مقدمة
كانت الترجمة ولا تزال الوعاء الحامل لفكر الأمم، وهي عنصرا حاسما من عناصر التنمية الفكرية، وتبادلا وتعاونا فكريا لا غنى عنه، وتعد أداة من أدوات الإثراء اللغوي واللغة عنوان رقي الأمم، وبفضل الترجمة تطورت الشعوب وارتقت. وتعتبر الترجمة همزة وصل بين الفيلم والمتلقي في اللغة المستهدفة نظرا لاختلاف الأجناس والثقافات وتعدد الألسن بحيث باتت كل الأفلام في متناول الجميع عن طريق الترجمة من وإلى اللغات الأجنبية عبر شاشات العرض السينمائية أو القنوات الفضائية، وحتى الهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية لما تسخره هذه الأخيرة من خدمة لغير الناطقين بلغة الفيلم الأصل، وتعلم للغات عن طريق الأفلام المسترجة كونها تدرج اللغتين الأصل والهدف.
نحاول من خلال هذا البحث تسليط الضوء على الرقابة في ترجمة الأفلام، وتجلى ذلك في مجموعة من الفرضيات أهمها: كيف تتم ترجمة الأفلام؟ وما هي الآليات التي يلجأ لها المترجم؟ وإلى أي مدى يمكن أن تأثر الرقابة في الأفلام المترجمة؟
سنتطرق في هذا البحث إلى مفهوم ترجمة الأفلام وآلياتها، معنى الرقابة وأبرز المحطات التي شهدها تاريخها وصولا إلى أثر هذه الأخيرة في الترجمة الفيلمية مع دراسة تطبيقية حول عينة من الأفلام المسترجة نهدف من خلالها إلى تبيان الأثر من ذلك بين مؤيد ومعارض لها.
1. ترجمة الأفلام
لقد أصبحت ترجمة الأفلام أكثر شهرة ونقاشا منذ الذكرى المئوية للسينما عام 1995(Yves Gambier,2004 )، وكانت ولازالت تحديا في مجال السينما، حتى الأفلام الصامتة لم تكن صامتة فعلاوة على الموسيقى والمؤثرات الصوتية نجد العناوين الداخلية التي تعتبر ترجمة للمشهد الصامت، ويعود أول ظهور للكتابة على شاشات السينما الصامتة مع بورتر (porter) سنة 1903 حين قام بإدراج نصوص قصيرة بين المشاهد لتصفها أو لتشرحها شرحا مقتضبا، بحيث جاءت فكرة العناوين الفرعية (Sous-titres) من العناوين الداخلية (Intertitres) الخاصة بالسينما الصامتة (Jean Marc Lavaur et Adriana Serban,2008)، والهدف منها تعويض الصوت الذي لا وجود له في الفيلم بعرض نصوص بين كل مشهدين متكونة من عدة أسطر.
وتعتبر ترجمة الأفلام نوعا من أنواع الترجمة السمعية البصرية، تختص في ترجمة كل الأعمال السينمائية، وارتبط تاريخها بتاريخ كل من السترجة والدبلجة، وتمر بعدة مراحل كالآتي:
-
قراءة السيناريو المكتوب الذي يعد أحد أهم عناصر نجاح أي عمل فني، ومن ثمة مشاهدة السيناريو المرئي (Screen Play) (Pilar Orero,2004).
-
الترجمة والتكييف على حسب ثقافة المتلقي.
-
إخراج العمل في شكله النهائي: سترجة (الانتقال من المسموع إل المكتوب) أو دبلجة (قطع أصوات المتحدثين في اللغة الأصل واستبدالها بأصوات أخرى في اللغة الهدف) أو إنتاج متعدد اللغات (إنتاج نسخ متعددة لمنتوج سينمائي واحد مثل: فيلم الرسالة).
2. الرقابة
لم تسلم الترجمة هي الأخرى من سلطة الرقيب، وهي تختلف من بلد لآخر إلا أنها تلتقي في نقطة: حماية المصلحة الوطنية والقومية (جان الكسان،1982) كالإساءة لسمعة بلد ما، ومظاهر الثورات وغيرها...فلها حدود لا يمكن تخطيها، والرقابة موجودة في الترجمة منذ أقدم العصور حتى أن (حنين بن إسحاق كان يلجأ في ترجماته إلى إسقاط الحديث عن المعتقدات الوثنية والآلهة) (عز الدين عناية،2014).
ويعرفها معجم المصطلحات السينمائية على أنها:
«حق لدولة ما في إلقاء النظر على الإنتاج الثقافي، ويمكن أن تتخذ شكل انتقاد بسيط أو شكل المنع تبعا للأماكن والعهود والأنظمة السياسية»( ميشل ماري وتيريز جورنو، 2009).
ونجد في تعريف آخر لها:
« Censorship is a coercive and forceful act that blocks, manipulates and controls cross-cultural interaction in various ways ».( Mona Baker and Kristen Malmkj R 2001 : page)
يعنى ذلك: أنها فعل يعيق التفاعل بين الثقافات، وهذا ما يتوافق مع رأي إيف غامبي (Yves Gambier) في أنها تقيد حرية التعبير عن طريق المنع الكلي أو الجزئي:
« Limitation de la liberté d’expression par l’interdiction totale ou partielle de la diffusion d’une œuvre d’une publication ou d’une idée » ( Yves Gambier, 2002).
1.2. الرقابة في ترجمة الأفلام
الرقابة جزءا لا يتجزأ من الكل، وتتجلى في الترجمة في تحوير المعنى عن طريق منع فكرة دخيلة على مجتمع ما كالأمور المنبثقة من سياسة العولمة، وما يعرف بحرية التعبير وحرية الديانات والمعتقدات مما يؤدي لا محالة إلى إثارة الفتن الطائفية، بمعنى أمور لا علاقة لها بأسس أو تقنيات أو نظريات الترجمة بل حدود أو خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها عن طريق إجراء تعديلات أو ما يعرف في مجال الترجمة على الشاشة بالتكييف ليتماشى الفيلم مع الثقافة أو الجمهور الهدف على ألا تتسبب الرقابة في تغييب متعة المشاهدة العائلية.
وجاء في هذا الصدد: «الرقابة في الترجمة هي عبارة عن جهاز إداري يشغله موظفون يسعون إلى مراقبة كل الأعمال أو الإنتاجات» (توفيق محمد عبد المحسن، 2005)
ويقول عنها صبحي حديدي: (الرقابة في الترجمة أمر مختلف لأنها تتلاعب بالنص وتحرف محتواه) ‹صبحي حديدي، 28⁄11⁄2022 ›، ولا تشمل الرقابة في ترجمة الأفلام على حذف المشاهد التي لا تتماشى مع ثقافة المتلقي فحسب بل حتى المغالطات التاريخية والدينية، مثل: الأفلام التي نجد فيها كائنات خرافية ‹محمد كريم، 21 سبتمبر2015 ›، وتلك التي تهان فيها الديانة المسيحية، هذا ما يعنى أن الرقابة في الترجمة الفيلمية تمس كل البلدان وليست محصورة في الوطن العربي.
وتعتبر الرقابة موضوع حساس راجع إلى اتساع نطاق الترجمة، والحديث عن الرقابة صار أشبه ما يكون بالإعلان الترويجي للفيلم، وتعرفها غابرييالا سكاندورا (Gabriela Scandura) : جهاز رقابي كباقي الأجهزة الرقابية يشغله مترجمون متخصصون في المحال السينمائي، وهي متعلقة بالأفلام المسترجة كونها تدمج النسختين(Gabriela Scandura, 2000).
2.2. أنواع الرقابة في ترجمة الأفلام
1.2.2. الرقابة العليا
التي تفرض من طرف السلطة الحاكمة في البلاد على الناشر أو المنتج أو المترجم، وتسمى بالرقابة السياسية لغاية أو لهدف لا علاقة له بالترجمة (علي محمد الدرويش، 2005)، وإنما خدمة لأغراض معنية كحماية المجتمع من التأثيرات الخارجية، فقد سلط حكام الدول إبان الحرب العالمية الثانية الرقابة على الأفلام المحلية والمترجمة تفاديا لتسرب الأفكار والإيديولوجيات المنددة بإطاحة الأنظمة، لذلك يطلب من المترجم أو من يشرف على العمل تعديل الترجمة، وحذف المفاهيم التي لا تتناسب مع تقاليد المجتمع وقيمه.
فلكل دولة قوانين خاصة بها متعلقة بالأعمال السينمائية المحلية أو المستوردة لاسيما المترجمة مثلا: كانت تبث فرنسا الأعمال المدبلجة فقط بعد مرورها على الهيئة المكلفة برقابة الأفلام المترجمة (Gabriela Scandura, 2005)، ولا مجال للمسترجة لأن الدبلجة تخفي النص الأصل، والسترجة تدمج النسختين، ويمكن أن يفهم من يتقن لغتين أي تغيير، ويبقى يتساءل لماذا تم ترجمة هذا القول هكذا أو على هذا النحو؟
وقد رفضت هيئة الإذاعة البريطانية إذاعة برنامج أمريكي موسوم بـ: «شارع السمسم» لأنه برأيها سيحمل إلى أطفال بريطانيا قيما غريبة عنهم ‹د. محمد عتيق،31⁄08⁄2022›، (أمريكا دولة ديموقراطية وبريطانيا مملكة).
وتقوم الهيئة البريطانية بالرقابة عن طريق مراقبة الأفلام المحلية والمترجمة لمنع مشاهد الشتائم (جان الكسان، 1982) من خلال تصنيفها:
-
أفلام الكبار
-
أفلام الصغار
أفلام رعب ووضع الألوان كذلك:
-
الأخضر: أفلام عائلية.
-
الأصفر: أفلام للبالغين.
-
الأحمر: أفلام العنف (جان الكسان، 1982).
أما عن بلجيكا فقد وضعت عام 1935 لائحة أمام قاعات السينما مكتوب عليها: ممنوع دخول الأطفال (جان الكسان، 1982) سواء تعلق الأمر بالأفلام الناطقة باللغة الأصل أو المترجمة.
كما وضعت أمريكا حدا للرقابة في ترجمة الأفلام تمثل في اختراع جهاز (TV Guardian*1) جهاز يوصل بالتلفزيون، ويقوم أوتوماتيكيا بالتقاط الكلمات غير اللائقة، ويستبدلها بكلمات أقل وقعا أو يقطع الصوت (Yves Gambier, 2002).
وشجعت كل الدوافع السياسية والدينية إلى تشديد سلطة الرقابة على ترجمة الأفلام من خلال وضع مجموعة من القواعد والمبادئ للسلوك المقبول على الشاشة كالمواضيع التي لا تتماشى مع أخلاق ومعتقدات الشعوب العربية ودين الإسلام مثل : الأفلام التي تنتهك حرمة الديانات السماوية والمسيئة للأنبياء والرسل، والتي نشاهده فيها أن الشخص قد توفي وروحه بعثت في جسد آخر (Réincarnation)، فقد يمنع ترجمة مثل هذه الأفلام، ومن بعض معايير الرقابة المعمول بها في بعض الدول العربية : قص المشاهد التي تصور في الحانات، والتي فيها شرب الخمر، وتعاطي المخدرات، وغيرها...
2.2.2. الرقابة الذاتية
أو ما يعرف بالرقابة الأخلاقية، وهي خاصة بالمترجم بمعنى له الحرية التامة في حذف كلمات واستبدالها بأخرى أو قطع مشاهد تخدش حياء المشاهد التي يتطلب إخضاعها لقواعد الرؤية على الشاشة.
وجاء على لسان السيناريست والمخرج ماثيو كاسوفيتز (Mathieu Kassovitz)
(Je suis contre la censure et pour l’autocensure qui est un problème d’éthique, il faut être responsable de ses actes) (Yves Gambier, 2002)
يعني ذلك: أنا ضد الرقابة ولكنني مع الرقابة الذاتية التي تعتبر مشكلا أخلاقيا.
3.2.2. الرقابة المالية
بمعنى الحاجة إلى المال لاختيار نوع الترجمة (Yves Gambier, 2002) :سترجة أم دبلجة (أضعاف السترجة)، أو حتى الإنتاج متعدد اللغات الذي يتطلب أموالا طائلة.
وتتمثل الرقابة في الأفلام المسترجة في تحوير المحتوى بحيث يلاحظ المتتبع تناقضا بين ما يقوله الممثلون، وما يظهر على الشاشة يصل إلى درجة استغباء المشاهدين (زينب حاوي، 15⁄01⁄2019) كاستبدال الكنيسة بالمعبد، والخمر بعصير العنب أو نوعا آخر من العصير، فكيف يتقبل المشاهد مشهدا في حانة، والترجمة على النحو الآتي : أعطني عصير التفاح !
ونضرب مثالا عن فيلم رعاة البقر بحيث تم ترجمة الخمر بالشاي، يدخل البطل (Clint East Wood) ويطلب كأس شاي ضاربا بيده الطاولة، ويطلب كأسا ثان ثم ثالث ثم رابع فهل نضرب الطاولة من أجل كأس شاي أم خمر؟، وهذا ما نسميه بالمداورة (عبد الرزاق بنور،2008) بمعنى: التدوير، نرى شيئا ونقرأ شيئا آخر في السترجة أو نسمع كلاما مغايرا في الدبلجة.
ويرى جورج أبو سلبي المنسق الفني لشركة (Image production House) أنه يجب إعطاء كل الأعمال الطابع العائلي ما يستوجب أوتوماتيكيا الرقابة، وهذا ما يعرف بالتلطيف أو التهذيب مثال ذلك: فيلم (Les Indigènes) لرشيد بوشارب حين يقول الممثل: « بلع فمك » يحبذ ترجمتها : « Ferme ta bouche » وليس« Tais toi » وعدم اللجوء لمرادف الكلمة.
ولكن نجد في ترجمة بعض الأفلام خداعا للجمهور عن طريق استبدال كلمات تفيد معنا مغايرا بحيث ترجمت عبارة: « »Prier à l’égliseالتي تعني : « الصلاة في الكنيسة » بـ : « الصلاة في المسجد »، وتظهر الكنيسة في المشهد.
ويقول مازن حايك المتحدث الرسمي لقنوات (MBC) أنها قنوات عائلية بامتياز لذلك يجب إجراء بعض الاستثناءات شريطة عدم التأثير على الحبكة الدرامية (زينب حاوي، 15⁄01⁄2019)، ولا يجرى الحذف للحذف بل لتوفير محتوى آمن.
4.2.2. الرقابة في ترجمة الأفلام بين مؤيد ومعارض
وعلى الرغم من حساسية هذا الموضوع إلا أن التعرض لنص بهذا الشكل يخل بأحد مبادئ الترجمة، وهو الأمانة العلمية، ومهما كانت العملية الترجمية فإنها تقاس بدرجة أمانتها للأصل وأي تغيير يعتبر خيانة، وتشكل الرقابة مشكلا بالنسبة للمترجم يتمثل في أمانة أو خيانة العمل الأصل بمعنى إما أن يلتزم بالأمانة مراعيا بذلك الصدق والوفاء ويترجم العمل كما أو يخونه محترما المعايير السوسيوثقافية.
وقد اختلفت الآراء بين مؤيد ومعارض حول الالتزام بالأمانة أو خيانة المنتوج الأصل بتكييف الفيلم وإخضاعه لرقابة، ولقد تحولت (الرقابة من أداة حريصة على منع الانفلات إلى أداة تكبيث) (عز الدين عناية،2014)، وإذا كانت (الرقابة رصاصة فلتكن رصاصة رحمة للأفلام الهابطة والمنحرفة) (جان الكسان،1982).
ويقول فيليب الصايغ في هذا الصدد: (إن بعض المترجمين عند نقلهم لرائعة أدبية إلى لغاتهم أضافوا من عندهم ما جعلها أروع من الأصل) (فيليب صايغ وجان عقل، 1993)
وهذا ما يتفق مع ما جاء على لسان صفاء خلوصي: (يجوز للمترجم أن يضيف إلى المعنى الأصلي شيئا من عنده لتقويته أو يحذف معنا ثانويا لا رئيسيا) (د.صفاء خلوصي، 1982) الزيادة والنقصان هنا لإنتاج نص جديد.
ويرى علي محمد الدرويش حول إشكالية الأمانة والخيانة أن للمترجم حق اختيار المنتوج، وإن ارتأى بأنه سيخون العمل الأصل يرفض الترجمة قائلا: (على المترجم أن يلتزم بالأمانة العلمية، وآن عرض عليه عملا فوق طاقته يعتذر عن القيام به، ويشرح أسباب اعتذاره بكل صراحة وصدق وأمانة) (علي محمد الدرويش، 2003)، وفي باب الأمانة للرومان قول مأثور : (الترجمة خيانة) (فيليب صايغ وجان عقل، 1993).
ويقول باسكال بوشاز (Pascal Bouchez page ): "La trahison est une nécessite" (Bouchez
بمعنى : الخيانة حتمية، ويرى عبد الرزاق بنور الذي يرى بأن : (مفهوم الأمانة يتدنى في الدبلجة إلى أدنى مستوياته) (عبد الرزاق بنور، 2008)، لأنه ليس بإمكاننا معرفة ما إن تم ترجمة النص بأمانة أو بخيانة للعمل الأصل إلا بعد الرجوع للنسخة الأصلية.
في حين يقول عز الدين عناية : (أنه يحق وصم المترجم بالخيانة حين تُدمَّر دلالة النص في اللغة الجديدة، ويتهاوى من عليائه في اللغة الأصلية إلى أسفل سافلين في اللغة المضيفة. وبالتالي حق أن يُنعَت المترجم بالخائن حين يُخفق في إيصال النص في بهائه الأصلي) (عز الدين عناية،2014).
وبين مؤيد ومعارض تقول صفاء خلوصي حول الجدل القائم بين الأمانة والخيانة: (ساد الرأي القائل بأنه يجوز للمترجم أن يصقل الأصل ويحسنه في شكله المترجم ثم ظهرت فكرة الاحتفاظ حتى بأخطاء الأصل ونواقصه) (د.صفاء خلوصي، 1982).
3. دراسة تطبيقية حول الرقابة في بعض الأفلام المترجمة (أمثلة مقتبسة من أفلام جزائرية مسترجة)
فيلم السكان الأصليون (Les Indigènes) لرشيد بوشارب |
||
Marseille c’est le paradis |
مارسيليا الجنة |
سترجت بـ: مارسيليا وجهتي |
On voudra être comme les pieds noirs |
نريد أن نكون مثل الإفريقيين البيض، وتعني noirs: سكان من أصل أوروبي دخلوا الجزائر في 1936 إبان فترة الأستعمار، وقد فرض المترجم نوعا من الرقابة متفاديا استعمال مصطلح: الأقدام السوداء. |
البيض، وتعني pieds noirs: سكان من أصل أوروبي دخلوا الجزائر في 1936 إبان فترة الأستعمار، وقد فرض المترجم نوعا من الرقابة متفاديا استعمال مصطلح: الأقدام السوداء. |
Le porc est mon plat préféré |
لحم الخنـزير طبقي المفضل |
سترجت بـ : اللحم طبقي المفضل |
فيلم الهدية الأخيرة |
||
هذا ما رجعش سبيطار ولا مجزرة |
Ce n’est plus de la chirurgie, c’est de la boucherie |
فرضت الرقابة السياسية على المترجم في هذا المثال بحيث استبدل كلمة سبيطار بـ: chirurgie لأن معظم القادمين للمستشفى هم ضحايا ألغام، ويتم نقلهم مباشرة لغرفة العمليات لبثر أرجلهم أو أيديهم. |
لا خرائط ولا حتى شيء |
Nous les avons demandés par les voies les plus officielles, mais en vain |
رقابة سياسة: الهدف منها التوضيح بأن السلطات الجزائرية طلبت من الحكومة الفرنسية تسليم خرائط الألغام لكنها رفضت. |
فيلم دورية نحو الشرق |
||
بارك الله فيك |
Merci |
يقابل كلمة: Merci باللغة العربية: شكرا، ولكن المترجم تعمد ذلك لأنه لا وجود لها في الثقافة الهدف. |
فيلم حسان النية |
||
Elle t'aime |
قلبها مليح |
يمكن أن المترجم راعى مظاهر الحشمة، واحترم المشاهد العائلية، وسلط رقابة ذاتية أخلاقية |
فيلم سقف وعائلة |
||
Que dieu bénisse les mariés |
تم سترجة مشهد قراءة سورة الفاتحة بين ولي كل من العريس والعروس بـ : Que dieu bénisse les mariés حور المترجم المعنى، واستعمل تعبيرا أجنبيا خاصا بالمجتمع الفرنسي، فكان يتطلب منه شرح المشهد وليس خيانته. |
نلاحظ في العديد من الأفلام المحلية التي تترجم نحو اللغة الفرنسية عدم أو تفادي ترجمة العبارات التالية: الله أكبر، الحمد لله، والله، البسملة... فما الدافع وراء ذلك؟ |
خاتمة
إن عملية الترجمة قديمة قدم الإنسان وقدم حاجته للتواصل مع غيره ممن لا يتكلمون لغته، وهي ليست مجرد الانتقال من لغة إلى لغة أخرى. بل الانتقال من ثقافة وحضارة إلى ثقافة وحضارة أخرى خصوصا عندما يتعلق الأمر بترجمة فيلمية تعرض عبر السينما والتليفزيون.
الأمر الذي يتطلب من المترجم تقنيات خاصة بالترجمة للشاشة أبرزها التكييف والرقابة بشتى أنواعها من رقابة عليا يفرضها الرقيب إلى رقابة أخلاقية خاصة بالقائم على العمل، ولكل منهما أثر على المنتوج السمعي البصري. ولا يسعنا في الأخير إلا أن نقول : هل تعتبر الرقابة اعتداءا على حقوق المؤلف؟ وهل هي أداة حماية أو حصر وقمع لحريات التعبير وإبداء الرأي؟ هذه الأسئلة مجال دراسات أخرى يجيب عنها باحثون آخرون.