أثر الألعاب الترويحية على زيادة تقدير الذات لدى المراهقين المعاقين حركيا (13-15) سنة: المركز الطبي البيداغوجي بباتنة نموذجا

Jeux récréatifs et estime de soi chez les adolescents à mobilité réduite : étude au Centre Pédagogique Médical de Batna

Recreational Games and Self-Esteem in Adolescents with Reduced Mobility: A Study at the Medical Educational Center of Batna

شريط حسام الدين Houssem Eddine Cheriet عبد الحفيظ قادري Abdelhafid Kadri

p. 169--185

شريط حسام الدين Houssem Eddine Cheriet عبد الحفيظ قادري Abdelhafid Kadri, « أثر الألعاب الترويحية على زيادة تقدير الذات لدى المراهقين المعاقين حركيا (13-15) سنة: المركز الطبي البيداغوجي بباتنة نموذجا », Aleph, Vol 10 (4-1) | 2023, 169--185.

شريط حسام الدين Houssem Eddine Cheriet عبد الحفيظ قادري Abdelhafid Kadri, « أثر الألعاب الترويحية على زيادة تقدير الذات لدى المراهقين المعاقين حركيا (13-15) سنة: المركز الطبي البيداغوجي بباتنة نموذجا », Aleph [], Vol 10 (4-1) | 2023, 15 September 2023, 07 December 2023. URL : https://aleph.edinum.org/9577

هدفت الدراسة إلى التعرف على اثر الألعاب الترويحية في زيادة تقدير الذات عند المراهقين المعاقين حركيا (13-15سنة)، حيث أجرى الباحثان دراسة تجريبية بالمركز الطبي البيداغوجي بمدينة باتنة، واعتمدنا على مقياس تقدير الذات لـ روزنبيرج Rosenberg, 1965)) كأداة لقياس تقدير الذات، وكذلك طبق البرنامج الترويحي الرياضي المصمم من طرف الباحثان والذي تكون من 24 حصة ترويحية رياضية.

بينت النتائج التي توصل إليها الباحثان إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0,01 بين التطبيق القبلي والبعدي في تقدير الذات عند المراهقين المعاقين حركيا (ذكور وإناث) وذلك لصالح التطبيق البعدي.

L’étude vise à identifier l’effet des jeux récréatifs sur l’augmentation de l’estime de soi des adolescents handicapés physiques (13-15) ans, où les chercheurs ont mené une étude expérimentale au Centre médical pédagogique de Batna, et nous nous sommes appuyés sur l’estime de soi de Rosenberg échelle (Rosenberg, 1965) comme outil de mesure de l’appréciation de soi, et a également mis en œuvre le programme de loisirs sportifs conçu par les chercheurs, qui consistait en 24 séances de loisirs sportifs.
Les résultats atteints par les chercheurs ont montré qu’il y avait des différences statistiquement significatives au niveau de 0,01 entre le pré et la post-application en matière d’estime de soi chez les adolescents physiquement handicapés (hommes et femmes) en faveur de la post-candidature.

The study aimed to identify the effect of recreational games on increasing self-esteem of physically disabled adolescents (13-15) years, where the researchers conducted an experimental study at the Pedagogical Medical Center in Batna, and we relied on Rosenberg’s self-esteem scale (Rosenberg, 1965) as a tool to measure the appreciation of The self, and also implemented the sports recreational program designed by the researchers, which consisted of 24 sports recreational sessions.
The results reached by the researchers showed that there were statistically significant differences at the 0.01 level
between the pre and post application in self-esteem among physically handicapped adolescents (males and females) in favor of the post application.

مقدمة

يعتبر ميدان التربية الخاصة أو الإعاقة بشكل عام أحد الميادين الحديثة التي لاقت اهتماما متزايد من قبل المختصين والعاملين في هذا المجال، وقد شهد تطور هذا الميدان انطلاقة قوية وسريعة نتيجة لعوامل ومتغيرات اجتماعية عديدة، منها عوامل إنسانية وأخلاقية وخاصة نفسية.

فالإعاقة تجعل الإنسان مضطربا نفسيا وجسديا، وذلك ما يزيد من تدهور حالته فيكتسب مع الزمن سمات كالحزن، الشعور بالنقص، فقدان الثقة بالنفس، مما يؤدي إلى انخفاض في تقدير ذاته وذلك لاختلافه عن غيره داخل الوسط الذي يعيش فيه، فقد يجد أنه غير مرغوب فيه بين أسرته ومربيه داخل المركز، حتى وإن بذلوا ما بوسعهم من أجل إسعاده فهو يقرأها على أساس الشفقة، هذه المشاكل النفسية لابد لها من حل يخفف منها أو يقضي عليها تماما، ومن بين هذه الحلول ممارسة مختلف الأنشطة الترويحية.

إن مشاركة المعاق في الألعاب الترويحية تعود عليه بالفائدة، أول هذه الفوائد تنعكس على القدرة الحركية والفيزيولوجية، مما يساعد الشخص المعاق على مواجهة ظروف الحياة بأسلوب أسهل، وكذلك إعطاء المعوق قدر لا بأس به من الثقة في النفس، ويتوقف هذا على نوع النشاط وقدرة المعوق على النجاح فيه لذلك من المهم أن يكون المربي واعيا لهذه النقطة، فكما يقال في علم النفس « لا شيء ينجح مثل النجاح نفسه »، لذلك على المربي أن يعطي المعوق قدرا من النشاط الذي يستطيع أن ينجح فيه، فالمعوق الذي يثق في نفسه يصبح عضوا فعالا في الدوائر الاجتماعية المحيطة به وأول هذه الدوائر العائلة تليها المدرسة ثم الحي ثم المجتمع بأكمله.

وفي وقتنا الحاضر ما فتئ الخبراء والباحثون في ميدان الرياضة والترويح وغيرهم يمدوننا بأحدث الطرق والمناهج الترويحية، مستندين في ذلك إلى جملة من العوم والأبحاث الميدانية التي جعلت الفرد الممارس لنشاطه موضوعا لها، هذا ما جعل الدول المتقدمة تشهد تطورا مذهلا في مجال الترويح، من أجل ذلك يأخذ الترويح قيمة وأهمية في حياة المجتمعات الحديثة وفي مخططاتها لمستقبل أفضل.

1. الدراسة النظرية

1.1. الإشكالية

إن الألعاب الترويحية تعد وسيلة ناجحة للترويح النفسي للمعاق، فهو يكتسب خبرات تساعده على التمتع بالحياة والتخلص من عقدة الشعور بالنقص، ويتعدى أثر المهارات الترويحية إلى الاستمتاع بوقت الفراغ في تنمية الثقة بالنفس والاعتماد على ذات الروح الرياضية والعمل والصداقات تخرجه من عزلته وتدمجه في المجتمع، فيجب إعطاء أهمية كبيرة للنشاط البدني الرياضي الترويحي وذلك للدور الذي يمكن أن يلعبه في التغلب على المشاكل النفسية.

وأخذت المجتمعات في عالمنا المعاصر بالعناية بذوي الإعاقة الحركية ومساعدتهم والأخذ بيدهم للتخفيف من المعاناة التي يعانون منها، وبذلت الهيئات والمنظمات الإنسانية جهود مكثفة في سبيل الحد من الإعاقة وتوفير الظروف الأكثر صحة، ومما لا شك فيه بأن المعاق قد انتقل من الحالة العالة إلى حالة لا إعالة، وقد دأبت الدول المتحضرة على تطوير هذا الاتجاه شيئا فشيئا بهدف الحد من مشكلة المعاقين حركيا وتصويب مسارهم ليكونوا من بناة المجتمع العاملين المفيدين.

تنتج الإعاقة الحركية آثارا سلبية في الجانب النفسي والاجتماعي، إذ يفتقر الشخص المعوق حركيا القدرة على التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وكذلك أنماط التنشئة الأسرية التي قد تقود إلى عدم النضج الاجتماعي والاعتمادية، ومن المعروف أيضا أن الأشخاص المعاقين حركيا يميلون للتفاعل مع بعضهم البعض على اعتبار أن المعاناة واحدة ومتشابهة، وهم يفعلون ذلك أكثر من أي فئة أخرى من فئات الإعاقة المختلفة وذلك ربما بسبب حاجاتهم إلى التفاعل اجتماعيا والشعور بالقبول من الأشخاص الآخرين.

ومن خلال رصدنا للكثير من الدراسات اتفق معظم الباحثين والدارسين على أن هناك سمات عامة تغلب على فئة المعاقين حركيا، ومعظمها غير ايجابية وخاصة فيما يتعلق بالثقافة الاجتماعية والنضج الاجتماعي، أما من ناحية الخصائص النفسية والانفعالية، فلا أحد مُطلع يستطيع أن ينكر حقيقة أن الإعاقة الحركية قد تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على التنظيم السيكولوجي الكلي للإنسان، ويتحدد حجم هذه الآثار السلبية تبعا للوعي الصحي والجهود المبذولة في تأهيل هذه الفئة، حيث أن الإعاقة قد تسبب فقدان الثقة بالنفس وعدم تقبل الذات نتيجة للإحساس بالخوف من المستقبل والشعور بالإحباط مما يؤدي إلى تدني في مستوى تقدير الذات.

وانطلاقا من الدراسة الاستطلاعية لبعض المدارس والجمعيات الخاصة بالمعاقين حركيا، لاحظنا انعدام أعمال التكفل بالجانب الترويحي الرياضي من طرف المربيين الرياضيين وكذلك عدم الاهتمام بالجانب الوجداني والذي يعتبر كدافع قوي، حيث أن الدافع هو حالة أو قوة داخلية جسمية أو نفسية تثير وتعمل على تحريك السلوك وتوجيهه نحو تحقيق هدف معين وهو قوة باطنية لا نلاحظها مباشرة بل نستنتجها من الاتجاه العام للسلوك الصادر عنها (كامل 2000: 122).

وانطلاقا من رأي العالم الأمريكي روجرز الذي يسلم بأن هناك دافع رئيسي واحد والذي أطلق عليه الميل لتحقيق الذات حيث صنف جميع الدوافع البيولوجية تحت الميل لتحقيق الذات وكما أقر بأن الكائن الحي لديه ميل أساسي واحد هو النضال لكي يحقق ويحفظ ويقوي ذاته. (المليجي 2001: 164).

ومن خلال هذه النظرية وسعيا منا لمحاولة إبراز أثر الألعاب الترويحية في زيادة تقدير الذات عند المراهق المعاق حركيا (13-15سنة)، ارتأينا إلى طرح التساؤل التالي:

  • هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المراهقين المعاقين حركيا في القياسين القبلي والبعدي في مستوى تقدير الذات؟

ويتفرع من هذا التساؤل العام الأسئلة الجزئية التالية:

  • هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المراهقين الذكور المعاقين حركيا في القياسين القبلي والبعدي في مستوى تقدير الذات؟

  • هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المراهقات الإناث المعاقات حركيا في القياسين القبلي والبعدي في مستوى تقدير الذات؟

  • هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذكور المعاقين حركيا ودرجات الإناث المعاقات حركيا في القياس البعدي في مستوى تقدير الذات؟

2.1. فرضيات الدراسة

  1. الفرضية العامة: توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المراهقين المعاقين حركيا في القياسين القبلي والبعدي في مستوى تقدير الذات لصالح القياس البعدي.

  2. الفرضيات الجزئية

  • توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المراهقين الذكور المعاقين حركيا في القياسين القبلي والبعدي في مستوى تقدير الذات لصالح القياس البعدي.

  • توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المراهقات الإناث المعاقات حركيا في القياسين القبلي والبعدي في مستوى تقدير الذات لصالح القياس البعدي.

  • توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذكور المعاقين حركيا ودرجات الإناث المعاقات حركيا في القياس البعدي في مستوى تقدير الذات لصالح الذكور.

3.1. أهداف الدراسة

تهدف الدراسة الحالية إلى وضع برنامج ترويحي رياضي والتعرف على :

  • -مدى تأثير الألعاب الترويحية في الرفع من تقدير الذات عند المراهق المعاق حركيا (13-15سنة).

  • -مدى تأثير الألعاب الترويحية في الرفع من تقدير الذات عند المراهق المعاق حركيا (13-15سنة) صنف ذكور.

  • -مدى الألعاب الترويحية في الرفع من تقدير الذات عند المراهق المعاق حركيا (13-15سنة) صنف إناث.

  • -مدى وجود اختلاف بين الذكور والإناث المعاقين حركيا في تقدير الذات بعد تطبيق الألعاب الترويحية.

4.1. تحديد مصطلحات الدراسة 

  • المعاقين حركيا: يوضح محمد عبد الحي (2001) أن الإعاقة الحركية مصطلح يعنى تلك الحالة التي يعاني منها الفرد نتيجة عوامل وراثية أو خلقية أو بيئية مكتسبة من قصور حركي يترتب عليه آثار اجتماعية أو نفسية أو الاثنتين معا، وتحول بينه وبين تعلم وأداء بعض الأعمال والأنشطة الاجتماعية التي يؤديها الفرد العادي بدرجه كافيه من المهارات، وقد يكون القصور الحركي جزئيا أو كليا، شديدا أو متوسطا أو ضعيفا، وقد يكون مؤقتا أو دائما، وقد يكون متزايدا أو متناقصا أو مرحليا (عبد الحي 2001: 31).

  • الألعاب الترويحية: يرى بيتلر (Petller) بأن الترويح يعد نوعا من أوجه النشاط التي تمارس في وقت الفراغ والتي يختارها الفرد بدافع شخصي لممارستها، والتي يكون من نواتجها اكتساب العديد من القيم البدنية والخلقية والاجتماعية والمعرفية.

  • المراهقة: وهي مصطلح وصفي يقصد به مرحلة نمو معينة تبدأ من نهاية مرحلة الطفولة وتنتهي بابتداء مرحلة النضج والرشد.

  • تقدير الذات: يعرفه كوبر سميث 1967 Cooper Smith بأنه الحكم على صلاحية الفرد من خلال اتجاه تقويمي نحو الذات في المجالات الاجتماعية والشخصية والأكاديمية، ويعبر عن تقدير الذات فدراستنا بالدرجة المتحصل عليها في مقياس تقدير الذات للدكتور وحيد مصطفى كامل (صالح 1995: 215).

2. الدراسة التطبيقية

1.2. الدراسة الاستطلاعية

قام الباحثان بإجراء دراسة استطلاعية للبرنامج المقترح المبني على الألعاب الترويحية في الفترة ما بين (3/11/2019) إلى (7/11/2019) على عينة قوامها (16) فرد من مجتمع الدراسة وخارج العينة الأساسية ولمدة أسبوع واحد بواقع حصتين ترويحيتين، وذلك بهدف التعرف إلى:

  • مدى صلاحية الأدوات والأجهزة المستخدمة للتأكد من عوامل الأمن والسلامة.

  • مدى مناسبة محتوى الألعاب الترويحية المقترحة لعينة الدراسة.

  • توزيع الأزمنة المثالية لأجزاء الوحدة التدريبية.

  • الصعوبات التي قد تعترض الباحثان أثناء تنفيذ البرنامج.

وقد أسفرت نتائج الدراسة الاستطلاعية عن مناسبة محتوى البرنامج والأدوات والأجهزة المستخدمة في تنفيذه لأفراد العينة الاستطلاعية.

1.1.2. أدوات الدراسة

استخدم الباحثان ثلاثة أدوات هي : بطاقة البيانات الأولية ومقياس تقدير الذات لـروزنبيرج (Rosenberg) سنة 1965 كأداة لقياس تقدير الذات، والألعاب الترويحية، وفيما يلي عرض لهذه الأدوات والإجراءات التي تم في ضوئها استخدام الأدوات وبنائها.

  1. بطاقة البيانات الأولية : تهدف هذه البطاقة إلى التعرف على المفحوص من جميع جوانبه الشخصية، الاجتماعية، المعرفية، الجسدية، وذلك من خلال استجابة الأفراد المسؤولين في هذه البطاقة عن رعاية الطفل، أو تعبئة بعض المعلومات من خلال السجلات الطبية.
    تم تجميع المتغيرات اللازمة لتضمينها في البطاقة والتي أجمعت عليها الدراسات، وتمثلت في : الاسم، تاريخ الميلاد (لمعرفة العمر الزمني للطفل)، نوع الإعاقة الحركية، مكان السكن، وظيفة ولي الأمر، المستوى التعليمي للوالدين، دخل الأسرة الشهري، عدد أفراد الأسرة، وجود إعاقات أخرى مصاب بها المعاق.

  2. مقياس تقدير الذات للمعاقين حركيا: قام بتصميمه روزنبيرج (Rosenberg) سنة 1965، حيث يتكون المقياس من 10 عبارات سالبة وموجبة، كل واحد منهم هو تأكيد حول القيمة الشخصية والرضا عن النفس. يتم صياغة نصف الجمل بطريقة إيجابية، في حين أن الخمسة الأخرى تشير إلى الآراء السلبية.
    يتم تسجيل كل عنصر من 0 إلى 3 اعتمادا على الدرجة التي يحددها الشخص الذي يجيب مع العبارة التي تشكلها. وهكذا، 0 يتوافق مع لا أوافق بشدة و3 على الاتفاق تماما.
    يتم تسجيل العناصر الموجبة (1 و2 و4 و6 و7) من 0 إلى 3، بينما يتم تقييم العناصر 3 و5 و8 و9 و10 في الاتجاه المعاكس، النتيجة أقل من 15 تشير إلى تدني احترام الذات، وضع احترام الذات الطبيعي بين 15 و25 نقطة، 30 هي أعلى درجة ممكنة.

  3. البرنامج المبني على الألعاب الترويحية (إعداد الباحثان) : تم تحديد محتوى البرنامج المبني على الألعاب الترويحية المقترح بناء على الأهداف التي تم تحديديها والتي تم الإشارة إليها كما يلي :

  • مدة تطبيق البرنامج (12) أسبوع.

  • يتكون البرنامج من (24) وحدة ترويحية.

  • عدد الوحدات الترويحية في الأسبوع (02) وحدتان أسبوعيا.

  • زمن الوحدة الترويحية (60) دقيقة.

  • إجمالي زمن الوحدات في الأسبوع: 60×02 =120 دقيقة.

  • إجمالي زمن الوحدات في الشهر: 120×04 =480 دقيقة.

  • زمن الإحماء: 10 دقائق في الوحدة.

  • زمن الجزء الرئيسي: 45 دقيقة في الوحدة.

  • زمن الجزء الختامي أو التهدئة: 05 دقائق في الوحدة.

2.1.2. الأسس العلمية لأدوات الدراسة

  • صدق المقياس: اعتمد الباحث على صدق المحكمين وكذلك الصدق التمييزي.

  1. -صدق المحكمين: بعد عرض اختبار تقدير الذات للمعاقين حركيا للدكتور روزنبيرج (Rosenberg) سنة 1965 على تسعة دكاترة مختصين في علم النفس وعلوم التربية وعلوم الرياضة، تلقينا الإجابة من سبعة منهم كانت إجابة معظمهم موافقة بنسبة %90 فما فوق.

  2. -صدق المقارنة الطرفية (الصدق التمييزي) : قام الباحثان بترتيب درجات عينة التقنين (16 فرد من مجتمع البحث وليسوا من عينتها) ترتيبا تنازليا في كل بعد من بعدي المقياس وكذلك الدرجة الكلية للمقياس، وتم تقسيم الدرجات إلى طرفين علوي وسفلى، ثم بعد ذلك تم حساب المتوسط الحسابي والانحراف المعياري للمستويين ثم حساب قيمة « Ttest » بين المستويين والجدول التالي رقم (1) يوضح ذلك :

جدول رقم (01) : يوضح صدق بعدي المقياس والدرجة الكلية للمقياس باستخدام المقارنة الطرفية

البعد

المؤشرات الإحصائية للمستوى الميداني العلوي

المؤشرات الإحصائية للمستوى الميداني السفلى

قيمة «Ttest»

مستوى الدلالة

مجال احترام الذات

ن = 16
م = 16
ع = 2.06
ع2 = 4.25

ن = 16
م = 9.94
ع = 0.66
ع2 = 0.43


18.01


0.01

مجال التقدير من الآخرين

ن = 16
م = 17
ع = 1.22
ع2 = 1.5

ن = 16
م = 11
ع = 2.12
ع2 = 4.5


15.81


0.01 0

الدرجة الكلية للمقياس

ن = 16
م = 29.69
ع = 3.06
ع2 =9.34

ن = 16
م = 11.81
ع = 2.72
ع2 = 7.40

16.92

0.01

المصدر: المؤلفان

يتضح من الجدول السابق رقم (01) أن بعدي المقياس والمقياس ككل يتمتع بالقدرة على التمييز بين المستويين القوي والضعيف، مما يعنى أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الصدق.

  • صدق المحتوى للبرنامج المقترح : تم عرض البرنامج المبني على الألعاب الترويحية المقترح بصورته الأولية على (07) دكاترة خبراء من ذوي الاختصاص في مجالات : النشاط الحركي المكيف، العلوم النفسية والتربوية والاجتماعية والرياضية، نظريات ومناهج التربية البدنية والرياضية، حيث طلب منهم إبداء الرأي في البرنامج المقترح من حيث : مدته، وعدد الحصص التدريبية وحدودها الزمنية والفنيات والأنشطة والأدوات التي تحتويها ومدى مناسبتها لأهداف البرنامج، وقد أجمع الخبراء على ملائمة محتوى البرنامج المبني على الألعاب الترويحية والإجراءات المٌتبعة في تنفيذه.

  • -ثبات المقياس: لحساب ثبات مقياس تقدير الذات للمعاقين حركيا للدكتور روزنبيرج (Rosenberg) سنة 1965 تم اعتماد طريقة إعادة الاختبار وكذلك طريقة التجزئة النصفية.

  • طريقة إعادة الاختبار : حيث قام الباحثان بتطبيق المقياس على أفراد عينة التقنين ثم إعادة الاختبار على نفس العينة بعد مضي عشرة أيام، حيث يعتبر هذا الاختبار من الاختبارات الغير متجانسة حيث يقيس سمات الشخصية التي يتوقع لها الاستقرار)لا تتغير تغيرات سريعة وحادة عبر الزمن(، ثم حساب معامل الارتباط بين درجات أفراد العينة في التطبيقين وذلك لكل من بعدي المقياس والدرجة الكلية للمقياس وذلك بمعامل ارتباط بيرسون وذلك لكون البيانات عبارة عن درجات خامة وهي على مستوى الفئات وليست على مستوى الرتب، والجدول التالي رقم (02) يوضح ذلك :

جدول رقم (02) : يوضح معاملات الارتباط لبعدي المقياس والدرجة الكلية له في الاختبارين

البعد

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

مجال احترام الذات

0.91

0.01

مجال التقدير من الآخرين

0.85

0.01

المقياس ككل

0.93

0.01

المصدر: المؤلفان

يتضح من الجدول السابق أن معاملات الارتباط بين كل بعد ونفسه وبين الدرجة الكلية للمقياس ونفسها جميعها دالة عند مستوى 01, 0 مما يعنى أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات.

  • طريقة التجزئة النصفية: قام الباحثان بتجزئة كل بعد من بعدي المقياس وكذلك المقياس الكلي إلى جزئين متساويين بحيث يتكون الجزء الأول من الدرجات الفردية والجزء الثاني من الدرجات الزوجية، وتم حساب معامل الارتباط بين الدرجات في الجزئين ثم حساب معامل الثبات، والجدول التالي رقم (03) يوضح ذلك:

جدول رقم (03): يوضح معاملات الارتباط والثبات لبعدي المقياس والمقياس ككل بطريقة التجزئة النصفية

البعد

معامل الارتباط بين الجزئين

معامل الثبات

مستوى الدلالة

مجال احترام الذات

0.61

0.76

0.01

مجال التقدير من الآخرين

0.60

0.75

0.01

المقياس ككل

0.76

0.86

0.01

المصدر: المؤلفان

يتضح من الجدول السابق رقم (03) أن جميع معاملات الثبات دالة عند مستوى 0.01 مما يعني أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات.

  • موضوعية المقياس: ان المقياس المستخدم في الدراسة الحالية سهل الفهم وواضح وغير قابل للتأويل وبعيد عن التقويم الذاتي والتسجيل له يتم باستخدام درجات، وبهذا يتميز المقياس المستخدم بالموضوعية.

2.2. الدراسة الأساسية

  • المنهج العلمي المتبع: طبقا للمشكلة التي طرحها الباحثان فقد استخدما المنهج التجريبي في دراسة متغيرات البحث والكشف عن مدى فعالية الألعاب الترويحية في زيادة تقدير الذات عند المراهق المعاق حركيا.

  • مجتمع الدراسة: يتكون مجتمع الدراسة من جميع الأطفال المعاقين حركيا الذين يتراوح أعمارهم بين 13و15سنة والمتواجدين في المركز الطبي البيداغوجي لرعاية المعاقين حركيا بمدينة باتنة، والبالغ عددهم (40) تلميذ وتلميذة، والمسجلين للسنة الدراسية 2019/2020.

  • عينة الدراسة: تكونت عينة الدراسة من (24) تلميذ وتلميذة من المعاقين حركيا مقسمين بالتساوي أي 12 ذكر و12 أنثى، وتراوحت أعمارهم الزمنية ما بين (13-15) سنة، بمتوسط عمر زمني قدره (14.15) سنة، وهم مسجلين بالسنة الأولى والثانية متوسط، وقد تم اختيارهم ليشكلوا المجموعة التجريبية للاعتبارات التالية:

  1. توفر المركز الطبي البيداغوجي على منشئات رياضية جاهزة (ملعب لكرة اليد، ملعب لكرة السلة وكرة الطائرة، مضمار لرمي الجلة) وكذلك توفرها على وسائل ومعدات رياضية عديدة.

  2. إبداء إدارة المركز تعاونا كاملا مع الباحثان.

  3. توفر المركز الطبي على النظام الداخلي مما سهل على الباحثان التحكم في المتغيرات العشوائية وكذلك تطبيق البرنامج خارج أوقات الدراسة.

  • خصائص العينة: للعينة خصائص حددناها كما يلي:

  1. حسب الجنس: تتكون عينة البحث من 12 أنثى و12 ذكر.

  2. حسب السن: تتكون العينة من 06 أفراد ذو 13سنة و09 أفرد ذو 14 سنة و09 أفراد ذو 15سنة والجدول التالي يبين توزيع أفراد العينة حسب متغير السن والجنس.

جدول رقم (04): يبين توزيع أفراد العينة حسب متغير السن والجنس

الجنس

السن

ذكور

إناث

13 سنة

02

04

14 سنة

06

03

15 سنة

04

05

المصدر: المؤلفان

  • مجالات البحث:

  1. المجال المكاني: تمت الدراسة على مستوى المركز الطبي البيداغوجي المتواجد على مستوى دائرة بريكة ولاية باتنة، حيث يضم المركز 96 معاق ومعاقة حركيا، حيث يتوفر المركز على منشئات رياضية معتبرة من ملعب لكرة اليد وملعب لكرة السلة والطائرة، ومكان لرمي الجلة، كما يتوفر على وسائل مهمة من كرات سلة وكرات طائرة وكرات اليد وكرات جلة ومقعد سويدي...الخ.

  2. المجال الزماني: كان الانطلاق في العمل بالجانب النظري، ثم تلي ذلك الجانب التطبيقي. وكانت بداية الجانب النظري ابتداء من سبتمبر 2019، أما الجانب التطبيقي فكان ابتداء من شهر نوفمبر 2019.

  • تنفيذ محتوى البرنامج: سبق إجراء تنفيذ البرنامج المقترح بعض الخطوات التمهيدية والتي تمثلت في عدة لقاءات بين الباحثان وأفراد العينة التجريبية استهدفت توفير فرص التقارب والتقبّل بينهم -خلق جو تسوده الثقة- قبل البدء في تنفيذ البرنامج الترويحي الرياضي، وبعد التأكد من صلاحية البرنامج للتطبيق تم تنفيذ البرنامج الترويحي الرياضي المقترح على عينة الدراسة الأساسية وفق ثلاث مراحل هي :

  1. مرحلة القياس القبلي: أجريت القياسات القبلية للمجموعة التجريبية يوم الثلاثاء (12/11/2019) وذلك باستخدام مقياس تقدير الذات الخاص بالمعاقين حركيا من تصميم الدكتور روزنبيرج (Rosenberg) سنة 1965.

  2. مرحلة تطبيق البرنامج الرياضي المقترح: قام الباحثان بتطبيق وحدات البرنامج المقترح المبني على الألعاب الصغيرة على المجموعة التجريبية بالفترة من (17/11/2019) إلى غاية (23/02/2020)، علما أن أيام التطبيق هي الثلاثاء والخميس ولمدة (12) أسبوع، وبذلك يكون عدد الوحدات الترويحية المطبقة فعليا (24) وحدة ترويحية.

  3. -مرحلة القياس البعدي: بعد الانتهاء من تطبيق البرنامج المقترح قام الباحثان بإجراء القياسات البعدية يوم (28/02/2020) لمتغيرات الدراسة على المجموعة التجريبية، بنفس الطريقة ونفس الظروف والإمكانات وحسب ترتيبها في القياس القبلي قصد الحصول على أدق النتائج.

3.2. عرض وتفسير النتائج وفق فرضيات البحث

1.3.2. الفرضية الجزئية الأولى

توجد فروق معنوية ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المراهقين الذكور المعاقين حركيا في القياسين القبلي والبعدي في مستوى تقدير الذات ولصالح القياس البعدي، وللتأكد من ذلك استعملنا اختبار « ت » لحساب الفروق بين التطبيق القبلي والتطبيق البعدي وتحصلنا على النتائج التالية :

جدول رقم (05) : يبين قيمة الدلالة « ت » للفروق بين متوسط درجات المعاقين حركيا لتقدير الذات في التطبيق القبلي والتطبيق البعدي

الذكور ن =12

الاختبار

متوسط حسابي

أدنى درجة

أعلى درجة

انحراف معياري

قيمة « Ttest »

الدلالة الاحصائية

اختبار قبلي

.7514

11

19

1.60

2.70

دال عند 0.02

اختبار بعدي

17.00

15

22

المصدر: المؤلفان

بالرجوع إلى الجدول نجد أن قيمة قيمة «Ttest »وهي 2,70 ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0,02 وعليه يمكن القول إن المجموعة تغيرت إلى الأحسن (تقدير الذات زاد) بعد إدخال المعالجة التجريبية (الألعاب الترويحية) حيث زاد متوسط الدرجات من 14,75 في التطبيق القبلي إلى 17,00 في التطبيق البعدي.

جاءت نتائج هذه الفرضية موافقة مع أغلبية الدراسات المشابهة، ويفسر الباحثان النتيجة المحصل عليها بانخفاض الضغط الذي كان مفروض على المعاق وخروجه من الروتين اليومي بإدراج ألعاب ترويحية رياضية أدت به إلى الإحساس بذاته وكذلك زيادة ثقته بنفسه مما ادى إلى شعوره بالاستقلالية، وهذا ما ينتج عنه الشعور بالأمن النفسي مما يؤدي إلى الزيادة في تقدير ذاته وهذا ما توصلت إليه دراسة حسين1987 بالمملكة السعودية حيث أوضح أن تقدير الذات يزداد بزيادة درجة الشعور بالأمن والطمأنينة النفسية، بينما ينخفض تقدير الذات عند زيادة مشاعر الخطر والتهديد والقلق عند الأفراد، « كما أوضح الدكتور رابح تركي إلى أن المراهق يشعر برغبة قوية وكبيرة في الاستقلال في تفكيره وأعماله عن الأسرة ومن كان يخضع لهم من الكبار » (تركي 1990 : 244).

2.3.2. الفرضية الجزئية الثانية

توجد فروق معنوية ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المراهقات الإناث المعاقات حركيا في القياسين القبلي والبعدي في مستوى تقدير الذات ولصالح القياس البعدي، وللتأكد من ذلك استعملنا اختبار « ت » لحساب الفروق بين التطبيق القبلي والتطبيق البعدي وتحصلنا على النتائج المتمثلة في الجدول التالي :

جدول رقم (06): يبين قيمة دلالة « ت » للفروق بين متوسط درجات المعاقات حركيا لتقدير الذات في التطبيق الأول والتطبيق الثاني

الإناث ن =12

الاختبار

متوسط حسابي

أدنى درجة

أعلى درجة

انحراف معياري

قيمة « Ttest »

الدلالة الاحصائية

اختبار قبلي

15.41

10

18

81.0

4.78

دال عند

0.01

اختبار بعدي

18.91

13

23

المصدر: المؤلفان

من خلال الجدول نجد أن قيمة « ت » وهي 4.78 دالة إحصائيا عند 0.01 وعليه يمكن القول إن المجموعة تغيرت إلى الأحسن (تقدير الذات زاد) بعد إدخال المعالجة التجريبية (الألعاب الترويحية) حيث زاد متوسط الدرجات من 15.41 في التطبيق القبلي إلى 18.91 في التطبيق البعدي.

تتفق هذه النتيجة مع أغلبية نتائج أبحاث الدراسات المشابهة، ويعزو الباحثان النتيجة المحصل عليها إلى التخلص من الخجل الذي تتميز به الإناث والذي قد يكون حالة نفسية نتيجة التغيرات الجسمية، فبواسطة الألعاب الترويحية المطبقة أدى إلى اندماج المعاقات حركيا ضمن الجماعة والتفاعل داخلها مما يؤدي الى التخلص من الخجل، فحسب دراسة « تشيك بوص »(Buss Chek) الذي أثبت عن وجود علاقة ارتباطيه سالبة ذات دلالة إحصائية بين الخجل وتقدير الذات، كما أن التربية المتزمتة المتشددة على الفتاة في مجتمعنا تبالغ في التركيز على الحياء فتسبب خنقا للعفوية وسحقا للشخصية « فحسب باسمة كيال : عند المرأة الخجولة نجد الظروف داخل أسرتها )الأب( متسلط على إرادة الكل إلى جانب لومه وسخطه على الأم، مما يولد لدى الطفلة نوع من الخوف ونقص في تقدير الذات »(كيال 1992 : 08).

كما اتجه كوبر سميث (Cooper Smith) في نظريته حول تقدير الذات أنه هناك ثلاثة حالات من الرعاية الوالدية مرتبطة بنمو المستويات الأعلى من تقدير الذات وهي : تقبل الأطفال من جانب الآباء، تدعيم سلوك الأطفال الايجابي من جانب الآباء، احترام مبادرة الأطفال وحريتهم في التعبير من جانب الآباء (أبو جادو 2000 : 153).

3.3.2. الفرضية الجزئية الثالثة

توجد فروق معنوية ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذكور المعاقين حركيا ودرجات الإناث المعاقات حركيا في القياس البعدي في مستوى تقدير الذات ولصالح الذكور، وللتأكد من ذلك استعملنا اختبار « ت » لحساب الفروق بين الذكور والإناث في الاختبار البعدي وتحصلنا على النتائج المتمثلة في الجدول التالي :

جدول رقم (07) : يبين قيمة دلالة « ت » للفروق بين متوسط درجات المعاقين حركيا ومتوسط درجات المعاقات حركيا لتقدير الذات في الاختبار البعدي

الاختبار البعدي
ن =24

الجنس

متوسط حسابي

أدنى درجة

أعلى درجة

انحراف معياري

قيمة « Ttest »

الدلالة الاحصائية

ذكور

17.00

15

22

3.37

1.11

غير دال

إناث

18.91

13

23

المصدر: المؤلفان

يتضح من خلال الجدول رقم (07) أن قيمة قيمة « Ttest »وهي 1.11 غير دالة إحصائيا وهذا يدل على عدم وجود فروق بين الذكور والإناث المعاقين حركيا في تقدير الذات وذلك رغم اختلاف متوسط الدرجات والتي تقدر عند الذكور بـ 17 أما عند الإناث تقدر بـ 18.91 في الاختبار البعدي حيث أنها لم تصل إلى مستوى الدلالة.

لم يكشف اختبار قيمة « Ttest » المبين في الجدول رقم (07) عن وجود فروق معنوية ذات دلالة إحصائية بين درجات الذكور ودرجات الإناث المعاقين حركيا في القياس البعدي، وهذا ما ينفي صحة الفرضية التي تبين عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذكور المعاقين حركيا ودرجات الإناث المعاقات حركيا في القياس البعدي في مستوى تقدير الذات وذلك لصالح الذكور، وجاءت هذه النتائج معاكسة لمجمل الدراسات المشابهة.

يفسر الباحثان النتيجة المحصل عليها رغم وجود فروقاً طفيفة بين متوسطات درجات الذكور على درجات الإناث في اختبار تقدير الذات للمعاقين حركيا لصالح الذكور، هذا يعني أن التحسن في درجات الذكور نتيجة التعرض للبرنامج لا يختلف عن التحسن في درجات الإناث نتيجة التعرض للبرنامج كونه لا يتضمن أنشطة أو مواقف أو أدوات أو مثيرات يمكن اعتبارها ذات ارتباط بجنس المراهق، حيث اتسمت الألعاب الترويحية التي يتضمنها بكونها مناسبة لكلا الجنسين، وأنها ذات طبيعة عامة وبعيدة عن وجود تنميط في استخدام أدواتها حيث نجد أن الأدوات والوسائل مناسبة لكلا الجنسين أو الأدوات موضوعة بالتساوي بين اهتمامات الجنسين مثل (الحلقات، الحواجز، والكرات، مقعد سويدي، شواخص...). وبالتالي فإنهما يتوقعان ألا تؤدي هذه الأنشطة إلى تباينات في العمليات النفسية أو الشخصية التي يمتلكها المراهق. يضاف إلى ذلك كله أن الأنشطة المتضمنة في هذا البرنامج تم تقديمها بنفس الأسلوب لكلا الجنسين، وهذا بدوره أدى إلى عدم اختلاف أدائهم باختلاف جنسهم.

4.3.2. الفرضية العامة

توجد فروق معنوية ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المراهقين (ذكور وإناث) المعاقين حركيا في القياسين القبلي والبعدي في مستوى تقدير الذات ولصالح القياس البعدي، وللتأكد من صحة هذه الفرضية استعملنا اختبار «ت» لحساب الفروق بين التطبيق القبلي والتطبيق البعدي، فتحصلنا على النتائج المتمثلة في الجدول التالي:

جدول رقم (08): يبين قيمة دلالة «ت» للفروق بين متوسط درجات المعاقين حركيا لتقدير الذات في الاختبار القبلي والاختبار البعدي

ذكور وإناث
ن =

الاختبار

متوسط

أدنى درجة

أعلى درجة

انحراف معياري

قيمة « Ttest »

الدلالة الاحصائية

اختبار قبلي

15.08

10

19

1.34

5.01

دال عند 0.01

اختبار بعدي

17.45

13

23

المصدر: المؤلفان

وبالرجوع إلى الجدول نجد أن قيمة قيمة «Ttes » وهي 5.01 ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.01 وعليه يمكن القول إن المجموعة تغيرت إلى الأحسن (تقدير الذات زاد) بعد إدخال المعالجة التجريبية (الألعاب الترويحية)، حيث زاد متوسط الدرجات من 15.08 في الاختبار القبلي إلى 17.45 في الاختبار البعدي.

تتفق هذه النتيجة مع أغلبية نتائج أبحاث الدراسات المشابهة، وفي رأي الباحثان يمكن تفسير النتيجة المحصل عليها في أن البرنامج الترويحي الرياضي وما يتيح من فرص للتفاعل الاجتماعي وللخبرات الشخصية تساهم في زيادة مستوى تقدير الذات، وقد أيدت هذه النتيجة الأدبيات النفسية والتربوية فالتقييم المرتفع للذات يتأسس على مدى الكفاءة والانجاز الذي يحققه الأفراد في ميادين الحياة،

« وهذا ما يؤكده العالم بارلاباس (Parlebas) حيث صنف الرياضة كنوع من أنواع اللعب المميزة التي توحد الجسم مع العقل كما يرى أن الرياضة تربية حركية نفسية وحركية اجتماعية » (كامل 1999 : 40)، « كما اتجهت نظرية زيلر على اعتبار أن تقدير الذات ما هو إلا بناء اجتماعي للذات ويؤكد أن تقييم الذات لا يحدث في معظم الحالات إلا في الإطار المرجعي الاجتماعي »(أحمد 2003 : 245).

وهذا ما توصل إليه روزنبرغ (Rosenborg) وشوتز(Shutz) أن الأفراد ذوي التقدير المنخفض للذات يفضلون الابتعاد عن النشاطات الاجتماعية ولا يتقلدون مناصب ريادية ويظهرون أحيانا إلى أن يكونوا خاضعين ومسيرين إلى جانب أنهم يمتازون بالخجل والحساسية المفرطة والميل إلى الوحدة والعزلة، كما اتجه ايركسون (Erikson) الذي عالج المراهقة من زاوية أزمة الهوية مركزا على خطورة ما يسميه الدور ويعرف مسألة الهوية بأنها انطباعات عن ذاتنا وأفكار الآخرين عنا وتحقيق الهوية مرهون بشعور الكائن بالانتماء إلى مجموعته، أما عبد الغني الديدي فيؤكد أن المعاق حركيا في هذه المرحلة في حاجة إلى الاتصال الاجتماعي من خلال ازدياد الميل للاختلاط بالأفراد من كلا الجنسين وذلك على حساب أفراد الأسرة وهذا ما نجده في النشاط الترويحي الرياضي وذلك من أجل الاستقلال عن الوالدين وعدم التبعية والانصياع التام لهم (الديدي 1995 : 80).

خاتمة

بعد عرض ومناقشة النتائج المتحصل عليها والخاصة بفئة المعاقين حركيا يتبين لنا أنه من خلال نتائج الفرضية الجزئية الاولى وجود فروق معنوية ذات دلالة إحصائية بين الاختبارين القبلي والبعدي على مستوى تقدير الذات عند المعاقين حركيا(ذكور) حيث كانت النتيجة لصالح الاختبار البعدي حيث ساهمت الألعاب الترويحية وما لها من إيجابيات في مساعدة المعاقين حركيا على زيادة تقديرهم الإيجابي وهذا ما يؤكد صحة الفرضية الجزئية الاولى.

أما ما يخص نتائج الفرضية الجزئية الثانية فقد دلت النتائج المتحصل عليها على وجود فروق معنوية ذات دلالة إحصائية بين الاختبارين القبلي والبعدي على مستوى تقدير الذات عند المعاقات حركيا(اناث)، وهذا ما يبين أن للبرنامج المبني على الألعاب الترويحية دور فعال في النهوض بالمعاقين حركيا على مستوى ذاتهم، والذي يتجلى من خلال زيادة حجم العلاقات الاجتماعية واستغلال الجانب الترويحي الناجم عن الممارسة وهذا ما يؤكد صحة الفرضية الجزئية الثانية.

كما تبين نتائج الفرضية الجزئية الثالثة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المعاقين حركيا(ذكور) والمعاقات حركيا(اناث) في مستوى تقدير الذات وذلك في الاختبار البعدي، مما يوضح أن ممارسة الألعاب الترويحية لا يؤدي الى اختلاف في مستوى تقدير الذات باختلاف الجنس وذلك نتيجة الى كون البرنامج لا يتضمن أنشطة أو مواقف أو أدوات أو مثيرات يمكن اعتبارها ذات ارتباط بجنس المراهق، وهذا ما ينفي صحة الفرضية الجزئية الثالثة.

ومنه ومما سبق ذكره وبعد التحقق من صحة الفرضيات الجزئية المقترحة عدا الفرضية الجزئية الثالثة نستطيع القول بأن الفرضية العامة قد تحققت والتي تقول ان هناك فروق معنوية ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المراهقين المعاقين حركيا في القياسين القبلي والبعدي في مستوى تقدير الذات ولصالح القياس البعدي، فالمعاقين حركيا بعد تطبيق البرنامج المبني على الألعاب الترويحية زاد تقدير ذاتهم مقارنة قبل تطبيق البرنامج المقترح.

همشري، عمر أحمد. 2003. التنشئة الاجتماعية للطفل. عمان: دار الصفاء.

الديدي، عبد الغني. 1995. التحليل النفسي للمراهقة. لبنان: دار الفكر العربي.

المليجي، حلمي. 2001. علم نفس الشخصية. لبنان: دار النهضة العربية.

تركي، رابح. 1990. أصول التربية والتعليم. الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية.

حسن صالح، أحمد محمد. 1995. رعاية المعاقين سمعيا وحركيا. الإسكندرية: المكتب العلمي للنشر والتوزيع.

عبد الحي، محمد. 2001. الإعاقة الحركية وبرامج إعادة التأهيل، ط1، العين: دار الكتاب الجامعي.

علي أبو جادو، صالح أحمد. 2000. سيكولوجية التنشئة الاجتماعية. ط2. عمان: دار المسيرة.

راتب كامل، أسامة. 1999. النمو الحركي. القاهرة: دار الفكر العربي.

راتب كامل، أسامة. 2000. علم نفس الرياضة. ط3. القاهرة: دار الفكر العربي.

كيال، باسمة. 1992. المرأة في المجتمع المعاصر. مصر: دار العلم والثقافة.

© Tous droits réservés à l'auteur de l'article