القراءة والمطالعة في مكتبة الأطفال بقصر الثقافة مفدي زكريا في الجزائر -أنموذجا-

تمورتبير فاروق

Citer cet article

Référence électronique

تمورتبير فاروق, « القراءة والمطالعة في مكتبة الأطفال بقصر الثقافة مفدي زكريا في الجزائر -أنموذجا- », Aleph [En ligne], 8 (3) | 2021, mis en ligne le 29 octobre 2021, consulté le 28 mars 2024. URL : https://aleph.edinum.org/4764

تعد القراءة أداة أساسية للتعليم وهي ضرورية لتعلم الطفل ونموه وتطوره حيث تلعب مكتبات الأطفال وكذلك التربويون دورًا مهمًا في تعزيز ثقافة القراءة، وتتناول هذه الورقة دور خدمات مكتبة المطالعة العمومية بقصر الثقافة مفدي زكريا للأطفال والتأثيرات المحتملة لهذه الخدمات، كما تفحص أنواع خبرات التعلم المناسبة طبيعياً لخدمات مكتبة المطالعة العمومية، وهي نفسها تلك المستخدمة في التعليم والتعلم داخل وخارج المدرسة. النتيجة الرئيسية المتوصل إليه يمكن تلخيصها في الدور الذي تلعبه مكتبة المطالعة العمومية كمؤسسة شبه وحيدة موجهة للأطفال الذين لم يتم الوصول إليهم عبر البرامج التعليمية التقليدية المختلفة.

Reading is a basic tool for education and is necessary for child’s learning; growth and development. Children libraries and librarians play an important role in promoting reading culture. This paper examines the role of services of the Public reading library, at the Palace of Culture Moufdi Zakaria, to young children and the possible effects of those services. It also examines the types of learning experiences naturally suited to public reading library services, which are those, used in the area of literacy, the crucial foundation for the learning that takes place both in and out of school. The main result of the study is that a public reading library is often the only agency poised to reach those children not being reached by various educational programs.

مقدمة

للقراءة فوائد ومزايا وفضائل عظيمة لا تعد ولا تحصى في حياة الأطفال، فهي تعد من الوسائل والأساليب المهمة لتنمية قدراتهم ومعارفهم المتنوعة، وتفتح المطالعة أمامهم أبواب العلم والمعرفة والثقافة، سواء من الناحية التّعليمية أم الثقافيّة أم الاجتماعية أم التربوية أو الترفيهية أم غيرها.

القراءة هي الوسيلة الأولى للتحصيل وكسب المعلومات، وإذا كان لكسب المعلومات أكثر من طريق فإن ما يكسب منها بطريق الاطلاع أكثر مما يكسب بطريق التجربة أو المشاهدة أو الاستماع. القراءة هي الأداة التي يستطيع الإنسان بواسطتها أن يتصل بغيره من الناس الذين تفصل بينهم المسافات التاريخية والجغرافية، بها يستطيع الإنسان أن يستمع إلى متحدث قديم، بمعنى أن يلم بالثقافات المختلفة سواء أكانت متقدمة أو معاصرة ويتفاعل معها. والإنسان لا يستطيع تلقي العلوم مشافهة، وإنما يقتضيه ذلك أن يبذل جهداً ذاتياً، وهذا لا يتأتى له إلا إذا كان مجيداً للقراءة.1بالإضافة إلى أثرها البالغ في تكوين الشخصية الإنسانية بأبعادها المختلفة.

إن القراءة مفتاح التعلم، والمطالعة غذاء المواهب، لهذا لهما اهتمام كبير لدى التربويين والمختصين والمثقفين نظراً لارتباطهما بالعلم والمعرفة. وبالقدر ذاته حظيت طرائق تعليم وتنشيط الأطفال بعناية فائقة ومستمرة باعتبارها وسيلة التّعلم والرقيّ الفكري والمعرفي وبذلك ازداد الاهتمام بشأن الطفولة تزامنا مع ارتفاع تحديات الاهتمام بالطفولة، التربية والثقافة. من خلال ما سبق يتناول هذا المقال موضوعا بالغ الأهمية ألا وهو القراءة والمطالعة في مكتبة قصر الثقافة مفدي زكريا في الجزائر لفئة الأطفال مع إعطاء مختلف البرامج والنشاطات الثقافية والممارسات الفكرية المتنوعة.

إن اهتمامنا بهذا الموضوع ليس وليد الصدفة، بل أبعد من ذلك باعتباره موضوعا ذا جوانب وأبعاد متعددة، حيث تنبع أهمية الدراسة من أهمية الموضوع المعالج خاصة الفئة العمرية للأطفال بين 06 و16 سنة، حيث تحتاج هذه المرحلة العمرية إلى اهتمام خاص من جهة المدارس لمختلف الأطوار وغيرها من الجهات ومؤسسات الخدمة في المجتمع.

تمثل مرحلة الطفولة من أهم المراحل العمرية في حياة الفرد، إذ تتميز هذه المرحلة بسمات وميول واتجاهات تختلف كليا عن الكبار؛ ففي هذه الفترة تتشكل اتجاهات الفرد الفكرية والاجتماعية والسياسية في المجتمع، ويتم تأهيله ليكون عضواً مؤثّراً في مجتمعه، ومن ثم فإن تخصيص مكتبة أطفال "كان يا مكان" بقصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر لخدمة هذه الفئة يُعد نموذجاً فريداً من نوعه ينبغي معالجته من مختلف الجوانب، وأن موضوع القراءة لدى الأطفال يُعد من المواضيع الحيوية الجديرة بالدراسة والمناقشة، لما تمثله هذه الشريحة من أهمية في أي مجتمع من المجتمعات.

وانطلاقا من فكرة أن الأطفال هم صغار اليوم وشباب الغد ورجال المستقبل، فالطفل هو رأس مال للأمة البشرية التي تعتمد عليه ثروتها وهو قوام المجتمع، وبأن مستقبل الأمم رهين بمدى ما يقدم لهذا الطفل من فرص للتعليم والتثقيف وبحجم ما يقدم له من غذاء روحي وفكري، وكنوع من الاستثمار طويل الأجل للثروة، نتعرف على موضوع القراءة والمطالعة عند فئة الأطفال التي تعتبر من أهم فئات المستفيدين وذلك نظراً للأبعاد المستقبلية المرتبطة بها.

فالمقولة الشهيرة "العلم في الصغر كالنقش على الحجر" مقولة صحيحة مائة بالمائة، إذ إن إدخال الصغار إلى عالم القراءة وتعويدهم عليها وتحبيبها لهم، سيكون له أثر بالغ الأهمية في جعلهم قرّاء دائمين عندما يكبرون2. وكذلك من المقولة "فمن شب على شيء شاب عليه"، وهذا ما حاولنا التّأكد منه من خلال هذه الدراسة حيث توجهنا إلى مكتبة الأطفال "كان يا مكان" بقصر الثقافة "مفدي زكريا" بالجزائر. فمن خلال ما سبق طرحه جاءت إشكالية بحثنا حول :

معرفة مختلف الفضاءات المقدمة لفئة الأطفال عامة والقراءة والمطالعة لديهم خاصة، في مكتبة الأطفال "كان يا مكان" بقصر الثقافة "مفدي زكريا" بالجزائر.

بهذا يمكننا طرح تساؤلات الدراسة التالية :

  • ماهو مفهوم القراءة عند الطفل؟

  • ما هي الإستراتيجيات والأساليب المتبعة لتحقيق غاياتها وأهدافها لتنشئة سليمة للأطفال؟

  • كيف يمكننا غرس عادة حب القراءة والمطالعة عند الأطفال؟

  • ماهي سبل تحفيز الأطفال على ارتياد المكتبة باستمرار؟

  • ماهي البرامج والأنشطة الثقافية الموجودة في مكتبة الأطفال (كان يا مكان)؟

على الرغم من أن الأطفال لا يجدون وقتاً آخر للقراءة والمطالعة لانشغالهم بأمور متعددة كالأنشطة الاجتماعية، إلا أنّ المكتبة الحديثة لم تعد مجرد مخزن للكتب تقتصر خدماتها على القراءة فقط، بل أصبحت تقدم مختلف البرامج والأنشطة والخدمات الأخرى الثقافية، التعليمية والتربوية التي تلاءم ميولاتهم واهتماماتهم.

يهدف هذا البحث إلى دراسة واقع الخدمة المكتبية للأطفال بمكتبة "كان يا مكان" بقصر الثقافة "مفدي زكريا"، على اعتبار أنها أول مكتبة للأطفال في الجزائر. حيث يندرج اهتمامنا العلمي والعملي لدراسة موضوع القراءة والمطالعة في مكتبة الأطفال الذي يعد ذا أهمية بالغة وإستراتجية وذلك لكونه يشكل القلب النابض في حياة الفرد والمجتمع.

في هذا الإطار يقول (الكاتب عبد الكريم بكار) عن القراءة "نريد أن ينشأ الطفل وهو يشعر أن القراءة مثل النوم والطعام والشراب واللعب، شيء يتكرر كل يوم."3

ﻹﻧﺠﺎز هذه الدراسة اﻋﺘﻤﺪنا ﻋﻠﻰ منهجية علمية ﺗﻤﺜّﻠﺖ ﻓﻲ المنهج اﻟﻮﺻﻔﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره المنهج اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ للموضوع المدروس، حيث تطلبت طبيعة الدراسة استخدام منهج دراسة الحالة للتعرف على مقومات الخدمة المكتبية المقدمة، وكذا مختلف البرامج والأنشطة التي تقدمها للأطفال.

1. نشأة الخدمات المكتبية للأطفال

إنّ الخدمات المكتبية التي تقدم للأطفال في المكتبات العامة أو العمومية لم تكن قد بدأت في أخذ مكانها بين الخدمات المكتبية، حتى في سنوات الحرب العالمية الثانية ومع ذلك بدأت في سرعة فائقة تقتحم خدمات المكتبات وتسيطر على عقول العاملين بمكتبات الأطفال حتى أصبحت من أهم أنواع الخدمات التي تقدمها المكتبات العامة في العالم المتقدم، بل وأصبحت هي المعيار الأساسي للحكم على المكتبة والدور الذي تؤديه.

وأبرز ملمح في هذا المجال في الاتحاد السوفيتي حيث تتوافر مكتبات مستقلة للأطفال والتي بدأت في الظهور مبكرا في القرن العشرين. وتشير الإحصاءات إلى توفر 8000 مكتبة للأطفال تحت إشراف وزارة الثقافة، 154.000 مكتبة مدرسية تحت إشراف وزارة التربية. ومكتبات الأطفال المستقلة إداريا ومادياً، تدخل إداريا في شبكات أو نظم عامة للمكتبات العامة وهناك بالإضافة إلى هذا بعض الجهات الأخرى التي تعمل على تلبية الحاجات المكتبية للأطفال مثل : مكتبات الاتحادات التجارية ومكتبات دور الحضانة، روضات الأطفال.4 يحتاج أدب الأطفال إلى مهارة عميقة في فهم نفسيتهم وأحوالهم على عكس الكبار وتتضح أهمية المكتبات في حياة الأطفال من انعكاس التعليم على تصرفاتهم والمعاملة مع الآخرين وتكوين اتجاهاتهم. كما نجد في الولايات المتحدة الأمريكية أنه على الرغم من أنّ الخدمة المكتبية للأطفال لا يزيد عمرها عن مائة عام، إلاّ أنّ النصف الأول من القرن العشرين قد شهد نمو خدمة الأطفال في المكتبات كجزء حيوي من العمل للخدمة المكتبية. أما في بريطانيا كانت هناك حوالي 40 مكتبة سنة 1891 تقتني مجموعة خاصة بالأطفال. وفي سنة 1906 افتتحت قاعة المطالعة للأطفال في المكتبة المركزية (باسلي نجتون). وصدر في المجر عام 1952 قراراً رسمياً يقضي بإنشاء مكتبات الأطفال إلا أن الخدمة لم تتطور إلا في بداية الستينيات عندما انتشرت مكتبات الأطفال في معظم مدن المجر وقد زاد عدد مكتبات الأطفال من 47 عام 1957 إلى 190 مكتبة عام 1972. ونجد أن الخدمات المكتبية تقدم للأطفال في السويد عن طريق المكتبات المدرسية والعامة، ونفس الشيء بالنسبة لمصر فقد نشأت دار الكتب أربع مكتبات متخصصة للأطفال بمحافظتي القاهرة والجيزة، بالإضافة إلى مكتبة الأطفال المركزية التي أنشئت عام 1968 بحي الروضة.5 لكن حديثا بدأت مؤسسات أخرى تأخذ بعين الاعتبار أهمية مكتبات الأطفال وخدماتها مثل قصر الثقافة ومؤسسات الطفولة، وقد تجلى هذا الاهتمام بإنشاء مراكز بحوث لأدب الطفل والتي منها ما تم إنشاؤه في المكتبة المركزية بجامعة حلوان بالإضافة إلى مركز بحوث أدب الأطفال التابع لدار الكتب ونجد أنه قد مرت الخدمة المكتبية المقدمة للأطفال في العالم العربي بمراحل مختلفة وذلك تبعا لتطور نظرة المجتمعات هناك للطفولة والأطفال إلى أن وصلنا إلى الكمبيوتر وخدمات الانترنت.6

1.1. المواثيق الدولية الخاصة بضرورة توفير الخدمة المكتبية للأطفال

أصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في عام 1949، بياناً رسمياً حول أهداف المكتبة العامة، باعتبارها قوة حيوية للتربية والثقافة والعلوم، وأهم ما جاء في البيان، أن إنشاء هذا النوع من المكتبات ودعمها هما من واجبات الحكومة مع التّأكيد على ضرورة الاهتمام بمكتبات الأطفال وتوفير فرص المطالعة الحرة لهذه الشريحة المهمة من المجتمع.

كما أصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، في عام 1972، بمناسبة العام الدولي للكتاب، دعوة إلى الاهتمام والتركيز على تطوير مكتبات الأطفال والكتب التي تقدم لهم، كما أسندت في نفس العام إلى الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات "إفلا"(IFLA) مهمة مراجعة البيان السابق إصداره، وإعداد بيان رسمي منقح بأهداف المكتبة العامة. تضمن بيان 1972 الجديد، نصاً واضحاً بضرورة الاهتمام بمكتبات الأطفال. حيث تقرر أنـه : « يجب أن تتيح المكتبة العامة للكبار والأطفال فرص الاستفادة من أوقاتهم وتعليم أنفسهم باستمرار، وأن تتيح لهم الاتصال الدائم بالتطوير في مجال العلوم والأدب »، وأنه من السّهل على الطفل أن يكتسب في بداية حياته عادة تذوق القراءة والكتب، واستخدام المكتبات العامة ومصادرها لذا فإن المكتبة العامة تتحمل مسؤولية خاصة لإتاحة الفرصة للأطفال كي يختاروا الكتب والمواد الأخرى بأنفسهم، وينبغي أن تضم المكتبة مجموعات خاصة بهم وأن يخصص لهم جزء معين في المكتبة، لتصبح مكتبة الأطفال حيوية ومشجعة لأنواع متعددة من الأنشطة.7

2.1. الخطوط الأساسية لـ"الإفلا" فيما يخص العمل في المكتبات مع شريحة الناشئين

تتركز الخطوط الأساسية لتوجيهات الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات "إفلا"، فيما يخص العمل في مكتبات الأطفال النقاط التالية :8

  • توفير إمكانية الحصول على كافة الموارد والوسائط للأطفال؛

  • توفير الأنشطة المختلفة للأطفال والآباء وغيرهم مـمّن يقومون على رعاية الأطفال؛

  • تيسير اندماج العائلات في مجتمعاتهم؛

  • تمكين الأطفال والدفاع عن حريتهم وأمنهم؛

  • تنمية ثقة الأطفال بأنفسهم وتشجيعهم على أن يصبحوا أفراد أكفاء؛

  • بذل الجهود من أجل عالم يسوده السلام.

في إطار ترقية القراءة والمطالعة ودعم الكتاب ونشره على نطاق واسع في الوسط الاجتماعي مع التكفل بمشاريع المكتبات تعمل عدة منظمات دولية في هذا الشأن من أشهرها : منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (UNESCO)، الإفلا، الجمعيات الفرنسية (جمعية المكتبيين الفرنسيين) وجمعية المكتبات الأمريكية.

2. القراءة عند الطفل

1.2. مفهوم القراءة عند الطفل

تطور مفهوم القراءة نتيجة للبحوث التربوية العديدة التي أجراها عدد من علماء التربية وخلصوا إلى أن القراءة "عملية فكرية عقلية يتفاعل القارئ معها ويفهم ما يقرأ ويستخدمه في حل ما يواجهه من مشكلات والانتفاع بها في المواقف الحيوية." بعد أن كان مفهومها القديم يقتصر على العمليات الآلية في القراءة التي تنحصر في الإدراك البصري للرموز المكتوبة والتعرف عليها والقدرة على قراءتها.9

هذا يعني أن مفهوم القراءة يشمل أمورا عديدة هي :

  1. التعرف على الحروف والكلمات؛

  2. التعرف على الجمل والعبارات والنطق بها؛

  3. فهم المادة المقروءة بشكل جيد؛

  4. نقد المادة المقروءة وإعطاء الرأي فيها؛

  5. استخدام القراءة في حل المشكلات؛

  6. توسيع الثقافة؛

  7. الاستمتاع بالمادة المقروءة، وحسن تذوقها.10

إنّ حاجة الطفل للقراءة أساسية لإشباع رغبته في التّعلم ومعرفة الأشياء التي حوله والعالم الذي يعيش فيه، فهي تنمي مع الوقت حب القراءة ومن نشأ عليها منذ نعومة أظافره فإنه يكون من عُشّاق الكتاب إذا كبُر بل تُعد من هواياته المفضلة في كثير من الأحيان.

القراءة مُتعة للقارئ لاسيما إذا تخطت حدود المناهج المفروضة، كما أنها تغرس في الناشئ النزعة الاستقلالية، وتُعوّده الاعتماد على النفس، و تجنبه حصر التّفكير في موضوع واحد، والتغلب على ما يعترض طريقه من عقبات.

لهذا أصبحت من أهم وسائل التربية أن تتأكد لدى الصغار والشباب عادة القراءة بحيث تصبح طابعا يميزهم، ويلازمهم وهم كبار، وبحيث يصبح الكتاب رفيق العمر الذي لا يستغنون عنه أبداً.11

فالمفهوم الحديث للقراءة، كما أكدته البحوث التربوية، ونادت به الاتجاهات التعليمية الحديثة يتضمن فهم المعاني وتفسيرها عن طريق التفكير والاستنتاج، وربط المعلومات المقروءة بالمعلومات السابقة للقارئ، واستخدام هذا المزيج من المعلومات لحل المشكلات التي تقابل القارئ.12

فتنمية قدرات الطفل القرائية لا تكون بملء عقولهم بالمعلومات والاعتماد على عملية التلقين والحفظ عن ظهر القلب في أغلب الأحيان، لأن ذلك يجعل الكثير منهم يبتعدون عن القراءة والمطالعة بعد أن غرست في نفوسهم نوع من العداء للكتاب المدرسي المقرر عليهم؛ بل يجب وضع مناهج دراسية مناسبة تعتمد في مجملها على الفهم والاستيعاب، وأن تكون تنمية قدرات الطفل القرائية بالعناية باختيار ما يناسبهم من جانب وما يحتاجونه من جانب آخر.

إن مدارسنا بعيدة كل البعد عن تحقيق هذا المفهوم، وقد أدى ذلك "إلى إخفاق المدرسة في غرس عادة القراءة والميل إليها في نفوس التلاميذ منذ بداية حياتهم التعليمية. ولا شك أن هذا المظهر من مظاهر النقص في تلاميذنا من أبرز دواعي الشكوى التي تجهر بها الجامعات والمعاهد العليا، كما أنها من أهم الأسباب التي أدت إلى ضعف الثقافة العامة عند كثير من التلاميذ وإلى ضيق آفاقهم العلمية والعملية".13

2.2. أهداف القراءة عند الطفل

يمكن استنباط أهداف القراءة عند الطفل كالتالي :

  • غرس وتنمية الميول القرائية لدى الأطفال؛

  • تطوير قدرات الأطفال بدعمها على القراءة وإكسابهم مهارات اللغة؛

  • تحقيق النمو في الجوانب المعرفية والوجدانية والمهارية؛

  • مساعدة الأطفال على معرفة أساليب المناقشة والحوار؛

  • مساعدة الأطفال على القراءة من أجل الاستمتاع، فالقراءة وسيلة ناجحة للترفيه عن النفس، والحصول على المتعة خاصة عند قراءة القصص والحكايات المسلية والمضحكة؛

  • إكساب الأطفال مهارات الفهم السريع والربط بين العناصر؛

  • توسيع مهاراتهم اللفظية والطلاقة في القراءة السريعة؛

  • التشجيع على استخدام الكتب والمطبوعات كمصادر للمعلومات وتكوين الشخصية؛

  • تنمية قدرة الطفل على فهم ما يقرأ والتعبير الصحيح عنه؛14

  • الحصول على المعرفة الواسعة وزيادة الاطلاع، بالإضافة إلى تكوين مخزون ثقافي كبير لدى الطفل؛

  • التعرف على صور الأدب المختلفة؛

  • استغلال القراءة في تكوين اهتمامات وأغراض جدّية؛

  • الاهتداء إلى كتاب دائم؛

  • تعرف أفكار الكبار ومواقف الحياة المطردة في النّضج والتّعقيد والعمق والمدى؛

  • التعرف على المؤلفين أو بعض الشخصيات في الأدب والسّيرة الذاتية باعتبارها أرواحا متآلفة مع القارئ؛

  • استخدام القراءة لتكوين أحكام متّزنة ولاكتساب الثبات الانفعالي.15

في هذا الإطار تقول (فارجو) :

"ربما كان أهم جوانب الأهداف المقرّرة بالنسبة لأمينة المكتبة هي الطريقة التي تمكّنها من أن تصل بهذه الأهداف إلى أبعد من مجرد اكتساب المهارة في آليات القراءة، وفهم ما يقرأ، وإنما تتجاوز هذا كله لتضمن اكتساب الخبرات الفنية المتنوعة، وتنمية الدّوافع القويّة والاهتمامات الدائمة في القراءة، وتشجيع الاستخدام الذّكيّ للكتب كمصادر للمعلومات، وتكوين الشخصية وتنمية الاطلاع على مدى واسع من المواد المطبوعة، التماسا للاستمتاع".16

3.2. همية القراءة والمطالعة عند الطفل

القراءة لها تأثيرات واسعة وعميقة ومتنوعة على الطفل، ويمكن إيجاز أهميتها فيما يلي :

  • توسيع دائرة خبرة الأطفال وتنميهم وتنشط قواهم الفكرية وتهذب أذواقهم وتشبع فيهم حب الاستطلاع النافع لمعرفة أنفسهم ومعرفة غيرهم؛

  • توسع دائرة خبرتهم وتعمق فهمهم للناس وتساعدهم على تحقيق التفاهم المتبادل بشكل مُيسّر؛

  • تفتح أمام الأطفال أبواب الثقافة العامة أينما كانت، وتوسع خيالهم وتجعلهم يرسمون لأنفسهم حدوداً لمحيط الحياة التي يرغبونها؛

  • تساعد في تدريب العقل على مهارات التركيز، ومن خلالها يستثمر الطفل أقصى قدراته الإنسانية، وتلبية رغباته وحاجاته التعليمية؛

  • تشكيل وعي الطفل، واتساع ثقافته، وتكريس القيم والأخلاقيات والممارسات الإنسانية، كما أنها تمدّه بالمعاني والصور الذهنية، والألفاظ اللغوية، وتحويل الأشكال المجردة إلى أشكال ذات معنى ومغزى لغوى؛

  • القراءة تشبع حياة الطفل وتثري خياله، وترفع نسبة ذكائه وتسهم في رفع مستواه العلمي، كما أنها وسيلة الترفيه والمتعة؛

  • القراءة تمد الأطفال بالمعلومات الضرورية لحل كثير من المشاكل الشخصية وتحدد الميول وتزيدها اتساعاً وعمقاً؛

  • القراءة لها أثر في تكوين شخصية الطفل وتدعيمها وبها يكتسب ثقته بنفسه؛17

  • القراءة تساعد الطفل مستقبلاً على البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات بشكل جيّد، لأنها تعتبر مصدراً جيّداً للمعلومات المختلفة والخبرات المتعددة.

يعتقد أغلبية المربّين أن مسؤوليتهم تقف عند حد تعليم الأطفال القراءة، وإكسابهم مهاراتها الآلية، في حين يجب أن تتعدى إلى غرس حب القراءة في نفوس التلاميذ، وذلك بتنمية دوافعهم واهتمامهم الدائم بالقراءة والمطالعة، وهذا لن يتم إلاّ بإخراج القراءة من إطارها المدرسي الضّيق، وتوسيع استعمالها لمختلف الأغراض للوصول إلى مجالات أوسع للتنمية الذاتية، وتحقيق التعليم الذاتي من خلال ممارسة الكتب والقراءة الفردية والمطالعة المستمرة.

ولقد توحدت نظرة علماء التربية في عصرنا الحالي نحو الأهمية البالغة التي تكتسبها القراءة والمطالعة في الوسط المدرسي، نظراً لكونها أساس العملية التعليمية والوسيلة الفعّالة التي تمكّن الطفل من التحصيل واكتساب المعرفة والحصول على المعلومات في مختلف المواد الدراسية، وتوجد علاقة قوية بين النجاح في الدراسة والقدرة على القراءة، حيث يجمع المربون أنّ التّلميذ الناجح في دراسته غالباً ما يكون قارئاً جيّداً ماهراً ومطالعاً مداوماً والعكس صحيح. وتعتبر القراءة أيضا بالنسبة للتلميذ من أحسن الوسائل للحصول على المعلومات من مختلف المصادر المتوفرة في محيطه، سواء كان ذلك للتعلم أو للتسلية والترفيه أو لقضاء وقت الفراغ في عمل مفيد، حيث أنها تفتح أمامه أبواب الثقافة الواسعة وتروي تعطشه للمعلومات، كما أنها تساعده على حل المشكلات التي تعترضه في حياته اليومية.18

ولقد أثبتت البحوث التربوية التي أجريت على التلاميذ والطلاب "أن هناك ترابطا إيجابيا مرتفعا بين القدرة على القراءة كما تقيسها الاختبارات المقننة للقراءة والتّقدم الدراسي."19

وفي كل مكان يتفق الرأي في دنيا التربية والتعليم على أنه بدون القراءة لا يتحقق سوى تعليم هزيل أو أن التعليم يتم –على خير الحالات- في أقصى الظروف وأدعاها إلى اليأس وثبوط الهمة.20

وتعتبر المطالعة وثقافة الطفل علاجاً تربوياً لمشكلات النطق والاضطرابات الحركية والانعزالية الاجتماعية والأنانية والكسل والسلبية والخنوع وسواها، وعلاجاً سلوكيًا لأمراض النفس والعقل والحصار والصعاب والمخاوف المرضية والمعتقدات الخاطئة وغير ذلك. وأجمل هذه الثقافة ما كان الأطفال موضوعها وأبطالها.21

يمارس الأطفال عموماً أنواع من القراءة بحسب الحاجات والدّوافع والرغبات وتحت تأثير الإشهار من أجل :

  • مواصلة التّعلم والدّراسة والرّغبة في النّجاح في الدّراسة والتّفوق فيها؛

  • إشباع الخيال وفضول الاكتشاف والمغامرة (القصص الخيالية والمغامرات)؛

  • البحث عن حل لمشكلات يُواجهها؛

  • الثقافة العامة والمعلومات؛

  • الرّاحة النّفسية والمتعة الروحية؛

  • التطوير الذّاتي.22

4.2. فوائد القراءة للأطفال

تنمي خيال الطفل : قراءة القصص للأطفال قبل النوم تحفز خيالهم الخصب وتساعدهم على التفكير وتخيل القصص في أذهانهم لجعلهم أكثر قدرة على التخيّل والابتكار والتوصل للحلول والتّخمين وتوسيع مداركهم الفكرية.

  • تقوي الطفل لغويا : فالقراءة للأطفال أو جعلهم يقرؤون القصص يساعدهم على التقاط اللغة بشكل صحيح وأسرع وبمهارة أكبر، ويكسبهم مهارات لغوية أكثر من الأطفال الذين لا يستمعون إلى القصص أو لا يقرؤونها.

  • تزيد ثقافة الأطفال : القراءة بشكل عام توسع مدارك الإنسان وتزيد من ثقافته، والقراءة للطفل تحفز لديه منذ الصغر حبه لهذه العادة، ليصير الكتاب رفيق الطفولة الأول له ويستمر حبّه له من المهد إلى اللحد. فنحصل على جيل من القرّاء المثقفين.

  • تزيد الصلة بين القارئ (الوالدين) والطفل : فالقراءة لوقت ثابت يومياً للطفل يرسخ علاقته بالطرف القارئ له، فالقراءة لن تكون متواصلة والطفل بطبعه لحوح بالأسئلة، وهذا الوقت سيكون أجمل الأوقات للطرفين في المستقبل لتذكره، وتتناقل المعرفة عبر السؤال والجواب سيوصل القارئ للطفل الكثير من الحكمة التي سيكون ذات يوم بحاجتها.

  • غرس القيم : للقراءة منذ الصغر التأثير الأكبر على الطفل في معرفة مكارم الأخلاق، فالأخلاق هي الطريق القويم ليبدأ عليها حياته، ولذلك يربي المسلم طفله على قصص الصحابة والأنبياء، التي تظهر بها مكارم الأخلاق الحميدة بشكل جليّ ليتعلم منها كيفية التعامل في الحياة مع الناس وليكون فرداً صالحاً.

  • تنمية قدرتهم على التعبير : لن تجد قارئاً غير قادر على التعبير بأريحية عن كل أفكاره التي تدور في رأسه، فالقراءة خزين من المعاني والكلمات والمفردات والصيغ المنمّقة للتعبير عن مختلف الأفكار، وبالقراءة يحصل الطفل والبالغ بعد ذلك على أفضل النتائج لينتج شخصاً قادراً على التعبير والحوار والإقناع بلغة طلقة صحيحة.23

من الحكم عن القراءة "أفضل لابني أن يقرأ ألف كتاب ويجوع، على أن يأكل في هيلتون ويقرأ دفتر التلفون".

"التعليم المدرسي سيجلب لك وظيفة. أما التعليم الذاتي فسيجلب لك عقلا."

5.2. تشجيع عادة القراءة وحب الكتب لدى الطفل

إنّ القراءة هي مفتاح المعرفة لأنها الطريق الذي يمدنا بالمعلومات عما يحدث في الكون وما يدور في البيئة من وقائع وما وصلت إليه العقول من خبرات وهي إلى جانب ذلك متعة تعين على ملء أوقات الفراغ بنشاط مثمر رشيد. والقراءة إحدى فنون اللغة الأربعة وهي : التحدث والاستماع والكتابة والقراءة، ولاشك أنه لا يوجد بين أغراض التربية غرض أبعد أثراً وأكثر فائدة من توجيه الأطفال إلى الكتب حتى ينشأ بينهم وبين الكتب جو من الصداقة والألفة منذ حداثتهم، ولقد أصبحت القراءة في العصر الحديث الذي وصلنا إليه مع ما صاحبه من تقدم اجتماعي عظيم وتكنولوجي.24 ويقوم الكتاب بدور كبير في تثقيف الطفل، لأنه يحتوي على زاد ثقافي ينمي لديه عادة القراءة والتخيل والاستيعاب، مما يرفع من شأن ثقافته.25

ولذلك وجب أن ندرك أن مهمة المسئولين على تنشئة أبناء وبنات الجيل ليست مقصورة على تعليمهم القراءة، وإنما أهم وأبعد من ذلك أن يتعلّموا حب القراءة وعشق الكتاب، ولبلوغ هذه الغاية يجب العناية بالمكتبة وتيسير الاستفادة منها. والاهتمام بالمكتبة يستوجب حقيقة مهمة هي أن معظم أبنائنا سواء أثناء حياتهم المدرسية أو المهنية لا يحبون القراءة ولا يرغبون في البحث أو الاطلاع وذلك لقلة العناية بغرس عادة القراءة فيهم منذ الصغر وتركيز الاهتمام في المدارس على الكتب المدرسية فقط.

فالكتب المدرسية مهمة وجيدة لكنها مهما ارتدت أثوابًا من التشويق فهي تبقى خاضعة للمناهج التربوية، وأنها مهما حملت من المعارف لا تعطي التلميذ إلاّ الأسس التي يستطيع أن يقيم عليها صرح ثقافته، وأن التلميذ الذي يقتصر على الثقافة المدرسية وحدها، ولا يرفدها بروافد من قراءته الإضافية يبقى ضيق الأفق ضحل المعرفة. كذلك أن الطالب الذي لا يعتاد على القراءة خلال وجوده في المدرسة، ولا يزاولها بعد تخرجه منها لا يلبث أن يرتد إلى الجهالة.26

يضاف إلى ذلك قلّة العناية في البيت بالقراءة فقلما نجد بيتاً يعني بتخصيص ميزانية لتكوين مكتبة منزلية، وقلما نرى والداً أو والدة يخصص وقتاً للقراءة، وفي هذا الوسط يشب الطفل ضيق الأفق، مقطوع الصلة بالكتب، زاهداً في القراءة والاطلاع.

إن تنمية القراءة تعتبر ضرورة على المدرسين وعلى أمناء المكتبات وعلى الوالدين أن يُؤدوها في ظروف حياتنا الحاضرة، فإذا رغبنا أن يقرأ التلاميذ يجب أن نعطيهم الكتب التي تناسب أذواقهم وأعمارهم وميولهم، فيجب أن تتوفر في هذه الكتب المظهر الجذاب، ويجئ بعد الكتاب المناسب الجذاب المكان الجذاب، وإن المكتبة أعظم بكثير من مجرد مجموعة كتب، وتأثيرها الثقافي على الطفل لا يكمن فقط فيما يكتسبه من الكتب من معلومات، بل إن المكتبة يجب أن يكون لها جو عناصره الجمال والسعة والترحاب والهدوء. وبعد تزويد المكتبة بالكتب وبالمكان الذي تقرأ فيه يأتي دور تقديم الكتب للأطفال، وخير طريقة لذلك هي الطريقة غير المباشرة، فأمين المكتبة عليه باستمرار أن يتكلم في دروسه كلها عن الكتب مشيرا إلى شخصيات فيها ومناظر مقتبسة منها ويضعها جميعا في متناول أيدي التلاميذ ويجب أن يصطنع أعذاراً لقراءة قطع قصيرة مثيرة، ويقف حيث يدرك أنه قد استلب إعجاب الفصل ويدع بين أيدي التلاميذ نسخاً من الكتاب حتى يتمكنوا من إكمال القصة لأنفسهم. وهناك إلى جانب ذلك مناقشة الكتب والقراءة الجهرية بمختلف طرقها أو الدرس الجماعي للكتب، وقراءة المدرس لهم قراءة نموذجية، وتخصيص فترات فسيحة كافية للقراءة الصامتة على أن تتقدمها الرعاية الكافية في المكتبة.27فأية مهمة صعبة هي مهمة إعداد الطفل لاكتساب مهارة القراءة وتوظيفها في عملية تثقيفه وتنشئته، وجعل الكتاب قريباً له، حبيباً إلى نفسه.

إن لمكتبات الأطفال دوراً أساسياً في تقديم أسس لبرنامج القراءة والمطالعة الحديثة، فقد توصل المربون إلى وجود علاقة وثيقة بين اكتساب المهارات القرائية والنشاط القرائي. يجب على الأطفال التوصل إلى اكتساب مهارة فن القراءة من خلال المشاركة الدائمة في النشاطات القرائية خاصة بالمدرسة. ويركز برنامج القراءة الحديث على ضرورة تزويد الأطفال بشيء ذي قيمة حتى يقرؤوا، وحتى يتعلموا كيف يقرؤون. وإذا أرادت المكتبة الوفاء بهذا الهدف فإنه لابد من تزويدها بمجموعات كبيرة من كتب الأطفال المشوّقة، التي تشتمل على القصص والكتب الموضوعية التي تغطي آفاقاً واسعة من الاهتمامات وتختلف مستوياتها بحيث تتدرج من السهل إلى الصعب.28

في هذا الإطار تقول (جاكلين كنيدي) زوجة الرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي "ليس من طريقة تتسع بها آفاق وعوالم طفلك مثل تحبيبهم القراءة".29

3. مكتبات المطالعة العمومية في الجزائر

تُعد مكتبات المطالعة العمومية في الجزائر من بين أهم المؤسسات ذات الطابع التعليمي، التثقيفي والترفيهي تهتم بتوفير خدماتها لجميع فئات المستفيدين من بينهم فئة الأطفال محل موضوع دراستنا، وإتاحة الظروف المناسبة للأطفال، ومختلف الخدمات وتخصيص الرصيد الوثائقي الذي يتناسب مع أعمارهم ورغباتهم وميولهم خلال مراحل نموهم، فمكتبات المطالعة العمومية تعد من أهم المؤسسات التي تعمل على تكوين شخصية الطفل وصقل مواهبه وتنمية قدراته وتوجيهها التوجيه الأمثل، من خلال ما تقدمه له من مصادر معلومات تناسب حاجاته ورغباته القرائية وميوله واستعداداته.

1.3. تقديم مكتبة قصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر

تعد مكتبة قصر الثقافة "مفدي زكريا" من بين المكتبات العمومية المحورية في الجزائر، ومنذ نشأتها سنة 1986، تقوم بأداء مهامها للكبار وحتى للأطفال من خلال مكتبتها الصغيرة الخاصة بهذه الشريحة الغضة من المجتمع.

تأسست مكتبة قصر الثقافة "مفدي زكريا" عام 1996 بعدما كانت تابعة للمركز الوطني للدراسات التاريخية (CNEH) التابع لرئاسة الجمهورية سنة 1976 الذي كان مقرها نهج عبد الرحمن لعلى (المدنية) وفي سنة 1984 أصبحت تحت وصاية وزارة الثقافة، أما في سنة 1985 غيرت مقرها والتحقت بقصر الثقافة "مفدي زكريا" التابع لوزارة الثقافة المتواجد في القبة (الجزائر العاصمة)، لكن بقيت المكتبة تابعة إداريا للمركز الوطني للدراسات التاريخية إلى غاية 1 جانفي 1996، حيث أصبحت مستقلة عن المركز وتابعة لقصر الثقافة "مفدي زكريا" بصفة رسمية وإدارية.

كانت مكتبة قصر الثقافة تحتوي على رصيد التاريخ فقط (متخصصة في مجال التاريخ)، وبعد ذلك أخذت المكتبة صبغة أخرى وأصبحت مكتبة عامة تحتوي على كل المجالات خاصة في العلوم الإنسانية والاجتماعية منذ سنة 1996، رغم امتلاكها لرصيد قليل من الكتب المتخصصة في العلوم الدقيقة، كما أن من كتبها القديمة والنادرة ما يخص تاريخ الجزائر، منطقة الشرق الأوسط ودول أخرى، والمكتوبة باللغة الفرنسية.

مكتبة قصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر تحتوي على 200 مقعد والرصيد الوثائقي يشمل حوالي 150 ألف عنوان، تتربع مساحتها على ما يقارب 20130 م²، وهي تقع في الطابق الأرضي للقصر من الجهة اليمنى له المطلة على ساحة قصر الثقافة، فالمكتبة التي تسمى "دائرة الاتصال والسمعي البصري" تحتوي على عدة مصالح تسهر كل مصلحة على أداء مهام معينة وهي على النحو التالي :30

  • مصلحة النشر والتأليف مكتبة الدراسات مخصصة للباحثين والأكاديميين؛

  • مصلحة السمعي البصري مكتبة صوتية للمكفوفين؛

  • مخبر لتعلم اللغات الأجنبية؛

  • قاعة محاضرات تتسع ل 100 مقعد؛

  • مصلحة التوثيق (مكتبة الأطفال كان يا مكان)، الذي يهمّنا ومحلّ دراستنا وتحليل بحثنا.

  • فمكتبة قصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة تقدم مختلف الخدمات مما يعزز من فاعليتها ودورها في المجتمع.

2.3. مصلحة التوثيق (مكتبة الأطفال كان يا مكان)

بدأت الفكرة لإنشاء مكتبة الأطفال بفضل التكوين الخارجي للسيدة المديرة31 لمصلحة التوثيق آنذاك إلى فرنسا، وذلك من خلال الدورات الاستطلاعية للمكتبات الموجودة هناك، بفضلها رسخت الفكرة بإنشاء مكتبة للأطفال والتي تسمى (كان يا مكان) في سنة 1997 وهي أول مكتبة أطفال في الجزائر خصصت كليا لهذه الفئة، كانت في البداية قاعة لمعالجة الكتب. تقع مكتبة الأطفال "كان يا مكان" على الجهة اليسرى من المدخل الرئيسي للمكتبة، حيث تطلّ علينا نوافذها الزجاجية الواسعة من الداخل، ما يمنح الأطفال فسحة للتّأمل والخيال باعتبارهما رديفين لمتعة القراءة، وكذلك لونها الخارجي الأبيض الذي يشبه معظم المباني السكنية في الجزائر العاصمة، التي تقترب من عوالم الأطفال نوعاً ما، وهي كلّها عوامل تعطي بعداً جمالياً يشدّ الناظر إليها. وتفتح أبوابها من يوم الأحد إلى يوم الخميس، تستقبل فئة الأطفال من السنة السادسة إلى السادسة عشر، وهي توفر للأطفال مصادر معلومات عديدة منها تعليمية، تربوية، ثقافية وترفيهية تُعينهم على إتمام بحوثهم والمطالعة، وتحتوي على مواد بعدة لغات كما تتوفر على رصيد متنوع بين كتب الثقافة العامة، القصص والروايات، الموسوعات والمجلات، أشرطة مصورة، كتب وثائقية ؛ تهدف مكتبة الأطفال إلى تنمية قدراتهم على القراءة والمطالعة وتشجيعهم على الإبداع من خلال مختلف البرامج والأنشطة التي تقدمها.

3.3. الرصيد الوثائقي لمكتبة "كان يا مكان"

تشكل مجموعات المواد المطبوعة الركيزة الأساسية للخدمة المكتبية، إذ بدون مجموعة واسعة ومتنوعة من الكتب والدوريات والنشرات، لا يمكن للمكتبة أن تؤدي وظائفها التعليمية والتربوية والتثقيفية، وفي مقدمتها تدعيم البرنامج القرائي للأطفال، وغرس عادة القراءة والاطلاع. يقدر الرصيد الوثائقي لمكتبة الأطفال "كان يا مكان" ب 8595 كتابا، منها 4072 كتابا باللغة العربية و4523 باللغة الأجنبية حسب الجدول التالي :32

الجدول01 : الرصيد الإجمالي للكتب في مكتبة كان يا مكان

الرصيد الوثائقي

عدد الكتب

الكتب باللغة العربية

4072

الكتب باللغة الأجنبية

4523

المجموع

8595

1.3.3. عدد المسجلين في مكتبة الأطفال "كان يا مكان"

الجدول 02 : عدد المسجلين في مكتبة الأطفال من سنة 2012/2013 إلى 2018/2019

الرقم

السنة الدراسية

عدد المسجلين

01

2012/2013

77

02

2013/2014

89

03

2014/2015

44

04

2015/2016

ليس هناك تسجيل

05

2016/2017

10

06

2017/2018

58

07

2018/2019

06

المجموع

284

2.3.3. إمكانيات مكتبة الأطفال (كان يا مكان)

1.2.3.3. الإمكانيات البشرية

الجدول 03 : الإمكانيات البشرية في مكتبة كان يا مكان

العدد

الوظيفة

الرقم

01

مكتبي

01

01

منشط

02

01

مربية أطفال

03

المجموع

03

2.2.3.3. الإمكانيات المادية

تتسع مساحة مكتبة الأطفال كان يا مكان لمفدي زكريا بالجزائر حوالي 225 م²، مقسمة إلى قسمين :

  1. قسم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 6 إلى 12 سنة؛

  2. والقسم الآخر للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم من 12 إلى 16 سنة.

كما تحتوي المكتبة على مكتبين :

  1. المكتب الأول خاص برئيس مصلحة مكتبة الأطفال؛

  2. أما المكتب الثاني خاص بمختلف الأعمال الفنية للمكتبة كالمعالجة وتحضير للورشات والأنشطة الخاصة بالأطفال.

تحتوي مكتبة الأطفال على عدة إمكانيات وذلك حسب الجدول التالي :

الجدول 04 : الإمكانيات المادية لمكتبة كان يا مكان

الوسائل

العدد

الحواسيب

02

مكاتب

06

الكراسي

30 كرسي جهة الأطفال الصغار
22 كرسي جهة المراهقين

الطاولات
طاولة دائرية الشكل

10
01

رفوف خشبية

23

فهارس خشبية

02

فهرس حديدي

01

أجهزة التدفئة والتبريد

13

منزل صغير (Maisonnette)

01

3.3.3. التنظيم الفني

  1. مصادر التزويد : التزويد في المكتبات هو مجموعة إجراءات فنية وإدارية للحصول على أوعية المعلومات عن طريق الشراء والإهداء والتبادل والإيداع كما يغطي أيضا اختيار الأوعية. يتم التزويد في مكتبة كان يا مكان بمختلف المصادر عن طريق: 
    ا) الشراء : وتكون بمختلف الطرق من دور النشر، وراقات بيع الكتب في معارض الكتب خاصة المعرض الدولي للكتاب الذي يقام سنويا في قصر المعارض.
    ب) الإهداء : تتلقى مكتبة الأطفال مختلف المواد عن طريق الإهداء لإنماء رصيدها من دور النشر والمؤلفين ومن المراكز الثقافية.

  2. الفرز : عند استلام الوثائق تقوم مكتبة الأطفال "كان يا مكان" بعملية فرز وتفقد المصادر والمواد التي تم اختيارها وذلك حسب احتياجات ورغبات الأطفال التي تتماشى وفق أعمارهم المناسبة بين المواد الخاصة للصغار والأخرى الخاصة للمراهقين من قصص وثائقية وأشرطة مصورة، وكذا فرز الكتب التي تتناسب مع القيم الأخلاقية الحسنة.

  3. التسجيل والختم : عملية التسجيل تقام على سجلات الجرد، تحتوي مكتبة الأطفال على سجلات دخول الواردات، فهناك سجلان لعملية الجرد، سجل الكتب باللغة العربية والآخر باللغة الأجنبية حسب المعايير والمواصفات الدولية الموضوعة لسجلات الجرد المعمول بها في المكتبات، ويكون الختم في مختلف المواد لتبيان ملكية الوثيقة للمكتبة.

4.3.3. المعالجة الوثائقية

  1. الفهرسة : هي الوصف المادي لمواد المعلومات الموجودة في المكتبة، فهذه الأخيرة تقوم بعملية الفهرسة لمختلف المصادر، كما أن في المكتبة فهارس خشبية موضوعة في متناول الأطفال.

  2. التصنيف : تصنيف المواد الوثائقية في مكتبة الأطفال مفدي زكريا مستنبط من التصنيف العشري لديوي (CDD)، ولتسهيل العملية للأطفال صنفت حسب المواضيع والألوان التالية:
    000 معاجم (أسود)؛
    100 أفكر أتخيل (بني)؛
    200 أصلي – أعبد (أحمر)؛
    300 نعيش معا (برتقالي)؛
    400 أتكلم (أصفر)؛
    500 أتأمل الطبيعة (أخضر)؛
    600 أعالج – أصنع (أزرق)؛
    700 أخترع – ألعب (بنفسجي)؛
    800 أقرأ القصص (رمادي)؛
    900 بلدان – رجال مشهورون قديما (أبيض).

  3. ترتيب المصادر : يكون ترتيب المصادر في مكتبة "كان يا مكان" حسب الرفوف المفتوحة للإتاحة للأطفال إمكانية الوصول الكامل إلى المواد الموجودة على الرفوف، وحيث بإمكان المستفيدين تصفح واختيار المواد الخاصة بهم.

  4. حفظ المعلومات : عملية حفظ المعلومات تؤدي إلى إنشاء الإنتاج الوثائقي الثانوي، كالفهرس الذي هو مفتاح المكتبة. حفظ المعلومات في مكتبة "كان يا مكان" تكون بملء استمارة بيانات الكتب ثم إدخال المعلومات المتوفرة في الكتاب إلى قاعدة نظام البيانات "سينجاب" المقنن لتسيير المكتبات من البرمجيات المتكاملة، وأداة لتسيير المكتبات تسمح بإنشاء قواعد بيانات بيبليوغرافية لمختلف المصادر.

  5. الإعارة : تعد الإعارة من بين العمليات الأساسية في مكتبة الأطفال، فهي الهدف الأول من وجود المكتبة، حيث أنّ قراءة الكتب هي سبب وجود المكتبة من أجل مسايرة العملية التعليمية والتثقيفية، يوجد في مكتبة "كان يا مكان" نظام خاص بإعارة المواد للأطفال.

4. البرامج والأنشطة الثقافية لمكتبة الأطفال (كان يا مكان)

إن مختلف البرامج والنشاطات الثقافية والممارسات الفكرية المتنوعة الموجدة في مكتبة "كان يا مكان" المقدمة لفئة الأطفال تعمل على تنمية تفكيرهم وتزويدهم بالمعارف والمعلومات من خلال استقطابهم وتشويقهم لزيارة المكتبة وغرس عادة القراءة والمطالعة لديهم وتنمية ميولاتهم ورغباتهم القرائية، وهذه الأنشطة هي عبارة عن خدمات تكميلية للخدمة المكتبية تهدف إلى فتح آفاق جديدة للطفل. فمن خلال دراسة واقع الأنشطة والبرامج المقدمة في مكتبة الأطفال (كان يا مكان) تبين أنها تشكل جزءاً كبيراً من أهداف المكتبة ورسالتها، وأنها من أكبر الأسباب التي تجعل الأطفال يقبلون على المكتبة خاصة في فترات العطل المدرسية، حيث تنظم مكتبة الأطفال عدة ورشات في مجالات عديدة ومتنوعة سواء كانت تعليمية، قرائية وبعضها ورشات ألعاب تثقيفية تربوية والبعض الآخر أعمال فنية ومعارض ورحلات حتى تلاءم جميع الأذواق والميولات، نذكرها فيما يلي :

  1. القراءة  يعد فضاء الطفل بمكتبات المطالعة من أهم الفضاءات بالمكتبة لما له من أهمية في بناء ثقافة الطفل وتنميتها، فهو نقطة الانطلاق التي من خلالها يمكن بناء الطفل ثقافياً وتربوياً، ما يجعله أهم الأعمدة في بناء صرح المعرفة، ففيه يتعلم الطفل معنى المكتبة وأهمية الكتاب بمختلف أشكاله، وطرق تنظيم المعرفة واستخدام أدوات البحث، وبداية حب القراءة والإطلاع، فلم يبقى هذا الفضاء مجرد مخزن لحفظ الكتب، وإنما أداة تهدف إلى غرس وتنمية روح القراءة وحب المطالعة من خلال توفير الجو الملائم والمصادر المتنوعة، والتي تعينهم في صقل شخصياتهم وتحسين أساليبهم الفنية، وفي التعرف على كل ما هو جديد، كما تهدف إلى تنمية قدرات واستعدادات الطفل للتعلم المستمر وإشباع ميولاته وتزويده بالقدر الضروري من القيم والسلوكيات والمعارف والمهارات العلمية والمهنية. كما تساهم في تنمية مخيلة الطفل وروح التشاطر والمسؤولية لديه، وتضجعه على الاستقلالية في البحث ليغدو في المستقبل فرداً مثقفاً معرفياً، ولقد عرّفته الجمعية الأمريكية للمكتبات (ALA) بأنه "ذلك الفرد القادر على معرفة متى تبرز الحاجة إلى المعلومات، وكذا القدرة على إيجاد المعلومات المناسبة مع تقييمها واستعمالها بفعالية ونجاعة فهو الشخص الذي تعلم كيف يتعلم وهو يعرف مفهوم التعلم لأنه يعرف كيف ينظم المعرفة، فلقد تم تحضيره للتعلم طيلة الحياة".33

  2. سرد القصص :تتميز مكتبات الأطفال عن المكتبات الأخرى في النشاطات الموجودة بها، بما يخص سرد القصص أو ساعة القصة أو ما يعرف برواية القصة. ويعتمد في تنفيذها على سرد قصة مختارة بعناية، وبصوت معبّر على الأطفال34 ويعتمد في تنفيذها على شخصية جذّابة ومرحة تروي القصة بصورة معبّرة للأطفال تثري معلوماتهم، وتزيد شهيتهم للحديث والحوار من خلال المناقشات التي تدور بعد القصة، وبها يستطيع الطفل أن يعبر عن رأيه بكل جرأة ويكسب القدرة على الاتصال الجيد. في مكتبة الأطفال "كان يا مكان" يتم جمع مجموعة من الأطفال حول راوية تحكي عليهم أروع القصص والروايات الموجودة بالمكتبة، فجلسات قص القصص من الأنشطة التي تنظمها المكتبة للأطفال، حيث إن وقت القص هو الوقت الذي يركز فيه الأطفال انتباههم ويظلون ساكنين بشكل معقول.
    يهدف هذا النشاط إلى إثارة حب القراءة لدى الأطفال، واكتشافهم لعالم الكتب، وقد تنوعت طرق عرض قصص الأطفال ويمكن إجمالها فيما يلي: 
    - سرد القصة من خلال كتاب بصور ملوّنة؛
    - سرد القصة باستخدام الوسائل الإلكترونية كالحاسوب؛
    - السّرد من خلال مسرح الدمى؛
    - السّرد من خلال الرسم؛
    - السّرد باستخدام المجسمات والأشكال التي تخدم عناصر القصة.
    هذا الفضاء من أهم النشاطات التي تنمي روح المطالعة، لأن الأطفال يتمتعون بخيال خصب فالقصة هي وقودهم لشحن هذه المواهب.

  3. معارض الكتب الخاصة بالأطفال : يعد المعرض وسيلة من الوسائل الهامة للتوجيه القرائي واجتذاب الأطفال للمكتبة وهذا من خلال اختيار مجموعة قيّمة من كتب الأطفال وعرضها عليهم، والمعارض في مكتبة الأطفال "كان يا مكان" تكون حسب المناسبات الدينية والأعياد الوطنية والاحتفالات، بواسطة عرض الكتب بطريقة جذابة باختيار مجموعة من الكتب المنتقاة التي تشوق الأطفال لقراءتها، بعرض الأغلفة الأمامية وعمل إعلان زاهي اللون يجذب الانتباه مع تغيير المعروضات من حين لآخر، وتكون العروض لمواكبة الجديد والتنوع. كما قامت المكتبة بالمشاركة في العديد من المعارض مثلا معرض الكتب في منطقة سابلات (Sablette) المطلة على البحر بالجزائر العاصمة.

  4. زيارة المكتبات والمتاحف : تقدم مكتبة الأطفال "كان يا مكان" نشاطات مبرمجة خارج أسوار المكتبة، وهي عبارة عن رحلات بيداغوجية تنظمها المكتبة لزيارة المكتبات الأخرى المجاورة لها كمكتبات المدارس المحيطة بها، والهدف من هذه الزيارات هو تحفيز الأطفال على القراءة والمطالعة، كما قامت المكتبة ببرمجة مختلف الزيارات للأطفال إلى المتاحف منها : متحف الشهيد، المتحف المركزي للجيش الموجود بمقام الشهيد ومتحف حصن 23 بساحة الشهداء بالجزائر العاصمة، كما يقوم باصطحاب الأطفال أخصائي المكتبات يأخذ على عاتقه توضيح ما يتعلق بمكتبة الطفل، وملاحظة اهتماماتهم والتعرف على مواهبهم وميولاتهم الفنية، وتعمل هذه النشاطات على تنمية روح الاعتزاز بالتاريخ الوطني.

  5. ورشات الرسم والتلوين : الرسم هو لغة الأطفال التي من خلالها يعبرون عن أحاسيسهم وأفكارهم وله أثر بالغ على كتاب الطفل، لهذا تنظم مكتبة الأطفال "كان يا مكان" ورشات للرسم باعتباره أداة تواصل مهمة للحوار مع الأطفال، لتعليمهم مبادئ الرسم والتلوين وتنميتها، وتمكينهم من تعلم وممارسة مختلف تقنيات الرسم والتلوين، كما يساعد هذا النشاط على تنمية خيال الطفل.

  6. الكتابة : تظهر أهمية الكتابة في أنها إحدى أسرع الطرق التي يستطيع أن يتعلم بها الطفل القراءة حيث يواجه عدد كبير من الأطفال صعوبة في تعلم الكتابة، لذا، تظهر الأهمية في تشجيع الطفل على تعلمها قبل التحاقه بالمدرسة. تقوم مكتبة الأطفال "كان يا مكان" بأنشطة تعليم الكتابة للأطفال بمختلف الطرق والأنشطة المشجعة على تعلّمها.

  7. تنظيم المسابقات والألعاب : للمسابقات أهمية بالغة في مكتبات الأطفال، وتتعدد أشكالها وأنواعها حتى يختار الأطفال منها ما يوافق ميولهم واستعداداتهم وقدراتهم، وبهذا تنظم مكتبة "كان يا مكان" مسابقات ثقافية وفنية في مختلف الأنشطة والورشات، وتعتمد المسابقات والألعاب على إمكانات المكتبة ومدى توافر العنصر البشري المؤهل والمتخصص في مثل هذه الفعاليات والأنشطة. فتبرز مواهبهم ومهاراتهم، فمنها مسابقات القراءة الحرة التي تعتمد على القراءة والتلخيص ونقد الكتب، ومنها مسابقات البحوث والمقالات في أي موضوع من المواضيع التي تهم الأطفال. والغرض من هذه الأنشطة هو :
    غرس عادة القراءة والإطلاع لدى الطفل؛
    - استخدام مصادر المعلومات المتوافرة بالمكتبة استخداماً وظيفيّاً للحصول على المعلومات من مصادر متعددة؛
    - إثراء معلومات الأطفال وتزويدهم بالمهارات المكتبية التي تيسّر لهم الاستخدام المثمر للمكتبة ومجموعاتها لتأصيل عادة البحث الفردي؛
    - توعية الأطفال بالنواحي الدينية والاجتماعية والاقتصادية والأحداث الجارية والقضايا المعاصرة؛
    - إثارة روح التنافس الشريف بين الأطفال؛
    - ترشيد قراءات الأطفال وتوجيههم نحو القراءات الواعية.35

  8. الإذاعة والتلفزيون : تعد الأجهزة السمعية البصرية وسائل جيدة لتقديم أدب الطفل لما لها من قدرات وآليات فنية في عرض محتوى أدب الطفل، كما أنها تستخدم أكثر من حاسة في نقل المعلومات إلى الطفل، حيث ساهمت الأجهزة السمعية البصرية في مكتبة "كان يا مكان" بإعداد مختلف البرامج التربوية والثقافية والترفيهية للأطفال لاحتوائها على مواد مشوّقة ومناسبة لمراحل النمو، حيث يمكّنه من تنمية لغته، ويرقق وجدانه، ويمده بالمعلومات ويشكل شخصيته على نحو جديد وبنّاء.36

  9. المسرح : تقوم مكتبة "كان يا مكان" بعرض مسرحيات للأطفال. حيث يعد من الأشكال الأدبية التي يحبها الأطفال فيميلون عادة إلى الإفصاح عن أفكارهم والتعبير عن مشاعرهم، بالتمثيل عن طريق الإيماء والشعر، كما نشاهد في وقتنا الحالي كثرة هذا النوع من الفنون إذ نجد في المسارح تعرض كل نهاية أسبوع مسرحيات للأطفال يكون بطولة المسرحية الأطفال ومضمونها يكون سواء على : الطليعة أو المدرسة ... الخ كما تقام مسابقات لأحسن مسرحية بين المدارس ما يخلق في الأطفال الرغبة في المشاركة وتمثيل الأدوار المختلفة : الكوميدية، الفكاهية ... الخ.

  10. عليم اللغات الأجنبية : تقوم مكتبة الأطفال كان يا مكان بتعليم اللغة الفرنسية والإنجليزية بطريقـــة طريفــة كتعلم القصص والأغاني.37
    تساهم جميع هذه النشاطات الثقافية والفكرية المتنوعة في تنمية مواهب الأطفال من خلال الممارسة داخل القاعات المخصصة لها في المكتبة وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن أحاسيسهم وانفعالاتهم فضلا عن إسهامها في بلورة الحس الفني والذوق الجمالي والأدبي على أن تتوافر مستلزمات هذه النشاطات في مكتبة الطفل كأدوات الرسم والتلوين، كذلك ورشات لصناعة مختلف الأعمال اليدوية لصقل المواهب وتنمية الفكر وروح الابتكار والإبداع والتخيل لدى الأطفال إلى جانب تنمية الميول والمهارات الفنية لديهم.
    وكمثال على مختلف النشاطات الميدانية سطر قصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة برنامجا ثريا للأطفال بمناسبة العطلة الشتوية للسنة الدراسية 2019-2020. وهي كالتالي :
    - بُرمج عرض فني متنوع لألعاب الخفة والمهرج من تنشيط فرقة البسمة بتيبازة؛
    - كما بُرمجت الطبعة الثانية لأولمبياد العلوم تحت شعار "توطين ثقافة العلم"؛
    - تنشط فرقة أشبال عين البنيان عرضاً ترفيهياً متنوعاً لألعاب الخفة والعرائس والمهرج؛
    - تنشط الحكواتية (محايلية نعيمة) أمسية ترفيهية مع مجموعة من المهرجين؛
    - عرض مسرحية "مدينة النانو" للمسرح الجهوي بالعلمة.

الخاتمة

حاولنا من خلال معالجتنا لهذا البحث التّعرف على دور وأهمية القراءة والمطالعة في مكتبة الأطفال "كان يا مكان" بقصر الثقافة مفدي زكريا في الجزائر -أنموذجا-.

(الأديب عبد التواب يوسف) له عبارة سارت مجرى المثل : "أمّة اقرأ..لا تقرأ".38 ولنعلم أن أمّة لا تقرأ أمّة لا ترتقي. كما يقول أحد الحكماء (إنّ القراءة نزهة في عقول الرجال)، من هذا المنطلق يشتد القول بأنّ الأمّة لا تعرف ماضيها إلاّ بحاضر أبنائها، حيث يبقى التحصيل بالقراءة مقيد باستشراف المستقبل. فالقراءة والتّقدم أمران متلازمان باعتبار أن كلّ أمّة تقرأ فهي أمّة ترقى وتتقدم، على أنّ ذلك يبقى رهيناً باختياراتنا وهدفنا.

لا شك أن عادة القراءة تنمي حواس الإنسان جميعاً، وتعمل على إيقاظ فكره، وتحفز تطلعاته إلى ما هو أعمق، وتلك خاصية إنسانية، لو تجرد منها الإنسان أو تخففت فإن ذلك سيكون على حساب ملكاته الأصيلة والأصليّة معاً.

أصبحت القراءة من أمهات العلوم، فلا أدب ولا علم ولا فن ولا معرفة بدونها، إن القراءة والمطالعة عند فئة الأطفال كان ولا يزال من المواضيع في غاية الأهمية، لما له من دور فعّال في تنمية الثقافة في المجتمع، كما أن لمكتبة الأطفال دور مهم كونها تمثل مظهراً حضارياً باعتبارها تقدم خدماتها للأطفال من خلال مختلف الفضاءات المخصصة لهم.

إن حياة الطفل عالم خاص ومتميز عن عالم الكبار، إذ يجب الاهتمام به وتوجيهه وجهة تربوية ونفسية واجتماعية سليمة عن طريق توفير الخدمات اللاّزمة له لإشباع حاجاته وميولاته ورغباته. وأضف إلى ذلك أنّ الطفولة إذا ما أُحسن استغلالها أحسن استغلال فسوف تكون ثروة وطنية مهمة.39

يحرص رجال التربية على إكساب المتعلم مهارة القراءة منذ صباه، حتى تصبح عادة لا يستطيع الإقلاع عنها، بداية بالأسرة والروضة لأنهما عاملان يمهّدان لدور المدرسة ويعزّزانه، حتى نصل بالمتعلّم من متعلّم يحسن القراءة إلى متعلّم يحسن التفكير.40

على الرغم من أهمية القراءة في مراحل التعليم المختلفة لتحقيق الأهداف التعليمية والتربوية من ناحية، ولتكوين الجيل القارئ المثقف الذي يلجأ للكتب والقراءة للثقافة والمعرفة، والتّزود بكل جديد منها من ناحية أخرى، إلا أن الاهتمام بها يكاد يكون معدوما، مما يشكل ظاهرة سلبية تؤثر على مردود التعليم وفعاليته، وعلى قدرة التلاميذ والطلاب على الاستمرار في التعليم، وتؤثر بالتالي على مستوى خريجي الجامعات والمعاهد العليا الذين يكوّنون المجتمع العلمي والثقافي والمعرفي في المستقبل.

توفر مكتبة الأطفال "كان يا مكان" بقصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة المصادر التعليمية والثقافية والترفيهية، وهي تضم مواد بعدة لغات وتشمل موضوعات كثيرة، كذلك تعلم كيفية البحث في المكتبة.

تهدف مكتبة الطفل في المقام الأول إلى تنمية قدرات الأطفال على القراءة والبحث، وتشجيعهم على الإبداع من خلال مختلف برامج المكتبة وأنشطتها حيث يقدم العاملون بالمكتبة العديد من الأنشطة للأطفال لتشجيعهم على حب القراءة باستخدام أساليب مختلفة.

في هذا الإطار يقول (الكاتب عبد الكريم بكار) عن القراءة "أثبتت الدراسات أن معظم المبدعين كانوا في صغرهم قرّاء ممتازين".41

في الفترة الراهنة يجب الاهتمام بفئة الأطفال لأهميتها في بناء المجتمع، وأهمية الثقافة في بناء الطفل الواعي الذي يتحمل المسؤولية، مع مراعاة ما يلي :

  • أن يشمل الاهتمام بفئة الأطفال جميع القطاعات؛

  • وضع سياسة واضحة ومكتوبة لتنمية ثقافة المقروئية لدى الأطفال؛

  • وضع خطة إستراتيجية للمدى القريب عن كيفية تطوير القراءة والمطالعة لفئة الأطفال، بعدها للمدى البعيد لتشمل كافة شرائح المجتمع؛

  • أن يشمل الاهتمام كافة المناطق، ولا يتوقف على منطقة واحدة، بالإعلان والإشهار عن نفسها في المجتمع، والتعريف بخدماتها وأنشطتها عن طريق وسائل الاتصال المختلفة؛

  • تنظيم دورات تدريبية للأطفال على طرق استعمال المكتبة ومختلف الأنشطة والخدمات المتوفرة بها من أجل دعمهم على القراءة والمطالعة؛

  • أن يكون هناك مخطط مدروس لكافة النشاطات الثقافية وزيادة تفعيلها خاصة التي لها علاقة بالقراءة والمطالعة؛

  • دعم الإمكانات المادية للبرامج والنشاطات خاصة منها اليدوية بزيادة الوسائط المتعددة؛

  • الاعتناء بالمؤسسات المسؤولة عن فئة الأطفال ودعمها، مثل المدارس والجمعيات ومراكز الشباب والمكتبات العامة والمدرسية خاصة مكتبات الأطفال بتمديد ساعات العمل اليومي خاصة في الفترة المسائية كذلك في أيام العطل يوم السبت مثلا؛

  • القيام بدورات بالمدارس من أجل استقطاب الأطفال إلى المكتبة من خلال عملية تشجيع الأساتذة بتوعية الأطفال للالتحاق بالمكتبة والاستفادة من خدماتها؛

  • ضرورة التعاون والتنسيق مع المكتبات المدرسية والتعرف على البرنامج الدراسي بإعادة حصة القراءة والمطالعة في المقررات الدراسية؛

  • مراجعة المناهج الدراسية وفق متطلبات التربية التعليمية الحديثة في المدرسة بتنمية المهارات وإعطاء طرق جديدة للتفكير، إتاحة للأطفال العلم والدراسة والقراءة الحرة تجعله يكتشف المزيد من المعلومات والحقائق؛

  • في الآونة الأخيرة هناك ظاهرة الدروس الخصوصية التي تؤرق حياة التلميذ مع وجود كثافة في المقررات الدراسية، فالتلميذ ليس لديه الوقت الكافي حتى بمراجعة دروسه والقيام بواجباته ولا حتى لممارسة مختلف الأنشطة ناهيك عن القراءة والمطالعة؛

  • تقليل الاستخدام المفرط للوسائل التكنولوجيا الحديثة للأطفال خاصة اللوحات الرقمية، الهاتف المحمول...الخ، مع تقليص النظر إلى الوسائل الإعلامية المتعددة والجذابة؛

  • دعم الإمكانيات البشرية بتوفير المؤطرين والمنشطين في مكتبة الأطفال، فإن نجاحها أو فشلها يكون حسب كفاءة الأخصائي الذي يقوم على تشغيلها وإدارتها لتلبية احتياجات الأطفال؛

  • الاهتمام بأدب الأطفال من كتب وأنشطة وورشات تساهم في الارتقاء والنمو؛

  • تشجيع الأطفال على ممارسة الأعمال الإبداعية وتقديم الإمكانات اللازمة لهم؛

  • تقديم هدايا من طرف المكتبة للأطفال بكل سرور وبهجة على أمل العودة مرة أخرى والاستفادة أكثر؛

  • إيجاد حل لوسائل النقل، هناك نقص في وسائل النقل المؤدية إلى قصر الثقافة مفدي زكريا، بالإضافة إلى مشكل النقل الحاصل بسبب تعطل المصعد الهوائي من حين لآخر الرابط بين حي بلوزداد (الحامة) وقصر الثقافة والذي يطول إصلاحه، والذي كان بمثابة الرابط بين المكتبة الوطنية ومكتبة قصر الثقافة.

1 عبد الهادي، محمد فتحي؛ دياب، حامد الشافعي؛ عبد الشافي، حسن محمد. مكتبات الأطفال. –الإسكندرية: مكتبة غريب، 1988. ص. 153.

2 العبدلي، ساجد. اقرأ: دليل مختصر لكيفية جعل القراءة جزءاً من حياتك وماهي مجموعات القراءة، وفوائدها. – دبي: دار مدارك للنشر، 2011. ص. .113

3 حكم و أقوال عن القراءة: 179 مقولة عن القراءة زيارة يوم 24/02/2020 متاح على الخط https://frama.link/waqaqEAT

4 عبد الهادي، محمد فتحي؛ دياب، حامد الشافعي؛ عبد الشافي، حسن محمد. مكتبات الأطفال. المرجع السابق ص. 14

5 نفس المرجع ص. 15

6 حمدي، حسام. دور مكتبة الطفل في تنمية إبداع الطفل. –القاهرة: مؤسسة طيبة، 2009. ص. 103

7 عبد الهادي، محمد فتحي؛ دياب، حامد الشافعي؛ عبد الشافي، حسن محمد. مكتبات الأطفال. المرجع السابق ص. 17

8 بوعناقة، سعاد.فضاءات القراءة المتاحة للطفل الجزائري. ع. 38 جويلية 2015 زيارة يوم 23-08-2019 متاح على الخط: https://frama.link/bg-QVaQR

9 عبد الشافي، حسن محمد. دراسات في المكتبات المدرسية. –القاهرة: دار الكتاب المصري، 1990. ص. 33

10 البقاعي، إيمان. مكتبات الأطفال. –دمشق: دار علاء الدين، 2008. ص. 35

11 رشاد، حسن. الكتاب والمكتبة والقارئ.- القاهرة: دار المعارف، 1977.ص. 4

12 عبد الشافي، حسن محمد. دراسات في المكتبات المدرسية. نفس المرجع السابق. ص. 42

13 يونس، فتحي علي؛ الناقة، محمود كامل؛ مدكور، علي أحمد. أساسيات تعليم اللغة العربية والتربية الدينية. – القاهرة: دار الثقافة، 1981. ص. 161

14 خليفة، شعبان. التربية المكتبية لتلاميذ المدرسة الابتدائية.-القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1996. ص. 37

15 عبد الشافي، حسن محمد. دراسات في المكتبات المدرسية. نفس المرجع السابق. ص. 33

16 عبد الهادي، محمد فتحي؛ دياب، حامد الشافعي؛ عبد الشافي، حسن محمد. مكتبات الأطفال. المرجع السابق. ص. 154

17 إبراهيم ويح، محمد عبد الرزاق. ثقافة الطفل. –عمان: دار الفكر، 2004. ص. 368

18 المركز الوطني للوثائق التربوية. سلسلة من قضايا التربية:المطالعة في الوسط المدرسي. الملف 25. ص. 15

19 عبد الهادي، محمد فتحي؛ دياب، حامد الشافعي؛ عبد الشافي، حسن محمد. مكتبات الأطفال. المرجع السابق. ص. 153

20 فارجو، لوسيل ف. المكتبة المدرسية. القاهرة: دار المعرفة، 1970.ص. 55

21 بوعناقة، سعاد. فضاءات القراءة المتاحة للطفل الجزائري. نفس المرجع السابق

22 غالب، قدور. إشكالية القراءة والمطالعة لدى الطفل. الملتقى الوطني بالأغواط. تيسمسيلت، مارس 2013. ص.1 .

23 عبد الباسط النقيب، نصر الدين بابكر. واقع القراءة في المجتمع العربي وكبفبة اكتساب مهاراتها لمواجهة المستقبل الرقمي: دراسة حالة مجتمع دولة الامارات

24 أبوزيد السيد، أحمد البدوي. المكتبة والكتاب في خدمة الطفل. –القاهرة:الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، 1997. ص. 49 .

25 الشريف، محمد موسى. الطرق الجامعة للقراءة النافعة. –القاهرة: دار الفرقان للترجمة والتوزيع، 2007. ص. 54 .

26 الشريف، محمد موسى. الطرق الجامعة للقراءة النافعة. نفس المرجع السابق. ص.59 .

27 أبوزيد السيد، أحمد البدوي. المكتبة والكتاب في خدمة الطفل. نفس المرجع السابق. ص. 50

28 عبد الشافي، حسن محمد. دراسات في المكتبات المدرسية. نفس المرجع السابق. ص. 37

29 العبدلي، ساجد. اقرأ. نفس المرجع السابق. ص. 107

30 قصر الثقافة مفدي زكريا. زيارة يوم 22-09-2019 على الخط http://palaisdelaculture.dz/category/bibliotheque/

31 مديرة مصلحة التوثيق لقصر الثقافة السيدة نقاز زهية رحمها الله.

32 مقابلة مع رئيسة مصلحة مكتبة الأطفال كان يا مكان يوم: 06 اكتوبر 2019 على الساعة 11

33 تيتيلة، سارة؛ تيتيلة، لمياء. فضاء الطفل بمكتبات المطالعة العمومية ودوره في تعزيز الأمن الأسري: بين الواقع والتطلعات في: مجلة دراسات في علوم الإنسان

34 حلاوة، محمد السيد. الأنشطة في مكتبات ومتاحف الأطفال -القاهرة: دار المعرفة، 2011. ص. 210

35 المرجع نفسه ص. 104-105

36 حنورة، أحمد حسن. أدب الأطفال. –الكويت: مكتبة الفلاح للنشر، 1989. ص.154.

37 بوعناقة، سعاد. فضاءات القراءة المتاحة للطفل الجزائري. نفس المصدر السابق

38 عبد الشافي، حسن محمد. دراسات في المكتبات المدرسية. نفس المرجع السابق. ص. 32

39 سالم، رائدة خليل. مكتبات الأطفال. –عمان: مكتبة المجتمع العربي، 2006. ص. 30

40 الصديق، صابري بوبكر. نشاط المطالعة في المدرسة الجزائرية توظيف للغة وآلية لاكتسابها في: الممارسات اللغوية. ع.5؛ رقم 30. 2014. ص. 140

41 حكم وأقوال عن القراءة نفس المرجع السابق

-أبوزيد السيد، أحمد البدوي. المكتبة والكتاب في خدمة الطفل. –القاهرة :الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، 1997.

-إبراهيم ويح، محمد عبد الرزاق. ثقافة الطفل. –عمان : دار الفكر، 2004.

-البقاعي، إيمان. مكتبات الأطفال. –دمشق : دار علاء الدين، 2008.

-حلاوة، محمد السيد. الأنشطة في مكتبات ومتاحف الأطفال -القاهرة : دار المعرفة، 2011.

-حمدي، حسام. دور مكتبة الطفل في تنمية إبداع الطفل. -القاهرة : مؤسسة طيبة، 2009.

-حنورة، أحمد حسن. أدب الأطفال. -الكويت : مكتبة الفلاح للنشر، 1989.

-خليفة، شعبان. التربية المكتبية لتلاميذ المدرسة الابتدائية.-القاهرة : الدار المصرية اللبنانية، 1996.

-رشاد، حسن. الكتاب والمكتبة والقارئ.- القاهرة : دار المعارف، 1977.

-سالم، رائدة خليل. مكتبات الأطفال. –عمان : مكتبة المجتمع العربي، 2006.

- الشريف، محمد موسى. الطرق الجامعة للقراءة النافعة. –القاهرة : دار الفرقان للترجمة والتوزيع، 2007.

-عبد الشافي، حسن محمد. دراسات في المكتبات المدرسية. –القاهرة : دار الكتاب المصري، 1990.

-عبد الهادي، محمد فتحي؛ دياب، حامد الشافعي؛ عبد الشافي، حسن محمد. مكتبات الأطفال. –الإسكندرية : مكتبة غريب، 1988.

- العبدلي، ساجد. اقرأ : دليل مختصر لكيفية جعل القراءة جزءاً من حياتك وماهي مجموعات القراءة، وفوائدها. – دبي : دار مدارك للنشر، 2011.

-فارجو، لوسيل ف. المكتبة المدرسية. القاهرة : دار المعرفة، 1970.

-يونس، فتحي علي؛ الناقة، محمود كامل؛ مدكور، علي أحمد. أساسيات تعليم اللغة العربية والتربية الدينية. – القاهرة : دار الثقافة، 1981.

الدوريات

-تيتيلة، سارة؛ تيتيلة، لمياء. فضاء الطفل بمكتبات المطالعة العمومية ودوره في تعزيز الأمن الأسري : بين الواقع والتطلعات في : مجلة دراسات في علوم الإنسان والمجتمع مج. 02 ع. 01 مارس 2019.

-الصديق، صابري بوبكر. نشاط المطالعة في المدرسة الجزائرية توظيف للغة وآلية لاكتسابها في : الممارسات اللغوية. ع.5؛ رقم 30. 2014.

-غالب، قدور. إشكالية القراءة والمطالعة لدى الطفل. الملتقى الوطني بالأغواط. تيسمسيلت، مارس 2013.

-المركز الوطني للوثائق التربوية. سلسلة من قضايا التربية : المطالعة في الوسط المدرسي. الملف 25.

مواقع الأنترنت

-بوعناقة، سعاد. فضاءات القراءة المتاحة للطفل الجزائري. ع. 38 جويلية 2015 زيارة يوم 23-08-2019 متاح على الخط :

http://www.journal.cybrarians.org/index.php?option=com_content&view=article&id=693:souad&catid=275:researches&Itemid=101

-حكم و أقوال عن القراءة : 179 مقولة عن القراءة زيارة يوم 24/02/2020 متاح على الخطhttps://frama.link/JrbZFD8j

-عبد الباسط النقيب، نصر الدين بابكر. واقع القراءة في المجتمع العربي وكيفية اكتساب مهاراتها لمواجهة المستقبل الرقمي : دراسة حالة مجتمع دولة الامارات العربية المتحدة. ع. 47 سبتمبر 2017. زيارة يوم 22-08-2019 على الخط : https://frama.link/9z7EbwfD

-قصر الثقافة مفدي زكريا. زيارة يوم 22-09-2019 http://palaisdelaculture.dz/category/bibliotheque/

1 عبد الهادي، محمد فتحي؛ دياب، حامد الشافعي؛ عبد الشافي، حسن محمد. مكتبات الأطفال. –الإسكندرية: مكتبة غريب، 1988. ص. 153.

2 العبدلي، ساجد. اقرأ: دليل مختصر لكيفية جعل القراءة جزءاً من حياتك وماهي مجموعات القراءة، وفوائدها. – دبي: دار مدارك للنشر، 2011. ص. .113

3 حكم و أقوال عن القراءة: 179 مقولة عن القراءة زيارة يوم 24/02/2020 متاح على الخط https://frama.link/waqaqEAT

4 عبد الهادي، محمد فتحي؛ دياب، حامد الشافعي؛ عبد الشافي، حسن محمد. مكتبات الأطفال. المرجع السابق ص. 14

5 نفس المرجع ص. 15

6 حمدي، حسام. دور مكتبة الطفل في تنمية إبداع الطفل. –القاهرة: مؤسسة طيبة، 2009. ص. 103

7 عبد الهادي، محمد فتحي؛ دياب، حامد الشافعي؛ عبد الشافي، حسن محمد. مكتبات الأطفال. المرجع السابق ص. 17

8 بوعناقة، سعاد. فضاءات القراءة المتاحة للطفل الجزائري. ع. 38 جويلية 2015 زيارة يوم 23-08-2019 متاح على الخط: https://frama.link/bg-QVaQR

9 عبد الشافي، حسن محمد. دراسات في المكتبات المدرسية. –القاهرة: دار الكتاب المصري، 1990. ص. 33

10 البقاعي، إيمان. مكتبات الأطفال. –دمشق: دار علاء الدين، 2008. ص. 35

11 رشاد، حسن. الكتاب والمكتبة والقارئ.- القاهرة: دار المعارف، 1977.ص. 4

12 عبد الشافي، حسن محمد. دراسات في المكتبات المدرسية. نفس المرجع السابق. ص. 42

13 يونس، فتحي علي؛ الناقة، محمود كامل؛ مدكور، علي أحمد. أساسيات تعليم اللغة العربية والتربية الدينية. – القاهرة: دار الثقافة، 1981. ص. 161

14 خليفة، شعبان. التربية المكتبية لتلاميذ المدرسة الابتدائية.-القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1996. ص. 37

15 عبد الشافي، حسن محمد. دراسات في المكتبات المدرسية. نفس المرجع السابق. ص. 33

16 عبد الهادي، محمد فتحي؛ دياب، حامد الشافعي؛ عبد الشافي، حسن محمد. مكتبات الأطفال. المرجع السابق. ص. 154

17 إبراهيم ويح، محمد عبد الرزاق. ثقافة الطفل. –عمان: دار الفكر، 2004. ص. 368

18 المركز الوطني للوثائق التربوية. سلسلة من قضايا التربية: المطالعة في الوسط المدرسي. الملف 25. ص. 15

19 عبد الهادي، محمد فتحي؛ دياب، حامد الشافعي؛ عبد الشافي، حسن محمد. مكتبات الأطفال. المرجع السابق. ص. 153

20 فارجو، لوسيل ف. المكتبة المدرسية. القاهرة: دار المعرفة، 1970.ص. 55

21 بوعناقة، سعاد. فضاءات القراءة المتاحة للطفل الجزائري. نفس المرجع السابق

22 غالب، قدور. إشكالية القراءة والمطالعة لدى الطفل. الملتقى الوطني بالأغواط. تيسمسيلت، مارس 2013. ص.1 .

23 عبد الباسط النقيب، نصر الدين بابكر. واقع القراءة في المجتمع العربي وكبفبة اكتساب مهاراتها لمواجهة المستقبل الرقمي: دراسة حالة مجتمع دولة الامارات العربية المتحدة. ع. 47 سبتمبر 2017. زيارة يوم 22-08-2019 على الخط: https://frama.link/9z7EbwfD

24 أبوزيد السيد، أحمد البدوي. المكتبة والكتاب في خدمة الطفل. –القاهرة:الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، 1997. ص. 49 .

25 الشريف، محمد موسى. الطرق الجامعة للقراءة النافعة. –القاهرة: دار الفرقان للترجمة والتوزيع، 2007. ص. 54 .

26 الشريف، محمد موسى. الطرق الجامعة للقراءة النافعة. نفس المرجع السابق. ص. 59 .

27 أبوزيد السيد، أحمد البدوي. المكتبة والكتاب في خدمة الطفل. نفس المرجع السابق. ص. 50

28 عبد الشافي، حسن محمد. دراسات في المكتبات المدرسية. نفس المرجع السابق. ص. 37

29 العبدلي، ساجد. اقرأ. نفس المرجع السابق. ص. 107

30 قصر الثقافة مفدي زكريا. زيارة يوم 22-09-2019 على الخط http://palaisdelaculture.dz/category/bibliotheque/

31 مديرة مصلحة التوثيق لقصر الثقافة السيدة نقاز زهية رحمها الله.

32 مقابلة مع رئيسة مصلحة مكتبة الأطفال كان يا مكان يوم: 06 اكتوبر 2019 على الساعة 11

33 تيتيلة، سارة؛ تيتيلة، لمياء. فضاء الطفل بمكتبات المطالعة العمومية ودوره في تعزيز الأمن الأسري: بين الواقع والتطلعات في: مجلة دراسات في علوم الإنسان والمجتمع مج. 02 ع. 01 مارس 2019. ص. 276

34 حلاوة، محمد السيد. الأنشطة في مكتبات ومتاحف الأطفال -القاهرة: دار المعرفة، 2011. ص. 210

35 المرجع نفسه ص. 104-105

36 حنورة، أحمد حسن. أدب الأطفال. –الكويت: مكتبة الفلاح للنشر، 1989. ص.154.

37 بوعناقة، سعاد. فضاءات القراءة المتاحة للطفل الجزائري. نفس المصدر السابق

38 عبد الشافي، حسن محمد. دراسات في المكتبات المدرسية. نفس المرجع السابق. ص. 32

39 سالم، رائدة خليل. مكتبات الأطفال. –عمان: مكتبة المجتمع العربي، 2006. ص. 30

40 الصديق، صابري بوبكر. نشاط المطالعة في المدرسة الجزائرية توظيف للغة وآلية لاكتسابها في: الممارسات اللغوية. ع.5؛ رقم 30. 2014. ص. 140

41 حكم وأقوال عن القراءة نفس المرجع السابق

تمورتبير فاروق

جامعة الجزائر 2Alger

© Tous droits réservés à l'auteur de l'article