دور الإعلام البيئي في تنمية الثقافة بالقضايا البيئة في الجزائر

Le rôle des médias environnementaux dans le développement de la culture sur les questions environnementales en Algérie

The role of environmental media in the development of culture on environmental issues in Algeria

ميرود خديجة سلمى

للإحالة المرجعية إلى هذا المقال

بحث إلكتروني

ميرود خديجة سلمى, « دور الإعلام البيئي في تنمية الثقافة بالقضايا البيئة في الجزائر  », Aleph [على الإنترنت], نشر في الإنترنت 23 novembre 2024, تاريخ الاطلاع 23 novembre 2024. URL : https://aleph.edinum.org/13249

دعت الأمم المتحدة كافة الدول منذ بداية الاهتمام بالبيئة منذ منتصف القرن الماضي إلى ضرورة الاعتماد على الإعلام البيئي نظرا لأهميتها البالغة في تعريف الجمهور بالمخاطر البيئة الدولية أو الوطنية كالتصحر والجفاف وفقدان التنوع البيولوجي والتغيرات المناخية وأثارها الشديدة على صحة الإنسان.
فالإعلام البيئي يلعب دورا هاما في تحويل القضايا البيئة إلى محور اهتمام الجمهور وتوعيته وزرع الثقافة البيئية وحثه على الحفاظ على البيئة بمختلف عناصرها وإبقائه على دراية تمامة بأهم الأنشطة البيئة والمؤتمرات والاتفاقيات البيئية، هذا ما دفع الجزائر إلى وضع سياسة إعلامية بيئية تهدف إلى اطلاق برامج بيئية على مستوى الإذاعة والتلفزيون وغيرها لتثقيف وتوعية الجمهور بضرورة مواجهة مظاهر التدهور البيئي في الجزائر ونقل المعلومات والفعاليات البيئية الوطنية والاحتفاء بالأيام الدولية المخصصة للبيئة مما أدى إلى تكوين فئة من الجمهور على دراية تامة بالقضايا البيئية ومنع الحاق الأضرار بها وإيجاد الحلول لمواجهتها.

Depuis le milieu du siècle dernier, les Nations Unies ont appelé tous les États à s’en remettre aux différents médias en raison de leur importance critique pour informer le public sur les risques environnementaux internationaux ou nationaux tels que désertification, la sécheresse, la perte de biodiversité, les changements climatiques et leurs graves effets sur la santé humaine.
Les médias jouent un rôle important dans la transformation des questions environnementales au centre de l’attention du public, sensibilisation, culture de l’environnement et les exhorter à préserver l’environnement dans ses diverses composantes et à les tenir pleinement au courant des activités environnementales, des conférences et des conventions environnementales les plus importantes. Cela a conduit l’Algérie à développer une politique des médias environnementaux visant à lancer des programmes environnementaux à la radio, à la télévision et à d’autres niveaux afin d’éduquer et de sensibiliser le public sur la nécessité de faire face à la dégradation de l’environnement en Algérie, diffuser de l’information et organiser des événements environnementaux nationaux et célébrer des journées internationales de l’environnement. Cela a mené à la formation d’un groupe d’auditoires pleinement conscients des enjeux environnementaux, afin de prévenir les dommages et de trouver des solutions pour y remédier.

The United Nations has called on all States since the beginning of concern for the environment since the middle of the last century to rely on the various media because of their critical importance in informing the public about international or national environmental risks such as desertification, drought, and loss of biodiversity, climate changes and their severe human health effects.
The media plays an important role in transforming environmental issues into the focus of the public’s
attention, sensitization, cultivation of environmental culture and urging them to preserve the environment in its various components and to keep them fully aware of the most important environmental activities, conferences and environmental conventions. This has led Algeria to develop an environmental media policy aimed at launching environmental programmers at the radio, television and other levels in order to educate and sensitize the public on the need to confront environmental degradation in Algeria, to impart information and national environmental events and to celebrate international environmental days. This has led to the formation of a group of audiences fully aware of environmental issues, to prevent damage and to find solutions to address them.

مقدمة

لقد انشغل الراي العام العالمي بالاهتمام بالقضايا البيئية وحمايتها والدفاع عنها مع بداية النصف الثاني من القرن العشرين، بالتحديد منذ ستينات القرن الماضي جراء تدهور الوضع البيئي العالمي من انتشار للتلوث وفقدان التنوع البيولوجي وانتشار ظاهرة التصحر وبروز مشكلة التغير المناخي كأحد أبرز تحديات العصر، لما له من آثار سلبية على كافة القطاعات التنموية المختلفة، وأهم هذه الآثار ندرة المياه والجفاف وتغيرات خطيرة في مستوى سطح البحر وحياة النبات جراء التطور العلمي والتكنلوجي بعد الثورة الصناعية، بفضل منظمة الأمم المتحدة التي بدأت بعقد مؤتمرات دولية تعنى بالجانب البيئي ومن ابرزها مؤتمر ستوكهولم لحماية البيئة البشرية سنة 1972، ومؤتمر البيئة والتنمية لسنة 1992 وغيرها كما امتدت حماية البيئة إلى المنظمات الإقليمية وغير حكومية وحتى الأفراد، فحماية البيئة أضحت تمثل نوعا من حق الإنسان في الحياة واهم التحديات لبقائه على سطح الأرض، لذلك كان من الضروري ان تفرض مسالة حماية البيئة نفسها على جدول الأعمال العالمي.

اطلقت الأمم المتحدة دعوة لكل الدول لحث المؤسسات الإعلامية للتعريف بالقضايا البيئية الدولية وللمساهمة في نشر والتوعية والثقافة البديلة للتلوث والتدمير البيئي إلى جانب تبسيط المفاهيم البيئية وزرع الوعي البيئي، من ثمة ظهر ما يسمى بالإعلام البيئي أو الإعلام المتخصص في القضايا البيئية الذي يسلط الضوء على المشاكل البيئية ويسعى إلى زرع الثقافة البيئية ونشر الوعي البيئي والتأثير في صنع القرار البيئي الدولي والإقليمي والوطني لمواجهة التلوث بالنفايات الخطرة وتحقيق التنمية المستدامة ومحاولة تفعيل أساليب وأليات مناسبة للتدخل لحماية البيئة.

استجابت الجزائر لنداء الأمم المتحدة باعتبارها من ابرز الدول التي تعاني من العديد من مظاهر التدهور البيئي وبدأت منذ الثمانينات السعي لإيجاد وعي وطني بأهمية البيئة بالنسبة لمتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وزرع الوعي والثقافة البيئية وحتى بحرية الحصول على المعلومات البيئية، بالاعتماد على وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية كالصحف والراديو والتلفزيون، فاطلقت العديد من البرامج التي تخص القضايا البيئية للتعريف الجمهور بهذه القضايا ونشر ثقافة حماية البيئة والحفاظ عليها لإبقائها سليمة ونظيفة لصالح الأجيال الحاضرة والمستقبلية وإشراك السكان طوعا وبطريقة مسؤولة في صياغة قرارات تمس نوعية البيئة.

ان الإعلام البيئي من ابرز الأليات التي تعتمد عليها السياسة البيئية في الجزائر لخلق الثقافة والوعي بالقضايا البيئية التي نواجهها وبضرورة الحفاظ على المكتسبات البيئية وإثراء معارف الجمهور والتأثير على آرائه وأفكاره وادراك خطورة أنشطتهم وسلوكياتهم التي الحقت أضرارا جسيمة بالبيئة خاصة تلويث الواجهة البحرية وانتشار الحرائق.

تهدف هذه الدراسة إلى تبيان دور الإعلام البيئي كإعلام متخصص في نشر الثقافة البيئية ودفع الجمهور المتلقي من خلال وسائل الإعلام المختلفة إلى الحفاظ على البيئة لصالح الأجيال الحالية والمستقبلية ومنع استنزاف الموارد الطبيعية في الجزائر.

من خلال ما سبق نطرح الإشكالية التالية :إلى أي مدى يلعب الإعلام البيئي دورا في زرع الثقافة بالقضايا البيئية في الجزائر؟

للإجابة عن هذه الإشكالية نعتمد على المنهج الوصفي التحليلي من خلال عرض مهام الإعلام البيئي لأنه اصبح ضرورة في وقتنا الحالي والقضايا البيئية التي تعاني منها الجزائر والدور الذي لعبه الإعلام الجزائري بمختلف وسائله لزرع الثقافة البيئية لدى الجمهور المتلقي.

1. البيئة والإعلام البيئي

ان تطور اهتمام الإنسان بالبيئة ونمو الوعي البيئي على المستوى الدولي والوطني ومعرفته انه جزء لا يتجزأ منها وتؤثر فيه ويتأثر بها فيقع عليه عبئ المحافظة عليه نتج عن التطور المتزايد للإعلام البيئي بسبب كثرة القضايا والأزمات البيئية والآثار التي یمكن أن تنتج عنها.

1.1. مفهوم البيئة

ظهرت العديد من المفاهيم من قبل الباحثين في مجال قضايا البيئية فقد اعتبرها البعض أنها الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء ولباس ومأوى ويمارس فيه علاقاته مع البشر والذي يتكون من البيئة الطبيعية التي تتضمن مختلف الموارد الطبيعة والبيئة المشيدة التي تتضمن الموانئ والمطارات والمدارس والمناطق التجارية والصناعية والطرق (الفقي، الطبعة 1999، الصفحة 22-23)، أيضا الوسط الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل فيه على مقومات حياته وتشمل البيئة كوكب الأرض باعتباره كوكب الحياة كما ان البيئة تتضمن أبعادا ومكونات طبيعية وأخرى مشيدة تتفاعل مع بعضها البعض، (العمر، الطبعة الأولى 2001، الصفحة 260 ).

وكذا هي المحيط الذي يعيش فيه وتشمل الكائنات الحية بما فيها الإنسان وكذا العناصر الضرورية والكافية لقيام الحياة من ماء وهواء وتربة وكل ما استحدثه الإنسان بما يؤدي إلى تطويع العناصر السابقة لمصلحته، (تركية، 2014، الصفحة 24)، وفي ذات السياق اعتبرها المشرع الجزائري في المادة 07 من قانون حماية البيئة في اطار التنمية المستدامة 03/10 بانها البيئية التي تتكون من الموارد الطبيعية اللاحيوية والحيوية كالهواء والماء والأرض وباطن الأرض والنبات والحيوان بما في ذلك التراث الوراثي وأشكال التفاعل بين هذه الموارد، إضافة إلى الأماكن والمناظر والمعالم الطبيعية.

لقد انشغل الراي العالمي بالبيئة وقضياها نظرا لما الحقه التطور الصناعي من اختلال للتوازن البيئي بانتشار التلوث الهوائي والمائي وغيرها، فالإنسان هو المسؤول الرئيسي في يومنا هذا عن التهديدات والأخطار البيئية التي نواجهها حاليا، مما عمق الفجوة بين الإنسان والبيئة ودفع الدول والحكومات إلى استخدام الإعلام بكل وسائله لإيجاد حلول فعالة للقضايا البيئية المختلفة.

2.1. مفهوم الإعلام البيئي

تشكل المعلومة دورا حيويا في حياة الأفراد والمجتمعات فمن يملك المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب يملك عناصر القوة والسيطرة، تزداد الحاجة إلى المعلومات في جميع مجالات النشاط الإنساني، فالأفراد يطلبون دوما بمعلومات دقيقة ومناسبة وموثوقة وحديثة ومتاحة بسرعة. (الرحمن، 2014، صفحة 12)، فالإعلام هو الوسيلة التي تزويد الأفراد أو الجماهير بأكبر قدر ممكن من المعلومة الصحيحة والواضحة والحقائق الكفيلة بتوسيع أفاقهم والتي ترتكز على الصدق والصراحة ومخاطبة عقول الجماهير وعواطفهم والارتقاء بمستوى الراي (خالد،، 2008، صفحة 09)، في العديد من المجالات كالسياسة والاقتصاد والرياضة إلا انه في الآونة الأخير ظهرت الحاجة الملحة للجماهير للتزود بمعلومات تخص الأوضاع والقضايا البيئية الدولية والوطنية نظرا لارتفاع درجات الحرارة وزيادة الكوارث البيئية وتوسع نطاق التلوث وفقدان الأصناف الحيوانية والنباتية وغيرها.

هذا ما أدى إلى ظهور ما يعرف بالإعلام البيئي فهو إعلام متخصص يسعى إلى حماية البيئة بكل عناصرها عن طريق نقل التوعية ونشر الثقافة البيئية بالمخاطر التي تهد بقاء البيئة سليمة ونظيفة إلى الجمهور من خلال خطة إعلامية مبنية على أسس علمية تستخدم فيها كل وسائل الإعلام سواء كانت تقليدية أو حديثة، وجزء من السياسة البيئية العامة التي تهيئ الجمهور والمسؤولين لدعم تنفيذ البرامج والمخططات التي تسعى إلى حماية البيئة (بديعة،، 2021، الصفحة 188)، يعتبر الإعلام البيئي متخصص يؤدي رسالته ويوظفها في خدمة قضايا البيئة مستخدما في ذلك العديد من الوسائل والقنوات الاتصالية للوصول إلى الجمهور تزايدت اليهم الحاجة في الآونة الأخيرة نظرا لتعاظم الاهتمام الدولي بالمجال البيئي يركز على نشر الوعي البيئي ويحفز على المشاركة الفعالة في التنمية والبيئة للحفاظ على حقوق الأجيال القادمة للعيش في بيئة سليمة ونظيفة.

و في نفس الصدد يعتبر احد أجنحة التوعية البيئية وهو أداة اذا تم استثمارها كان لها المردود الإيجابي للرقي بالوعي البيئي ونشر الإدراك السليم للقضايا البيئية، فالإعلام البيئي يعمل على تسهيل ة تبسيط فهم المجتمع للقضايا البيئية المعاصرة فهو أداة تعمل على توضيح المفاهيم البيئية من خلال إحاطة الجمهور المتلقي كافة الحقائق والمعلومات الصحيحة ما يساهم في تنوير المستهدفين لتكوين راي صائب حول المشكلات البيئية (شيخة، 2017، الصفحة40 )، لكن ما تجدر الإشارة إليه هنا أن بداية ظهور الإعلام البيئي كانت عند إقرار مبادئ مؤتمر ستوكهولم للبيئة البشرية لسنة 1972 بالتحديد في المبدأ 20 الذي اكد ضرورة تدفق المعلومات العلمية الحديثة في مجال البيئة ونقلها لتسهيل حل المشاكل البيئية خاصة في البلدان النامية ( the united nations , p11، 1973)و بعدها مؤتمر البيئة والتنمية لسنة 1992 وبالتحديد في المبدأ 10 الذي اكد أن احسن طريقة لمعالجة المسائل البيئية هي ضمان مشاركة كل المواطنين وأن تتوفر لكل فرد فرصة مناسبة على الصعيد الوطني للوصول إلى المعلومات الموجودة لدى السطات العامة بشان البيئة بما في ذلك المعلومات المتعلقة بالمواد والنشطة الخطرة، واتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ لنفس السنة التي شددت على ضرورة إتاحة حصول الجمهور على المعلومات المتعلقة بتغيير المناخ.

يستخدم الإعلام البيئي كالإعلام متخصص وسائل إعلام عديدة أهمها :

  • وسائل الإعلام المكتوبة

  • وسائل الإعلام المسموعة

  • وسائل الإعلام المرئية

  • وسائل الإعلام التكنلوجية

وفي هذا الخصوص تسعى وسائل الإعلام البيئية إلى خلق راي عام ضاغط لدى المواقع الرسمية الحاكمة وتكوين راي لدى الجمهور من خلال استخدام قنوات إعلامية حكومية وخاصة ونقل المعلومات والمعارف التي تخض البيئة للجمهور لعرضها بشكل مبسط وشامل وسلس وخلق سبل للحوار بين الجمهور وصناع القرار لتعزيز مشاركة جميع الفئات لتحقيق حماية فعلية للبيئة (قزادري، 2018، الصفحة 247)، الإعلام البيئي يسعى إلى إيجاد وعي ثابت ومنفتح على أهمية التكامل البيئي وتحسين نوعية البيئة بإيجاد سلوك سليم لمواجهة الأثار البيئية الخطيرة.

كما تقدم وسائل الإعلام دعما مهما لخطط البيئية في مراحل التنفيذ وفي مجال نشر المعلومات، وتعزز من فكرة الاحتفال بالمناسبات البيئية التي أقرتها المنظمات الدولية باعتبارها مناسبة هامة مثل اليوم الوطني للبيئة أو اليوم العالمي للبيئة ومناسبات وطنية وأخرى علمية أو بتنظيم مسابقات ومنح جوائز متعلقة بالأبحاث والدراسات البيئية أو النظافة (مخلف، 2016).

3.1. اهمية الإعلام البيئي

تظهر أهمية الإعلام البيئي في توجيه الرسائل الإعلامية البيئية وتغطية الأحداث والقضايا البيئة وتوجيه الجماهير للحلول الواجب اعتمادها أو السلوكيات الضرورية للتصرف في اسرع وقت للحد من الأثار البيئية السلبية وزرع الطمأنينة والهدوء وعدم إثارة مخاوف الجمهور خاصة في حالة حدوث الكوارث الطبيعية، وفي استخدام وسائل الإعلام والاتصال المختلفة المكتوبة والمسموعة والمرئية (نسيمة،2016، صفحة 89) وحتى التكنلوجيا للارتفاع بوعي المجتمع بالعلاقة المترابطة بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها فأي تغير للبيئة سوف يؤثر بالسلب على الإنسان، وحتى نشر الدراسات العلمية والتنبؤات البيئية المستقبلية التي تتوقع عدة سيناريوهات وتحاول عرض الحلول الاستباقية (كمال، 2015، صفحة 47).

علاوة على ذلك يظهر الإعلام البيئي مدى تأثير البيئة في الإنسان وكيف يأثر عليها، فالإنسان يؤثر بدوره في البيئة باختلاف مستواه العلمي والحضاري والثقافي والاجتماعي وتأثيره يكون أما بالسلب أو الإيجاب قفد تؤدي السلوكيات السلبية للإنسان في إحداث تلوث بيئي خطير أو تغيير المناخ من خلال التأثير في الغلاف الجوي والاحتباس الحراري وتقلص التنوع البيولوجي من حيوانات ونباتات وحتى من خلال عملية الصيد غير مشروع للأنواع النادرة واستغلال الثروات غير متجددة كالغاز وبترول، أما التأثير الإيجابي فيكون من خلال العمران وبناء الجسور والسدود واستصلاح الأراضي وشق الطرق والأنفاق والحفاظ على التوازن البيئي (الكبيسي، 2019، صفحة 176).

ان التزام الجمهور المتلقي بحماية البيئة مرتبط بمدى أهمية الإعلام البيئي لدوره الفعال في تثقيف الجمهور بنقل الجهود التي تبذل على المستوى الدولي من قبل المنظمات الدولية على راسها منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها التابعة لها من منظمة الصحة والأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والمؤتمرات البيئية التي تنتج عنها العديد من التوصيات والاتفاقيات الدولية التي تصادق الدول عليها وكذلك على المستوى الوطني، فالإعلام البيئي يمكن الجمهور من معرفة الخطط والبرامج البيئية وخاصة في الجزائر نظرا لوجود ترسانة من القوانين والبرامج التي تسعى للحفاظ على الموروث البيئي الكبير.

و نظرا لأهمية الإعلام البيئي يجدر ان يتم التنسيق والتعاون بين مختلف الوسائل الإعلامية وهذا يتطلب ما يلي (بديعة، 2021، صفحة 190) :

  • تحديد السياسة الإعلامية ومدى قدرة وسائل الإعلام على مواكبة جميع القضايا البيئية ومناقشتها وعرضها للجمهور.

  • اتباع السياسة البيئية للدولة وذلك بضرورة معرفة والاطلاع على البرامج والمخططات البيئية والقوانين التي تحكم الجانب البيئي والاتفاقيات التي تم إبرامها لحماية البيئة ومدى توقيع الدول عليها.

  • مدى إلمام القيادات الإعلامية بالثقافة البيئية والمعرفة والدراية بالقضايا البيئية ومتطلباتها والشعور بالمسؤولية اتجاه المجتمع بل الكرة الأرضية ككل لنقل هكذا قضايا.

4.1. مهام الإعلام البيئي

تحدد مهمة الإعلام البيئي بالدرجة الأولى في نشر الثقافة البيئية التي تعمل على تغير كافة الاتجاهات السلبية للجماهير اتجاه البيئة وتؤهلهم لاكتساب المهارات التي تمكن من ادراك ومواجهة القضايا البيئية، فتعد الثقافة البيئية عملية مقصودة تسعى إلى تنمية الوعي البيئي وهي تعالج العلاقة القائمة بين الإنسان والبيئة وضرورة حماية الأنظمة البيئية عن طريق نشر الوعي البيئي وتنمية الثقافة المسؤولين عن القطاعات البيئية بيئي(الكبيسي، 2019، الصفحة 195)،و ذلك بأسلوب وبلغة وبتقنيات سلسة بسيطة ومفهومة وجذابة للمتلقي، بعيدة عن المصطلحات واللغة الجافة، وهنا يؤكد العديد من الباحثين انه ينبغي اعتماد أساليب إعلامية تعتمد على مواضيع بسيطة تتلاءم مع كل مرحلة أو جميع الفئات الاجتماعية (مخلف، 2016، صفحة 38).

تمكن الثقافة البيئية من اهتمام الجمهور بقضايا البيئة، وحمايتها بصفة دورية ومستمرة وعلى مدار السنة، وليس بطريقة موسمية أو ظرفية أو حسب المناسبات، وترشيد السلوك البيئي الذي يتحقق بتوفير المعلومات والبيانات والمعطيات والإحصاءات المتعلقة بالبيئة مع تشجيع السلوك البيئي الإيجابي عند الأفراد والجماعات والمؤسسات. (قيراط، الاعلام البيئي العربي، 2022).

في ذات الخصوص تمكن الثقافة البيئية من :

  • توليد حالة من الوعي البيئي الفائق لدى الجمهور بمختلف فئاته، ومساعدتهم على تطوير هذا الوعي بالبيئة وتنميته وصقله بالخبرات والتجارب المتنوعة في مجال حماية البيئة وحفظها.

  • تكوين مجموعة من الاتجاهات الاجتماعية والقيم السلوكية البيئية، بهدف التحسيس بأهمية الاهتمام بالبيئة، وتحفيز الجمهور المتلقي على المشاركة بفعالية في حمايتها وتنميتها.

  • إكساب الجمهور المتلقي مهارات فنية ومعرفية، قصد التعرف على المشكلات البيئية، ولحلها أو التخفيف من حدتها.

  • تحويل هذا الوعي إلى قوة وجدانية تترجم بالعمل والنشاط والسلوك في مجال المحافظة على البيئة وصون مواردها (وطفة، 2021).

2. الإعلام البيئي في الجزائر

اصبح الإعلام البيئي ضرورة في وقتنا الحالي من اجل نقل الأخبار والمعلومات البيئية ونشر الثقافة بالقضايا البيئية لتوعية الجمهور ومعرفته بالأوضاع البيئية وكيفية مواجهتها والحد منها وذلك باستخدام الوسائل المكتوبة والمسموعة والمرئية وحتى الوسائل التكنلوجية الحديثة.

1.2. ظهور الإعلام البيئي في الجزائر

يعد الإعلام البيئي حق من حقوق المواطنة الحديثة في الجزائر منذ سنة 2003 أو الحق في الحصول على المعلومة البيئية المستدامة وذلك بصدور قانون جديد يخص حماية البيئة في اطار التنمية المستدامة، لكن تجدر الإشارة انه عند بداية اهتمام الجزائر بالبيئة منذ ثمانينات القرن الماضي لم تدرج الحق المواطن في الحصوص على المعلومة البيئة ضمن الدساتير الجزائرية، فالإعلام البيئي تم تكريسه بصفة مباشرة ضمن القانون 03/10 المتعلقة بحماية البيئة في اطار التنمية ضمن فصل خاص به بالتحديد ضمن المادة 07 و08 و09، فهذا ما يعكس أهمية حصول الأفراد على المعلومات البيئية، فقد حدد هذا القانون نظام شامل للإعلام البيئي يعتمد على :

  • شبكات جمع المعلومة البيئية وإجراءات معالجة وإثبات صحة المعطيات البيئية.

  • المعلومات البيئية العامة والعلمية التقنية والمالية والإحصائية والمعلومات البيئية في مختلف الجوانب البيئية على الصعيدين الدولي والوطني.

  • إجراءات التكفل بطلبات الحصول على المعلومات البيئية.

وفي ذات السياق تم تحديد الأشخاص المعنية بالحصوص على الحق في الإعلام البيئي وهي الأشخاص الطبيعية وكذا الأشخاص المعنوية وكذا الجهة المخولة بالإبلاغ بالمعلومة البيئة الصحيحة والمرتبطة بحالة البيئة والتنظيمات والتدابير والإجراءات الموجهة لضمان حماية البيئة أو المعلومات المتعلقة بالأخطار البيئية في بعض المناطق كالأخطار التكنلوجية والطبيعية وحتى التأثير على صحة العمومية (علي، 2014، الصفحة 127)، فقد أكدت المادة 08 ان ينبغي على كل شخص لديه معلومات متعلقة بالعناصر الطبيعية ويمكن ان تؤثر بصفة مباشرة أو غير مباشرة على صحة المواطنين يجب تبليغها إلى السلطات المحلية أو المكلفة بالبيئة لإبلاغ الجمهور واخذ الحيطة والحذر اللازمين.

علاوة على ذلك نجد مجموعة من القوانين الأخرى التي تخص المجالات البيئية ابرزها القانون رقم 01/19 الخاص بتسيير النفايات الذي نص على ضرورة إعلام وتحسيس المواطنين بالأخطار الناجمة هن النفايات وأثارها على الصحة والبيئة والتدابير اللازمة لاتخاذها للوقاية من هذه الأخطار والحد منها وتعويضها، ونجد أيضا القانون رقم03/02 والخاص بالاستعمال والاستغلال السياحيين للشواطئ الذي يؤكد على ضرورة إبلاغ المصطافين بفتح الشواطئ للسباحة عن طريق مختلف وسائل الإعلام، كما دعى القانون التوجيهي للمدينة رقم 06/06 إلى تخصيص يوم من كل سنة للمدينة يدعى «  باليوم الوطني للمدينة  » تنقل فعالياته عبر وسائل الإعلام.

فالإعلام البيئي يعد احد المبادئ الأساسية التي يقوم عيها قانون حماية البيئة في الجزائر لتحسيس الجمهور والهيئات الإدارية والاقتصادية والجمعيات المجتمع المدني بالمشاكل البيئية التي تعاني منها الجزائر.

2.2. أهداف الإعلام البيئي في الجزائر

يلعب الإعلام البيئي دورا محوريا في نشر الثقافة البيئية ونقل المعلومات والفعاليات البيئية للجمهور المتلقي ويهدف الإعلام البيئي في الجزائر إلى ما يلي :

1.2.2. التعريف بالقضايا البيئية على المستوى الوطني

نجد في الجزائر وعلى غرار العديد من بلدان العالم العديد من القضايا البيئية التي يجدر على الإعلام تسليط الضوء عليها والتعريف بها للمجتمع كافة لتفاديها وللمساهمة في الحد منها، حيث نجد التلوث بكل أشكالها بالخصوص التلوث البحري باعتبار ان الجزائر تطل واجهة بحرية مهمة من البحر الأبيض المتوسط تصل إلى حوالي 1600 كلم من تونس شرقا إلى المغرب غربا والتي تضم 14 ولاية ساحلية و136 بلدية ذات واجهة بحرية وتحتوي هذه المساحة على تنوعا بحريا هائلا يقدر بحوالي 4150 نوعا بحريا من أعشاب ومحارات طبيعية والشعب المرجانية، وباعتبارها منطقة عبور استراتيجية للمنصات وحاملات النفط والعديد من المواد الكيميائية المضرة المتجهة إلى الدول الإفريقية خاصة، نتيجة وجود خطر إدخال مواد أو طاقة ضارة تنجم عنها أثار مؤذية كالإضرار بالمواد الحية وتعريض صحة الجزائريين للخطر وتعريض مياه البحر الجزائرية وقابليتها للاستخدام ومخاطر تخفيض صلاحيتها كبيئة صالحة وذلك بالتصريف المتعمد للفضلات أو المواد الأخرى من السفن أو عن طريق التلوث الناتج عن المنشآت والأجهزة الخاصة بالاستكشاف واستغلال الموارد الطبيعية لقاع البحر الأبيض المتوسط وباطن أرضه أو من المصادر البرية التي تصل إلى البحر الواردة من مصاب الأنهار والمنشآت الصناعية والقنوات الساحلية الجزائرية.

كذلك تلوث المدن الجزائري الناتج عن مياه الصرف الصحي ومياه الصرف الزراعي، حيث تحتوي المياه الصناعية على مواد كيميائية ضارة التي يصطلح عليها بالمياه الثقيلة لاحتوائها على مجموعة من المواد التعدين كالنحاس والرصاص والزنك والشحوم، ومياه الصرف الزراعي تكون ناتجة عن الأنشطة الزراعية وتربية المواشي، ونجد أيضا تلوث البيئة الهوائية نتيجة زيادة النمو الحضري والصناعي والذي يؤدي إلى اطلاق غازات ضارة في الجو من الوحدات الصناعية وحركة المرور.

وفي ذات السياق نجد مشكلة التغيرات المناخية والتصحر والجفاف، حيث ازدادت نسبة التصحر في الجزائر من سنة 1990 إلى غاية 2002 بدرجة كبيرة وقد ساهم التصحر في الجزائر في الاستخدام المفرط للمراعي وتدهور النباتات المختلفة (Nedjraoui Dalila et Bédrani Slimane، 2008 , p 11)، كما خلفت مشكلة التصحر في الجزائر أثارا بيئية منها ارتفاع الملوحة التربة وانخفاض معدل خصوبة التربة وفقدان الغطاء النباتي وانتشار أنواع نباتات ضارة، وعرقلة مشاريع التنمية وانخفاض إنتاجية الأراضي والضغط على الموارد الطبيعية (فيروز، 2012، صفحة 137).

2.2.2. زرع الثقافة البيئية لدى الجمهور الجزائري

يركز الإعلام البيئي في الجزائر على نشر الثقافة البيئية وترسيخ الوعي الوطني والمسؤولية الأخلاقية اتجاه المحافظة على البيئة وتوجيه سلوك الأفراد وبناء الأفكار البيئية وتعديل سلوك الجمهور والقادة والمسؤولين، وتساهم وسائل الإعلام الجزائرية في يصبح الفرد مثقفا بيئيا اذا اتصف بما يلي (الكبيسي،2019، الصفحة 196) :

  • يهتم بالقضايا البيئية

  • يحافظ على الموارد البيئية

  • فهم العلاقة المتبادلة بين الأفراد والبيئية

  • تقديم الدعم المادي والمعنوي للمشاريع البيئية

  • ادراك الإنسان انه كائن المؤثر والمتأثر بالبيئة

  • اكتشاف القضايا البيئية ومعرفة الحلول البديلة واللازمة

فضلا عن ذلك تختلف مستويات الثقافة البيئية التي تكون وسائل الإعلام مصدرا لها بحيث قد يمتلك الفرد معرفة مفاهيمية ببعض المصطلحات البيئية ويملك درجة من الوعي والحساسية تجاه البيئية والأنظمة البيئية وقد تملك فئة أخرى من الجمهور معرفة جيدة حول الطبيعية والتفاعلات بين الأنظمة الطبيعية والأنظمة البشرية ولديه القدرة على التعامل مع بعض القضايا البيئية وفئة أخرى قد تمتلك مستوى معمق في المواضيع البيئية ولديها عادات سليمة وسلوكيات مناسبة للتعامل مع الأضرار البيئة، وهذا يختلف طبقا لاهتمام الجمهور بالبرامج البيئية ومدى متابعتها فمنهم من يتلقى المعلومات البيئية صدفة وهو في صدد متابعة برامج أخرى أو في صدد مشاهدة النشرات الإخبارية ومنهم من يتوجه إلى متابعة البرامج البيئية التي تبث أسبوعيا ويرغب في الاطلاع على أوضاع البيئة على المستوى المحلي أو الوطني أو العالمي.

يركز الإعلام البيئي في الجزائر على نشر ثقافة ترشيد الاستهلاك المنزلي للمواد الطاقوية كالكهرباء الغاز والإرشادات الخاصة برمي النفايات وبطرق تدويها وأماكن التخلص منها بالطرق الصحيحة ومراقبة المواد الاستهلاكية الغذائية من خلال المساهمة بحملات توعية، كذلك التحسيس بالأخطار البيئية ونشر المعلومات والتقارير التوعوية والأبحاث ونشر المقابلات وتزويد المتلقي بحقائق صحيحة ودقيقة. (مخلف، 2016، صفحة 40).

3.2.2. إيجاد حلول للقضايا البيئية الوطنية 

ان الإعلام البيئي في الجزائر يسعى إلى التخفيف من النتائج السلبية وتأثيراتها على البيئة للإنسان ونشر الحملات الإعلامية للتوعية بأضرار البيئية وإيجاد حلول للقضايا البيئية الوطنية وذلك من خلال :

  • تعريف الجمهور بوجود قوانين تهدف إلى حماية البيئة والحفاظ عليها ومكافحة التلوث بجميع العناصر البيئية من مياه وجبال وغابات وسواحل وغيرها، أبرزها قانون حماية البيئة في اطار التنمية المستدامة وقانون الصيد وحماية المناطق الجبلية والطاقات المتجددة وحماية الحيوانات المهددة بالانقراض وغيرها.

  • دعوة فئة الشباب للقيام بالنشاطات التوعية في المجال البيئي بشكل مكثف (مهدي، 2020).

  • تكريس الديمقراطية وتجسيدها بإعطاء كل فرد الفرصة في التعبير عن المشاكل التي تواجه البيئة وإحاطة الإدارة المكلفة بالبيئة بكل تدهور أو خطر يهدد البيئة. (علي، 2014، الصفحة 127).

  • توعية الجمهور بوجود رسوم أو ضرائب بيئية تتضمن عقوبات مالية في حالة بنشاطات ملوثة للبيئة وأهم هذه الرسوم هي الرسم على الوقود والرسم الشجع على عدم تخزين النفايات والرسم التحفيزي المخصصة للتخفيف الضغط على الساحل والرسم المتعلق بالنفايات الحضرية.

  • تكريس مبدا المشاركة عند اطلاع الجمهور على المعلومة البيئية لتكريس الديمقراطية المباشرة والمشاركة في اتخاذ القرارات وتقديم الآراء والمساعدات التي تخص تسيير البيئة.

  • الإشارة إلى دور الإنسان السلبي عامة في إحداث أضرار بيئية على غرار التلوث البحري والأرضي والحرق الغابات التي تزداد سنة بعد سنة في الجزائر بسب عدم الالتزام بنظافة الغابات. فألالا موجه لجميع الفئات الاجتماعية.

  • توفير المعلومات اللازمة للتعامل مع الأخطار البيئية عند وقوعها والدعوة إلى مشاركة الأفراد في مواجهة المخاطر البيئية.

  • دفع الجمهور المستهدف إلى الحوار وإيصال آرائهم في خصوص القضايا البيئية باستخدام مختلف الوسائل الإعلامية

  • المساهمة في انخراط الجمهور في عملية التطوع البيئي وخاصة فئة الأطفال.

3. مساهمة الإعلام البيئي الجزائري في معالجة القضايا البيئية

سعت وسائل الإعلام الجزائرية منذ الثمانينات في تحويل القضايا البيئية إلى محور اهتمام الجماهير ونشر الثقافة البيئية وتوجيه سلوكهم نحو حماية البيئة والحفاظ عليها.

1.3. الاذاعة الوطنية

بدأت الإذاعة الوطنية في الاهتمام بالقضايا البيئة منذ بداية الاهتمام العالمي بالبيئة ومشكلاتها، فمنذ أواخر التسعينيات تم اطلاق برنامج يهتم بالبيئة في الجزائر، يخص القناة الوطنية أين قدم «  احمد ملحة  » برنامجا تحت عنوان «  البيئة والمحيط  » الذي هدف إلى التطرق إلى المواضيع الخاصة بتلوث السواحل والمياه ومشكلة النفايات المنزلية والتصحر والجفاف (وفاء، 2019)، وفي سنة 2004 اطلقت الإذاعة الثقافية برنامجا بيئيا تحت عنوان «  البيئة والحياة  » والذي هدف إلى نقل العديد من الأخبار والمعلومات البيئية على المستوى الوطني والدولي التي يعنى بمواضيع كالحفاظ على التنوع البيولوجي والمحميات الطبيعية والتلوث بمختلف أشكاله خاصة التلوث الصناعي.

كما نجد البرنامج الأسبوعي «  الأوزون  » من تقديم «  فتيحة الشرع وعميار فضيل  » الذي يقف عند أهمية الحفاظ على البيئة كضرورة تضمن للإنسان العيش الكريم وللدول فرص التنمية المستدامة، والأخبار والمعلومات التي تخص البيئة العالمية والوطنية كالتغيرات المناخية وأثارها المستقبلية وأفكار جديدة لتغير واقع صناعة الرسكلة في الجزائر والطرق التكنلوجية الجديدة لمعالجة مياه الصرف الصحي وتحلية مياه البحر لتحقيق الأمن المائي ودعم الاقتصاد الأخضر المستدام.

2.3. الإذاعة المحلية

لم تقتصر اطلاق البرامج البيئية من قبل الإذاعة الوطنية فقط بل امتد إلى الإذاعات المحلية لنقل الأخبار والمعلومات البيئة ولتوعية المستمعين المحلين بضرورة الحفاظ على البيئة ومن ابرز الإذاعات المحلية نجد :

  1. إذاعة الوادي : بثت إذاعة الوادي مجموعة من البرامج البيئية كبرنامج «  الصحة والبيئة  » الذي تناولت فيه مواضيع تخص التلوث بكل أشكاله وخاصة تلوث الهواء والميه والتربة ومشكلة التصحر والجفاف ومعالجة النفايات المنزلية وأضرارها البيئة خاصة على الأطفال، وبرنامج بيئتنا الذي تناول مواضيع تخص فقدان التنوع البيولوجي في المنطقة من حيوانات ونباتات وبرنامج «  الموسوعة البيئية  » الذي اهتم أيضا بتقديم المعلومة البيئية والتوعية بضرورة الإبقاء على نظافة الشوارع والأحياء.

  2. إذاعة أم البواقي : بثت إذاعة أم البواقي برنامجا بيئيا تحت عنوان «  أوكسيجين  » بهدف توعية المجتمع المحلي بضرورة صون البيئة وتعريفهم بالقوانين الخاصة بحماية البيئة في الجزائر وحثهم على الحفاظ على المياه والنظافة.

  3. إذاعة مستغانم : حيث بثت الإذاعة برنامجا بيئيا تحت عنوان «  إيكولوجيا  » تناول مواضيع مختلفة تهم المنطقة أهمها تقديم المعلومات والنصائح البيئية للمستمعين وحثهم على تنظيف الأحياء وغيرها.

3.3. التلفزيون الجزائري

يعتبر التلفزيون من أهم الوسائل الإعلامية التي تأثر في كل فئات المجتمع والذي يمكن من تغير سلوكيات الأفراد وتوعيتهم وتثقيفهم وخاصة في المجال البيئي، فالتلفزيون العمومي منذ بداية الاهتمام بالبيئة في سنوات الثمانيات بدا يهتم بنشر الوعي البيئي بالتحديد فئة الفلاحين أين كان يبث برنامج «  الأرض والفلاح  »، ثم اصبح تحت تسمية الإرشادات الفلاحية بحيث اهتم بنشر الوعي لدى الفلاحين وتعريفهم بالأخطار البيئية والأضرار التي يمكن ان تصيب الأراضي الزراعية والمزروعات وكيفية التعامل معها وطرق استخدام المياه للسقي وغيرها، الذي استمر بثه لسنوات طويلة.

و بعدها تم إدراج فقرة الركن الأخضر في برنامج «  صباح الخير  » التي يتم التحدث فيها عن الاهتمام بالنباتات وطرق زراعتها والعديد من المواضيع البيئية وعلاقة الإنسان بالبيئة نظرا لزيادة الاهتمام الوطني بالبيئة والتي تستمر إلى غاية اليوم من تقديم نسرين بومعزة، وإضافة حصة «  البيئة والمجتمع  » التي تهدف إلى الاهتمام بقضايا المحيط ومعالجة قضايا التلوث والزراعة والتنمية المستدامة والجباية البيئية والتعليم والتكوين البيئي وحث الجمهور على تبنى سلوك إيجابي اتجاه البيئة (لولو، 2018، صفحة 220).

و في يومنا هذا أصبت القضايا البيئية سواء الوطنية أو العالمية تبث في نشرات الأخبار الخاصة بالتلفزيون العمومي، فلا نجد نشرة أخبار واحدة تخلوا من الأخبار والمواضيع والروبورتاجات البيئية التي تتناول مختلف المجالات لاسيما تلك التي تشجع على الاستثمار في مجال البيئة والطاقات النظيفة والرسكلة النفايات وغرس الثقافة البيئية وتكوين القيم والأخلاق البيئية والتحسيس بالمسؤولية المجتمع اتجاه البيئة وغرس الوعي البيئي خاصة لدى فئة الأطفال والشباب والتعريف بالمخططات البيئية والبرامج المسطرة من قبل الدولة الجزائرية.

وفي ذات الاطار نجد ضمن الشبكة البرامجية لقناة «  الشروق الجزائرية  » برنامج « Green mag » من تقديم « حسيبة ابلعيدان  »الذي يبث منذ 6 سنوات ويعد من ابرز البرامج التي تتناول العديد من المواضيع البيئية، فهو برنامج نصف شهري يسعى إلى تحسيس الجمهور العام حول أهم القضايا البيئية وتوجيه وتحسين سلوكهم البيئي، بالإضافة إلى لفت انتباه السلطات إلى أهم المشاكل التي تهدد البيئة بمكوناتها في الجزائر، ويحتوى البرنامج على 06 فقرات وهي«  صدى البيئة » الذي يحقق في ابرز المشاكل البيئية في الجزائر و« بيئيون » هو بورتري يسلط الضوء على أشخاص ومؤسسات وجمعيات التي تنشط في المجال البيئي وتساهم باختراع ودعم أسلوب حياة بيئي ومستدام، نجد أيضا فقرةeco press «  التي تعرض أهم الأخبار البيئية في الجزائر والعالم، ثم فقرة نصيحة خضراء التي تقدم حلول بسيطة مستوحاة من الطبيعة لحل بعض المشاكل اليومية شائعة الحصول في المجال البيئي وفقرة  » البيئة نت «  التي تنقل الصور وفيديوهات بيئية التي تثير تفاعل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وفقرة  » eco gest «  الذي يعد تجربة واقعية من الشارع الجزائري تتم من خلال إخفاء الكاميرا وترصد السلوكيات السلبية والإيجابية للمواطن الجزائري.

4.3. وسائل الإعلام الإليكترونية

تعتبر وسائل الإعلام الإليكترونية احد اهم مراحل التطور الذي شهدته وسائل الإعلام والذي يشترك مع الإعلام التقليدي في المفاهيم والمبادئ والأسس، فهو يتعمد على شبكة الأنترنت وما تتضمنه من برامج ومواقع وتطبيقيات لنقل المعلومات والأخبار وتداولها في مختلف المجالات وأهمها المجال البيئي، فنجد على سبيل المثال الموقع الإليكتروني لوزارة البيئة الجزائرية الذي يغطي العديد من الأخبار والمعلومات البيئة والتي تخص البيئة في الجزائر وبكل عناصرها وجميع الإجراءات المتخذة من قبل الدول الجزائرية لمواجهتها والحد منها وحتى مجموعة القوانين التي تخص حماية البيئة والحفاظ عليها، والمواقع الإليكترونية الجرائد الجزائرية  » كجريدة الخبر «  التي تغطي العديد من المواضيع البيئية بصفة مستمرة والتحقيقات الميدانية عن التلوث خاصة تلوث الساحل وفضلات السفن وسرقة الشعب المرجانية وتدهور الثروة الغابية والنشاطات التي تقوم بها الوزارة المكلفة بالبيئة أو الجمعيات والنوادي المختلفة، كذلك الموقع الإليكتروني  » لجريدة الوطن « الصادرة باللغة الفرنسية التي تغطي العديد من القضايا البيئية في الجزائر والعالم والمرتبطة إبرام الاتفاقيات البيئية أو عقد المؤتمرات والندوات الخاصة بالبيئة.

إضافة إلى بعض الصفحات عبر تطبيق  » فيسبوك «  التي تعنى بالجانب البيئي من خلال خلق وعي وثقافة جماعية بضرورة الحفاظ على البيئية على غرار الصفحة الخاصة بالمعهد الوطني للتكوينات البيئية الذي يقدم النصائح والإرشادات ويتولى عملية التحسيس البيئي حول عدة قضايا بيئية وينقل المعلومات والأخبار حول التكوينات في المجال البيئي التي تنفيذا لتعليمات وزارة البيئة وبالشراكة مع مديريات البيئية الولائية، كما نجد الصفحة الخاصة  »بالمديرية العامة للغابات«  التي تقوم بتنبيه المجتمع ككل حول أخطار حرائق الغابات وتأثيرها المباشر على تقلص الثروة الغابية والنباتية والحيوانية والإخلال بالتوازن البيئي ونقل جميع الأخبار الخاصة بنشاطات هذه المديرية في مختلف ولايات الوطن، أهمها منع إقامة مواقد الشواء والمبيت أو التخييم في الغابات لمدة معينة للحفاظ على هذه الغابات.

و ذات السياق نجد الصفحة الخاصة  » بالمنظمة الجزائرية للبيئة والمواطن «  التي تعمل على نشر الثقافة البيئية على مستوى مختلف شرائح المجتمع خاصة لدى الشباب والعمل على ترسيخ ثقافة الحفاظ على التنوع البيولوجي والأماكن الطبيعية وخلق الاهتمام والوعي الجماهيري بالقضايا البيئية والتوعية بالأخطار التي تمسها.

كما ان التلفزيون الجزائري يستخدم تطبيق  » اليوتيوب" لنشر الربورتاجات والتحقيقات التي تمس القضايا البيئية في الجزائر وتبث عبر النشرات الإخبارية، لنقلها لأكبر عدد من الجمهور المتلقي وترسيخ الثقافة البيئية والحس البيئي.

لكن الملاحظ في الجزائر بالرغم من انتشار استخدام الأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي إلا ان هذا لم يؤثر على الجمهور نظرا لنقص الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي أو المواقع الإليكترونية التي تعنى بالتوعية بالقضايا البيئية نظرا لعدم الاهتمام بهكذا قضايا من قبل المجتمع الجزائري بصفة عامة فتأثير وسائل الإعلام التقليدية بقي محدود ولم يقم بدوره بشكل فعال.

5.3. معيقات الإعلام البيئي في الجزائر

يمكن القول ان الإعلام البيئي في الجزائر كان له الفضل في خلق ونشر الثقافة البيئية لدى الجمهور الجزائري هذا باستغلال القضايا البيئية الوطنية أو المناسبات الخاصة بالاحتفال بالأيام الدولية والوطنية المخصصة للبيئة، هذا ما مكنه على الأقل من معرفة أخطار التلوث البيئي بكل أشكاله والكوارث الطبيعية وكيفية التعامل معها ومعرفة الأيام المخصصة بالاحتفال بالأيام الدولية والوطنية للبيئة وعناصرها المختلفة كاليوم العالمي للبيئة واليوم الوطني للشجرة وغيرها، إلا أن هذا ما يسمى بالإعلام المناسبات يظهر ثم يختفى إلى اجل غير مسمى نظرا لان الإعلام البيئي في الجزائر يعاني من العديد من المعيقات نذكر منها :

  • ضعف المساحة التي تحتلها القضايا البيئية ضمن وسائل الإعلام المختلفة فنجد في التلفزيون مثلا حصة واحدة في الأسبوع لا تتعدى 50 دقيقة أو حملات توعوية لدقيقة أو دقيقتين فقط أو في الجرائد أو المجلات تخصص مساحة صغيرة مقالات البيئة.

  • التناول السطحي للقضايا البيئية مما يؤدي إلى عدم اهتمام الجمهور بالمعلومات البيئية

  • غياب التخطيط الإعلامي البيئي المسبق والمدروس بعناية وحتى غياب البيانات الرسمية والإحصائيات البيئية.

  • ضعف الإمكانيات والوسائل البشرية والمادية المؤهلة في المجال البيئي نظرا لعدم وجود تخصص الإعلام البيئي ضمن كليات الإعلام.

  • غياب الوعي البيئي لدى المجتمع ككل هذا ما أدى إلى غياب الوعي البيئي لدى الصحفي وعدم رغبته في تناول مواضيع تخص القضايا البيئية.

  • الاعتماد على وسائل الإعلام التقليدية لعدم مواكبة التطور المعلوماتي والمعرفي والتكنلوجي.

  • غياب الوعي البيئي لدى أصحاب القرار في المؤسسات الإعلامية

  • عدم تنظيم ورشات تدريبية وتكوينية في المجال البيئي لفائدة الصحفيين بصفة دورية ومستمرة.

  • الاكتفاء بذكر الجهود الإيجابية فقط في المجال البيئي دون ذكر النواقص والاحتياجات التي تخص حماية البيئة.

خاتمة

يمثل الإعلام البيئي السند الرئيس والمحرك الأساسي للسياسيين والجمعيات والمهتمين بالبيئة لنشر الثقافة البيئية ولتوعية الجمهور بضرورة الحفاظ على البيئة نظرا لأهميتها وارتباطها بجميع الأضرار الصحية التي تصيب الإنسان، فالإعلام بجميع وسائله لابد ان يراعي الجمهور ويقدم المعلومة بلغة يمكن للجميع فهمها ويوصل الرسالة الأساسية بضرورة الحفاظ على البيئة بكل عناصرها وان الحفاظ على البيئة على المستوى الوطني له اثره الذي يرتد على البيئة العالمية فحماية ووقاية البيئة في الجزائر هو يساهم في حماية البيئة على المستوى الإقليمية والدولي نظرا لاتصال البيئة ببعضها البعض.

يمكن القول هنا في هذه الخاتمة ان الجهود التي بذلها الإعلام البيئي في الجزائر لم تستطع ان تحقق الثقافة والوعي اللازم لدى الجمهور المتلقي بالرغم من ان العديد من وسائل الإعلام منذ سنوات تنقل المعلومات والأخبار البيئية نظرا لانتشار التلوث والحراق الغابات والرمي العشوائي للنفايات، ونظرا ان المعالجة الإعلامية للقضايا البيئية في وسائل الإعلام الجزائرية سواء كانت مسموعة أو مكتوبة أو ضئيلة جدا مقارنة بالمواضيع ذات طابع سياسي وثقافي واقتصادي، وهذا ما يدعو اليوم إلى مزيد من القلق نظرا لتزايد القضايا البيئية، لذلك ينبغي إعادة النظر في السياسة الإعلامية الجزائرية وتوجيهها لتكون اكثر فعالية لتحقيق الهدف المنشود، فهذا ما يدفع إلى ضرورة تكثيف الجهود في الجزائر للتثقيف والتوعية بالقضايا البيئية بين وسائل الإعلام ومختلف الهيئات والمؤسسات الحكومية والثقافية والجمعيات البيئية والنوادي الرياضية وغيرها، لذلك فالإعلام البيئي في الجزائر بحاجة إلى :

  • تنظيم ورشات عمل ودورات تدريبية للصحفيين

  • التعاون بين المؤسسات الإعلامية ووزارة البيئة

  • استغلال وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة لإيصال الرسالة الإعلامية البيئية

  • إدراج تخصص الإعلام البيئي ضمن البرامج التعليمية لكليات الإعلام والاتصال

  • وضع استراتيجية إعلامية بيئية واضحة

  • تشجيع الخواصلاعلى الاستثمار في قطاع الإعلام البيئي.

الفقي، محمد عبد القادر.. 1999 البيئة مشاكلها وقضاياها وحمايتها من التلوث، القاهرة : لهيئة المصرية العامة للكتاب.

العمر، معن خليل. 2001. قضايا اجتماعية معاصرة، العين، الإمارات العربية المتحدة : دار الكتاب الجامعي.

خالد، فاروق. 2008. الإعلام الدولي والعولمة الجديدة، عمان الأردن : دار السلام للنشر.

عمار، عبد الرحمن. 2014. جمهورية الفيسبوك - السلطة الافتراضية - دراسة استطلاعية لعصر ما بعد الحداثة، الجزائر : منشورات البغدادي.

سايح تركية,. 2014. حماية البيئة في ظل التشريع الجزائري، الاسكندرية : مكتبة الوفاء القانونية.

سعيدان، علي. 2014. اسس ومبادئ قانون البيئة، االجزائر : موفم للنشر.

ديب، كمل. 2015. عولمة الوعي البيئي، الجزائر : دار الخلدونية.

مخلف، شاكر الحاج. 2016. الاعلام والبيئة، عمان الاردن : دار الدجلة للنشر.

شيخة، عفيف علاء الدين وعيسى، موسى. 2017. الاعلام والبيئة، عمان الاردن : دار المعتز للنشر والتوزيع.

الكبيسي،عبد المجيد حميد. 2019. الانسان والبيئة - رؤى بيئية تربوية - العراق : دار الاعصار العلمي.

بوشريط، فيروز. 2012.، إستراتيجية مكافحة التصحر لتحقيق التنمية المستدامة في الوطن العربي – دراسة برنامج لمكافحة التصحر، مذكرة ماجستير، جامعة فرحات عباس، كلية العلوم الاقتصادية والتسيير.

نسيمة، بن مهرة.. 2016. دور الاعلام البيئي في حماية البيئة، مجلة المعيار المركز الجامعي تسمسيلت.

قزادري، حياة. 2018. تعزيز دور الاعلام والتوعية البيئية لحماية البيئة في الجزائر، مجلة الثراث. ص 247.

لولو، عبد الغاني. 2018. المعالجة الاعلامية لقضايا البيئة في التلفزيون الجزائري، مجلة الباحث في العلوم الانسانية والاجتماعية.

وفاء، مجيطة وبلعياض، امنة ورباب. 2019 دور الاعلام البيئي في معالحة المشكلات البيئية في الجزائر، مجلة هيرودوت.

حنون، بديعة.2021. تجليات الاعلام البيئي في تحقيق الاستدامة البيئية، المجلة الجزائرية للابحاث والدراسات.

القانون رقم 01/19 المؤرخ في 12 ديسمبر سنة 2001، المتعلق بتسير النفايات ومراقبتها وازالتها.

القانون رقم 03/02 المؤرخ في 17 فبراير سنة 2033، المتعلق بتحديد القواعد العامة للاستعمال والاستغلال السياحيين للشواطئ.

القانون رقم 03/10 المؤرخ في 19 يوليو سنة 2003، المتعلق بحماية البيئة في اطار التنمية المستدامة.

القانون رقم 06/06 المؤرخ في 20 فبراير سنة 2006، المتعلق بالقانون التوجيهي للمدينة.

مهدي، لبنى.. 2020دور الاعلام في تنمية الوعي البيئي www.e3arabi.com.

وطفة، اسعد علي.. 2021 التربية البيئية في مواجهة التحديات الايكولوجية المعاصرة من المنظور الاممي. https://watfa.net

قيراط، محمد. 2021. الإعلام البيئي العربي. https://www.albayan.ae

Nedjraoui Dalila et Bédrani Slimane, 2008. La désertification dans les steppes algériennes : causes, impacts et action, la revue électronique en sciences de l’environnement, p. 11.

Report’ of the United Nations conference on the human environment Stockholm, 546 June 1972. United Nations New York, 1973.

© Tous droits réservés à l'auteur de l'article