مقدمة
الوصول الحر إلى المعلومة العلمية والتقنية موضوع يلهم الكثير من الباحثين منذ قرابة عشرين سنة، وذلك بسبب اختلاف الآراء والتوجهات حوله
لقد عرفت هذه الحركة بدايتها في القطب الأنجلوسكسوني خلال التسعينات، أتت هذه الفكرة نتيجة لتسلط الناشرين على الدوريات العلمية وتحكمهم بسوق النش، وكان هدفها نزع الحاجز المالي الذي يمنع الباحثين والمجتمع العلمي من نشر أفكاره أو الاستفادة من أفكار غيره دون مقابل مالي تعجيزي.
بينما يعتبر هذا الموضوع نقطة تحاور عالمي في البلدان المتقدمة، نجد أن في افريقيا وخاصة في بلدان المغرب، هناك تأخر ملحوظ في الالتحاق بهذه الحركة والاستفادة منها، رغم أنه في الآونة الأخيرة نلتمس مجهودات خاصة من طرف متخصصي المعلومات والمكتبات، لإدماج هذا النوع من النشر ضمن التقنيات التي يمكن الاستفادة منها من طرف المجتمع العلمي، والتي تمكنه من تبني سياسات معلوماتية أكثر مرونة.
يعتبر مشروع ISTEMAG نقطة انطلاق وتحفيز للوصول الحر في بلدان المغرب، خاصة أن هذه الحركة كانت من بين أهدافه الأساسية وتعميم المعلومة العلمية والتقنية وسهولة الوصول اليها وبثها، حيث شمل شراكة بين جامعات جزائرية، مغربية وتونسية اضافة إلى جامعات أوروبية تشارك خبرتها في هذا المجال ومجالات أخرى، ليستفيد منها الباحثون خاصة وينشروا أعمالهم بصفة دولية وأكثر سهولة.
انطلاقا مما سبق أردنا دراسة تعامل الباحثين الجزائريين مع الوصول الحر للمعلومات خاصة من باب نشرهم لأعمالهم عبر بوابات الوصول الحر والأرشيف المفتوح.
1. الوصول الحر للمعلومة
1.1. تعريفه
يتيح الوصول المفتوح إمكانية إلغاء أو خفض ثلاثة أنواع من الحواجز خلال النشر العلمي للمعلومة : المالية والقانونية (فيما يتعلق بالملكية الفكرية) وإعادة استخدام البيانات. كل هذا، دون إلغاء فكرة المرجعية التي يتم الإعلان عنها بانتظام باعتبارها مهددة من قبل الإنترنت والممارسات الغير قانونية. (Peter Suber 2013)
لهذا يمكن أن نقول أن حركة الوصول المفتوح تهدف (OA) إلى تمكين نشر المعلومات العلمية على أوسع نطاق ممكن، دون أي حواجز اقتصادية أو غيرها، من أجل تسهيل نشر المعرفة وتطويرها وذلك بعد دعمه بعدة معاهدات (3B).
2.1. تطوره
لقد ساهمت المعاهدات الثلاثة (3B) في تطوير فكرة الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية وذلك من خلال تحفيزها ودعمها لفكرة المعرفة للجميع، ولقد انعقدت هذه التالية على هذا النحو :
-
معاهدة بودابست1 : عبارة عن بيان عام للمبادئ المتعلقة بالوصول الحر إلى الأبحاث العلمية، والذي تم إصداره علنيا في 14 فبراير 2002. لقد نشأ عن مؤتمر عقدهم عهد المجتمع المفتوح في بودابست من 1 إلى 2 ديسمبر 2001 لتعزيز وتثمين الحركة، وتم التعريف بها بشكل واضح. ( Chan 2002)
-
معاهدة برلين2 : نص تم طرح محتواه في مؤتمر عقدته جمعية ماكس بلانك في برلين في عام 2003. يدعم الموقعون فكرة توفير الوصول الحر إلى الأدب العلمي في العالم لكل البيانات والبرامج التي تم استعمالها لإنتاج هذه المعرفة.
على عكس الاعتقاد الشائع، يتجاوز إعلان برلين المقالات العلمية. تشمل فكرة الوصول الحر نتائج البحوث العلمية الأولية، البيانات الوصفية، التمثيل الرقمي للوثائق التصويرية، الرسومات والوثائق العلمية متعددة الوسائط.
-
معاهدة بتسدا : هو بيان تم المصادقة عليه عام 2003 حيث يحدد مفهوم الوصول المفتوح ويدعمه في 11 أبريل 2003، عقد معهد هوارد هيوز الطبي اجتماعًا لـ 24 شخصًا لمناقشة إمكانية الوصول العملي إلى الأدب العلمي، حيث قدمت المجموعة تعريفا لدوريات الوصول الحر على أنها تمنح « حقًا مجانيًا، لا رجعة فيه، في جميع أنحاء العالم، دائمًا للوصول إلى الإنتاج العلمي، وترخيصًا لنسخ العمل، استخدامه، توزيعه، نقله، عرضه للجمهور وتوزيع الأعمال المشتقة منه، في أي وسيط رقمي لأي غرض مسؤول وعقلاني، خاضعة للإسناد المناسب للتأليف »والتي يتم من خلالها إيداع كل مادة« فور نشرها الأولي في مستودع واحد على الأقل عبر الإنترنت.
3.1. طرق النشر الحر
هناك طريقتين للنشر عبر الوصول الحر للمعلومات، تمنح للباحث الاختيار بالطريقة الأنسب لنشر عمله أو مقاله وتتمثل في :
1.3.1. الطريقة الخضراءGreen road
تعتبر أرشفة ذاتية ينشر المؤلف مقاله كالمعتاد في الدورية العلمية التي يختارها، لكنه يضمن احتفاظه بالحق في إيداع النص الكامل لمنشوره في مستودع رقمي مفتوح. يسمح معظم الناشرين للمؤلفين بالقيام بأرشفة ذاتية للإصدار النهائي الذي تم تصحيحه من منشوراتهم، والذي يطلق عليه » author’s Postprint« ، ولكن ليس إصدار الناشر النهائي المسمى »publisher’s Postprint« (والذي يتضمن التمثيلات البيانية والصور التي نقحها أو اضافها الناشر). لذلك في بعض الأحيان، يمكن فقط أرشفة إصدار الأدب الرمادي للمؤلف » author’s Preprint« للمؤلف، وهو نص المؤلف قبل تحكيمه. في هذه الحالة يستعمل موقع شيربا روميو (Sherpa/Roméo) لتحديد الترخيصات الممنوحة من بعض الدوريات / أو الناشرين.
2.3.1. الطريقة الذهبية Gold road
هو نشر لأعمال علمية محكمة في دورية للوصول الحر. للقيام بذلك، قد يُطلب من المؤلفين دفع رسوم النشر، وقد تتنازل بعض الدوريات عن كل الرسوم أو جزء منها إذا لم يكن المؤلف مؤهلاً للدفع.
يمنح دليل دوريات الوصول الحرDOAJ قائمة بأكثر من 7500 دورية وصحيفة علمية مفتوحة مصنفة موضوعيا.
2. الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية في افريقيا وبلدان المغرب
على عكس بلدان العالم المتقدم التي شقت طريقها حول البحث العلمي وكل ما يساعد في ازدهاره من تكنولوجيا، شبكات وميزانية، لازالت البلدان الافريقية بعيدة عن ما يعتبره القطب المتقدم امرا مقضيا تم صقله لمناسبة الاحتياجات الخاصة بالمجتمع العلمي للعالم الأول. رغم عولمة العلم الا أن هذا الحوار مطروح دائما بين العالم الشمالي والعالم الجنوبي، إذا أخذنا بعين الاعتبار نظرية فالرشتين3، الذي يعتبر أن هذا النظامً العالميً له وحدة سوقية وهي المنشور العلمي.
تلتزم هذه الوحدة بالمعايير والممارسات التي يحددها » مركز« النظام، أي الناشرين العلميين التجاريين الرئيسيين، ينطبق هذا الأمر على مجال الوصول الحر وذلك عبر عزل تلقائي للبلدان الغير النشطة لعلميا والتي يعتبر انتاجها العلمي غير مرئي. تشير البيانات إلى أن إفريقيا تنتج أقل من 2 ٪ من جميع المقالات المنشورة إليها في جميع أنحاء العالم4
تمثل الخريطة أقطاب النشر العلمي العالمي، حيث يمثل القطب البرتقالي تضخم الانتاج العلمي، القطب الأصفر يمثل انتاجا علميا معتبرا، بينما يمثل القطب الأزرق ضعف في النشاط العلمي (Alperin 2013) .
يقدم هذا التمثيل عرضًا جزئيًا فقط للواقع، لأن البيانات التي يستند إليها تعكس في المقام الأول اختيار المجلات من خلال شبكة معينة. ومع ذلك، لا يشمل هذا الاختيار جميع المجلات الموجودة، خاصة تلك التي تصدر باللغة الأخرى غير الانجليزية، ولا يتم تكشيفها بواسطة محركات البحث5
انطلاقا من هذه الفكرة تنفتح لنا زاوية الانتاج العلمي الحر في بلدان المغرب وخاصة الجزائر، يعاني نظام التعليم من عدم الاستقرار العلمي وعدم وجود استراتيجية وطنية لإصلاح التعليم والبحث العلمي .حيث ينعكس الأمر بهجرة الأدمغة، احتكار الباحثين المسننين على التعليم والانتاج العلمي وقلة الاستثمار في هذا المجال6
الاشكالية الأساسية تدور حول الانتاج العلمي وبثه خاصة على الصعيد الدولي وليس الاقليمي فقط، أي أنه لا يكفي نشر مقال ولكن التحدي يكمن في بثه ومرئيته، مما يجعل الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية طريقة لتفعيل المنتوج العلمي بشكل أسهل وبرسوم أقل.
لكن العوائق لا تتلخص فقط على عاتق النظام الدولي أو الوطني، انما للباحث بذاته جزء معتبر من المسؤولية ومن خلال التعامل اليومي والدائم مع الباحثين (الجزائريين خاصة) نجد أن هناك نوعا من الاحتكار وعدم الارتياح مع التفاعل العلمي أي مشاركة المعلومة ونشرها، قد يعود الأمر الى الخوف من السرقة العلمية والطريقة المثلى للتصدي تكون في احتكار المعلومة وغلق زوايا الاتصال حتى من خلال التسجيل في بوابات علمية مثل قوقل سكولارgoogle scholar . تجدر الإشارة إلى أن تصنيفات الجامعات الدولية تستند إلى عدد المنشورات في قواعد بيانات وما يقلل من شأن جامعاتناعدم التمكن والنشر اللغوي خاصة باللغة الانجليزية.
3. المبادرات الوطنية والدولية لتعزيز سياسة الوصول الحر للمعلومة
يعتبر الوصول الحر وسيلة للتبادل العادل للمعلومة العلمية والتقنية بين البلدان المتقدمة وغيرها، مما يمنح للبلدان المغاربية بما فيها الجزائر فرصة لتحفيز البحث العلمي، في هذا الإطار تم القيام بعدة مبادرات دولية وحتى وطنية لتعزيز هذه الحركة.
1.3. المبادرات والمشاريع الدولية
تم عقد اجتماع دولي في مدينة ساو باولو البرازيلية من طرف (global research Council (GRC، بتاريخ 03 ماي 2019. وكانت نتيجته اعادة الاتفاق ومساندة الوصول الحر عبر خمسة مبادرات دولية تدعمه ماليا وعلميا وتطور فكرة التبادل المعلوماتي الحر.7
AmeliCA 1.1.3. أمليكا
هي بنية أساسية للاتصالات والنشر الأكاديمي للعلوم المفتوحة. عقدت بطريقة تعاونية وتركز على نموذج النشر غير الربحي للمعلومة العلمية والتقنية للحفاظ على الطبيعة الأكاديمية والمفتوحة للتواصل العلمي.
برزت AmeliCA كمعرفة مفتوحة لأمريكا اللاتينية والجنوب العالمي، في أوت 2019 وفي سياق إقليمي حيث تقوم المنصات، المجالس العلمية الوطنية، المؤسسات الأكاديمية وجزء من المجتمع الأكاديمي بخفض قيمة المنشور المحلي للتوافق مع استراتيجيات الناشرين التجاريين، هذا الجهد الذي ولد في الجنوب وللجنوب، مفتوح لجميع مجلات العالم التي تعمل من أجل نظام إيكولوجي للتواصل بين العلوم الشاملة المنصفة والمستدامة.
Coalition s 2.1.3. الخطة S
في 4 سبتمبر 2018، أعلنت مجموعة من المنظمات الأوروبية عن تمويل الأبحاث، بدعم من المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي للبحوث (ERC)، بإطلاق cOAlition S، وهي مبادرة لجعل الوصول الحر الكامل والفوري لمنشورات البحث إلى حقيقة واقعية. وهي مبنية حول الخطة S، تهدف هذه الأخيرة الى هدف واحد وترتكز على 10 مبادئ.
يتمثل هدفها في : « اعتبارًا من عام 2021، يجب نشر جميع الأعمال العلمية حول نتائج البحوث الممولة من المنح العامة أو الخاصة التي توفرها مجالس البحث وهيئات التمويل الوطنية، الإقليمية والدولية، عبر دوريات الوصول الحر، على منصات الوصول المفتوح، أو إتاحتها على الفور من خلال فتح مستودعات رقمية دون حظر أو احتكار ». أما مبادئها فهي كالتالي :
-
يحتفظ المؤلفون أو مؤسساتهم بحقوق النشر الخاصة بمنشوراتهم. يجب نشر جميع المنشورات بترخيص مفتوح، ويفضل أن يكون ترخيص (Creative Commons Attribution)، للوفاء بالمتطلبات المحددة في إعلان برلين.
-
سيضع الممولون معايير صارمة للخدمات التي يجب أن توفرها في دوريات الوصول الحر.
-
توفير الدعم للبنية التحتية لدوريات ومنصات الوصول الحر.
-
عند اقتضاء الحاجة، يتم تغطية رسوم النشر الحر من قبل الممولين أو المؤسسات البحثية، وليس من طرف الباحثين الأفراد.
-
يدعم الممولون تنوع نماذج الأعمال في الدوريات والمنصات المفتوحة. عند تطبيق رسوم النشر الحر، يجب أن تكون متناسبة مع خدمات النشر المقدمة، ويجب أن يكون هيكل هذه الرسوم شفافًا لإبلاغ السوق والممولين عن إمكانية توحيد وتوجيه مدفوعات.
-
يشجع الممولون الحكومات، الجامعات، منظمات البحث والمكتبات على ملائمة استراتيجياتها وسياساتها، لضمان شفافية الانتاج العلمي.
-
تنطبق المبادئ المذكورة على جميع أنواع المنشورات العلمية، ولكن من الطبيعي أن الجدول الزمني لتحقيق الوصول الحر للدراسات وفصول الكتب سوف يكون أطول ويتطلب عملية منفصلة ومناسبة.
-
لا يدعم الممولون النموذج »المختلط« للنشر الا في حالة الطريقة الانتقالي نحو الوصول الحر والكامل ضمن إطار زمني محدد، وفقط كجزء من الترتيبات التحويلية.
-
يقوم الممولون بمراقبة الالتزام ومعاقبة المستفيدين غير المتوافقين.
-
يلتزم الممولون عند تقييم نتائج البحوث أثناء قرارات التمويل، بتقدير القيم الجوهرية للعمل ولا يأخذون بالاعتبار قناة النشر، عامل التأثير، مقاييس دورية أخرى أو الناشر.
SciELO 3.1.3. سييلو
مكتبة إلكترونية تغطي مجموعة مختارة من الدوريات العلمية البرازيلية.
يهدف المشروع الى تطوير منهجية مشتركة لإعداد، تخزين، نشر وتقييم الأدب العلمي في شكله المفتوح والرقمي.
OA2020 4.1.3. مشروع الوصول الحر 2020
مبادرة عالمية لدفع الوصول الحر إلى الأمام من خلال تعزيز وتحويل الدوريات العلمية من نظام الاشتراك الحالي (paywall) إلى نماذج جديدة للنشر والتي تتيح الاستخدام غير المقيد وإعادة استخدام المخرجات العلمية بضمان الشفافية واستدامة تكاليف النشر.
على الرغم من أن الوصول الحر هي رؤية مشتركة للمجتمعات الأكاديمية في العالم، مجالس البحث وهيئات التمويل، لا يزال حوالي 85٪ من الانتاج العلمي العالمي محصورة خلف الدفع، مما يعوق التأثير الكامل للبحث ويضع ضغطًا هائلاً على الميزانيات المؤسساتية.
African open science plateform 5.1.3.
المنصة الافريقية للعلم المفتوح : منصة لدعم البحث العلمي والنشر الحر للمعلومة، من طرف (CODATA community) و تعتمد استراتيجية تعزيز سياسة الوصول الحر، وبناء القدرات فيما يتعلق هذه الحركة.
تم تسليط الضوء على المبادرات السابقة بسبب حداثتها وتغطيتها لمجال جغرافي واسع، وهذا لا يقلل من أهمية المشاريع الدولية الأخرى السباقة في هذا المجال والتي هي غنية عن التعريف لكونها أكثر استعمالا مثل موقع :Doaj،hal وAjol.
2.3. المبادرات والمشاريع الوطنية
منذ الانخراط في مشروع ايستماغ Istemag، والذي يهدف الى تحفيز البحث العلمي والمضي بالقدم به، انضمت بلدان المغرب بما فيها الجزائر الى حركة تسهيل انتاج وتوفير المعلومة العلمية وذلك بالشراكة بين جامعاتها وجامعات أوروبية للاستفادة من خبرتها في الميدان.
و نتيجة لهذه التجربة تم تفعيل عدة مشاريع :
-
مشروع Istemag :مشروع يستهدف الجامعات ومؤسسات التعليم في المغرب الكبير. كان الهدف العام للمشروع هو تحسين الوصول إلى المعلومة العلمية والتقنية على مدى فترة 3 سنوات (2010-2012) من بين الجامعات الأوربية التي شاركت فيه : جامعة بروكسل وجامعة ترنسيلفانيا.8
-
بوابات الأرشيف المفتوح الجامعية : تم ادراج هذا المشروع عبر سياسة المكتبات الجامعيات في جمع الأعمال العلمية للطلاب والباحثين وبث النسخ الالكترونية لأبحاثهم عبر هذه المستودعات الرقمية للاستفادة منها بسهولة وفعالية.
نذكر من هذه البوابات9 :
يلخص المخطط التالي كيفية اتاحة وتبادل المعلومات عبر المستودعات الرقمية
-
الويبرفيو webreview : موقع موحد للمجلات العلمية، يوفر للمستخدمين مجموعة من المجلات العلمية الجزائرية التي تغطي جميع المجالات. وهو منتوج لمركز البحث في المعلومة العلمية والتقنية CERIST من طرفقسم البحث والتطوير في علوم المعلومات.
-
المنصة الجزائرية للدوريات العلمية ASJP :منصة للنشر الإلكتروني للدوريات العلمية الجزائرية تم تطويرها وإدارتها بواسطة CERIST.
يتم بث مقالات الدوريات بصفة حرة مفتوحة ويتم طرح المقالات بصفة مجانية، وتشمل عدة تخصصات وبلغات مختلفة بما فيها اللغة العربية، الفرنسية والانجليزية.
بالإضافة الى المجهودات التي تقوم بها مديرية البحث العلمي لتثمين المعلومة العلمية والتقنية، ومختلف الأعمال التي يثري بها باحثوا التخصص مجال الوصول الحر للمعلومة للنهوض بالإنتاج العلمي الجزائري.
4. الانتاج العلمي للباحثين الجزائريين عبر بوابات الوصول الحر للمعلومة
بعد تعميم سياسة تثمين البحث العلمي الوطني، أصبح الوصول الحر للمعلومة العلمية والتقنية ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها نظرا للفوائد التي تنعكس على المؤسسات الأكاديمية عامة والباحثين خاصة، بإعطائهم فرصة لنشر أعمالهم لتنال مقروئية واستشهادات معتبرة على الصعيد الوطني والدولي، رغم أن المجتمع العلمي الأكاديمي الجزائري لا يزال في بداية استجابته وهذا ما سنوضحه من خلال الاحصائيات التي توصلنا اليها بدراسة مردودية النشر العلمي الحر للباحثين الجزائريين في بوابات ومستودعات الوصول الحر الوطنية والافريقية.
1.4. النشر العلمي الوطني للباحثين عبر الوصول الحر
1.1.4. المستودعات الرقمية للجامعات
يمثل الجدول والشكل البياني نسبة نشر أعمال الملتقيات والمقالات العلمية الوطنية والدولية عبر مواقع المستودعات الرقمية، بالإضافة الى أطروحات الدكتوراه، تشمل الاحصائيات ثلاث جامعات جزائرية هي : جامعة بومرداس، جامعة ورقلة قاصدي مرباح وجامعة مستغانم عبد الحميد بن باديس.
نوع المنشورات |
مستودع جامعة مستغانم |
مستودع جامعة ورقلة |
مستودع جامعة بومرداس |
مداخلات وطنية |
123 |
1600 |
38 |
مداخلات دولية |
226 |
1929 |
|
مقالات علمية |
626 |
5289 |
3 |
منشورات وطنية |
441 |
جدول 1 يمثل التالي نسبة نشر أعمال الملتقيات والمقالات العلمية الوطنية والدولية عبر مواقع المستودعات الرقمية لثلاث جامعات جزائرية
يبين الجدول 1 أن هناك مجهودات تبذل من طرف الباحثين الجزائريين في نشر أعمالهم عبر حركة الوصول الحر، رغم تفاوت النسب بين جامعة وأخرى وذلك حسب ما ينشره كل مستودع، فالمنشورات مستودع جامعة ورقلة معتبرة مقارنة بالجامعات الأخرى نظرا للنشاط العلمي الذي تشهده هذه الأخيرة.
الشكل البياني يبين نسبة طرح أطروحات الدكتوراه في مختلف التخصصات عبر المستودعات الرقمية. يعود التفاوت النسبي للنشر الى التخصصات حيث تحظى التخصصات العلمية بنشاط علمي أكثر من غيرها.
2.1.4. منصة الدوريات العلمية ASJP
تغطي المنصة 511 دورية وطنية في مختلف التخصصات ب 97003 مقال، يختلف تصنيف الدوريات بين غير مصنفة ج-ب، ساهمت هذه المبادرة في تشجيع وتثمين البحث العلمي بتأطير نشاط النشر في الدوريات العلمية ذات الوصول الحر وبطابع وطني.
يبين الرسم البياني نسبة النشر العلمي عبر الدوريات التي تضمها ASJP وذلك في اكثر من 20 تخصص، وتظهر الاحصائيات تصدر التخصصات العلمية نسبة النشر خاصة تخصص المحروقات لكون الجزائر بلد منتج للطاقة، اضافة الى مجال الطب لتطوره المتواصل ومكانته في المجال العلمي .
أما بالنسبة للتخصصات الأدبية فتحتل أقل نسبة وهذا ما يعكس حالة البحث العلمي في هذا المجال وركود النشر والنشاط الأكاديمي فيه.
2.4. النشر العلمي الافريقي للباحثين الجزائريين
تعتبرAJOL منصة افريقية لتبادل المعلومة العلمية والتقنية إفريقيا حيث تبث أعمال الباحثين الأفارقة عبر 262 دورية علمية مفتوحة ل 32 بلد إفريقي، تحتوي المنصة على262 دورية لا توفر الوصول الحر والمفتوح لمقالاتها.
تبث المنصة أعمال الباحثين الجزائريين عبر 5 دوريات علمية :
-
Revue d’Information Scientifique et Technique
-
Synthèse : Revue des Sciences et de la Technologie
-
Journal of Fundamental and Applied Sciences
-
Les cahiers du cread
-
Technologies Avancées
3.4. النشر العلمي الدولي للباحثين الجزائريين
قمنا بالاستدلال ب DOAJ الذي يعتبر دليل على الإنترنت يديره المجتمع العلمي، يقوم بفهرسة وتوفير الوصول إلى مجلات عالية الجودة عبر الوصول الحر والمراجعة من قبل الخبراء. كل تمويله يتم عن طريق التبرعات، 40٪ منها تأتي من الجهات الراعية و60٪ من الأعضاء. جميع خدمات DOAJ مجانية بما في ذلك الفهرسة.
رسم بياني 3 يمثل نسبة الإنتاج العلمي للباحثين الجزائريين عبر بوابة DOAJ
مقارنة بالنشر العلمي العالمي تحتل الجزائر نسبة ضئيلة جدا من النشاط العلمي عبر بوابة الوصول الحر العالمية (0.014 %) وهذا يعكس بنسبة معينة حالة مواكبة هذه الحركة من طرف المجتمع العلمي الجزائري، وهذه حقيقة تنتظر وقتا لتغييرها وذلك لتثمين البحث العلمي الوطني والدولي.
الخاتمة
أحرزت مبادرة النشر الجديدة والجهود التي بذلت خلال السنوات العشرين الماضية بعض التقدم، لكن التقدم بطيء، وهذا ما عكسته النتائج المتوصل اليها من خلال شفافية مواقع بوابات الوصول الحر الوطنية، الاقليمية والدولية .
ومن أجل جعل الوصول الحر (Open Access ) رابطا افتراضيا للاتصالات العلمية، نحتاج إلى استراتيجية تعالج بسرعة الجزء الأكبر من المجلات العلمية اليوم وتعرف الباحث الجزائري على الامكانيات والخيارات المتوفرة لنشر أعماله مجانا والحصول على نسبة قراءة عالية.
لا يمكننا النفي أن الأمر يتطلب مرونة في التعامل مع الظروف العلمية الداخلية والخارجية التي تستمر في التطور وتصل الى مستوى عال فليس من المفترض الانتظار لفترة أطول للحصول على الفوائد المرجوة من بيئة معلوماتية مفتوحة.
Zenati Djamel.2020. « Les universités algériennes ». https://edalger2.hypotheses.org/183.