تحديات ترجمة الأمثال العربية: دراسة تحليلية مقارنة لنماذج من كتاب «حكايات الأمثال والحكم العربية»

Défis de la traduction des proverbes arabes : analyse comparative à partir de Contes de proverbes et dictons arabes

Challenges in Translating Arabic Proverbs: A Comparative Analysis Based on Tales of Arabic Proverbs and Sayings

بن نعمان رتيبةRatiba Bennamane

Citer cet article

Référence électronique

بن نعمان رتيبةRatiba Bennamane, « تحديات ترجمة الأمثال العربية: دراسة تحليلية مقارنة لنماذج من كتاب «حكايات الأمثال والحكم العربية» », Aleph [En ligne], mis en ligne le 09 mars 2025, consulté le 19 avril 2025. URL : https://aleph.edinum.org/13847

تهدف هذه الورقة البحثية إلى تسليط الضوء على تحديات ترجمة الأمثال والحكم العربية إلى اللغة الإنجليزية لا سيما في ظل صعوبة إيجاد المكافئات المناسبة في لغة الهدف، وذلك من خلال دراسة تحليلية مقارنة لنماذج من كتاب "حكايات الأمثال والحكم العربية" للمؤلف كمال محمد علي.

تحمل الأمثال والحكم في طياتها الإرث الثقافي للشعوب والعصارة الشاملة لتجاربهم وماضيهم الضارب في التاريخ، وفي هذا الشأن يمكن توظيف ترجمة الأمثال والحكم العربية كوسيلة فعالة للتعريف بحكمة العرب وبثراء التراث العربي ورُقِيِّه. ولكن ذلك يستلزم احترام الاختلافات اللّغوية والثقافية، كما أنه يبقى مرهونا بإيجاد المكافئات المناسبة التي تلقى قبولا ورواجا عند المتلقي في لغة الهدف. وقد خلصنا إلى أن الترجمة الحرفية يمكنها أحيانا أن تحقق المطلوب، غير أن إيجاد المثل أو الحكمة المكافئة في ثقافة الهدف يعد السبيل الأفضل.

Cet article explore les défis associés à la traduction des proverbes et dictons arabes en anglais, en mettant en lumière la complexité de trouver des équivalents culturellement pertinents dans la langue cible. À travers une étude analytique comparative d'exemples tirés du livre "Tales of Arabic Proverbs and Sayings" de Kamal Mohammed Ali, nous examinons les stratégies permettant de surmonter ces obstacles.
Les proverbes et dictons, éléments fondamentaux du patrimoine culturel, condensent des générations d'expériences et reflètent l'essence des valeurs et de l'histoire d'un peuple. La traduction de ces éléments peut être un moyen efficace de présenter la sagesse arabe et de mettre en avant la richesse du patrimoine arabe. Cependant, cette démarche nécessite de respecter les différences linguistiques et culturelles et de rechercher des équivalents appropriés qui résonnent auprès du public cible.
Nous concluons que, bien que la traduction littérale puisse parfois atteindre le résultat souhaité, l'identification d'un proverbe ou dicton équivalent dans la culture cible est l'approche privilégiée.

This research paper investigates the challenges of translating Arabic proverbs and sayings into English. It highlights the difficulty of finding culturally appropriate equivalents in the target language. Through a comparative analytical study of examples from Kamal Mohammed Ali's book Tales of Arabic Proverbs and Sayings, we explore strategies for overcoming these challenges.

Proverbs and wisdom sayings are cornerstones of cultural heritage. They encapsulate generations of experiences and reflect the distilled essence of a people's history and values. Translating these elements can effectively introduce Arab wisdom and showcase the richness of Arab heritage. However, this endeavor requires respecting linguistic and cultural differences and finding appropriate equivalents that resonate with the target audience.
While literal translation can sometimes achieve the desired outcome, identifying an equivalent proverb or saying in the target culture is the preferable approach.

مقدمة

يزخر التراث العربي بكم هائل من الأمثال والحكم التي تتداولها الأجيال أباً عن جد متناقلين عبرها خلاصة الحكمة والدهاء وحسن التدبير عند العرب، فالأمثال والحكم العربية نتاج لتجارب إنسانية زاخرة وضاربة في القدم، تم تلخيصها في بضع كلمات عميقة ومعبرة لصياغة عبارات بليغة مقتضبة، تحمل في طياتها الزخم اللغوي والثقافي الذي يكتنزه الإرث العربي، حيث تترك كل ثقافة أو مجتمع أثرا واضحا على محتوى الأمثال والحكم المتداولة فيه وتعكس طريقة التفكير والمبادئ والقيم التي يقوم عليها، وهذه العلاقة الوطيدة بين الأمثال والحكم والثقافة المحلية تجعل مهمة المترجم مستعصية عند محاولته لنقلها إلى لغات أخرى، وإن بدت بعض الأمثال والحكم بسيطة الأسلوب ويسيرة الفهم والترجمة، إلاّ أن الكثير منها يخفي في حناياه إشكالات متعددة يأتي في مُسْتهلِّها صعوبة إيجاد المكافِئات المناسبة في ثقافة الهدف.

وهذا ما يقودنا إلى إشكالية بحثنا التي فحواها : كيف يمكن ترجمة الأمثال والحكم من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية في ظل اختلاف الثقافات وصعوبة إيجاد المكافئات في لغة الهدف؟

وانطلاقا من هذه الإشكالية نفترض ما يلي:

  • قد تواجه ترجمة الأمثال والحكم العربية إلى الإنجليزية تحديات كبيرة بسبب الاختلافات الثقافية واللغوية العميقة بين اللغتين.

  • قد يشكل نقل المعنى الثقافي الكامن في الأمثال العربية تحدياً رئيسياً، حيث غالباً ما تتضمن الأمثال إشارات إلى عادات وتقاليد غير مألوفة للجمهور الإنجليزي.

  • ربما تؤدي صعوبة إيجاد مقابل دقيق للأمثال العربية في اللغة الإنجليزية إلى استخدام ترجمات حرفية تفقد جمالية الأسلوب ورونقه.

يتمثل الهدف الأساسي من هذه الدراسة في تقصي أهم الصعوبات التي تطرحها ترجمة الأمثال والحكم من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، والتعرف على شتى السبل التي يمكن للمترجم انتهاجها من أجل ترجمة هذا النوع الخاص من العبارات الملتصقة باللغة والثقافة المصدر، ومن خلال ذلك ابراز دور مترجم الأمثال والحكم العربية في التعريف بالثقافة العربية ونقل التراث العربي إلى العالم.

ومن أجل الإحاطة الجيدة بموضوع البحث ارتأينا بداية التطرق إلى التعريف بالأمثال والحكم ومكانتها في التراث العربي مع تقديم لمحة تاريخية عنها وعن أهمية نقلها إلى اللّغات الأخرى، وكذا الصعوبات التي قد يواجهها المترجم في هذا النوع من الترجمة. ثم انتقلنا إلى الدراسة التحليلية المقارنة التي عكفنا فيها على ترجمة مجموعة من النماذج المختارة من الأمثال والحكم ضمن كتاب « حكايات الأمثال والحكم العربية » للمؤلف كمال محمد علي، وخلصنا على إثر ذلك إلى نتائج البحث.

1. الأمثال والحكم العربية بين التراث والترجمة

تعد الأمثال والحكم جزء لا يتجزأ من الموروث الثقافي العربي، حيث يحفظها عموم الناس، وكبار السّن خاصة، ويتداولها الكثير في كلامه ويستخدمها في حياته اليومية، كما تعد جزء لا يتجزأ من التراث الأدبي النثري والشعري معاً، حيث يوظفها الكُتّاب والشعراء في مؤلفاتهم المختلفة، وقد بات من المألوف تواجدها في الروايات والقصص الشعبية التي تعج بالعبر والدروس في الحياة، وبروزها في القصائد الشعرية التي تنضح بالمعاني المقتضبة والعميقة، فاستخدام الأمثال والحكم له دلالة إيجابية لأنه يعكس رصانة وحكمة مستخدمها، لكونها تجسيد لما قلّ ودلّ من الكلام، وهذا ما عزز من أهميتها وقيمتها في المجتمع.

1.1. مكانة الأمثال والحكم في التراث العربي

تحتل الأمثال والحكم مكانة مهمة ضمن الموروث الثقافي العربي، ومما يزيد من أهميتها ارتباطها ارتباطا وثيقا بعقيدة المجتمع العربي المسلم ومعتقداته الدينية، وذلك من خلال ورودها في النصوص الدينية وتكرار الإشارة إليها عدة مرات في كل ّمن القرآن الكريم والأحاديث النَّبوية الشَّريفة، حيث جاء الحديث عن الأمثال في قول الله تعالى في محكم ذكره : ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾( سورة العنكبوت : الآية43)، أما في الحكمة فجاء قوله تعالى :﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾(سورة البقرة : الآية269)، كما ورد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كلمةٌ مِنْ الحِكْمَةِ يَتَعلَّمُها الرَّجُلُ خَيْرٌ لهُ مِنَ الدُّنْيا وما فيها » (في السبكي 1992 : 288). وقوله « إنَّ الحِكْمَةَ تزيد الشَّريفَ شَرَفاً وتَرْفعُ المَمْلوكَ حَتّى تُجلِسَه مَجالِسَ المُلوكِ »(في أبو عبد الله 1987 : 23). ومن هذه الأمثلة التي لا تشكل سوى جزء بسيط جداً من عدد النصوص الدينية التي تناولت موضوع الأمثال والحكم وثمنت مكانتها، يتبين لنا بشكل واضح المرتبة الرفيعة التي أسندت للأمثال والحكم في الكتاب والسنة، والمكانة السامية التي أوكلت لحاملها.

ومن المهم هنا التأكيد على أن عهد العرب بالأمثال والحكم يعود إلى ما قبل ظهور الإسلام، أي إلى عصر الجاهلية، ورغم عدم وجود كتب دوَّنَتْها تعود إلى تلك الحقبة إلاّ أن العديد من الأمثال والحكم يشير محتواها إلى أحداث وقعت في عصر الجاهلية وإلى شخصيات شهيرة عاصرت تلك الفترة، ومن هذه الأمثال نذكر قول العرب : « عند جُهَيْنَة الخبر اليقين » و« أشأم من البَسوس » و« أوفى من السَّمَوْأل » ...وغيرها.

أما في صدر الدولة الإسلامية فقد عني العرب بتدوين الأمثال عنايتهم بتدوين لغتهم وآدابهم وتاريخهم، وذلك خشية عليها من الاندثار وخوفا عليها من التبديل أو التحريف، ورغم اختلاف الآراء حول أول من بدأ في جمعها إلاّ أن المؤكَّد هو أن تدوينها بدأ مع عصر التدوين ذاته، حيث إن أول كتاب تم تدوينه عن الأمثال يعود إلى منتصف القرن الثاني للهجرة على وجه تقريبي، وكان عنوانه « أمثال العرب » لصاحبه المفضّل الضّبيّ ثم تلاه العديد من الكتب والمصنفات منها « كتاب الأمثال » لأبي عبد القاسم بن سلام (224 ه)، وكتاب « الفاخر » للمفضل بن سلمة بن عاصم (291 ه) وكتاب « جمهرة الأمثال » لأبي هلال العسكري (395 ه)، و« المستقصى في الأمثال » للزمخشري (548 ه) وغيرها الكثير(خلايلي 1998 : ز).

2.1. الفرق بين المثل والحكمة في التراث العربي 

تتشابه الأمثال والحكم في عدة جوانب شكلية وضمنية مما يؤدي إلى الخلط بينها في كثير من الأحيان، لذلك فمن الضروري في هذا السياق الإشارة إلى ما يميز كل منها عن الآخر، فالمثل في المعجم العربي يرتبط بجملة من المعاني ذات الصلة بالشبه والنظير والعبرة، والقول المتداول الذي يضربه الناس لتصوير المعنى تصويرا حيا، وذلك بأوجز العبارات وأبلغها تأثيرا في النفوس (خلايلي 199 : ه)، كما أن المثل عند العرب هو عبارة فنية سائرة موجزة تصاغ لتصور موقف أو حادثة معينة، وتستخلص خبرة إنسانية يمكن استعادتها في حالة أخرى مشابهة لها(مجموعة من المؤلفين 1999 : 696) أي أن استخدام المثل هو استحضار لما حدث في الماضي من قصص ووقائع تُشتق منها العبر بشكل لافت ومختصر، تصدر عن تجربة إنسانية سابقة ليس صاحبها بالضرورة مثقفا أو حكيما، ومن مميزات المثل أنه يجمع خصائص « لا تتوفر في غيره من الكلام، وهي إيجاز اللفّظ، وإصابة المعنى، وحسن التّشبيه، وجَوْدة الكتابةِ ».(النظّام في الرازي 1987 : 6).

أما الحكمة فهي « تلك العبارات التجريدية التي تصيب المعنى الصحيح، وتعبر عن تجربة من تجارب الحياة، أو خبرة من خبراتها » والحكمة بهذا المعنى لا تأتي إلا عن الذين أوتوا قسطا وفيرا من الفطنة والدهاء وبُعد النظر، على غرار الأنبياء والفلاسفة والحكماء والفقهاء( قطامش 1988 :18).

وعليه تلتقي الأمثال والحكم العربية في هدفها التربوي والتوجيهي ولكنها كما يرى عبد المجيد قطامش تختلف في بعض المزايا : فالمثل يصدر عن عموم الناس أما الحكمة فتأتي على لسان الحكماء، كما أن المثل أساسه التشبيه، بينما الحكمة فعمادها إصابة المعنى ولا يراعى فيه التشبيه، إضافة إلى ذلك يكون أسلوب المثل دائما موجزا عكس أسلوب الحكمة الذي قد يطول نسبيا، أما من حيث الهدف فالمثل يرمي إلى الاحتجاج، بينما الحكمة تصبو إلى الاعلام والتنبيه والوعظ (1988 : 18).

3.1. ترجمة الأمثال والحكم

تتنوع أساليب ترجمة الأمثال والحكم وتختلف بحسب الخصائص اللغوية والثقافية التي تميز كل مثل أو حكمة على وجه الخصوص، حيث تعد ترجمة كل منها حالة خاصة لها متطلباتها واستراتيجياتها في الترجمة، لذلك يتعين على المترجم إيجاد التقنيات والاستراتيجيات المناسبة للتغلب على الصعوبات التي يطرحها هذا النوع الخاص من النصوص الذي يؤثر فيه العامل الثقافي تأثيرا كبيرا إضافة إلى تأثير العامل اللغوي.

وفي هذا الصدد قد يلجأ المترجم بداية إلى فهم المعنى المقصود من المثل أو الحكمة كخطوة أولى لتجنب الوقوع في الخطأ عند النقل، ولكن فهم دلالات الأمثال والحكم ومقاصدها الحقيقية يتطلب غالبا الغوص في ثقافة المصدر، حيث لا يكفي إتقان المترجم للغة المصدر بل يعد ضروريا معرفته الواسعة بالبيئة والثقافة التي ينتمي إليها المثل أو الحكمة الأصليين. كما أنه لا يكفي هنا نقل معنى المثل أو الحكمة دون التأكد من أن دلالاتها مناسبته للثقافة المستقبلة، لذلك فإن التحكم في لغة الهدف لوحده لا يجدي دون المعرفة العميقة بثقافة الهدف، وعليه فإن العامل الثقافي يطغى غالبا على العامل اللغوي في ترجمة الأمثال والحكم.

وبالرغم من الاختلافات، سالفة الذكر، الموجودة بين المثل والحكمة إلا أن المترجم قد يعمد إلى توظيف سبل متشابهة في الترجمة، لأن الأمثال والحكم تمتلك سمات مشتركة وأهداف متقاسمة، « حتى أن الحكمة يمكن أن تصبح مثلا إذا شاعت فيطلق عليها اسم الحكمة المثَلِيّة » (أبو علي 1988 :50)، وهذا ما يجعل التمييز بين المثل والحكمة صعب تحقيقه في بعض الأحيان.

4.1. صعوبات ترجمة الأمثال والحكم

تكمن صعوبة ترجمة الأمثال والحكم في أسلوبها الخاص والمعقد أحيانا، فهي كالسّهل الممتنع : تكون موجزة ومختصرة لكن معانيها مركزة وفي أحيان كثيرة مجازية ومضمرة، تحمل في طياتها شحنة ثقافية تزيد من صعوبة الوصول إلى الدلالة الحقيقية التي يرمي إليها المثل أو الحكمة دون الغوص في الثقافة نفسها، وهذا ما يدفع المترجم إلى التأرجح بين مختلف أساليب الترجمة بحثا عن تحقيق التكافؤ على المستويين اللغوي والثقافي.

ومن بين الصعوبات المطروحة في الترجمة هو أن الأمثال والحكم غالبا ما يكون الكلام فيها غير مباشر وذلك من خلال استخدام المجاز، والاستعارات، والتشبيهات، والأساليب المجازية، وكذا العديد من التفاصيل الأسلوبية الدقيقة التي يتم صياغتها انطلاقا من فكرة أن الكلمات تحمل معنى خفيّاً، وغير صريح (Baumgardt & Bounfour in Balla 2022 : 1). وبسبب هذا تنشأ فجوة دلالية بين ما تقوله وما تعنيه، إضافة إلى ذلك تُشكل الرموز الثقافية الموجودة في الأمثال والحكم مجموعة من العناصر والقيم المشفرة المنبثقة من مجتمع محدد، لذلك يحتاج المترجم إلى فهمها، وفك تشفيرها لكي ينجح في التعامل معها، نظرًا لأن الرموز الثقافية قابلة للتغير مع مرور الوقت، وأنها تختلف باختلاف المجتمع الذي نشأت فيه، وتحتاج إلى إعادة صياغة في سياقها الحالي(Balla 2022 : 1).

فترجمة الأمثال من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية على سبيل المثال تتأثر بعدة عوامل، ويجب أن تُراعى فيها الاختلافات اللغوية والفروقات الثقافية التي تزيد من صعوبة الترجمة خاصة في حالة عدم توفر مكافئات مناسبة في لغة الهدف. فالصعوبات اللغوية المطروحة هنا متعددة منها الصرفية أو المورفلوجية المتعلقة باختلاف بنية الكلمات في اللغة العربية عنها في اللغة الإنجليزية، ومنها النحوية المرتبطة ببنية الجملة وقواعدها التركيبية، ومنها الدلالية المتعلقة بمعاني الكلمات والعبارات، إضافة إلى ما قد تطرحه الاختلافات الثقافية من صعوبات أمام المترجم الذي لا يمتلك الخلفية الثقافية المطلوبة في اللغتين المصدر أو الهدف.

فعلى المستوى الصرفي للغة العربية وخلافا للغة الإنجليزية، لكل كلمة وزن تصاغ على أساسه، حيث يتكون الميزان الصرفي للّغة العربية من حروف ثلاث هي (ف-ع - ل)، إضافة إلى أنها لغة اشتقاقية (Derivational Language) يتم توليد الكلمات فيها بالاعتماد على الاشتقاق من الجذر انطلاقا من أوزان معينة، بينما تولد الكلمات في لغات أخرى كالإنجليزية بواسطة لواصق تضاف قبل الكلمة وتسمى السوابق (suffixes) أو بعدها وتسمى اللواحق(prefixes) أو في وسط جذر الكلمة لذلك تدعى مثل هذه اللغات باللغات الإلصاقية أو المزجية ( Agglutinate Languages).

أما من حيث تصريف الأفعال فاللغة العربية توظف ثلاثة صيغ هي : صيغة الماضي والمضارع والأمر، وبالمقابل لذلك تتميز اللغة الإنجليزية بكثرة الصيغ الصرفية وتعددها، حيث تضم ستة عشر زمنا إضافة إلى صيغة الأمر، وهي نوعين منها البسيط ومنها المركب، ويتم تصنيفها ضمن أربع أزمنة رئيسة هي المضارعPresent) ) والماضيPast)) والمستقبل (Future) والمستقبل في الماضي (Future in the Past) أو الشّرطي(Conditional) ولكل من هذه أربعة أشكال : البسيط(simple) والمستمر(continuous) والتام (perfect) والتام المستمر) continuous perfect).

أما على المستوى النحوي فنلاحظ أن بنية الجمل في اللغة العربية تختلف عنها في اللغة الإنجليزية، حيث تتمتع اللغة العربية بمرونة تركيبية ملحوظة، ومن بين الأمثلة البارزة على ذلك هو أنها تتيح صياغة جمل اسمية أو فعلية بالعناصر نفسها، مع إمكانية تقديم وتأخير هذه العناصر عند الحاجة والاحتفاظ بالمعنى ذاته مثلما تبيّنه العبارات التالية : « ألّفَ الشّاعرُ قصيدةَ » والشاعرُ ألّفَ قصيدةً« و»ألّفَ القصيدةَ الشاعرُ« .

بينما يقابل هذه العبارة في اللغة الإنجليزية عبارة واحدة »The poet wrote a poem«، ولا يمكن استخدام عناصر هذه العبارة بترتيب آخر والحصول على المعنى نفسه، وهنا تبرز أهمية تمكن المترجم من القواعد النحوية والتركيبية للغتين العربية والإنجليزية، وضرورة تحكمه في إعراب الكلمات في اللغة العربية وفهم دلالات الحركات الإعرابية من أجل التوصل إلى المعنى الصحيح للجمل وترجمتها بشكل صائب.

كما يطرح المستوى الدلالي هو الآخر صعوبات جمّة في الترجمة، خاصة وأن الكلمات والعبارات في الأمثال والحكم تحمل معاني ظاهرة ومعاني خفية يتعين على المترجم اكتشافها لفهم المقصود مثلما سبق الإشارة إليه، حيث إن المعنى الحرفي للمثل أو الحكمة يكون في كثير من الأحيان مخالفا للتوقع وبعيدا عن المعنى الحقيقي نظرا لبلاغة اللغة العربية وعمق أسلوبها، وتوظيفها للمحسنات البديعية من مجاز وجناس وسجع وطباق وجرس موسيقي خاص، والتي قد تكون سببا في مخالفة قواعد اللغة وعدم انضباط النحو أو التصريف فيها (الخطيب 2000 : 26) فيزيد ذلك عملية ترجمة الأمثال والحكم تعقيدا، ومن الأمثال المستعصية الفهم نذكر على سبيل المثال لا الحصر أمثالا ذكرها أبو القاسم محمودُ بنُ عمرَ الزمخشري في كتابه »المستقصى« : »إنّه لَساكِنُ الرّيحِ« و»النّاسُ هَوْسَى والزّمانُ أهْوَسُ« و»يَدِبُّ له الضَّراءُ ويَمْشي له الخَمرُ« ( أبو علي 1988 : 63) وغيرها الكثير.

وإضافة إلى ما سبق ذكره، قد يُستعصى كذلك فهم الأمثال والحكم أحيانا من غير وضعها في سياقها الاجتماعي والتاريخي والثقافي حيث توجد علاقة وطيدة بين الأمثال والحكم وبين البيئة المجتمعية والثقافية التي تستوحى منها، فالأمثال والحكم العربية هي خلاصة التجارب المعاشة للعرب منذ القدم، وتمت صياغتها وفقا لما استخلصوه من عبر زمن طويل، ولكن هذه القواعد الاجتماعية والثقافية والدينية يمكن أن تتغير حسب الزمان والمكان والظروف التي قيلت فيها، فبعض الأمثال العربية التي قيلت في عصر الجاهلية ارتبطت بالصحراء وبالبيئة البدوية كالمثل القائل »لا ناقة لي فيها ولا جمل« لقائله الحارث بن عباد، وأخرى ارتبطت بعادات الجاهلية كقول أمرئ القيس بن حجر الكندي »اليومَ خمرٌ وغدا أمر«، وكذا قول الشاعر مالك بن الريب في العصر الأموي : »العبد يُقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة« وغيرها.

وقد يؤدي ارتباط الأمثال العربية ببيئة خاصة وثقافة مميزة إلى خلق صعوبات جمّة للمترجم نظرا للتباين الكبير بينها وبين البيئة الغربية ورموزها الثقافية، وكذا اختلاف بعض المبادئ والقيم التي يقوم عليها كل من المجتمع العربي والمجتمع الغربي، وهذا يعد عقبة أخرى أمام المترجم المطالب بإيجاد المكافئات اللغوية في ثقافة الهدف، ورغم إمكانية تشابه أو تطابق المعاني في بعض الأمثال والحكم العربية مع أخرى غربية، إلاّ أنه من الصّعب أحيانا إيجاد مثائل في الثقافة الغربية مطابقة تماما لبعض المفاهيم والقيم الاجتماعية العربية، خاصة وأن الأمثال والحكم ذات الأصل العربي قد تتضمن مكونات وعناصر لغوية وثقافية عربية بحتة ومفاهيم ليس لها مثيل في الثقافات الأخرى، والتي نذكر منها على سبيل المثال بعض الشِّيَم العربية كالجود والكرم والإيثار، والشهامة والرجولة والفحولة، والشّرف والحرمة والحياء وغيرها، كما أنه من المستعصي إيجاد نظائر لأسماء الشخصيات العربية واستبدالها بأسماء شخصيات غربية نظرا للخصوصيات الثقافية والدلالات التاريخية المختلفة لكل منها، إضافة إلى صعوبة إيجاد مقابلات لبعض المكونات في البيئة العربية كالأماكن والأشياء والحيوانات والسياقات في البيئة الموازية، وكنتيجة لذلك نجد أن لكل مجتمع أو ثقافة مجموعة من الأمثال والحكم المحلية التي تميزها، والتي لا يفهمها غالبا سوى الأفراد المنتمون إليها والناشئين في كنفها.

2. دراسة تحليلية مقارنة لترجمة أمثال وحكم من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية

سعيا منا لاستكمال أهداف البحث ارتأينا القيام بدراسة تحليلية مقارنة لمدونة تضم مجموعة من الأمثال والحكم العربية المترجمة إلى اللغة الإنجليزية، الواردة ضمن كتاب »حكايات الأمثال والحكم العربية «، حيث لفت انتباهنا في هذه المدونة أن مؤلف الكتاب هو نفسه المترجم، وقد لاحظنا خلال اطلاعنا على الكتاب أن الأمثال والحكم العربية المذكورة تصحبها ترجمة أو عدة ترجمات إلى اللغة الإنجليزية، وهذا ما دفعنا للبحث في الأساليب التي انتهجها المؤلف لإيجاد المكافئات المناسبة في لغة الهدف في ظل صعوبات ترجمة الأمثال والحكم العربية التي سبق وأن تطرقنا إليها.

1.2. تقديم المدونة

يضم كتاب »حكايات الأمثال والحكم العربية« الصادر سنة 1998 للباحث المصري كمال محمد علي، أكثر من 857 مثلاً وحكمة عربية، جاء بعضها في شكل نثري والبعض الآخر في شكل بيت واحد أو مجموعة من الأبيات شعرية، حيث قام المؤلف بترتيبها ترتيبا هجائيا مما جعل هذا الكتاب يشبه المعجم شكلا ومضمونا، مع إعطاء رقم موحد للأمثال ذات المعنى المتقارب أو تلك التي تُستخدم في مواقف متشابهة، وقد تلا بعض الأمثال والحكم شرحا للمعنى أو سردا للقصة أو الواقعة التي كانت الأصل في صياغتها، ثم أتبعها المؤلف بالترجمة أو ما سماه بمقابِلات الأمثال والحكم في اللغة الإنجليزية.

ومن خلال اطلاعنا على محتوى الكتاب لاحظنا أن المؤلف لم يضع الترجمة الإنجليزية لكل الأمثال والحكم العربية الواردة فيه، وربما يعود ذلك إلى عدم تمكنه من إيجاد المكافئات المناسبة في بعض الحالات، أو لصعوبة الترجمة وتعسرها في بعض الحالات الأخرى، ومن الأمثال والحكم التي لم يتبعها المؤلف بالترجمة نذكر على سبيل المثال لا الحصر قول العرب : »أجود من حاتم« (ص25)، و»أبصر من زرقاء اليمامة« (ص21)، و»أحمق من جحا« (ص28)، و»أشأم من طير العراقيب" (ص35) ...وغيرها، وهي أمثال تبدو في ظاهرها بسيطة لكنها في الحقيقة تخفي في طياتها تحديات كثيرة في الترجمة، ويعود ذلك لارتباطها الوثيق بأحداث أو شخصيات أو مكونات لصيقة باللغة العربية وثقافتها.

2.2. دراسة النماذج

اعتمدنا في هذه الدراسة على المنهج التحليلي المقارن، حيث عملنا على مقارنة الأمثال والحكم العربية مع ما يقابلها في الكتاب باللغة الإنجليزية، وحاولنا التعرف على ما يميز كل منها عن الآخر على المستويات اللغوية والثقافية والتاريخية، وانطلاقا من ذلك قمنا باستخلاص أهم الأساليب التي استخدمها المترجم لنقل الأمثال والحكم العربية الواردة في الكتاب إلى اللغة الإنجليزية.

1.2.2. النموذج الأول

الحكمة باللغة العربية

الحكمة باللغة الإنجليزية

1-« اطْلُب العِلمَ من المهْدِ إلى اللّحدِ. » (ص47)

1-« Seek learning from the cradle to the grave. » )p 47 (

تنسب هذه الحكمة العربية للثقافة الإسلامية وقد تم تداولها منذ القدم، حيث رُوِيت في الآثار وتواترها السّلف ولكنها ما تزال تستخدم حتى وقتنا هذا، وقد ظنّها البعض حديثا نبويا رغم أن الفقهاء اتفقوا على أن لا إسناد لها في كتب السنة، أما من حيث مقصدها فتنصح هذه الحكمة بطلب العلم من « المهد » وهو سرير الطفل الرضيع، ومواصلة التعلم إلى « اللّحد » أي إلى القبر أو الوفاة، دلالة على أهمية التعلم منذ الصغر وضرورة مواصلة طلب العلم إلى آخر لحظة من حياة الإنسان، ويمكن القول أن هذه الحكمة توافق تماما التعاليم الدينية الدّاعية إلى ذم الجهل وحبّ العلم والسعي الحثيث في طلبه، لذلك فهي مثال على الحكمة الصالحة لكل مكان وزمان، لأنها تحمل في طياتها نصيحة ثمينة لا يختلف عليها اثنان.

ومما يميز هذه الحكمة العربية من حيث المعنى هو أن كلماتها مفهومة وواضحة، كما أن صيغتها النحوية بسيطة وغير مركبة جاءت في شكل جملة فعلية عناصرها كالتالي : فعل أمر « اطلب »(الفاعل تقديره أنتَ) +مفعول به « العِلمَ »+ حرف جر « مِنَ » +اسم مجرور « المَهْدِ »+ حرف جر « إلى »+ اسم مجرور « اللّحْدِ »، أما الأسلوب فهو مباشر لا يكتنفه الغموض لأنها جاءت بمعناها الحقيقي، بالرغم من كون كلمة « مهد » هنا فيها مبالغة مقصودة لأن الطفل في المهد أي الرضيع غير قادر على التعلم قبل سن معينة.

كما أن المحسنات البديعية التي تميز هذه الحكمة العربية تضفي عليها جمالية خاصة، حيث تتضمن طباق إيجاب في كلمتي : المَهْدِ / اللّحْدِ المتضادتان، وجناسا ناقصا في استخدام كلمتين تتشابهان في الصوت (المهد / اللّحد)، وتنتهيان بالحرف نفسه (د) مع اختلاف المعنى، وهذا يضيف للحكمة نغمة مميزة ووقعا جميلا على الأذن، يجعلها أكثر انتشارها وتداولا بين الناس.

وفيما يخص الترجمة اعتمد المؤلف الترجمة كلمة بكلمة أو الترجمة الحرفية التي ميّزها تطابق ترتيب الكلمات والصيغة النحوية التركيبية حيث تم توظيف صيغة فعلية أمرية (imperative) بالترتيب التالي :

- Verb « Seek »+ Object « learning »+ Preposition « from » + Noun « the cradle » + Conjunction « to » + Noun « the grave »

كما تتميز الترجمة في هذا النموذج بتطابق المعنى في العبارتين العربية والإنجليزية، حيث إن الترجمة الحرفية التي وظفها المترجم في هذه الحالة كانت كافية لنقل المعنى وإيصال الفكرة إلى المتلقي في لغة الهدف، وهذا راجع من جهة إلى الأسلوب المباشر والبسيط الذي تتسم به الحكمة العربية، ومن جهة أخرى إلى أن الكلمات (المهد/ اللحد) والمفاهيم (طلب العلم) التي استُخدمَت في صياغة المثل تحمل الدلالات ذاتها في الثقافتين العربية والغربية، وبالتالي يمكن للمتلقي في الثقافة الهدف فهم المقصود من المثل بلا صعوبة.

2.2.2. النموذج الثاني

المثل باللغة العربية

المثل باللغة الإنجليزية

1-« إذا كانَ الكلامُ مِنْ فِضّةٍ (فـ)السُّكوتُ مِنْ ذَهَب » (ص35)

2-« رُبَّ سُكوتٍ أَبْلَغُ مِنْ كَلام. » (ص35)

1-« Discourse is silver silence is gold. » )p36(

في هذا النموذج نلاحظ أن المترجم اقترح ترجمة واحدة للمثلين العربيين، نظرا لتقاربهما من حيث المعنى فالمثل الأول القائل : « إذا كان الكلام من فضة (فـ)السكوت من ذهب » يعني أن الكلام يمكن أن يكون ذا قيمة، لكن الصمت قد يكون أفضل منه قيمة، أي أن مكانة الصمت أرفع من مكانة الكلام في حالات معينة، أما المثل الثاني « رُبَّ سكوتٍ أبلغُ من كلامٍ ». فيدل على أن السكوت له معنى هو الآخر وله دلالاته، ويمكن أن يعبّر أحيانا عمّا قد يعجز اللّسان عن قوله. وعليه فإن المـَثلين يوجهان بالتزام السكوت وتفضيله على كثرة الكلام، والملاحظ هنا هو أن كِلا المثلين العربيين يحتوي على طباق إيجاب في كلمتي (سكوت/ كلام) المتضادتين في المعنى، كما أن كلاهما يعتمد على المقارنة والمقابلة بين فكرتين السكوت المستحب والكلام غير المستحب.

أما المثل الإنجليزي الذي اختاره المترجم كمقابل للمثلين العربيين فهو مثل ذو أصول سويسرية ويُعد استخدامه الشائع في اللغة الإنجليزية حديث نسبيًا، حيث أشار توماس كارلايل « Thomas Carlyle » إليه « ككتابة سويسرية » في عمله « Sartor Resartus » الذي نُشر في عام 1836، مما قد يدل على دخوله في الخطاب الإنجليزي في تلك الفترة، وغالبًا ما تم اختصاره إلى « الصمت ذهب » وهي الصيغة المختصرة التي حصلت على شهرة أكبر(Flavelle 1997 : 217) وقد استخدم المترجم هنا صيغة معدلة للمثل، حيث إن المثل الأصلي باللغة الإنجليزية هو :« Speech is silver, silence is golden »، وعليه أقدم المترجم هنا على حذف اللاحقة « en » من كلمة « golden » لتصبح « gold » أي أنه استبدل الصفة بالاسم.

والملاحظ كذلك في هذا النموذج هو أن الترجمة أقرب من حيث الشكل والمعنى إلى المثل العربي الأول، حيث يمكن اعتبارها ترجمة حرفية للمثل(1)، استُخدمت فيها الكلمات التي تحمل الدلالات نفسها باللغة الإنجليزية، وتم ترتيبها بالطريقة ذاتها معدا حذف الصيغة الشرطية الواردة في بداية المثل العربي، كما أن الترجمة استخدمت نفس الصورة المجازية التي اعتبرت السكوت والكلام معادن نفيسة وشبهتها من حيث القيمة بمعدني الذهب والفضة.

بينما عند مقارنة الترجمة بالمثل العربي (2) نلاحظ أن الصيغة التركيبية للمثل باللغة الإنجليزية تختلف تماما عن نظيرتها في اللّغة العربية، وحتى المفردات التي تم توظيفها تختلف هي الأخرى، فالمعنى الحرفي للمثل العربي « رُبَّ سُكوتٍ أَبْلَغُ مِنْ كَلام » يقابله في اللغة الإنجليزية« Silence is more eloquent than speech » أي أنه يقارن بين السكوت والكلام من حيث البلاغة، وعليه فهو يختلف عن المعنى الحرفي للترجمة الذي يصف السكوت والكلام بالمعادن النفيسة، وبالرغم من ذلك يمكن اعتماد الترجمة واعتبار اختيار المترجم صائبا في هذه الحالة لأنها تحقق التكافؤ المنشود من حيث المقصد الذي ترمي إليه كلتا الحكمتين وهو الحث على السكوت وتثمينه.

3.2.2. النموذج الثالث

الحكمة باللغة العربية

الحكمة باللغة الإنجليزية

1-« رُبَّ صُدْفَةٍ خَيْرٌ مِنْ ميعاد. » (ص124)

1-“An accidental meeting may be better than a fixed date.” (p124)

تحمل هذه الحكمة العربية المعروفة لدينا أكثر بصيغة « »رُبَّ صُدْفَةٍ خَيْرٌ مِنْ ألْفِ ميعاد« معنيين اثنين : حيث إن المعنى الحرفي يشير إلى أن اللقاءات أو الأحداث التي تأتي بالصدفة قد تكون أكثر قيمة بكثير من المواعيد المحددة، بينما المعنى الحقيقي المقصود هو أنّ الأحداث التي تقع في حياة الإنسان »صدفة« أي بشكل مفاجئ وغير متوقع ربما تكون فائدتها وأثرها »خير من ألف ميعاد« منتظر أو أمر مخطط له مسبقا.

وقد اختار المترجم هنا اعتماد ترجمة قريبة من الأصل من حيث اختيار المفردات والصيغة التركيبية، حيث يمكن اعتبارها ترجمة حرفية، بُنِيَت على صيغة المقارنة والتفضيل نفسها الموجودة في الحكمة العربية، ولو حاولنا اعتماد ترجمة حرفية أخرى مطابقة للمثل العربي لكانت الترجمة الأنسب كالآتي :

- »A coincidence (chance) is better than an appointment."

وهنا نلاحظ وجود قواسم مشتركة بين الحكمتين بالعربية وبالإنجليزية، حيث أنهما تحملان المعنى المباشر نفسه عند القراءة السطحية وهو الذي يتحدث عن المواعيد، بينما تضمران في الحقيقة معنى أعمق وهو النصيحة بعدم اللّجوء الدائم للتخطيط لكل شاردة وواردة في الحياة وترك بعضها للقدر أو للصدفة، وهذا التوافق بين المثلين في المقصد يدل على إصابة المترجم في اختياره.

4.2.2. النموذج الرابع

الحكمة باللغة العربية

الحكمة باللغة الإنجليزية

1-« إذا بُلِيتُم فاسْتتروا » (ص.33)

-« Don’t wash dirty biner in public » (p. 33)

تحمل هذه الحكمة العربية في طياتها سياقات عدة تمس الجانب الاجتماعي وكذا الديني، وقد يضيف البعض كلمة « معاصي » لهذه الحكمة للدلالة على ابتلاء المرء في دينه فيقولون « إذا بٌلِيتم بالمعاصي فاستتروا »، ورغم أن الفقهاء يؤكدون أن لا أثر لهذا القول في كتب الحديث، إلاّ أن البعض يظنها حديثا من الأحاديث النبوية ربما لأنها توافق النصوص الدينية فيما تدعو إليه، حيث تشير هذه الحكمة العربية إلى ضرورة التحفظ والاستتار في المحن أو الابتلاءات التي قد يواجهها الإنسان في حياته، وتنصح بستر العيوب وعدم الجهر بالمساوئ خاصة ما يتعلق منها بالجانب الأخلاقي حفاضا على كرامة الإنسان وصورته أمام الناس من جهة، وتجنبا لنشر الفتن والعادات المشينة في المجتمع من جهة أخرى.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن المثل الذي اختاره المترجم كمقابل باللغة الإنجليزية « Don’t wash dirty biner in public » يعود إلى الحكمة ذات الأصل الفرنسي« Il faut laver son linge sale en famille »، حيث شاع تداوله في بدايات القرن الثامن عشر بالصيغة التالية « Don’t wash your dirty linen in public »، وقد وظّفه الكاتب والفيلسوف الفرنسي فولتار « Voltaire » في كتاباته، كما استخدمه القائد العسكري نابليون بونابارت« Napoleon Bonaparte » في رسالة وجهها إلى الغرفة السفلى للبرلمان الفرنسي سنة 1815، فلفت بذلك انتباه الإنجليز لهذه الحكمة(Flavell 1997 : 76).

وعند المقارنة نلاحظ أن الحكمة العربية صيغت في شكل جملة شرطية يتخللها فعل مبني للمجهول + فعل أمر للنصح والتوجيه، بينما الحكمة المقابلة باللغة الإنجليزية اعتمدت على صيغة الأمر والنفي للتحذير، وللإشارة قام المترجم هنا باستبدال كلمة « linen » التي تعني في اللغة الإنجليزية : « القماش الذي تصنع منه الملابس » (Sinclair 1994 : 23 )والموجودة في الحكمة الأصلية، بكلمة « biner » وهو اختصار لكلمة « »carabiner« أو »karabiner التي تطلق عادة على أداة تستخدم في تسلق الجبال(Sinclair 1994 : 844 )وهذا ما غير تماما من معنى المثل وجعله يبدو غير منطقي وغير مناسب في الترجمة.

5.2.2. النموذج الخامس

المثل باللغة العربية

المثل باللغة الإنجليزية

1-« رَجع بِخُفَيْ حُنَيْنْ » (ص.125)

-« To dine with duke Humphrey ». (p. 126)

يستخدم المثل العربي « رَجعَ بِخُفَيْ حُنَيْنْ » أو « عاد بِخُفَيْ حُنَيْنْ » للتعبير عن حالة الإحباط أو العودة بخيبة الأمل بسبب الفشل في تحقيق الأهداف المرجوة أو الإخفاق في الحصول على شيء ما، حيث تعود قصة هذا المثل إلى إسكافي يدعى حُنَيْنْ، جاءه أعرابي لشراء خُفَّيْن فأكثر الجدال معه حول ثمنهما ولم يشتريهما، ومن غيضه انتقم حُنَيْن بحيلة جعلت الأعرابي يعود بخُفَّين فقط لكن دون ناقته (محمد علي، 1998، ص.125) وعليه فإن المثل يحمل معنيين الظاهر هو قصة خُفَيّ حُنَيْن، بينما يرمي في الباطن إلى ضرب المثل بمن يعود خائب الرجاء.

وبالنظر إلى الفارق بين المعنى الحرفي والمقصد الحقيقي لهذا المثل الذي ينتمي إلى الثقافية العربية، لا يمكن هنا أن تحقق الترجمة الحرفية Returned with the shoes of Hunayn)) الغرض عند المتلقي الإنجليزي الذي لا يمتلك أي فكرة عن شخصية حُنَيْن وقصة الخُفَّين فهي ليست جزء من ثقافته، وعليه من الصعب أن يفهم المغزى من المثل العربي وهذا ما دفع المترجم في هذه الحالة إلى البحث عن المكافئ المناسب في الثقافة الإنجليزية، فاستخدم المثل « To dine with duke Humphrey » الذي يمكن اعتباره المثل الأقرب من حيث المعنى والمقصد في ثقافة الهدف، فهو مثل إنجليزي قديم يعود إلى القرن الخامس عشر، ارتبط أصله من حيث المكان بكنيسة « سانت بول » Saint Paul« العتيقة في إنجلترا، وبـ »همفري« دوق غلوسترDuke of Gloucester) (Humphrey، حيث كان الناس بسبب الفقر يمشون بدلاً من تناول الطعام، والملاحظ هنا هو أن هذا المثل الإنجليزي هو الآخر يحمل معنى حرفي هو »تناول العشاء مع دوق همفري"، بينما يُقْصَد عند الإنجليز العودة جائعا أو بدون عشاء (Speake& Simpson 2004 :92)، وقد توسّع معناه مع الوقت وبات يُطلق على من يعود خائبا، أو خالي الوِفاض مما يجعل منه مكافئا مناسبا للمثل العربي.

وانطلاقا من مقارنتنا بين المثلين العربي والإنجليزي في هذا النموذج بدت لنا الفروقات بينهما جَلِيَّة على كل المستويات : سواء من حيث المفردات المستخدمة أو الصيغة التركيبية أو المعنى الحرفي أو المرجعية الثقافية، لكن هذه الاختلافات لم تؤثر في التكافؤ الذي ينشده المترجم، لأن المثلين يُوظّفان في مواقف مشابهة، ويُستخدمان لتحقيق المقصد نفسه، وإن نبعا من بيئتين مختلفتين وثقافتين متباينتين تماما.

6.2.2. النموذج السادس

المثل باللغة العربية

المثل باللغة الإنجليزية

1-« دارهِمْ ما دُمْتَ في دارِهِمْ. » (ص114)

1-"Do in Rome as the Romans do.” (p. 114)

يعود ظهور هذا المثل العربي إلى القرن العاشر ميلادي، حيث ورد كجزء من بيت شعري نظمه الشاعر أبو القاسم ابن شرف القيرواني، توجه فيه إلى الخليفة الفاطمي علي ابن الرشيق بالنصيحة حول سبل الحكم الرشيد، والطرق المثلى للتعامل مع أهل الأندلس، فقال :

« فَدارِهِم ما دُمْتَ في دارِهِم *** وأرْضِهم ما دُمْتَ في أرْضِهِمْ »

يدعو المثل في معناه الحرفي إلى مداراة الضيف لعيوب أهل البيت المضيف مادام في بيتهم، بينما المقصود منه عند العرب هو معنى أوسع يتمثل في الدعوة إلى التكيّف مع التّقاليد أو القوانين التي يقوم عليها مكان أو بلد أو ثقافة معينة، ومراعاة أعراف الناس وعاداتهم وإن كانت مختلفة.

ومما يميز هذا المثل العربي بلاغته المشهودة، حيث يعد أحد الأمثلة البليغة التي يُستدل بها حول الجِناس التام المُسْتَوْفى الذي يتجسد هنا في تكرار كلمة « دارِهِمْ » مرتين بينما هي تدل على معنيين مختلفين : المعنى الأول هو « بَيْتِهِم » أو « مَنْزِلِهِم » أما المعنى الثاني فهو « اسْتُرْهُم » أو « داري عَيْبَهُم »، حيث تحققت شروط الجناس التام المُسْتَوْفى في هذا المثال لأن الكلمتين المتشابهتين من نوعٍ واحدٍ، وتتفق حروفُهما في الهيئةِ والنوعِ والعددِ وكذا الترتيبِ.

أما بخصوص الترجمة فنلاحظ أن المترجم ابتعد تماما عن الترجمة الحرفية في هذا النموذج، واختار السعي وراء المكافئ المناسب في الثقافة الإنجليزية، فوقع اختياره على مثل إنجليزي قديم تم تداوله في نهاية القرن الخامس عشر، بينما أصوله تعود إلى ما قبل ذلك، حيث ورد في « الرسالة 54 » التي خاطب فيها أسقف ميلانو القديس أمبروز « Ambrose Saint »، الأسقف الكاثوليكي « جانوريوس » Januarius« من مدينة نابولي حوالي سنة 400م، وصيغته الأصلية هي : » When in Rome, do as the Romans do« (Ratcliff 2002 : 37). حيث يدعو القديس »أمبروز" من خلال هذا العبارة التي تحولت إلى مثل لاحقا، متلقي الرسالة إلى تقليد أهل روما ومسايرة عاداتهم مادام على أرضهم، وبما أن المرسل والمتلقي كلاهما رجال دين كان المقصود هنا هو احترام المعتقدات الدينية الخاصة بأهل روما، واتباع تعاليم رجال الدين فيها وتجاوز الخلافات بينهم. وقد عاد هذا المثل للانتشار بين الناس بمعنى أوسع ليصبح دعوة إلى تقبل عادات وتقاليد المكان أو الثقافة المستقبلة ومحاولة مجاراتها والاندماج فيها.

والملاحظ هنا أن المترجم أحدث تغييرا طفيفا على المثل الأصلي، فجعله أكثر اختصارا بحذف بعض الكلمات وتغيير الصيغة التركيبية، لكنه مع ذلك احتفظ بالمعنى ذاته دون تغيير، ويمكن القول إن المثل الإنجليزي الذي اختاره هو المكافئ المناسب للمثل العربي في الثقافة الإنجليزية، لأنه يحمل نفس المقصد وهو الدعوة إلى تقبل الاختلافات ومحاولة الانسجام والتوافق مع البيئة أو المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان.

7.2.2. النموذج السابع

المثل باللغة العربية

المقابل باللغة الإنجليزية

« السّيف أصْدَقُ أنْباءً مِنَ الكُتُبِ في حَدِهِ الحَدُّ بَيْنَ الجِدِّ واللَّعِبِ. » (ص139)

1-" Actions speak louder than words.” (p139)

يعود هذا المثل إلى الشاعر العربي « حبيب بن أوس بن الحارث الطائي » المعروف بأبي تمام الذي عاش في العصر العباسي، وهو جزء من قصيدة المدح « فتح عمّورية » التي نظمها الشاعر احتفاءً بفتح الخليفة « المعتصم بالله بن هارون الرشيد » للمدينة البيزنطية عمّورية سنة 223 هجرية (837 ميلادية) (العضيبات 2020). وما يُميّز هذا المثل فصاحته وقوة بلاغته، حيث استخدم فيه الشاعر استعارة مكنية شبّه فيها السيف بالإنسان الصّادق، فحذف المشبَّه به (الإنسان) وذكر صفة من صفاته (الصدق). وقد انتشر هذا البيت الشعري وتحول إلى مثل يتداوله العرب، حيث اسْتُخدم قديما للدلالة على سطوة السّلاح أو السّيف والدعوة إلى توظيفه في تحقيق المآرب، ثم بات يقال للدلالة على قوة الأفعال والدعوة إلى المواجهة بالفعل وليس الكلام في الأزمات والمواقف الصعبة.

وقد اختار المترجم هنا مرة أخرى البحث في الثقافة الإنجليزية عن مثل يمكنه معادلة هذا المثل العربي فوقع اختياره على المثل القائل : « Actions speak louder than words »، وهو مثل إنجليزي يعود ظهوره إلى القرن السابع عشر، حيث استخدمه البرلماني الإنجليزي « جون بيم » (John Pym) في خطابه أثناء فترة الحرب الأهلية في إنجلترا بتاريخ 4 أبريل سنة 1628، ثم ظهر أثره لاحقا مسجلا في الولايات المتحدة. (Speake & Simpson 2004 : 2).

والملاحظ هنا هو أن هذا المثل الإنجليزي يحمل معنى حرفي هو « الأفعال أعلى صوتا من الكلمات »، بينما يقصد به أن الأفعال هي التي تؤثر فعليا في مجرى حياة الإنسان وليس الكلام، وفي هذا المثل دعوة صريحة لتفضيل الأفعال عن الكلام.

ومن خلال المقارنة بين المثلين نلاحظ أن المثل العربي جاء في شكل بيت شعري أي أنه يتكون من صَدْرٍ وعَجُز، بينما المثل الإنجليزي هو عبارة نثرية بسيطة ومختصرة، كما أن الصور البيانية التي يتضمنها المثل العربي تحتاج إلى بحث أعمق لفهم المعنى، وهذا يتطلب كذلك التعرف على السياق التاريخي للقصيدة للتمكن من تفسير المثل بدقة، والوصول إلى المقصود منه على عكس المثل الإنجليزي الذي يتميز بأسلوب مباشر يسير، يمكننا من فهم المقصود منه بسهولة أكبر.

لقد قام المترجم هنا باستخدام أقرب مكافئ للمثل العربي في الثقافة الإنجليزية وكان اختياره موفقا، حيث وظّف التكافؤ الدينامي في الترجمة لتخطي الفوارق الثقافية، ووجد بذلك حلاّ للاختلافات بين المثلين العربي والإنجليزي من حيث الشكل والمضمون وكذا السياق التاريخي.

خاتمة

في الختام، أتاحت لنا هذه الدراسة تقصي أهم الصعوبات التي يمكن أن تطرحها ترجمة الأمثال والحكم العربية إلى اللّغة الإنجليزية، والتي تأتي في مستهلها صعوبة العثور على المكافئ الأمثل في الثقافة المستقبلة، نظرا للفوارق اللّغوية والثقافية الشاسعة، والتباين الواضح بين البيئتين العربية والغربية في المبادئ والقيم وأساليب التفكير.

كما تبين لنا من خلال دراسة النماذج أن ترجمة الأمثال والحكم ليست بالمهمة اليسيرة، فهي تتطلب من المترجم إتقانا للغتين العربية والإنجليزية، ومعرفة واسعة بثقافة المصدر والهدف من أجل استيعاب دلالات الأمثال والحكم الأصلية وخباياها، والتمكن من نقلها بشكل صحيح إلى لغة الهدف. فالأمثال والحكم العربية كما بينته الدراسة تتميز بجماليتها الأسلوبية وبلاغتها وعمق معانيها والتصاقها بالبيئة التي نشأت في كنفها، لذلك فإن الترجمة الحرفية أو ترجمة المعنى لا تجدي في الكثير من الحالات، ويصبح البحث عن المثل أو الحكمة المكافئة في ثقافة الهدف الحل الأمثل البديل عن ذلك، والسبيل الوحيد لتحقيق التكافؤ الدينامي المنشود.

في النهاية، مكنتنا هذه الدراسة من التعرف عن كثب على المكانة التي تشغلها الأمثال والحكم في التراث النثري والشعري العربيين، وعن قيمتها الدينية وأهميتها الاجتماعية في توجيه المجتمع بالنصح وتعزيز السلوك الإيجابي لدى أفراده، من خلال نقل المعرفة والحكمة الناتجة عن عصارة التجارب المتراكمة مع الزمن وعبر الأجيال المتتالية. فالأمثال والحكم العربية تعد علامات بارزة على رقي الفكر العربي وتحضره وهي إحدى معالم الإبداع اللّغوي في التراث الأدبي، لذلك نؤكد من خلال هذه الدراسة على ضرورة إيلاء أهمية أكبر لترجمة الأمثال والحكم العربية إلى اللغات الأخرى، وذلك من أجل تعريف العالم بحكمة العرب وحسن تدبيرهم، ومحاولة تصدير صورة إيجابية عن الثقافة العربية في زمن هيمنت فيه الثقافات الغربية.

أبو علي، محمد توفيق. 1988. الأمثال العربية والعصر الجاهلي : دراسة تحليلية. بيروت : دار النفيس.

أبو عبد الله، محمد الحداد محمود. 1987. تخريج أحاديث إحياء علوم الدين للعراقي وابن السبكي والزبيدي. الرياض : دار العاصمة للنشر. ج1.

الخطيب، عصام عبد العزيز.2000. الأمثال العربية القديمة التي خالفت قواعد اللغة النحوية والصرفية. ديسمبر 2000. إشراف صالح بن سليمان العمير.

الرازي، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر. 1987. الأمثال والحكم. تح : فيروز حريرجي. دمشق : المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

السبكي، تاج الدين. 1992. كتاب طبقات الشافعية الكبرى. تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو ومحمود محمد الطناحي. مج 6. ط2. الجيزة : هجر للطباعة والنشر والتوزيع.

العضيبات، دعاء. 2020. « قصة قصيدة : السيف أصدق أنباءً من الكتب ». يوليو 2020 موقع أي عربي]الشابكة[.> https://e3arabi.com/. URL : < بتاريخ 22/09/2024.

علي، كمال محمد. 1998. حكايات الأمثال والحكم العربية. المكتبة الأكاديمية. القاهرة. ط1.

خلايلي، كمال. 1998. معجم كنوز الأمثال والحكم العربية النثرية والشعرية. بيروت : مكتبة لبنان.

قطامش، عبد المجيد. 1988 . الأمثال العربية دراسة تاريخية تحليلية. دمشق : دار الفكر.

مجموعة من المؤلفين. 1999 . الموسوعة العربية العالمية. المملكة العربية السعودية : مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.

مكسح، لويزة. د.ت. « الأمثال والحكم الشعبية : دراسة سوسيودينية ». مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية. الجزائر : جامعة تبسة. العدد1. المجلد8. ص369-378.

Balla, Bonaventure. 2022. The Translation of Proverbs, Semantic, Hermeneutic, And Cultural Challenges. [internet] Volume2. p58-62. <Https://Www.Researchgate.Net/Publication/364319951>. On 12/10/2024.

Baumgardt, Ursula& Bounfour, Abdallah. 2005. Le Proverbe En Afrique. France : Editions L’Harmattan. [internet]. URL<Https://Www.Perlego.Com/Book/3121242/Le-Proverbe-En-Afrique-Forme-Fonction-Et-Sens-Pdf>. On 15/10/2024.

Flavell, Linda & Flavell, Roger.1997 . Dictionary of Proverbs and Their Origins. New York : Barnes & Noble Books.

Ratcliff, Susan. 2002. The Oxford Dictionary of Phrase, Saying and Quotation. New York : Oxford University Press.

Sinclair, John Mchardy. 1994. Collins English Dictionary. England : Harper Collins Publishers.

Speake, Jennifer & Simpson, John. 2004. Oxford Dictionary of Proverbs. New York : Oxford University Press.

بن نعمان رتيبةRatiba Bennamane

جامعة الجزائر2 Alger

© Tous droits réservés à l'auteur de l'article