ثم إشعار منصة ASJP أن مقال نشر في أكثر من مجلة ويجب أن يتم سحبه حيث يجب عليهم سحب العدد بأكمله من أجل سحب المقال المكرر ثم إعادة نشره مرة أخرى، وهذا ما أثقل كاهل الدوريات العلمية التي أصبحت تشدد على الباحثين إمضاء تعهد بعدم نشر العمل في أي جهة أخرى.
وبالنظر للجانب الإيجابي، لاحظنا من خلال دراستنا الحالية وجود مجلة لا يتعدى معدل الإجابة والنشر 60 يوم وهي مجلة « جماليات »، حيث تمنح المراجعين (المحكمين) فترة 10 أيام لتحكيم المقال وبعد انتهاء الآجال يتم تذكير المراجع عن طريق المنصة وزيادة 05 أيام إضافية، إذا لم يحكم المقال يسحب من المراجع ويرسل إلى مراجع آخر، وهذه بادرة إيجابية نتمنى أن تحذو حذوها كل الدوريات العلمية المصنفة في الجزائر، فكلما كانت مدة الإجابة أقصر دلّ ذلك على احترافية المجلة في التعامل مع المقالات المرسلة إليها.
3.1.3.ترتيب الدوريات حسب معامل التاثير
الجدول 3: ترتيب الدوريات العلمية المصنفة حسب معامل التأثير.
معامل التأثير |
عدد الدوريات |
النسبة المئوية |
0.0000 |
15 |
14.85 |
0.0010-0.0091 |
21 |
20.79 |
0.0102-0.0983 |
60 |
59.40 |
0.1141-0.1735 |
5 |
4.95 |
المجموع |
101 |
100 |
المصدر: من إعداد الباحثة.
يوضّح الجدول 2 أنّ 59.40 % من الدوريات العلمية المصنفة في منصة ASJP لها معامل تأثير ما بين 0.0102 و0.0983 وهومعامل تأثير منخفض نسبيا مع العلم أنّ هناك 05 دوريات فقط لها معامل تأثير ما بين 0.1141 و0.1735 وذلك كأعلى معامل تأثير خاص بالدوريات قيد الدراسة، وذلك يرجع لحداثة احتساب معامل التأثير في الجزائر حيث تعد منصة ASJP الوحيدة التي تحتسب معامل التأثير للدوريات العلمية في الجزائر منذ إنشائها، وما يزال الباحثين والقائمين على الدوريات غير مطلعين بصفة كافية على معامل التأثير وكيفية احتسابه وكيفية الرفع منه، وقد أشارت دراسة (أحمد فايز أحمد سيد 2016) إلى أنّ معامل التأثير الأعلى يحصل لعاملين رئيسيين: الأول: بسبب قيمة وجودة الأوراق العلمية المنشورة في إحدى المجلات، فكلما كانت الأوراق البحثية عالية الجودة، فإنها تشكل مرجع لكثير من الأوراق البحثية الأخرى، والعامل الثاني: في التباين بسبب عدد المجلات العلمية في مجال ما، وغالبا ما تكون قيمة معامل التأثير كبيرة عندما يكون عدد المجلات العلمية قليلة في مجال محدد، فمثلا المجلات العلمية التي تنشر الأبحاث الطبية قليلة جدا، لهذا فإن الأبحاث الجديدة معظم مراجعها من تلك المجلات الطبية النادرة، أمّا بالنسبة للمجلات العلمية المنتشرة بكثرة فتتشتت فيها الأوراق العلمية، وهذا يعني تعدد مصادر المراجع العلمية، لذلك يجد البحث في هذه المجالات صعوبة في الحصول على تقييم عالي للأوراق البحثية المنشورة في تلك المجلات.
ويمكن أن يلجأ في بعض الأحيان مسؤولي الدوريات أوحتى الباحثين إلى استعمال أساليب ملتوية للرفع من عدد الاستشهادات، حيث يرى (فان نوردين 2020) أنّ الباحثين يشكون –في كثير من الأحيان- من أنّ مراجعي الأوراق البحثية يطلبون منهم إضافة مراجع غير ضرورية إلى أوراقهم البحثية، وهي ممارسة تعرف باسم « الاستشهاد القسري »، وبيّنت استطلاعات الرأي أنّ حوالي خمس العلماء أوأكثر قد تعرضوا لذلك، أمّا في منصة ASJP فقد لاحظنا أنّ هناك بعض الدوريات تحاول زيادة معامل تأثيرها من خلال اشتراط على المؤلفين الراغبين بالنشر فيها وضع استشهادات مرجعية بالمواضيع المنشورة في صفحاتها، مثل مجلة « أسواق ومالية » revue finance et marches التي اشترطت على المقالات المودعة أن تتضمن استشهادات بما ينشر فيها حيث ورد فيها « المجلة لا تقبل أي مقال لا يكون فيه الاستشهاد بالمواضيع المنشورة في صفحاتها من على المنصة كما هوموضّح في شروط كتابة المقال.... » وهذا من بين الممارسات اللاأخلاقية في البحث العلمي التي يجب وضع حد لها في أقرب الآجال.
4.1.3.ترتيب الدوريات حسب تاريخ إنشائها
.
يتّضح لنا من خلال الشكل أعلاه أنّ عدد الدوريات أخذ منحنى تصاعدي منذ سنة 1964 إلى غاية 2016 وعرف ذروته سنة 2014 بـ 13 دورية وسنتي 2010 و2015 بـ 10 دوريات لكل منهما، كما نلاحظ أنّه وبتقسيم عدد الدوريات حسب الفترات الزمنية نجد أنّه في الفترة ما بين 1964-2000 بلغ عدد الدوريات 15 دورية، وفي الفترة ما بين 2001-2010 بلغ عدد الدوريات 40 دورية، أمّا في الفترة مابين 2011-2016 فبلغ عدد الدوريات 46 دورية، وهذه الفترة الأخيرة هي الأقصر من ناحية المدة الزمنية والأغزر من حيث إصدار الدوريات العلمية المصنفة، وهذا يدل على أنّ أغلب الدوريات العلمية المصنفة حديثة النشأة وقد أشارت دراسة (بن سمير، موزاي 2020) إلى أنّ نتيجة إنشاء اللجنة الوطنية لتأهيل الدوريات وإصدار شروط الدوريات العلمية المصنّفة بشكل فجائي دون عقد ندوات قبلية حول الموضوع هوتصنيف مجلات حديثة النشأة وقليلة الإصدار وإقصاء مجلات وصلت للعدد 25 من إصداراتها، حيث اشتكت العديد من المجلات العلمية من عدم تصنيفها رغم وصولها لنشر أعداد كبيرة، وتجدر الإشارة إلى أنّ من شروط اللجنة الوطنية لتأهيل الدوريات هوأقدمية سنتان وأربع إصدارات وبالتالي يمكن لأي مجلة علمية استوفت الشروط اللازمة للتصنيف تقديم طلبها إلى مديرية البحث والتطوير العلمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بغض النظر عن أقدميتها (أكثر من سنتين).
5.1.3.توزيع الدوريات حسب فترات الصدور ومدى الالتزام بها :
الجدول 4: ترتيب الدوريات العلمية المصنفة في منصة ASJP حسب فترات الصدور ومدى الالتزام بها.
فترات الصدور |
عدد الدوريات |
النسبة المئوية |
مدى الالتزام |
عدد الدوريات |
النسبة المئوية |
نصف شهرية |
1 |
0.99 |
نعم |
22 |
21.78 |
رباعية |
5 |
4.95 |
لا |
45 |
44.55 |
فصلية |
18 |
17.82 |
نوعا ما |
33 |
32.67 |
سداسية |
69 |
68.31 |
أخرى |
1 |
0.99 |
سنوية |
9 |
8.91 |
|||
المجموع |
101 |
100 |
المجموع |
101 |
100 |
المصدر: من إعداد الباحثة.
على ضوء نتائج الجدول 4 نلاحظ أنّ أغلب الدوريات العلمية المصنفة في منصة ASJP تصدر بشكل سداسي (نصف سنوية) وذلك بنسبة 68.31 %، ثم بصفة فصلية بنسبة 17.82 % ثم بصفة سنوية بنسبة 8.91 %، وهذا ما يطرح مشكل كبير بالنسبة للنشر العلمي في الجزائر باعتبار أنّ أغلب الدوريات تنشر عددين في السنة (سداسية) وكل عدد فيه حوالي 20 إلى 30 مقال منشور، في حين أنّ المقالات التي تنتظر النشر هي بالمئات، وبالتالي فإن تغيير هذه الدوريات لفترات صدورها من سداسية إلى فصلية يمكن أن يخفف من هذا الضغط، وهذا ما أشارت إليه دراسة (سعايدية، طوبال، بوعربي 2020) حيث أشار 84 % من عينة الدراسة إلى أنّ عدد المجلات العلمية المصنفة لا يلبي الطلب المتزايد للنشر العلمي خاصّة أن كل دورية لا تنشر إلا عددين في السنة ولا تنشر أكثر من 20 مقال في العدد الواحد وهوما لا يتناسب مع عدد المقالات المراد نشرها التي تكون أضعاف مضاعفة، وفي نفس السياق فإن التوجه الحالي للنشر في الدوريات العلمية أصبح يتم بتاريخ النشر –وليس بالعدد والمجلد- أي أنّ كل مقال ينشر منفصلا مرفقا بتاريخ النشر الخاص به فنجد على سبيل المثال: مجلة Nature العالمية تتبع هذا النمط بحيث تنشر كل مقال منفردا وذلك لتسريع عملية النشر العلمي وضمان عدم تقادم النتائج المتحصل عليها.
كما نلاحظ أنّ 44.55 % من الدوريات العلمية المصنفة لا تلتزم بفترات الصدور المعلن عنها من طرف الدوريات في حد ذاتها، و32.67 % من الدوريات تلتزم نوعا ما بفترات الصدور التي أعلنت عنها، بينما هناك فقط 21.78 % تلتزم حرفيا بفترات الصدور، وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى أنّ الالتزام بفترات الصدور المعلن عنها يمكن أن يشكل العائق الأكبر الذي يواجه الدوريات العلمية المصنفة كما أنّه يمكن أن يصبح سببا لتنحية بعض الدوريات من التصنيف في صنف C باعتبار أنّ الالتزام بفترات الصدور المعلن عنها من طرف الدوريات يعتبر من أهم المعايير التي تقيم من خلالها الدوريات العلمية سواء على المستوى الوطني أوالدولي، وفي هذا الإطار أشارت دراسة (َAyouz, Bachioua 2019) إلى أنّ أهم العوائق التي تواجه الاساتذة الجامعيين في منصة ASJP هوالتأخير في بث ونشر أعداد المجلات العلمية وطول مدة تقييم المقالات العلمية وعدم احترام مواعيد النشر المعلن عنها، وبالتالي فإن عدم الالتزام بفترات الصدور يمكن أن يعرض هذه المجلات للخروج من التصنيف في الفئة C.
6.1.3.مجالات التغطية الموضوعية للدوريات العلمية المصنفة في منصة ASJP
الجدول 5: مجالات التغطية الموضوعية للدوريات العلمية المصنفة في منصة ASJP.
مجالات التغطية |
عدد الدوريات |
النسبة المئوية |
علوم اقتصادية |
28 |
27.72 |
علوم انسانية واجتماعية |
20 |
19.80 |
آداب ولغات |
16 |
15.84 |
علوم قانونية وسياسية |
12 |
11.88 |
متداخلة التخصصات |
05 |
4.95 |
علم النفس وعلوم التربية |
04 |
3.96 |
الانثروبولوجيا |
02 |
1.98 |
فنون |
02 |
1.98 |
علوم اسلامية |
02 |
1.98 |
علوم البيئة |
02 |
1.98 |
علوم وتقنيات النشاطات الرياضية |
02 |
1.98 |
هندسة وعلوم المادة |
02 |
1.98 |
زراعة وعلوم الحياة |
01 |
0.99 |
علوم تطبيقية |
01 |
0.99 |
تاريخ وعلم الآثار |
01 |
0.99 |
علوم الاعلام والاتصال |
01 |
0.99 |
المجموع |
101 |
100 |
المصدر: من إعداد الباحثة.
نلاحظ من خلال الجدول أعلاه أنّ أغلب الدوريات العلمية المصنفة هي في مجال العلوم الاقتصادية بنسبة 27.72 % تليها العلوم الانسانية والاجتماعية بنسبة 19.80 % ثم آداب ولغات بنسبة 15.84 %، وفي هذا السياق نلاحظ أنّه لاتوجد دوريات علمية متخصصة في مجال علمي معين بل أغلب الدوريات تغطي تخصصات علمية متقاربة وأحيانا تكون دوريات متداخلة التخصصات وهوما يلزم هيئة التحرير بالتوازن في نشر المقالات العلمية حسب التخصصات الخاصّة بالدورية، فأحيانا نلاحظ أنّ مجال الدورية هو العلوم الانسانية إلا أنّ أغلب المقالات المنشورة هي في تخصص التاريخ على سبيل المثال، وهذا ما يدعونا إلى التوجه إلى التخصص في النشر العلمي من أجل رفع جودة المقالات المنشورة من جهة ورفع معامل التأثير الخاص بالدورية من جهة أخرى.
بالنسبة لهيئات النشر الدولية للدوريات فجميعها متوفرة إلاّ أنّنا لاحظنا أنّ بعض الأسماء تتكرر في عدد كبير من هيئات التحرير والنشر وهذا ما يدل على أن أغلب هذه الأسماء توضع بشكل صوري، أمّا الترقيم الدولي المعياري للدوريات ISSN والترقيم الخاصة بالدوريات الالكترونية IESSN فكل الدوريات لديها هذا الترقيم سواء كانت مصنّفة أوغير مصنفة وهوما يثبت أنّ هذه الدوريات موثوقة وليست وهمية.
بالإضافة إلى ما سبق لاحظنا أنّ أغلب الدوريات العلمية المصنّفة التي تمّت دراستها تضع إعلانات على صفحاتها تتضمن واحدة أوأكثر من الاعلانات التالية :
-
وضع تعليمات للمؤلفين بضرورة اتباع « تعليمات المؤلف » الخاصّة بالمجلة والالتزام بها وتقديم تعهد بعدم نشر المقال في جهة أخرى، ووثية التنازل عن حقوق المؤلف لصالح الدورية.
-
تحديد آجال استقبال المقالات بفترات زمنية محددة لكل عدد مثال: من 01 إلى 15 جانفي..
-
تنبيه بخصوص تعليق استقبال المقالات إلى حين استكمال أوتصفية المقالات الموجودة بحوزة المجلة حيث بلغ عدد المقالات في بعض الدوريات المصنّفة 300 مقال وحتى 700 مقال وهذا عدد كبير جدا بالنسبة لدورية واحدة.
-
بعض الدوريات تستثني من التعليق المقالات الواردة من خارج الجزائر والمقالات باللغة الانجليزية.
-
نظرا للضغط الكبير على المجلات قررت بعض الدوريات عدم السماح لأي باحث نشر أكثر من مقال بالمجلة لمدة سنتين وهناك مجلة أخرى حددت الفترة بـثلاث سنوات.
-
من بين شروط النشر في الدوريات: الالتزام بتعليمات المجلة، إدراج المراجع في المنصة بصفة سليمة، نسبة الانتحال 20 %.
2.3.مدى مطابقة بعض الدوريات لشروط اللجنة الوطنية لتأهيل الدوريات
في هذا الجانب تمّ الاطلاع على الشروط التي وضعتها اللجنة الوطنية لتأهيل الدوريات (مذكورة في الجزء الخاص بمعايير تصنيف المجلات العلمية في الجزائر) وتمّت مطابقة هذه الشروط مع عينة من الدوريات العلمية غير المصنفة NC المتواجدة في قائمة الدوريات الأكثر استشهادا، وكانت الدوريات المدروسة هي: مجلة اقتصاد المال والاعمال، مجلة الاجتهاد للدراسات القانونية والاقتصادية، مجلة المفكر، التراث، مجلة أداء المؤسسات الجزائرية، مجلة الحقيقة، معارف، آفاق للعلوم، دراسات اقتصادية، مجلة علم المكتبات.
وقد لاحظنا أنّ جميع الدوريات عينة الدراسة تتوافق مع جميع الشروط الخاصة بتأهيل الدوريات، وذلك يرجع لمنصة ASJP التي وضعت قالب تلزم فيه جميع الدوريات المنتمية لها باتباعه هذا من جهة، ومن جهة أخرى التزام هذه المجلات بشروط اصدار وتأهيل الدوريات العلمية يؤدّي إلى تصنيفها مستقبلا، وهناك العديد من المجلات الأخرى المتواجدة في منصة ASJP التي تتوافق مع هذه الشروط، وبالتالي فإن زيادة عدد الدوريات العلمية المصنفة من شأنه أن يخفف الضغط الكبير على الدوريات العلمية المصنفة، وفي هذا السياق صرّح وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان لجريدة الشروق اليومي(الشروق اليومي، 03 جانفي 2021) أنّ التصنيف لا يتم بصفة آلية بل الدوريات العلمية هي التي تقدم طلب تصنيفها للجنة الوطنية لتأهيل الدوريات وهذه الاخيرة تدرس هذه الطلبات وتقبل التصنيف أوترفضه حسب الشروط التي وضعتها، وبالتالي يجب على كل الدوريات التي ترى أنّها تتوافق مع الشروط المذكورة أعلاه أن تقدم طلباتها، ففي حين أنّ هناك ضغط كبير على الدوريات العلمية المصنفة هناك عزوف للباحثين في النشر في الدوريات العلمية غير المصنفة بحكم أنها لا تحتسب في المناقشة أوالترقية، كما أنّ العديد من الباحثين لا ينشرون من أجل بث نتائج بحوثهم، أوإثراء المجال العلمي المدروس أوحتى إثراء سيرتهم الذاتية وإنّما ينشرون فقط لأهداف المناقشة أوالترقية.
ويجدر بالذكر أنّ هناك طرق أخرى للنشر خارج الدوريات العلمية المصنفة في صنف C وهي الدوريات في صنف A وB والتي تنشرها وزارة التعليم العالي سنويا، ولكن المشكل الذي يعاني منه أغلب الباحثين هوالنشر باللغة الإنجليزية، حيث تنشر أغلب الدوريات العلمية العالمية باللغة الانجليزية وهوما يقف حاجز أمام الباحثين لنشر بحوثهم وتخفيف الضغط على المجلات العلمية المصنّفة الوطنية، كما يساعد النشر العلمي الدولي على تحسين تصنيف الجامعات الجزائرية في التصنيفات العالمية.
خاتمة
يعاني النشر العلمي في الجزائر من إشكالية كبيرة تتعلق بالتصنيف الخاص بالدوريات فقد أصبح الباحثون ينشرون بحوثهم فقط في الدوريات العلمية المصنفة وهوما شكّل ضغطا كبيرا على هذه الاخيرة وبالتالي يجب على الوزارة الوصية التدخل من إيجاد حلول لهذا المشكل، وفي هذا السياق قدّمنا مجموعة من الاقتراحات التي من شأنها تطوير النشر العلمي في الجزائر وهي :
-
الاهتمام بجودة المنشورات العلمية من خلال الاعتماد على تحسين التحكيم العلمي وتجويده وعدم الاعتماد على التصنيف فقط.
-
حث الباحثين على النشر في الدوريات العلمية العالمية المصنفة في صنف A وB وذلك لرفع تصنيف الجامعات الجزائرية في التصنيفات العالمية.
-
إقامة دورات تكوينية لفائدة الباحثين الجزائريين خاصة في كتابة ونشر الأوراق البحثية.
-
القضاء على البيروقراطية والمحسوبية في نشر البحوث العلمية بحيث يتم نشر البحوث عالية الجودة في الدوريات العلمية الجزائرية.
-
تشجيع الباحثين على التحكم في استعمال اللغة الإنجليزية لإعداد البحوث العلمية.