مقدمة
في صراع «المقاومة الإسلامية في لبنان»، الجناح العسكري لـ «حزب الله» مع الجيش الإسرائيلي، والذي يعد جزءاً من الصراع العربي الإسرائيلي، ثمة صراع لغوي بالتوازي مع الصراع العسكري (Suleiman, 2004). ولذلك، يقوم كل طرف بتأطير الصراع وما يجري فيه وما ينتج عنه وحتى الأمكنة التي يجري فيها (El Zein, 2015).
ونتيجة لذلك، فإن مخرجات «المقاومة الإسلامية في لبنان» وإعلامها الحربي تشكل أحد تجليات الصراع، وبالتالي فإنها تحتوي على مفردات تتجاوز المعنى اللغوي. وبناء عليه، فإن هذه المصطلحات بحاجة إلى عناية لفهمها وبالتالي ترجمتها بطريقة صحيحة. ومع ذلك، فإن هذه المصطلحات، والتي ربما لا يتوقف المرء عند معناها، أحياناً، لها مدلولات قد لا يلتفت إليها بعض الذين يستخدمونها ولا يعرف مدلولاتها بعض متلقيها.
ولتجسير الإشكالية التي لم يتناولها بعض الباحثين، ستقوم هذه الورقة البحثية بتفحص ترجمة عدد من المصطلحات المرتبطة بـ « المقاومة الإسلامية في لبنان » ومخرجات إعلامها الحربي لتحديد الدلالات التي يرمي إليها خطابها الإعلامي، خصوصاً أن إدراك مدلولاتها الأصلية سيسعف المترجمين بنقلها إلى لغة أخرى، خصوصاً إلى اللغة الإنكليزية، من دون عناء كبير. وللإجابة عن سؤالها، المرتبط بهدفها، ما هي المفردات والمصطلحات الصادرة عن « المقاومة الإسلامية في لبنان » أو تلك المرتبطة بها والتي قد يخفق بعض الباحثين بنقل معناها الحقيقي من اللغة العربية إلى اللغة الإنكليزية وأثر ذلك على المعنى المراد؟، فإن هذه الورقة البحثية ستختار عينات من خطاب الإعلام الحربي لـ « المقاومة الإسلامية في لبنان »، الجناح العسكري لـ « حزب الله » وقائدها السيد حسن نصر الله.
1. الإطار العام للدراسة
1.1. المنهجية
تستند هذه الورقة البحثية إلى استراتيجية البحث النوعي، وهذا ما يتلاءم مع طبيعة الدراسات التي تتناول تحليل المفردات لتبيان معناها، ذلك أنه بناء على هذه الاستراتيجية فإن طريق تحصيل المعرفة تفسيري interpretivist epistemology لكلمات مرتبطة بظروفها وسياقاتها constructionist ontology، أو ما يُعرف بالبنائية (Bryman, 2016). أما التصميم الذي اعتمدته هذه الورقة البحثية، فهو دراسة الحالة case study والتي تتلاءم مع البحث النوعي، خصوصا أن دراسة الحالة تستدعي أخذ حالة محددة من حالات سواء كانت متشابهة أم لا وتحليلها بعمق من دون أن يتم تعميم النتيجة على الحالات الأخرى (Bryman, 2016).
إن العينات المختارة للتحليل هي من مخرجات الإعلام الحربي لـ « المقاومة الإسلامية في لبنان »، الجناح العسكري لحزب الله، وقائدها السيد حسن نصر الله. وتعود هذه العينات المعيارية الهادفة، والتي تتلاءم مع استراتيجية البحث النوعي (Bryman, 2016)، إلى بيانات « المقاومة الإسلامية في لبنان » في حرب تموز/يوليو في العام 2006 والتي عددها 80 بياناً بالإضافة إلى تصريحين لقائدها السيد حسن نصر الله أثناء تلك الحرب. وتم تجميع هذه البيانات من موقع العهد الإلكتروني.1
تجدر الإشارة إلى أن اللغة الأصلية للبيانات وخطب الأمين العام لحزب الله هي اللغة العربية، وقد تمت محاولة ترجمة المصطلحات إلى اللغة الإنكليزية بكل صدق وأمانة ونية أكاديمية حسنة.
2.1. الدراسات السابقة
إن مراجعة الدراسات السابقة عن موضوع الورقة البحثية، المتعلق بالمصطلحات الإشكالية في صراع « المقاومة الإسلامية في لبنان » والتي ترجمتها بحاجة إلى عناية، يحيل الباحث إلى مراجعة الأدبيات العلمية التي تعزز فهم موضوع البحث خصوصاً أنه، على ما يبدو، ندرت الدراسات المشابهة.
ولفهم فلسفة الترجمة والتعريب بما يتلاءم مع موضوع هذه الورقة البحثية، فإنه من المفيد الإشارة إلى أهمية اللغة وعلاقتها بالحرب بالإضافة إلى الترجمة في الحروب. تجدر الإشارة إلى أنه تمت الاستفادة في مراجعة الدراسات السابقة وسياقات هذه الورقة البحثية من مراجع باللغة الإنكليزية. ولذلك، تم تعريبها بأمانة علمية ونية حسنة لنقل المعنى الأصلي للنص مع مراعاة الدقة في الاقتباسات المباشرة وغير المباشرة.
1.2.1. أهمية اللغة
تتميز اللغة بكونها أداة للتواصل الإنساني فاللغة « تجعلنا بشراً. ومهما فعلنا، فإن اللغة هي مركز حياتنا، واستخدام اللغة هو الأساس لدراسة كل تخصص آخر. يمنحنا فهم اللغة نظرة ثاقبة لأنفسنا وأداة لاكتشاف العالم حولنا » (Reagan, 2021, p. 19).
ولذلك، تعتبر اللغة ممارسة اجتماعية وعملية ثقافية للتعرف على الذات وتمييزها عن الآخر (Suleiman, 2011).
وفي هذا السياق، إن ثمة علاقة بين اللغة والهوية واللغة والقوة، إذ تعمل هذه العلاقات
« على المستويين التواصلي والرمزي للدلالة. يسمح لنا المستوى التواصلي بدراسة القوة والهوية في الخطاب. الأمثلة النموذجية على ذلك هي استخدام الإيجابي والسلبي في التقارير الإخبارية، والاستغلال الأيديولوجي للموارد المعجمية (خاصة أسماء الأماكن)، واستخدام الضمائر الشخصية في الخطاب السياسي [...]. على المستوى الرمزي، تعمل اللغة كموقع للخلاف الأيديولوجي. هذا المستوى من الدلالة يساعدنا على دراسة القوة الكامنة وراء الخطاب » (Suleiman, 2004, p. 14).
2.2.1. اللغة والحرب
طالما أن اللغة أداة للتواصل الإنساني بتعدد مضامينه وغاياته، فإنها أداة من أدوات سردية وتأطير الصراعات أو الحروب بناء على رؤية كل طرف مشارك فيها بشكل مباشر أو غير مباشر. ولذلك، « فإن الاختلافات اللغوية ليست مرتبطة سببياً بأنواع أخرى من الصراع، ولكن غالباً ما تتجلى أنواع أخرى من الصراع في الصراع اللغوي » (Reagan, 2021, p. 20).
وإذا كانت سردية الحرب الشرعية، والتي عادة ما تكون تحررية - دفاعية2، تعتمد على منطقي الحجاج والإرث الثقافي بما في ذلك الإرث الديني، فإن سردية
« الحروب غير الشرعية [تعتمد] على عنصرين جوهريين : الإيهام والإبهام. يتم الإيهام عادة من طريق تزييف الأهداف. ففي غزو العراق [في العام 2003] كان الهدف « البحث عن أسلحة الدمار الشامل ». أما الإبهام، فلا يرتبط، كما نظن دائماً، بصحة وخطأ الشرط الأول (الإيهام)، والذي يعني في الحالة العراقية صحة وجود أو عدم وجود هذه الأسلحة. إن الإيهام هنا ملحق فرعي، مرهون بتأويل الإبهام. أي ارتباط الايهام والإبهام بمن يحدد حجم الدمار في هذه الأسلحة، ومن يقيسه، وبأي معيار، ومتى وكيف، وما عواقب ذلك » (عبود، 2013).
وخلال الصراع تظهر عملية التأطير التي يمكن رصدها وتتبعها من خلال اللغة، لأنها علامة للهوية. وبناء على هذه الوظيفة، تكتسب اللغة أهمية أكبر من المعتاد في حالات الصراع، إذ تربط اللغة المتحدثين بها داخلياً وتقيدهم خارجياً. في هذا الصدد، تعمل [اللغة] بمثابة حد فاصل بين داخل المجموعة وخارجها (Suleiman, 2004, p. 13).
3.2.1. الترجمة والحروب
وبما أنه لا وجود لأي صراع من دون اللغة، فإنه لا مناص من اعتبار الترجمة أو التعريب
« جزءاً من مؤسسة الحرب وبالتالي تلعب دورا رئيسيا في إدارة الصراع - من قبل جميع الأطراف - من دعاة الحرب إلى دعاة السلام. ولذلك، تساهم الترجمة والترجمة الفورية في تشكيل الطريقة التي يتكشف بها الصراع بطرق عدة » (Baker, 2006, p. 1 & 2).
ولذلك، تشير المؤلفة ذاتها (ibid, p. 2)، نقلا عن شيلتون، إلى أن ثمة طرائق ثلاثاً تجعل الترجمة والترجمة الفورية [وكذلك التعريب] مشاركين في تشكيل الطريقة التي يتكشف بها الصراع،
الطريقة الأولى هي أن إعلان الحرب هو، بعد كل شيء، « فعل لغوي ». ومن الواضح أن هذا الإعلان [اللغوي] الشفهي يجب أن يتم نقله إلى الأطراف الأخرى بلغاتهم الخاصة؛ فلا فائدة من إعلان الولايات المتحدة الحرب على العراق من دون ضمان أن « يسمع » العراقيون وبقية العالم هذا الإعلان. الطريقة الثانية، بمجرد إعلان الحرب، لا يمكن للعمليات العسكرية ذات الصلة أن تبدأ وتستمر إلا من خلال النشاط اللفظي. الطريقة الثالثة، ليس الجيش فقط، بل أيضاً الأشخاص العاديون هم من يجب حشدهم لبدء الحرب ودعمها [...] في أعقاب تفكك الاتحاد السوفياتي ويوغوسلافيا، كان القادة السياسيون الناجحون هم أولئك الذين استخدموا استراتيجيات فعالة لتعبئة الناس العاديين. يجب أن يكون إعلان الحرب وإدامتها مبرراً ومشروعاً بشكل خطابي؛ على السياسيين أن يمهدوا الطريق لقبول الحرب ولتبرر التضحية البشرية. يجب بيع الحروب المعاصرة لجمهور دولي وليس محلياً فقط، وتعتبر الترجمة متغيراً رئيسياً يؤثر على تداول وإضفاء الشرعية على الروايات التي تدعم هذه الأنشطة. وأخيراً، بمجرد اندلاع الحرب، تأخذ محاولات التوسط في إنهاء الصراع وإدارته شكل اجتماعات ومؤتمرات وندوات عامة، بالإضافة إلى مفاوضات سرية. كل هذا يتطلب وساطة المترجمين التحريريين والفوريين (Baker, 2006, p. 2).
وبناء عليه، يمكن للترجمة والتعريب أن يكشفا عن أجندة خفية في النص أو أن يدحضاها، خصوصاً أنهما يعكسان الخيارات الخطابية لكل طرف في الصراع وكيفية تصويره، وبالتالي قد يساهمان في عملية التحشيد الوطني أو بناء صورة سلبية عن الخصم (Ben Salama, 2021, p. 11).
ولذلك، فإن كلا من الترجمة والتعريب هما بناء صورة تعبر عن عالم محدد من خلال إعادة السرد لحدث أو فعل أو صراع، وبالتالي ليسا مجرد نقل نصي محض من لغة إلى أخرى (Baker, 2006, p. 13).
وبما أن الترجمة والتعريب للصراع ليسا فعلاً لغوياً خالياً من الخلفيات السياسية أو الأيديولوجية، فإن ثمة أدوات للكشف عن هذه الخلفيات خصوصاً أن كلا من الترجمة والتعريب لكل طرف من أطراف الصراع فعل بشري غير عشوائي.
ولتبيان خلفيات الترجمة والتعريب، تشير هند بن سلامة إلى أدوات ثلاث لتحقيق ذلك. الأداة الأولى هي تحليل اللغة التي تنعكس بها الأيديولوجيات المفروضة والطوعية (المعتمدة) وتعيد إنتاجها. تظل الأيديولوجيات مخفية حتى مواجهة النص المصدر والنص الهدف. الأداة الثانية وهي معرفة خلفيات المترجم أو المعرب، أو ما يمكن تسميته بوكالة المترجم أو المعرب، وهذه تنعكس من خلال الأيديولوجيات الطوعية التي يتبناها بناء على تجربة شخصية. لذلك، من شأن دراسة شاملة لخلفية المترجم أو ومعتقداته وقيمه أن تساعد في شرح خيارات الترجمة أو التعريب. الأداة الثالثة، وهي الكشف عن الأيديولوجيات المفروضة، والتي تعكسها الأيديولوجيات الاجتماعية والخطابية، كما تعكسها الرقابة الذاتية الذي يقوم بها المترجم أو المعرب سواء كانت هذه الرقابة واعية أو لاواعية (Ben Salama, 2021, p. 36).
وترى المؤلفة ذاتها أن الجمع بين تحليل الخطاب النقدي (مع تحليلاته الكلية والبسيطة) ونظرية السرد (مع استراتيجيات إعادة الصياغة) يمكن أن يحتوي على الأدوات المذكورة أعلاه للكشف عن الخلفيات السياسية والأيديولوجية للمترجم أو المعرب (Ben Salama, 2021, p. 36).3
ولذلك، لا يمكن عزل موضوع الترجمة والتعريب في صراع « المقاومة الإسلامية في لبنان »، الجناح العسكري لحزب الله، والإسرائيليين عن الصراع العربي الإسرائيلي خصوصاً أن الصراع سابق لنشوء حزب الله.4
إن « أحد أهم جوانب الصراع العربي الإسرائيلي هو التلاعب بالمصطلحات لإنشاء خريطة لغوية تحدد تصورات الناس للحقائق على الأرض » (Suleiman, 2004, p. 138).
وبالتالي، فإن عملية التسمية في سياق الصراع العربي الإسرائيلي « تعمل على أنها تحديد موقع في التاريخ، ومؤقتة، وفي نهاية المطاف كتوكيد للقوة كالهيمنة الاستعمارية أو كالمقاومة ضد الاستعمار » (Massad, 2006, p. 14).
وبناء عليه، فإن ثمة تأطيراً في الصراع العربي الإسرائيلي يظهر من خلال عملية التسمية، لا سيما تسمية الذات والأفعال والأماكن، وهذا يعني أن لها مدلولات مغايرة متباعدة ثقافياً وسياسياً لدى طرفي الصراع (Suleiman, 2004). فالإطار يمكن اعتباره أداة تمثيل Representation، لأنه يساهم في إنتاج المعرفة (Watson, 2007). ومن ثم، فإن « التمثيل يربط المعنى واللغة بالثقافة » (Hall, 2013, p. 1).
2. النتائج
بعد جمعها للعينات، استخرجت هذه الورقة البحثية عدداً من المصطلحات التي لا بد من التوقف عند ترجمتها بعد تحديد معناها.
ويمكن تقسيم المصطلحات ذات الصلة في بيانات « المقاومة الإسلامية في لبنان » إلى مصطلحات تؤطر الذات وأفعالها، مصطلحات تؤطر الآخر وأفعاله، مصطلحات تؤطر الأمكنة. ويظهر جدول 1 المفردات التأطيرية التي استخدمتها « المقاومة الإسلامية في لبنان » وترجمتها.
جدول 1. مفردات المقاومة الإسلامية في حربها ضد الاحتلال الإسرائيلي وترجمتها الإنكليزية
الآخر وأمكنته |
الذات وأفعالها |
||
Occupiers |
محتلون |
True believers |
رجال الله |
Occupation Army |
جيش الاحتلال |
Noble Fighters |
المجاهدون |
Settlement |
مستوطنة |
Resistance’s Fighters (Islamic Resistance) |
المقاومون (المقاومة الإسلامية) |
Colony |
مستعمرة |
Knights |
فرسان |
Zionist |
الصهيوني |
Loyal (Noble Fighters) |
الأوفياء |
Invaders |
الغزاة |
Defenders |
مدافعون |
Israelis |
إسرائيلي |
Heroes |
أبطال |
Rapist (usurped lands) |
الغاصب |
Martyrs |
شهداء |
Entity |
الكيان |
True Pledge |
الوعد الصادق |
وبغية الترجمة الصحيحة، فإن هذه الورقة البحثية ستضيء على بعدين يساهمان في التأصيل لفلسفة ترجمة مصطلحات « المقاومة الإسلامية في لبنان » الجناح العسكري لحزب الله.
1.2. فلسفة التأليف واختيار المصطلح
إن النص الأصلي لا بد من أن يكون مبنياً على رؤية سليمة وواضحة لناحية العناية باختيار المفردات وتركيبة الجملة. ولهذا الغرض، من المفترض بكاتب النص الحساس - كالنص المرتبط بالصراع - والذي عادة ما يكتبه أحد عناصر وحدة الإعلام الحربي التابعة للمقاومة الإسلامية في لبنان أن يكون على دراية ليس باللغة وحسب، بل بجوهر وتاريخ الصراع. ولهذا السبب، فإن هذا النص الحساس من المفترض أن يكون مؤطراً، أي أنه يؤطر الذات والأفعال والآخر. إن هذه العملية والتي تندرج تحت نظرية الإطار في الإعلام تقوم على عنصرين أساسيين : الأول الاختيار - كاختيار المفردات أو طريقة الصياغة كما في اللغة، والثاني الإبراز - أي إعطاء الأهمية لما تم اختياره و/أو إبراز الفعل وبالتالي إيصال رسالة محددة إلى الجمهور المستهدف (Scheufele, 1999).
وبناء على ما ورد أعلاه، يمكن الإشارة إلى جملة من المصطلحات التي استخدمتها « المقاومة الإسلامية في لبنان » - الجناح العسكري لحزب الله في حرب تموز/يوليو في العام 2006. لقد احتوى المعجم العسكري للمقاومة على مصطلحات لها مدلولات تتجاوز الإطار اللغوي وصولاً إلى الأبعاد الفكرية والجغرافية والقانونية.
تنقسم المصطلحات التي تؤطر الذات وأفعالها إلى قسمين. القسم الأول هو المصطلحات المعتادة في إطار وصف الذات كمقاومة، كمدافعين، كأبطال، كمحررين، كجهاديين، كشهداء… والثاني هو المصطلحات التي لها مدلولات عميقة المعنى على المترجم أن يفهم معناها من خلال السياقات الأيديولوجية والتي عادة ما يحتاج المؤلف إلى التفتيش خارج النص عن معناها. ففي حرب تموز/يوليو في العام 2006 ظهر مصطلح « رجال الله » والذي استخدمه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في رده على الرسالة التي وجهها عناصر من « المقاومة الإسلامية في لبنان » إليه يعلنون فيها ثباتهم في الميدان وولاءهم يوم 28 تموز/يوليو في العام 2006، إذ قال السيد نصر الله في رده عليهم في اليوم التالي : « ... أنتم القادة وأنتم السادة وأنتم تاج الرؤوس ومفخرة الأمة ورجال الله الذين بهم ننتصر » (« رد السيد حسن نصر الله على رسالة المجاهدين خلال حرب تموز »، (2006). صحيح أن عبارة « رجال الله » يمكن تفسيرها نحوياً لناحية حذف المضاف (حزب) والاكتفاء بالمضاف إليه (الله)، إلا أن ظروف نشأة هذه العبارة والخلفيات الفكرية لمطلقها يجعل من ترجمتها أمراً بحاجة إلى عناية كبيرة لنقل المعنى الذي قصده المؤلف.
في البحث عن العملية اللغوية التي أضفت أهمية على مصطلح « رجال الله »، فإنه من المفيد إلمام كل من المترجم والمعرب بمعنى مصطلح « معطي الاسم » eponym. في قاموس « المورد الحديث » يفسر كل من منير بعلبكي ورمزي بعلبكي معنى كلمة eponym والتي تعني « معطي الاسم : الشخص الذي تسمى باسمه القبيلة، أو المؤسسة أو البلاد إلخ (بعلبكي وبعلبكي، 2008، ص. 403). وبناء على ذلك، فإن عناصر « المقاومة الإسلامية في لبنان » أضحت تسميتهم « رجال الله ». وبالتالي، فإنهم أصبحوا رموزاً بصمودهم وشجاعتهم في حرب تموز/يوليو في العام 2006، خصوصاً بعدما أسماهم السيد حسن نصر الله « رجال الله ».5
في استكمال شرحهما لمصطلح eponym، يشير المؤلفان إلى « الرمز [أي] من كان اسمه وثيق الصلة بشيء ما بحيث يصبح رمزاً على ذلك الشيء » (بعلبكي وبعلبكي، 2008، ص. 403). وهذا الشرح يعزز من أهمية فهم المعنى وخلفياته أثناء نقل المترجم للمصطلح، وبالتالي فإن رجال الله هي رمز يدل على عناصر « المقاومة الإسلامية في لبنان » (الجناح العسكري لـ « حزب الله »).
وبما أن عناصر « المقاومة الإسلامية في لبنان » كتابهم القرآن الكريم وقائدهم عالم دين إسلامي، فإنه قد تكون العودة إلى كتاب الله ضرورية لتبيان معنى « رجال الله ». لقد وردت مفردة « رجال » في القرآن الكريم في مواضع عدة، منها مورد يشير إلى المقاتلين الثابتين في سبيل الله كما في الآية القرآنية « مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا » (سورة الأحزاب، الآية 23). ولذلك، فإن المدلول الأقرب إلى الفهم لهذه العبارة، « رجال الله »، بناء على سياق كلمة السيد نصر الله والمعنى الوارد في القرآن الكريم، « المؤمنون الصادقون » true believers.
ومن المصطلحات التي بحاجة إلى عناية تلك التي لها أبعاد إسلامية لأنها مرتبطة بالذات. ورغم ورود لفظ الجلالة في الكثير من بيانات « المقاومة الإسلامية في لبنان »، فإن بعض المترجمين قد لا يلتفتون إلى أن ترجمة لفظ الجلالة الله إلى اللغة الإنكليزية هو Allah وليس كلمة God والتي يمكن جمعها إلى Gods. ولذلك، فإن لفظ الجلالة والذي من صفاته الحسنى الوحدانية لا يمكن أن يجمع وبالتالي فإن الترجمة الصحيحة هي Allah وهي الكلمة التي لا يمكن جمعها.6
وبالنسبة إلى مفردة الجهاد والمجاهدين، فإن الترجمة الحرفية لذلك Jihad و Jihadists. لكن هذه الترجمة إلى اللغة الإنكليزية تحمل مدلولاً سيئاً لا يتطابق مع « المقاومة الإسلامية في لبنان » وسنخية عملها، إذ عادة ما يتم ربط الجهاد في الإعلام الغربي بالمتطرفين والقتل (Kramer, 2003 ; ‘What is Jihadism’, 2014). ولذلك، تدعو هذه الورقة إلى اختيار ترجمة تتضمن المعنى المراد. وربما قد يكون الأكثر صوابية هو ترجمة الجهاد إلى noble struggle وترجمة المجاهدين إلى noble fighters.
ولوصف عناصرها الذين يعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي، تستخدم « المقاومة الإسلامية في لبنان » بشكل أكثر مفردة « الأسير » وبشكل أقل مفردة « المعتقل » كتسمية لعناصرها الذين يحتجزهم في سجونه. إن إطلاق صفة « الأسير » لها مدلول مرتبط بالقانون الدولي الإنساني لأن الأسير هو أسير الحرب الذي له حقوق منصوص عليها دولياً (Pfanner, 2004 ; Sandoz, Swinarski, & Zimmermann, 1987)، وبالتالي فإن مفردة سجين بمفردها لا تفي بالغرض المطلوب. ولذلك، فإن الترجمة إلى اللغة الإنكليزية تستدعي فهم المعنى خصوصاً أن الترجمة إلى الإنكليزية لا بد من أن تكون prisoner-of-war أي أسير حرب أو سجين حرب.
2.2. فلسفة إعادة التأليف وإعادة التأطير
ومثلما قام مؤلف النص الأصلي باختيار المفردات والصياغة بعناية، فإن فلسفة الترجمة والتعريب من المفترض أن تستند إلى بعدين. الأول وهو إعادة تأليف النص الأصلي وما قصده المؤلف خصوصاً إذا ما توافقت أيديولوجية المؤلف مع كاتب النص الأصلي وبالتالي لا بد من مراعاة السياقات الاجتماعية والسياسية للنص. والثاني وهو إعادة تأليف نص المخالف - النص المعادي - لكن بما يتجانس مع أيديولوجية المعرب أو المترجم وبما يتعارض مع أيديولوجية المؤلف الأصلي.
بعد أن بدأت « المقاومة الإسلامية في لبنان » عملية أسر جنديين إسرائيليين في 12 تموز/يوليو في العام 2006، انتقد بعض القادة العرب هذا العمل وأطلقوا عليه اسم مغامرة غير محسوبة (Darwish, 2009, p. 239).
في تعليقه على « المغامرة غير المحسوبة »، يشير درويش إلى أن هذا التعبير
« هو في الواقع تعبير سيء للمصطلح الإنكليزي (uncalculated risk) والذي نطق به سياسيون عرب تم تنصيبهم أو انتخابهم بشكل غير ديموقراطي أو إنزالهم إلى كراسيهم بالبراشوت. على الأرجح فإنهم نطقوا بهذا التعبير تحت تأثير التعليمات بالإنكليزية من أسيادهم و/أو التعريب السيء من قبل المترجمين العرب عديمي الخبرة أو المهملين أو شاردي الذهن الذين أعادوا ترجمة ذلك التعبير إلى اللغة الإنكليزية على أنه (مغامرة غير محسوبة). لا يبدو هذا التعبير باللغة العربية ولا ترجمته الإنكليزية منطقيا ». ويضيف المؤلف ذاته أن المغامرة تعني في اللغة العربية « عملاً طائشاً من دون تفكير » (Darwish, 2009, p. 239).
وبعد يومين من العملية العسكرية، رد قائد « المقاومة الإسلامية في لبنان »، أمين عام « حزب الله »، السيد حسن نصر الله على هؤلاء القادة عبر قناة المنار :
نحن مغامرون. نحن في حزب الله مغامرون، نعم، ولكننا مغامرون منذ عام 1982. لم نجر إلى بلدنا سوى النصر والحرية والتحرير والشرف والكرامة والرأس المرفوع. هذا هو تاريخنا، هذه هي تجربتنا، هذه هي مغامراتنا. في عام 1982 قلتم عنا وقال العالم أننا مجانين، وأثبتنا أننا العقلاء، أم من هم المجانين هذا شأن آخر لا أريد أن أدخل في سجال مع أحد. أقول لهم راهنوا على عقلكم وسنراهن على مغامرتنا والله ناصرنا وهو معيننا. لم نراهن في يوم من الأيام عليكم، راهنا على الله وعلى شعبنا وعلى قلوبنا وعلى سواعدنا وعلى أبنائنا، ونحن اليوم نقوم بنفس الرهان والنصر آت إن شاء الله (صالح وسعد، 2008، ص. 552).
لقد حوّل السيد نصر الله « المغامرة » إلى مراهنة bet تستند إلى العقل وإلى الإيمان والتجربة بما فيها من عناصر القوة. ومع ذلك، غفل المترجمون والمعربون تلقف السيد نصر الله لمصطلح « المغامرة » وكيف قام بعملية تحوير دلالته السلبية إلى دلالة إيجابية بعد أن رد، بسخربة، سلبية فعل « المغامرة » على مطلقها، وألصق، بفخر، إيجابية « المخاطرة المحسوبة » calculated risk على فعل المقاومة.
وفيما يتعلق بأسماء الأماكن في الصراع وتحديداً الأراضي المحتلة، فإن أسماء المدن والقرى التي وردت في البيانات العسكرية للمقاومة الإسلامية في لبنان في حرب تموز/يوليو في العام 2006، خصوصاً المدن والقرى في فلسطين المحتلة، كانت تسمية مستندة بمجملها إلى التسميات القائمة في ظل الاحتلال. ولعل السبب في ذلك قد يعود إلى أحد أمرين. الأول هو عدم إلمام كاتب البيانات بالتسمية الأصلية للقرى والمدن قبل احتلالها وضرورة عدم التأخر في إصدار البيان، والثاني هو استخدام التسميات المستجدة لمخاطبة الإسرائيليين في إطار الحرب النفسية.
وفي محاولة لترجمة أسماء تلك القرى والمدن المحتلة والتي وردت في البيانات العسكرية لغرض تحليل الخطاب الإعلامي للمقاومة الإسلامية في أطروحة دكتوراه باللغة الإنكليزية بذل الباحث جهداً لتوخي الدقة في التسمية خصوصاً أن كاتب البيانات قدم التسميات العبرية بالعربية والباحث أراد تسميتها باللغة الإنكليزية (El Zein, 2015).
لكن « المقاومة الإسلامية في لبنان » أعادت تأطير صفة الأراضي المحتلة بما في ذلك القرى والمدن. ولذلك، تمت تسمية « إسرائيل » في خطابها، كما ورد في العينة المختارة للتحليل في هذه الورقة البحثية، على أنها « الكيان الصهيوني » و« الكيان الغاصب »، والقرى والمدن المحتلة على أنها « مستوطنات » settlements و« مستعمرات » colonies.
إن مصطلح « الكيان الصهيوني » تستخدمه وسائل الإعلام العربية لوصف « إسرائيل » لأنها « دولة مصطنعة تفتقر إلى القوة الجغرافية والديموغرافية والاقتصادية اللازمة للبقاء على المدى الطويل » (Suleiman, 2011, p. 131). وبالتالي، فإن استخدام مصطلح « الكيان » يبدو أنه يعظم الفكرة القائلة بأن وجود إسرائيل ناقص - فاقد للشرعية - ولا يمكن اعتباره دولة.
يرى سليمان أن المصطلح المستخدم لوصف الوضع القانوني الدولي الراهن للأراضي في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة سابقاً هو الاحتلال. وهذا مصطلح يستخدمه مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لتسمية الأراضي العربية التي تم احتلالها في حزيران/يونيو العام 1967 (Suleiman, 2004). ولذلك، فإن مصطلح الأراضي المحتلة « مستقى من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242، الذي استخدم مرة واحدة فقط على الرغم من حقيقة أنه المصطلح الوحيد الذي يحدد الوضع القانوني لما يسمى « الأراضي المُدارة » [الأراضي الخاضعة للإدارة] (Administered Territories). لقد تم استخدام مصطلح « محتلة » مرة، ثم استخدم فقط كمعنى لمصطلح (Administered) « مُدار’« (Suleiman, 2004, p. 166).
وفي هذا الصدد، فإن « الخطاب الأكاديمي عن استخدام الأسماء للمستوطنات في الأراضي المحتلة ليس بمنأى عن الحقن الأيديولوجي. من خلال فرض الرقابة على كلمة « محتلة » في اسم الأراضي المحتلة، تزيل العلوم الاجتماعية « الاحتلال » من « الاحتلال ». وعندما يتم هذا في المنشورات في المجلات الإنكليزية، كما يحدث في كثير من الأحيان، فإن التأثير لم يعد محلياً [أي على إقليم محدد] » (Suleiman, 2011, p. 205).
وفي هذا السياق، يشير ياسر سليمان إلى أن « ديفيد أبيرباخ بدلاً من الإشارة إلى فلسطين تحت الانتداب البريطاني بهذا الاسم، يصفها بأنها « إسرائيل ما قبل الدولة « [...]. في هذه الحال، فلسطين مكتوبة خارج التاريخ بالطريقة نفسها التي كتب بها الاحتلال الإسرائيلي خارج احتلال الضفة الغربية وغزة » (Suleiman, 2011, p. 205).
ولذلك، فإنه « قد لا يكون لمصطلح « المستعمرات » ومشتقاته، مثل « المستعمرون »، في الماضي دلالة سيئة، لأن هذه المصطلحات تشير إلى « كيف تصور بعض الصهاينة القياديين، لا سيما أولئك الذين يعملون في مجال الثقافة، أنفسهم ونشاطهم » (Suleiman, 2004, p. 188). وهكذا، « استخدمت الحركة الصهيونية هذا المصطلح للإشارة إلى « الاستيطان اليهودي الجديد في فلسطين » (Suleiman, 2011, p. 208).
ومع ذلك، فإن مصطلح « مستوطنات » settlements، باللغة العربية، « مستوطنات، من استوطن، يعني ضمناً فعل شخص خارجي للاستقرار في مكان لا ينتمي إليه في الأصل أو يكون غريباً عنه » (المرجع نفسه).
يرى بول Poole أن « مصطلح الاستيطان في اللغة الإنكليزية « يستحضر فكرة عن وجود منطقة عذراء غير مأهولة بالسكان : صورة لبناء كبائن خشبية في البرية »، بالإضافة إلى أنها تحمل « الإحساس الثانوي بالاتفاق ». إن أيا منهما غير صحيح. أقيمت المستوطنات الإسرائيلية « في مناطق فلسطينية مكتظة بالسكان » وأعلن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية أنها غير قانونية. المصطلح العبري للمستوطنات هو حيتناخلوت hitnakhlut، كلمة من أصل توراتي والتي تعني الاستيلاء بقوة على إرث الآخر » (Poole cited in Suleiman, 2011, p. 208).
بيد أن إحدى الصفات التي وردت في بيانات « المقاومة الإسلامية في لبنان » والتي لا بد من التوقف عندها هي « الكيان الغاصب »، علماً أن
« تلفزيون الشارقة في الإمارات العربية المتحدة يسمي المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة مغتصبات، وليس مستوطنات [...]. المصطلح الأول مشتق من أصل الغصب، والذي معناه النهب بالقوة والابتزاز والإكراه والاختطاف والاغتصاب. هذا النطاق من المعاني أقرب إلى كيفية تصور العرب للمستوطنات الإسرائيلية، وهو أقرب إلى مكانة المستوطنات في القانون الدولي » (Suleiman, 2004, p. 188).
ولذلك، فإن استخدام مصطلح « الكيان الغاصب » هو
« استمرار لخطاب ما بعد عام 1948، فقد مثل الخطاب السياسي العربي احتلال الأراضي العربية عام 1967 من الناحية الجنسية، واصفاً إياه بأنه فعل اغتصاب. هذا الاغتصاب أكثر تدميراً للضحية لأنه ارتكب من قبل ما كان يعتبر الطرف الأضعف في الصراع، ضد الطرف الأقوى والأكثر هيمنة عددياً على الصعيد الإقليمي، والذي يعاني منذ ذلك الحين من عجز سياسي وعسكري مزمن. تغلغل هذا الاغتصاب في أعماق النفس العربية، لأنه في تنفيذه، استخدم الجاني أحدث التقنيات الغربية » (Suleiman, 2011, p. 131).
إن هذه الورقة البحثية تتبنى مصطلحي « الكيان الغاصب » و « المغتصبات » اللذين يبدوان أفضل استخداماً من « المستوطنات » و « المستعمرات »، خصوصاً أن « الغصب » مفردة، عادة، ما يتم استخدامها في القانون الوضعي والفقه الإسلامي للدلالة على « الاستيلاء على حق الغير عدواناً » (شرارة، 1975، ص. 36). ومن هنا، فإن ترجمة الغصب إلى الإنكليزية هو usurpation وترجمة المغتصبات (الأراضي المحتلة) إلى الإنكليزية هو usurped lands.
خاتمة
عرضت هذه الورقة البحثية عدداً من المصطلحات الإشكالية المرتبطة بـ « المقاومة الإسلامية في لبنان »، الجناح العسكري لحزب الله، ومخرجات إعلامها الحربي خصوصاً أن لها دلالات خطابية تستدعي من المترجم الاعتناء بها من خلال البحث عن كنه معناها بغية ترجمتها إلى اللغة الإنكليزية بكل أمانة.
وبعد أن عرضت هذه الورقة البحثية لسياقات موضوعها، قامت بتحديد المصطلحات وتقديم معناها ومن ثم ترجمتها إلى اللغة الإنكليزية. وإذ تبنت هذه الورقة عدداً من المصطلحات لناحية تساوقها مع موضوعها، إلا أنها لم تحد عن هدفها وسؤالها بتحديد المصطلحات الإشكالية وترجمتها.
ومع حساسية الموضوع الذي تناولته لأن له أثراً في تكوين الذاكرة الجماعية عن الصراع العربي الإسرائيلي، تدعو هذه الورقة إلى الاعتناء بفلسفة الترجمة للصراع العربي الإسرائيلي لناحية التأليف وإعادة التأليف لأن الصراع مؤطر وبالتالي فإنه يتجاوز الساحة المادية لأرض المعركة، متخذاً أشكالاً أخرى ناعمة كالصراعين الثقافي والفكري.
المراجع
بعلبكي، منير، وبعلبكي، روحي. (2008). المورد الحديث : قاموس إنكليزي عربي. بيروت، لبنان : دار العلم للملايين.
رد السيد حسن نصر الله على رسالة المجاهدين خلال حرب تموز 2006. (2006). حرب تموز 2006. موقع العهد الإلكتروني. الرابط https://colibris.link/HYsjI
شرارة، عبد الجبار. (1975). أحكام الغصب في الفقه الإسلامي : بحث موازن بين المذاهب الإسلامية السبعة مقارن بالقانون الوضعي. بيروت، لبنان : دار الأعلمي للمطبوعات.
صالح، محسن، وسعد، وائل. (2008). الوثائق الفلسطينية لسنة 2006. بيروت، لبنان : مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات.
عبود، سلام. (2013). اللغة والحرب [1/2] : أردأ الذرائـع أفضلها !. جريدة الأخبار. الرابط الإلكتروني https://al-akhbar.com/Opinion/50784
Baker, M. (2006). Translation and Conflict : A Narrative Account. New York, NY : Routledge.
Ben Salama, H. (2021). Translation, Conflict and Mediation : How Translators” Re-Narrate” the Conflict. Master Thesis, York University, Toronto, Ontario, Canada.
Bryman, A. (2016). Social Research Methods (5th ed.). Oxford, UK : Oxford University Press.
Darwish, A. (2009). Translation and News Making : A Study of Contemporary Arabic Television. PhD Thesis, Queensland University of Technology, Brisbane.
El-daly, H. M. (2010). On the Philosophy of Language : Searching for Common Grounds for Pragmatics and Discourse Analysis. International Journal of Academic Research, 2(6), 244-262.
El Zein, H. (2015). The Military Media of “The Islamic Resistance” - the Military Arm of Hezbollah : History, Messages, and Objectives. PhD Thesis, Central Queensland University, Rockhampton, Australia.
Hall, S. (2013). Introduction. In S. Hall, J. Evans & S. Nixon (Eds.), Representation : Cultural Representations and Signifying Practices. (2nd ed. pp. xvii-xxvi). London, UK : Sage Publications Ltd.
Kramer, M. (2003). Coming to Terms : Fundamentalists or Islamists ? Middle East Quarterly, 10(2), 65-77.
Massad, J. A. (2006). The Persistence of the Palestinian Question : Essays on Zionism and the Palestinians. Abingdon, OX : Routledge
Pfanner, T. (2004). Military Uniforms and the Law of War. International Review of the Red Cross, 86 (853), 93-124.
Reagan, T. (2021). Peace, Conflict, and War: The Role of Language and Languages. In B. El Zein, & A. Al Jarwan (Eds.), Paths to a Culture of Tolerance and Peace (pp. 19-34). New York, NY: Routledge.
Sandoz, Y., Swinarski, C., & Zimmermann, B. (Eds.). (1987). Commentary on the Additional Protocols: of 8 June 1977 to the Geneva Conventions of 12 August 1949. Geneva: Martinus Nijhoff Publishers.
Scheufele, D. A. (1999). Framing as a Theory of Media Effects, Journal of Communication, 49(1), 103-122.
Suleiman, Y. (2004). A War of Words: Language and Conflict in the Middle East. Cambridge, UK: Cambridge University Press.
Suleiman, Y. (2011). Arabic, Self and Identity: A Study in Conflict and Displacement. New York, NY: Oxford University Press.
Watson, J. (2007). Representing Realities: An Overview of News Framing. Keio Communication Review (29), 107-131.
What is jihadism? (2014, December 11). BBC. Retrieved from https://www.bbc.com/news/world-middle-east-30411519